المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الفصل الثالث في ذكر الحروف ومخارجها اعلم أن أصول الحروف (1) العربية - الدر النثير والعذب النمير - جـ ٢

[المالقي، أبو محمد]

الفصل: ‌ ‌الفصل الثالث في ذكر الحروف ومخارجها اعلم أن أصول الحروف (1) العربية

‌الفصل الثالث

في ذكر الحروف ومخارجها

اعلم أن أصول الحروف (1) العربية (2) ثلاثون حرفاً، وأذكرها بعد بحول الله عز وجل موزعة (3) على المخارج (4).

واعلم أن مخارج الحروف ستة عشر مخرجاً (5) منها: من الحلق ومنها

(1) جمع حرف وهو لغة: طرف الشيء واصطلاحا: صوت معتمد على مقطع أي مخرج محقق أو مقدر.

فلمخرج المخفف: جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفتين.

والمقدر هو: الهواء أي الفراغ الذي في داخل الحلق والفن وهو مخرج حروف المد الثلاثه.

انظر: النجوم الطوالع ص 201.

(2)

سميت بالحروف العربية لتركب كلام العرب منها، وتسمى أيضاً حروف التهجي، وحروف الهجاء ومعناها تقطيع الكلمة لبيان الحروف التي تركبت منه. وتسمى أيضاً حروف المباني: لأن كل الكلمة تبني منها وسماها بعضهم حروف المعجم أي حروف الخط الذي وقع عليه الإِعجام وهو النقط.

انظر: النجوم الطوالع ص 202.

(3)

في الأصل: (موزعين) وفي باقي النسخ ما أثبته لصوابه.

(4)

جمع مخرج والمخرج لغة: محل الخروج. وإصطلاحا: محل خروج الحرف.

انظر: الرائد ص 41.

(5)

هذا مذهب سيبويه ومن وافقه كالشاطبي والشارح، فأسقطوا مخرج الحروف الجوفية التي هي حروف المد واللين، وجعلوا مخرج الألف من أقصى الحلق، الواو والياء المديتين من مخرج غير المديتين. وذهب الفراء قطرب وابن دريد وابن كيسان إلى أنهما أربعة عشر مخرجا فأسقطوا

ص: 14

من داخل الفم، ومنها من بين الشفتين، ومنها من الخيشوم (1).

أما الحلق فله ثلاثة مخارج:

أحدها: من أقصاه مما يلى الصدر وله من الحروف الهمزة، والهاء، والألف الساكنة.

الثافي: من وسط الحلق وله من الحروف الحاء والعين المهملتان.

الثالث: من أدنى الحلق إلى الفم وله من الحروف الخاء والغين المعجمتان.

وأما المخارج التي من داخل الفم فمتعلقة باللسان (2) منها: من أصله ومنها من حافته (3) ومنها من وسطه، ومنها من طرفه.

فمن أصله مخرجان:

أحدهما: من أقصاة وما فوق 5 من الحنك (4) وهو مخرج القاف.

والثاني: أسفل منه قليلاً ومما يليه من الحنك وهو مخرج الكاف.

ومن وسط السان بينه وبين وسط الحنك مخرج والجيم، والشين، والياء (5).

الجوف أيضاً، وجعلوا مخرج النون والراء واللام مخرجاً واحداً. وذهب الخليل بن أحمد ومن وافقه كإبن الجزري إلى أنها سبعة عشر مخرجاً.

والأصح المختار مذهب الخليل وعليه أكثر القراء والنحويين. قال ابن الجزري: الصحيح المختار عندنا وعند من تقدمنا من المحققين كالخيل بن أحمد ومكى ابن أبي طالب وأبي القاسم الهذلي وأبي الحسن شريح سبعة عشر مخرجاً.

انظر: النشر ج 1 ص 198.

(1)

الخيشوم: أقصى الأنف. مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ص 176 ط: دار الكتاب العربي. الطبعة الأولى.

(2)

وهي عشرة: خمسة في طرفه، وخمسة في أقصاه ووسطه وحافته.

(3)

أي جانبه.

(4)

الحنك: باطن أعلى الفم من داخل. جمعه أحناك. القاموس المحيط ج 3 ص 299.

