المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند صهيب بن سنان الرومي - الجامع المسند الصحيح - جـ ٢

[الحارث بن علي الحسني]

فهرس الكتاب

- ‌حرف السين

- ‌مُسنَدُ السَّائِبِ بن خَلَّادٍ الأَنصَارِيِّ

- ‌مُسنَدُ السَّائِبِ بن يزيدَ الكِنْدِيِّ

- ‌مُسنَدُ سَبْرَةَ بن أبي فَاكِهٍ

- ‌مُسنَدُ سَبْرَةَ بن مَعْبَدٍ الجُهَنيِّ

- ‌مُسنَدُ سُرَاقةَ بن مَالِك بن جُعْشُمٍ المُدْلجيِّ

- ‌مُسنَدُ سَعْدِ بن مُعَاذٍ الأنصَارِيِّ

- ‌مُسنَدُ سَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ

- ‌مُسنَدُ سَعيدِ بن زَيْدِ بن عَمْرِو بن نُفَيْلٍ العَدَوِيِّ

- ‌مُسنَدُ سَعيدِ بن سَعْدِ بن عُبادَةَ

- ‌مُسنَدُ سُفْيانَ بن أبي زُهَيْرٍ الأزدِيّ

- ‌مُسنَدُ سُفْيانَ بن عَبْدِ الله الثَّقفِيِّ

- ‌مُسنَدُ سَفِينةَ مَوْلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مُسنَدُ سَلمانَ الفَارِسيِّ

- ‌مُسنَدُ سَلَمَةَ بن الأَكوَعِ الأَسْلَمِيِّ

- ‌مُسنَدُ سَلَمَةَ بن سَلامَةَ بن وَقْشٍ الأنْصَاريِّ

- ‌مُسنَدُ سَلَمَةَ بن قَيْسٍ الأشْجَعِيِّ

- ‌مُسنَدُ سَلَمَةَ بن نُعَيْم الأَشْجَعِيِّ

- ‌مُسنَدُ سَلَمَةَ بن نُفَيْلٍ السَّكُونيِّ

- ‌مُسنَدُ سَلَمَةَ بن أبي سَلَمَةَ الجَرْمِيِّ

- ‌مُسنَدُ سُلَيمانَ بن صُرَدٍ الخُزاعِيِّ

- ‌مُسنَدُ سَمُرَةَ بن جُنْدَبٍ الفَزَارِيِّ

- ‌مُسندُ سَهْلِ بن سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ

- ‌مُسندُ سُوَيْدِ بن قَيْسٍ

- ‌مُسنَدُ سُوَيْدِ بن مُقرِّنٍ المُزِنيِّ

- ‌مُسندُ سُوَيْدِ بن النُّعمانِ الأنْصَارِيِّ

- ‌حرف الشين

- ‌مُسنَدُ شَدَّادِ بن أَوْسٍ بن ثَابتٍ الأنصَارِيِّ

- ‌مُسنَدُ شَدَّادِ بن الَهادِ اللَّيْثيِّ

- ‌مُسنَدُ شُرَحْبيلَ بن حَسَنَةَ الكِندِيّ

- ‌مُسنَدُ الشَّريدِ بن سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ

- ‌مُسنَدُ شَيبة بن عُثْمانَ الحَجَبيِّ

- ‌حرف الصاد

- ‌مُسنَدُ الصَّعْبِ بن جَثَّامَةَ اللَّيْثيِّ

- ‌مُسنَدُ صَفْوانَ بن أُميَّة بن خَلَفٍ الجُمحِيِّ

- ‌مُسنَدُ صَفْوانَ بن عَسَّالٍ المُرادِيِّ

- ‌مُسنَدُ صَفْوانَ بن مَخرَمَةَ الزُّهريِّ

- ‌مُسنَدُ الصُّنَابح بن الأعْسَرِ الأحْمَسيِّ

- ‌مُسنَدُ صُهَيْب بن سِنَانٍ الرُّومِيِّ

- ‌حرف الضاد

- ‌مُسنَدُ الضَّحَّاكِ بن سُفْيَانَ بن عَوْفٍ الكِلابيِّ

- ‌حرف الطاء

- ‌مُسنَدُ طَارِقِ بن أَشْيَمَ الأَشْجَعِيِّ أبي مَالِكٍ

- ‌مُسنَدُ طَارِقِ بن عَبْدِ الله المُحَارِبيِّ

- ‌مُسنَدُ الطُّفَيلِ بن سَخْبرةَ الأَزْدِيِّ

- ‌مُسنَدُ طَلَحَةَ بن عُبيْدِ الله التَّيْمِيِّ

- ‌مُسنَدُ طَلَّقِ بن عَليٍّ الحَنفِيِّ

- ‌حرف الظاء

- ‌مُسنَدُ ظُهير بن رَافِعٍ الأنصَارِيِّ

- ‌حرف العين

- ‌مسند عَاصِم بن عَديٍّ العجلانيِّ

- ‌مُسنَدُ عَامِرِ بن رَبيعَةَ العَنَزِيِّ

- ‌مُسنَدُ أبي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بن وَاثِلَةَ اللَّيْثيِّ

