الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُسنَدُ سَلَمَةَ بن الأَكوَعِ الأَسْلَمِيِّ
1130 -
[ح] المَكِّيّ بن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثنا يَزِيدُ بن أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ المَسْجِدَ فَيُصَلِّي مَعَ الأُسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ المُصْحَفِ فَقُلتُ: يَا أبا مُسْلِمٍ، أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَ هَذِهِ الأُسْطُوَانَةِ، قَالَ:«فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَهَا» .
أخرجه أحمد (16631)، والبخاري (502)، ومسلم (1071)، وابن ماجة (1430).
1131 -
[ح](المَكِّيّ بن إِبْرَاهِيمَ، وَحَاتِم بن إِسْمَاعِيلَ، وَصَفْوَان بن عِيسَى) قَالَ: حَدَّثنا ابْنُ أَبِي عُبيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ قَالَ:«كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي المَغْرِبَ سَاعَةَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ إِذَا غَابَ حَاجِبُهَا» .
أخرجه أحمد (16647)، وعبد بن حميد (386)، والدارمي (1321)، والبخاري (561)، ومسلم (1384)، وابن ماجة (688)، وأبو داود (417)، والترمذي (164).
1132 -
[ح] يَعْلَى بن الحَارِثِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِيَاسُ بن سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ، وَأبو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثنا يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:«كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الجُمُعَةَ ثُمَّ نَرْجِعُ وَمَا لِلحِيطَانِ فَيءٌ يُسْتَظَلُّ بِهِ» .
أخرجه ابن أبي شيبة (5180)، وأحمد (16610)، والدارمي (1667)، والبخاري (4168)، ومسلم (1947)، وابن ماجة (1100)، وأبو داود (1085)، والنسائي (1710).
1133 -
[ح] بُكَيْرِ بن عَبْدِ الله، عَنْ يَزِيدَ، مَوْلَى سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ:«لمَّا نَزَلَتْ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]. «كَانَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ، حَتَّى نَزَلَتِ الآيةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا» .
أخرجه الدارمي (1862)، والبخاري (4507)، ومسلم (2656)، وأبو داود (2315)، والترمذي (798)، والنسائي (2637).
1134 -
[ح](أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ، وَحَاتِم بن إِسْمَاعِيلَ، وَيَحْيَى بن سَعِيدٍ القَطَّانِ) عَنْ يَزِيدَ بن أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثنا سَلَمَةُ بن الأَكْوَعِ، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ:«أَذِّنْ فِي قَوْمِكَ أَوْ فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ: مَنْ أَكَلَ فَليَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَليَصُمْ» .
أخرجه أحمد (16641)، والدارمي (1889)، والبخاري (1924)، ومسلم (2638)، والنسائي (2642)
1135 -
[ح] يُونُس بن مُحمَّد، قَالَ: حَدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بن زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثنا أبو عُمَيْسٍ، عَنْ إِيَاسِ بن سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:«رَخَّصَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي مُتْعَةِ النِّسَاءِ عَامَ أَوْطَاسٍ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ ثُمَّ نَهَى عَنْهَا» .
أخرجه ابن أبي شيبة (17351)، وأحمد (16667)، ومسلم (3399).
1136 -
[ح](المَكِّيّ بن إِبْرَاهِيمَ، وَيَحْيَى بن سَعِيدٍ القَطَّانِ) عَنْ يَزِيدَ بن أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثنا سَلَمَةُ بن الأَكْوَعِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأُتِيَ بِجِنَازَةٍ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ الله، صَلِّ عَلَيْهَا، قَالَ:«هَل تَرَكَ شَيْئًا؟ » قَالُوا: لَا، قَالَ، : «هَل تَرَكَ
عَلَيْهِ دَيْنًا؟ » قَالُوا: لَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ، :«هَل تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ » ، قَالُوا: لَا.
قَالَ: «هَل تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ » قَالُوا: ثَلَاثَ دَنَانِيرَ، قَالَ، :«ثَلَاثُ كَيَّاتٍ» ، قَالَ: فَأُتِيَ بِالثَّالِثَةِ فَقَالَ: «هَل تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ » قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ، :«هَل تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ » قَالُوا: لَا، قَالَ، :«صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ، الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أبو قَتادَةَ: يَا رَسُولَ الله، عَلَيَّ دَيْنُهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ.
أخرجه أحمد (16642)، والبخاري (2289)، والنسائي (2099).
1137 -
[ح] عِكْرِمَةَ بن عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بن سَلَمَةَ، أَنَّ أباهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِشِمَالِهِ، فَقَالَ:«كُل بِيَمِينِكَ» قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ:«لَا اسْتَطَعْتَ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الكِبْرُ» قَالَ: فَمَا رَفَعَهُما إِلَى فِيهِ.
