الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 -
إِنْتَاجُ الْمُسْتَشْرِقِينَ
وَأَثَرُهُ فِي الْفِكْرِ الْإِسْلَامِيِّ الْحَدِيثِ
ــ
بسم الله الرحمن الرحيم
يجب أولاً أن نحدِّد المصطلح: إننا نعني بالمستشرقين الكتاب الغربيين الذين يكتبون عن الفكر الإسلامي وعن الحضارة الاسلامية.
ثم علينا أن نصنف أسماءهم في شبه ما يسمى ((طبقات)) على صنفين:
أ - من حيث الزمن: طبقة القدماء مثل جربر دوريياك والقديس توماس الأكويني، وطبقة المحدثين، مثل كاره دوفو وجولدتسهير.
ب - من حيث الاتجاه العام نحو الإسلام والمسلمين لكتابتهم: فهناك طبقة المادحين للحضارة الإسلامية وطبقة المنتقدين لها المشوهين لسمعتها.
هكذا، وعلى الترتيب يجب أن تقوم كل دراسة شاملة لموضوع الاستشراق، إلا أننا، من الوجهة الاجتماعية الخاصة التي تهمنا في هذا البحث وفي النطاق الضيق المحدد لهذه السطور، نختار عن قصد فصلاً خاصاً، اختياراً تبرره مبررات إلغائنا للفصول الأخرى.
إنه لمن الواضح أن المستشرقين القدماء أثروا وربما لا يزالون يؤثرون على مجرى الأفكار في العالم الغربي دون أيما تأثير على أفكارنا، نحن معشر المسلمين، إن ما كتبوا كان قطعاً المحور الذي تحركت حوله الأفكار التي نشأت عنها حركة النهضة في أوروبا، بينما لا نرى لهم أي تأثير فيما نسميه النهضة الإسلامية اليوم. فلنترك إذن قضيتهم جانباً لمن تهمه دراسة التاريخ العام، كما نترك أيضاً قضية المنتقدين للحضارة الإسلامية المحدثين، حتى ولو كان لهم بعض الأثر في تحريك
أقلامنا، أو كان لهم بعض الصيت في زمنهم وبلادهم مثل (الأب لامانس)، إنهم لا يدخلون في موضوع بحثنا لأن إنتاجهم، على فرض أنه مسّ ثقافتنا إلى حد ما، إلا أنه لم يحرك ولم يوجّه بصورة شاملة مجموعة أفكارنا، لما كان في نفوسنا من استعداد لمواجهة أثره تلقائياً، مواجهة تدخلت فيها عوامل الدفاع الفطرية عن الكيان الثقافي، كما وقع ذلك في العهد الذي نشر فيه طه حسين كتابه (في الشعر الجاهلي)، على غرار ما تقتضيه مسلمة قدمها المستشرق مرجليوث قبل سنة من صدور كتاب طه حسين، الذي أثار تلك الزوبعة من السخط، التي تخللتها الصواعق المنطلقة من قلم مصطفى صادق الرافعي رحمه ّالله وأكرم مثواه.
ولكننا على عكس ذلك، نجد للمستشرقين المادحين الأثر الملموس، الذي يمكننا تصوّره بقدر ما ندرك أنه لم يجد في نفوسنا أي استعداد لردّ الفعل، حيث لم يكن هناك، في بادئ الأمر، مبرر للدفاع الذي فقد جدواه وكأنما أصبح جهازه معطلاً لهذا السبب في نفوسنا.
وموضوعنا هنا، هو أن نبيّن ما كان لهذه الثغرة في جهازنا للدفاع عن الكيان الثقافي، من أثر في تطور أفكار المجتمع الإسلامي منذ قرن، وأثناء هذا القرن العشرين على وجه الخصوص.
ولا شك أن المستشرقين المادحين، مثل رينو الذي ترجم جغرافية أبي الفداء، في أواسط القرن الماضي، ومثل دوزي الذي بعث قلمه قرون الأنوار العربية في إسبانيا، ومثل سيدييو الذي جاهد جهاد الأبطال طول حياته، من أجل أن يحقق للفلكي والمهندس العربي أبي الوفاء لقب المكتشف لما يسمى في علم الهيأة (القاعدة الثانية لحركة القمر)، ومثل آسين بلاثيوس، الذي كشف عن المصادر العربية للكوميدية الإلهية، لا شك، أن هؤلاء العلماء كتبوا لنصرة الحقيقة العلمية، وللتاريخ، وكل ذلك من أجل مجتعهم الغربي.
ولكننا نجد، أن أفكارهم كان لها وقع أكبر في المجتمع الإسلامي، في طبقاته المثقفة.
إن الجيل المسلم الذي أنتسب إليه، يدين إلى هؤلاء المستشرقين الغربيين بالوسيلة، التي كانت بين يديه لمواجهة مركب النقص، الذي اعترى الضمير الإسلامي أمام ظاهرة الحضارة الغربية.
ولكننا إذا تصفحنا هذه القضية في ضوء خبرتنا الحديثة، وفي ضوء تجاربنا القريبة، نجد أن هذه الوسيلة، لم تقتصر نتائجها على الأثر المحمود في تطور أفكارنا وثقافتنا، بل كان لها أثر مرضي، هو الذي نريد طرحه كموضوع البحث في هذه السطور.
فلكي نتصور هذا الأثر على صورته الحقيقية في مجتمعنا الإسلامي، يجب أن نعيد هذا النوع من الاستشراق إلى مصادره التاريخية.
إن أوروبا اكتشفت الفكر الإسلامي في مرحلتين من تاريخها، فكانت في مرحلة القرون الوسطى، قبل وبعد توماس الأكويني، تريد اكتشاف هذا الفكر وترجمته من أجل إثراء ثقافتها، بالطريقة التي أتاحت لها فعلاً تلك الخطوات الموفقة، التي هدتها إلى حركة النهضة منذ أواخر القرن الخامس عشر.
وفي المرحلة العصرية والاستعمارية، فإنها تكتشف الفكر الإسلامي مرة أخرى، لا من أجل تعديل ثقافي بل من أجل تعديل سياسي، لوضع خططها السياسية مطابقة لما تقتضيه الأوضاع في البلاد الإسلامية، من ناحية، ولتسيير هذه الأوضاع طبق ما تقتضيه هذه السياسات في البلاد الإسلامية، لتسيطر على الشعوب الخاضعة فيها لسلطانها وربما انطبقت هذه المجهودات العلمية، في نفس أصحابها، على مجرد الاعتراف بفضل تلك الشعوب وبمساهمتها في تكوين الرصيد الحضاري الإنساني، ولا شك أن المستشرق سيدييو والعلامة غوستاف لوبون،
يتسمان في إنتاجهما بميزة العلم الخالص والاجتهاد المخلص للحقيقة العلمية.
ولكن تجب هنا الملاحظة، بأن هذا اللقاء الجديد وقع في ملابسات تاريخية، لم يكن فيها العلم الإسلامي علماً حياً ينقل من أفواه الأساتذة مباشرة ومن كتبهم المعاصرة، بل أصبح أشبه شيء بعلم الآثار، يكتشفه الباحثون الأوروبيون بحكم الصدفة، ويصدقون، أولاً يصدقون في نقله، ثم ينسبونه لأصحابه من العلماء المسلمين، أو ينسبونه لأنفسهم أو لأحد الأوروبيين، فهكذا كانت اكتشافات كبرى تنسب لغير أصحابها، مثل دورة الدم الصغرى للإنجليزي وليام هارفي بينما كان صاحبها، الطبيب المسلم ابن النفيس يعيش قبله بأربعة قرون.
كما تجب الملاحظة أيضاً، أن العالم الإسلامي أصبح في هذه الملابسات يعاني الصدمة التي أصابته بها الثقافة الغربية، ويعاني بسببها على وجه الخصوص أثرين: مواجهة مركب نقص محسوس من ناحية، ومحاولة التغلب عليه من ناحية أخرى، حتى بالوسائل التافهة.
لقد أحدثت هذه الصدمة، عند قبيل من المثقفين المسلمين، شبه شلل في جهاز حصانتهم الثقافية، حتى أدى بهم مركب النقص إلى أن ولوا مدبرين أمام الزحف الثقافي الغربي، وألقوا أسلحتهم في الميدان، كأنهم فلول جيش منهزم، في اللحظة التي بدأ فيها الصراع الفكري يحتدم بين المجتمع الإسلامي والغرب، فأصبح هذا القبيل من المثقفين يبحث عن نجاته في التّزَيّي بالزّي الغربي، وينتحل في أذواقه وسلوكه كل ما يتسم بالطابع الغربي، حتى ولو كان هذا الطابع ليس إلاّ مظهراً لا شيء وراءه من القيم الحضارية الغربية الحقيقية.
وبدأت تظهر في الأفق الثقافي الإسلامي الفكرة الجديدة التي حركت، بعد حرب السباي (1858م) بالهند، تأسيس جامعة عليكرة، وحركت، من
جانب آخر وضدّ هذا المشروع، باعث النهضة الإسلامية السيد جمال الدين الأفغاني.