- ‌مُسنَدُ عَائِذِ بن عَمْرٍو بن هِلَالٍ المُزنيِّ

- ‌مُسنَدُ عَائِذِ بن عَمْرٍو بن هِلالٍ المُزنيِّ

- ‌مُسنَدُ عُبادَةَ بن الصَّامِتِ الأنصَارِيِّ

- ‌مُسنَدُ العَبَّاس بن عَبْدِ المُطَّلبِ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن أَرْقَمَ الزُّهريِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن أقْرَمَ الخُزاعيِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن أُنيسٍ الجُهنيِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن أبي أَوْفَى الأَسْلَمِيِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن بُسْرٍ المَازِنيِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن ثَعْلَبةَ بن صُعَيْرٍ العُذْرِيِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن أبي الجَدْعَاءِ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن جعفر بن أبي طالب

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن الحَارِثِ بن جَزْءٍ الزُّبيديِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن حَوَالةَ الأَزْدِيِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن الزُّبير بن العَوَّام

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله زَمْعَةَ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن زَيْدِ بن عَاصِمٍ المَازِنيِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن زَيْدِ بن عَبْدِ رَبِّهِ الأنصَارِيِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن السَّائِبِ المَخْزُومِي

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن سَرْجِسَ المُزنيِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن سَلامٍ الإسْرَائيليِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن الشَّخِّيرِ العَامِرِيِّ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن عَبَّاسٍ بن عَبْدِ المُطَّلبِ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن عُمَرَ بن الخَطَّابِ

- ‌مُسنَدُ عَبْدِ الله بن عَمْرِو بن العَاصِ

- ‌مُسند عَبْدِ الله بن قُرْطٍ الأزديِّ الثَماليِّ

- ‌مسند عبد الله بن مالك، ابن بُحينة الأزدي

الفصل: ‌مسند صهيب بن سنان الرومي

‌مُسنَدُ صُهَيْب بن سِنَانٍ الرُّومِيِّ

1259 -

[ح] زَيْدِ بن أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الله بن عُمَرَ، دَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بن عَوْفٍ مَسْجِدَ قُبَاءَ يُصَلِّي فِيهِ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ رِجَالُ الأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، وَدَخَلَ مَعَهُ صُهَيْبٌ فَسَأَلتُ صُهَيْبًا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، يَصْنَعُ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ؟ ، قَالَ:«يُشِيرُ بِيَدِهِ» .

أخرجه عبد الرزاق (3597)، والحميدي (148)، وابن أبي شيبة (4846)، وأحمد (4568)، والدارمي (1479)، وابن ماجة (1017)، والنسائي (1111)، وأبو يعلى (5638).

1260 -

[ح] ثَابِتِ بن أَسْلَمَ البُنانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ الله لِلمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَ المُؤْمِنِ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِلمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ فَشَكَرَ، كَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ، كَانَ خَيْرًا لَهُ» .

أخرجه أحمد (24420)، والدارمي (2943)، ومسلم (7610).

1261 -

[ح] حَمَّاد بن سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ قَالَ لِلمَلِكِ: إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَحَضَرَ أَجَلي فَادْفَعْ إِلَيَّ مُسنَدُ صُهَيْب بن سِنَانٍ الرُّومِيِّ

ص: 121

غُلَامًا فَلَأُعَلِّمُهُ السِّحْرَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلَامًا، فَكَانَ يُعَلِّمُهُ السِّحْرَ، وَكَانَ بَيْنَ السَّاحِرِ وَبَيْنَ المَلِكِ رَاهِبٌ، فَأَتَى الغُلَامُ عَلَى الرَّاهِبِ، فَسَمِعَ مِنْ كَلَامِهِ فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وَكَلَامُهُ، فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ وَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ وَإِذَا أَتَى أَهْلَهُ ضَرَبُوهُ وَقَالُوا: مَا حَبَسَكَ؟ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ.

