الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الْبَاب التَّاسِع فِي فضل المشورة والرأي من ذَوي الآراء)
قَالَ النَّبِي [صلى الله عليه وسلم] : " المستشار بِالْخِيَارِ، إِن شَاءَ قَالَ: وَإِن شَاءَ سكت فلينصح ".
وَقَالَ عَليّ عليه السلام: " من استبد بِرَأْيهِ هلك، وَمن شاور الرِّجَال شاركها فِي عقولها ".
وَكَانَ الْأَحْنَف بن قيس يَقُول: " لَا يشاور الجائع حَتَّى يشْبع، وَلَا العطشان حَتَّى يرْوى، وَلَا الْأَسير حَتَّى يُطلق، وَلَا المضل حَتَّى يجد، وَلَا الرَّاغِب حَتَّى ينجح ".
قَالَ زِيَاد لحاجبه عجلَان: " أَدخل عَليّ رجلا عَاقِلا حَتَّى أشاوره فِي أَمْرِي، فَقَالَ: لَا أعرف من تَعْنِي، فَقَالَ: إِن الْعَاقِل لَا يخفى فِي شكله وَكَلَامه وهيئته قَالَ: فَخرج فلقي رجلا بهياً، حسن الْوَجْه، مديد الْقَامَة، فَقَالَ لَهُ: ادخل فَدخل
فَقَالَ لَهُ زِيَاد: إِنِّي أُرِيد مشاورتك فِي أَمر، فَقَالَ: إِنِّي جَائِع، وَلَا رَأْي لجائع، فَقَالَ: أحضروه الطَّعَام فَلَمَّا قضى حَاجته مِنْهُ، قَالَ لَهُ: هَات، فَقَالَ: إِنِّي حاقن، وَلَا رَأْي لحاقن فَقَالَ:" يَا عجلَان أدخلهُ المتوضأ، فَلَمَّا خرج سَأَلَهُ عَن أمره، فَمَا قَالَ لَهُ شَيْئا إِلَّا وَأحسن الْجَواب عَنهُ ".
وَكَانَ يُقَال: " لَا تدخل فِي مشورتك بَخِيلًا فيقصر بفعلك، وَلَا جَبَانًا فيخوفك مَا لَا تخَاف، وَلَا حَرِيصًا فيعدك مَا لَا يُرْجَى، فَإِن الْبُخْل والجبن والحرص طبيعة وَاحِدَة، يجمعها سوء الظَّن ".
وَكَانَ يُقَال: " مَا استنبط الصَّوَاب بِمثل المشورة وَلَا حصنت النعم بِمثل الْمُوَاسَاة، وَلَا اكْتسبت البغضة بِمثل الْكبر ".
اسْتَشَارَ أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور سلم بن قُتَيْبَة فَقَالَ لَهُ: مَا تَقول فِي أبي مُسلم؟ فَقَالَ: {لَو كَانَ فيهمَا آلِهَة إِلَّا الله لفسدتا} . [الْأَنْبِيَاء: 22] قَالَ: حَسبك.
وَقَالَ الشَّاعِر مادحاً لبَعْضهِم: // (الْبَسِيط) //
(يُصِيب بِالرَّأْيِ مَا يعيا العيان لَهُ
…
فِي الْقرب والمنتأى والريث والعجل)
(تَمُوت أضغانه أَيَّام قدرته
…
ومكنة الْحر تنسي فَاحش الخطل)
وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ: " نعم وَزِير الْعلم الرَّأْي الْحسن ".
وَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: " لِأَن أخطئ وَقد استشرت أحب إِلَيّ من ان أُصِيب وَقد استبددت بِرَأْي، فأمضيه عَن غير مشورة؛ لِأَن الْمُقدم على رَأْيه يزري بِهِ أَمْرَانِ: تَصْدِيقه رَأْيه الْوَاجِب عَلَيْهِ تكذبيه، وَتَركه من المشورة مَا يزْدَاد فِي أمره بَصِيرَة " وَقد قَالَ الشَّاعِر: // (المتقارب) //
(إِذا الْأَمر أشكل إِنْفَاذه
…
وَلم ترمنه سَبِيلا فسيحا)
(فَشَاور بِأَمْرك فِي سره
…
أَخَاك أَخَاك اللبيب النصيحا)
(فيا رُبمَا فَرح الناصحون
…
وأبدوا من الرَّأْي رَأيا صَحِيحا)
(وَلَا يلبث المستشير الرِّجَال
…
إِذا هُوَ شاور أَن يستريحا)