المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره1 - الجديد في شرح كتاب التوحيد

[محمد بن عبد العزيز القرعاوي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المحقق

- ‌ترجمة مؤلف "كتاب التوحيد

- ‌ترجمة الشارح

- ‌تقريظ

- ‌مقدمة الشّارح

- ‌كتاب التوحيد

- ‌باب: فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب1

- ‌باب: من حقق التوحيد1 دخل الجنة بغير حساب

- ‌باب الخوف من الشرك

- ‌باب: الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

- ‌باب: تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله 1

- ‌باب من الشرك1 لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه

- ‌باب: ما جاء في الرقى والتمائم 1

- ‌باب: من تبرك بشجرة أو حجر أو نحوهما1

- ‌باب: ما جاء في الذبح لغير الله

- ‌باب: لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

- ‌بابٌ: من الشرك النذر لغير الله

- ‌باب: من الشرك الاستعاذة بغير الله

- ‌باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره1

- ‌باب: قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}

- ‌باب: الشفاعة

- ‌باب: قول الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} 1

- ‌باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين

- ‌باب: ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده

- ‌باب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله

- ‌باب: ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد

- ‌باب: ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان

- ‌باب: ما جاء في السحر

- ‌باب بيان شيء من أنواع السحر

- ‌باب ما جاء في الكهان وغيرهم

- ‌باب ما جاء في النشرة

- ‌باب ما جاء في التطير

- ‌باب ما جاء في التنجيم

- ‌باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء1

- ‌باب قول الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً…} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ…} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

- ‌باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ}

- ‌باب: من الإيمان بالله: الصبر على أقدار الله

- ‌باب ما جاء في الرياء

- ‌باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

- ‌باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرَّمه الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله

- ‌باب قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ.....} الايه

- ‌باب من جحد1 شيئا من الأسماء والصفات

- ‌باب قول الله تعالى {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

- ‌باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله

- ‌باب قول ما شاء الله وشئت

- ‌باب من سب الدهر فقد آذى الله

- ‌باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه

- ‌باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك

- ‌باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول

- ‌باب قول الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ..} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا}

- ‌باب قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الآية

- ‌باب لا يقال: السلام على الله

- ‌باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت

- ‌باب لا يقول: عبدي وأمتي

- ‌باب لا يرد من سأل بالله

- ‌باب: لا يسأل بوجه الله إلا الجنة

- ‌باب ما جاء في اللو

- ‌باب النهي عن سب الريح

- ‌باب قول الله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}

- ‌باب ما جاء في منكري القدر

- ‌باب ما جاء في المصورين

- ‌باب ما جاء في كثرة الحلف

- ‌باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه

- ‌باب ما جاء في الإقسام على الله

- ‌باب لا يستشفع بالله على خلقه

- ‌باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك

- ‌باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره1

‌باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره1

وقول الله تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ} 2.

شرح الكلمات:

لا تدع: يشمل الدعاء هنا دعاء العبادة ودعاء المسألة، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.

ما: اسم موصول يشمل كل مدعو من دون الله.

ينفعك: يجلب لك النفع.

يضرك: يوقع بك الضرر.

فإن فعلت: فإن دعوت غير الله.

إذا: حينئذ.

الظالمين: المشركين.

الشرح الإجمالي:

ينهى الله سبحانه وتعالى في هذه الآية نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، والنهي لجميع الأمة عن عبادة وسؤال كل ما سوى الله؛ لأن كل ما سوى الله لا يملك لأحد نفعا ولا

1 الاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة. والفرق بين الاستغاثة والدعاء، أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب. وأما الدعاء فهو أعم منها؛ لأنه يكون من المكروب ومن غيره، فعطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص فبينهما عموم وخصوص مطلق، فكل استغاثة دعاء، وليس كل دعاء استغاثة، والمراد من تبويب المصنف هذا الباب: بيان تحريم الاستغاثة بغير الله أو دعاء غيره من الأموات، وأنه من الشرك الأكبر. انظر حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله ص (113) .

2 سورة يونس آية: 106.

ص: 124

ضرا، ويخبره بأنه لو فعل ذلك -وحاشاه صلى الله عليه وسلم فسيكون من المشركين.

الفوائد:

1.

أن جلب النفع ودفع الضر من خصائص الله عزوجل.

2.

أن من دعا غيرالله معتقدا أنه يملك النفع والضر دون الله فقد أشرك.

