الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الميم فيدغم فيها الباء وقد تقدم.
وأما النون نحو {مَنْ مَّعَكَ} (1) فإدغامه لازم إذا كان ساكنا.
القسم الثالث:
الذي يدغم في مقاربه، ويدغم مقاربه فيه، وهو بافي الحروف: وهي ثمانية عشر حرفاً يجمعها قولك: (ظن زكوت خلط سذج غيث قصد)
أما الخاء والغين فيدغم أحدهما في الآخر نحو (فرغ خاطرك) و (ارسخ غالبا) ولم يلتقيا في القرآن.
وأما القاف والكاف فيدغم أحدهما في الآخر نحو {نَخْلُقْكُمْ} (2) و {لَكَ قَالَ} . (3) وقرئ به.
وأما الجيم فيدغم في الشين كما تقدم ويدغم فيها في قول سيبويه الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء نحو: {قَدْ جَعَلَ} (4) و {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} (5) و {إِذْ جَعَلَ} (6) وقريء به.
(1) الآية 28 من سورة المؤمنون - 23 - .
(2)
جزء من الآية 20 من سورة المرسلات - 77 - .
(3)
جزء من الآية 30 من سورة البقرة - 2 - .
(4)
من الآية 24 من سورة مريم - 19 - .
(5)
من الآية 56 من سورة النساء - 4 - .
(6)
من الآية 26 من سورة الفتح - 48 - .
وأما البواقي نحو (القط جوهرا واحفظ جارك وابثث جمالا) فلم يقع في القرآن. فأما قوله تعالى: {ثَجَّاجًا} (1) فلا يصح إدغام الثاء في الجيم إذ الجيم مشددة، وأيضاً فالثاء أول في الإِبتداء وبعده ساكن في الوصل.
وأما الياء فتدغم في الواو بشرط أن تقلب الواو ياء نحو سيد كما تقدم وتدغم فيها الواو والنون نحو طويت طياً ولويت ليا ومن يؤمن وكله في القرآن.
وأما الواو فيدغم في الياء كما تقدم ويدغم فيها الياء كما تقدم والنون نحو {مِنْ وَّالٍ}
وأما اللام فتدغم في ثلاثة عشر حرفاً وهي: الطاء والدال والصاد والسين والراء معجمات ومهملات والنون والتاء والثاء. فإن كانت اللام للتعريف لزم إدغامها في هذه الحروف وإن كانت لغير التعريف جاز الِإظهار والِإدغام وإن كان (2) متفاضلا في الحسن والقبح على ما هو مستوفي في كتب العربية.
وقد قريء بإدغامها في عشرة أحرف من هذه الثلاثة عشر وهي ماعدا الشين المعجمة والدال والصاد المهملة. نحو {هَلْ تَعْلَمُ} (3) و {هَلْ ثُوِّبَ} (4) و {بَلْ ظَنَنْتُمْ} (5) و {بَلْ زُيِّنَ} (6) و {بَلْ سَوَّلَتْ} (7)
و
(1) من الآية 14 من سورة النبأ - 78 - .
(2)
في (س) و (ز) و (ت)(وكان).
(3)
جزء من الآية 65 من سورة مريم - 19 - .
(4)
من الآية 36 من سورة المطففين - 83 - .
(5)
من الآية (12) من سورة الفتح - 48 - .
(6)
من الآية (33) من سورة الرعد - 13 - .
(7)
من الآية (18) من سورة يوسف - 12 -
{بَلْ نَحْنُ} (1) و {بَلْ طَبَعَ} (2) و {بَلْ ضَلُّوا} (3) و {وَقُلْ رَبِّ} (4) و {مَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} (5) وهو شاذ كما تقدم حكمها مع الشين.
ومثال اللام مع الدال في القرآن قوله تعالى: {وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} (6) و {ثَمَانِينَ جَلْدَةً} (7) ومثال اللام مع الصاد: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ} (8) و {كَمَثَلِ صَفْوَانٍ} (9) و {خَلَصُوا نَجِيًّا} (10) ولم يقرأ بإدغام شيء منه ويدغم فيها النون لا غير نحو {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (11) وأما النون فيدغم في خمسة أحرف وهي مجموعة في قولك (لم يرو) نحو {مَنْ لَمْ} (12) و {مِنْ مَاءٍ} (13) و {مَنْ يُّؤْمِنُ} (14) و {مِنْ رَبِّكَ} (15) و {مِنْ وَالٍ} (16) ويدغم فيها لام التعريف لزوما، فإن كانت اللام لغير
(1) من الآية (27) من سورة القلم - 68 - .
