الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة الشّارح
الحمد لله الذي أنقذ هذه الأمة من الشرك إلى التوحيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ضديد ولا نديد. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم المبعوث بهذا الدين المجيد.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أهل الشجاعة والرأي السديد.
أما بعد: فإني عزمت بعون الله على شرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، وذلك لما لصاحب هذا الكتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الفضل الكبير على هذه الأمة، حيث جدد ما اندثر من دينها وصحح ما فسد من عقيدتها، وجاهد في سبيل ذلك بنفسه وماله وقلمه، ولما لكتابه هذا من المكانة العلمية؛ حيث إنه يبحث في أشرف العلوم، وهو توحيد الله وإفراده بالعبادة وتخليص الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وذلك بما يحويه من الأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال السلف الصالح. وقد شرح الكتاب شروحا متعددة منها المختصر ومنها المطول، وقد كتبت بأساليب تتناسب مع العصر الذي ألفت فيه، وتلائم أهل ذلك العصر وهممهم العالية وجدهم واجتهادهم.
أما أنا فقد شرحت هذا الكتاب شرحا يتناسب مع ظروف أهل هذا العصر، وضعف هممهم وانشغالهم بالعلوم الأخرى، ولما كان هذا العلم في هذا العصر لا يطلب غالبا إلا في المدارس النظامية شرحت هذا الكتاب بأسلوب سهل مبسط سائرا فيه على خطوات التربية الحديثة. وطريقتي في الشرح كما يلي:
أولا: إيراد النص، فإذا كان النص آية وصاحب المتن لم يكملها كملتها تتميما للفائدة، وقد يستلزم المعنى إيراد آية قبلها أو بعدها.
ثانيا: شرح الكلمات.
ثالثا: الشرح الإجمالي.
رابعا: استخراج الفوائد.
خامسا: المناسبة. وتنقسم إلى قسمين: مناسبة النص للباب، وهذه المناسبة تورد في كل باب، ومناسبة النص للتوحيد، فهذه قد تورد أحيانا إذا اقتضى الأمر ذلك.
سادسا: قد تكتب ملاحظة بعد المناسبة أحيانا إذا اقتضى الأمر ذلك.
سابعا: المناقشة على النص. وإذا كان هناك كلام في المتن لا يمكن شرحه على الطريقة المذكورة، جعلناه تتمة في آخر الباب. وقد سميته (الجديد في شرح كتاب التوحيد) .
والله أسأل أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه: محمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي