الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فصل}
(م) قال الحافظ رحمه الله: (وإذا أتت الهمزة قبل حرف المد
…
إلى آخر) (1).
(ش) أعلم أن الهمزة إذا وقع بعدها حرف مد فإنها تأتي في قراءة ورش على وجهين - (محققة ومغيرة).
مثال المحققة قوله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} (2) و {وَأُوحِيَ إلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ} (3) و {إيتَآءِ الزَّكَوةِ} (4).
وأما المغيرة فثلاثة أقسام:
أحدها: التغيير بالتسهيل بين بين. والذي ورد منه في القرآن: {أءَامَنتُم} (5) في الأعراف وطه والشعراء و {أءَالِهَتُنَا} (6) في الزخرف
(1) انظر التيسير ص 31.
(2)
جزء من الآية: 26 العنكبوت.
(3)
جزء من الآية: 19 الأنعام.
(4)
جزء من الآية: 73 الأنبياء.
(5)
جزء من الآية: 123 و 71 طه و 49 الشعراء.
(6)
جزء من الآية: 58 الزخرف.
و {جَآءَءَالَ لُوط} (1) في الحجر و {جَآءَءَالَ فِرْعَوُنَ} (2) في القمر في الوصل لا غير: أعني مما بعد الهمزة المغيرة فيه حرف مد،
والثاني: التغيير بالبدل والذي ورد منه في القرآن: {لَوْ كَانَ هَؤُلآءِءَالِهَةُ} (3) في الأنبياء و {مِنَ السَّمَآءِءَايَةً} (4) في الشعراء إذا وصل أبدل الهمزة الثانية ياء فيهما، وليس في القرآن غيرهما.
الثالث: التغيير بالنقل إلى الساكن نحو: {مَنْءَامَنَ} (5) و {قُلْ أُوحِيَ} (6) - و {قُلْ إِي وَرَبّى} (7) وهو كثير، وسيأتي القول في باب النقل بحول الله العلي العظيم.
فإذا تقرر هذا فاعلم أن ورشا يزيد في تمكين حرف المد بعد الهمزة المحققة.
وبعد (8) الهمزة المغيرة بالبدل أو بالنقل (9) فأما إذا كان حرف المد بعد
(1) جزء من الآية: 61 الحجر.
(2)
جزء من الآية: 41 القمر.
(3)
جزء من الآية: 99 الأنبياء.
(4)
جزء من الآية: 4 الشعراء.
(5)
من مواضعة الآية 253 البقرة.
(6)
جزء من الآية: 1 الجن.
(7)
جزء من الآية: 52 يونس.
(8)
في (ز)(بين) وهو تحريف.
(9)
قوله (بالبدل أو النقل) وهكذا المغير بالتسهيل بين بين ومثاله (أءمنتم) و"جاء ال لوط) فالتغيير شامل للأنواع الثلاثة. ذكره ابن الجزري في نشره جـ 1 ص 338 ويسمى حرف المد الواقع بعد الهمزة عند القراء بعد البدل، وقد أجمع القراء كلهم فيه على القصر إلا ورشا من طريق الأزرق فإنه اختص بعده على اختلاف بين أهل الأداء فيه، فذهب جماعة منهم إلى قصره.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ووجهه أنه إنما مد في العكس وهو تأخر الهمزة عن حرف المد ليتمكن من النطق بالهمزة. وهنا قد لفظ بها قبل حرف المد فاستغنى عن المد؛ وبالقصر قال الإِمام طاهر بن غلبون وأنكر غَيره، وروى أخرون عنه التوسط: لأن الهمز المتقدم دون المتأخر عن حرف المد في إيجاب المد فأعطى حكمًا وسطًا وهو مذهب الداني، وذهب الجمهور إلى التَسوية بينه وبينما تأخر فيه الهمز فيمد مدًا مشبعاً قياساً على ما إذا تقدم حرف المد على الهمز: لأن مجاورة حرف المد للهمز حاصلة في القسمين. والحاصل أن حرف المد إذا وقع بعد همز سواء كان هذا الهمز محققاً أو مغيراً بأي نوع من أنواع التغيير فحكمه أن يقصر لجميع القراء بمقدار حركتين، يستوي في ذلك ورش وغيره، ويروى عن ورش هذه مدًا طويلاً بمقدار ست حركات، وعنه أيضاً توسطه بمقدار أربع حركات فيكون ثلاثة أوجه:
القصر والتوسط والمد، وتسمى ثلاثة البدل - وقد شاعت وذاعت وتلقتها الأمة بالقبول، وعليها عمل القراء مع تقديم القصر ثم التوسط ثم المد. وقد أشار الشاطبي للأوجه الثلاثة بقوله:
وما بعد همز ثابت أو مغير
…
وقد يروى لورش مطولا
ووسطه قوم كآمن هؤلا
…
ء آلهة آتى للأيمن مثلا
وأعلم أن أسباب المد متفاوتة في القوة فأقواها: السكون اللازم ويليه الهمز المتصل ويليه السكون العارض ويليه الهمز المنفصل ويليه الهمز المتقدم على حرف المد.
مهما اجتمع سببان من هذه قوي وضعيف أعمل القوي وأهمل الضعيف إجماعاً: ولهذا فمحل جواز الأوجه الثلاثة المذكورة ما لم يجتمع مع السبب سبب أقوى منه كالهمز المتأخر عن حرف المد والسكون اللازم نحو (وَجَاءُوْا أَبَاهُمْ) ونحو (ءَامِيْنَ) فيجب المد وجهًا واحداً مشبعاً عملًا بأقوى السببين وهو معنى قول صاحب الطيبة: (وأقوى السببين يستقل) هذا وقد استثنى القائلون بالتوسط والإشباع هنا أصلين مطردين وكلمة اتفاقًا وأصلًا مطردًا وثلاث كلمات اختلافاً:
أما الأصلان المطردان فأحدهما أن يكون قبل الهمز ساكن صحيح متصل نحو (القرآن) والثاني أن تكون الألف مبدلة من التنوين وقفا نحو (دعاء). قال ابن الجزري:
لا عن منون ولا الساكن صح
…
بكلمة أو همز وَصل في الأصح
وأما الكلمة فهي (يؤاخذ) كيف وقعت فتقصر بلا خلاف؛ وقول الشاطبي (وبعضهم يؤاخذكم) متعقب بأن رواة المد كلهم مجمعون على استثنائه لأنه من (واخذت) غير مهموز. قال ابن الجزري: (وامنع يؤاخذ
…
) والأصل المطرد
الهمزة الملينة فلم أرَ لهم فيه شيئًا. والله أعلم. وسيأتي بعدما يستثنى من ذلك وأرجع إلى لفظه.
(م) قال الحافظ رحمه الله: (سواء كانت محققة أو ألقى حركتها على ساكن قبلها أو أبدلت)(1).
(ش) فذكر هنا نوعين من التغيير. فإن قيل لعله إنما لم يذكر الوجه الثالث: لأنه لا يرى تمكين المد فيه لو أجاز فيه تمكين المد لكان كأنه قد جمع بين أربع ألفات (2) وهي: الهمزة المحققة (3) والهمزة الملينة والألف، فلو مكن مدها لكانت كأنها ألفان فكان ذلك يشبه اجتماع أربع ألفات،
المختلف فيه: حرف المد الواقع بعد همز الوصل في الإبتداء نحو (ايت) والصحيح فيه القصر.
قال ابن الجزري: (أو همز وصل في الأصح). والكلمات الثلاث المختلف فيها هي على النحو التالي:
الأولى: كلمة (اسراءيل) حيث وقعت لإستثقال مدين في كلمة أعجمية كثيرة الحروف وكثيرة الدور والمدود فترك مدها تخفيفًا وهذا هو الصحيح عند المصريين كما قاله الداني.
الثانية: كلمة (ءالئن) المستفهم بها في موضعي سورة يونس عليه السلام وهو استثناء من المغير بالنقل. والمراد الألف الأخيرة: لأن الأولى ليست من هذا الباب لكون مدها للساكن اللازم المقدر.
الثالثة: (عادا الأولى) بالنجم وهي من المغير بالنقل أيضاً.
قال ابن الجزري:
وامنع يؤاخذ وبعاد الأولى
…
خلف والآن وإسرائيلا
انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 38، 39 والمهذب ص 40.
(1)
انظر التيسير ص 31.
(2)
في (ت)(لغات) وهو تحريف.
(3)
في (الأصل) المخففة وهو خطأ والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.
وبهذا علل تركهم إدخال الألف بين الهمزتين المحققة والملينة (1) كما سيأتي في موضعه.
فهذا وجه من النظر إلا أنه يعارضه نظر آخر، وهو أن يقال: لو كان كما تزعم لذكره مع المستثنيات بعد، ويمكن أن يجاب عن هذه المعارضة بأن يقال إنَّها غير لازمة: لأنه إنما استثنى ما هو من جنس ما قرر، وبيان ذلك أنه إنما نص على التمكين بعد الهمزة المحققة والمغيرة بالنقل أو بالبدل خاصة ثم استثنى مما (2) بعد الهمزة المحققة فهو استثناء من الجنس.