وهكذا أصبح الفكر الإسلامي على أثر الصدمة الثقافية التي اجتاحته، وما تسبب عنها من مركب نقص، ينحاز إلى معسكرين: أحدهما يدعو لتمثل الفنون والعلوم والأشياء الغربية- حتى اللباس- والآخر يحاول التغلب على مركب النقص بتناول حقنة اعتزاز يعلل بها النفس.
فالتيار الأول، كان من الناحية العقلية، والسياسية والاجتماعية له أثره في لونين، اللون الذي يتمثل في تأسيس جامعة عليكرة، واللون الذي يتمثل في دعوة جمال الدين الأفغاني، مع تباين الأهداف وتشابه الوسائل التي كانت تفرض على العالم الإسلامي في كلتا الحالتين، تطوراً يؤدي به إلى (الشيئية) و (التكديس).
وأما التيار الثاني- وهو موضوع حديثنا لاتصاله بإنتاج المستشرقين- فإنه وجد منحدره الطبيعي في أدب الفخر والتمجيد، الذي نشأ منذ القرن التاسع عشر، على أثر ما نشر علماء مستشرقون، أمثال دوزي، عن الحضارة الإسلامية.
ولا يمكننا، على أية حال، أن نجعل بين التيارين فاصلاً قاطعاً، لأن الثاني منهما لا يكون مدرسة مستقلة عن الأول، بل نجده يخامر الفكر الإسلامي على العموم ويتخلل اتجاهه العام كفكر يبحث عن حقنة اعتزاز للتغلب على المهانة التي أصابته من الثقافة الغربية المنتصرة، كما يبحث المدمن عن حقنة المخدر التي يستطيع بها مؤقتاً إشباع حاجته المرضية.
وهذا لا يجعلنا ننفي لهذا التيار، ولنوع الأدب الذي نتج عنه كل أثر حسن في مصير المجتمع الإسلامي، لأنه كان له نصيب لا يزهد فيه في الحفاظ على
شخصيته، والجيل الذي أنا منه يدين له بذلك النصيب، على الأقل في المحافظة على شخصيته الإسلامية.
إنني على سبيل المثالى، قد اكتشفت وأنا بين الخامسة عشر والعشرين من العمر، أمجاد الحضارة الإسلامية في ترجمة دوسلان لمقدمة ابن خلدون، وفيما كتب دوزي عنها وأحمد رضا بعد الحرب العالمية الأولى.
وإنني على إدراك تام لما أدين به لهذه المطالعات، وقد ذكرت ذلك في الجزء الأول من (مذكرات شاهد القرن)، والآن، وأنا قد تجاوزت الستين من العمر، أستطيع أكثر من ذي قبل، تقدير هذا العلاج للفكر وللضمير لا في النطاق الشخصي فحسب، بل في النطاق الشامل للمجتمع الإسلامي طيلة أربعين سنة بعد تجربتي، فأرى أن أقرر هنا، مع الاختصار اللازم لهذا الغرض أن مساوئ طريقة هذا العلاج تظهر لي بالتالي أكثر من حسناتها وذلك لأسباب متعددة.
فالسبب الأول: لأنه بديهي نلاحظه في الآثار النفسية لأسلوب التكوين، أي البيداغوجية، بالنحو الذي نشير إليه بمثل بسيط:
إننا عندما نتحدث إلى فقير، لا يجد ما يسد به الرمق في يومه، عن الثروة الطائلة التي كانت لآبائه وأجداده، إنما نأتيه بنصيب من التسلية عن متاعبه، بوسيلة مخدر يعزل فكره مؤقتاً وضميره عن الشعور بها، إننا قطعاً لا نشفيها.
فكذلك لا نشفي أمراض مجتمع بذكر أمجاد ماضيه، ولا شك أن أولئك الماهرين في فن القصص قد قصوا للأجيال المسلمة في عهد ما بعد الموحدين قصة ألف ليلة وليلة، وتركوا بذلك أثر كل سمر، نشوة تخامر مستمعيهم حتى يناموا فتنغلق أجفانهم على صورة ساحرة لماضٍ مترف.
ولكن سوف تستيقظ هذه الجماهير في الغد، فتنفتح أبصارهم من جديد، على مشهد الواقع القاسي الذي يحيط بها في وضعها الذي لا تغبط عليه اليوم.
فالأدب، الذي ينشد (عصور الأنوار) للحضارة الإسلامية يؤدي أولاً هذين الدورين، أنه أتاح في مرحلة معينة الجواب اللائق للتحدي الثقافي الغربي وحافظ هكذا مع عوامل أخرى على الشخصية الإسلامية، ولكنه من ناحية أخرى، صبّ في هذه الشخصية الإعجاب بالشيء الغريب، ولم يطبعها بما يطابق عصر الفعالية والميكانيك.
وليست هذه الملاحظة مجرد شيء عابر نمرّ عليه في هذا العرض مرّ الكرام، بل يجب أن نقف عندها بكل اهتمام وتأمل، ولذا كانت أهميتها تلوح لنا من الجانب الاجتماعي من دون أي تردد، فإنها تتخذ صورة أوضح إذا ما طرحناها على صعيد معركة الأفكار، التي تجتاح العالم اليوم بصورة عامة والمجتمع الإسلامي بصورة خاصة.
وهنا تجب كلمة عن هذا المفهوم الذي نعنيه بـ (الصراع الفكري) في العالم الإسلامي، يجب أن نقرر مبدئياً هذه القاعدة العامة، ألا وهي أنه عندما يطرح مسلم أو بعض المسلمين مشكلةً ما تهمّ مجتمعهم، فإن هذه المشكلة تكون قد طرحت أو ستطرح عاجلاً في أوساط المتخصصين في هذه الدراسات لحساب وتحت إشراف الاستعمار (1).
(1) ليس المقصود بكلمة استعمار مجرد الاحتلال الفعلي للأرض فبن نبي يستعمل هذه الكلمة للدلالة على كل محاولة أو كل عمل يميل إلى فرض أيديولوجيته أو معتقداته أو قيمه على مجتمع معين. فالشيوعية والليبرالية من هذا المنظار هما شكلان من أشكال الاستعمار الأيديولوجي. بمعنى أن كليهما يتجابهان لكي يبسطا سيطرتهما على العالم، ولكنهما يبقيان مع ذلك تعبيرين متناقضين في الشكل إنما هما نتاج ظاهرة حضارية واحدة. [ط. ف].
وكلما يتقدم هذا المفكر المسلم أو هؤلاء المسلمون بحلّ لهذه المشكلة، يسرع من طرفهم أولئك الأخصائيون لدراسة هذا الحل، فإن كان خاطئاً، زادوا في شحنة خطئه بطريقة أو أخرى، وإن كان فيه بعض ما يفيد حاولوا كل جهدهم للتقليل من شأنه، وتخفيض قيمته حتى لا يفيد.
هذه هي القاعدة العامة في الصراع الفكري الذي نشير إليه. ويترتب على هذا، أنه كلما لاحت في العالم الإسلامي أي بادرة ذات مغزى، ولو كانت لا تبصرها أعيننا، فإن مجهر أولئك الأخصائيين يلتقطها على الفور، ليجري عليها كل طرق التحليل (1)، وإذا وجدوا فيها أي اتصال بحركة الأفكار في العالم الإسلامي، تجري عليها كل عمليات التشريح، وتمرّ بكل أصناف التقطير، حتى
(1) من المؤكد أن الصراع الأيديولوجي ليس خرافة لذلك ترفض دول الشرق والصين كل تبادل حرّ للأفكار بينها وبين الدول الرأسمالية. ويكفي أن نرى ردة فعل بريجنيف عندما كلمه بهذا الأمر فاليري جيسكار ديستان (1975م) ونقرأ في بداية مؤلف غريب وقع بين أيدينا وهو بعنوان (ملاحظات ودراسات حول الإسلام في إفريقيا السوداء) وقد نشره أحد مراكز الدراسات الذي يقع مباشرة تحت سلطة رئيس وزراء بلد أوروبي: CHEAAAN. يخرج هذا المركز دفعات من الموظفين والضباط والقضاة، وهو يصبو لأن يكون مختبر أفكار ومناهج، ومركز تفكير وأبحاث، وهو يقوم بالتعليم وينظم أعمالاً في شكل ندوات. ويهدف المركز بشكل دائم إلى إعطاء الموظفين والضباط والقضاة الذين يعملون في بلاد ما رواء البحار، وعلى الأخص في البلاد الإسلامية، ما يكمل تأهيلهم العلمي ويطور إمكاناتهم التقنية)).
ويضم هذا الكتاب مجموعة من الدراسات والمراجعات حول سيرورة الدخول في الإسلام في إفريقيا، وحول القوى البشرية والاجتماعية المسلمة في هذه القارة. ونرى فيها ملاحظات ومقارنات دقيقة بين تقدم التبشير بالإسلام، وتقهقر التبشير بالمسيحية. هذا من ناحية، ونذكر من ناحية أخرى بأن اجتماعاً عقد في الجامعة الكاثوليكية في (لوفان) سنة 1970م ضمَّ نخبة من العالم العربي أتت لتناقش في مشاكل النهضة (أمر غريب، غريب، غريب) وقد نتج عن هذا الاجتماع كتاب بعنوان (نهضة العالم العربى) - الناشرون SNED et le culot 1972 م. [ط. ف].
