الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن الذين درسوا تاريخ التربية يعلمون أن طريقة السؤال طريقة قديمة قدم التربية ذاتها1.
ثانياً: أهمية السؤال في التربية الحديثة
أ) - أهمية السؤال للطفل: (مرحلة ما قبل الابتدائية)
يطلق البعض على هذه المرحلة مرحلة السؤال، حيث تكثر فيها أسئلة الطفل ويسمع فيها من الطفل دائماً (ماذا؟، لماذا؟، متى؟، أين؟، كيف؟، من؟،
…
الخ) والطفل في هذه المرحلة علامة استفهام حية بالنسبة لكل شيء، فهو يحاول الاستزادة العقلية والمعرفية. إنه يريد أن يعرف الأشياء التي تثير انتباهه، وأن يفهم الخبرات التي يمر بها. ويقدر بعض الباحثين أن حوالي 10-15 % من حديث الطفل في هذه المرحلة يكون عبارة عن أسئلة. كما يشاهد سلوك الاستطلاع والاستكشاف بكثرة عند طفل الحضانة2.
ب) - أهمية السؤال للمتعلم:
يقوم السؤال بدور فاعل ومؤثر لدى المتعلم، حيث يجعله محور العملية التعليمية ومركز الفاعلية عوضاً عن المدرس3.
ويقدم السؤال للمتعلم العديد من الفوائد والإيجابيات، وذلك كما يلي:
1-
يعدّ السؤال عماد المعلم في تعليم صغار التلاميذ الذين لا يطيقون التلقي والاستماع طويلاً دون إثارة انتباههم وتجديد نشاطهم بالمناقشة وتوجيه
1 د. محمد عبد العليم مرسي: المعلم والمناهج وطرق التدريس؛ ص:191.
2 د. حامد عبد السلام زهران: علم نفس النمو؛ ص: 173.
3 د. محب الدين أبو صالح: المرجع السابق؛ ص:91.
الأسئلة1.كما تفيد الأسئلة في توجيه الأطفال إلى التعرف على صفات المحسات وخواصها2.
2 -
يدفع السؤال والمناقشة المتعلم إلى إعمال العقل والتفكير لمعرفة ما يتصل بموضوع النقاش3. كما يقود السؤال التلاميذ إلى الطريقة الصحيحة للتفكير، كما يحدث عند قيام المتعلم بفحص الجزئيات والمقدمات، بغرض الوصول إلى العموميات والكليات4، كما يؤدي السؤال دوراً هاماً في الجانب العقلي لدى المتعلم، وذلك عندما يكسبه القدرة على الربط والموازنة والاستنتاج5.
3 -
يؤدي السؤال إلى تركيز انتباه التلاميذ وإثارة اهتمامهم نحو الحقائق التي يراد الوصول إليها6. فالأسئلة تثير مزيداً من الانتباه والنشاط والحيوية في حجرة الدراسة، ولا سيما إذا كان الموضوع مما يتصل بميول التلاميذ وحاجاتهم ومشكلاتهم7.
4 -
يقوم السؤال بإثارة نشاط التلاميذ ويجعلهم فاعلين، ويحملهم على الاشتراك العملي في الدرس8، فالأسئلة التي يطرحها المعلم تحمل التلاميذ على المشاركة والاستماع والفهم والسؤال عما لا يدركونه من الحقائق.
1 محمد صالح سمك: فن التدريس للتربية اللغوية؛ ص:933.
2 نفس المرجع: ص:935.
3 د. عبد الحميد الهاشمي: الرسول العربي المربي؛ ص:203.
4 محمد صالح سمك: المرجع السابق؛ ص:935.
5 عبد العليم إبراهيم: الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية؛ ص:429.
6 د. جودت الركابي: طرق تدريس اللغة العربية؛ ص:60.
7 د. عبد الحميد الهاشمي: المرجع السابق؛ ص:452.
8 د. جودت الركابي: المرجع السابق؛ ص:59.
5 -
يعمل السؤال على إقامة علاقة قوية ومستمرة بين التلاميذ وبين حقائق الدرس ومعلوماته، ومن ثم فهو يكفل حضور التلاميذ العقلي وارتباطهم بالدرس وعدم انقطاع صلتهم به ومتابعتهم إياه، كما يؤدي اتباع طريقة السؤال في التعليم إلى عدم ملل التلاميذ من الدروس كما يحدث عند الاقتصار على طريقة الإلقاء1.
6 -
تؤدي طريقة الأسئلة والمناقشة إلى ثبات المعلومات واستمرارها لدى المتعلمين حيث يلاحظ أن المعلومات التي يصل إليها المتعلم بجهده عن طريق السؤال تتصف بالثبات والاستمرار فترة أطول من المعلومات التي تصله عن طريق التلقي ولا يبذل جهداً في معرفتها والتوصل إليها2.
