المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب التوحيد 1 قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلَاّ لِيَعْبُدُونِ - الجديد في شرح كتاب التوحيد

[محمد بن عبد العزيز القرعاوي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المحقق

- ‌ترجمة مؤلف "كتاب التوحيد

- ‌ترجمة الشارح

- ‌تقريظ

- ‌مقدمة الشّارح

- ‌كتاب التوحيد

- ‌باب: فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب1

- ‌باب: من حقق التوحيد1 دخل الجنة بغير حساب

- ‌باب الخوف من الشرك

- ‌باب: الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

- ‌باب: تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله 1

- ‌باب من الشرك1 لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه

- ‌باب: ما جاء في الرقى والتمائم 1

- ‌باب: من تبرك بشجرة أو حجر أو نحوهما1

- ‌باب: ما جاء في الذبح لغير الله

- ‌باب: لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله

- ‌بابٌ: من الشرك النذر لغير الله

- ‌باب: من الشرك الاستعاذة بغير الله

- ‌باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره1

- ‌باب: قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}

- ‌باب: الشفاعة

- ‌باب: قول الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} 1

- ‌باب: ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين

- ‌باب: ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده

- ‌باب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله

- ‌باب: ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد

- ‌باب: ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان

- ‌باب: ما جاء في السحر

- ‌باب بيان شيء من أنواع السحر

- ‌باب ما جاء في الكهان وغيرهم

- ‌باب ما جاء في النشرة

- ‌باب ما جاء في التطير

- ‌باب ما جاء في التنجيم

- ‌باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء1

- ‌باب قول الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً…} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ…} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

- ‌باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ}

- ‌باب: من الإيمان بالله: الصبر على أقدار الله

- ‌باب ما جاء في الرياء

- ‌باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

- ‌باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرَّمه الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله

- ‌باب قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ.....} الايه

- ‌باب من جحد1 شيئا من الأسماء والصفات

- ‌باب قول الله تعالى {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

- ‌باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله

- ‌باب قول ما شاء الله وشئت

- ‌باب من سب الدهر فقد آذى الله

- ‌باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه

- ‌باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك

- ‌باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول

- ‌باب قول الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ..} الآية

- ‌باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا}

- ‌باب قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الآية

- ‌باب لا يقال: السلام على الله

- ‌باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت

- ‌باب لا يقول: عبدي وأمتي

- ‌باب لا يرد من سأل بالله

- ‌باب: لا يسأل بوجه الله إلا الجنة

- ‌باب ما جاء في اللو

- ‌باب النهي عن سب الريح

- ‌باب قول الله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}

- ‌باب ما جاء في منكري القدر

- ‌باب ما جاء في المصورين

- ‌باب ما جاء في كثرة الحلف

- ‌باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه

- ‌باب ما جاء في الإقسام على الله

- ‌باب لا يستشفع بالله على خلقه

- ‌باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك

- ‌باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌ ‌كتاب التوحيد 1 قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلَاّ لِيَعْبُدُونِ

‌كتاب التوحيد

1

قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلَاّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو

1 التوحيد لغة: الإفراد.

وشرعا: هو تفرد الله تعالى بالربوبية والإلهية وكمال الأسماء والصفات.

أنواع التوحيد: أنواع التوحيد ثلاثة:

1-

توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله، والإقرار الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء ومليكه، وخالقه ومدبره والمتصرف فيه، ودليل هذا النوع من التوحيد قوله تعالى:{الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} . الأنعام: آية (1) . وقوله سبحانه: {قل من رب السموات والأرض قل الله} . الرعد (16)، وقوله تعالى:{هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه} . لقمان (11) . وقد أقر الكفار على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا النوع من التوحيد، ولم يدخلهم ذلك في الإسلام.

2-

توحيد الإلهية: وهو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة، وهذا النوع من التوحيد هو الذي بعثت به الرسل، وأنزلت به الكتب، وبدأ به كل رسول دعوته، ووقعت فيه الخصومة بينه وبين أمته، ودليله من القرآن الكريم قوله تعالى:{إياك نعبد وإياك نستعين} . الفاتحة (5) . وقوله سبحانه: {فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون} . هود (123) . وقوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} . الأنعام (162-163) .

3-

توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى، وإمرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تأويل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. ودليله قوله تعالى:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} . سورة الشورى آية (11) .

ص: 17

الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} 1.

شرح الكلمات:

الجن: عالم مستتر عن الأنظار.

الإنس: هم بنو آدم.

يعبدون: أي يوحدون. والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة2.