(2)
من الآية (155) من سورة النساء - 4 - .
(3)
من الآية (27) من سورة الأحقاف - 46 - .
(4)
من الآية (24) من سورة الإسراء - 17 - .
(5)
من الآية (28) من سورة آل عمران - 3 - .
(6)
جزء من الآية (40) من سورة إبراهيم عليه السلام 14 - .
(7)
من الآية (4) من سورة النور - 24 - .
(8)
من الآية (95) سورة آل عمران - 3 - .
(9)
من الآية (264) من سورة البقرة - 2 - .
(10)
من الآية (80) من سورة يوسف عليه السلام 12 - .
(11)
الآية (4) من سورة الإخلاص - 112 - .
(12)
بعض من الآية (44) كل سورة المائدة - 5 - .
(13)
جزء من الآية (20) من سورة المرسلات - 77 - .
(14)
من الآية (99) من سورة التوبة - 9 - .
(15)
من الآية (147) سورة البقرة - 2 - .
(16)
من الآية (11) سورة الرعد - 13 - .
التعريف ضعف إدغامها فيها، وقد قريء به وقد تقدم جميع ما ذكرته في النون.
وأما الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء فيدغم كل واحد فها في سائرها، وفي الشين وفي حروف الصفير وفي الجيم أيضاً في قول غير سيبويه كما تقدم. وقد تقدم إدغامها في الضاد، ويدغم فيها من غيرها اللام على ما تقدم.
فحصل من هذا أن كل واحد من هذه الحروف الستة التي أولها الطاء تدغم في أحد عشر حرفاً.
واعلم أنه ليس في القرآن حرف لقى جميع ما ذكر أنه يدغم فيه سوى التاء، وأما أخواتها فإنما لفى كل واحد فها في القرآن بعض ما ذكر أنه يدغم فيه على ما أذكره لك الآن بحول الله تعالى.
أما الطاء فلقيت حرفين: وهما: التاء نحو {أَحَطْتُ} (1) و {فَرَّطْتُ} (2) والشين نحو {غْطَشَ} (3) وقد ذكر (4) وجاءت منونة قبل الذال في قوله تعالى: {بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ} (5).
وأما الدال فلقيت عشرة أحرف وهي في جملتها سوى الطاء، فمنها: التاء نحو: {قَدْ تَبَيَّنَ} (6) و {فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ} (7) والظاء نحو:
(1) جزء من الآية (22) سورة النمل - 27 - .
(2)
من الآية (56) سورة الزمر - 39 - .
(3)
من الآية (29) سورة النازعات - 79 - .
(4)
في (ت)(وقد جاءت).
(5)
جزء من الآية (18) سورة الكهف - 18.
(6)
جزء من الآية (256) سورة البقرة - 2.
(7)
جزء من الآية (187) سورة البقرة - 2.
{فَقَدْ ظَلَمَ} (1) و {يُرِيدُ ظُلْمًا} (2) والذال نحو: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} (3) و {الْوَدُودُ} (4) و {ذُو الْعَرْشِ} (5) هـ الثاء نحو: {يُرِيدُ ثَوَابَ} (6) والصاد نحو: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ} (7) و {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} (8) والسين نحو: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ} (9) و {عَدَدَ سِنِينَ} (10) والزاي نحو: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} (11) و {يَكَادُ زَيْتُهَا} (12) والشين نحو: {قَدْ شَغَفَهَا} (13) و {وَشَهِدَ شَاهِدٌ} (14). الجيم نحو: {قَدْ جَعَلَ} (15) و {دَاوُودُ جَالُوتَ} (16) والضاد نحو: {قَدْ ضَلَّ} (17) وجاءت منونه قبل الطاء في قوله تعالى: {صَعِيدًا طَيِّبًا} (18). وأما التاء فقد تقدم أنها لقيت أحد عشر حرفاً
(1) جزء من الآية (1) سورة الطلاق - 65.
(2)
جزء من الآية (108) سورة آل عمران - 3.
(3)
جزء من الآية (179) سورة الأعراف - 7.
(4)
جزء من الآية (14) سورة البروج - 85.
(5)
جزء من الآية (15) سورة البروج - 85.
(6)
جزء من الآية (145) سورة آل عمران - 3.
(7)
جزء من الآية (27) سورة الفتح - 48.