3.

اعتبار الشرك ظلما.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: لا تدع، ما، ينفعك، يضرك، فإن فعلت، إذا، الظالمين.

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.

وقول الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَاّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} 1.

شرح الكلمات:

وإن يمسسك الله بضر: وإن ينزل بك ضر من الله كمرض ونحوه.

فلا كاشف له: فلا مزيل له.

وإن يردك بخير: يقدر لك خيرا.

فلا راد لفضله: فلا مانع لفضله.

يصيب به: يخص به.

الغفور: كثير المغفرة لمن تاب حتى عن الشرك.

الرحيم: كثير الرحمة.

1 سورة يونس آية: 107.

ص: 125

الشرح الإجمالي:

يخبر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن الخير والشر كليهما مقدران من الله عزوجل، وأنه لا يملك أحد من الخلق كائنا من كان كشف الضر عن أحد، ولا دفع الخير عن أحد، وأن التصرف المطلق كله لله يحرم من يشاء بحكمته، ويعطي من يشاء بفضله، وأنه كثير المغفرة لمن تاب حتى عن الشرك، كثير الرحمة لمن أناب.

الفوائد:

1.

أن الخير والشر مقدران من الله.

2.

إثبات صفة الإرادة لله على وجه يليق بجلاله.

3.

إثبات صفة المشيئة لله.

4.

إثبات كمال ملكه وسلطانه.

5.

إثبات اسمين من أسماء الله، وهما الغفور والرحيم، ويتضمنان صفتي المغفرة والرحمة.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على أن كشف الضر وجلب النفع من خصائص الله عزوجل، فيكون طلبها من غير الله شركا به.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: وإن يمسسك الله بضر، فلا كاشف له، وإن يردك بخير، فلا راد لفضله، يصيب به، الغفور، الرحيم.

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ص: 126

ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.

وقول الله تعالى: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} 1.

شرح الكلمات:

تعبدون: العبادة لغة: التذلل. وشرعا: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة.

أوثانا: جمع وثن، وهو يطلق على كل ما عبد من دون الله سواء نحت على صورة أم لا.

تخلقون: تختلقون.

إفكا: كذبا.

لا يملكون لكم رزقا: لا يستطيعون جلب الرزق لكم.

فابتغوا: اطلبوا.

واعبدوه: أخلصوا له العبادة وحده لا شريك له.

واشكروا له: قوموا بطاعته على نعمائه.

إليه ترجعون: بالموت ثم بالبعث فيجازي كلا بعمله.

الشرح الإجمالي:

يخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية عن إبراهيم عليه السلام أنه بين

1 سورة العنكبوت آية: 17.

ص: 127

لقومه أن حقيقة ما يعبدون من دون الله أوثان لا تملك لأحد ضرا ولا نفعا، وأنهم هم الذين يختلقون الكذب بنسبة النفع إليها، ثم بين لهم أن هذه الأوثان لا تقدر على شيء من الخير، وإنما يطلب الخير كله من الله دون غيره، وأنه هو الذي يستحق إخلاص العبادة وإخلاص الثناء والشكر؛ لأن مآل الجميع إليه بالموت، ثم يبعثهم ويجازي كلا بعمله.

الفوائد:

1.

أن أصل دين الرسل هو التوحيد.

2.

بطلان عبادة الأوثان.

3.

أن الخير والشر مقدر من الله.

4.

وجوب عبادة الله وشكره.

5.

إثبات المعاد.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية الكريمة أن الرزق لا يطلب إلا من الله، فيكون طلبه من غير الله شركا به.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: تعبدون، أوثانا، تخلقون، إفكا، لا يملكون لكم رزقا، فابتغوا، واعبدوه، واشكروا له، إليه ترجعون.

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.

ص: 128

وقول الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} 1.

شرح الكلمات:

ومن أضل: من اسم استفهام يراد به الإنكار أي لا أحد أضل.

أضل: أجهل.

يدعو: يعبد ويسأل.

ممن لا يستجيب له: ليس به قدرة على الاستجابة لهم إلى أن تقوم الساعة.

كانوا لهم أعداء: سيكون المعبودون للعابدين أعداء يوم القيامة.

غافلون: لا يشعرون بدعائهم، إما لكونهم مسخرين بالعبادة كالملائكة والأنبياء والصالحين، أو جمادا كالأصنام.

حشر الناس: أي بعثوا وجمعوا للحساب يوم القيامة.

