المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثالثا: الاتباع لا الابتداع: - السبيل إلى منهج أهل السنة والجماعة

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة:

- ‌من أين وإلى أين

- ‌قواعد النجاة من منهج الطائفة المنصورة

- ‌أولاً: التمسك بالإسلام جميعه:

- ‌ثانيًا: الدعوة للتوحيد والأخلاق والتمسك بهما معًا وقبل كل شيء:

- ‌ثالثًا: الاتباع لا الابتداع:

- ‌رابعًا: السمع والطاعة:

- ‌الأولى: إذا ورد النقل بطل العقل

- ‌القاعدة الثانية: إذا ورد النقل حكم العقل:

- ‌من صفات الطائفة الناجية:

- ‌أولى هذه الصفات: الاستمرارية:

- ‌الصفة الثانية: الاجتماع على التوحيد والمنهاج والمفارقة عليهما:

- ‌الصفة الثالثة: الشمولية في دعوة الناس الدعوة الصحيحة:

- ‌من مفاهيم الطائفة الناجية في منهاجهم

- ‌المفهوم الأول: كل ما أصابنا بما كسبت أيدينا:

- ‌المفهوم الثاني: التغيير إنما يكون بما في النفوس قبل كل شيء:

- ‌المفهوم الثالث: توحيد الصف قبل قتال العدو:

- ‌مراحل طلب العلم

- ‌المرحلة الأولى:وهي مرحلة بناء وتربية، وتوجيه وتصفية

- ‌المرحلة الثانية:ويتميز صاحبها بالتعقل والمحاكاة، والمناقشة، والمنافسة

- ‌المرحلة الثالثة:وهي مرحلة التوغل والتعمق والتخصص، والفهم الصحيح لقواعد هذا الدين وأصوله

- ‌منهاج طلب العلم

- ‌تقسيم المواد التي يربى عليها المسلم إلى قسمين:

- ‌تفصيل المواد الأساس:

- ‌المواد المساعدة الثانوية المكملة:

- ‌ عقائد الفرق الضالة المنتسبة للإسلام:

- ‌ أخطاء مناهج بعض الجماعات:

- ‌ التاريخ الإسلامي وما حصل فيه، دراسة وتحليل:

- ‌ أعداء الإسلام وما يكيدون له:

- ‌ طرق المناقشة وأساليب المناظرات:

الفصل: ‌ثالثا: الاتباع لا الابتداع:

مدرسة النبوة، فكان كل واحد منهم أمة في سلوكه، إمامًا في أخلاقه، رغم تفاوتهم في العلم والمعرفة.

وخلاصة هذا الأصل أن لا يهمل المربي مسألتين:

الأولى: مواكبة الخلق للتوحيد من حيث الأولوية في العملية التربوية.

التأكيد على حسن خلق القدوة، لأن الطالب يحاكي مربيه شاء أم أبى، شعر بذلك أم لم يشعر.

‌ثالثًا: الاتباع لا الابتداع:

لقد كان سلفنا أحرص الناس على الاتباع، وأبعد الناس عن الابتداع، وكان الاتباع عندهم أوسع مما ندركه، وكان الابتداع في الدين عندهم أشمل مما نعرفه، والآيات والأحاديث في ذلك أشهر من أن تذكر، وعبارات السلف في هذا أكثر من أن تحصى.

فالاتباع عندهم في كل صغيرة وكبيرة، والابتداع في الدين عندهم كذلك في كل صغيرة وكبيرة.

عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ وَبِشْرٌ يَخْطُبُنَا فَلَمَّا دَعَا رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ عُمَارَةُ: قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ إِذَا دَعَا يَقُولُ هَكَذَا وَرَفَعَ السَّبَّابَةَ وَحْدَهَا"

ص: 25

[رواه مسلم وأحمد في مسنده]

والابتداع لا يشمل العبادات فحسب، بل ويشمل الفكر الدخيل على الإسلام كذلك، بل الابتداع الفكري أخطر بكثير من الابتداع في العبادة، لأنه سبب الضلال في المنهاج والطريق، وإذا كان السابقون من المبتدعة من أمثال الخوارج والمعتزلة قد ابتدعوا في العقائد، فإن أحفادهم قد ابتدعوا في المنهاج والسبيل، بدعوى الفكر .. والتجديد.

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمى الذين يتكلمون في القدر بغير علم "الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ"[أخرجه أبو دواد والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنه]، فإن الذين يحرفون آيات الله وأحاديث رسوله، بدعوى الفكر والتجديد، إنما هم يهود هذه الأمة، لما يحدثونه من فساد، وتخريب في البلاد والعباد، وليس لهم دواء، إلا دواء عمر بن الخطاب صلى الله عليه وسلم لجدهم صبيغ .. وقصة صبيغ معروفة، إذ جاء الصحابة يسألهم عن متشابه القرآن، وأراد أن يعمل فيها بفكره، وأن يفهمها بعقله، دونما الرجوع إلى الأثر والاتباع، وألقى بشبهة على الصحابة، فما كان هؤلاء المتربين على يد سيد المربين صلى الله عليه وسلم، إلا أن أمسكوا عن الجواب، وعزفوا عن الرد، ثم أخبروا عمر رضي الله عنه وعنهم أجمعين بما حدث،

ص: 26