يبقى في محتواها الاجتاعي أقل ما يمكن من عوامل التيسير لصلاحيتها، وأكثر ما يمكن من عوامل التعسير، وانتفاء الصلاحية.
ومن الواضح، أن من أكثر البوادر دلالة على اتجاه مجتمع ما، هو اتجاه أفكاره، فإما أن تكون متجهة إلى الأمام، إلى المستقبل، أو إلى الخلف، اتجاهاً متقهقراً، اتجاهاً ملتفتاً إلى الماضي بصورة مرضية.
ومن دون أن نستمر إلى أبعد من هذا، في تحليل هذه الإحكامات الدقيقة للصراع الفكري فلنلقِ هذه الاعتبارات على موضوعنا بالذات، نعني أثر هذا النوع من أدب المدح والتمجيد والإطراء على سير الأفكار، واتجاهها في المجتمع الإسلامي المعاصر، فنرى على الفور الجانب الآخر لهذا الأدب، عندما يصير بين يدي أولئك الأخصائيين وسيلة عمل جهنمي في تحريك رحا الصراع الفكري المحتدم في بلادنا.
إننا نرى اليوم مرأى العين هذا العمل الفتاك، ونرى أثره في كل تفاصيل حياتنا الفكرية، والسياسية والاجتماعية، وفي البلاد العربية حيث تكونت تجربتي وخبرتي كمواطن وككاتب وكصحافي.
وليس كتاب كامل بكافٍ لسرد هذه التجربة. ولنذكر منها فقط، على سبيل المثال آخر تفصيل من تفاصيلها:((انعقد أخيراً بباريس مؤتمر العمال الجزائريين بأوروبا وبهذه المناسبة تقرر من لدن المشرفين على المؤتمر توزيع كتيب لصاحب هذا العرض، تناول فيه مشكلةً من مشاكلنا اليوم، بالخصوص في الجزائر، البلد الذي اتخذ من كلمة (الديمقراطية) شعاره الدستوري.
ولكن أصحاب الاختصاص في الصراع الفكري لم يهملوا هذه المناسبة من اهتمامهم، ولم يفتهم ما تقرر توزيعه بهذه المناسبة، ولكن كيف يسدون الذريعة، أعني كيف يسدون الطريق على الأفكار المعروضة في الكتيب الذي
سيوزع أثناء المؤتمر، حتى لا يصل مدها إلما رؤوس المؤتمرين، أو على الأقل حتى يكون لها أقل مدّ ممكن؟
وإذا بنا نرى الدعوة توجه إلى تلك السيدة الألمانية المقربة التي وضعت أو وضع اسمها (1) على ذلك الكتاب ذي العنوان الجذاب (شمس الله تشرق على الغرب)، وفيه ما فيه من مدح وتمجيد الحضارة الإسلامية.
وتقدمت السيدة، وقدمت كتابها إلى المؤتمر، فانتقل على الفور بروحه من مجال المشكلات الحادة القائمة اليوم، إلى أبهة وأمجاد الماضي الخلاب!)).
ولم يكن الصديق الذي كان يذكر لي هذه القصة يخطر على باله أي شيء من صلتها (بالصراع الفكري)، وهو يقول:((وفي الأخير قامت القاعة كلها لتحيي السيدة!)).
ولا شك، أن القصة تكشف عن جانبين: الجانب الذي يبرز حساسية الجماهير المسلمة لأمجاد ماضيها، والجانب الذي يكشف عن إمكان استغلال هذه الحساسية لإلفات تلك الجماهير عن حاضرها.
وهذا الجانب هو الذي يهمنا لأنه يلتقي في الزمن مع أوج الموجة العارمة التي تكتسح اليوم العالم، من أمواج الصراع الفكري، ولأنها فعلاً موجهة في أوجها بالخصوص في البلاد الإسلامية، حتى وإن كانت لا تشعر بها أحياناً. إنما نرى كيف يتصرف أولي الاختصاص في الصراع الفكري، في ظرف خاص من ظروفه، عندما تعرض فكرة عمل وتأمل على الجماهير الإسلامية، كيف يستطيعون لفت الأبصار عنها بعرض أفكار أخرى في المناسبة ذاتها، أفكار جذابة، تدعو للأحلام السعيدة، أفكار مقتبسة من قصص ألف ليلة وليلة.
(1) زيغريد هونكه (ن).
هذه هي القاعدة العامة التي يجب علينا أن نجعلها دوماً نصب أعيننا، إننا كلما طرحنا مشكلة وعرضنا لها حلاً من الحلول فإن قادة الصراع الفكري يأتون على الفور بما يلفت عنه الأبصار أو ما يزيفه تزييفاً.
وما الحلول التي تعرض علينا في المجال السياسي، مثل البعثية، والبربرية، والإفريقية والشيوعية- تلك الشيوعية التي يرعاها الاستعمار ويسهر على نباتها في مدفآته، وما ذلك الأدب المطنب في المدح والتمجيد لماضينا إلا وسائل إلفات في المجال السياسي أو في المجال الفكري، حتى يلتفت العالم الإسلامي عن أم مشكلاته، ألا وهي مشكلة حضارته، حتى يلفتوه عنها، ويربطوا اهتمامه بمشكلات وهمية، ويلهوه بحلول وهمية، يتجلى عبثها بصورة مفجعة في ظرف من الظروف الخطيرة غداة إفلاس مصقع، وهزيمة شنيعة، وفضيحة مخجلة، مثل غداة 5 يونيو 1967م.
والواقع، أن قضية عمليات الإلفات والتسلية كانت قائمة منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى، غير أنها تطرح اليوم والعالم الإسلامي يمر، في هذه الآونة بالذات، بأخطر أزمةٍ في تاريخه، حتى أننا نستطيع القول- إذا ما طرحنا جانباً بعض المظاهر من تطوره- أنه كان قبل أربعين سنة أقرب إلى الحل الرشيد لمشكلته وهو مستعمَر، لأنَّ وحدته الروحية أو الأيديولوجية كانت أمتن منها اليوم فهو الآن، وهو مستقل، كأنما يبتعد عن هدفه لأن وحدته هذه قد تصدعت من عملية التقسيم التي أجريت عليه منذ أربعين سنة.
هذا هو الوضع الحقيقي، إذا ما طرحنا جانباً بعض المظاهر الخادعة- بحيث أننا إذا حكمنا بأن المجتمع الإسلامي ككل يواجه المشكلة نفسها- قد تخلف منذ ربع قرنٍ وتقهقر، فليس في حكمنا أي إجحافٍ بالحقيقة، وإنما الخطأ في هذه النقطة بالذات يعود إلى أننا تعودنا تقدير الأشياء بالمقياس السياسي، ذلك المقياس الذي
يجعلنا نقارن الوضع في حالتين مرت بها الدول الإسلامية على ضفتين قريبتين من التاريخ، قبيل الحرب العالمية الثانية، وهي في نير الاستعمار، وبعد تلك الحرب، وهي متحررة سياسياً في أغلبها، دون أن نقف بالتأمل عند حقيقة هذا التحرر، الذي لم يحكم تلك الدول حتى من غيلة دويلة إسرائيل، بينما يكشف لنا هذا السير أو التطور، منذ ربع قرن على أن المجتمع الإسلامي ضيع فيه، بين ضفتي التاريخ المشار إليها، أثمن ما عنده كزاد طريق، نعني الشعور بوحدة المصير، وضرورة الحل الواحد الذي لا تجزئ عنه بعثية، ولا بربرية، ولا نزعة إفريقية، ولا شيوعية مصطنعة، ولا خرافات ألف ليلة وليلة.
واليوم، تعترض العالم الإسلامي هذه المشكلة في صورة متحارجة، شكسبيرية: هل نكون أو لا نكون (1)؟ بينما تميل عقارب الساعة إلى الاحتمال الثاني، منذ أتت أحداث يونيو 1967م معبرةً بلغتها القاسية على عبث تلك التشييدات السياسية والعسكرية التي تستند على ظاهرة الشيئية، نعني تكديس تلك الأشياء التي جمعت في عشرين سنة من أجل الدفاع عن النفس، والتي ذابت في أول ساعة عند هجوم إسرائيل، وليس بمجدٍ، لمواجهة الدويلة الصهيونية، أن نكدس من جديد، ذخيرةً وزاداً وعتاداً، ليس بمجدٍ تجديد الأشياء، بل تجديد الأفكار، ولكن تجديدها بصورة جذرية، بحيث تعوض تلك التي تؤدي إلى الهزيمة الهائلة وإلى الفضيحة الشنعاء، لأنها تفقد الروح التي ترفع الإنسان إلى مستوى مهماته، بالأفكار الحية، المحيية التي تعطي الإنسان تلك الدفعة الجبارة التي ترفعه إلى قمة واجباته أمام الأحداث الكبرى (2).