أخرجه ابن أبي شيبة (24932)، وأحمد (16607)، وعبد بن حميد (388)، والدارمي (2163)، ومسلم (5316).
1138 -
[ح] أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيل، عَنْ يَزِيدَ بن أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلا يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَبَقِيَ فِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ» فَلمَّا كَانَ العَامُ المُقْبِلُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلنَا عَامَ المَاضِي؟ قَالَ:«كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا، فَإِنَّ ذَلِكَ العَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ، فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا» .
أخرجه البخاري (5569)، ومسلم (5151)، والروياني (1135).
1139 -
[ح] عِكْرِمَةَ بن عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بن سَلَمَةَ، أَنَّ أباهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يَرْحَمُكَ اللهُ» ثُمَّ عَطَسَ، الثَّانِيَةَ أَوِ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّهُ مَزْكُومٌ» .
16644)، والدارمي (2826)، ومسلم) أخرجه ابن أبي شيبة (26503)، وأحمد (16615)، (7598)، وأبو داود (5037)، والترمذي (2743)، والنسائي (9980).
1140 -
[ح](المَكِّيّ بن إِبْرَاهِيمَ، وَيَحْيَى بن سَعِيدٍ القَطَّانِ، وَالضَّحَّاك بن مَخْلَدٍ) قَالَ: حَدَّثنا يَزِيدُ بن أَبِي عُبيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .
أخرجه أحمد (16620)، والبخاري (109).
1141 -
[ح](حَاتِم بن إِسْمَاعِيلَ، وَحَمَّاد بن مَسْعَدَةَ) عَنْ يَزِيدَ بن أَبِي عُبيْدٍ
(1)
، عَنْ سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم مَعَ النَّاسِ فِي الحُدَيْبِيَةِ ثُمَّ قَعَدْتُ مُتَنَحِّيًا، فَلمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، ألا تُبايعُ؟ » ، قَالَ: قُلتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ الله، قَالَ:«أَيْضًا» قُلتُ: عَلَامَ بَايَعْتُمْ؟ ، قَالَ:«عَلَى المَوْتِ» .
أخرجه أحمد (16623)، والبخاري (2960)، ومسلم (4853)، والترمذي (1592)، والنسائي (7732).
1142 -
[ح] حَمَّاد بن مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بن أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: جَاءَنِي عَمِّي عَامِرٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي سِلَاحَكَ، قَالَ: فَأَعْطَيْتُهُ، قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ
(1)
القائل هو يزيد بن أبي عبيد.
صلى الله عليه وسلم، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله، أَبْغِنِي سِلَاحَكَ، قَالَ:«أَيْنَ سِلَاحُكَ» قَالَ: ، قُلتُ: أَعْطَيْتُهُ عَمِّي عَامِرًا، قَالَ:«مَا أَجِدُ شَبَهَكَ إِلَّا الَّذِي قَالَ: هَبْ لِي أَخًا أَحَبَّ إِليَّ مِنْ نَفْسِي» ، قَالَ: فَأَعْطَانِي قَوْسَهُ وَمَجَانَّهُ وَثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ مِنْ كِنَانَتِهِ.
أخرجه أحمد (16659).
1143 -
[ح] عِكْرِمَة بن عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي إِيَاسُ بن سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَدِمْنَا الحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لَا تُرْوِيهَا، قَالَ: فَقَعَدَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى جَبَا الرَّكِيَّةِ، فَإِمَّا دَعَا، وَإِمَّا بَصَقَ فِيهَا، قَالَ: فَجَاشَتْ، فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم دَعَانَا لِلبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَبَايَعْتُهُ أَوَّلَ النَّاسِ، ثُمَّ بَايَعَ، وَبَايَعَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ مِنَ النَّاسِ، قَالَ:«بَايِعْ يَا سَلَمَةُ» قَالَ: قُلتُ: قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ الله فِي أَوَّلِ النَّاسِ، قَالَ:«وَأَيْضًا» قَالَ: وَرَآنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَزِلًا - يَعْنِي لَيْسَ مَعَهُ، سِلَاحٌ -، قَالَ: فَأَعْطَانِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَجَفَةً - أَوْ دَرَقَةً -، ثُمَّ بَايَعَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ، قَالَ:«ألا تُبايِعُني يَا سَلَمَةُ؟ » قَالَ: قُلتُ: قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ الله فِي أَوَّلِ النَّاسِ، وَفِي أَوْسَطِ النَّاسِ، قَالَ:«وَأَيْضًا» قَالَ: فَبَايَعْتُهُ، الثَّالِثَةَ، ثُمَّ قَالَ لِي:«يَا سَلَمَةُ، أَيْنَ حَجَفَتُكَ - أَوْ دَرَقَتُكَ - الَّتِي أَعْطَيْتُكَ؟ » .
قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ عَزِلًا، فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ:«إِنَّكَ كَالَّذِي قَالَ الأَوَّلُ: اللهُمَّ أَبغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ نَفْسِي» ثُمَّ إِنَّ المُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلحَ حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا فِي،
بَعْضٍ، وَاصْطَلَحْنَا، قَالَ: وَكُنْتُ تَبِيعًا لِطَلحَةَ بن عُبَيْدِ الله أَسْقِي فَرَسَهُ، وَأَحُسُّهُ، وَأَخْدِمُهُ، وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَتَرَكْتُ أَهْلي وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى الله وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: فَلمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ، وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ، أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ فِي أَصْلِهَا، قَالَ: فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ المُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَأَبْغَضْتُهُمْ، فَتَحَوَّلتُ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى، وَعَلَّقُوا سِلَاحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلِ الوَادِي، يَا لَلمُهَاجِرِينَ، قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ، قَالَ: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَى أُولَئِكَ الأَرْبَعَةِ وَهُمْ رُقُودٌ، فَأَخَذْتُ سِلَاحَهُمْ، فَجَعَلتُهُ ضِغْثًا فِي يَدِي، قَالَ: ثُمَّ قُلتُ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحمَّد، لَا يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَأسَهُ إِلَّا ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاهُ.
قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَجَاءَ عَمِّي عَامِرٌ بِرَجُلٍ مِنَ العَبَلَاتِ، يُقَالُ لَهُ: مِكْرَزٌ يَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى فَرَسٍ، مُجفَّفٍ فِي سَبْعِينَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«دَعُوهُمْ، يَكُنْ لهُمْ بَدْءُ الفُجُورِ، وَثِنَاهُ» فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَأَنْزَلَ اللهُ:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24] الآيَةَ كُلَّهَا.
قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إِلَى المَدِينَةِ، فَنزَلنَا مَنْزِلًا بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي لحْيَانَ جَبَلٌ، وَهُمُ المُشْرِكُونَ، فَاسْتَغْفَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِمَنْ رَقِيَ هَذَا الجَبَلَ اللَّيْلَةَ كَأنَّهُ طَلِيعَةٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، قَالَ سَلَمَةُ: فَرَقِيتُ تِلكَ اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَدِمْنَا
المَدِينَةَ، فَبَعَثَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِظَهْرِهِ مَعَ رَبَاحٍ غُلَامِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَأنا مَعَهُ،
وَخَرَجْتُ مَعَهُ بِفَرَسِ طَلحَةَ أُنَدِّيهِ مَعَ الظَّهْرِ.
فَلمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ، وَقَتَلَ رَاعِيَهُ، قَالَ: فَقُلتُ: يَا رَبَاحُ، خُذْ هَذَا الفَرَسَ فَأَبْلِغْهُ طَلحَةَ بن عُبَيْدِ الله، وَأَخْبِرْ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّ المُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ، قَالَ: ثُمَّ قُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ، فَاسْتَقْبَلتُ المَدِينَةَ، فَنَادَيْتُ ثَلَاثًا: يَا صَبَاحَاهْ، ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ القَوْمِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ وَأَرْتَجِزُ، أَقُولُ: أنا ابْنُ الأَكْوَعِ وَاليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ، فَأَلحقُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَصُكُّ سَهْمًا فِي رَحْلِهِ، حَتَّى خَلَصَ نَصْلُ السَّهْمِ إِلَى كَتِفِهِ.
قَالَ: قُلتُ: خُذْهَا وَأنا ابْنُ الأَكْوَعِ وَاليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قَالَ: فَوَالله، مَا زِلتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ، فَإِذَا رَجَعَ إِلَيَّ فَارِسٌ أَتَيْتُ شَجَرَةً، فَجَلَسْتُ فِي أَصْلِهَا، ثُمَّ رَمَيْتُهُ فَعَقَرْتُ بِهِ، حَتَّى إِذَا تَضَايَقَ الجَبَلُ، فَدَخَلُوا فِي تَضَايُقِهِ، عَلَوْتُ الجَبَلَ فَجَعَلتُ أُرَدِّيهِمْ بِالحِجَارَةِ، قَالَ: فَمَا زِلتُ كَذَلِكَ أَتْبَعُهُمْ حَتَّى مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ بَعِيرٍ مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي، وَخَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً، وَثَلَاثِينَ رُمْحًا، يَسْتَخِفُّونَ وَلَا يَطْرَحُونَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلتُ عَلَيْهِ آرَامًا مِنَ الحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ.
حَتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ، فَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ فُلَانُ بن بَدْرٍ الفَزَارِيُّ، فَجَلَسُوا يَتَضَحَّوْنَ - يَعْنِي يَتَغَدَّوْنَ - وَجَلَسْتُ عَلَى رَأسِ قَرْنٍ، قَالَ الفَزَارِيُّ: مَا هَذَا الَّذِي
أَرَى؟ قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا البَرْحَ، وَالله، مَا فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ يَرْمِينَا حَتَّى انْتَزَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا، قَالَ: فَليَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ أَرْبَعَةٌ، قَالَ: فَصَعِدَ إِلَيَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي الجَبَلِ، قَالَ: فَلمَّا أَمْكَنُونِي مِنَ الكَلَامِ، قَالَ: قُلتُ: هَل تَعْرِفُونِي؟ قَالُوا: لَا، وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلتُ: أنا سَلَمَةُ بن الأَكْوَعِ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، لَا أَطْلُبُ رَجُلًا مِنْكُمْ إِلَّا أَدْرَكْتُهُ، وَلَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكَنِي.
قَالَ أَحَدُهُمْ: أنا أَظُنُّ، قَالَ: فَرَجَعُوا، فَمَا بَرِحْتُ مَكَانِي حَتَّى رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ، قَالَ: فَإِذَا أَوَّلُهُمُ الأَخْرَمُ الأَسَدِيُّ، عَلَى إِثْرِهِ أبو قَتادَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَعَلَى إِثْرِهِ المِقْدَادُ بن الأَسْوَدِ الكِنْدِيُّ، قَالَ: فَأَخَذْتُ بِعِنَانِ الأَخْرَمِ، قَالَ: فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ، قُلتُ: يَا أَخْرَمُ، احْذَرْهُمْ لَا يَقْتَطِعُوكَ حَتَّى يَلحَقَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، قَالَ: يَا سَلَمَةُ، إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَتَعْلَمُ أَنَّ الجنَّة حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ، فَلَا تَحُل بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ.
قَالَ: فَخَلَّيْتُهُ، فَالتَقَى هُوَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: فَعَقَرَ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ، وَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ، وَتَحَوَّلَ عَلَى فَرَسِهِ، وَلحَقَ أبو قَتادَةَ فَارِسُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ، فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، لَتَبِعْتُهُمْ أَعْدُو عَلَى رِجْلَيَّ حَتَّى مَا أَرَى وَرَائِي مِنْ أَصْحَابِ مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، وَلَا غُبَارِهِمْ شَيْئًا حَتَّى يَعْدِلُوا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ: ذَو قَرَدٍ لِيَشْرَبُوا مِنْهُ وَهُمْ عِطَاشٌ، قَالَ: فَنَظَرُوا إِلَيَّ أَعْدُو وَرَاءَهُمْ، فَخَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ - يَعْنِي أَجْلَيْتُهُمْ عَنْهُ - فَمَا ذَاقُوا مِنْهُ قَطْرَةً.
قَالَ: وَيَخْرُجُونَ فَيَشْتَدُّونَ فِي ثَنِيَّةٍ، قَالَ: فَأَعْدُو فَأَلحقُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَصُكُّهُ بِسَهْمٍ فِي نُغْضِ كَتِفِهِ، قَالَ: قُلتُ: خُذْهَا وَأنا ابْنُ الأَكْوَعِ وَاليَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قَالَ: يَا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ، أَكْوَعُهُ بُكْرَةَ؟ قَالَ: قُلتُ: نَعَمْ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ، أَكْوَعُكَ بُكْرَةَ، قَالَ: وَأَرْدَوْا فَرَسَيْنِ عَلَى ثَنِيَّةٍ، قَالَ: فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُما إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَلحَقَنِي عَامِرٌ بِسَطِيحَةٍ فِيهَا مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ، وَسَطِيحَةٍ فِيهَا مَاءٌ، فَتوَضَّأتُ وَشَرِبْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى المَاءِ الَّذِي حَلَّأتُهُمْ عَنْهُ، فَإِذَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَدْ أَخَذَ تِلكَ الإِبِلَ وَكُلَّ شَيْءٍ اسْتَنْقَذْتُهُ مِنَ المُشْرِكِينَ، وَكُلَّ رُمْحٍ وَبُرْدَةٍ، وَإِذَا بِلَالٌ نَحَرَ نَاقَةً مِنَ الإِبِلِ الَّذِي اسْتَنْقَذْتُ مِنَ القَوْمِ، وَإِذَا هُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا.
قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، خَلِّنِي فَأَنْتَخِبُ مِنَ القَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ فَأتَّبِعُ القَوْمَ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلَّا قَتَلتُهُ، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ، فَقَالَ:«يَا سَلَمَةُ، أتُراكَ كُنْتَ فَاعِلًا؟ » قُلتُ: نَعَمْ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، فَقَالَ:«إِنَّهُمُ الآنَ لَيُقْرَوْنَ فِي أَرْضِ غَطَفَانَ» قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ، غَطَفَانَ، فَقَالَ: نَحَرَ لَهُمْ فُلَانٌ جَزُورًا فَلمَّا كَشَفُوا جِلدَهَا رَأَوْا غُبَارًا، فَقَالُوا: أَتَاكُمُ القَوْمُ، فَخَرَجُوا هَارِبِينَ.
فَلمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كَانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا اليَوْمَ أبو قَتادَةَ، وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ» قَالَ: ثُمَّ أَعْطَانِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم سَهْمَيْنِ سَهْمَ الفَارِسِ، وَسَهْمَ، الرَّاجِلِ، فَجَمَعَهُما لِي جَمِيعًا، ثُمَّ أَرْدَفَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَرَاءَهُ عَلَى العَضْبَاءِ رَاجِعِينَ
إِلَى المَدِينَةِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ، قَالَ: وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ لَا يُسْبَقُ شَدًّا، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: «ألا مُسَابِقٌ إِلَى المَدِينَةِ؟ هَل مِنْ مُسَابِقٍ؟ » فَجَعَلَ يُعِيدُ ذَلِكَ قَالَ: فَلمَّا سَمِعْتُ كَلَامَهُ، قُلتُ: أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا، وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا، قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، بِأَبِي وَأُمِّي، ذَرْنِي فَلِأُسَابِقَ الرَّجُلَ، قَالَ:«إِنْ شِئْتَ» قَالَ: قُلتُ: اذْهَبْ إِلَيْكَ وَثَنَيتُ رِجْلَيَّ، فَطَفَرْتُ فَعَدَوْتُ، قَالَ: ، فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا - أَوْ شَرَفَيْنِ - أَسْتَبْقِي نَفَسِي، ثُمَّ عَدَوْتُ فِي إِثْرِهِ، فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا - أَوْ شَرَفَيْنِ -، ثُمَّ إِنِّي رَفَعْتُ حَتَّى أَلحَقَهُ، قَالَ: فَأَصُكُّهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ: قُلتُ: قَدْ سُبِقْتَ وَالله، قَالَ: أنا أَظُنُّ، قَالَ: فَسَبَقْتُهُ إِلَى المَدِينَةِ، قَالَ: فَوَالله، مَا لَبِثْنَا إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ حَتَّى خَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: فَجَعَلَ عَمِّي عَامِرٌ يَرْتَجِزُ بِالقَوْمِ تَالله لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا، وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا، فَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا، وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«مَنْ هَذَا؟ » قَالَ: أنا عَامِرٌ، قَالَ:«غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ» ، قَالَ: وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِإِنْسَانٍ يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ، قَالَ: فَنَادَى عُمَرُ بن الخَطَّابِ وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ: يَا نَبِيَّ الله، لَوْلَا مَا مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ، قَالَ: فَلمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ، قَالَ: خَرَجَ مَلِكُهُمْ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ، وَيَقُولُ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنِّي مَرْحَبُ
…
شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجرَّبُ
إِذَا الحُرُوبُ أَقْبَلَ تْ تَلَهَّبُ.
قَالَ: وَبَرَزَ لَهُ عَمِّي عَامِرٌ، فَقَالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنِّي عَامِرُ
…
شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ
قَالَ: فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ، فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ، فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ، قَالَ سَلَمَةُ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُونَ: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ، قَتَلَ نَفْسَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأنا أَبْكِي، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله، بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ؟
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ ذَلِكَ؟ » قَالَ: قُلتُ: نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ:«كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ، بَل لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ» ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ أَرْمَدُ، فَقَالَ:«لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ» أَوْ - «يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ» ، - يا، فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ، حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، .. قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلِ فَبَسَقَ فِي عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، وَخَرَجَ مَرْحَبٌ، فَقَالَ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ
…
شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجرَّبُ
إِذَا الحُرُوبُ أَقْبَلَ تْ تَلَهَّبُ
فَقَالَ عَلِيٌّ:
أنا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ
…
كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ المَنْظَرَهْ
أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
قَالَ: فَضَرَبَ رَأسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ كَانَ الفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ.
