الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اسْتِدْعَاءُ الْبُكَاءِ
45 -
حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي يَحْيَى التَّغْلِبِيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ ابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ حَتَّى تَصِيرَ فِي وُجُوهِهِمُ الْجَدَاوِلُ، فَتَنْفَدَ الدُّمُوعُ، فَتَقْرَحَ الْعُيُونُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ السُّفُنَ أُرْخِيَتْ فِيهَا لَجَرَتْ»
46 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ، يَقُولُ:" لِلْبُكَاءِ دَوَاعيٍ: الْفِكْرَةُ فِي الذُّنُوبِ، فَإِنْ أَجَابَتْ عَلَى ذَلِكَ الْقُلُوبُ، وَإِلَّا نَقَلْتَهَا إِلَى تِلْكَ الشَّدَائِدِ وَالْأَهْوَالِ، فَإِنْ أَجَابَتْ عَلَى ذَلِكَ، وَإِلَّا فَاعْوِضْ عَلَيْهَا التَقَلُّبَ بَيْنَ أَطْبَاقِ النِّيرَانِ قَالَ: ثُمَّ صَاحَ وَغُشِيَ عَلَيْهِ ، فَتَصَايَحَ النَّاسُ مِنْ نَوَاحِي الْمَجْلِسِ "
47 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ:«إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ فَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ، وَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ»
48 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنَ زِيَادٍ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَشْكُو إِلَيْكَ قَسْوَةَ قَلْبِي فَقَالَ: «ادْنُهْ مِنَ الذِّكْرِ»
49 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَغَازِلِيَّ، يَقُولُ: " قَالَ رَجُلٌ بِبِلَادِ الشَّامِ فِي بَعْضِ تِلْكَ السَّوَاحِلِ: «لَوْ بَكَى الْعَابِدُونَ
⦗ص: 63⦘
عَلَى الشَّفَقَةِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي أَجْسَادِهِمْ جَارِحَةٌ إِلَّا أَدَّتْ مَا فِيهَا مِنَ الدَّمِ وَالْوَدَكِ دُمُوعًا جَارِيَةً، وَبَقِيَتِ الْأَبْدَانُ يُبَّسًا خَالِيَةً ، تَرَدَّدُ فِيهَا الْأَرْوَاحُ إِشْفَاقًا وَوَجَلًا مِنْ يَوْمٍ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ، لَكَانُوا مَحْقُوقِينَ بِذَلِكَ ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ»
50 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ يَقِفُ عَلَى مَوْضِعِ الْحَدَّادِينَ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ كَيْفَ يَنْفُخُونَ الْكِيرَ، وَيَسْمَعُ صَوْتَ النَّارِ، فَيَصْرُخُ، ثُمَّ يَسْقُطُ، فَيَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُونَ: مَجْنُونٌ قَالَ: وَكَانَ يَأْتِي مَزْبَلَةً بِالْكُوفَةِ قَدِيمَةً، فَيَصْعَدُ عَلَيْهَا، فَيَجْلِسُ، ثُمَّ يَبْكِي، حَتَّى تَأْتِيَهُ الشَّمْسُ، فَيَنْزِلُ، فَيَتْبَعُهُ الصِّبْيَانُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَيَدْخُلَ "
51 -
حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْبَخْتَرِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ، «أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْعُبَّادِ وَقَفَ عَلَى كِيرِ حَدَّادٍ وَقَدْ كُشِفَ عَنْهُ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَبْكِي» ، قَالَ:«ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً فَمَاتَ»
52 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الصَّفَّارُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الْحَسَنِ السُّوقَ، فَمَرَّ بِالْعَطَّارِينَ، فَوَجَدَ تِلْكَ الرَّائِحَةَ، فَبَكَى، ثُمَّ بَكَى، حَتَّى خِفْتُ أَنْ يُغْشَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَالِكُ " وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا حُلُولُ الْقَرَارِ مِنَ الدَّارَيْنِ جَمِيعًا: الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ، لَيْسَ هُنَاكَ مَنْزِلٌ ثَالِثٌ، مَنْ أَخْطَأَتْهُ وَاللَّهِ الرَّحْمَةُ صَارَ إِلَى عَذَابِ اللَّهِ. قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي ، فَلَمْ يَلْبَثْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا يسِيرًا حَتَّى مَاتَ "
53 -
حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أَبِي جَمِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ، بَيَّاعُ الْقَصَبِ قَالَ: مَرَرْتُ أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَلَى بَنِي الْأَشْعَثِ، وَإِذَا هُمْ عَلَى طَنافِسَ، وَعَلَيْهِمْ أَلْوَانُ الْخَزِّ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ: مرْحَبًا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، وَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ: اجْلِسْ. فَلَمَّا وَلَّى عَنْهُمْ بَكَى حَتَّى بَلَغَ الْكُنَاسَةَ بُكَاءً شَدِيدًا ، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: إِنَّنِي ذَكَرْتُ الْجَنَّةَ وَنَعِيمَهَا وَشَبَابَهَا حِينَ رَأَيْتُ هَؤُلَاءِ "
54 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَخًا لِشُعَيْبِ بْنِ صَفْوَانَ، يَذْكُرُ عَنْ بَعْضِ الْمَشْيَخَةِ، عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: اسْتَيْقَظَ ذَاتَ لَيْلَةٍ بَاكِيًا، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى اسْتَيْقَظَتُ ، قَالَ: وَكُنْتُ أَبِيتُ مَعَهُ، فَرُبَّمَا مَنَعَنِي النَّوْمَ كَثْرَةُ بُكَائِهِ قَالَ: فَأَكْثَرَ لَيْلَتَئِذٍ الْبُكَاءَ جِدًّا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ دَعَانِي فَقَالَ:«أَيْ بُنَيَّ لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يُسْمَعَ لَكَ وَيُطَاعَ، إِنَّمَا الْخَيْرُ أَنْ تَكُونَ قَدْ عَقَلْتَ عَنْ رَبِّكَ ثُمَّ أَطَعْتَهُ ، يَا بُنَيَّ لَا تَأْذَنِ الْيَوْمَ لَأَحَدٍ عَلَيَّ حَتَّى أُصْبِحَ ، وَيَرْتَفِعَ النَّهَارُ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَعْقِلَ عَنِ النَّاسِ ، وَلَا يَفْهَمُونَ عَنِّي» فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأَيْتُكَ اللَّيْلَةَ بَكَيْتَ بُكَاءً مَا رَأَيْتُكَ بَكَيْتَ مِثْلَهُ قَالَ: فَبَكَى، ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ قَالَ:«يَا بُنَيَّ إِنِّي وَاللَّهِ ذَكَرْتُ الْمَوْقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ» ، قَالَ: ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُفِقْ حَتَّى عَلَا النَّهَارُ ، فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ مُبْتَسِمًا حَتَّى مَاتَ
55 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ مَوْلَى مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ:
⦗ص: 66⦘
بَكَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَبَكَتْ فَاطِمَةُ، فَبَكَى أَهْلُ الدَّارِ، لَا يَدْرِي هَؤُلَاءِ مَا أَبْكَى هَؤُلَاءِ ، فَلَمَّا تَجَلَّى عَنْهُمُ الْعَبْرُ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّ بَكَيْتَ؟، قَالَ: ذَكَرْتُ يَا فَاطِمَةُ مُنْصَرَفَ الْقَوْمِ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللَّهِ: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ". ثُمَّ صَرَخَ وَغُشِيَ عَلَيْهِ
56 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مِسْمَعُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: بِتُّ أَنَا وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلْمَانَ، وَكِلَابُ بْنُ جُرَيٍّ، وَسَلْمَانُ الْأَعْرَجُ، عَلَى سَاحِلٍ مِنْ بَعْضِ السَّوَاحِلِ ، فَبَكَى كِلَابٌ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَمُوتَ ، ثُمَّ بَكَى عَبْدُ الْعَزِيزِ لِبُكَائِهِ ، ثُمَّ بَكَى سَلْمَانُ لِبُكَائِهِمْ ، وَبَكَيْتُ وَاللَّهِ لِبُكَائِهِمْ، لَا أَدْرِي مَا أَبْكَاهُمْ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، سَأَلْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا أَبْكَاكَ لَيْلَتَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ نَظَرْتُ إِلَى أَمْوَاجِ الْبَحْرِ تَمُوجُ وَتَخِيلُ، فَذَكَرْتُ أَطْبَاقَ النِّيرَانِ وَزَفَرَاتِهَا، فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي. ثُمَّ سَأَلْتُ كِلَابًا أَيْضًا نَحْوًا مِمَّا سَأَلْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ، فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّمَا قِصَّتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ.