كانوا لهم أعداء: سيكون المعبودون للعابدين أعداء يوم القيامة.

وكانوا بعبادتهم كافرين: وكان المعبودون جاحدين ومكذبين لعبادة عابديهم يوم القيامة.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه لا أحد أشد ضلالا وجهلا ممن يترك عبادة السميع المجيب، ويعبد أشياء ليس لها قدرة على إجابته إلى أن تقوم الساعة، إما لكونها مسخرة لعبادة الله كالملائكة أو الأنبياء والصالحين، أو جمادا كالأصنام. ثم يبين سبحانه وتعالى أنه سيحشر الناس يوم القيامة،

1 سورة الأحقاف آية: 5-6.

ص: 129

ثم تظهر للعابدين خيبة أملهم حين يتبرأ منهم معبودوهم يوم القيامة، وينقلبون لهم أعداء ويكفرون بعبادتهم ويجحدونها. الفوائد:

1.

أجهل الناس وأضلهم من دعا غير الله.

2.

إثبات أن المعبودين غافلون عن عبادتهم ولا يستطيعون إجابتهم.

3.

تسمية هذا الدعاء عبادة.

4.

أن هذه الدعوة سبب لعداوة المعبودين للعابدين يوم القيامة.

5.

بيان أن المعبودين سيتبرؤون يوم القيامة من عبادة عابديهم.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على أنه لا أحد أجهل وأضل ممن دعا غير الله؛ لذا يكون الدعاء عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

ملاحظة:

كفر المعبودين بالعابدين قيل بلسان المقال، وذلك في الملائكة والأنبياء والصالحين واضح، أما في الأصنام وسائر الجمادات فقيل: إن الله يخلق لها النطق فتنطق وتكذب المشركين. وقيل: إنها تكذبهم بلسان الحال.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ومن أضل، يدعو، من لا يستجيب له، غافلون، حشر الناس، كانوا لهم أعداء، وكانوا بعبادتهم كافرين.

ص: 130

ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا.

ج. استخرج أربع فوائد من الآيتين مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.

وقول الله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} 1. شرح الكلمات:

يجيب: يستجيب له.

المضطر: المكروب الذي مسه الضر.

يكشف السوء: يزيل الضرر عنه وعن غيره.

خلفاء الأرض: كل قرن يخلف الذي قبله قد انقرض.

تذكرون: تتعظون.

الشرح الإجمالي:

يقرر الله في هذه الآية الكريمة بعض الحقائق التي يختص بها دون من سواه، ومن ذلك استجابة دعوة المكروب وإزالة الضرر عنه، والمحافظة على جنس البشر بوصل حاضره بماضيه، ثم يبين –سبحانه- أن من لم يتعظ بمثل هذا ويعتبر ويعبد الله وحده فلن يتعظ بغيره.

1 سورة النمل آية: 62.

ص: 131

الفوائد:

1.

الإخلاص في الدعاء سبب للاستجابة.

2.

إثبات بركة الدعاء ونفعه.

3.

أن الخير والشر مقدر من الله عزوجل.

4.

الاستدلال على توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية.

5.

إجابة الله لدعاء المضطر وكشف سوءه.

6.

معرفة الله بالفطرة.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على أنه لا يستجيب للمضطر إلا الله سبحانه وتعالى، فيكون دعاء المضطر وهو الاستغاثة عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: يجيب، المضطر، يكشف السوء، خلفاء الأرض، تذكرون.

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.

ص: 132

وروى الطبراني بإسناده " أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله"1.

شرح الكلمات:

منافق: النفاق لغة: هو إظهار خلاف ما يبطنه الشخص. وشرعا: إظهار الإسلام وإبطان الكفر، ولعل المقصود بالمنافق هنا عبد الله بن أبي.

بعضهم: قيل: إن المراد بالبعض هو أبو بكر رضي الله عنه .

نستغيث: الاستغاثة طلب الغوث، وهي الدعاء مع الكرب وهو إزالة الشدة، والمقصود باستغاثة المؤمنين هنا الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم فيما يقدر عليه.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الراوي في هذا الحديث أن رجلا من المنافقين كان يؤذي الصحابة، ولما ذهبوا ليستغيثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه كف أذاه، ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقدر على مثل هذا فقد نهاهم عن الاستغاثة به، وذلك إرشادا لهم إلى حسن الأدب مع الله عزوجل، وسدا للذريعة وحماية لجانب التوحيد.

الفوائد:

1.