(1) يقول Ortégasy Gasset في (تمرد الجماهير ص 150): ((نستطيع تماماً أن نهرب من قدرنا الواقعي ولكن يؤدي ذلك إلى الوقوع في الطوابق السفلى من قدرنا)). [ط. ف].
(2)
لقد شهد (الفكر العربي) اضطراباً كبيراً بعد هزيمة 5 حزيران (يونيو) 1967م، ولا يزال البعض يتكلم حتى الآن عن أزمة (المفكرين العرب). لقد كانت الصدمة كبيرة جداً، ولكن يبدو أنهم لم يتخطوا مرحلة الشعور بأن شيئاً ما لا يسير على ما يرام منذ هذه الهزيمة. [ط. ف].
يجب أن نقف عند هذه الحقيقة، إن ما ينوب مجتمعاً ما في منعطفات التاريخ الخطير، ليس من قلة أشيائه ولكن من فقر أفكاره (1).
وما فاجعة سيناء، في غرة يونيو 1967م، إلا المحك العملي الذي يبرز هذه الحقيقة العامة، في ظرف خاص للأمة العربية، ولعلنا يجدر بنا أن نقف عند هذا الظرف لنستخلص منه عبرة أخرى، ألا وهي أن النصر الخاطف الذي أحرزته إسرائيل في هذا الظرف، على كوم جامد من الأشياء التي كانت بيد العرب، أصبح يواجه على نفس الأرض صعوباتٍ لم يتوقعها، لأنه يواجه اليوم رجالاً تحركهم أفكار جديدة، بل رجالاً تجددوا هم بهذه الأفكار، إن قصف باخرة (إيلات) والموقف البطولي للفدائيين الفلسطينيين على حدود الأردن، وداخل الأراضي المحتلة، ليسا إلا تعبيراً واحداً على التحول الذي حدث، إثر النكبة، لا في عالم الأشياء بالنسبة للعرب، بل في عالم أفكارهم.
ولست أتعرض هنا لقضية الأفكار بالنسبة لمجتمعنا إلا بصورةٍ عابرةٍ، تاركاً هذا الموضوع المهم إلى فرصة أخرى.
وحاصل الأمر، أن الصدمة التي حصلت للضمير الإسلامي في القرن التاسع عشر وفي هذا القرن، تجاه الحضارة الغربية، كانت محسوسة في عالم أفكارنا على وجه الخصوص، وفي مجال الأفكار العلمية بالذات، بحيث كان لهذه الصدمة أثرها حتى في ميدان تفسير القرآن الكريم، ولا شك أن عملاً جباراً مثل تفسير طنطاوي جوهري، ذلك التفسير الذي لا نجد فيه كثيراً من الجدوى، يعزى قطعاً إلى هذا التأثير العلماني على أفكارنا، مع الملاحظة أنه يعبر في نفس الوقت على ظاهرة التكديس، تكديس المعلومات طبعاً، بحيث يصبح هذا
(1) يقول Ortegasy Gasset في كتاب ذكرناه سابقاً: ((كل الحضارات اختفت بسبب عدم كفاءة مبادئها)). [ط. ف].
العمل الشاق كله أقرب إلى دائرة معارف منه إلى تفسير القرآن، كما أنه يعبر عن ظاهرة جديدة، هي تلك العلمانية العقيمة التي ليست بالنسبة للفكر الإسلامي إلا عملية تعويضٍ في الميدان الذي شعر فيه أكثر بتحدي الحضارة الغربية.
والآن نستطيع القول، أن هذا الميدان بالذات كان التربة الخصبة التي وجدها الأدب الاستشراقي، من النوع الذي يتصف بالمدح والتمجيد، ليزرع فيها كل تلك المخدرات التي يتقبلها بكل شغفٍ مجتمعنا لأنها تخدر ضميره وتسليه، ولكن هذا الضمير لا زال في صراع داخلي تسكنه أحياناً مؤلفات مشارقة مثل طنطاوي جوهري، وأحمد رضا وفريد وجدي، أو مستشرقين مثل دوزي وغوستاف لوبون، أو تثير مؤلفات أخرى لمشارقة ومستشرقين آخرين في صورة استثاراتٍ وتحدياتٍ جديدة لما تستصغر هذه الطائفة أو تلك ما ساهم به العرب في تنمية العلوم، إبان حضارتهم، قاصرين دور هذه الحضارة على مجرد تبليغ ما أنتجه اليونان والرومان.
وإذا أردنا أن نخص إحدى هاتين الطائفتين بالذكر، نقول، أن بعض هؤلاء المشارقة المتتلمذين للمستشرقين يخفون عملهم التخريبي ضدّ الإسلام، بإيعازٍ واضحٍ من أوساطٍ استعماريةٍ، تحت رداء تقدمية جوفاء تحاول سلب الإسلام من كل قيمة حضاريةٍ، بل تنسب له حالة التخلف الراهنة في العالم الإسلامي.
ولا شك أن كتاب (الأيديولوجيات العربية في محضر الغرب)، الذي ظهر منه بضعة أشهر بتقديم من مكسيم رودنسون، لا شك أن هذا الكتاب المبني على منطق سفسطائي، ذو صلة متينة بهذا التيار، وأن صاحبه، التلميذ المراكشي لصاحب المقدمة، من هذه الشجرة التي يجوز لنا أن ننسب لها أيضاً من تلامذة المستشرقين، حتى أولئك الأبرياء الذين يضعون أقدامهم عن غير شعور في ثقافة الغرب بل في سياسته أيضاً، ويتقدمون هكذا بأنصاف الحلول لأنصاف
المشكلات، التي يعتقدونها المشكلات الرئيسية للعالم الإسلامي، غير أنهم يختلفون بحسن نواياهم عن الآخرين، أولئك الآلات المسخرة بين أيدي اختصاصيي الصراع الفكري، السائرين على أثر أساتذتهم الغربيين، لا يختلفون معهم إلا في مهارة الأسلوب والترويق في الصيغة، ويلتقون مع أساتذتهم في الانتقاص من سوابق الفكر الإسلامي، ولكن يمتازون في إحاطة مستقبله بالريبة والإبهام بتلك الثرثرة التقدمية مثل صاحب كتاب (الأيديولوجيات العربية في محضر الغرب) الذي أشرنا إليه.
وهكذا يبقى الضمير الإسلامي في دوامة صراعه الباطن، يسكنه أحياناً ما يكتب المادحون، ويثيره أحياناً أخرى ما ينتجه المفندون، وقد استمر هذا الصراع منذ قرن في حلقة مغلقة، مستهلكاً أجدى الطاقات الفكرية في العالم الإسلامي من دون جدوى، من دون أي تأثير حقيقي على تطور العقلية الإسلامية، لم ينتج إلا بعض الصواريخ الأدبية الخلابة في تلك المؤلفات الجميلة التي لم يبق لها أي أثر مثل كتاب (روح الإسلام) للسيد أمير علي.
بحيث لو أننا حاولنا اليوم أن نجعل تقويماً لهذا الإنتاج نراه يعبر أحسن تعبير على تبذير طاقاتٍ فكريةٍ ثمينةٍ لم يحسن استخدامها، وإذا أردنا أن نعطي هذا التقويم كل معناه، يجب أن نقارن هذا الإنتاج بما أنتجه لوثر وكلفان إبان حركة الإصلاح في أوروبا، وإنتاج ديكارت الذي وضع أقدام أوروبا على طريق التطور التكنولوجي أو إنتاج ماركس وأنجلس ولينين الذين وضعوا على أقدامه مجتمعاً جديداً يغزو اليوم الفضاء.
وبالتالي، يتبين لنا أن الإنتاج الاستشراقي، بكلا نوعيه، كان شراً على المجتمع الإسلامي، لأنه ركب في تطوره العقلي عقدة حرمان سواء في صورة المديح والإطراء التي حولت تأملاتنا عن واقعنا في الحاضر وأغمستنا في النعيم الوهمي الذي نجده في ماضينا، أو في صورة التفنيد والإقلال من شأننا بحيث صيرتنا حماة
الضيم عن مجتمع منهار، مجتمع ما بعد الموحدين، بينما كان من واجبنا أن نقف منه عن بصيرة طبعاً ولكن دون هوادة، لا نراعي في كل ذلك سوى مراعاة الحقيقة الإسلامية غير المستسلمة لأي ظرف في التاريخ، دون أن نسلم لغيرنا حق الإصداع بها والدفاع عنها لحاجةٍ في نفس يعقوب.
وعلى كلّ، فإن أمكننا أن نصرح بأننا نجد على كل وجه جانباً إيجابياً في هذا الاستشراق، فإننا لا نجده في صورة المديح، بل في صورة التفنيد.
