الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمنهاج، ثم بعد ذلك تجتمع على السياسة، والجهاد والزهد وغير ذلك.
وهذه الصفة، أوضح وأبين من أن تحتاج إلى دليل، وحسبنا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، وما كان عليه الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ من مفارقة من خرج عن منهاجهم كالخوارج وغيرهم.
الصفة الثالثة: الشمولية في دعوة الناس الدعوة الصحيحة:
والطائفة الناجية، هي التي تشمل بدعوتها كل عباد الله، فلا تخص طبقة دون طبقة، ولا فئة دون فئة.
وهكذا كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم: تشمل الغني والفقير، والعظيم الشريف والصعلوك، والكبير والصغير، والنساء والرجال والولدان، والبدوي والحضري، والتاجر والعامل.
وكان كل هؤلاء يجلسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد لا يفرق بينهم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]
وقصة ابن أم مكتوم الأعمى رضي الله عنه أشهر من أن تُذكر، وهو الذي نزل في حقه {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} [عبس: 1، 2]
ولما طلب كفار قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم تخصيص مجلس لهم دون المساكين، أنزل الله تعالى {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام: 52]
ومنه تعلم خطأ انتشار دعوة بعض الجماعات في صعيد دون صعيد، وانحسارها عن طبقة على حساب طبقة،