الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعضه فحصل الربط بذلك ولم يحتج إلى الضمير1، كما أن قوة تعلق المستثنى بالمستثنى منه تغنى عن الضمير كالباء2.
1 التصريح على التوضيح جـ 1 ص 350.
2 المصدر السابق جـ 2 ص 56.
معمول الصفة المشبهة:
-
يشترط في معمول الصفة المشبهة أن يكون سببياً. أي إسماً ظاهراً متصلاً، بضمير يعود على الإسم السابق، وهذا الضمير هو الرابط مثل محمد جميل صوته فالضمير في صوته رابط يعود على محمد، ولو قلت: محمد جميل لكان في جميل ضمير يعود على محمد.
والرابط في معمول الصفة المشبهة لابد من وجوده مذكوراً كما سبق أن أشرت. وقد يكون محذوفاً مثل محمد جميل الصوت أي منه فالرابط ولم يكن موجوداً في اللفظ فهو محذوف. هذا رأي البصريين 3 وسيأتي في مكان لاحق رأي للكوفيين حول: عدم وجود الضمير لفظاً.
3 سيبويه: الكتاب. هارون جـ 1 ص 194 0 الرضى: شرح الكافية جـ 2 ص 211. التصريح جـ 2 ص 83.
ثانيا: الربط بالاسم الظاهر
الجملة الخبرية
…
ثانياً: الربط بالإسم الظاهر
الأصلي أن الإسم الظاهر متى احتاج إلى إعادته في جملة واحدة كان الإختيار ذكر ضميره مثل القرآن قرأته وقد ظهر في بعض التراكيب العربية أن أعيد الإسم السابق بلفظه فحل محل الربط بالضمير والربط بالإسم الظاهر وقع في الجملة الخبرية وجملة الصلة والتوكيد.
أ - الجملة الخبرية:-
سبق أن أشرت إلى أن الجملة الخبرية تربط في الأصل بالضمير، وقد يحل الظاهر محل الضمير فيكون رابطاً، وقد أجاز النحاة وسيبويه4 وضع الظاهر موضع الضمير قياساً إن كان في معرض التفخيم والتعظيم مثل قوله تعالى:{الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ} 5، وقوله:{الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ} 6 فالحاقة مبتدأ، وما لحاقة جملة خبرية وقد ربط بينها وبين المبتدأ بإعادته بلفظه خبراً للمبتدأ الثاني.
4 سيبويه: الكتاب جـ 1 ص 63.
الرضى: شرح الكافِية جـ ص 92.
5 الآية رقم 1، 2 من سورة الحاقة، وراجع البحر المحيط جـ 8 ص320.
6 الآية رقم 1، 2 مر سورة القارعة
ولكي تكون الصورة مكتملة الجوانب نحو وضع الظاهر موضع الضمير ينبغي أن نشير إلى رأي سيبويه والأخفش إذا لم يكن الموقف موقف تفخيم أو تعظيم وما الرأي إذا لم يكن الظاهر بلفظ الأول؟.
هذا ما سنحاول تغطيته وإن كانت بعض الأمثلة ستخرج عن نطاق الربط في الجملة الخبرية فهذا من باب لزوم الشيء وإكماله فالإطار العام هو وضع الظاهر موضع الضمير أشار الرضى1 إلى أن سيبويه2 أجاز في غير موقف التفخيم أن يحل الظاهر محل المضمر بشرط أن يكون بلفظ الأول وهذا في الشعر فقط ضرورة قال الشاعر:-
إذا الوحش ضم الوَحش في ظُلُلاتِها
…
سواقطُ من حرٍّ وقد كان أظْهرا3
ومثله قول الشاعر:-
لا أرى الموت يَسْبِقُ الموتَ شيء
…
نغَّصَ الموتُ ذا الغنى والفقيرا4
وإن لم يكن الإسم الظاهر بلفظ الأول لم يجز عند سيبويه، وأجازه الأخفش 5 وإن لم يكن في الشعر. قال الشاعر:-
إذا المرء لم يغش الكريهة أوْشَكَتْ
…
حبالُ الهَوْينا بالفتى أن تقطعا6
1 الرضى:شرح الكافية جـ 1 ص 92.
2 سيبويه: الكتاب جـ 1 ص 62.
3 البيت نسبه سيبويه للنابغة الجعدي ولم يرد في قصيدته من جمهرة أشعار العرب 145-148 وهكذا نسبه صاحب اللسان الظللات: وهذه جمع ظلة وهو ما يستظل به، فك الإدغام وحركة تحريك غير المضعف كما في ظلمات وغرفات، أو تكون جمع ظلل. وهذه جمع ظليل كحديد وجود فهو جمع الجمع
وسواقط الحر: ما يسقط منه. أظهر: صار في وقت الظهيرة والشاعر يصف سيره في الهاجرة في الوقت الذي تسكن فيه الوحش من الحر والشاهد فيه إعادة الظاهر موضع الضمير وفيه قبح فلا يكاد يجوز إلا في الضرورة.
سيبويه: الكتاب. هارون جـ 1 ص 62.
ابن منظور: لسان العرب سقط.
4 نسبة سيبويه لسواد بن عدي، وفي الخزانة "سواده بن عدي" ويروي أيضاً لأبيه عدي بن زيد كما يروي لأمية بن أبي الصلت. وشاهده كالبيت السابق.
سيبويه: الكتاب جـ 1ص 62.
الزمخشري: خزانة الأدب جـ 1 ص 183.
السيوطي: شرح شواهد المغني 296.
5 الرضى: شرح الكافية جـ 1ص 92.
6 البيت: للكلحية العرينى.
لم يغش من الغشيان. وهو الإثيان.والكريهة: الحرب. وقيل. شدتها وقيل النازلة، وأوشكت: قاربت ودنت. والحبال جمع حبل بمعنى السبب استعير. لكل شيء وصل به إلى أمر من الأمور الهوينى: السكون والخفض، وعدها ابن دريد من الكلمات التي تستعمل مصغره فقط.
ابن جنى: الخصائص: جـ 3 ص 53.
البغدادي: خزانة الأدب في جـ 1 ص 186.