المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثالثا: أهمية السؤال عند المربيين المسلمين المتقدمين - السؤال في القرآن الكريم وأثره في التربية والتعليم

[أحمد ضليمي]

الفصل: ‌ثالثا: أهمية السؤال عند المربيين المسلمين المتقدمين

تتخلل المناقشات التفصيلية، وكذلك الحال في دروس التعبير عقب انتهاء المتحدث من حديثه1.

هـ) - أهمية السؤال في مراحل التعليم المختلفة:

للسؤال أهمية كبيرة في جميع مراحل التعليم: الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية والجامعية2 حيث تستخدم طريقة السؤال على نطاق واسع في المراحل الأولى من التعليم بل ويجب أن تكون عماد التدريس فيها، أما في المراحل المتقدمة فهي تقتصر في الغالب على مناقشة المقدمات للوصول إلى النتائج العامة، كما تستخدم للربط والاستنتاج3.

وعلى الرغم من أهمية طريقة السؤال وشيوع استعمالها في جميع مراحل التعليم، إلا أن من الحقائق ما لا يمكن الوصول إليها عن طريق السؤال، ولا يستطيع التلاميذ استنباطها مهما دارت الأسئلة حولها، ولا سبيل لمعرفتها إلا بتوضيحها وإلقائها عليهم من قبل المعلم4.

1 محمد صالح سمك: المرجع السابق؛ ص:742.

2 د. عبد الحميد الهاشمي: المرجع السابق؛ ص: 453.

3 د. جودت الركابي: المرجع السابق؛ ص:60.

4 محمد صالح سمك: المرجع السابق؛ ص:935.

ص: 258

‌ثالثاً: أهمية السؤال عند المربيين المسلمين المتقدمين

يبين أحد الدارسين المعاصرين1أن طريقة السؤال كانت من أهم الطرق التعليمية وأكثرها شيوعاً على امتداد التاريخ الإسلامي. وأن هذا الأسلوب كان معروفاً وشائعاً لدى الصحابة والتابعين ومن أوائل من طبق هذا الأسلوب علي

1. ماجد عرسان الكيلاني: تطور مفهوم النظرية التربوية الإسلامية؛ ص: 80، 99، 131-132، 146 150-153، 194.

ص: 258

ابن أبي طالب رضي الله عنه والذي أثر عنه قوله: "العلم خزائن، ومفتاحه السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع، والمحب لهم"1. وكان هذا الأسلوب شائعاً استعمله عبد الله بن عباس وشجع تلاميذه عليه، وكان يرى فيه أداة تساعد على تمييز التلاميذ ومعرفة مستوياتهم العلمية، كما استعمله الحسن البصري، وابن سيرين، وإبراهيم النخعي، وعكرمة2.وخلصت آراؤهم إلى أن المعلم إذا لم يتح للمتعلمين أن يسألوه ويسألهم ينقص علمه، ويتوقف نموه، وينتهي بهم جميعاً إلى ركود في التفكير، ومن هنا اهتموا بصياغة السؤال وحسن طرحه وقرروا أن ذلك نصف العلم"3.

ومن العلماء الذين أكدوا على طريقة السؤال ودعوا إلى رعايتها والاهتمام بها:

1-

علي بن محمد الماوردي (364-450هـ) :

وقد شدّد على استعمال الأسئلة، وتشجيع المتعلم على السؤال، حيث كان يرى أن كثرة السؤال فيما التبس ليست إعناتاً، وأن الأسئلة مفاتيح العلم، وأن الأحاديث النبوية تحضّ المتعلم على السؤال، وأنها جعلت حسن السؤال نصف العلم4.

1 المرجع السابق: ص:80 نقلاً عن الخطيب البغدادي: الفقيه والمتفقه 2/32 تحقيق: إسماعيل الأنصاري، الطبعة الثانية.

2 نفس المرجع والصفحة: نقلاًعن ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله: 1/139-140، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، الطبعة الثانية.

3 نفس المرجع والصفحة: نقلاً عن: ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله: 1/108.

4 المرجع السابق: نفس الصفحة: نقلاً عن الماوردي: أدب الدنيا والدين: تحقيق: مصطفى السقا: الطبعة الثالثة: ص: 1-4.

ص: 259

2-

أحمد بن علي الخطيب البغدادي (392-463هـ) :

وقد ركزّ على أسلوبين من أساليب التعليم كان يرى أن لهما علاقة وثيقة بالاجتهاد والتحرر من التقليد، وهما: أسلوب الأسئلة، وأسلوب المناظرة1.

3-

بدر الدين بن جماعة (639-733هـ) :

وقد دعا المعلم - بعد فراغه من الدرس - أن يطرح بعض الأسئلة التي تكشف عن مدى فهم التلاميذ لما شرح، شريطة أن تنطلق هذه الأسئلة من منطلق واضح ومحدد2. كما يرى أن العلم إنما يتوصل إليه بطرح المسائل، ودعا إلى حسن فهم السؤال3.

4-

ابن قيم الجوزية (691-751هـ) :

وقد اهتم بالسؤال وأولاه عناية كبيرة، حيث أكدّ أن الحياء من معوقات التعلم وذلك بعدم السؤال4 وبيّن أن العلم له ست مراتب أولها حسن السؤال5.

وفي أهمية السؤال في التعلم يقول الإمام ابن القيم:

"من الناس من يحرم العلم لعدم حسن سؤاله، إما أنه لا يسأل بحال، أو يسأل عن شيء وغيره أهم منه"6.

1 د. ماجد عرسان الكيلاني: المرجع السابق؛ ص:152.

2 نفس المرجع: ص:194: نقلاً عن: بدر الدين بن جماعة: تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم: ص:197-199، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار: الطبعة الثانية.

3 بدر الدين بن جماعة: تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم؛ ص:157-158.

4 ابن قيم الجوزية: العلم فضله وشرفه؛ ص:228.

5 نفس المرجع: ص:230.

6 نفس المرجع والصفحة.

ص: 260