المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اللمحة الثامنة: محاورات دارت بينه وبين العلماء الذين تزامن معهم - الغصن الداني في ترجمة وحياة الشيخ عبد الرحمن التنلاني

[محمد باي بلعالم]

فهرس الكتاب

- ‌اللمحة الأولى: في التعريف بالشيخ عبد الرحمن

- ‌ الشيخ عمر الأكبر

- ‌اللمحة الخامسة: ذكر العلماء الذين أخذ عنهم

- ‌ سلسلة الأنوار

- ‌ التقى به الشيخ في مدينة أروان

- ‌ومن مشائخه الفقيه النزيه والحبر النبيه الشيخ طالبن

- ‌ إجازة السيد عبد الرحمن الجنتوري: وقد منحه إجازتين

- ‌ نص إجازة الفقيه طالبن بن سيد الوافي

- ‌ إجازة الشيخ أحمد بن صالح:

- ‌اللمحة الثامنة: محاورات دارت بينه وبين العلماء الذين تزامن معهم

- ‌ إذا قال لولده أصلح نفسك وتعلم القرءان ولك قريتي الفلانية

- ‌ومنها ما خاطب به القاضي السالف الذكر

- ‌ومنها القضية التي سأله عنها ولده الشيخ سيدي محمد بن سيدي عبد الرحمن التنلاني

- ‌ومنها المحاورة التي دارت بينه وبين السيد محمد بن الحاج عبد الله

- ‌اللمحة التاسعة: في ذكر مؤلفاته الموجودة لدينا

- ‌ فهرسته التي ذكر فيها مشائخه

- ‌ومنها مختصر النوادر:

- ‌ أرجوزة في علم الفلك

- ‌وله مقيدات وفتاوى كثيرة نذكر منها نموذجا فمن مقيداته ما ذكره في كتابه نقل الرواة عمن أبدع قصور توات

- ‌الرحلة الأولى: إلى التكرور بمعية شيخه الإمام سيدي عمر بن محمد بن المصطفى الكنتي

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌اللمحة الثامنة: محاورات دارت بينه وبين العلماء الذين تزامن معهم

نذر وفيما نأتي وجعلني وإياه من المتحابين في جلاله المتظللين يوم لا ظل إلا ظله بوريف ظلاله ثم إنه قاده حسن الظن والحرص على زيادة الخير إلى خيره وإن كان عنده من الفضل ما ليس عند غيره إلى أن استسمن مني ذا ورم ولا غرو فإن التواضع من مقتضيات الكرم فاستجاز هذا العبيد الفقير الدليل الحقير ولما كان ممن استطيب وده ولا أستطيع رده أجزته وولده المذكور ومن أشار إليه من نسله بالشرط المعتبر عند أهله بكل ما تصح لي وعني روايته من مقروء ومسموع ومجاز وكل ما ألفته وأن لا يطلق على ما ألفته اسم التأليف إلا بطريق المجاز موصيا لنفسي ولهم بتقوى الله تعالى وبذل المجهود في تعاطي العلم بإخلاص النية والله تعالى يبلغني وإياهم من رضاه الأكبر ومن خيرى الدارين غاية الأمنية ومؤكدا عليهم في الدعاء بالتوبة النصوح والاستقامة الدائمة والمغفرة الشاملة لي ولأحبتي وحسن الخاتمة والحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي به هدى الله به عبيده وعلى آله وصحبه ومن تبعهم في طريقهم السديدة قال ذلك. وكتبه العبد الفقير إلى مولاه المعترف بالعجز عن شكر ما أولاه أحمد بن عبد العزيز الهلالي.

وهاته الإجازة قد تضمنت فهرسة الشيخ الهلالي وفيها من الكتب المسندة في كل فن ما لا يمكن حصره عدد صحائفها 33 صفحة.

‌اللمحة الثامنة: محاورات دارت بينه وبين العلماء الذين تزامن معهم

.

لقد دارت بين الشيخ سيدى عبد الرحمن التنلاني وبين العلماء الذين تزامن معهم محاورات كثيرة في موضوعات متفرقة وخصوصا مع الشيخ

ص: 40

السيد العلامة النحرير محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم التمنطيطي أحد أقطاب الشورى الأربعة وأشير إلى أن غنيه الشورى مشحونه بتلك المحاورات الشيء الذي يدل على المكانة السامية التي كان يتمتع بها هذا العلامة الكبير.

وهذه نماذج من محاوراته التي يصعب عدها ولا يمكن استقصاؤها مما وجد بخطه ما كاتب به شيخه أبا زيد الجنتوري نصه: الحمد لله وحده صلى الله على سيدنا محمد وآله وعلى سيدنا وشيخنا وولينا العالم العلامة القدوة المحصل المتقن أبو زيد سيدي الحاج عبد الرحمن بن الفقيه سيد الحاج إبراهيم ألف سلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد فقد وصلني سيدي جوابكم عما سألتم عنه فلم تالوا فيه نصحا وإفادة وبيانا لا قطع الله ذلك منكم عادة وما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر فجزاكم الله عن حسن صنيعكم خيرا وأجزل لكم عليه ثوابا وأجرا.

