الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب
63-
حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسماعيل الخراساني، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي، قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عدي بن حاتم، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب، فإنكم ستفتحونها.
فقام رجل فقال: هب لي يا رسول الله ابنة بقيلة. قال: هي لك. قال: قد
⦗ص: 182⦘
أخذتها. فأعطوه إياها، فجاء أبوها، فقال: أتبيعها؟ قال: نعم. بكم؟ قال: احتكم ما شئت. قال: بألف درهم، قال: قد أخذتها. قيل له: لو قلت: ثلاثين ألفاً. قال: وهي عدد أكثر من ألف؟
قال الشيخ أبو محمد عبد الغني بن سعيد: الرجل المستوهب هذه المرأة من النبي صلى الله عليه وسلم، هو: خريم بن أوس -ابن عم عدي بن حاتم-. الحجة في ذلك:
64-
هي: ما دفعه إلي القاضي أبو الطاهر السدوسي في كتاب الفتوح للهيثم بن عدي، الذي سمعه من موسى بن زكريا التستري، عن
⦗ص: 183⦘
الصلت بن مسعود، عن الهيثم، ذكر أن مجاهداً أنبأهم عن الشعبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يسأله أحد شيئاً فيقول لا، وأنه قام إليه خريم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، وكان أهدى إليه هدية، فقال: يا رسول الله! إن فتح الله عليك الحيرة، فأعطني ابنة حيان بن بقيلة. قال: هي لك.
فلما قدم خالد بن الوليد في زمان أبي بكر رضي الله عنه، صالحوه على مئة ألف، على أن لا يهدم لهم قصراً، ولا يقتل أحداً، وأن يكونوا عيونه، وأن ينزلوا من مر من أصحابه.
فقام إليه خريم بن أوس، فقال: لا تدخل ابنة حيان في صلحك، فإني كنت قد سألتها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطانيها. قال: ومن يشهد لك؟ قال: فشهد له بشير بن سعد ومحمد بن
⦗ص: 184⦘
مسلمة الأنصاريان. فأمر خالد بن الوليد أهل الحيرة أن لا يدخلوها في صلحهم لذلك. فقالوا: فدعنا فلنرضه.
فقال: عندكم. فقالوا: نبتاعها منك، فإنها قد كبرت، وليست على ما عهدت في الشباب.
قال: فأعطوني. قالوا: احتكم. قال: أحتكم إلى ألف درهم، على أن لي منها نظرة.
فأجلسوا عجوزاً ليست بها. فقال: البائسة، قد عجزت بعدي. فأخذ ألف درهم. فلامه المسلمون على تقصيره. قال: ما كنت أرى أن الله عز وجل خلق عدداً أكثر من ألف.