المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌منها قولهم: هلم جرا - الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة - ت حاتم الضامن

[ابن عابدين]

فهرس الكتاب

- ‌بِسْمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحِيم

- ‌منها قولهم: هَلُمَّ جَرّا

- ‌ومنها قولهم: ومِنْ ثَمَّ

- ‌ ومنها قولهم: أَيْضاً

- ‌ومنها قولهم: اللهُمَّ إلاّ أَنْ يكونَ كذا

- ‌ومنها قولهم: لا بُدَّ من كذا

- ‌ومنها قولهم: كذا لغةً واصطلاحاً

- ‌ومنها قولهم: هو أكثرُ مِنْ أَنْ يُحْصَى

- ‌ومنها قولهم: سواءٌ كانَ كذا أَمْ كذا

- ‌ومنها قولهم في معرض الجواب ونحوه: على أنّا نقولُ

- ‌ومنها قولهم: كلّ فَرْدٍ فَرْدٍ

- ‌ومنها قولهم: فَقَطْ

- ‌ومنها قولهم: كائناً ما كانَ

- ‌ومنها قولهم: بعد اللَّتَيّا والَّتي

- ‌ ومنها قولهم: أوَّلاً وبالذات

- ‌ومنها قولهم: وهذا الشيء لا محالةَ كذا

- ‌ومنها قولهم: لا أَفْعَلُهُ البَتَّةَ

- ‌ومنها قولهم: فَضْلاً

- ‌ومنها قولهم: وهذا بخلافِ كذا

- ‌ومنها قولهم: هو ك (لا شيء)

- ‌ومنها قولهم: وليس هذا كما زعمه فلان صواباً

- ‌ومنها قولهم: قالوا عن آخرهم

- ‌ومنها قولهم: وناهِيكَ بكذا

- ‌ومنها قولهم: يجوز كذا خلافاً لفلان

- ‌ومنها قولهم في التاريخ: كان كذا عام كذا

الفصل: ‌منها قولهم: هلم جرا

‌بِسْمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحِيم

الحمدُ لله وحده، وصلّى الله على من لا نبي بعده، وآله الطاهرين، وصحابته أجمعين. وبعدُ فيقول فقيرُ رحمةِ ربِّهِ، وأسيرُ وَصْمَةِ ذَهْبِهِ، محمد أمين بن عابدين: قد عَنَّ لي الكلامُ على بعضِ ألفاظٍ شاعَ استعمالُها بينَ العلماء، وهي مما في (1) إعرابه أو معناه إشكالٌ، أو خَفَاءٌ، تحلُّ العقال وتوضّح المقال، وسمَّيْتُها: الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة والله تعالى المُستعان وعليه التكلان.

‌منها قولهم: هَلُمَّ جَرّا

فهَلُمَّ بمعنى تعالَ، وهو مركَّب من هاء التنبيه ومن (لُمَّ)، أي: ضُمَّ نَفسَكَ إلينا، واستُعملَ استعمال البسيط، يستوي فيه الواحد والجمع، والتذكير والتأنيث عند الحجازيين، كذا في القاموس (2) ، وسبقه إلى ذكره (3) صاحب

(1) من سائر النسخ، وفي الأصل: فيه.

(2)

(القاموس 151 (هلمّ) ، وفيه واستُعملت استعمال البسيط. أي الكلمة المفردة.

(3)

(وسبقه بذلك.

ص: 23

الصحاح (4)، وتبعه الصغاني (5) فقالا: تقولُ: كانَ ذلكَ عامَ كذا وهَلُمَّ جرّا، أي: إلى اليومِ. انتهى. ولا يخفى عدم جريان ما قاله في القاموس في مثل هذا. وتوقّف الجمال بن هشام (6) في كون هذا التركيب عربياً مَحْضاً، وساق وجوه (7) توقفه في رسالةٍ له (8) ، وأجاب عن ذكره في الصحاح ونحوه، وذكر ما للعلماء في إعرابه ومعناه وما يردّ عليه، ثم قال:(فلنذكر ما ظهرَ لنا في توجيه هذا (9) الكلام (10) بتقدير كونه عربياً فنقول: (هَلُمَّ) هذه هي القاصرة التي بمعنى: اِئتِ وتعالَ، إلا أنَّ فيها تجوَّزَين: أحدهما: أنّه ليس المراد (2) بالإتيان هنا المجيء الحسي بل الاستمرار على المشي والمُداومة عليه، كما تقول: امشِ [على هذا الأمر، وسِرْ](11) على هذا المنوال، ومنه قوله تعالى:(وانطلقَ الملأُ منهم أنِ امشُوا واصبروا على آلهتِكُم)(12) . فإنّ (13) المرادَ بالانطلاق ليس الذهاب الحسي بل انطلاق الألسنة بالكلام، ولهذا أعربوا (أنْ) تفسيرية (14) ، وهي إنّما تأتي