فَقَالَ: إِذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أَنْ يَضْرِبَكَ فَقُل: حَبَسَنِي أَهْلي، وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ فَقُل: حَبَسَنِي السَّاحِرُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى دَابَّةٍ فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ، وَقَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا، فَقَالَ: اليَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَى الله أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ وَأَرْضَى لَكَ مِنَ أَمِرِ السَّاحِرِ، فَاقْتُل هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَجُوزَ النَّاسُ، وَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا، وَمَضَى النَّاسُ، فَأَخْبَرَ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ.

فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِنْ ابْتُلِيتَ، فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ، فَكَانَ الغُلَامُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَسَائِرَ الأَدْوَاءِ وَيَشْفِيهِمْ، وَكَانَ جَلِيسٌ لِلمَلِكِ فَعَمِيَ، فَسَمِعَ بِهِ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ: اشْفِنِي وَلَكَ مَا هَاهُنَا أَجْمَعُ، فَقَالَ: مَا أَشْفِي أنا أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِهِ، دَعَوْتُ اللهَ فَشَفَاكَ، فَآمَنَ فَدَعَا اللهَ لَهُ فَشَفَاهُ، ثُمَّ أَتَى المَلِكَ، فَجَلَسَ مِنْهُ نَحْوَ مَا كَانَ يَجْلِسُ، فَقَالَ لَهُ المَلِكُ: يَا فُلَانُ، مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ فَقَالَ: رَبِّي، قَالَ: أنا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ، قَالَ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ.

ص: 122

فَلَمْ يَزَل يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الغُلَامِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنْ تُبْرِئَ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَهَذِهِ الأَدْوَاءَ؟ قَالَ: مَا أَشْفِي أنا أَحَدًا، مَا يَشْفِي غَيْرُ الله، قَالَ: أنا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ، فَأَخَذَهُ أَيْضًا بِالعَذَابِ، فَلَمْ يَزَل بِهِ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ، فَأُتِيَ بِالرَّاهِبِ، فَقَالَ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكِ، فَأَبَى، فَوَضَعَ المِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ، وَقَالَ لِلأَعْمَى: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَوَضَعَ المِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ فِي الأَرْضِ.

وَقَالَ لِلغُلَامِ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ، فَأَبَى، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلَّا فَدَهْدِهُوهُ مِنْ فَوْقِهِ، فَذَهَبُوا بِهِ، فَلمَّا عَلَوْا بِهِ الجَبَلَ قَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَرَجَفَ بِهِمُ الجَبَلُ فَتَدَهْدَهُوا أَجْمَعُونَ، وَجَاءَ الغُلَامُ يَتَلَمَّسُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى المَلِكِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ فَقَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ فِي قُرْقُورٍ، فَقَالَ: إِذَا لجَجْتُمْ بِهِ البَحْرَ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلَّا فَغَرِّقُوهُ فَلَجَّجُوا بِهِ البَحْرَ، فَقَالَ الغُلَامُ: اللهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَغَرِقُوا أَجْمَعُونَ.

وَجَاءَ الغُلَامُ يَتَلَمَّسُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى المَلِكِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ، ثُمَّ قَالَ لِلمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ، فَإِنْ أَنْتَ فَعَلتَ مَا آمُرُكَ بِهِ قَتَلتَنِي، وَإِلَّا فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ قَتْلي، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ، ثُمَّ تَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ فَتأخُذُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، ثُمَّ قُل: بِسْمِ الله

ص: 123

رَبِّ الغُلَامِ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ قَتَلتَنِي، فَفَعَلَ وَوَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ قَوْسِهِ ثُمَّ رَمَى فَقَالَ: بِسْمِ الله رَبِّ الغُلَامِ، فَوَضَعَ السَّهْمَ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ الغُلَامُ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ وَمَاتَ، فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الغُلَامِ.

فَقِيلَ لِلمَلِكِ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحذَرُ؟ فَقَدْ وَالله نَزَلَ بِكَ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَأَمَرَ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدِّدَتْ فِيهَا الأُخْدُودُ وَأُضْرِمَتْ فِيهَا النِّيرَانُ، وَقَالَ: مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ فَدَعُوهُ، وَإِلَّا فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا، قَالَ: فَكَانُوا يَتَعَادَوْنَ فِيهَا وَيَتَدَافَعُونَ، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا تُرْضِعُهُ، فَكَأَنَّها تَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِي النَّارِ، فَقَالَ الصَّبِيُّ: يَا أُمَّهْ، اصْبِرِي، فَإِنَّكِ عَلَى الحقِّ»

أخرجه أحمد (24428)، ومسلم (7621)، والنسائي (11597).

* * *

ص: 124