المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء في التطير - الجديد في شرح كتاب التوحيد

[محمد بن عبد العزيز القرعاوي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المحقق

- ‌ترجمة مؤلف "كتاب التوحيد

- ‌ترجمة الشارح

- ‌تقريظ

- ‌مقدمة الشّارح

- ‌كتاب التوحيد

- ‌باب: فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب1

- ‌باب: من حقق التوحيد1 دخل الجنة بغير حساب

- ‌باب الخوف من الشرك

- ‌باب: الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

- ‌باب: تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله 1

- ‌باب من الشرك1 لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه

- ‌باب: ما جاء في الرقى والتمائم 1

- ‌باب: من تبرك بشجرة أو حجر أو نحوهما1

- ‌باب: ما جاء في الذبح لغير الله

- ‌باب: لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

- ‌بابٌ: من الشرك النذر لغير الله

- ‌باب: من الشرك الاستعاذة بغير الله

- ‌باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره1

- ‌باب: قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}

- ‌باب: الشفاعة

- ‌باب: قول الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} 1

- ‌باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين

- ‌باب: ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده

- ‌باب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله

- ‌باب: ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد

- ‌باب: ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان

- ‌باب: ما جاء في السحر

- ‌باب بيان شيء من أنواع السحر

- ‌باب ما جاء في الكهان وغيرهم

- ‌باب ما جاء في النشرة

- ‌باب ما جاء في التطير

- ‌باب ما جاء في التنجيم

- ‌باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء1

- ‌باب قول الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً…} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ…} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

- ‌باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ}

- ‌باب: من الإيمان بالله: الصبر على أقدار الله

- ‌باب ما جاء في الرياء

- ‌باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

- ‌باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرَّمه الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله

- ‌باب قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ.....} الايه

- ‌باب من جحد1 شيئا من الأسماء والصفات

- ‌باب قول الله تعالى {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

- ‌باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله

- ‌باب قول ما شاء الله وشئت

- ‌باب من سب الدهر فقد آذى الله

- ‌باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه

- ‌باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك

- ‌باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول

- ‌باب قول الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ..} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا}

- ‌باب قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الآية

- ‌باب لا يقال: السلام على الله

- ‌باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت

- ‌باب لا يقول: عبدي وأمتي

- ‌باب لا يرد من سأل بالله

- ‌باب: لا يسأل بوجه الله إلا الجنة

- ‌باب ما جاء في اللو

- ‌باب النهي عن سب الريح

- ‌باب قول الله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}

- ‌باب ما جاء في منكري القدر

- ‌باب ما جاء في المصورين

- ‌باب ما جاء في كثرة الحلف

- ‌باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه

- ‌باب ما جاء في الإقسام على الله

- ‌باب لا يستشفع بالله على خلقه

- ‌باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك

- ‌باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌باب ما جاء في التطير

‌باب ما جاء في التطير

وقول الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} 1.

شرح الكلمات:

الحسنة: أي خصب وسعة ويسر وعافية.

لنا هذه: نحن جديرون بها ومستحقون لها.

سيئة: أي جدب وضيق وبلاء ومرض.

يطيروا بموسى ومن معه: أي يتشاءمون بموسى وأصحابه، ويزعمون أن ما جاءهم من المصائب حاصل بسبب موسى وأصحابه.

ألا إنما طائرهم عند الله: إنما جاءهم الشؤم من قبل الله بسبب كفرهم وتكذيبهم بآيات الله.

ولكن أكثرهم لا يعلمون: أي لا يعلمون أن الخير والشر مقدر من الله.

الشرح الإجمالي:

في هذه الآية يصف الله سبحانه وتعالى سيرة فرعون وقومه مع موسى وأصحابه، ويصور موقفهم نحوهم، وأنه إذا أنزل بهم شرا تشاءموا بموسى

1 سورة الأعراف آية: 131.

ص: 250

وأصحابه ونسبوه إليهم، ثم يبين الله -سبحانه- بطلان زعمهم، ويؤكد أن ما أصابهم من الشر هو من الله حاصل بسبب كفرهم وتكذيبهم بآيات الله، ثم يبين سبب تصرفهم هذا، وهو جهلهم وعدم علمهم بأن الله هو المقدر للخير والشر.

الفوائد:

1.

أن الخير والشر مقدران من الله.

2.

تحريم كفر النعمة.

3.

تحريم الطيرة والتشاؤم.

4.