بيان ضرر المنافقين على المسلمين.

2.

تحريم الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله.

1 ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 159)، وقال:" رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ". ورواه أحمد في المسند (5/ 317) . وفي سنده ابن لهيعة وراوٍ لم يسم فالحديث ضعيف.

ص: 133

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ لذا تكون الاستغاثة عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

ملاحظة:

الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ} 1 أن الآية تفيد جواز الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه، وأن الحديث لا يحرم ذلك، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاهم لحسن التأدب مع الله، وعدم إطلاق العبارات المحتملة للحق والباطل.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: منافق، بعضهم، نستغيث.

ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.

ج. استخرج فائدتين من الحديث مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الحديث لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.

باب قوله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} 2.

1 سورة القصص آية: 15.

2 سورة الأعراف آية: 191-192.

ص: 134

شرح الكلمات:

أيشركون: الهمزة للاستفهام، والاستفهام للتوبيخ.

يشركون: يعبدون مع الله.

ما لا يخلق شيئا: لا يستطيع إيجاد شيء.

وهم يخلقون: وهؤلاء المعبودون أنفسهم مخلقون ومحدثون.

لا يستطيعون لهم نصرا: لا يستطيع هؤلاء المعبودون نصر عابديهم إذا طلبوا منهم ذلك.

ولا أنفسهم ينصرون: ولا يستطيع هؤلاء المعبودون أن ينصروا أنفسهم إذا اعتدي عليهم، وذلك غاية العجز.

الشرح الإجمالي:

ينكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة على مشركي العرب وغيرهم عبادة أولئك المخلوقين الذين لا يستطيعون إيجاد شيء، وهم مخلقون ومحدثون من العدم، ولا يستطيعون نصر معبوديهم إذا طلبوا منهم ذلك، بل ولا يستطيعون نصر أنفسهم إذا اعتدي عليهم، وذلك غاية العجز والهوان.

الفوائد:

1.

بيان جهل المشركين.

2.

إثبات عجز المعبودين غير الله، وعدم صلاحيتهم للعبادة بالدليل العقلي.

ص: 135

مناسبة الآية للباب:

حيث نفت الآية نفع كل معبود سوى الله، وهذا يتضمن بطلان عبادتهم وإنكارها، ويدخل في هذا كل من توجه إليه دون الله من قبور وأشجار وغير ذلك.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التوجه إلى غير الله لجلب النفع أو دفع الضر شرك.

ملاحظة:

عبر عن المعبودين هنا بضمير العاقل، مع أن بعضها جمادات مراعاة لاعتقادهم.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: أيشركون، ما لا يخلق شيئا، وهم يخلقون، لا يستطيعون لهم نصرا، ولا أنفسهم ينصرون.

ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا.

ج. استخرج فائدتين من الآيتين مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية لباب أيشركون ما لا يخلق شيئا.... الآية.

هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

ص: 136

وقول الله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمّىً ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} 1.

شرح الكلمات:

يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل: يضيف بعض أجزاء أحدهما إلى الآخر فيزيد أحدهما بنقص الآخر.

أجل مسمى: هو يوم القيامة، أو المدة التي يقطع أحدهما في مثلها الفلك، وهي السنة للشمس والشهر للقمر.

له الملك: المالك للعالم المتصرف فيه التصرف المطلق.

تدعون: تعبدون وتسألون.

قطمير: هو اللفافة على نواة التمرة.

لا يسمعوا دعاءكم: هذا في حق الأصنام لأنها جمادات.

ولو سمعوا ما استجابوا لكم: هذا في حق العقلاء من الملائكة والأنبياء والصالحين، وذلك أنهم لا يقدرون على تحقيق ما تطلبون منهم.

ويوم القيامة يكفرون بشرككم: يجحدون وينكرون شرككم بهم.

ولا ينبئك مثل خبير: ولا يخبرك بحقيقة الأمور وعواقبها مثل خبير، وهو الله سبحانه وتعالى.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه يدخل الليل في النهار ويدخل النهار

1 سورة فاطر آية: 13-14.

ص: 137

في الليل، فيطول هذا ويقصر هذا بحسب دورة الزمن الجاري بقدر الله، وأنه هو سخر الشمس والقمر هذين النيرين اللذين يحصل بهما كثير من المنافع للبشر، وأن ذلك القادر على مثل هذا هو المستحق للربوبية والألوهية، كيف لا وهو المالك لجميع الخلق، وكل معبود سواه لا يملك قطميرا، ولا يسمع دعاء من دعاه، ولو أنهم سمعوا على الفرض لم يستجيبوا لهم، بل سينكرون يوم القيامة إشراكهم بهم، ولا يخبرك عن هذا بعلم وأمانة مثل خبير به وبعواقبه وهو الله تعالى.

