الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1-
ليس من كل الماء يكون الولد:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال: "ما مِن كلِّ الماء يكون الولد، إذا أراد الله خَلْقَ شيءٍ لم يمنعه شيءٌ" رواه مسلم (1) .
في هذا الحديث الشريف ثلاثة أمور علمية محضة، سبق بها الاكتشافات الحديثة، وهي:
أ -ليس الخلق يكون من جميع الماء - خلافاً لما كان يُعتقد إلى عهد قريب في الغرب، مع تقلبهم في ذلك - علماً بأن الرجل يقذف في المرة الواحدة ما يقرب من نصف مليار نطفة، لكن لا يصل إلى البويضة إلا أقل من خمسمائة، وقد يصل العشرات فقط، ولكن الذي يلقحها حُوَيْن واحد (نطفة) .
ب - أن السقط قد يقع مبكِّراً قبل التخلق.
ج - أن الحمل قد يقع بإذن الله تعالى مع تناول الأم موانع الحمل، وهذا واضح من لفظ الحديث "إذا أراد الله خَلْقَ شيء لم يمنعه شيء" والنصوص كثيرة في الدلالة على ذلك.
وهذا هو المشاهد الآن، حيث وقع حَملُ كثير من النساء، وهن يأخذن موانع الحمل.
(1) صحيح مسلم: كتاب النكاح: باب حكم العزل، رقم (133) .
2 -
إثبات ماء الرجل وماء المرأة:
فعن ثوبان رضي الله تعالى عنه - في قصة سؤال الحبر اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأسئلة، وفيه: قال الحبر: جئتُ أسألك عن الولد؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
(1) صحيح مسلم: كتاب النكاح: باب حكم العزل، رقم (133) .
"ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا؛ فعلا منيُّ الرجل منيَّ المرأة أذكرا (أي كان الولد ذكراً) بإذن الله، وإذا علا منيُّ المرأة منيَّ الرجل آنثا (أي كان الولد أنثى) بإذن الله" قال اليهودي: صدقتَ وإنك لنبيٌّ، ثم انصرف فذهب.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه وما لي علمٌ بشيء منه، حتى أتاني الله به" رواه مسلم (1) .
وقد ورد نحو ذلك من حديث عائشة وأنس وأم سلمة رضي الله عنهم (2)
ففي هذه الأحاديث الشريفة - وغيرها - أمور علمية، لم تُعرف إلا في هذا القرن، أو قبله بقليل، ومنها:
أ - إثبات ماءٍ للرجل، وآخر للمرأة، وهذا لم يُعرف إلا مؤخراً، حيث كانوا يتصورون أن الجنين يُخلق من ماء الرجل لا غير، وبخاصة بعد اكتشاف (لوفنهوك) وتلميذه (هام) النطفة، وكانوا يصورون النطفة على أنها إنسان صغير جدّاً، ينمو في الرحم، حتى يبلغ حجمَه المعروف، دون طروِّ أيِّ تغيير عليه في تركيبه وشكله. واستمر الأمر حتى بعد اكتشاف البويضة، ولم يحسم الأمر إلا في القرن الماضي، حيث اكتشف أهمية النطفة والحُوَيْن في عملية تخلق الجنين (3) .
ب - التفريق بين ماء الرجل وماء المرأة، والذي لم يعرف إلا مؤخَّراً،
(1) صحيح مسلم: كتاب الحيض: باب صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما، رقم (34) .
(2)
انظر: صحيح البخاري: كتاب العلم: باب الحياء في العلم، وكتاب الأنبياء: باب {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} .وكتاب مناقب الأنصار: باب (51) حدثنا حامد بن عمر. وصحيح مسلم: كتاب الحيض: باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها، رقم (30 - 33) .
(3)
انظر: الطب النبوي والعلم الحديث (3: 328) وعلم الأجنة في القرآن والسنة (21) .