أن الجهل سبب لكل شر.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على تحريم التطير.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التطير شرك؛ لأنه تعليق للقلب بغير الله وإثبات سبب دون الله.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: الحسنة، لنا هذه، سيئة، يطيروا بموسى ومن معه، ألا إنما طائرهم عند الله، ولكن أكثرهم لا يعلمون.

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية لباب ما جاء في التطير.

هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

ص: 251

وقول الله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} 1.

شرح الكلمات:

طائركم: حظكم وما ينالكم من خير وشر.

معكم: مصاحب لكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

أئن ذكرتم: أي وعظتم بالله، وجواب الشرط محذوف تقديره: تطيرتم.

مسرفون: متجاوزون الحد في البعد عن الحق.

الشرح الإجمالي:

في هذه الآية يبين الله سبحانه وتعالى أن الرسل لما جاءوا قومهم بالوعظ والتذكير تشاءموا وتطيروا بهم، لكن الرسل رفضوا هذا التشاؤم وبينوا أن ما نزلت بالكفار حاصل بسبب كفرهم وتكذيبهم بآيات الله؛ لأنهم قوم تجاوزوا الحد في البعد عن الحق واختاروا الكفر على الإيمان، وتلك عاقبة الكافرين.

الفوائد:

1.

تحريم التشاؤم والطيرة.

2.

تحريم الإسراف.

3.

الإسراف سبب للهلاك والشقاء.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على تحريم التطير.

1 سورة يس آية: 19.

ص: 252

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث أنكرت الآية الطيرة؛ لأنها تعليق للقلب بغير الله وذلك شرك به.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: طائركم، معكم، أئن ذكرتم، مسرفون.

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية لباب ما جاء في التطير.

هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر". أخرجاه1. زاد مسلم: " ولا نوء ولا غول " 2.

شرح الكلمات:

لا عدوى: العدوى: إصابة الشخص السليم بمثل ما بصاحب الداء، وقوله: لا عدوى، أي لا عدوى تؤثر بنفسها.

ولا طيرة: لا طيرة موجودة ومؤثرة.

1 رواه البخاري (الفتح 10/ 5757) في الطب، باب لا هامة. ومسلم (2220) في السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر.

2 مسلم (2220) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بزيادة: "ولا نوء "، ومن حديث جابر رضي الله عنه رقم (2220) :"ولا غول ".

ص: 253

ولا هامة: الهامة هي طائر من طيور الليل، تزعم العرب أنه إذا وقع على دار أحدهم، فإنه ينعى موته أو موت قريب له، والنفي في الحديث نفيا لما كانت تعتقده العرب.

ولا صفر: هي حية في البطن تصيب الماشية والناس، وهي في العدوى أشد من الجرب عند العرب، وعلى هذا يكون النفي لعدواها بنفسها وليس نفي لوجودها، وقيل لا صفر نفي للتشاؤم بشهر صفر، كما كانت تزعم العرب.

ولا غول: الغول واحد الغيلان، وهو جنس من الجن والشياطين تزعم العرب أنها تتغول وتتلون فتضل الناس عن الطريق، والنفي ليس نفيا لوجودها، وإنما هو نفي لزعم العرب أنها تضل الناس.

الشرح الإجمالي:

لما كانت الجاهلية تعج بكثير من الخرافات والأوهام التي لا تستند إلى برهان، أراد الإسلام أن يقي أتباعه من تلك الأباطيل، فأنكر ما كان يعتقده المشركون في هذه الأشياء المذكورة في الحديث، فبعضها نفى وجوده أصلا كالطيرة، والبعض الآخر نفى تأثيره بنفسه؛ لأنه لا يأتي بالحسنات إلا الله، ولا يدفع السيئات إلا هو.

الفوائد:

1.

أن الأمراض لا تعدي بنفسها وإنما بقضاء الله وقدره.

2.

إبطال التطير وتأثيره.

3.

إبطال زعم الجاهلية في طير الهامة.

4.

إبطال التشاؤم في شهر صفر.

5.

إبطال ما زعمه أهل الجاهلية في الغيلان.

ص: 254

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على إبطال التطير.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث أبطل الحديث التطير؛ لأنه تعليق للقلب بغير الله وهذا شرك به.

ملاحظة:

الجمع بين حديث: " لا عدوى "، وحديث:"فر من المجذوم كما تفر من الأسد" أن قوله: "فر من المجذوم" أمر بتوقي الأسباب التي قد تكون سببا للمرض، وأما قوله:"لا عدوى"، فهو نفي لتأثيرها بنفسها.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا غول.

ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.

ج. استخرج خمس فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في التطير.

هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

ولهما1 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة"2.

1 للبخاري ومسلم.

2 رواه البخاري (الفتح 10/ 5776) في الطب، باب لا عدوى. ومسلم (2224) في السلام، باب الطير والفأل، وما يكون فيه من الشؤم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

ص: 255

شرح الكلمات:

لا عدوى: لا عدوى تؤثر بنفسها.

ولا طيرة: لا وجود لتأثير الطيرة، والتطير هو ما كان يعتقده العرب من التشاؤم بأسماء الطيور وألوانها وأصواتها وغير ذلك.

الفأل: هو ما يحدث للإنسان من الفرح والسرور من صوت يسمعه، أو حال تجري عليه يؤمل منها الخير ونحو ذلك.

الشرح الإجمالي:

لما كان الخير والشر كله مقدر من الله نفى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث تأثير العدوى بنفسها، ونفى وجود تأثير الطيرة، وأقر التفاؤل واستحسنه؛ وذلك لأن التفاؤل حسن ظن بالله، وحافز للهمم على تحقيق المراد، بعكس التطير والتشاؤم.

الفوائد:

1.

نفي تأثير العدوى بنفسها.

2.

نفي تأثير الطيرة بالكلية.

3.

استحباب التفاؤل.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على إبطال الطيرة.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث أنكر الحديث الطيرة؛ وذلك لأنها تعليق للقلب بغير الله وهذا شرك به.

ص: 256

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: لا عدوى، ولا طيرة، الفأل.

ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.

ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في التطير.

هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر1 قال: " ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك"2.

شرح الكلمات:

الطيرة: أي التشاؤم بالطيور وغيرها.

أحسنها الفأل: أي أن الفأل من الطيرة، لكنه خيرها وأفضلها.

ولا ترد مسلما: أي أن الطيرة لا تثني عزم المسلم ولا ترده عن تحقيق مقصوده.

فإذا رأى أحدكم ما يكره: فإذا رأى أحدكم ما يبعث على التشاؤم.

لا يأتي بالحسنات إلا أنت: لا تأتي الطيرة بالحسنات ولا تدفع المكروهات.

1 الصحيح أنه عروة بن عامر ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وانظر فتح المجيد ص (436) .

2 رواه أبو داود (3919) في الطب، باب في الطيرة. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (199) . وقال الأرنؤوط في تخريج كتاب التوحيد ص (112) :((إسناده ضعيف، وعروة بن عامر مختلف في صحبته، فالحديث مرسل)) .

ص: 257

ولا يدفع السيئات إلا أنت: ولكن الله وحده لا شريك له، هو الذي يأتي بالخير ويدفع الشر.

ولا حول: الحول هو التحول والانتقال من حال إلى حال.

ولا قوة: لا قوة على ذلك التحول إلا بك.

الشرح الإجمالي:

لما كانت الطيرة من الأمراض الاجتماعية المتمكنة في نفوس الناس في الجاهلية، ذكرت في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر أنها لا تفعل شيئا، وأن الفأل منها لكنه أحسنها؛ لما فيه من حسن الظن بالله وحفز الهمم، وأخبر أن الطيرة لا ترد من اتصف بالإسلام الصحيح ولا تثني عزمه، ثم بين صلى الله عليه وسلم علاجا حاسما لمن قد يعرض له التطير، وذلك بأن يفوض أمره إلى الله بجلب الحسنات ودفع السيئات، ويمضي في طريقه معتمدا على الله في تحقيق ذلك وفي أموره كلها.

الفوائد:

1.

أن الفأل نوع من الطيرة ولكنه أحسنها.

2.

استحباب التفاؤل لأنه يقوي الثقة بالله.

3.

مشروعية هذا الدعاء لمن وقع في قلبه شيء من التطير.

4.

أن الخير والشر مقدر من الله.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على إبطال الطيرة.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث أنكر الحديث الطيرة؛ لأنها تعليق للقلب بغير الله وهذا شرك به.

ص: 258

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: الطيرة، أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره، لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت.

ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.

ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في التطير.

هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

وعن ابن مسعود مرفوعا: "الطيرة شرك، الطيرة شرك. وما منا إلا

ولكن الله يذهبه بالتوكل". رواه أبو داود والترمذي وصححه1، وجعل آخره من قول ابن مسعود.

شرح الكلمات:

الطيرة: أي التشاؤم بأصوات الطيور ونحوها، وكرر وصف الطيرة بالشرك للتأكيد.