فعندما يعلن الاستشراق أنه لا نصيب للعرب في تشييد صرح العلوم، وربما يؤدي بنا هذا الموقف المتطرف إلى تلافيه بعلمانية سطحية نشاهد أثرها حتى في إنتاج بعض المفسرين مثل طنطاوي جوهري، ولكن هذا الموقف يضطرنا، بما فيه من إفراط في الجحود، إلى طرح مشكلة الإسلام والعلم في صورة جديدة تتماشى أكثر مع سمو الدين ومنطق العلم، بحيث لا نصبح نبحث في الآيات الكريمة هل ذكر فيها شيء عن غزو الفضاء أو تحليل الذرة، وإنما نتساءل: هل في روحها ما يعطل حركة العلم، أو على العكس ما يشجعها وينميها؟
يجب على وجه الخصوص أن نتساءل، إذا ما كان يستطيع القرآن أن يخلق في مجتمع ما المناخ المناسب للروح العلمي، وأن يطلق فيه الأجهزة النفسية الضرورية لتقبل العلم من ناحية، ولتبليغه من أخرى.
هذه صورة المشكلة إذا ما طرحناها كما يجب طرحها، نعني من الجانب النفسي الاجتماعي، لا من جانب تاريخ تطور العلم، ولو كان علينا أن نبرر الفكر الإسلامي من هذه الناحية بالذات، لكفانا أن نضع في حسابه ابتكارين لولاهما لم يكن التقدم التكنولوجي في القرن العشرين شيئاً يتصوره العقل، أجل إن التقدم التكنولوجي يشمخ اليوم في فصل العلم النووي الذي لا يمكن للباحثين في هذا الفصل من علوم الطبيعة أن يحصلوا فيه على طائلٍ لولا
ما يجدونه مهيئاً تحت أيديهم من طرق حساب سرعتها فوق كل سرعة، يمكن تصورها في عمليات الآلات الحاسبة الإلكترونية.
فهل يمكن لهذه الآلات أن تقوم بعملياتها، لو لم يهيأ من قبل ذلك النظام العشري الذي نستطيع به كتابة رقم أفوجدرو، على سبيل المثال، بخمسة رموز فقط، أوسبعة إذا تحرينا دقة أكثر؟
والآن نتساءل: ألسنا ندين بوضع هذا النظام العبقري لذلك المناخ العقلي الذي كونته القيمة القرآنية في المجتمع الإسلامي؟
كما أننا لو تساءلنا عن دور الجبر، في تطوير علم الحساب، بحيث يتحول من علم الأرقام المحسوسة إلى علم الرموز المجردة، لأدركنا بعد الأخذ في حسابنا أن اسم الجبر نفسه عربي من ناحية الصيغة والاشتقاق، لأدركنا ما يدين به العقل الإنساني إلى العقل الإسلامي من وسيلة لا يستطيع بدونها السير والتقدم في ميدان علوم التقدير والضبط.
ولا يضيرنا أن يعزى الجبر، من طرف متطفلين من تلامذة المستشرقين مثل فريد وجدي الذي عزاه إلى اليوناني ديوفانت بلا دليل ولا أي حجة، ذلك أن الجبر أتى إلى الوجود في المناخ الذي خلقه القرآن.
ولقد يكون من العبث الصبياني أن نربط الصلة هنا، بين الآيات المنزلة وبين النظام العشري أو الجبر، عن طريقة ما يسمى تاريخ تطور العلوم.
إن القرآن الكريم لم يأت قطعاً، وبصورة مباشرة، لا بالحساب العشري ولا بالجبر، ولكنه أتى بالمناخ العقلي الجديد الذي يتيح للعلم أن يتطور، كما تطور بالنسبة إلى مرحلته السابقة في العهد الإغريقي والروماني، والأمر الجدير بالملاحظة هو أن تطور العلم لا يناط بالمعطيات العلمية فحسب، بل بكل
الظروف النفسية الاجتماعية التي تتكون في مناخ معين، والأمر الجدير بالملاحظة أيضاً، هو أن مراكز الاهتمام للعقل تتغير من عصر إلى آخر، من حضارة إلى غيرها، حسب التغيرات التي تحدث في المناخ العقلي بالذات.
إننا نستطيع قطعاً ربط العلاقة، من الناحية التاريخية، بين عهد الصناعة والتصنيع واكتشاف دونيس بيبان الذي كان ينظر إلى غلاية ماء فوق النار، فلاحظ أن مغلقها يرتفع وينزل بالتوالي، فاكتشف هذا طاقة البخار بالصدفة.
ولكننا نلاحظ أن هذه الصدفة كانت تتكرر عبر الأجيال منذ اكتشاف النار، فلم تؤد إلى اكتشاف الطاقة البخارية إلى عهد بيبان.
لماذا؟ السبب في ذلك هو أن دونيس بيبان أو نظيره الإنجليزي وات كان يمارس ملاحظاته ويتفهمها ويفسرها في مناخ عقلي جديد، تكون في أوربا منذ قرنين من قبل، حين كتب ديكارت (خطابه) المشهور في المنهج وقال فيه هذه العبارات المتنبئة الموجهة:
((إنه لمن الممكن الوصول إلى معرفة تطبق تطبيقاً نافعاً في الحياة، بحيث تترك مدارس التعليم تلك الفلسفة السكولاستية، وتعلم فلسفة تقبل التطبيق، وتتيح لنا، بعد معرفة تأثير النار والهواء والأجرام الفلكية، والسماوات وكل الأجرام التي تحيطنا، أن نستخدمها تحت قانونها بالذات لمصلحتنا الخاصة بحيث نتمكن من امتلاك الطبيعة والهيمنة عليها)).
إن هذه العبارات ناصعة فعلاً، متنبئةً بما سيحدث بعد ديكارت من انقلابات علمية وتكنولوجية، فهي تدل بكل وضوح على المنحدر الذي سيتبعه الفكر الأوروبي في بحثه عن الحقيقة العلمية ذات النفع المباشر، وكان لزاماً أن يلتقي الفكر الأوروبي على هذا المنحدر مع الطاقة البخارية سواءً كان دونيس بيبان هو المكتشف أو غيره
وبالتالي، فإن منهج ديكارت هو الذي كون، بصورة أعم، المناخ العقلي الجديد الذي ستترعرع فيه العبقرية المصلحية التي تتميز بها الحضارة الجديدة.
وهذه هي الزاوية بالذات التي نقدر منها العلاقات العامة بين الإسلام والعلم، فموقف الإنسان المسلم أمام عالم الظاهرات، والمنحدر الذي تتبعه العقلية الإسلامية تحت دفعة النص القرآني، والمناخ العقلي الجديد الذي ستتطور فيه هذه العقلية، هذه الأشياء هي في التالي العناصر الأساسية للقضية، فحسب.
فالعلم، من حيث أنه علم، هو مجموعة المعلومات ومجموعة الطرق المؤدية لاكتسابها. ولكن يجب علينا إضافة شيء إلى هذا التعريف الذي تصورناه من زاوية علم تاريخ التطور العلمي، لأن التطور العلمي لا ينحصر في هذه الزاوية، بل هو منوط أيضاً بمجموعة شروطٍ نفسيةٍ اجتماعيةٍ، تؤثر سلبياً أو إيجابياً، بحيث تعطل هذا التطور أو تتيحه أكثر فأكثر.
وعلى سبيل الإيضاح، فإن غاليله، حين أعلن نظرية دوران الأرض، لم تواجهه معارضة علمية، بل معارضة كلامية، نعني معارضة عقائدية، ولم تدن غاليله أكاديمية علوم، بل أدانته محكمة دينية تحكمت في أمره باسم العقيدة، إن ما أدانه هو بالتالي مجموعة عوامل القمع والحرمان الموجودة في نفسية المجتمع الذي حكم عليه بالإعدام.
ولي نعطي لهذه الملاحظة كل معناها ومغزاها، تجب ملاحظة أخرى أن في هذا المجتمع الأوروبي، مجتمع ما قبل ديكارت، الذي أعدم أحد كبار علماء الفلك، كان المنجم يقوم بدور كبير المستشارين، ويكرم ويقرب في بلاط الملوك، مثل ثوستراد موسى الذي كان مستشار الملكة كاترين دي مديتشي في البلاط الملكي الفرنسي.
ولزيد من التوضيح يجب أن نقول أن غاليله هذا لو كان يعيش في المجتمع
الإسلامي، حتى حين بدأ ذلك العصر في حركة الجزر الحضري، ما كان ليتعرض للعوامل نفسها التي حدَّت من عمله العلمي، وبالتالي حطمت حياته، وإننا لنرى في أوائل القرن الرابع الهجري، أحد كبار الملحدين في ذلك العصر (ابن الراوندي) المذكور في كتاب الزركلي (1)، نراه ينتقص من شخص النبي الأمي عليه الصلاة والسلام فيقول في شأنه:((لقد تحجر عريضاً ابن أبي كبشة حين ادعى أنه خاتم الأنبياء)) والمشار إليه بابن أبي كبشة معروف لدى الجميع، ومع هذا لم نرَ محكمة تفتيش تنعقد من أجل محاكة وإدانة هذا التعدي البليغ على أكبر شخصية في الإسلام، بحيث نرى صاحبه يلجأ بالتالي إلى انتحارٍ أثناء حجه إلى مكة.
