‌الأمر في الركعتين لمن دخل المسجد وبيان حكمهما - العتيق مصنف جامع لفتاوى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - جـ ٧

‌

‌الأمر في الركعتين لمن دخل المسجد وبيان حكمهما

• مالك [386] عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس. اهـ رواه البخاري ومسلم.

• البخاري [3661] حدثني هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن عائذ الله أبي إدريس عن أبي الدرداء قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر. فسلم، وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر. ثلاثا، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر فقالوا لا. فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه فقال يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم مرتين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت. وقال أبو بكر صدق. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي. مرتين، فما أوذي بعدها. اهـ وفيه حديث توبة كعب وغيرُه.

• مالك [1724] عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب عن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل نفر ثلاثة فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد فلما وقفا على مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم سلما فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه. رواه البخاري.

• أبو داود [1120] حدثنا هارون بن معروف حدثنا بشر بن السري حدثنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية قال كنا مع عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فجاء رجل يتخطى رقاب الناس فقال عبد الله بن بسر جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اجلس فقد آذيت. اهـ صححه ابن خزيمة والحاكم والذهبي.

• عبد الرزاق [5136] عن الثوري عن قابوس عن أبي ظبيان قال دخل عمر بن الخطاب المسجد فركع ركعة فقيل له فقال إنما هو تطوع فمن شاء زاد ومن شاء نقص كرهت أن أتخذه طريقا. ابن أبي شيبة [6305] حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن قابوس به. ابن أبي شيبة [6304] حدثنا جرير عن قابوس نحوه. اهـ قابوس ضعيف، مرسل.

• ابن أبي شيبة [6307] حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن سماك قال أخبرنا من رأى طلحة بن عبيد الله مر في المسجد فسجد سجدة. اهـ ضعيف.

• ابن أبي شيبة [6308] حدثنا وكيع عن سيف بن ميسرة عن أبي سعيد قال رأيت الزبير بن العوام خرج من القصر فمر بالمسجد فركع ركعة أو سجد سجدة. اهـ شيخ سيف لا يعرف.

• عبد الرزاق [1678] عن معمر عن أبي إسحاق وغيره من أهل الكوفة عن ابن مسعود قال: من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد فلا يركع ركعتين. اهـ وقال مرة أخرى أو غيره. عبد الرزاق [5137] عن الثوري عن حصين عن عبد الاعلى قال دخلت المسجد مع ابن مسعود فركع فمر عليه رجل وهو راكع فسلم عليه فقال صدق الله ورسوله فلما انصرف قال كان يقال: من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل للمعرفة وتتخذ المساجد طرقا وأن تغلو النساء الخيل وأن ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة وأن يتجرد الرجل والمرأة جميعا. اهـ كذا قال الثوري ومنهم من أدخل بينهما خارجة بن الصلت. ابن أبي شيبة [3439] حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عبد الأعلى بن الحكم عن خارجة بن الصلت البرجمي عن عبد الله قال: كان يقال: من اقتراب أو من أشراط الساعة أن تتخذ المساجد طرقا. أبو داود الطيالسي [393] حدثنا شعبة عن حصين عن عبد الأعلى عن خارجة بن الصلت عن عبد الله بن مسعود قال: كان يقال: إن من أشراط الساعة أن تتخذ المساجد طرقا وأن يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة وأن يتجر الرجل وامرأته جميعا وأن تغلو مهور النساء والخيل ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة. قال أبو داود: قال شعبة: لم نسمع عن ابن مسعود كان يقال إلا هذا وروى الثوري هذا الحديث عن حصين عن عبد الأعلى عن الصلت قال: دخلت مع عبد الله المسجد فركع فمر عليه رجل وهو راكع فسلم عليه قال عبد الله صدق الله ورسوله فلما انصرف قال كان يقال. الطبراني [9487] حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا حصين عن عبد الأعلى بن الحكم الكلبي عن خارجة بن الصلت البرجمي قال: أتينا المسجد مع عبد الله بن مسعود فقال عبد الله: كان يقال من اقتراب الساعة أن تتخذ المساجد طرقا. اهـ وكذلك قال جعفر بن برقان وأبو عوانة عن عبد الأعلى بن الحكم عن خارجة قاله البخاري في التاريخ. وقد صححه الحاكم.