(4) الصحاح (جرر) . والجوهري صاحب الصحاح إسماعيل بن حماد، ت 393 هـ (نزهة الألباء 344، مرآة الجنان 2 / 446) .

(5)

الحسن بن محمد بن الحسن، ت 650 هـ. (معجم الأدباء 9 / 189، النجوم الزاهرة 7 / 26) .

(6)

جمال الدين عبد الله بن يوسف، ت 761 هـ. (طبقات الشافعية 6 / 33، الدرر الكامنة 2 / 415) .

(7)

(: وجوده.

(8)

هي المسائل السفرية والقول في (هلم جرّا) في ص 32 - 40.

(9)

ساقطة من ج.

(10)

م: اللفظ.

(11)

من م والمسائل السفرية، وأخلت بها النسخ الثلاث.

(12)

ص 6.

(13)

ساقطة من م.

(14)

ينظر في (أن) التفسيرية: رصف المباني 116، الجني الداني 239، مغني اللبيب 29.

ص: 24

بعد جملة فيها معنى القول، كقوله تعالى:(فأوْحَينا إليه أَنِ اصنعَ الفُلْكَ)(15) . والمراد بالمشي ليس المشي على الأقدام (16) بل الاستمرار والدوام، أي: دوموا على عبادةِ أصنامِكم واحبسوا أنفسكم على ذلك. الثاني: أنّه ليس المرادُ الطلبَ حقيقةً، وإنما المُرادُ الخبرُ (17) ، وعبَّرَ عنه بصيغة الطلب، كما في قوله تعالى:(ولنَحْمِلْ خَطَاياكم)(18)، (فليمدُدْ له الرحمنُ مدّاً) (19) . وجرّاً: مصدر جَرَّهُ يجُرُّهُ، إذا سحبه، ولكن ليسَ المرادُ الجَرّ الحسّي بل المرادُ التعميم كما استُملَ السَّحْب بهذا المعنى، أَلا ترى أنّه (20) يُقال: هذا الحكمُ مُنسحبٌ على كذا، أي: شامِلٌ لهُ. فإذا قِيلَ: (كانَ ذلكَ عام كذا وهَلُمَّ جَرّا)، فكأَنَّه قيلَ: واستمرَّ ذلك في بقيةِ الأعوام استمراراً، [فهو مصدرٌ] (21) . أو: استمرَّ مستمِرّاً، على الحال المؤكدة (22) . وذلك ماشٍ في جميع الصورِ، وهذا هو الذي يفهمه الناسُ من هذا الكلام. وبهذا التأويل ارتفع إشكالُ العطف فإنّ (هَلُمَّ) حينئذٍ خبرٌ، وإشكالُ التزامِ إفرادِ الضمير إذْ فاعل (هَلُمَّ) هذه مفردٌ أبداً، كما تقولُ: واستمرَّ ذلك، أو (23) : استمرّ ما ذكرته) (24) .

(15) المؤمنون 27.

(16)

في المسائل السفرية: بالأقدام.

(17)

ساقطة من ب.

(18)

العنكبوت 12. وينظر: مشكل إعراب القرآن 550.

(19)

مريم 75.

(20)

المسائل السفرية: إلاّ أنّه يقال.

(21)

من المسائل السفرية.

(22)

في المسائل السفرية: فهو حال مؤكدة.

(23)

في المسائل السفرية: أي واستمر. وفي ج: ما ذكرت.

(24)

انتهى ما نقله المؤلف من المسائل السفرية. وينظر في (هَلُمَّ جرّا) : الفاخر 32، الزاهر 1 / 176، تهذيب اللغة 1 / 487، جمهرة الأمثل 2 / 355، المزهر 2 / 136.

ص: 25