الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قهروكم وغلبوكم، فهم بين أمرين: إما أن يرجموكم. أي: يقتلوكم شر قتلة بالرجم (1) . وإما أن يعيدوكم في ملتهم ودينهم، ولن تفلحوا إذا أبداً. أي: وإن وافقتموهم على دينهم بعد أن غلبوكم وقهروكم (2) ، فلن تفلحوا إذا أبداً.
فهذا حال من وافقهم بعد أن غلبوه. فكيف بمن وافقهم وراسلهم من بعيد، وأجابهم إلى ما طلبوا من غير غلبة (3) ولا إكراه
…
؟!
ومع ذلك يحسبون أنهم مهتدون.
الدليل السادس عشر:
قوله تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين)(4) .
فأخبر تعالى: أن (ومن الناس من يعبد الله على حرف) . أي على طرف. (فإن أصابه خير) أي: نصر وعز وصحة، وسعة وأمن (5) وعافية ونحو ذلك (اطمأن به) . أي: ثبت، وقال: هذا دين حسن.
ما رأينا فيه إلا خيراً (6) . (وإن أصابته فتنة) . أي: خوف ومرض وفقر ونحو ذلك (انقلب على وجهه) . أي: ارتد عن دينه، ورجع إلى الشرك (7) .
(1)(م) برجم.
(2)
(م) قهروكم وغلبوكم.
(3)
(ط) غليبة.
(4)
سورة الحج آية 11
(5)
(ر) وسعة وأمنا. تحريف.
(6)
(ع) الخيرا. (م) خير. تحريف.
(7)
(ط)(ر) أهل الشرك.
فهذه الآية مطابقة لحال المنقلبين عن دينهم في هذه الفتنة سواء بسواء؛ فإنهم قبل هذه الفتنة (1) يعبدون الله على حرف. أي: على طرف. ليسوا ممن يعبد الله على يقين وثبات. فلما أصابتهم هذه الفتنة، انقلبوا عن دينهم وأظهروا موافقة المشركين، وأعطوهم (2) الطاعة، وخرجوا عن جماعة المسلمين إلى جماعة المشركين. فهم معهم في الآخرة، كما هم معهم (3) في الدنيا. فخسوا الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.
هذا مع أن كثيراً (4) منهم في عافية، ما أتاهم عدو (5) . وإنما ساء (6) ظنهم بالله، فظنوا: أنه يديل (7) الباطل وأهله على الحق وأهله.
فأرداهم سوء ظنهم بالله؛ كما قال تعالى فيمن (8) ظن به ظن السوء (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين)(9) .
فأنت (10) يا من منَّ الله عليه بالثبات على الإسلام: احذر أن
(1) ما بينهما ساقط من (ط)
(2)
(ع) وعطوهم. تحريف.
(3)
(ع) : معهم. ساقطة.
(4)
(م) كثير. تحريف.
(5)
(م) عدوهم (ر) عدوا. تحريف (ط) من عدو.
(6)
(م) اساؤا. تحريف.
(7)
من الإدالة وهي الغلبة.
(8)
ما بينهما ساقط من (م)
(9)
سورة فصلت آية 23
(10)
(ط)(م)(ر) وأنت.