وقال ابن المنذر [2527] حدثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا حجاج قال ثنا حماد عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة أنه كان مع مسروق وبينهما ابن مسعود فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا ابن أم عبد، فضحك ابن مسعود فقلنا: ما يضحكك؟ فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن من أشراط الساعة السلام بالمعرفة وأن يمر الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه وأن يرد الشاب الشيخ فيما بين الأربعين وأن يتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان. وقال الطبراني [9490] حدثنا عبدان بن أحمد ثنا هشام بن عمار ثنا عمر بن المغيرة عن ميمون أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة نحوه. أبو حمزة القصاب ضعيف. وقال الطبراني [9488] حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد قال: دخل ابن مسعود المسجد فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في طول المسجد وعرضه لا يصلي فيه ركعتين. قال الطبراني: هكذا رواه منصور ووصله قتادة. حدثنا محمد بن علي بن شعيب السمسار ثنا الحسن بن بشر البجلي ثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه قال: لقي ابن مسعود رجلا فقال: السلام عليك يا ابن مسعود فقال ابن مسعود صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف وأن يبرد الصبي الشيخ. اهـ وهو خبر حسن في الباب.

• ابن أبي شيبة [3443] حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن المقبري عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن عمار بن ياسر أنه دخل المسجد فصلى ركعتين خفيفتين. اهـ سند صحيح.

• ابن أبي شيبة [3440] حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي عمرو بن حماس عن مالك بن أوس بن الحدثان النضري عن أبي ذر أنه دخل المسجد فأتى سارية فصلى عندها ركعتين. اهـ سند جيد.

• عبد الرزاق [1679] عن إبراهيم بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن قال رأيت ابن عمر دخل المسجد وخرج منه فلم يصل فيه. اهـ ضعيف جدا.

• ابن أبي شيبة [3448] حدثنا وكيع عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن نافع أن ابن عمر كان يمر في المسجد ولا يصلي فيه. اهـ سند صحيح.

• ابن أبي شيبة [3447] حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يدخلون المسجد، ثم يخرجون ولا يصلون قال: ورأيت ابن عمر يفعله

(1)

اهـ سند صحيح، تقدم.

• مالك [404] عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن عبد الله بن عمر كان إذا جاء المسجد وقد صلى الناس بدأ بصلاة المكتوبة ولم يصل قبلها شيئا. اهـ أُراه مرسلا، وقال عبد الرزاق [3434] عن معمر عن أيوب عن نافع قال: كان ابن عمر إذا انتهى إلى المسجد وقد صلي فيه بدأ بالفريضة. اهـ صحيح.

• عبد الرزاق [3436] عن ابن جريج قال حدث نافع عن ابن عمر أنه قال: اقض ما عليك واجبا خيرا لك، ابدأ بالمكتوبة. ابن أبي شيبة [7153] حدثنا عباد بن العوام عن ابن أبي نجيح عن رجل عن ابن عمر قال يبدأ بالمكتوبة. اهـ هذا خبر إسناده غير قائم، والصحيح من فعله.

• ابن أبي شيبة [7160] حدثنا وكيع عن مسعر عن العباس بن ذريح عن ابن عباس قال: مثل الذي يدخل المسجد وقد صلى فيه فيتطوع مثل الذي يعتمر قبل أن يحج. ابن أبي شيبة [7162] حدثنا ابن مبارك عن مسعر عن العباس بن ذريح عن ابن عباس في رجل دخل مسجدا وقد صلى أهله أيتطوع قال هو كرجل يتطوع قبل أن يحج. اهـ حسن.

• ابن أبي شيبة [7159] حدثنا غندر عن شعبة قال: قال الحكم كانوا يبدؤون بالفريضة. وقال أبو إسحاق: كانوا يبدؤون بالفريضة. اهـ أي من سبق بالصلاة. صحيح.

فيه حديث عبادة في حكم الوتر، وكانوا تصيبهم الجنابة فيتوضؤون ثم يأتون المسجد يتحدثون فيه، والقول بوجوب تحية المسجد بدعة، والله أعلم.