وأكثر من هذا، كان اليهودي يستطيع التعدي على عزة القرآن ذاته، دون أن تنزل به أي كارثة، ما عدا الردود المنتظرة مثل الرد المفحم الذي ورد من ابن حزم حين انتقد يهودي من يهود الأندلس، القرآن الكريم نقداً غير نزيهٍ، فأفحمه ابن حزم في (رسالة ابن النجريلة) المشهورة.
وهذه الحالات المتطرفة قطعاً، إن دلت على شيء إنما تدل على أن المناخ العقلي الجديد، الذي تمتع به المجتمع الإسلامي عندما كان القدوة والنموذج في العالم، ما كان يعرف الإكراه كوسيلة قمعٍ للفكر ولحرية الرأي.
وما كان دور عوامل الحرمان إلا في بعض الحالات الشاذة، مثل القضية التي طرحها عصر المأمون بشأن القرآن، هل هو مخلوقٌ أم سرمديٌّ؟، وحتى في هذه
(1) هو أحمد بن يحي بن إسحاق، أبو الحسين الراوندي (
…
- 298هـ): فيلسوف مجاهر بالإلحاد، من سكان بغداد، نسبته إلى (راوند) من قرى أصبهان. قال ابن كثير: هو أحد مشاهير الزنادقة، طلبه السلطان فهرب، ولجأ إلى ابن لاوي اليهودي (بالأهواز) وصنف له في مدة مقامه عنده كتابه الذي سماه (الدامغ للقرآن). (الأعلام للزركلي جـ1).
الحالات نجد عناصر أخرى تحدّ من عواملها وتخفف من شدتها، وهي العناصر التي نمت في الضمير الإسلامي مع البذور التي بذرها فيه القرآن، إننا نرى فعلاً كيف بدأ المناخ العقلي الجديد يتكون منذ بداية الوحي.
بينما ينفتح كتاب العهد القديم، منذ السطر الأول في سفر التكوين، على عالم الظاهرات المادية، وينفتح كتاب العهد الجديد في إنجيل يوحنه، على عملية التجسيد، ينفتح القرآن على الجانب العقلي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
…
} [العلق 96/ 1].
اقرأ
…
هذه هي الكلمة الأولى التي تفتح إليها أول ضمير إسلامي، ضمير محمد، ويتفتح لها بعده كل ضمير مسلم.
إن الحروف هي حقاً أداة لنقل الروح، لكل رسالةٍ، ولكل بلاغ، فهي الحامل والرمز لكل معلومةٍ من المعلومات، فأول ما نزل به القرآن يشير إلى أهميتها، ويخصص موضوعها بالذكر، ويرسم في الضمير الإسلامي قيمتها منذ اللحظة الأولى في كلمة اقرأ.
إن الحرف ينقل ويبلغ الروح، وفي نفس الوقت يحفظه من الضياع، وسيحفظ أولاً وقبل كل شيء القرآن نفسه، ذلك الكتاب الذي لم يتغير فيه حرفٌ واحدٌ منذ أربعة عشر قرناً، على خلاف كل الكتب الأخرى، من العهد القديم إلى العهد الجديد، حيث لم يبق فيها، من ناحية صحتها التاريخية، إلا القيمة الرمزية، التي يحترمها النقد الحديث، دون أن يعتمدها من الناحية العلمية.
وليست هذه الميزة إلا النتيجة العلمية الأولى، لهذا الفكر الجديد الذي ظهر في المناخ القرآني، ذلك المناخ الذي تدشن بالضبط يوم قام المجتمع الإسلامى الناشئ، أيام سيدنا عثمان، بجمع الآي الكريمة لحفظها من التلف، ولحصرها
نهائياً في صورة لا تقبل أي تغييرٍ، واللجنة التي قامت بهذا العمل تحت رئاسة سيدنا زيدٍ بن ثابت، قامت في الحقيقة بأول عمل علمي طبقاً لمنهج، ليس من موضوعنا هنا ذكر تفاصيله، ولكنه يوجب إعجاب النقد الحديث إزاء ما تحراه من دقة.
إنه كان حقاً أول عمل علمي للفكر الإسلامي، بل أول عمل علمي للفكر البشري من نوعه الذي طالما تعثر في تاريخه، حين تبع مبدأ التسليم للسلطة الرئيسة المتمثلة بالقدوة، بل لا زال يتعثر فيه حتى الآن أحياناً، مثلما حدث في الاتحاد السوفييتي حيث تأخر علم الحياة ثلاثين سنة عن الركب، أيام القدوة التي افترضها لنفسه ليسنكو في هذا الميدان.
ولهذا المعوق تاريخه في جميع المجتمعات الإنسانية، فهو ملازم لتطورها حسب عمرها النفساني.
فالإنسانية، على العموم، تمر بثلاثة أعمار من حيث تطورها النفسي، فهي في عمرها الأول، في طفولتها، تصوغ كل أحكامها طبقاً لمقاييس تتعلق بعالم الأشياء، بحيث تكون أحكامها في أبسط صورها، معتمدة على الحاسة أو ناتجةً عن الحاجة البدائية.
ثم في عمرها الثاني تصوغ أحكامها طبقاً لمقاييس خاضعة لمبدأ القدوة، أي صادرةً من عالم الأشخاص، ففي هذا الطور، لا تكون الفكرة حرة من تجسيد، بحيث تكون قيمتها مرتبطة بالشخص الذي يجسدها في نظرنا.
ثم تبلغ الإنسانية رشدها، أي عمرها الثالث، فتصبح الفكرة ذات قيمة في حدّ ذاتها، دون أيما تأييد من طرف عالم الأشياء أو عالم الأشخاص.
وإن مما تجب ملاحظته هنا، أن الإنسانية تبلغ هذا العمر، عمر النضج،
بحيث تصبح الفكرة لا تحتاج إلى ضمان قيمتها من طرف الأشخاص علاوة على الأشياء، والآية التي تنص على هذا الحدث في منتهى الوضوح، إذا ما لاحظنا أن الفكرة الإسلامية مرتبطة بذات النبي صلى الله عليه وسلم الارتباط المعروف، كأنها المجسدة في شخصه في نظر ذلك المجتمع البسيط الذي وجهت إليه الدعوة.
ولكن أراد القرآن الكريم أن تتحرر الآية من هذا القيد، وبالتالي أن يتحرر المجتمع الجديد من هذا النوع من القيود المعطلة لتقدم الفكر والعلم.
ونزلت فعلاً الآية المحرِّرَة:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
…
؟} [آل عمران 3/ 144].
إن هذه الآية نزلت بمثابة الدفعة التي دفعت المجتمع البدائي الذي نزلت فيه، من عصر (الشيء) والشيئية، إلى عصر الفكر.
وهكذا نرى كل ملامح هذا المجتمع النفسية تتغير منذ نزول (اقرأ) تغيراً يتولد عنه المناخ العقلي الجديد، وبالإضافة إلى ذلك نرى نوعاً من الاختبارات تجري على هذا المناخ لتوضح أكثر ملامحه في الضمير الإسلامي الناشئ عندما يلقي عليه القرآن مثل هذا السؤال:{قُلْ: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ؟} [الزمر 39/ 9].
إن هذه الآية الواردة في صورة سؤال على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، اختبار، وتركيز في الضمير الإسلامي لقيمة العلم، ولفضل رجل العلم على الجاهل في المجتمع الجديد.
والعلم ما هو، في أبسط معانيه، إلا البحث عن الحقيقة في كل ميدانٍ، في الأخلاق، في التشريع، في الاجتماع، في الطب، في الطبيعة إلخ
…
ولكن هذا البحث معرضٌ لمعوقاتٍ وإلى متاهاتٍ، قد تتخذ وهماً بمثابة حقيقة، قد نتيه في الآراء، وربَّ رأيٍ خطأ، فعلى العلم أن يواجه هذه الحالات التي يتردد فيها العقل بين الشك والاقتناع، بتمرينه على هذه المواجهة.
فالقرآن لا يهمل هذا الجانب بل يلفت النظر إليه أحياناً بالإشارة والتلميح، فيكشف الفرق بين الحقيقة وما سواها مثلاً في قصة يصف فيها انحراف اليهود من هذه الناحية:{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [البقرة 2/ 78].
فهنا نرى الميل، والشك، ومجرد الاحتمال، هذه الأمور المعبرة عن صور مختلفة للتردد توضع في مكانها من (الحقيقة) الساطعة التي تعبر عن الاقتناع العقلي في أصفى صوره.
وهذه آية أخرى توجه النقد الصارم للفكر الذي يسوغ لنفسه المناقشة فيما لا علم له به، دون أن يتحرى أولاً، جمع معطيات موضوع المناقشة.
{هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [آل عمران 3/ 66].
فهذه الآيات، تضع الفكر الإسلامي في طريق العلم وتزوده لاكتسابه بأحسن التوجيهات المنهجية، وغيرها كثير، بحيث يكون القرآن الكريم، من هذه الناحية، منهجاً تربوياً جديراً بالدراسة في غير هذا المكان، إلا أننا نضيف أن المفهوم القرآني العام ينصب في الحديث النبوي الذي يصيغه في القالب التطبيقي، في صورة أحكام تدخل مباشرةً في حياة المسلم اليومية، وفي توجيه وجوه نشاطه.