ما أريد منهم من رزق: لم يرد الله منهم أن يرزقوا أنفسهم ولا يرزقوا غيرهم.

وما أريد أن يطعمون: ولم يرد منهم أن يطعموا أنفسهم ولا يطعموا غيرهم، وإنما أسند الرزق والإطعام إلى نفسه؛ لأن الخلق عيال الله فمن أطعمهم فكأنما أطعم الرب عزوجل.

الرزاق: كثير الرزق لخلقه.

ذو القوة: صاحب القوة.

المتين: الشديد القوة.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه هو الذي أوجد الجن والإنس، وأن الحكمة من إيجادهم هي إفراده بالعبادة والكفر بما سواه، وأنه لم يخلقهم

1 سورة الذاريات آية: 56-58.

2 وقيل: العبادة: اسم يجمع كمال الحب لله ونهايته، وكمال الذل لله ونهايته، فالحب الخلي عن الذل، والذل الخلي عن الحب لا يكون عبادة، وإنما العبادة ما يجمع كمال الأمرين.

ص: 18

لمصلحة نفوذ لذاته، وإنما أوجدهم للعبادة، وتكفل بأرزاقهم، وهو صادق بوعده قادر على تحقيقه لأنه قوي متين.

الفوائد:

1.

أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي إفراد الله بالعبادة.

2.

إثبات وجود الجن.

3.

كمال غنى الله عن خلقه.

4.

أن مصدر الرزق من الله، ولكن العبد مأمور بفعل الأسباب.

5.

إثبات اسمين من أسماء الله وهما: الرزاق، والمتين.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية الكريمة على أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي إفراد الله بالعبادة والكفر بما سواه.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: الجن، الإنس، ليعبدون، ما أريد منهم من رزق، وما أريد أن يطعمون، الرزاق، ذو القوة المتين.

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

ص: 19

وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} 1.

شرح الكلمات:

بعثنا: أرسلنا.

الرسول: هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه2. ورسول هنا نكرة تعم جميع الرسل.

اعبدوا الله: وحدوه بجميع أنواع العبادة. والعبادة لغة: التذلل.

اجتنبوا: ابتعدوا.

الطاغوت: هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله3. والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة: إبليس لعنه الله، ومن غير أحكام الله، ومن حكم بغير ما أنزل الله، ومن دعى إلى عبادة نفسه، ومن عبد من دون الله وهو راضي بالعبادة.

هدى الله: وفقه للخير.

1 سورة النحل آية: 36.

2 والنبي: هو من أمره الله أن يدعو إلى شريعة من كان قبله. وعلى ذلك فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا. انظر العقيدة الطحاوية ص (167) .

3 الطاغوت لغة: مشتق من الطغيان، وهو مجاوزة الحد ويكون واحدا وجمعا، ويؤنث ويذكر. وللسلف فيه تفاسير لا تنافي بينها، وكلها ترجع إلى ما قاله ابن القيم في تعريف الطاغوت وقد ذكره الشارح.

ص: 20

حقت عليه الضلالة: وجبت وثبتت لكفره وعناده. والضلالة هي الكفر.

سيروا في الأرض: سير اعتبار وتفكر.

عاقبة المكذبين: من الأمم السابقة كعاد وفرعون، وما وقع بهم من عاقبة التكذيب.

الشرح الإجمالي:

يخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أنه أرسل في كل طائفة من الناس رسولا يبلغهم ويأمرهم بتوحيده والكفر بما سواه. وقد انقسم الناس حيال هؤلاء الرسل إلى قسمين: فمنهم من وفقه الله إلى الخير فاستجاب لدعوة الرسل، وامتثل ما أمروا به (واجتنب) ما نهوا عنه.

ومنهم من حرم من التوفيق فأعرض عن الحق فخسر الدنيا والآخرة. والذي يسير في نواحي الأراضي معتبرا سيرى آثار عقوبة الله لبعض المعاندين كعاد وثمود وفرعون.

الفوائد:

1.

بيان أن الناس لم يتركوا هملا1.

2.

عموم الرسالة لجميع الأمم ونفس الفترة بين الرسل التي توجب طمس معالم الدين بالكلية.

3.

إن مهمة الرسل الدعوة إلى عبادة الله والكفر بما سواه.

4.

إن هداية التوفيق خاصة بالله دون غيره.

1 أي مهملين معطلين لا نؤمر ولا ننهى.

ص: 21

5.

لا يلزم من أمر الله بالشيء إرادته له.

6.

