الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الابن الثاني: السيد عبد الله المتوفى سنة 1221 هـ مع سيدي عومر المهداوي توفي في الشبكة طريق أولف له قصيدة تسمى الحلة الفاخرة في فتح مصر والقاهره. مطلعها:
الله أكبر جل الخصب عيانا ..... مقبور بقصر با عبد الله بجانب سيدي عبد الله بن سيدي سليمان بن علي.
اللمحة الخامسة: ذكر العلماء الذين أخذ عنهم
العلم والكتب التي درسها أو حضر دروسها عندهم.
أخذ الشيخ عن علماء عديدة داخل الوطن وخارجه منهم شيخه العلامة أبو حفص عمر بن عبد القادر المتقدم الذكر في لمحة ذكر أعلام تنلان وهكذا الشيخ غالب علماء توات أخذوا عنه ولا يرى له مثيل في العلم.
ومن فهرسة الشيخ عبد الرحمن التنلاني يقول عن الشيخ الجنتوري قال لي لما رجع من حجته وقد سألته عن حال من لقي من العلماء فقال لي اختبرت علماء القاهرة والحرمين فلم ألق فيهم من يصل إصبع رجل شيخنا أبي حفص إلا واحدا في علم الحديث لقيه بمكة، ولا بأس أن نذكر مقتطفات من رحلة هذا الشيخ أي الشيخ أبي حفص عمر بن عبد القادر شيخ ومربي السيد عبد الرحمن بن عمر التنلاني صاحب الترجمة والرحلة مشلتملة على أربع وعشرين صفحه بالكتابة الرقيقة بقلم الشيخ عبد الرحمن بن عمر وهي من جملة المخطوطات الموجودة عندنا فمن صفحه: 01 إلى 06 فما كان قبل الحمدلة هو من كلام الشيخ عبد الرحمن وهي قوله: قال الشيخ الإمام العلامة وحيد دهره وفريد عصره الجامع بين الحقيقة والشريعة شيخنا أبو حفص سيدي عمر بن سيد الحاج عبد القادر التواتي برد الله ضريحه وأسكنه من الفردرس الأعلى فسيحه بمنه وفضله آمين. اهـ.
الحمد لله الذي شرف العلم وجعل له أهلا، والصلاة والسلام على من طاب فرعا وأصلا، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، وبعد فقد كنت في حال صغري مشغوفا بالعلم مولعا بطلبه ومشتغلا بقراءة الشيخ خليل وألفيه ابن مالك مقبلا على ذلك متشوفا إلى شيخ يحل لي ألفاظهما ويوقفني على معانيهما فلم ينقق لي ذلك لكون البلد شاغرة من العلماء إلى أن شرح الله صدري وتوجهت همتي للسفر لسجلماسة أو لمدينة فاس قصدا لذلك فثنيت عنان عزمتي وصرفت لذلك وجهتي وقد ورد في فضل طلب العلم أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري عنه (ص):"من سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة" وقال (ص)"أفضل الأعمال طلب العلم" وقال عليه السلام: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب إلى غير ذلك من الأحاديث فسافرت لطلب العلم من توات لمدينة فاس سنة سبع عشرة ومائة وألف وأقمت فيها مشتغلا بالقراءة والإقراء إلى آخر سنة تسع وعشرين ومائة وألف نحو ثلاث عشرة سنة وحين وصلت إليها اشتغلت فيها بالقراءة فقرأت القرءان على الأستاذ الشهير الولي الصالح المتبرك به أبي عبد الله سيدي محمد السالم بن سيدي محمد البرباعي وكان رحمه الله بالمدرسة المصباحية من مدينة فاس مواظبا على تجويد القرءان للطلبة بجامع القرويين من الضحى إلى العصر لا يلهيه شيء عن ذلك إلى أن توفي بعد العشرين ومائة وألف ودفن داخل باب الفتوح من المدينة المذكورة ثم توجهت للعربية فقرأت مقدمة ابن آجروم على الأديب سيدي محمد العربي بن الأستاذ أبي عبد الله محمد بن مقلب الفاسي وقرأتها أيضا
