الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثالث عشر: الإكثار من ذكر الموت
، للأدلة الآتية:
1 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا ذكر هاذم اللذات)) (1). يعني الموت، وفي لفظ لابن حبان:((أكثروا ذكر هاذِم اللذات، فما ذكره عبد قط وهو في ضيق إلا وَسَّعَهُ عليه، ولا ذكره وهو في سعةٍ إلا ضَيَّقَه عليه)) (2).
وفي لفظ لابن حبان أيضاً: ((أكثروا من ذكر هاذم اللذات)) (3).
وجاء في لفظٍ عند الطبراني في الأوسط: ((أكثروا ذكر هاذم اللذات - يعني الموت - فإنه ما كان في كثير إلا قلَّله، ولا قليل إلا جزأه)) (4). فالموت يقطع اللذات ويزيلها،
(1) الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في ذكر الموت برقم 2307، والنسائي، كتاب الجنائز، باب كثرة ذكر الموت، برقم 1823، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له، برقم 4258، قال الألباني في صحيح النسائي وغيره 2/ 6:((حسن صحيح)).
(2)
صحيح ابن حبان، برقم 2993، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، 3/ 145.
(3)
صحيح ابن حبان، برقم 2995، وحسنه شعيب الأرنؤوط.
(4)
الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين، 8/ 206، برقم 5076) وقال الهيثمي =
= في مجمع الزوائد 10/ 309: ((إسناده حسن)) وقد ذكر الصنعاني في سبل السلام آثاراً منها: ((أكثروا ذكر الموت فما من عبد أكثر ذكره إلا أحيا الله قلبه وهوَّن عليه الموت)) [ذكره الديلمي في مسند الفردوس، 1/ 74، برقم 218].
والحديث دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يغفل عن ذكر أعظم المواعظ وهو الموت، قال الإمام الصنعاني رحمه الله:((وقد ورد في آخر الحديث فائدة الذكر بقوله: ((فإنكم لا تذكرونه في كثير إلا قلَّله، ولا قليل إلا كثره)) (1).
2 -
وحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من الأنصار فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله! أي المؤمنين أفضل؟ قال: ((أحسنهم خلقاً)) قال: فأي المؤمنين أكيس (2)؟ قال: ((أكثرهم للموت ذكراً وأحسنهم لِمَا بعده استعداداً أولئك الأكياس)) (3).
(1) سبل السلام، 3/ 302، وهو معنى الآثار التي خرجتها آنفاً.
(2)
أكيس: أعقل، ومثله الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت: أي العاقل [النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، 4/ 217].
(3)
ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له، برقم 4259، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 3/ 385، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 1384.