أخرجه ابن أبي شيبة (32763)، وأحمد (16633)، ومسلم (4702)، وأبو داود (2752).
[وَرَوَاهُ](حَمَّاد بن مَسْعَدَةَ، وَحَاتِمُ بن إِسْمَاعِيلَ) عَنْ يَزِيدَ بن أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَسِرْنَا لَيْلًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ لِعَامِرٍ: يَا عَامِرُ أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ؟ وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا، فَنزَلَ يَحْدُو بِالقَوْمِ يَقُولُ:
اللهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
…
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا أَبْقَيْنَا
…
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَلقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
…
إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّ لُوا عَلَيْنَا
فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ هَذَا السَّائِقُ» قَالُوا: عَامِرُ بن الأَكْوَعِ، قَالَ:، «يَرْحَمُهُ اللهُ» قَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ الله، لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ؟ فَأتَيْنَا خَيْبَرَ فَحَاصَرْنَاهُمْ حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ تَعَالَى فَتَحَهَا عَلَيْهِمْ، فَلمَّا أَمْسَى النَّاسُ مَسَاءَ اليَوْمِ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ، أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَا هَذِهِ النِّيرَانُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟ » قَالُوا: عَلَى لحْمٍ، قَالَ:«عَلَى أَيِّ لَحْمٍ؟ » قَالُوا: لحْمِ حُمُرِ الإِنْسِيَّةِ.
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَهْرِيقُوهَا وَاكْسِرُوهَا» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، أَوْ، نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ:«أَوْ ذَاكَ» فَلمَّا تَصَافَّ القَوْمُ كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ قَصِيرًا، . فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ، وَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ، فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ فَمَاتَ مِنْهُ، قَالَ: فَلمَّا قَفَلُوا قَالَ سَلَمَةُ: رَآنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي،
قَالَ: «مَا لَكَ» قُلتُ لَهُ: فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ - وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ - إِنَّهُ لجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ» .
أخرجه أحمد (16625)، والبخاري (4196)، ومسلم (4691)، وابن ماجة (3195).
[وَرَوَاهُ] عِكْرِمَةُ بن عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي إِيَاسُ بن سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم حُنَينًا، فَلمَّا وَاجَهْنَا العَدُوَّ تَقَدَّمْتُ فَأَعْلُو ثَنِيَّةً، فَاسْتَقْبَلَنِي رَجُلٌ مِنَ العَدُوِّ، فَأَرْمِيهِ بِسَهْمٍ فَتوَارَى عَنِّي، فَمَا دَرَيْتُ مَا صَنَعَ، وَنَظَرْتُ إِلَى القَوْمِ فَإِذَا هُمْ قَدْ طَلَعُوا مِنْ ثَنِيَّةٍ أُخْرَى، فَالتَقَوْا هُمْ وَصَحَابَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَلَّى صَحَابَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَرْجِعُ مُنْهَزِمًا، وَعَلَيَّ بُرْدَتَانِ مُتَّزِرًا بِإِحْدَاهُما مُرْتَدِيًا بِالأُخْرَى، فَاسْتَطْلَقَ إِزَارِي فَجَمَعْتُهُما جَمِيعًا.
وَمَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مُنْهَزِمًا وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«لَقَدْ رَأَى ابْنُ الأَكْوَعِ فَزَعًا» فَلمَّا غَشُوا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عَنِ البَغْلَةِ، ثُمَّ، قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ مِنَ الأَرْضِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ بِهِ وُجُوهَهُمْ، فَقَالَ:«شَاهَتِ الوُجُوهُ» فَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا إِلَّا مَلَأَ عَيْنَيْهِ تُرابًا بِتِلكَ القَبْضَةِ، فَوَلَّوْا، مُدْبِرِينَ، فَهَزَمَهُمُ اللهُ عز وجل، وَقَسَمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَهُمْ بَيْنَ المُسْلِمِينَ».
أخرجه مسلم (4642).
1144 -
[ح] عِكْرِمَة بن عَمَّارٍ، حَدَّثنا إِيَاسُ بن سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِي بَكْرِ بن أَبِي قُحَافَةَ وَأَمَّرَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، قَالَ: غَزَوْنَا
فَزَارَةَ فَلمَّا دَنَوْنَا مِنَ المَاءِ أَمَرَنَا أبو بَكْرٍ فَعَرَّسْنَا، قَالَ: فَلمَّا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ أَمَرَنَا أبو بَكْرٍ فَشَنَيْنَا الغَارَةَ، فَقَتَلنَا عَلَى المَاءِ مَنْ قَتَلنَا، قَالَ سَلَمَةُ: ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ فِيهِ الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ نَحْوَ الجَبَلِ، وَأنا أَعْدُو فِي آثَارِهِمْ، فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَى الجَبَلِ، فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الجَبَلِ.