قراءة بحث وتحقيق على الأستاذ النحوى سيدي أحمد السقاط بشرحها الشيخ خالد الأزهري مع حاشية أبي بكر الشنواني عليه وسردت عليه كثيرا منها مما أشكل علي فهمه وكان رحمه الله مولعا بها وكنت أباحثه كثيرا في مواضع منها قرأتها عليه مرارا وقرأت ألفية ابن مالك على جماعة من الأئمة كالعلامة النحوي أبي عبد الله سيدي مهدى بن عبد السلام الحلو الفاسي وكالعالم المتفنن أبى عبد الله سيدي محمد بن عبد الله السجلماسي المجاور في الحرمين، وكالأستاذ النحوي سيدي أحمد السقاط المذكور أولا وكالعالم النحوي سيدى عبد السلام الهروشي وكالفقيه المشارك سيدي إدريس المشاط الفاسي وقر شيئا من توضيح ابن هشام على ألفية ابن مالك على الإمام العلامة المتفنن النحوي سيدى محمد بن عبد السلام بناني الفاسي قرأت عليه إلى قريب من الاستثناء وقرأت لامية الأفعال على الأستاذ سيدي أحمد السقاط المذكور وقرأت جمل المجراد عليه وقرأت شيئا من مغني اللبيب لابن هشام على الإمام العالم العلامة المحقق النحوي بإجماع أهل وقته المتفنن الصوفي أبي عبد الله سيدي محمد بن زكري وحضرت بعضا من التسهيل على الفقيه المشارك سيدي محمد بن حمدون بناني وقرأت الخزرجية في علم العروض على الفقيه الزاهد العامل سيدي محمد الطيب بن سيدي عبد الرحمن بن القاضي الفاسي وعلى الفقيه المشارك سيدى إدريس المشاط السابق ذكره وأخذت علم المعاني والبيان عن العلامة المتفنن سيدي محمد بن عبد السلام بناني السابق ذكره قرأت عليه تلخيص المفتاح مرتين قراءة بحث وتحقيق وأخذت علم الأصول عن جماعة من الأئمة كالفقيه المحقق المشارك
الأستاذ المتفنن أبي العباس سيدى أحمد بن مبارك السجلماسي قرأت عليه جمع الجوامع لابن السبكي وكالفقيه العدل المحقق الأصولي سيدى محمد بن محمد ميارة الفاسي فقرأت عليه جمع الجوامع أيضا لابن السبكي مع شرحه المحلى قراءة بحث وتحقيق وكان رحمه الله يكثر من النقول حال قراءته للكتاب المذكور ويعتني بشرحه المذكور ويفكك ما انعلق من عبارته وينقل كلام أرباب الحواشى عليه كابن أبي شريف وشيخ الإسلام زكرياء واللقاني والعبادى في الآيات البينات وكالإمام الأجل الفقيه البارع المحقق المتفنن المشارك في العلوم شيخ الشيوخ أبي عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي الدلائي برد الله ضريحه قرأت عليه كثيرا من لب الأصول للشيخ زكرياء وأخذت علم المنطق عن جماعة كالإمام العلامة شيخ الشيوخ أبي عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي المتقدم ذكره قرأت عليه مختصر الشيخ السنوسي في المنطق قراءة بحث وتحقيق وعليه حصلت كثيرا من مسائله وتحقيقاته وكالفقيه أبى عبد الله. سيدى محمد بن عبد الله السجلماسي قرأت عليه مختصر الشيخ السنوسي في المنطق أيضا وقرأت عليه أيضا أرجوزة السلم في المنطق مرارا وكالفقيه المشارك سيدي إدريس المشاط الفاسي المتقدم ذكره قرأت عليه أرجوزة السلم وقرأت علم الكلام على الفقيه الأجل أبي عبد الله سيدي محمد بن عبد الله السجلماسي قرأت عليه المقدمة الصغرى للشيخ السنوسي مرارا وقرأت عليه أيضا العقيدة الكبرى للشيخ السنوسي وعلى الفقيه المحقق المشارك المتفنن أبي العباس سيدي أحمد بن مبارك السجلماسي السابق ذكره قرأت عليه الصغرى للشيخ السنوسي قراءة بحث وتدقيق وقرأتها