وما منا إلا: هنا فيه جملة محذوفة تقديرها وما منا إلا قد تعتريه الطيرة، وحذفت هذه الجملة للعلم بها ولكراهية النطق بها.

يذهبه بالتوكل: أي يذهب الله التطير بصدق الاعتماد عليه والثقة به سبحانه.

1 أبو داود (3910) في الطب، باب في الطيرة. والترمذي (1614) في السير، باب ما جاء في الطيرة. وقال:((هذا حديث حسن صحيح)) . وابن ماجة (3538) . وابن حبان رقم (1427) موارد. قوله: (وما منا إلا

) من كلام ابن مسعود رضي الله عنه كما ذكر ذلك الحافظ في الفتح.

ص: 259

الشرح الإجمالي:

يخبرنا ابن مسعود رضي الله عنه في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الطيرة بالشرك، وأكد ذلك بالتكرار مرتين، ثم بين ابن مسعود أنه ما من إنسان إلا وقد يعرض له التطير، ولكن الله يزيله عن قلب المؤمن بصدق الاعتماد على الله والثقة به سبحانه.

الفوائد:

1.

أن الطيرة من الشرك.

2.

استحباب تأكيد الأمر الهام.

3.

التوكل مذهب للتطير.

مناسبة الآية للباب وللتوحيد:

حيث دل الحديث على أن الطيرة شرك.

ملاحظة:

قوله: (وما منا إلا....) إلخ. هذا من كلام ابن مسعود وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، قاله بعض العلماء.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: الطيرة، وما منا إلا، يذهبه بالتوكل.

ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.

ج. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في التطير. ثم وضح مناسبته للتوحيد.

ص: 260

ولأحمد من حديث ابن عمرو: "ومن ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك. قالوا: وما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك"1.

شرح الكلمات:

ردته: أي منعه.

الطيرة: هي التشاؤم بما يسمع أو يرى.

عن حاجته: أي غرضه الذي عزم عليه.

فقد أشرك: أي أتى شركا حيث اعتقد أن لما تطير به تأثيرا في الخير والشر.

لا خير إلا خيرك: أي لا يرجى الخير إلا منك دون من سواك.

ولا طير إلا طيرك: أي أن الطير ملكك ومخلوقك لا يأتي بخير ولا يدفع شرا.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من منعه التشاؤم عن المضي فيما يعتزم فإنه قد أتى نوعا من الشرك، ولما سأله الصحابة عن كفارة هذا الإثم الكبير أرشدهم إلى هذه العبارات الكريمة في الحديث التي تتضمن تفويض الأمر إلى الله ونفي القدرة عمن سواه.

1 أحمد في المسند (2/ 220) . والهيثمي في المجمع (5/ 105) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وقال: ((رواه أحمد والطبراني، وفي سنده ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات)) . وصححه الألباني.

ص: 261

الفوائد:

1.

إثبات شرك من ردته الطيرة عن حاجته.

2.

قبول توبة المشرك.

3.

الإرشاد إلى ما يقول من ابتلي بالتطير.

4.

أن الخير والشر مقدر من الله.

مناسبة الحديث للباب وللتوحيد:

حيث دل الحديث على شرك من ردته الطيرة عن المضي في حاجته.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ردته، الطيرة، عن حاجته، فقد أشرك، لا خير إلا خيرك، لا طير إلا طيرك.

ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.

ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في التطير. ثم وضح مناسبته للتوحيد.

وله1 من حديث الفضل بن العباس: "إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك"2.

1 أي لأحمد.

2 رواه أحمد في المسند (1/ 213) . قال الأرناؤوط في تخريج كتاب التوحيد: ((في مسنده ضعف وانقطاع)) .

ص: 262

شرح الكلمات:

إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك: هذا تعريف للطيرة المنهي عنها بأنها ما أوجب للإنسان أن يمضي لما يريده ولو من الفأل، فإن الفأل إنما يستحب لما فيه من البشارة والملاءمة للنفس، فأما أن يعتمد عليه ويمضي لأجله مع نسيان التوكل على الله، فإن ذلك من الطيرة، وكذلك إذا رأى أو سمع ما يكره فتشاءم به ورده عن حاجته، فإن ذلك أيضا من الطيرة.

الفوائد:

1.

تحريم الطيرة إذا دفعت صاحبها أو منعته.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم الطيرة إذا دفعت صاحبها أو منعته.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث أنكر الحديث الطيرة؛ لأنها تعليق القلب بغير الله وذلك شرك به.

ص: 263