قَالَ: فَجِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، حَتَّى أَتَيْتُهُ عَلَى المَاءِ وَفِيهِمْ امْرَأَةٌ مِنْ فَزَارَةَ، عَلَيْهَا قَشْعٌ مِنْ أَدَمٍ وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا مِنْ أَحْسَنِ العَرَبِ، قَالَ: فَنَفَّلَنِي أبو بَكْرٍ ابْنَتَهَا، قَالَ: فَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْتُ المَدِينَةَ، ثُمَّ بِتُّ فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا، قَالَ: فَلَقِيَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ فَقَالَ لِي: «يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِي المَرْأَةَ» .
قَالَ: فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله، وَالله لَقَدْ أَعْجَبَتْنِي وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَتَرَكَنِي حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الغَدِ لَقِيَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ فَقَالَ: «يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِي المَرْأَةَ لله أبوكَ» قَالَ: قُلتُ: يَا رَسُولَ الله، وَالله، أَعْجَبَتْنِي مَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا وَهِيَ لَكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ وَفِي أَيْدِيهِمْ أُسَارَى مِنَ المُسْلِمِينَ فَفَدَاهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِتِلكَ المَرْأَةِ.
أخرجه ابن أبي شيبة (33743)، وأحمد (16652)، ومسلم (4594)، وابن ماجة (2840)، وأبو داود (2596)، والنسائي (8612).
1145 -
[ح](أَبِي العُمَيْسِ عُتْبَة بن عَبْدِ الله، وَعِكْرِمَة بن عمَّارٍ) قَالَ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بن سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم
هَوَازِنَ، قَالَ: فَبيْنَما نَحْنُ نَتَضَحَّى وَعَامَّتُنا مُشَاةٌ فِينَا ضَعَفَةٌ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ فَانْتَزَعَ طَلَقًا مِنْ حَقَبِهِ فَقَيَّدَ بِهِ جَمَلَهُ - رَجُلٌ شَابٌّ - ثُمَّ جَاءَ يَتَغَدَّى مَعَ القَوْمِ، فَلمَّا رَأَى ضَعْفَهُمْ وَرِقَّةَ ظَهْرِهِمْ خَرَجَ إِلَى جَمَلِهِ فَأَطْلَقَهُ، ثُمَّ أناخَهُ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ يَرْكُضُ وَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ هِيَ أَمْثَلُ ظَهْرِ القَوْمِ فَأَتْبَعَهُ.
قَالَ: وَخَرَجْتُ أَعْدُو فَأَدْرَكْتُهُ وَرَأسُ النَّاقَةِ عِنْدَ وَرِكِ الجَمَلِ، وَكُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ النَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ الجَمَلِ فَأَنَخْتُهُ، فَلمَّا وَضَعَ رُكْبَتَهُ إِلَى الأَرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي فَأَضْرِبُ بِهِ رَأسَهُ فَنَدَرَ، فَجِئْتُ بِرَاحِلَتِهِ وَمَا عَلَيْهَا أَقُودُهُ، فَاسْتَقْبَلَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُقْبِلًا قَالَ:«مَنْ قَتلَ الرَّجُلَ؟ » قَالُوا: ابْنُ الأَكْوَعِ، قَالَ، :«لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ» .
أخرجه ابن أبي شيبة (33763)، وأحمد (16606)، والدارمي (2608)، والبخاري (3051)، ومسلم (4593)، وابن ماجة (2836)، وأبو داود (2653)، والنسائي (8624).
1146 -
[ح](حَاتِم بن إِسْمَاعِيلَ، وَحَمَّاد بن مَسْعَدَةَ) عَنْ يَزِيدَ بن أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، أنَّهُ «اسْتَأذَنَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فِي البَدْوِ فَأَذِنَ لَهُ» .
أخرجه أحمد (16622)، والبخاري (7087)، ومسلم (4856)، والنسائي (7761).
1147 -
[ح] حَاتِم بن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بن أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه، قَالَ: خَفَّتْ أَزْوَادُ القَوْمِ، وَأَمْلَقُوا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ إِبِلِهِمْ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ، فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ: مَا بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبِلِكُمْ، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،
فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا بَقَاؤُهُمْ بَعْدَ إِبِلِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«نَادِ فِي النَّاسِ، فَيَأتُونَ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ» فَبُسِطَ لِذَلِكَ نِطَعٌ، وَجَعَلُوهُ عَلَى النِّطَعِ، فَقَامَ، رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَدَعَا وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ، فَاحْتَثَى النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ الله» .