(8)
جزء من الآية (55) سورة القمر - 54.
(9)
جزء من الآية (1) سورة المجادلة - 58.
(10)
جزء من الآية (112) سورة المؤمنون - 23.
(11)
جزء من الآية (5) سورة الملك - 67.
(12)
جزء من الآية (35) سورة النور - 24.
(13)
جزء من الآية (30) سورة يوسف - 12.
(14)
جزء من الآية (26) سورة يوسف - 12.
(15)
جزء من الآية (24) سورة مريم - 19.
(16)
جزء من الآية (215) سورة البقرة - 2.
(17)
جزء من الآية (116) سورة النساء - 4
(18)
(43) سورة النساء - 4.
فمنها: الطاء نحو: {قَالَتْ طَائِفَةٌ} (1) و {الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} (2) والدال نحو: {فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ} (3). والظاء نحو: {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} (4) والذال نحو: {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} (5) والثاء نحو: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} (6)
والضاد في {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} (7) والصاد نحو: {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} (8) والسين نحو: {أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ} (9) والزاى نحو: {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} (10) والشين نحو: {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} (11). والجيم نحو: {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} (12).
وأما الظاء فلقيت التاء لا غير نحو: {أَوَعَظْتَ} (13) و {مَوْعِظَةً} (14).
وأما الذال فلقيت سبعة أحرف وهي: الدال نحو: {إِذْ دَخَلُوا} (15)
(1) جزء من الآية (13) سورة الاْحزاب - 33.
(2)
جزء من الآية (32) سورة النحل - 16.
(3)
جزء من الآية (189) سورة الأعراف - 7.
(4)
جزء من الآية (138) سورة الأنعام - 6.
(5)
جزء من الآية (3) سورة الصافات - 37.
(6)
جزء من الآية (4) سورة الحاقة - 69.
(7)
جزء من الآية (1) سورة العاديات - 100.
(8)
جزء من الآية (40) سورة الحج - 22.
(9)
جزء من الآية (261) سورة البقرة - 2.
(10)
جزء من الآية (2) سورة الصافات - 37.
(11)
جزء من الآية (4) سورة النور - 24.
(12)
جزء من الآية (36) سورة الحج - 22.
(13)
جزء من الآية (136) سورة الشعراء - 26.
(14)
جزء من الآية (66) سورة البقرة - 2.
(15)
جزء من الآية (52) سورة الحجر - 15.
والتاء نحو: {إِذْ تَبَرَّأَ} (1) والظاء نخو: {إِذْ ظَلَمُوا} (2) والصاد نحو: {وَإِذْ صَرَفْنَا} (3) و {مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً} (4) والسين نحو: {إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} (5) و {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ} (6) والزاي نحو: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ} (7) والجيم نحو: {إِذْ جَاءَكُمْ} (8) و {إِذْ جَعَلَ} (9).
وأما التاء فلقيت خمسة أحرف: وهي: الثاء نحو: {أُورِثْتُمُوهَا} (10) والذال نحو: {يَلْهَثْ ذَلِكَ} (11) و {وَالْحَرْثِ ذَلِكَ} (12) والسين نحو: {مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ} (13) والشين نحو: {حَيْثُ شِئْتُمْ} (14) والضاد في قوله تعالى: {حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} (15).
وأما حروف الصفير (16) فيدغم كل واحد منها في أخويه ويدغم فيها اللام، والطاء، والدال، والفاء، والظاء، والذال، والتاء كما تقدم.
(1) جزء من الآية (166) سورة البقرة - 2.
(2)
جزء من الآية (64) سورة النساء - 4.
(3)
جزء من الآية (29) سورة الأحقاف - 46.
(4)
جزء من الآية (3) سورة الجن - 72.
(5)
جزء من الآية (16) سورة النور -، 24.
(6)
جزء من الآية (63) سورة الكهف - 18.
(7)
جزء من الآية (48) سورة الأنفال - 8.
(8)
جزء من الآية (32) سورة سبأ - 34.
(9)
جزء من الآية (26) سورة الفتح - 48.
(10)
جزء من الآية (43) سورة الأعراف - 7.
(11)
جزء من الآية (176) سورة الأعراف - 7.
(12)
جزء من الآية (14) سورة آل عمران - 3.
(13)
جزء من الآية (6) سورة الطلاق - 65.
(14)
جزء من الآية (58) سورة البقرة - ط.