أيضا على العالم العلامة الدراك الفهامة النحوي أبى عبد الله سيدي محمد بن زكري الفاسي المتقدم ذكره وأخذت الفقه عن جماعة من الأئمة الذين أدركتهم بمدينة فاس من الفاسيين وغيرهم فقرأت الرسالة على شيخ الشيوخ الإمام أبي عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوى الدلائي أسكنه الله بحبوح جنته وقرأتها أيضا على العلامة النحوي المتفنن الصوفي أبي عبد الله سيدي محمد زكري وقرأت مختصر الشيخ خليل على الإمام الأجل الفقيه العلامة المشارك المتفنن حافظ مذهب مالك في زمانه بالمغرب أبي عبد الله سيدي الحسن بن رحال المعداني برد الله ضريحه وأسكنه من الجنة فسيحه قرأته عليه مرارا قراءة بحث وتحقيق وقرأته أيضا على شيخ الشيوخ الإمام الفقيه أبي عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي الدلائي المتقدم ذكره وحصلت على هذين الشيخين من المسائل الفقهية والفوائد العلمية والتحقيقات البديعية في الفقه وغيره ما لم أحصله على غيرهما لكوني لازمتهما أكثر من غيرهما رحمة الله على جميعهم بل أكثر المسائل التي حصلتها منهما وقرأت أرجوزة ابن عاصم تحفة الحكام على هذين الشيخين قرأته كله على الأول منهما أبي على سيدى الحسن وقرأت أكثره على الثاني شيخ الشيوخ أبي عبد الله وقرأت لامية الزقاق على الأول منهما أبي علي وقرأت شيئا من مختصر ابن الحاجب الفقهي على الثاني وقرأت أيضا النصف الثاني من مختصر الشيخ خليل على العالم المتفنن المشارك أبي العباس سيدي أحمد بن مبارك السجلماسي إلا أياما مرضت فيها فتخلفت عن حضور مجلسه فيه وقرأت أيضا بعضا من المختصر على العلامة المحقق الفقيه المسن القاضي الأعدل أبى عبد الله
سيدي محمد العربي بن أحمد بردلة وقرأت أيضا بعضه على الفقيه سيدي محمد المشاط الفاسي وقرأت المرشد المعين منظومة ابن عاشر على شيخ الشيوخ أبى عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي وأخذت الحديث عن جماعة كالإمام العلامة شيخ الشيوخ أبى عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي قرأت عليه صحيح البخاري إلا شيئا منه وقرأت عليه بعضا من الأربعين النووية وقرأت عليه كثيرا من ألفية العراقي في اصطلاح المحدثين وأخذت أيضا صحيح البخاري عن الفقيه العلامة أبي علي سيد الحسن بن رحال كثيرا منه قراءة والباقي إجازة وأخذت عنه صحيح مسلم بعضه قراءة وبعضه إجازة وسمعت أيضا بعضا من البخاري على العلامة سيدي محمد بن زكري وعلى أبي العباس سيدي احمد بن مبارك السجلماسي وعلى الفقيه المحدث سيدي علي الحريشي الفاسي وقرأت شمائل الترمذى على الفقيه الأجل سيدي محمد بن عبد السلام بناني وعلى الفقيه الحافظ سيدي محمد بن عبد الله السجلماسي وأخذت كثيرا من التفسير عن شيخ الشيوخ العلامة أبي عبد الله سيدي محمد بن احمد المسناوي وسمعت مواضع منه على الشيخ العلامة الفقيه المتفنن أبي علي سيدي الحسن بن رحال المعداني والباقي إجازة وسمعت بعضا من حكم ابن عطاء على العلامة الصوفي سيدي محمد بن زكري وقرأت المقنع مختصر أبي مقرع في علم التوقيت على الفقيه الأستاذ سيدي محمد بن عيسى وعلى الفقيه سيدى مسعود جموع الفاسي وقرأت روضة الأزهار في علم وقت الليل والنهار على سيدي أحمد بن شنتوف المنجم ولكن لم أتحصل عليه منها على طائل وقرات القلصادي في علم الحساب على
