الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو عمر غلام ثعلب
محمد بن عبد الواحد الزاهد المعروف بغلام ثعلب، أحد أئمة اللغة المشاهير المكثرين، صحب أبا العباس ثعلبا فعرف به، وله تصانيف كثيرة وكان لسعة روايته وحفظه يكذبه أدباء زمانه في أكثر نقل اللغة ويقولون لو طار طائر يقول أبو عمر حدثنا ثعلب عن ابن الأعرابي ويذكر في معنى ذلك شيئا، وكان أغلب تصانيفه من حفظه حتى إنه املي في اللغة ثلاثين ألف ورقة فلهذا الإكثار نسب إلى الكذب. قال الملك المؤيد صاحب حماه في تاريخه: وكان اشتغاله بالعلوم قد منعه من اكتساب الرزق فلم يزل مضيقا عليه. توفي سنة 345.
أبو الوقت السجزي
عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق أبو الوقت السجزي الأصل الهروي الصوفي، مسند العصر ورحلة الدنيا، روى عن خلائق وروى عنه أمم لا يحصون. حكي عن والده إنه أخذه ماشيا من هراة إلى بوشبخ ليسمعه الحديث وكان أبوه أيضا ماشيا، فكان إذا أعيا حمله على كتفه وعمره إذ ذاك دون عشر سنين. قال: وكنا نلتقي أفواه الطرق فلاحين فيقولون: يا شيخ عيسى ادفع إلينا هذا الطفل نركبه وإياك. فيقول: معاذ الله أن يركب في طلب حديث رسول الوفود ترحل إلي من الأمصار. توفي سنة 554.
ابن نباتة السعدي
أبو نصر عبد العزيز بن نباتة السعدي، أديب فضله تام وروض علمه زاهر،
اصفي عليه حرمانه ولم يسعفه زمانه، ورد على أبي الفضل ابن العميد وامتدحه بقصيدته التي أولها:
برح اشتياق وادكار
…
ولهيب أنفاس حرار
ومدامع عبراتها
…
ترفض عن نوم مطار
لله قلبي ما يجن
…
من الهموم وما يواري
وكبرت عن وصل الصغا
…
ر وما سلوت عن الكبار
ومنها:
لم يبق لي عيش يل
…
ذ سوى معانفة العقار
وإذا استهل فتى العمي
…
د تضاحكت ديم القطار
حر صفت أخلاقه
…
صفو السبيك من النضار
فتأخرت صلته فشفع هذه القصيدة بأخرى وأتبعها برقعة فلم يزدها ابن العميد غير الإهمال، فتوصل إلى أن دخل عليه ومجلسه محتفل بالأعيان فأشار بيده إليه وقال: أيها الرئيس إني لزمتك لزوم الظل وذللت لك ذل النعل وأكلت النوى المحرق انتظارا لصلتك، ووالله ما بي الحرمان ولكن شماته قوم نصحوني فاغتششتهم وصدقوني فاتهمتهم فبأي وجه ألقاهم، فإن كان للنجاح علامة فأين هي وما هي، إن الذي تحسدهم على ما مدحوا به كانوا من طينتك وان الذين هجوا كانوا مثلك، فزاحم بمنكبيك أعظمهم سناءا وأنوارهم شعاعا. فحار ابن العميد وشده وأطرق ساعة ثم قال: هذا وقت يضيق عن الإطالة منك في الاستزادة وعن الإطالة منا في المعذرة، وإذا ترامينا ما دفعنا إليه استأنفنا ما نتحامد عليه فقال ابن نباتة: هذه نفثة مصدور والغني إذا مطل لئيم. فاستشاط ابن العميد وقال: والله ما استوجبت هذا العتب من أحد من خلق الله، ولست ولي نعمتي فأحتملك ولا صنيعتي فأغضى عنك، وإن بعض ما أقررته في مسامعي تنقض منه مرة الحليم
ويبدد شمل الصبر، هذا وما استقدمتك بكتاب ولا استدعيتك برسول ولا سألتك مدحي. فقال ابن نباتة: لما جلست في صدر إيوانك بأبهتك وقلت (لا يخاطبني أحد إلا بالرياسة) دعوتني بلسان الحال وان لم تدعني بلسان المقال. فثار ابن العميد مغضبا ودخل حجرته وتعوص المجلس، وسمع ابن نباتة ذاهبا وهو يقول: والله إن سف التراب والمشي على الجمر أهون من هذا، فلعن الله الأدب إن كان بائعه مهينا له ومشتريه مماكسا فيه، فلما سكن غيظ ابن العميد وثاب إليه علمه التمسه ليتعذر إليه فكأنما غاص بين سمع الأرض وبصرها، فكان حسرة في قلب ابن العميد إلى ان مات - ملخصا من ابن خلكان.