الفوائد:

1.

أن الشمس تجري وتسير وليست ثابتة.

2.

أن الأصنام لا تملك لعبادها نفعا ولا ضرا لا في الدنيا ولا في الآخرة.

3.

أن الشرك سبب للعداوة بين العابدين والمعبودين.

4.

يؤخذ العلم من مصادره.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على نفي النفع والقدرة عن المعبودين دون الله.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن دعاء غير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، أجل مسمى، له الملك، تدعون، قطمير، لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئك مثل خبير.

ص: 138

ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا.

ج. استخرج أربع فوائد من الآيتين مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية لباب أيشركون ما لا يخلق شيئا

الآية.

هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

وفي الصحيح1 عن أنس قال: " شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته، فقال: "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟ " فنزلت: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} "2.

شرح الكلمات:

شج: الشجة: هي الجرح في الرأس والوجه خاصة.

أحد: هو جبل في المدينة معروف بهذا الاسم الآن، وقعت الغزوة المشهورة عنده في السنة الثالثة من الهجرة، فنسبت إليه.

كسرت رباعيته: هي كل سن بعد ثنية.

كيف يفلح: كيف يفوز.

ليس لك من الأمر شيئ: ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم.

أو يتوب عليهم أو يعذبهم: إن أسلموا أو يعذبهم إن ماتوا على كفرهم.

فإنهم ظالمون: مشركون.

1 رواه البخاري معلقا (7/ 281) في المغازي، غزوة أحد، باب قوله تعالى:{َليْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} ، قال البخاري: قال حميد وثابت بن أنس وذكر الحديث. أما حديث حميد فوصله أحمد (3/ 206) . والترمذي والنسائي من طرق عن حميد. وأما حديث ثابت فوصله مسلم (1791) في الجهاد والسير، باب غزوة أحد من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه.

2 سورة آل عمران آية: 128

ص: 139

الشرح الإجمالي:

يخبرنا أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم جرح في رأسه جرحا سال منه الدم في غزوة أحد، وكسرت إحدى أسنانه، فاستبعد إسلام هؤلاء المشركين لما رآه من بغيهم وعدوانهم، فأنزل الله هذه الآية:{َليْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} 1 تبين له الخط الذي ينبغي أن يسلكه، وأن التوبة على هؤلاء المشركين أو عذابهم موكول أمره إلى الله –سبحانه- دون من سواه.

الفوائد:

1.

أن الأنبياء تجري عليهم الأمراض والأسقام مما يثبت بشريتهم.

2.

أن الأنبياء لا يقدرون على شيء إلا ما أقدرهم الله عليه، فكيف بحال من دونهم؟

3.

لا يعلم خواتيم الأعمال إلا الله.

4.

أن التوبة تمحو ما قبلها.

5.

أن الظلم سبب للعذاب.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على أن الأنبياء أصلح الناس لا يملكون نفعا ولا ضرا، فكيف بمن دونهم؟

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن جلب النفع ودفع الضر من الأفعال الخاصة بالله، فيكون طلبها من غير الله شركا به.

1 سورة آل عمران آية: 128.

ص: 140

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: شج، أحد، كسرت رباعيته، كيف يفلح، ليس لك من الأمر شيء، أو يتوب عليهم أو يعذبهم، فإنهم ظالمون.

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية لباب أيشركون ما لا يخلق شيئا.... الآية.

هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

وفيه1 عن ابن عمر2 رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم -إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر- يقول:" اللهم العن فلانا وفلانا بعدما يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْء ٌ} "3. وفي رواية: " (يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام) فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْء ٌ} " (" 4.

1 أي في البخاري.

2 هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما كان من أشد الناس اتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخر صحابي توفي بمكة سنة (73) هـ رضي الله عنه.

3 رواه البخاري (الفتح 7/ 4069) في المغازي، باب قوله تعالى:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْء ٌ} .

4 رواه البخاري (7/ 4070) في المغازي، باب قوله تعالى:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْء ٌ} . وهو مرسل؛ لأنه من رواية سالم بن عبد الله بن عمر، وقد وصلها أحمد والترمذي.