((العلم فريضة على كل مسلم ومسلمةٍ)).
((أطلبوا العلمَ ولو بالصينِ)).
((حبر العلماء أفضل من دم الشهداء)).
فهذه الأحاديث وغيرها تدعم عملياً، كما نرى، البناءات العقلية التي أنشأها القرآن في الفكر الإسلامي الذي ينطلق محصناً، مزوداً، موجهاً هكذا للقيام بمهمته العلمية والسياسية والاجتماعية.
وإننا لنرى أثر هذا المنهج التربوي الذي هيأ المجتمع الجديد لمهماته العقلية، حتى في سلوك الفرد أمام اختباراتٍ بسيطةٍ في ظروف ذات مغزى، نرى مثلاً، عمر بن الخطاب يمر يوماً بدرب من دروب المدينة، وهو يتلو، على طريقته في الجلوس أو في المشي، يتلو الآية:{أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس 80/ 25 - 31].
وها عمر، يقف عند كلمة (أبّا) ويشعر أنه لا يعرف معناها، ترى كيف سيحل هذه المشكلة؟ إن عمر ليس من علماء اللغة، وهذا العلم نفسه ليس موجوداً بعد، إلى عصر صاحب كتاب العين، الخليل بن أحمد الفراهدي الذي يجب أن نعتبره اليوم المؤسس لعلم اللغات، وليس عمر بالمفسر أيضاً، إنه رجل فقط، رجل عمل لا يحق له أن يتورط في الشؤون التي ليست من اختصاصه، وإلا وقع فيما حذر منه القرآن الكريم في قوله لليهود:{فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ؟} [آل عمران 3/ 66].
وإننا لنرى عمر لا يقف إلا هنيهة عند الكلمة التي أوقفته، والتي لا تنقص شيئاً، إن جهلناها، من وضوح الآية لأي ضميرٍ مؤمنٍ، فالمشكلة بالنسبة له، في هذه اللحظة، ليست في نطاق العلم، ولكن في نطاق السلوك، ونراه فعلاً يحلها
بكلمة يؤنب بها نفسه: ((ما لعمر والأبّ، إن جهل ما الأبّ، إن هذا إلاّ لكلفةً يا عمر)).
وانطلق عمر إلى شؤونه، حيث تدعوه المسؤوليات الكبرى، ونراه يوماً آخر يجتهد في تحديد صداق المرأة، لأنه يراه فوق ما يناسب في نظره، ولكن ها هي امرأة تعارضه، فتقول له: ما أعطاك الله ذلك يا عمر وتذكر الآية: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا؟} [النساء 4/ 22].
فسكت عمر ثم قال: ((إنّ كل الناس أعلم منك يا عمر حتى هذه المرأة العجوز)) .. وتراجع عن رأيه.
إننا نرى في هذين الظرفين موقف العقل تجاه الاختبارات التي تعرض له، نرى في الظرف الأول كيف يتحرر العقل في المناخ الجديد من الشكليات، من سلطان المفردات الذي طالما عوق تقدم العلم.
وفي الظرف الثاني، نراه كيف يتحرر من المكابرة وهي شرّ عدو للحقيقة، وأكبر معوق للفوز بها.
بل نرى كل ظرف يعبر في المجتمع الجديد على المناخ العقلي الذي كونه القرآن، نرى مثلاً، علي بن أبي طالب، يحتقر يوم النهروان رأي المنجم الذي يشير عليه بالانطلاق في وقت معين، فينطلق عليّ في غير ذلك الوقت، متعمداً وينتصر، ثم يقول على الملأ:((لو انطلقنا في الوقت الذي أشار به المنجم لقال لنا إننا انتصرنا بما أشارت به النجوم)).
وفي ظرفٍ آخر يسم عليٌّ الراية إلى زياد بن النظر ويقول له: ((قُدْ هذه الفئات، واستفد برأي عالمهم، وعلم جاهلهم)).
وهنا نرى في المناخ الجديد الفكر الإسلامي يضع سلماً، يتسلقه الفرد، وهو يدلي بعلمه لمن دونه درجة، ويطلب العلم ممن فوقه، وهكذا ينطلق تيار العرفان في الاتجاهين ومن أسفل إلى أعلى أحياناً، عندما تقف المرأة مثلاً، وترد رأي عمر في قضية الصداق.
ولا شك أن هذا السلم، هو الذي أتاح للفكر الإسلامي الانطلاق، من عصر الشيئية في عهد العصر الجاهلي، للوصول إلى تلك القمم الشامخة التي أشعَّ منها العلم على العالم الذي كانت تخيم عليه الظلمات.
واليوم أرانا تبهرنا هذه القمم الشامخة ونتيه في عالم الخيال حين تذكرها أقلام المستشرقين، وإن نكرتها يعترينا مركب النقص، في كلتا الحالتين تصب هذه الدراسات في روحنا حرماناً مزدوجاً، لا نستطيع التخلص منه إلا إذا تذكرنا السلم الذي وضعه المفهوم القرآني ليتسلقه الفكر الإنساني حتى يصل على درجاته إلى تلك الإنجازات العلمية التي تهيمن حتى اليوم على التقدم التكنولوجي، مثل الحساب العشري أو الغباري، والجبر، والكيمياء وعدد من القوانين في عالم الكائنات العضوية، والطبيعة، والفلك، وإذا تذكرنا هذا السلم فلنعلم أنه ما زال تحت يد أو تحت قدم المجتمع الإسلامي متى أراد استخدامه من جديد، وبحسبنا أن نقرر أن مساهمة الفكر الإسلامي في تنمية تراث الإنسانية العلمي ليست تقدر فحسب بإنجازات يقرها أو ينفيها المستشرق، حسب هواه بل تقدر بالتغيير الجذري الذي أحدثه المفهوم القرآني في المناخ العقلي والبناءات العقلية، منذ كلمة (اقرأ).
وبالتالي، ربما وجب علينا أن نستخلص من هذا العرض نتيجة تحدد موقفنا من إنتاج المستشرقين، فنقول أولاً، إنه إنتاج لا يجوز نكران قيمته العلمية، بل نراه أحياناً يستحق كل التقدير لما يتسم- في بعض أصنافه مثل ما خلفه سيدييو أو غوستاف لوبون أو آسين بلاثيوس- بالإضافة إلى طابعه
العلمي، بطابع أخلاقي ممتاز لا يمكن نكرانه كشهادة نزيهة من طرف شهود نعرف قيمتهم كعلماء.
ولكننا نغفل جانباً أساسياً في الموضوع إذا لم نأخذ في حسابنا أن كل ما ينتجه العقل في هذا القرن العشرين الخاضع لمقاييس الفعالية، لا يخلو من بعد عملي قد يستغل في ميدان السياسة والانتفاع حيث تصبح الأفكار، ما سما منها وما كان تافهاً، مسخرةً لتكون وسائل افتضاض الضمائر والعقول.
إن الكتب، بغاليها وتافهها، تقع بمجرد خروجها من الطبع، وتقع أحياناً دون أن يشعر أصحابها في أيدي أخصائيين يسخرونها للصراع الفكري، فيصيرونها أدوات للمشاغبة، وللتحلل الأخلاقي، أو مجرد أدوات إلفات وتلهية، ومما نلاحظه أن الكتاب الذي يتعلق بموضوعنا يصدر في عاصمة أوروبية في نفس الوقت مع ترجمته في عاصمة عربية.
ولا يبدو هذا التنسيق يلفت النظر حتى في البلاد التي تعاني آثار الصراع الفكري، ودون أن تشعر هذه البلاد بالوسائل التي يستخدمها هذا الصراع ولا بأهدافه، بل ولا بمعنى هذه الكلمة نفسها كأنها مجرد مفردة.
ولنختبر بهذا الصدد عقلاً متنوراً فسوف نراه يحوم حول جوابٍ مترددٍ مرتابٍ، لا يستطيع صياغته بوضوح، وإنما يتمتم: الصراع الفكري؟
…
آه لعلكم تتحدثون عن الوجودية، والماركسية، والسريالية؟
وإذا ما أبرزتم أكثر معنى سؤالكم، وقلتم: لا يا سيدي بل أتحدث عن ماركسية لا صلة لها بماركس، وإنما هي مجرد كلمات وشعارات تلقنها لشبابنا بعض سلطات ترى في الماركسية مجرد وسيلة للعمل ضدَّ الإسلام، كما أتحدث عن وجودية لا صلة لها بوجودنا على الإطلاق، وعن سرياليةٍ لا تمت بصلة للفن، وليست هذه الأشياء في الواقع إلا وسائلَ للتغلغل في عقول النشئ الجديد،
تستعملها من أجل هذا الغرض دوائر لا تؤمن بها من الناحية الفلسفية والفنية والاجتماعية.
إنني أتحدث مثلاً، عن تلك الكتب من نوع (ديجست) التي توزع مجاناً أو بثمنٍ بخسٍ، على الشباب كي تعينه بتواضع ثمنها على هضم الأفكار المعروضة لضميره ..