⦗ص: 67⦘
ثُمَّ سَأَلْتُ سَلْمَانَ الْأَعْرَجَ نَحْوًا مِمَّا سَأَلْتُهُمَا، فَقَالَ لِي: مَا كَانَ فِي الْقَوْمِ شَرٌ مِنِّي مَا كَانَ بُكَائِي إِلَّا لِبُكَائِهِمْ، رَحْمَةً لَهُمْ مِمَّا كَانُوا يَصْنَعُونَ بِأَنْفُسِهِمْ "
57 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ أَبُو كَعْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ: أَنَّ أَبَا مُوسَى «خَطَبَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ النَّارَ، فَبَكَى حَتَّى سَقَطَتْ دُمُوعُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَبَكَى النَّاسُ يَوْمَئِذٍ بُكَاءً شَدِيدًا»
58 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:«كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَمَرَّ بِالْحَدَّادِينَ وَقَدْ أَخْرَجُوا حَدِيدَةً مِنَ النَّارِ، فَقَامَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَيَبْكِي»
59 -
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: مَرَّ الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ بِرَجُلٍ بِهِ زَمَانَةٌ، فَجَلَسَ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيَبْكِي ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَأَهْلَ النَّارِ، فَشَبَّهْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِأَهْلِ الْعَافِيَةِ، وَأَهْلَ الْبَلَاءِ بِأَهْلِ النَّارِ، فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي "
60 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ أَبِي الذُّبَابِ:
⦗ص: 69⦘
«أَنَّ طَلْحَةَ، وَزُبَيْرًا،» مَرَّا بِكِيرِ حَدَّادٍ، فَوَقَفَا يَنْظُرَانِ إِلَيْهِ وَيَبْكِيَانِ " قَالَ:«وَمَرَّا بِأَصْحَابِ الْفَاكِهَةِ وَالرَّيَاحِينِ، فَوَقَفَا يَبْكِيَانِ وَيَسْالْأَنِ اللَّهَ الْجَنَّةَ»
61 -
قَالَ النَّضْرُ: وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ، «مَرَّ فِي الْحَدَّادِينَ، فَنَظَرَ فِي كِيرٍ، فَصَعِقَ»
62 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الصَّرَّافُ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ أَبِي سِنَانٍ قُدِّمَ لَهُ سُكَّرٌ مِنَ الْأَهْوَازِ ، فَرَبِحَ فِيهِ مَالًا كَثِيرًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ إِخْوَانِهِ يُهَنِّؤُونَهُ بِذَلِكَ، فَوَجَدُوهُ فِي نَاحِيَةِ الْحُجْرَةِ يَبْكِي، فَقَالُوا: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذِهِ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَيْكَ، فَفِيمَ الْبُكَاءُ؟ قَالَ: «إِنِّي خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ سَكَرًا، فَاسْتِدْرَاجًا ، وَإِنِّي
⦗ص: 70⦘
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ نِسْيَانِي مَا ذَكَّرَنِي بِهِ رَبِّي، وَمِنْ غَفْلَتِنَا عَنْ ذَلِكَ»
63 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: بَعَثَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ بِمَالٍ، فَجَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَبْكِي ، ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرَ يَبْكِي، جَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِ ، ثُمَّ جَاءَ مُحَمَّدٌ، فَجَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِمَا ، فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُمْ جَمِيعًا. فَبَكَى الرَّسُولُ أَيْضًا لِبُكَائِهِمْ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى صَاحِبِهِ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ ، فَأَرْسَلَ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَسْتَعْلِمُ عِلْمَ ذَلِكَ الْبُكَاءِ ، فَجَاءَ رَبِيعَةُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: سَلْهُ، فَهُوَ أَعْلَمُ بِبُكَائِهِ مِنِّي. فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَبِيعَةُ، فَقَالَ: يَا أَخِي مَا الَّذِي أَبْكَاكَ مِنْ صِلَةِ الْأَمِيرِ لَكَ؟ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ خَشِيتُ أَنْ تَغْلِبَ الدُّنْيَا عَلَى قَلْبِي ، فَلَا يَكُونَ لِلْآخِرَةِ فِيهِ نَصِيبٌ، فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي. قَالَ: فَأَمَرَ بِالْمَالِ، فَتُصُدِّقَ بِهِ عَلَى فُقَرَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ،
⦗ص: 71⦘
فَجَاءَ رَبِيعَةُ، فَأَخْبَرَ الْأَمِيرَ بِذَلِكَ، فَبَكَى وَقَالَ: هَكَذَا وَاللَّهِ يَكُونُ الْخَيْرُ "
64 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَومًا سَاكِتًا وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ، فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «كُنْتُ مُفَكِّرًا فِي أَهْلِ الْجَنَّةِ كَيْفَ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَفِي أَهْلِ النَّارِ كَيْفَ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا» ثُمَّ بَكَى