7 -
تعمل طريقة السؤال - في التدريس - على إكساب التلاميذ مهارات التحدث والاستماع، وإبداء الملاحظات، وتقبل الانتقادات3.
8 -
تؤدي مشاركة المتعلم في الدرس من خلال المناقشة والسؤال إلى الشعور بقيمته الذاتية مما يعزز ثقته بنفسه ويدفعه نحو المزيد من النمو والتقدم في دراسته وتعلمه4.
ج) - أهمية السؤال للمعلم:
يعدّ توجيه الأسئلة إلى المتعلمين والإجابة عن أسئلتهم ووضع الأسئلة الملائمة لتقويم تعلمهم من أهم المهارات التي يحتاجها المعلم5.
1 عبد العليم إبراهيم: المرجع السابق؛ ص:428.
2 د. عبد الحميد الصيد الزنتاني: أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية؛ ص:206.
3 د. محب الدين أبو صالح: المرجع السابق؛ ص:91.
4 د. إبراهيم عباس نتو: أفكار تربوية؛ ص:158.
5 د. عبد الرحمن صالح: التربية العلمية، أهدافها ومبادؤها؛ ص:36.
ولأن إتقان وضع الأسئلة وإجادة المعلم طريقة مناقشتها مع تلاميذه فن لا يتقنه إلا كل بارع عليم بطرق التدريس، خبير بطبائع التلاميذ، فقد عد استعمال طريقة السؤال مقياس مهارة المعلم، وجودة طريقته، ووضوح منهجه في التدريس1.
ويُقدم استعمال السؤال في التدريس فوائد عديدة إلى المعلم من أهمها ما يلي:
1-
دفع المعلم إلى التفكير العميق في جوانب الموضوع الذي يزمع القيام بتدريسه.
2 -
تشجيع روح النقد الذاتي لديه لمراجعة أفكاره وخبراته بين الحين والآخر، فالحوار مع النفس أو الآخرين يعد من طرق التعلم الفاعلة، والتي ترافق الفرد في جميع مراحل حياته2.
3 -
مناقشة ما يتلقاه من تلاميذه في الإجابة عن الأسئلة، وإصلاح ما قد يقعون فيه من خطأ3.
4 -
اكتساب اليقظة والثقة بالنفس، وحضور البديهة، والاستعداد لحل أي مشكلة تعرض أثناء الدرس حلاً سريعاً وموفقاً4.
5 -
اشتراك التلاميذ مع المعلم في استنباط المعلومات.
6 -
يعد السؤال من أفضل الوسائل التي يستخدمها المعلم للمراجعة والتطبيق.
7 -
كشف نواحي اهتمام التلاميذ وقدراتهم.
1 عبد العليم إبراهيم: المرجع السابق؛ ص:428.
2 د. عبد الحميد الهاشمي: المرجع السابق؛ ص:452.
3 محمد صالح سمك: المرجع السابق؛ ص:933.
4 نفس المرجع: ص:934.
8 -
حصر النقاط الهامة في الدرس وتلخيصها1.
د) - أهمية السؤال للدرس وطريقة التدريس:
لا يستطيع أحد أن ينكر ما للأسئلة من قيمة في التدريس فالسؤال قوام الطريقة التحاورية، وركن أساسي من أركان الطريقة الاستقرائية2.
فهو يقوم بتنويع مسلكية الدرس، وذلك بالانتقال من الإلقاء إلى الحوار، فيقوم بذلك بتبديد السأم عن التلاميذ وتجديد نشاطهم3.
كما أنه أشبه بالقوة الدافعة في الدرس، فيسير ويتحرك في اتجاه أهدافه4.
كما أن الأسئلة تعتبر بحق الوسيلة المنظمة للمناقشة بين الطلاب والأساتذة5.
كما تستخدم الأسئلة في جميع خطوات الدرس الأساسية من تمهيد، وعرض، وربط، وتعميم، وتطبيق6.
وتستخدم طريقة الأسئلة والمناقشة في كثير من الدروس والخطوات الدرسية التفصيلية، فيستخدمها المعلم عقب سرد القصص، فيكون في توجيهها وإجابة التلاميذ عنها تدريب على الاستعمال اللغوي السليم.
وما يقال عن الأسئلة والمناقشات عقب سرد القصص يقال عن الأسئلة والمناقشات عقب دروس المطالعة، فهناك أسئلة تعقب القراءة الصامتة، وأسئلة
1 د. محمد أحمد عبد الهادي: المربي والتربية الإسلامية؛ ص:99.
2 الطريقة الاستقرائية هي التي تبدأ بعرض الأمثلة وفحصها ومقارنتها وتنتهي باستنباط القاعدة.
3 نفس المرجع: ص:935.
4 عبد العليم إبراهيم: المرجع السابق؛ ص:428.
5 عبد الله بغدادي: الانطلاقة التعليمية في المملكة العربية السعودية؛ ص:111.
6 د. محب الدين ابو صالح: المرجع السابق؛ ص:71-76.