أما لو نص على استثناء ما بعد الهمزة الملينة لكان استثناء من غير الجنس فلم يلزمه ذلك. فإن قيل فقد نص في الإستثناء على ما بعد الهمزة المجتلبة للإبتداء؟
فالجواب: أنك إذا قلت مبتدئاً: {إِيتِ بِقُرءَآنٍ} و {اؤتُمِنَ} فقد حصل في اللفظ حرف مد بعد همزة محققة فكان استثناؤه في الجنس فلزم لذلك، وبالجملة فالأمر محتمل ولو بين لنا حكمه لكان أحسن (3) ثم ذكر الأمثلة وهي بينة. وهمزة:{لِإيلَفِ} (4) من المحققة وهمزة {إيلَفِهِم} (5) في الوصل من المغير بالنقل. و {هَؤُلَاءِءَالِهَةً} (6) من
(1) أي المسهلة بين بين.
(2)
في الأصل (ما) وفي باقي النسخ ما أثبته لصوابه.
(3)
قد مر بيان حكمه، فانظره ص 295.
(4)
جزء من الآية: 1 قريش.
(5)
جزء من الآية: 2 قريش.
(6)
جزء من الآية: 99 الأنبياء.
المغير بالبدل في الوصل وقد تقدم.
ثم ذكر عن المصريين أنهم يزيدون في حرف المد زيادة متوسطة (1).
أعلم أن الناس اختلفوا هنا فمنهم من يشبع المد كما لو تقدم حرف المد على الهمزة فيسوى بين المد قبل الهمزة وبعدها نحو {جَآءُواْ} (2) و {جَآءَنَا} (3) و {النَّبِيِّينَ} (4) و {بَرِيئُونَ} (5) وهو ظاهر قول الإِمام (6) وأنكره الحافظ (7) وأطال في الرد على أصحاب هذا المذهب في إيجاز البيان (8) والتمهيد (9) وغيرهما. ومنهم من لم يزد على القدر الذي يستحقه حرف المد بنفسه كما رواه البغداديون عن ورش، وبه قرأ الحافظ على أبي الحسن، ومنهم من أخذ فيه بتمكين وسط وهو دون المد الذي قبل الهمزة وهو مذهبه في التيسير وغيره وقرأ به على أبي القاسم وأبي الفتح.
(1) انظر التيسير ص 31.
(2)
جزء من الآية: 184 آل عمران.
(3)
من مواضعة الآية: 119 لمائدة.
(4)
من مواضعة الآية: 61 البقرة.
(5)
من مواضعة الآية: 41 يونس.
(6)
قوله (وهو ظاهر قول الإِمام) نص عبارته: فورش وحده يشبع المد والباقون يمكنون. انتهى.
انظر الكافي ص 17.
(7)
قوله (وأنكرْ الحافظ) هذا الإنكار قد تعقبه ابن الجزري في نشره وقال: (والحقُّ في ذلك أنه شاع وذاع وتقلته الأمة بالقبول فلا وجه لرده وإن كان غيره أولى منه. والله أعلم).
انظر النشر جـ 1 ص 340.
(8)
ذكره ابن الجزري في غاية النهاية ج 1 ص 505.
(9)
ذكره ابن الجزري في غاية النهاية ج 1 ص 505 وذكره الداني في التيسير ص 205.
قيل: لو أراد هذا لما اقتصر على ما بعد الهمزة ولا خص ورشا دون حمزة ويعضض ما ذكرته (1) استثناؤه لما يذكر بعد: إذ لابد من إبقاء حروف المد في اللفظ في كما يستثنى على وجه يناسب النطق بالحركات - ألا ترى إلى قوله: (واستثنوا من ذلك إسرائيل فلم يزيدوا في تمكين الياء فيه)(2).
وأنت تعلم أنه لا يريد إسقاط الياء رأساً إذ لو أراد ذلك لقال:
فلم يثبتوا الياء فيه، وإنما قال: فلم يزيدوا في تمكين الياء، فحصل أنه أراد - فلم يزيدوا على المقدار الذي يستحقه الحرف بنفسه - وإذا كان كذلك دل على أن مراده في أصل الفصل الزيادة على ذلك المقدار.