غير واحد كالفقيه الأستاذ سيدي محمد بن عيسى المتقدم وسمعت بعضا من الشفاء للقاضي عياض على الفقيه العلامة سيدي سعيد العميري لقيته بمدينة مكناسة الزيتون وسمعت عليه أيضا هناك بعضا من التفسير، وأما العلامة المحقق الإمام القاضي الأعدل بمدينة مكناسة الزيتون أبو مدين سيدي محمد بن الحسين السوسي والفقيه الأجل العلامة ذو التآليف الشهيرة سيدى احمد بن يعقوب فلم يتفق لي الأخذ عنهما مع أني لقيتهما بالمدينة المذكورة فهؤلاء الشيوخ من الفاسيين وغيرهم هم الذين لقيتهم وأخذت عنهم، أما الفقيه العلامة شيخ الشيوخ أبو عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي فكان رحمه الله فاضلا عالما زاهدا محققا مشاركا في الفنون حسن العبارة والبيان عند الإقراء فصيح اللسان يحقق المسائل فإذا شرع في تدريس كتاب وإقرائه فإنه يعتني بتفكيك عبارته وبسطها ويتكلم مع شروحه ويبحث معهم كمختصر الشيخ خليل وغيره وكان يعتني رحمه الله عند تدريسه لمختصر الشيخ خليل بشروحه كالشيخ بهرام والحطاب والمواق والتئتائي والشيخ علي الأجهوري والزرقاني وغيرهم ويضيف إليهم توضيح الشيخ خليل لمختصر ابن الحاجب ويكثر اعتناؤه بالزرقاني فكان يبين مقفله ويوضح مجمله ويقيد مطلقه وينبه على ما فيه من خطاء وغفلة ويبحث معه كثيرا وهذه سيرته رحمه الله في جميع الكتب التي يقرئها للطلبة فتحصل لهم بسبب ذلك فوائد كثيرة وأبحاث نفيسة جليلة غير أنه رحمه الله كان يكره التطويل معه في المباحثة ولا يثبت لها وحين كنا نقرأ مختصر الشيخ خليل على شيخنا الإمام أبي علي سيدي الحسن بن رحال وكان رحمه الله يكثر المباحثة مع الشروح وغيرهم وربما عارض
بعض الفروق التي يذكرونها دفعا لما عساه أن يتوهم من المعارضة بين المسائل كان من ذلك أنه إذا مر على قوله في باب الذكاة وذبح لصنم الخ يبحث في الفرق بينه وبين ما ذبح لعيسى ولأي شيء كان، الأول وهو ما ذبح لصنم يحرم أكله والثاني وهو ما ذبح لصليب أو عيسى يكره فقط مع أن كل واحد منهما ذكر عليه اسم غير الله ويستشكل الفرق الذي ذكره الشيخ علي الأجهوري وغيره وأطال في ذلك فتكلمت في ذلك مع شيخنا أبي عبد الله سيدي محمد المسناوي وفاوضته في المسألة بعد أيام فلم يجبني بمقنع فحملني ذلك على أن قيدت في المسألة كلاما أكثره من مفادات شيخنا الإمام أبي علي سيدي الحسن المذكور ونص ذلك الكلام ينتهي ذلك الكلام في الصفحة: رقم 19 من الرحلة.
ومن نفس الصفحة: 19 يقول الشيخ أبو حفص: وأما الفقيه العالم الأستاذ أبو العباس سيدي أحمد بن مبارك السجلماسي فكان علامة حافظا نظارا يطيل في المناظرة لا يكاد ينقطع متفننا جامعا بين المعقول والمنقول والدراية أغلب عليه من الرواية وأكثر دروسه في العلم المعقول يكثر من الحكايات في مجلسه وكان حفظه الله متواضعا صاحب طريقة واسع الصدر مع الطلبة يباحثونه في مجلسه ويثبت لمباحثهم ولا يضجر منها يطيل النفس معهم في ذلك وربما مضى وقت الدرس وهو مع الباحث في مسألة.
وأما الفقيه الحافظ أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد الله السجلماسي فكان رحمه الله حافظا متفننا مشاركا في العلوم أصله من سجلماسة واستوطن هو وأبوه مدينة فاس وبها نشأ ثم بعد أن حصل العلوم رحل إلى
المشرق فأخذ فيه الحديث عن جماعة ودرس بمصر ثم رجع لمدينة فاس وبقي فيها مدة ثم ارتحل بأهله إلى المشرق واستوطن المدينة الشريفة وبها توفي سنة أربع أو خمس وأربعين ومائة وألف.