استحباب السياحة لقصد الاعتبار والتفكر بآثار القرون الأولى.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية الكريمة على أن عبادة الله لا تصلح إلا إذا كفر بما سواه.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: بعثنا، الرسول، اعبدوا الله، اجتنبوا الطاغوت، هدى الله، حقت عليه الضلالة، سيروا في الأرض، عاقبة المكذبين.

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المآخذ.

د. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

وقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَاّ تَعْبُدُوا إِلَاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} 1.

1 سورة الإسراء آية: 23-24.

ص: 22

شرح الكلمات:

قضى: أمر ووصى.

أن لا تعبدوا إلا إياه: أن تصرفوا جميع أنواع العبادة إلى الله دون غيره. وبالوالدين إحسانا: الإحسان إلى الوالدين هو احترامهما والقيام بما يصلح أحوالهما، والدعاء لهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وبعد وفاتهما استمرار الدعاء لهما وإكرام صديقهما.

عندك: في كنفك ورعايتك.

ولا تقل لهما أف: لا يظهر منك ما يشعر بالضيق والضجر منهما.

تنهرهما: تزجرهما. كريما: أي جميلا لا شراسة فيه.

واخفض لهما جناح الذل من الرحمة: تواضع وتذلل لهما رحمة بهما لا خوف العار وطلب الحظوة لديهما فقط.

الشرح الإجمالي:

يأمر الله سبحانه وتعالى جميع المكلفين بأن يفردوه بالعبادة، وأن يبروا بوالديهم. وأكد حق الوالدين بذكره بعد حقه عزوجل، ثم ذكر بعض أنواع البر لهما، وخاصة في حال العجز والضعف، ومن ذلك عدم إظهار ما يشعر بالضيق منهما وعدم رفع الصوت بزجرهما، والأمر بلين الجانب لهما واللطف في الكلام معهما، والدعاء لهما في حياتهما وبعد وفاتهما.

الفوائد:

1.

وجوب إفراد الله بالعبادة.

2.

وجوب البر بالوالدين على كل واحد من الولد بعينه.

3.

التكافل الاجتماعي موجود في الإسلام.

ص: 23

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية الكريمة على وجوب إفراد الله بالعبادة.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: قضى، ألا تعبدوا إلا إياه، وبالوالدين إحسانا، عندك، فلا تقل لهما أف، تنهرهما، كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة.

ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا.

ج. استخرج ثلاث فوائد من الآيتين مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

وقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} 1.

شرح الكلمات:

اعبدوا الله: أفردوه بالعبادة.

ولا تشركوا به شيئا: أي اكفروا بكل معبود سواه حيا كان أم ميتا جمادا أو حيوانا.

1 سورة النساء آية: 36.

ص: 24

وبالوالدين إحسانا: ارجع إلى شرح الآية السابقة (ص23) .

بذي القربى: كل من يصدق عليه تسمية القريب.

اليتامى: جمع يتيم وهو من مات أبوه ولم يبلغ.

المساكين: جمع مسكين وهو الفقير.

الجار ذي القربى: وهو الجار الملاصق. وقيل: الجار الذي تربطك به قرابة.

الجار الجنب: هو الجار الذي لا تربطك به قرابة. وقيل: الجار غير الملاصق.

والصاحب بالجنب: هو كل من لازمك رجاء نفعك كالزوجة والمسافر ونحوهما.

ابن السبيل: هو المنقطع في السفر.

وما ملكت أيمانكم: هم العبيد والمماليك.

المختال: هو المتكبر.

الفخور: هو المعجب بنفسه المادح لها.

الشرح الإجمالي:

لما كان الإخلاص هو أساس الدين، ابتدأ الله هذه الآية بالأمر بإخلاص التوحيد له والكفر بما سواه، وأردف ذلك ببر الوالدين؛ لأنهما هما السبب الظاهر في وجود الإنسان في هذه الحياة، ولم يغفل سبحانه وتعالى حق الأقارب؛ لأنهم أرجى الناس بفضله وإحسانه، وحتى لا ييأس بقية إخوانه المسلمين أوصى سبحانه وتعالى بالأيتام عموما والمساكين سواء القريب منهم أو البعيد، ثم أخذ سبحانه وتعالى يبين حقوق الملازمين

ص: 25

له في الغالب في الحياة، فبدأهم بالجار الذي يجمع بين حق الإسلام والقرابة والجوار، ثم الجار الذي له حقان.. حق الإسلام والجوار، ثم الجار الذي له حق الجوار فقط وهو الذمي. ثم ذكر حق من سيلازمه ويرجو فضله كالزوجة ورفيق السفر ونحوهما، ولما كان الإسلام يقدر الحركة والانتقال من بلد إلى آخر والسياحة بقصد الرزق والاعتبار، أوصى بمساعدة المسافر الذي يحتاج إلى المساعدة سواء كان ذلك ماديا أو معنويا..