(15)
جزء من الآية (24) سورة الذاريات - 51.
(16)
وهي: الصاد والزاي والسين.
والذي التقى في القرآن من حروف الصفير بعضها مع بعض: السين والزاي في قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} (1) لا غير والله تعالى أعلم.
وقد نَجِزَ (2) الكلام في القسم الأول بتمام هذا الفصل السابع. والكلام فيه مقرر بحسب فصيح كلام العرب ولا ينكر من كلام العرب وجود الشواذ في باب الإِدغام وغيره، فلا يهولنك أن تجد في هذا الباب ما يشذ عما قررته لك، لكن طيك بمعرفة ما يشذ وما يطرد ورد كل فرع إلى أصله والله المستعان.
وأشرع الآن في القسم الثاني وهو مقصود الباب وأرتب الكلام فيه بحسب ترتيب كلام الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -.
(م) قوله: (باب ذكر بيان مذهب أبي عمرو في الإِدغام الكبير)(3).
(ش) اعلم أنه إنما سمى هذا الإِدغام كبيراً لكثرة دورانه في حروف القرآن. فقد بلغت عدة ما يذكر منه في هذا الباب ما بين متفق عليه ونحتلف فيه: ألف كلمة وثلاثمائة كلمة واثنين وتسعين كلمة. ويمكن أن يسمى كبيراً لكثرة ما فيه من العمل، وذلك أنه مخصوص بما أصله التحريك فيعرض فيه في بعض المواضع أربع تغييرات.
وذلك في إدغام المتقاربين إذا كان قبل الأول منهما ساكن:
أخدها: قلب الحرف الأول، والثاني: إسكانه، والثالث: إدغامه إن كان مفتوحاً في الأصل أو إخفاؤه إذا كان أصله الضم أو الكسر على ما سيأتي تحقيق القول في تسمية هذا النوع من الإخفاء إدغاماً بحول الله تعالى.
(1) جزء من الآية (7) سورة التكوير - 81.
(2)
أي انقضى. انظر مختار الصحاح للرازي ص 646.
(3)
انظر: التيسير ص 19.
والرابع: التقاء الساكنين إذا كان الأول مفتوحاً في الأصل كما تقدم، وكذلك إذا كان الأول متحركاً بالضم أو بالكسر في الأصل عند من لا يقول بالإِخفاء ويجعله إدغاماً صحيحاً (1).
(م) قوله: (اعلم أني إنما أفرد مذهبه في هذا الباب في الحروف المتحركة التي تتماثل في اللفظ وتتقارب في المخرج)(2).
(ش) ينبغي أن تعلم أولا أن الإِدغام الكبير ليس بلازم في قراءة أبي عمرو وأن الحروف المذكورة في هذا الباب قرأها أبو عمرو على وجهين: أحدهما: الإِظهار كما قرأها غيره من القراء.
الثاني: الإِدغام كما يذكر هنا (3).
فليس الإِدغام الكبير بأمر لابد منه في قراءة أبي عمرو وإنما هو رواية من رواياته ووجه من وجوه قرائته. فمن شاء قرأ به ومن شاء قرأ بالإِظهار، وعلى هذا جرى كلام الحافظ حيث أسند قراءة أبي شعيب فقال: وقرأت بها القرآن كله بإظهار الأول من المثلين والمتقاربين وبإدغامه على فارس. (4)
ولما كان لأبي عمرو مذهب في الإِدغام الصغير ولم يذكره في هذا الباب وإنما يذكره بعد مع مذاهب القراء، فلذلك قال: (إنما أفراد مذهبه في
(1) في (ت) و (س)(والله تعالى أعلم) بعد (صحيحا).
(2)
انظر: التيسر ص 19.
(3)
اعلم أن الإِدغام خاص برواية السوسي عن أبي عمرو، وأما الدوري فليس له من طريق التيسير إلا الإِظهار. ولذلك قال الإِمام السخاوي تلميذ الإِمام الشاطبي في شرحه للشاطبية: وكان أبو القاسم الشاطبي يقريء بالإدغام الكبير من طريق السوسي لأنه كذا قرأ.
وقال: حسن خلف الحسيني: (والإِدغام بالسوسي خص).
انظر: مختصر بلوغ الأُمنية بذيل سراج القارئ للشيخ على محمد الضباع. ص 34، والوافي شرح الشاطبية: عبد الفتاح القاضي ص 53.
(4)
انظر التيسير ص 19.