ص: 141

شرح الكلمات:

اللعن: من الله الطرد والإبعاد من رحمته، ومن الناس السب والدعاء.

سمع الله: استجاب لمن دعاه وتقبل.

لمن حمده: الحمد هو ضد الذم، وحقيقة الحمد: الثناء على المحمود مع المحبة له والإجلال.

ليس لك من الأمر شيء: ليس لك شيء من التصرف في عبادي.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر، وبعد قوله: سمع الله لمن حمده يلعن بعض رؤساء المشركين، وربما سماهم بأسمائهم، فأنزل الله عليه آية تمنعه من ذلك، وذلك لما سبق في علم الله من أنهم سيسلمون وسيحسن إسلامهم.

الفوائد:

1.

أن الإمام يجمع بين التسميع والتحميد.

2.

مشروعية القنوت في صلاة الفجر للحاجة.

3.

إثبات أن القرآن منزل غير مخلوق.

4.

بيان أن الأنبياء لا يملكون نفعا ولا ضرا ولا يعلمون الغيب.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على أن الأنبياء وهم أصلح الناس لا يملكون نفعا ولا ضرا فكيف بمن دونهم.

ص: 142

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن جلب النفع ودفع الضر من الأفعال الخاصة بالله، فيكون طلبها من غير الله شركا به.

ملاحظة:

ثبت أن الثلاثة المذكورين في الحديث وهم: صفوان بن أمية، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو قد أسلموا.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: اللعن، سمع الله، لمن حمده، ليس لك من الأمر شيء.

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية لباب أيشركون ما لا يخلق شيئا.... الآية.

هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

وفيه1 عن أبي هريرة2 رضي الله عنه قال: " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} فقال: يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم، لا أغنى عنكم من الله شيئا،

1 أي في صحيح البخاري.

2 هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي من فضلاء الصحابة وحفاظهم، توفي رضي الله عنه سنة (57) هـ.

ص: 143

ويا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت، لا أغنى عنك من الله شيئا"1.

شرح الكلمات:

أنذر: الإنذار: هو الإعلام مع التخويف.

عشيرتك: العشيرة أبناء أبي الرجل أو قبيلته.

الأقربين: الأقرب فالأقرب.

اشتروا أنفسكم: خلصوها من عذاب الله بالطاعة فهي ثمن النجاة.

لا أغني عنكم من الله شيئا: لا أدفع عنكم شيئا من عذاب الله.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا أبو هريرة رضي الله عنه في هذا الحديث أنه لما نزل قول الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} 2 قام فيهم رسول الله خطيبا، وطلب من قومه أن يخلصوا أنفسهم من عذاب الله بالطاعة، وأنه لا يستطيع أن يدفع شيئا من عذاب الله. ثم حذر بعض أقاربه فردا فردا؛ لئلا يغتروا فيتكلوا على قرابتهم منه.

الفوائد:

1.

أن القرآن منزل غير مخلوق.

2.

لا ينفع المرء إلا عمله الصالح.

1 البخاري (الفتح 8/ 4771) في تفسير سورة الشعراء، باب قوله تعالى:{وأنذر عشيرتك الأقربين} . وفي الوصايا، باب هل يدخل النساء والأولاد في الأقارب؟

2 سورة الشعراء آية: 214.

ص: 144

3.

بطلان الاعتماد على النسب في دفع العذاب دون العمل الصالح.

4.

أولى الناس برسول الله أهل طاعته لا أقاربه.

5.

جواز سؤال الرسول ما يقدر عليه في حياته.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على أن الأنبياء لا يملكون لأحد نفعا ولا ضرا، فكيف بمن دونهم؟

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث على أن جلب النفع ودفع الضر من الأفعال الخاصة بالله، فيكون طلبها من غير الله شركا به.

ملاحظة:

الجمع بين هذا الحديث وأحاديث الشفاعة أن أحاديث الشفاعة تفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشفع بعد إذن الله له ورضاه عن المشفوع له، وهذا الحديث الذي معنا ينفي عن الرسول الشفاعة من تلقاء نفسه استقلالا.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: أنذر، عشيرتك، الأقربين، معشر، اشتروا، أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا.

ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.

ج. استخرج خمس فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.

ص: 145

د. وضح مناسبة الحديث لباب أيشركون ما لا يخلق شيئا

الآية.

هـ. وضح مناسبة الحديث للتوح

ص: 146