وتأكيدا للعدل والمساواة بين أفراد المسلمين لم ينس الإسلام المماليك، بل أوصى بحقوقهم والرفق بهم والاعتراف بإنسانيتهم، ولما كانت هذه الأعمال أعمال خير قد يعجب فاعلها بنفسه حذر الله سبحانه وتعالى من الكبر والإعجاب بالنفس؛ لأنهما قد يحبطان هذه الأعمال الجليلة.

الفوائد:

1.

وجوب عبادة الله وحده.

2.

وجوب بر الوالدين وطاعتهما ما لم يكن في معصية، أو شيئا يضر الولد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا ضرر ولا ضرار "1.

3.

مشروعية صلة الأقارب حسب قربهم من الشخص.

4.

وجوب الإحسان إلى من تعوله من الأيتام، وذلك بحفظهم وحسن تربيتهم وتنمية مالهم.

5.

استحباب الإحسان إلى المساكين وأنواع الإحسان كثيرة.

6.

وجوب حق الجار.

7.

الحث على مساعدة كل من لازمك يرجو فضلك من رفيق سفر وحضر ونحوهما.

8.

وجوب مساعدة المنقطع به في السفر

1 ابن ماجه: الأحكام (2340) .

ص: 26

9.

وجوب الإحسان إلى المماليك.

10.

تحريم الكبر والخيلاء.

11.

إثبات صفة المحبة لله.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية الكريمة على وجوب إخلاص العبادة لله وحده والكفر بمن سواه.

ملاحظة:

الجار من حيث هو ثلائة أقسام: الأول: له ثلاثة حقوق: الإسلام والقرابة والجوار. والثاني: له حقان: الإسلام والجوار. والثالث: له حق الجوار فقط وهو الذمي.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: اعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا، وبالوالدين إحسانا، بذي القربى، اليتامى، المساكين، الجار ذي القربى، الجار الجنب، الصاحب بالجنب، ابن السبيل، ما ملكت أيمانكم، مختال، فخور.

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ج. استخرج سبع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

ص: 27

وقول الله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَاّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} 12.

شرح الكلمات:

تعالوا: أقبلوا.

أتل: أقصص.

ما حرم ربكم عليكم: ما حرم بحق لا تخرصا وظنا. والتحريم لغة: المنع.

ألا تشركوا به شيئا: لا تعبدوا معه غيره.

ولا تقتلوا أولادكم من إملاق: لا تقتلوا بنيكم وبناتكم من أجل الفقر.

(وبالوالدين إحسانا) : تقدم شرحها.

الفواحش: هي المعاصي.

ما ظهر منها: ما كان بينك وبين الناس. وما بطن: ما كان بينك وبين الله.

النفس التي حرم الله: نفس المسلم والكافر المعاهد والذمي والمستأمن.

إلا بالحق: المراد بالحق زنا بعد إحصان، أو كفر بعد إيمان، أو القتل المتعمد لنفس معصومة فيقتل به وهو القصاص، أو غير ذلك مما أباح الإسلام قتل النفس به.

1 سورة الأنعام آية: 151.

2 ملاحظة: لم يذكر الشارح الأثر الذي أورده المؤلف في المتن، وهو قول ابن مسعود رضي الله عنه: "من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا} . الآية. وابن مسعود: هو الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، أبو عبد الرحمن من كبار علماء الصحابة، توفي رضي الله عنه سنة (32هـ) .

ص: 28

ذلكم: الإشارة تعود إلى المحرمات السابقة.

وصاكم: الوصية هي الأمر المؤكد.

لعلكم تعقلون: لكي تعقلوا ما ذكر فتعملون به.

الشرح الإجمالي:

يأمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بأن يدعو خصوم الدعوة إلى الإقبال والإصغاء إلى ما سيفصله عليهم من الخطوط العريضة لهذه الدعوة والقواعد الثابتة المشرفة، وذكر بعضا منها في هذه الآية وما بعدها. ولما كان الشرك يحبط كل عمل صالح ابتدأ الله هذه الحقائق بالتحذير من الشرك، ثم عقب بالأمر بالبر بالوالدين. ولما كان قتل الذرية سفاهة في الشخص وقطعا لشجرته وأروفته، نهى الله عن قتل الأولاد. وذكر الفقر هنا؛ لأنه أنحل الأسباب للقتل في الجاهلية، وإلا فالقتل بغير حق محرم بأي سبب من الأسباب.. ولما كان السبب الغالب في قتل الأولاد خوف الفقر تكفل الله برزقهم وأولادهم معا، ثم نهى سبحانه وتعالى عن جميع المعاصي ما ظهر منها للناس وما اختفى. ولما كان القتل بغير حق يهد كيان المجتمع بما ينجم عنه من الفوضى والدمار والثأر والأحقاد خصه الله بالنهي بعد الفواحش إجمالا، ثم أكبر الله تحريم هذه الأشياء حيث نص عليها بلفظ الوصية من أجل أن نعقلها فنعمل بها.

