الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك من أهل العلم فلا حرج لاختلاف العلماء في ذلك، وإن كان من عوام الناس زجر عن الخوض في مثل هذا، فإن عاد ادب، إذ ليس لهم الكلام في مثل هذا، وقال القرافي: أعلم أنه يجب على كل مكلف تعظيم الأنبياء بأسرهم، وكذلك الملائكة ومن نال من أعراضهم شيئا فقد كفر، سواء كان بالتعريض أو بالتصريح، فمن قال في رجل يراه شديد البطش: هذا أقسى قلبا من مالك خازن النار، وقال في رجل رآه مشوه الخلق: هذا أوحش من منكر ونكير؛ فهو كافر إذا قال ذلك في معرض النقص بالوحاشة والقساوة، قلت: وما ذكر في هذه المسألة والتي قبلها من الأدلة القاطعة على تفضيل رسل الملائكة على الصحابة وأولياء البشر.
مسألة: قال إمام الحرمين والغزالي:
لا يستصحب في الخلاء شيئا عليه إسم معظم
، قال الإسنوى: فيدخل فيه أسماء جميع الأنبياء والملائكةن زاد الزركشي في الخادم: إذا صحت رسالتهم، قال: بخلاف إسم ولى، قلت: وهذا أيضا من الأدلة على ما أشرنا إليه.
مسألة:
قال النووي في الأذكار: أجمع من يعتد به على جواز الصلاة واستحبابها على سائر الأنبياء والملائكة استقلالا، وأما غيرهم فالجمهور على أنه لا يصلي عليهم ابتداء، فلا يقال أبو بكر صلى الله عليه وسلم، واختلف في هذا المنع فقال بعض أصحابنا: هو حرام، والصحيح الذي عليه الأكثرون أنه مكروه كراهية تنزيه، قلت: وهذا أيضا من الأدلة على ما أشرنا إليه.
مسألة:
قال الشيخ عز الدين بن جماعة في شرح بدء الأمالي: المكلفون على ثلاثة أقسام، قسم كلف من أول الفطرة قطعا وهم الملائكة وآدم وحواء وقسم لم يكلف من أول الفطرة قطعا، وهم أولاد آدم، وقسم فيهم نزاع والظاهر أنهم مكلفون من أول الفطرة وهم الجان.
انتهى.
وفي كتاب الفروع من كتب الحنابلة - وهو كتاب جليل كثير الفوائد - ما نصه: قال أبو حامد في كتابه: الجن كالإنس في التكليف والعبادات ومذاهب العلماء إخراج الملائكبة من التكليف والوعد والوعيد، وقال بعد ورقة: كشف العورة خاليا، من مسألة سترها عن الملائكة والجن: وظاهر كلامهم يجب عن الجن لأنهم مكلفون أجانب، وكذا عن الملائكة مع عدم تكليفهم، لأن الآدمي مكلف انتهى. والظاهر أن مراده إخراجهم عن التكليف بما كلفنا به، لا مطلقا وإلا فهم مكلفون قطعا كما تقدم في كلام ابن جماعة.
مسألة:
اختلف العلماء في بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملائكة على قولين أحدهما: أنه لم يكن مبعوثا إليهم، وبهذا جزم الحليمي والبيهقي من أصحابنا ومحمود بن حمزة الكرماني في كتابه العجائب والغرائب، ونقل البرهان النسفي والفخر الرازي في تفسيريهما الإجماع عليه، وجزم به من المتأخرين: الحافظ زين الدين العراقي في نكته على ابن الصلا، والشيخ جلال الدين المحلى في شرح جمع الجوامع، والقول الثاني: أنه كان مبعوثا إليهم ورجحه القاضي شرف الدين البارزي، والشيخ تقي الدين السبكي وهوالمختار، ولى فيه مؤلف يسمى " تزيين الأرائك في إرسال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملائك " وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: وهل تدخل الملائكة في حد الصحابة؟ محل نظر، وقد قال بعضهم: إن ذلك ينبني على أنه هل كان مبعوثا إليهم أولا؟ وقد نقل الإمام فخر الدين في أسرار التنزيل الإجماع على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن مرسلا إلى الملائكة، ونزوع في هذا النقل، بل رجح الشيخ تقي الدين السبكي أنه كان مرسلا إليهم، واحتج بأشياء يطول شرحها، وفي صحة بناء هذه المسألة على هذا الأصل نظر لا يخفى انتهى. وفي كتاب كشف الأسرار لابن العماد: حكاية أن آدم عليه السلام أرسل إلى الملائكة لينبأهم بما علم من الأسماء.