هذا وإنكم بالغتم في العتاب على ما افترى علي به الفاسق الكذاب مع أن الذي ينبغي لكم التثبت كما ورد به الأمر في نص الكتاب وكيف تظنون بي صدور مثل ذلكم في جنابكم الرفيع قبل أن تتحقوه ولا عهدتم مني ما يقرب منه فإنا لله وإنا إليه راجعون فوالذي بإذنه تقوم السماء والأرض ما علمت أني تكلمت مع ذلك الفاسق في جنابكم بشطر كلمة وإنما أتاني شخص غيره بسؤال مضمنه أن رجلا حكم له قاض على خصمه وكتب له بذلك كتابا فرفعه إلى فقيه ليعرضه عليه فأمسكه الفقيه وامتنع من رده للمحكوم عليه ولم يجبه بصحته ولا بإبطاله فألقيت عدة من فقهاء البلد أجاب عنه بأنه ليس للفقيه ما فعل وهو ظالم في إمساكه لا

ص: 41

لغيره فيه حق أو نحو هذا من الكلام فتبعت أولئك لأني لا أجد خلافه هذا محصل ما صدر مني ولم يسم في السؤال القاضي ولا الفقيه ولا ذكر عذر الممسك فإن كان يتوجه علي في هذا لوم فاعلموني بموجبه وأنا فالله يعلم ما انطوت عليه سريرتي من تعظيمكم وتمجيدكم مما أنتم له أهل وهي علي حق وأما ما أجبت به أهل البركة في مسألة سلف الماء فإنما ذكرت ما أخبرونى به عنكم استغرابا له وأمرتم أن يبلغوكموه حرصا على الإفادة لعل أن يكون لديكم فيه علم لا أعلمه فأستفيده وإن كان بخلاف ما أخبروني به تعلموني به ليطمئن قلبي. هذا قصدى والله على ما نقول وكيل وكتب عن عجل خديمكم عبد الرحمن بن عمر لطف الله به انتهى.

ونقل البكراوي في ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن عمر قوله: لم يزل قاضي الجماعة الشيخ سيدى عبد الحق بن عبد الكريم معتمدا على فتواه وروايته مقتفيا في الحوادث على منقوله واختياراته ومن أنصافه أنه كتب للقاضي المذكور بما نصه إذا خاطبتك بعزو المنقول فاحكم بذلك وعهدته علي وان خاطبتك بالمقول فأقرع باب نظرك فإنك مسؤول وأساله التوفيق ولك. اهـ.

قلت: ولقد اطلعت على كثير من الردود بين الشيخ القاضي عبد الحق والسيد عبد الرحمن التنلاني وكان موقف الشيخ التنلاني موقفا صلبا لا تأخذه في الله لومة لائم فكان يصدع بالحق غير آبه من سطوة القاضي وعلى سبيل المثال أن الشيخ القاضي عبد الحق كان قد حكم بجبر ثيب على النكاح صونا لها عن الفسق ودفعا لمفسدة الزنا واعتمد فيها على فتوى الحطاب.

ص: 42

قال الشيخ المذكور ثم إني نمت وسبحان الذي لا ينام فانتبهت في جوف الليل فغاب عقلي في التفكر حتى اعتراني شبه الإغماء مع وجود الإحساس من غير نوم غشيني فإذا أنا بطارق يتكلم كأنه بين ذاقنتي وحاقنتي فأنشأ يقول:

أتجبر ثيبا هل أنت رب

على تزويج قن لا تجوروا

فإن أبحت ممنوعا برأي

فإبليس الرجيم لكم أمير

فتب وارجع وقل صوبا قواما

وإلا سوف سلعتكم تبور

فلما أنشدت الأبيات راعني ذلك فانتبهت من وسنات فكرتي فزعا مرعوبا فهرولت فأعرضت مستحسني في هذا الأمر على الفقهاء لا أجد في ذلك نصا صريحا أعتمد عليه إلا ما نقلته معزوا للحطاب فإن أخطأت فإني إلى الله تائب وعما أمرت به آيب وإن ظفرتم بما يزيد فتواى نسبت النظم إلى طارق شيطاني لا إلى وارد رحماني وهو حسبي ونعم الوكيل وكتب محمد عبد الحق بن محمد عبد الكريم فكتب أسفله شيخنا أبو زيد يعني السيد عبد الرحمن التنلاني: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فلا شك أن تلك الأبيات التي لقنتها في المنام موعظة لك وإن كانت لا تدفع النص الوارد في ذلك كما ستقف عليه في الكتاب المصحوب. هذا وقد ذكر ابن رشد وأظنه في نوازله أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقال له ما يخالف ما علمه من الشريعة أنه لا يعمل عليه للخلاف في كيفية رؤيته التي هي حق فكيف بغيره ولكن ينبغي لك أن تنظر في النازلة بعين البصيرة من غير ميل إلى مخلوق أيا كان كما هو الواجب في كل نازلة والله يوفقنا وإياك والسلام اهـ.

ص: 43