الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متقاربتين، ولا أطيل الكلام في بيان خطورة اقتناء الكلب، بل أقتصر على قول واحد من كبار علماء الغرب، وهو (الدكتور جون لارسن)(1) وهو كبير أطباء المستشفى الرسمي في (كوبنهاجن) حيث قال جواباً عن سؤال حول الكلب والقط، فقال:
يحمل الكلب الكثير من الأمراض المعدية، فهو يحمل ما يقارب خمسين مرضاً طفيليّاً، وكثير منها في لعابه.
ويعد القط من أطهر الحيوانات من الناحية الطبية، فهو لا يحمل من الجراثيم والميكروبات إلا ما يسبب مرضاً واحداً فقط، إنه مرض إذا أصيب به شخص أصيب بالعمى، يوجد هذا المرض في براز القط، فإذا أكل حيوان آخرُ هذا البرازَ انتقل هذا المرضُ إلى جسم هذا الحيوان، وعندما يذبح هذا الحيوان ويؤكل لحمُه؛ ينتقل المرض بدوره إلى الإنسان فيصاب به. اهـ
قلت: لهذا نهى النبي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم عن أكلِ لحم الجلَاّلَة، وشُربِ لبنِها. ثم سبحان من ألهم القط بدفن برازه، حتى لا يأكله حيوان آخر، فكأنه يرفع التبعة عن نفسه بدفنه. فسبحان الملهم المدبِّر.
(1) انظر: مجلة الإعجاز العلمي (العدد الرابع) .
10 -
الذباب يحمل الجراثيم ومبيداتها:
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله، ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه شفاء، وفي الآخر داء" رواه البخاري (1) .
وقد ورد نحو هذا الحديث عن عدد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
(1) صحيح البخاري: كتاب الطب: باب إذا وقع الذباب في الإناء، وفي غيرهما.
أقول: إن هذا الحديث يشير إلى معجزتين كريمتين:
أولاهما: إثباته أن الذباب يحمل عنصر المرض وهو الداء، وقد ظهرت هذه بشكل متيقن، ويعلمها كثير من الناس.
ثانيهما: أن الذباب يحمل عنصر الشفاء، وهو الدواء، وقد ظهرت هذه بشكل واضح وجلي أيضاً.
وقد أُجريت تجاربُ كثيرةٌ في جامعة الملك عبد العزيز بجدة. وذكرتها في الكتاب المذكور، كما ذكرتُ تقاريرَ أخرى من غيرها:
وخلاصة البحث فيها: أن الذباب إذا أُغمس في اللبَنِ أو الطعامِ أو الشراب،
…
فإن الجراثيم التي تسقطُ منه في الإناء،
…
لا تقف عند حدها، بل تبدأ تتناقص حتى تنتهي، بينما إذا وقف الذبابُ ثم طار، فإن الجراثيمَ التي تسقط منه - وتخالط الماءَ أو الشرابَ - تبدأ بالزيادة، وهكذا، ولو كان الأمر عادياً لكان الأمر على العكس، وفي انغماس الذبابِ تكون الجراثيمُ الساقطةُ أكثرَ بكثير منها في حال وقوفه ثم طيرانه (1) . والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
(1) انظر: الإصابة في صحة حديث الذبابة (135- 186) من الطبعة الأولى.