وأما الفقيه المشارك سيدي محمد بن حمدون بناني الفاسي فكان رحمه الله عالما علامة متفننا للمسائل محققا لها بارعا في الفنون مشاركا فيها يحسن الكلام على المسائل غير أنه رحمه الله كان قليل الإقراء والتدريس وله تآليف مفيدة وتقاييد عجيبة منها شرح خطبة الألفية شرحها شرحا عجيبا حافلا أبدع فيه ما شاء الله ومنها شرح البسملة والحمدلة سماه الفوائد المسجلة في شرح البسملة والحمدلة ومنها شرح الأنصارية في علم الكلام وله تقاييد كثيرة وأسئله وأجوبه دلت على تحقيقه وبراعه فهمه توفي رحمه الله سنة إحدى وأربعين ومائة وألف.
وأما الفقيه الاجل سيدي محمد بن محمد ميارة الفاسي فكان رحمه الله عالما متفننا مشاركا في الفنون عالما بصناعة التوثيق ذا فهم ويقظة في العلوم غير أنه رحمه الله كان قليل الإقراء وأكثر إقرائه وتدريسه في العلوم العقلية وهو حفيد مياره شارح العاصمية والزقاقيه وغيرها توفي والله أعلم سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف.
وأما الفقيه المحدث سيدي علي الحريشي فكان رحمه الله عالما متواضعا محدثا يغلب عليه علم الحديث وأكثر إقرائه فيه وله تآليف عديدة منها شرح الشمائل، ومنها شرح الشفاء، توفي رحمه الله والله أعلم سنة
أربع وأربعين ومائة وألف. وكنت مع ذلك في أثناء هذه المدة التي أقمت فيها بمدينة فاس أقرأ الطلبة وأدرس لهم في الفقه وغيره فكنت أقرئهم ألفية ابن مالك مرارا مرة بالمدرسة المصباحية لأني كنت ساكنا فيها في أكثر المدة التي أقمتها بمدينة فاس ومرة في جامع القرويين قراءة بحث وتحقيق وأقرأتهم الأجرومية مرارا وأقرأتهم أيضا أرجوزة في السلم في المنطق مرارا قراءة بحث وتحقيق مع التعرض لكثير مما وقع لشارحه سيدي سعيد قدورة حتى قيدوا على تقييدات نفيسة في ذلك وأقرأتهم أيضا مختصر الشيخ السنوسي في المنطق مرارا وأقرأتهم تلخيص المفتاح في علم المعاني والبيان وأقرأتهم جمع الجوامع في علم الأصول لابن السبكي وأقرأتهم أيضا رسالة الشيخ أبي عبد الله محمد بن أبى زيد مرة في المدرسة المصباحية ومرة أخرى في جامع القرويين ولما كثر علي الطلبة جدا وعجزت أن أسمع آخرهم ومن كان في الطرف منهم لكثرتهم اتخذوا لي كرسيا أجلس عليه لأسمع الجميع وكان ذلك الكرسي في الموضع المرتفع من جامع القرويين وراء الخصة الموالية لدرب ابن حيون وبقيت في تدريس خطبة الرسالة في هذه المرة الثانية أكثر من شهرين لأني كنت أطول في نقل كلام الأئمة وشروحها وما يرد عليه من الأبحاث لكون الطلبة طلبوا مني ذلك وكان الطلبة يزدحمون على مجلسي في التدريس ويرغبون فيه لا لكوني أفقه من غيري بل غيري أفقه مني وأحسن ولكن لكوني كنت أوضح لهم المسائل وأفهمها وأبينها لهم جهدي بعبارة سهلة وأختار الفهم والبيان لهم على تحسين العبارة والتأنق فيها بنية خالصة فانتفعوا بسبب ذلك علي انتفاعا كثيرا فالله يحسن نيتنا ويتقبل سعينا،
وأقرأتهم أيضا مختصر الشيخ خليل مرارا مرة بالمدرسة المصباحية التي كنت ساكنا فيها ومرة بجامع القرويين على الكرسي المذكور حين كثر علي الطلبة، وأقرأتهم أيضا صغرى الشيخ السنوسي مرارا وأقرأتهم العقيدة الكبرى له وأقرأتهم شمائل الترمذي وغير ذلك من الكتب التي أخذتها عن المشايخ والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب.