هذا الباب في كذا) (1) فإن قيل: فلو قال بدل هذه العبارة: اعلم أني إنما أفرد في هذا الباب بمذهبه في الحروف المتحركة لكان أبين في الإشعار من جهة (2) دليل الخطاب، فإن له مذهباً في الإِدغام في الحروف السواكن فأما هذه العبارة التي عبر بها فقد تشعر بأن لغيره مذهباً في هذه الحروف وليس لغيره فيها إلا الإِظهار؟.
فالجواب: أن الإِحتمال أيضاً في هذه العبارة قائم كما هو في عبارته إذ لا يبعد أن يفهم من هذه العبارة أن لغيره في هذه الحروف مذهباً لم يذكر (هنا)(3) وهذا الإِحتمال في العبارتين مبني على إعماله دليل الخطاب، ولا يصح إعماله في كل موضع.
قوله: (في الحروف المتحركة).
هذا فرق بين الإِدغام الكبير والإِدغام الصغير: إذ لابد أن يكون الحرف الأول في هذا الباب متحركاً قبل الإِدغام.
وأما الإِدغام الصغير فلا يكون إلا فيما الحرف الأول منه ساكن قبل الإِدغام.
ومن الفرق بين البابين أن الإِدغام الصغير خاص بالمتقاربين ولا يكون في المثلين، والإِدغام الكبير يكون في المثلين وفي المتقاربين (4).
(1) انظر التيسير ص 12.
(2)
في الأصل: (من الجهة) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(3)
ما بين القوسين من: (ز) و (ت) و (س).
(4)
وفي المتجانسين.
وقوله: (التي تتماثل في اللفظ وتتقارب في المخرج) كلام فيه حذف.
وتصحيحه: في الحروف التي تتماثل في اللفظ في الحروف التي تتقارب في المخرج فحذف الموصول الثاني واستغنى بفهم المعنى كما حذف في قولهم: خذه بما عزوهان: تقديره: بما عزو وبما هان.
وهذا التقدير مبني على أن العزيز غير الهين. ويمكن أن يقال مثله في قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} (1) على تفسير من قال: إن المراد بالذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم وبالذى صدق به أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
فيكون التقدير: والذى جاء بالصدق والذى صدق به ومنه قوله تعالى: {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} (2) أي بما قدم و (بما)(3) أخر.
وقوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} (4) ويكون هذا الحذف في باب الموصولات نظير الحذف في باب الموصوفات كقول امريء القيس:
(مجر جيوش غانمين وخيب)(5)
أي أبو عمرو.
(1)
الآية (33) من سورة الزمر (39).
(2)
الآية (3) سورة القيامة (75).
(3)
ما بين القوسين من: (س) و (ز).
(4)
الآية (5) سورة الإنفطار (82).
(5)
وصدره: بمحنية قد آزر الضال نبتها
…
انظر: ديوان امرئ القيس تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم ص 45. ط. الثالثة - دار المعرفة.
أراد: وجيوش خيب: إذ لا يصح أن يكون الغانمون هم الخيب. وإنما حملت كلامه على هذا لأن الحرفين المتماثلين لابد أن يكونا من مخرج واحد: إذ حقيقتهما أنهما حرف واحد مكرر كالباءين في (سبب) والصادين في (القصص).
وأما المتقاربان في المخرج فهما مختلفان وليسا بمثلين، ولا يصح إدغام أحدهما في الآخر إلا بعد قلب المدغم إلى جنس ما يدغم فيه، فيصيرا مثلين إذ الحاصل من الإِدغام في ذلك: النطق بحرف واحد مشدد. فلا يمكن أن يبقى الأول مخالفاً للثاني حال الإِدغام، لما كان يلزم من وجود صوتين مختلفين في الحرف الواحد المشدد، ولما كان يلزم من أعمال العضوين الناطقين بالحرفين المختلفين في زمان واحد. وهذا أمر خارج عن قوى الشر.
(م) قوله رحمه الله: (وهي تأتي على ضربين متصلة في كلمة واحدة ومنفصلة في كلمتين)(1).
(ش) وريد بقوله: (وهي تأتي) الحروف المتماثلة والحروف المتقاربة فيكون الحاصل أربعة أقسام:
القسم الأول: المثلان في كلمة.
الثاني: المثلان في كلمتين.
الثالث: المتقاربان في كلمة.
الرابع: المتقاربان من كلمتين.
(1) انظر: التيسير ص 19.