المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المفهوم الأول: كل ما أصابنا بما كسبت أيدينا: - السبيل إلى منهج أهل السنة والجماعة

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة:

- ‌من أين وإلى أين

- ‌قواعد النجاة من منهج الطائفة المنصورة

- ‌أولاً: التمسك بالإسلام جميعه:

- ‌ثانيًا: الدعوة للتوحيد والأخلاق والتمسك بهما معًا وقبل كل شيء:

- ‌ثالثًا: الاتباع لا الابتداع:

- ‌رابعًا: السمع والطاعة:

- ‌الأولى: إذا ورد النقل بطل العقل

- ‌القاعدة الثانية: إذا ورد النقل حكم العقل:

- ‌من صفات الطائفة الناجية:

- ‌أولى هذه الصفات: الاستمرارية:

- ‌الصفة الثانية: الاجتماع على التوحيد والمنهاج والمفارقة عليهما:

- ‌الصفة الثالثة: الشمولية في دعوة الناس الدعوة الصحيحة:

- ‌من مفاهيم الطائفة الناجية في منهاجهم

- ‌المفهوم الأول: كل ما أصابنا بما كسبت أيدينا:

- ‌المفهوم الثاني: التغيير إنما يكون بما في النفوس قبل كل شيء:

- ‌المفهوم الثالث: توحيد الصف قبل قتال العدو:

- ‌مراحل طلب العلم

- ‌المرحلة الأولى:وهي مرحلة بناء وتربية، وتوجيه وتصفية

- ‌المرحلة الثانية:ويتميز صاحبها بالتعقل والمحاكاة، والمناقشة، والمنافسة

- ‌المرحلة الثالثة:وهي مرحلة التوغل والتعمق والتخصص، والفهم الصحيح لقواعد هذا الدين وأصوله

- ‌منهاج طلب العلم

- ‌تقسيم المواد التي يربى عليها المسلم إلى قسمين:

- ‌تفصيل المواد الأساس:

- ‌المواد المساعدة الثانوية المكملة:

- ‌ عقائد الفرق الضالة المنتسبة للإسلام:

- ‌ أخطاء مناهج بعض الجماعات:

- ‌ التاريخ الإسلامي وما حصل فيه، دراسة وتحليل:

- ‌ أعداء الإسلام وما يكيدون له:

- ‌ طرق المناقشة وأساليب المناظرات:

الفصل: ‌المفهوم الأول: كل ما أصابنا بما كسبت أيدينا:

‌من مفاهيم الطائفة الناجية في منهاجهم

قدمنا فيما سبق قواعد وأصولاً وصفات، لمن أراد أن يكون من أفراد الطائفة المنصورة، وبقي أن نقدم بعض مفاهيمها:

‌المفهوم الأول: كل ما أصابنا بما كسبت أيدينا:

واعلم أن ما أصابنا، وما يصيبنا، وما سيصيبنا إنما هو بما كسبت أيدينا، ومن تقصيرنا في حق ديننا {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30]، {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]

ولقد اعتاد بعض الدعاة، أن يلقوا تبعية ما يصيب المسلمين على أعدائهم .. وفضلاً أن هذا مخالف للمنهج الرباني، والهدي النبوي، فإن فيه مفاسد عظيمة، وسلبيات كثيرة.

أولاً: مخالفته للكتاب والسنة في تحليله للوقائع، فالله سبحانه ألقى تبعة هزيمة أحد وحنين على المسلمين أنفسهم، رغم أن الكفار هم الذين فعلوا ما فعلوا.

{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152]، {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} [التوبة: 25].

ص: 38

ثانيًا: فيه تعظيم للكفار في نفوس المسلمين، مما يزيد الأمر وهنًا على وهن.

ثالثًا: فيه تزكية للنفس، بمعنى أننا استكملنا شروط النصر، وفعلنا أسباب التمكين، فساتحققنا الاستخلاف، ولكن الكفار غلبونا على هذا، ويترتب على ذلك إهمالنا لتربية أنفسنا، ومراجعة حسابنا، كما يترتب على ذلك أمر عظيم وخطير وهو الرابع.

رابعًا: أن الله لم يوف بوعده في نصل المسلمين، وأن الكفار غلبوا أمر الله.

قال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122]

خامسًا: بنبئ عن ضعف اليقين بالله، وضعف التوكل عليه، وليس معنى تحميل تبعة ما يصيب المسلمين من أنفسهم، تبرئة الكفار وأعداء الإسلام مما يفعلونه بالمسلمين، فهذا أمر وذلك أمر آخر.

فأخبر الله سبحانه وتعالى بأسباب هزيمة أحد، وأنها بما كسبت أيديى المسلمين، لا يعني هذا أبدًا تبرئة الكافرين، مما فعلوا بالمسلمين.

هذه هي بعض سلبيات مخالفة هذا المفهوم، وأما إيجابيات المسك به، فهي كثيرة وذات نتائج طيبة.

فمنها:

أولاً: الشعور بالتقصير في حق الله ـ وفي حق التربية، الأمر الذي يدعو إلى الجد

ص: 39

والاجتهاد في طاعة الله حتى يحبنا سبحانه، فيكتب لنا النصر، ويحقق لنا التمكين.

ثانيًا: عندما نعتقد أن ما أصابنا بما كسبت أيدينا نعود إلى أنفسنا فنفتش عن الثغرات فنسدها، وعن التصدع فنقيمه، الأمر الذي يقوي الجماعة، ويشد عضدها مما يجعلها أشد قوة، وأشد تماسكًا.

ثالثًا: تضعف مكانة الأعداء في أنفسنا، الأمر الذي يدفع النفس إلى استصغارهم والشموح عليهم، مما يقوي عزيمة المؤمنين، فلا يجعل الله لأعدائه رهبة في نفوسهم، ولا خوفًا في قلوبهم، قال تعالى عقب بدر {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الأنفال: 43]، ففي الآية إشارة دقيقة غلى أن الأمور النفسية مطلوبة، فاستعظام الكفار يضعف النفس، واستضعافهم في أنفسنا يقوي العزائم التي جعلها الله سببًا من أسباب النصر.

رابعًا: تعظيم الله في النفوس، وأنه هو المدبر لكل شيء، والذي بيده كل شيء، وهو الذي قدر لنا هذا بما كسبت أيدينا، وهو الغالب على أمره لا الكفار {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]

ص: 40