الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل: في رد ما استدل به العراقي على دعواه بما روي عن ابن عمر وابن عباس: أن رجله خدرت، فقيل: اذكر أحب الناس إليك فقال: يا محمد
…
فصل:
وذكر العراقي ما روي عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما: "أن كلا منهما خدرت رجله فقيل لكل واحد منهما: اذكر أحب الناس إليك. فقال: يا محمد".
والجواب أن يقال: سبحان الله، هذا غاية ما عند هذا وأمثاله، ونهاية محصول إشكاله.
كيف يروم معارضة القواطع القرآنية، والأحاديث النبوية، الدالة على وجوب إخلاص العبادة بجميع أنواعها لله وحده، ويحاول صرف الدعاء الذي هو مخ العبادة إلى غير الله تعالى بهذا ونحوه. ولنذكر الجواب على ذلك:
قال الشهاب الخفاجي رحمه الله تعالى في "شرح الشفاء" وأثر1 ابن عمر رضي الله عنهما رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة. "خدرت رجله" أي أصابها خدر، وهو أمر يعتري الرجل لما يصيب العصب، فيمنع من تحريكها بسهولة، ويزول سريعا، لأنه لو امتد كان فالجا، أو مقدماته. فقيل له:"اذكر أحب الناس إليك"
1 في المطبوعتين: (وروى) .
لأن الناس جربوا في الخدران من أصابه إذا ذكر محبوبه زال بسهولة، لأنه بمسرته تنتعش الحرارة الغريزية فيندفع الخدر "فصاح يا محمداه" يعنيه صلى الله عليه وسلم، لأنه أحب الناس إليه، وإلى كل مؤمن. "فانتشرت رجله" أي امتدت لزوال خدرها، وهذا يقتضي صحة ما جربوه، وقد يقال: إنه وقع مثله لابن عباس رضي الله عنه، وفيه يقول أبو العتاهية:
وتخدر في بعض الأحايين رجله
…
فإن لم يقل يا عتب لم يذهب الخدر
انتهى.
فهذا جواب ما ذكره ذو اللب المعكوس، والقلب المنكوس. وهل يحتج بمثل هذا الأثر المذكور بصيغة التمريض على جواز الشرك بالله إلا ذو قلب مريض؟.