الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج- أن ينفث في الرُّوع، وذلك بأن ينفث روحُ القدس في رُوع النبيِّ المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم.
د- أن يهبط على النبي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم خفية - وهذا هو الغالب -، بحيث لا يراه الناسُ الحاضرون، ولكن يظهر أثرُه من التغيير والانفعال الذي يصيب النبيَّ المصطفى الكريمَ صلى الله عليه وسلم، والاستغراق التام،
…
وتصببِ العرق في اليوم الشديد البرد. وله مقدمةٌ تُنبِّه النبيَّ الكريمَ صلى الله عليه وسلم بقدومه، شبَّهها صلى الله عليه وسلم بصلصلة الجرس، ويسمعها الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم كدوي النحل.
والقرآن الكريم نزل كلُّه بواسطةِ جبريل عليه السلام، إلا ما ورد في أواخر سورة البقرة (1) .
(1) انظر: الإتقان (1: 44 - 45) ومناهل العرفان (1: 48 - 51) .
ثالثاً - ثبوت النبوة بالوحي:
إن نزول الوحي على من اصطفاه الله تعالى من البشر؛ بما يريدُه تعالى، وبما يدلُّه عليه، وينزله عليه من أحكام تشريعية، وأخبارٍ بمغيبات، ودلائل، وحججٍ،
…
كلُّ ذلك يدل على أن هذا المصطفى من الخلق إنما هو نبي، أُعلم بذلك من قِبَل الله تعالى، وهو كافٍ في الدلالة على نبوته واصطفائه من قِبَلِ ربه عز وجل.
فإذا نزل عليه أمرٌ من الله جل شأنه بتبليغ ما أنزل عليه، فهو رسولٌ، فحصل من هذا: أن كلَّ رسولٍ نبيٌّ، ولا عكس.
وقد يكون النبيُّ المختارُ متعبَّداً على شريعةِ من سبقه من الأنبياء والرسل
على نبينا وعليهم الصلاة والسلام. كما قد يكون في الوقت الواحد أكثرُ من نبيٍّ، ولو في القرية الواحدة،
…
كما قد يكون أكثر من رسول أيضاً.
ولا يشترطُ وجودُ كتابٍ منزل من قبل الله تعالى حتى يعتبر ذلك المصطفى بالوحي رسولاً أو نبياً، إنما العبرةُ بوجود الوحي، لأنه من المجمع عليه أن الكتب والصحف إنما نزلت على بعض الأنبياء والرسل عليهم السلام، أما أغلب الأنبياء والرسل عليهم السلام فليس عندهم كتب ولا صحف، إنما ينزل عليهم الوحي بما يريده الله عز وجل. ولو كان يُشترط وجودُ الكتاب لصحة النبوة أو الرسالةِ لأُلغِيت نبوةُ كثيرين ورسالتهُم من الرسل والأنبياء عليهم السلام، لعدم وجود ذلك عندهم.
كما لو كان وجودُ الكتاب شرطاً لصحة نبوة كل نبي، لوجب وجودُ الكتب عندهم جميعاً، وهذا خلاف الواقع المجمع عليه، وهو وجودُ بعض الكتب عند بعض الأنبياء والرسل على نبينا وعليهم الصلاة والسلام.
لكن المجمع عليه: هو وجودُ الوحي عند جميعهم عليهم السلام.
فيلاحظ قوله تعالى: {كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} إذ ذكر نوحاً عليه السلام لأنه أولُ رسولٍ أُرسل إلى البشرية، ثم ذكر {وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} ليكون شاملاً مستغرِِقاً جميعَ الأنبياء على نبينا وعليهم الصلاة السلام من بعد نوح عليه السلام.