ولنذكر سلسلتي في الفقه إلى الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى ورضي عنه ثم إلى ورسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر النووي وغير واحد أن هذا من المطلوبات المهمات والنفائس الجليات التي ينبغي للفقيه والمتفقه معرفتها ويقبح به جهالتها فإن شيوخه في العلم آباء في الدين ووصلة بينه وبين رب العالمين وكيف لا يقبح جهل الأنساب والوصلة بينه وبين الكريم الوهاب مع أنه مأمور بالدعاء لهم وبرهم وذكر مآثرهم والثناء عليهم والشكر لهم انتهى نقله الحطاب. فأقول: أخذت الفقه عن الجماعة المتقدم ذكرهم وهم أخذوا الفقه عن جماعة منهم العلامة المحقق الحافظ سيدي محمد القسمطيني والعارف بالله تعالى أبو علي سيدى الحسن بن مسعود اليوسي والفقيه الأجل العلامة العارف بالله تعالى أبو محمد سيدى عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي وولده العلامة أبو عبد الله سيدي محمد بن سيدى عبد القادر والفقيه السيد أحمد بن الحاج وأخذ أبو محمد سيدي عبد القادر بن علي الفاسي عن جماعة منهم العالم العلامة سيدي العربي الفاسي وأبو زيد سيدى عبد الرحمن بن محمد الفاسي وأخذ أبو زيد سيدي عبد الرحمن الفاسي عن جماعة منهم الإمام العالم العلامة المتفنن مفتي فاس وخطيب حضرتها أبو عبد الله محمد بن قاسم القصار القيسي والإمام الحافظ العلامة أبو العباس سيدي أحمد بن علي المنجور وأخذ الشيخ أبو
العباس المنجور عن أصحاب الشيخ ابن غازي كالشيخ الفقيه الإمام العلامة الجامع بين المعقول والمنقول الحاج الخطيب المفتي أبي عبد الله محمد بن ......... بن عبد الرحمن اليسيتني وكالشيخ الفقيه أبي الحسن علي بن موسى المطغري مطغرة تلمسان وكالشيخ الأستاذ الفقيه المحدث أبي محمد عبد الرحمن بن علي القمري ثم الفاسي العاصمي عرف بسقين وكالشيخ أبي محمد الوانشريسي وهم أخذوا عن شيخ الجماعة بالمغرب الإمام ابن غازي وهو أخذ عن الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن قاسم الثوري اللخمي المكناسي ثم الفاسي المفتي بها وبها توفي والثوري أخذ عن الشيخ الفقيه الصالح ابن عمران موسى الجنائي والشيخ أبو عمران أخذ عن الشيخ أبي عمران موسى العبدرسي والشيخ أبو عمران العبدرسي أخذ عن الشيخ الفقيه العبدرسي والعبدرسي أخذ عن الشيخ الفقيه المحقق أبي فارس عبد العزيز القروي قيل وتقييده عن أبي الحسن أصبح التقييدات وأبو فارس أخذ عن الشيخ الفقيه الكبير الإمام أبي الحسن علي بن عبد الحق شارح التهذيب المعروف بأبي الحسن الصغير والشيخ أبو الحسن الصغير أخذ عن الفقيهين الإمامين أبي الوليد راشد الوليدي وأبي إبراهيم الأعرج الورياغلي صاحب الطرر على المدونة وهما أخذا عن شيخهما الفقيه الكبير الإمام الصالح أبي محمد الصالح الهسكوري وأبو محمد الصالح أخذ عن شيوخه الفقيه أبي القاسم والفقيه أبي موسى الماموني والفقيه أبي القاسم بن البقال وهم أخذوا عن الفقيه المحدث الكبير أبي القاسم بن بشكوال وأبو القاسم أخذ عن أبي محمد بن عتاب وأبو محمد بن عتاب أخذ عن أبيه أبي عبد الله بن عتاب وأبو عبد الله بن عتاب أخذ عن أبي محمد مكي وتفقه أبو محمد مكي بابي طالب مكي بن محمد بن مختار القيسي وتفقه مكي بجماعة منهم الشيخ الإمام