وأعلم أن استثناء (إسراءيل) مما اختص به الحافظ دون الشيخ والإمام.
(م) قوله: (وأجمعوا على ترك الزيادة إذا سكن ما قبل الهمزة وكان الساكن غير حرف مد ولين)(3).
(ش) أعلم أن الحرف الساكن إذا تقدم على الهمزة وكان بعدها حرف مد فإن ذلك الساكن يأتي على ثلاثة أقسام:
أحدها: أن يكون حرفاً. صحيحًا.
والثاني: أن يكون حرف مد وبين.
والثالث: أن يكون حرف لين.
(1) في (ت)(ذكره) وهو تحريف والصواب ما في الأصل و (ز) و (س).
(2)
انظر التيسير ص 31.
(3)
انظر التيسير ص 31.
أما الأول فليس في القرآن منه إلا {مَسْئُولاً} (1) و {مَذْءُوماً} (2) و {الْقرْءَان} (3) و {الظمْئَان} (4) و {مَسْئولُون} (5) وهذا الأخير يحرزه (6) قوله الحافظ: (وشبهه).
اتفق الإِمام والشيخ والحافظ على ترك التمكين في حروف المد في هذا القسم.
القسم الثاني: أن يكون الساكن قبل الهمزة حرف مد نحو: {جَآءُواْ} (7) و {السُّوأَى} (8) و {بَرِيئُونَ} (9) فلا خلاف بينهم في تمكين المد بعد الهمزة على ما تقدم إلا (إسراءيل) في قول الحافظ.
القسم الثالث: أن يكون الساكن قبل الهمزة حرف لين والذي في القرءان منه: {الْمَؤْوُدَةُ} (10) و {سَوْءَاتِكم} (11) و {سَوْءَاتِهِمَا} (12) لا غير.
نص الحافظ في إيجاز البيان على أن التمكين فيه مطرد وسوى بينه
(1) من مواضعة الآية: 34 الإسراء.
(2)
جزء من الآية: 18 الأعراف.
(3)
من مواضعة الآية: 185 البقرة.
(4)
جزء من الآية: 39: النور.
(5)
جزء من الآية: 24: الصافات.
(6)
يعني: يدخله.
(7)
من مواضعة الآية: 116 الأعراف.
(8)
من مواضعة الآية: 10 الروم.
(9)
جزء من الآية: 41 يونس.
(10)
جزء من الآية: 8 التكوير.
(11)
جزء من الآية: 26 الأعراف.
(12)
جزء من الآية: 20 الأعراف.
وبين ما إذا كان قبل الهمزة حرف مد وكذلك مذهب الشيخ، فأما الإِمام فكلام 5 مثل كلام الحافظ في التيسير وذلك أنه قال: إن كان الساكن قبل الهمزة غير حرف مد وبين فليس أحد من القراء يمده (1) وهذا يقتضي التسوية بين حرف اللين والحرف الصحيح، ثم لم يذكر في التمثيل إلا (القرءان) و (الظمئان) و (مسئولا) و (مذءوما) كما فعل الحافظ، لكن لا يلزم أن يكون التمثيل محيطاً بجميع ما في الباب فيقتضي ذلك أن الواو الثانية في (المؤودة) والألف في (سؤات) لا يزيد في مدهما على ما يستحقان بأنفسهما إلا أن الحافظ نص في إيجاز البيان على التمكين الزائد في (المؤودة) و (سؤات).
وكذلك نص الإِمام على الزيادة في ألف (سؤات) فبقي (المؤودة) غير مستثنى، فالظاهر أنه بغير زيادة عنده مثل (مذءوما) و (مسئولا) والله أعلم بما أراد.
(م) قال الحافظ رحمه الله: (وكذلك إن كانت الهمزة مجتلبة للإبتداء (2)
(ش) أعلم أن الذي ورد من هذا في القرآن ثلاثة ألفاظ وهي: {اؤْتُمِنَ} (3) في البقرة و {ائْذَن لِي} (4) في التوبة و {إيتِ} حيث ورد نحو {أْئْتِ بُقْرْءَانٍ} (5) و {ليْئْتُوا صَفاً} (6) و {ائتُونِي بِكِتَبٍ} (7) مذهب
(1) انظر: الكافي ص 18.
(2)
انظر التيسير ص 31.
(3)
جزء من الآية: 283 البقرة.
(4)
جزء من الآية: 49 التوبة.
(5)
جزء من الآية: 15 يونس.
(6)
جزء من الآية: 64 طه.
(7)
جزء من الآية: 4 الأحقاف.