(5)

قوله: (والياء) أي: اللينه وهي المتحركة أو الساكنه بعد الفتح.

ص: 15

ومن حافة اللسان (1) من بين أولها وما يليه من الأضراس مخرج الضاد.

وأما طرف اللسان فله ستة مخارج:

فمن حافة اللسان من أدناها إلى طرف 5 ما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى ما فوق الضاحك، والناب، والرباعية، والثنية مخرج اللام.

ومن طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا مخرج النون. ومن مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلاً لإنحرافه إلى اللام مخرج الراء.

وما بين طرف اللسان وأصول الثنايا العليا مخرج الطاء، والدال، والتاء.

وما بين طرف اللسان وفوق الثنايا مخرج الصاد والسين والزاي.

وما بين طرف اللسان / وأطراف الثنايا العليا مخرج الظاء، والذال، والثاء المعجمات.

وأما الشفتان فمن بين باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا (مخرج)(2) الفاء.

ومن بين: الشفتين مخرج الباء، والميم، والواو، إلا أن الشفتين تنطقان بالباء والميم تنفتحان مقببتين (3) بالواو.

(1) وللسان حافتان: يمنى ويسرى، وأولهما ما فى الحلق وآخرهما ما يلى طرف اللسان.

ويتأتى إخراج الضاد من كل الحافتين إلا أن إخراجها من الحافة اليسرى أكثر وأيسر، ومن اليمنى قليل وعسير، ومن الحافتين معا أقل وأعسر. ونقل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرجها من الحافتين وكذلك سيدنا عمر رضي الله عنه.

وأما ما اشتهر من حديث: (أنا أفصح من نطق بالضاد) فقد صرح الحافظ بأنه موضوع.

انظر: النجوم الطوالع ص 207 - 208.

(2)

ما بين القوسين تكملة من (ت) و (ز) و (س).

(3)

أي يكون هناك ارتفاع قليل إلى أعلى في الشفة العليا، وعكسه في الشفة السفلى.

ص: 16

وأما الخيشوم فهو مخرج النون الخفيفة (1).

فهذه مخارج الحروف على رأي سيبويه رحمه الله.

اعلم أن سيبويه لما ذكر مخرج الضاد لم يبين هل هي ين الحافة اليمنى أو من الحافة اليسرى لكنه ذكرفي (باب)(2) الإدغام في حروف طرف اللسان والثنايا: إدغام الطاء وأختيها (3) في الضاد فقال في التعليل: لأنها يعني الضاد اتصلت بمخرج اللام وتطأطأت عن اللام حتى خالطت أصول ما. (4) اللام فوقه من الأسنان (5).

- ريد بقوله: (تطأطأت) مالت عن اللام حتى خالطت أصول الضاحك والناب والرباعية والثنية: لأن هذه الأضراس الأربعة هي التي ذكر سيبويه أن اللام فويقها. وهذه الأربعة التي اللام فويقها إنما هي من الجهة اليمنى.

وأما الضاد الضعيفة فقد نص لما ذكر عدة الحروف، على أنها تتكلف من الجهة اليمنى (6). طهر من هذا أن الضاد عنده من الجهة اليمنى ومن الجهة اليسرى. والله جل وعلا أعلم.

(1) قول: (الخفيفة) أي الساكنة وكذا التوين حالة إدغامهما بغنة أو إخفائهما. ومن الخيشوم أيضاً تخرج الميم والنون المشددتان، والميم اٍ ذا أدغمت في مثلها أو أخفيت عند الباء على القول الصحبح. النشر: ج 1 ص 201.

(2)

ما بين القوسين من (ت) و (ز) و (س).

(3)

في الأصل (وأختها) وهو تحريف. والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ. والمراد بأختيها الذال المهملة والتاء المثناة من فوق.

(4)

في الأصل (في) وهو تحريف والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.

(5)

انظر: كتاب سبويه لأبي بشر عمر بن عثمان بن قنبر ج 4 ص 465. ط: عالم الكتب.

(6)

انظر: الكتاب ج 4 ص 432. مصدر سابق.

ص: 17