الفوائد:

1.

أن الشرك هو أكبر الكبائر، ولا يصح معه عمل لهذا بدأ الله به.

2.

وجوب بر الوالدين.

ص: 29

3.

تحريم قتل الأولاد، ويلحق به الإجهاض بعد أربعين يوما من ابتداء الحمل.

4.

تكفل الله بالرزق لجميع الناس.

5.

مكافحة الحمل خوف الفقر من أعمال الجاهلية.

6.

تحريم الفواحش وما يؤدي إليها.

7.

تحريم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.

8.

لم يفصل الله المراد بالحق هنا، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا منه في حديث صحيح مفاده: زنا بعد إحصان، وكفر بعد إيمان، والنفس بالنفس.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث حذرت الآية عن الشرك بجميع صوره وأشكاله.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: أتل، ما حرم ربكم عليكم، ألا تشركوا به شيئا، وبالوالدين إحسانا، ولا تقتلوا أولادكم، إملاق، الفواحش، ما ظهر منها، ما بطن، النفس التي حرم الله إلا بالحق، ذلكم، وصاكم به لعلكم تعقلون.

ص: 30

ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ج. استخرج سبع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

وعن معاذ بن جبل1 رضي الله عنه قال: " كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، فقال لي: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا. قلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا ". (أخرجاه في الصحيحين)2.

شرح الكلمات:

رديف النبي: راكبا خلفه.

حق الله على العباد: حق إيجاب.

1 هو أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي صحابي مشهور. من أعيان الصحابة وعلمائهم، مات بالشام من طاعون عمواس سنة (18) هـ رضي الله عنه.

2 البخاري (الفتح 6/ 2856) كتاب الجهاد، باب اسم الفرس والحمار. وفي اللباس (10/ 5967) باب إرادف الرجل خلف الرجل. وفي الرقاب (11/ 6500) باب من جاهد نفسه في طاعة الله. وفي التوحيد (13/ 7373) باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تعالى. ومسلم (30) في الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا.

ص: 31

حق العباد على الله: أي ما أوجبه الله على نفسه إنعاما وتفضلا، وليس استحقاق مقابلة كحق المخلوق على المخلوق.

أبشر الناس: أخبرهم بما يسرهم من هذا القول.

يتكلوا: يعتمدوا.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه ذات يوم كان راكبا خلف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخصه بأهم مسائل العلم وأجلها، وقد استعمل رسول الله الأسلوب الاستجوابي في تعليم معاذ وتشويقه، وأن معاذا لم يخض فيما لا يعلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بين لمعاذ حقيقتين هامتين هما ما يجب لله على المكلفين من خلقه، وما أوجبه لعباده على نفسه إنعاما وتفضلا، ولما كان معاذ يحرص على ما يسر المسلمين استأذن من النبي صلى الله عليه وسلم في نشر هذه المسألة، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم مخافة أن يعتمدوا على هذا الوعد فيتركوا التنافس في الأعمال الصالحة التي تحط سيئاتهم وترفع درجاتهم، لكن معاذ أخبر تحرجا من كتمان العلم مع أن العاقل يفهم تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الاتكال من قوله:" فيتكلوا ".

الفوائد:

1.

جواز الإرداف على الدابة إذا لم يشق عليها.

2.

تواضعه صلى الله عليه وسلم.

3.

أن عرق الحمار طاهر.

4.

فضل معاذ بن جبل رضي الله عنه.

5.

الأسلوب الاستجوابي في التعليم من أساليب الإسلام.

ص: 32

6.

تحريم الخوض فيما لا يعلمه الشخص.

7.

أول حق لله على المكلفين إفراده بالعبادة.

8.

من مات على التوحيد أمن من العذاب إذا لم يرتكب كبائر تعرضه لدخول النار.

9.

الجمع بين هذا الحديث وبين حديث من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام يوم القيامة من النار: أن حديث اللجام يفيد تحريم الكتم عموما في جميع المسائل، أما حديثنا هذا فيفيد جواز كتم العلم إذا ترتب على إظهاره مفسدة متحققة.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على أن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: رديف النبي، حق الله على العباد، حق العباد على الله، أبشر الناس، يتكلوا.

ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.

ج. استخرج سبع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.

د. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

ص: 33