أخرجه البخاري (2484).
[وَرَوَاهُ] عِكْرِمَةُ بن عَمَّارٍ، حَدَّثنا إِيَاسُ بن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ، فَأَصَابَنَا جَهْدٌ حَتَّى هَمَمْنَا أَنْ نَنْحَرَ بَعْضَ ظَهْرِنَا، فَأَمَرَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم فَجَمَعْنَا مَزَاوِدَنَا، فَبَسَطْنَا لَهُ نِطَعًا، فَاجْتَمَعَ زَادُ القَوْمِ عَلَى النِّطَعِ، قَالَ: فَتَطَاوَلتُ لِأَحْزِرَهُ كَمْ هُوَ؟ فَحَزَرْتُهُ كَرَبْضَةِ العَنْزِ، وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قَالَ: فَأَكَلنَا حَتَّى شَبِعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ حَشَوْنَا جُرُبَنَا، فَقَالَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم:«فَهَل مِنْ وَضُوءٍ؟ » .
قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بِإِدَاوَةٍ لَهُ فِيهَا نُطْفَةٌ، فَأَفْرَغَهَا فِي قَدَحٍ، فَتوَضَّأنَا كُلُّنَا نُدَغْفِقُهُ دَغْفَقَةً أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةٌ، فَقَالُوا: هَل مِنْ طَهُورٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فَرِغَ الوَضُوءُ» .
أخرجه مسلم (4539).
1148 -
[ح] عِكْرِمَة بن عَمَّارٍ، حَدَّثنا إِيَاسٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:«لَقَدْ قُدْتُ بِنَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، بَغْلَتهُ الشَّهْبَاءَ، حَتَّى أَدْخَلتُهُمْ حُجْرَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَذَا قُدَّامَهُ وَهَذَا خَلفَهُ» .
أخرجه مسلم (6340)، والترمذي (2775).
1149 -
[ح] المَكِّيّ بن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثنا يَزِيدُ بن أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ فَقُلتُ: يَا أبا مُسْلِمٍ، مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ؟ قَالَ: هَذِهِ ضَرْبَةٌ، أُصِبْتُها يَوْمَ خَيْبَرَ، قَالَ: يَوْمَ أُصِبْتُها قَالَ النَّاسُ: أُصِيبَ سَلَمَةُ «فَأُتِيَ بِي رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَنَفَثَ فِيهِ ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ» ، فَما اشْتكَيْتُها حَتَّى السَّاعَةِ.
أخرجه أحمد (16629)، والبخاري (4206)، وأبو داود (3894).
1150 -
[ح](حَاتِم بن إِسْمَاعِيلَ، وِحَمَّاد بن مَسْعَدَةَ) عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ:«غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ» ، فَذَكَرَ: الحُدَيْبِيَةَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ، وَيَوْمَ القَرَدِ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ، قَالَ يَزِيدُ: وَنَسِيتُ بَقِيَّتهُنَّ.
أخرجه أحمد (16658)، والبخاري (4270)، ومسلم (4724).
1151 -
[ح] يَحْيَى بن سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بن أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بن الأكْوَعِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ وَهُمْ يَتَنَاضَلُونَ فِي السُّوقِ فَقَالَ: «ارْمُوا يَا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أباكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارْمُوا وَأنا مَعَ بَنِي فُلَانٍ» - لِأَحَدِ الفَرِيقَيْنِ - فَأَمْسَكُوا أَيْدِيَهُمْ، فَقَالَ:«ارْمُوا» قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، ، كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَ:«ارْمُوا وَأنا مَعَكُمْ كُلُّكُمْ» .
أخرجه أحمد (16643)، والبخاري (3507).
1152 -
[ح] عِكْرِمَة بن عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَلَّ عَلَيْنَا السَّيْفَ فَلَيْسَ مِنَّا» .
أخرجه ابن أبي شيبة (29533)، وأحمد (16614)، والدارمي (2679)، ومسلم (194).
1153 -
[ح] عِكْرِمَة، حَدَّثنا إِيَاس، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: عُدْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مَوْعُوكًا، قَالَ: فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ، فَقُلتُ: وَالله مَا رَأَيْتُ كَاليَوْمِ رَجُلًا أَشَدَّ حَرًّا، فَقَالَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم:«ألا أُخْبِرُكُمْ بِأَشَدَّ حَرًّا مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ هَذَيْنِكَ الرَّجُلَيْنِ الرَّاكِبَيْنِ المُقفِّيَيْنِ» لِرَجُلَيْنِ حِينَئِذٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.
أخرجه مسلم (7143).
* * *