ولكن هيهات
…
هيهات أن يفقه هذا الحديث (الفكر المتنور) الذي يستمع لكم، إن على بصره لغشاوة، ولستما، أنتم وهو، على نفس الصعيد، فهو يعيش على الصعيد الفكري، حيث نتلقى أفكار الغير بكل تقدير، لأن الآراء والأذواق ليست موضوع نقاش، حسب زعمهم، وربما تكونون أنتم على الصعيد الأيديولوجي حيث يجب أن تطرح كل فكرة واردة تحت المجهر لينظر في شأنها، لأن الفكرة قد لا تكون، على هذا الصعيد، مجرد فكرة ينظر فيها من الزاوية الفكرية أو الفنية فحسب، أو بالنظر إلى نوايا صاحبها فقط، ولكن ينظر فيها من حيث نوايا من يستخدمها.
وعلى العموم فإن من يستمع إليكم لا يفهمكم لأن خالي الذهن من فكرة الصراع الفكري، في العالم، وعلى أكثر تقدير يشعر بوجود هذا الصراع في المجال الدولي بين الكتلتين الكبيرتين.
يجب إذن أن نذكر، ولو كلمة، على هذا المفهوم بالنسبة لموضوعنا، حيث لا نعتبر إنتاج المستشرقين من زاوية ذاتية أصحابه، من ناحية ميزاتهم الفكرية ونواياهم، بل من زاوية من يستخدم إنتاجهم لغايات خاصة في عالمنا نفسه، لا في عالم بعيد أو خيالي.
فهذه الغايات التي عرفناها فيما سبق بـ (افتضاض الضمائر) يمكن تلخيصها
كما يلي: إن كل فراغ أيديولوجي لا تشغله أفكارنا، ينتظر أفكاراً منافية، معادية لنا.
فهذه هي القاعدة العامة
…
والمتخصصون في الصراع الفكري يعرفونها كما يعرفون أبناءهم، ولكن يجب أن نضيف إلى ذلك أن أولئك الأخصائيين ليسوا مجرد مثقفين، يبحثون عن الحقيقة، لأنها حقيقة، ولكنهم يبحثون عن جانب التطبيق منها في مجال المصلحة السياسية، ولعلهم إذن لا ينتظرون وقوع الفراغ الأيديولوجي لاحتلاله، بل يصنعونه هم، وربما يشغلونه مؤقتاً بأفكار سواهم حتى تنتهي، في مرحلة أولى، عملية فصلنا عن أفكارنا بتلك الأفكار الفاصلة الوسيطة.
أجل، إن هذا المجال ليس المجال الذي يطبق فيه المبدأ المقرر تبعاً لخط مستقيم، مثل الهندسة، حيث النتيجة المنطقية تتبع مباشرةً التي قبلها، فالصراع الفكري يجري فيه منطقه الخاص، تبعاً لخط ملتو على العموم، بحيث يقتضي الانتقال من مرحلةٍ معينيةٍ إلى أخرى، إلى مراحل وسيطة تفرض منرجات ومنعطفات الطريق.
فالماركسية المزيفة مثلاً، التي تلقن إلى الجناح اليساري من شبابنا، ليست إلَاّ مرحلةً وسيطةً، تفصل طائفةً من شبابنا عن الجبهة الأيديولوجية الوطنية، لأن المشرف على عملية الفصل، لا يستطيع أن يقول لتلك الطائفة: نريد تخفيض حركة النمو في بلادكم، والحد منها، هل لم أن تعينونا على تشويه واستنقاص الأفكار والمثل التي تدعم هذه الحركة (1)؟ إن قولاً كهذا يكون قطعاً، صنفاً من الجنون والعبث لا نتصورهما في إبليس.
(1) وبأية طريقة لنفتح كتاب مضار الأيديولوجيات لـ R. Ruyer ص 22 فنقرأ: ((في كل مرة يراد فيها خلع نظام من القيم يكفي وصفه أو التكلم عنه بكلمات غير مناسبة)) المؤلف. [ط. ف].
فما يبقى عليه إلا أن يحمل هذه الطائفة على جسر من أفكار الغير، ليعبر بهم إلى الضفة الأخرى حيث نجد عصابة من ماركسيين مزيفين، وقوميين مصطنعين، وأفراد مقنعين على وجوههم قناع الثورة.
وبهذه العملية الأولى تكون قد حصلت على نتيجة أولى؛ أن وحدة الصف المعنوية قد انفصمت في الوطن في الوقت ذاته الذي هو في حاجة لها لمواجهة مشكلات الاستقلال الصعبة وذات الأهمية الكبرى.
حتى أن عدد هذه المشكلات، عوض أن ينقص، يتزايد بقدر ما تأتي العملية بنتائجها الفكرية لدى هذا الشباب، وبنتائجها الاجتماعية في المجتمع، حتى يصبح هذا الشباب يلعب دور الفرملة عندما يضع عليه أخصائيو الصراع الفكري قدمهم، ونقول قدمهم لأنهم ينزهون أيديهم أن يضعوها على هذه الأجهزة حتى لا تتسخ.
وربما تبدو هذه الاعتبارات دون صلة بموضوع المستشرقين، نقول أجل لها صلة، على شرط أن نتبصر في العملية بصورة شاملة، لأنها في الوقت الذي نلاحظها من جانب الشباب الذي تحقن له حقنة من سيروم الكلاب المسعورة، فينطلق يلهث في مجال الديماغوجية، نراها تستمر في الناحية الأخرى حيث يصب نفس الأخصائيون في روح الجناح الآخر من شبابنا عقار النوم والسلوى من خالص إنتاج المستشرقين.
وهكذا تتم العملية على جناحي شبابنا، الجناح المصاب بالشلل المضطرب والجناح المصاب بالشلل المسكن، فالبعض يصيحون ويضطربون، والآخرون يحلمون في بلاد تتطلب النظام والجدية، وتتطلب الضمير المتيقظ على الدوام لمواجهة مشكلات الاستقلال.
وعلى كل هكذا نرى الإنتاج الاستشراقي في دوره في إطار ما نسميه الصراع الفكري.
والآن نتساءل: كيف يجب أن يكون عملنا الفكري في هذا الإطار؟ فليسمح لنا ألَاّ ندخل في التفصيل في هذه السطور، وأن نتقدم فحسب بالملاحظة العامة التي نراها تتردد، عن حقٍّ، في أحاديثنا اليوم بأن الاستقلال السياسي لا يكفي ولا يشفي إن لم يدعمه الاستقلال الاقتصادي.
فهذا صحيح .. إلا أنه يجب أن نضيف له أن المجتمع الذي لا يصنع أفكاره الرئيسية، لا يمكنه على أية حالٍ أن يصنع المنتجات الضرورية لاستهلاكه، ولا المنتجات الضرورية لتصنيعه، ولن يمكن لمجتمع في عهد التشييد، أن يتشيد بالأفكار المستوردة أو المسلطة عليه من الخارج سواء كانت تمت إلى الاستشراق أو الشيوعية.
وإن في تجربة كوبا لأكبر دليل على ذلك فإنها تشق طريقها اليوم بالخبرة التي تكتسبها في التطبيق لا في الكتب.
فعلينا أن نكتسب خبرتنا كذلك، أي أن نحدد نحن موضوعات تأملنا وألا نسلم بأن تحدد لنا (1).
وبكلمة علينا أن نستعيد أصالتنا الفكرية، واستقلالنا في ميدان الأفكار حتى نحقق بذلك استقلالنا الاقتصادي، والسياسي.
(1) من واجبنا هنا أن نأسف لغياب جهد حقيقي في هذا المعنى، جهد سليم وهادف، ففي كل ما أنتج في بلدنا من مادة فكرية لا يوجد أي شيء يمكن أن يثير الحماس أو حتى شعوراً ما بالاحترام الحقيقي ما عدا بعض المؤلفات التقنية التي ينبغي علينا أن نحكم عليها على صعيدٍ مختلفٍ تماماً. [ط. ف].
المسارد
1 - مسرد الآيات القرآنية ............................... 200
2 -
مسرد الأحاديث النبوية ............................. 203
3 -
مسرد الأعلام (الأشخاص والدول والأمكنة) .......... 208
4 -
مسرد المذاهب والجماعات والشعوب ................ 215
5 -
مسرد المعاهدات والمؤتمرات والمنظمات ............. 220
6 -
مسرد الكتب والمراجع والمصادر .................... 222
7 -
مسرد الموضوعات ................................. 224
1 -
مسرد الآيات القرآنية
الآية .................................................................................................. رقمها .................... الصفحة
_________
ـ[سورة البقرة:2]ـ
{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} ........................................... 78 ...................... 190
{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} ............................................................. 256 .................... 154
ـ[سورة آل عمران:3]ـ
{فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} .................................................................... 66 ...................... 191
{هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} .............................. 66 ...................... 190
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} ................................... 110 .................... 84
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} .................... 144 .................... 189
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} .................................................................................. 159 .................... 156
ـ[سورة النساء:4]ـ
{وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا
أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} ............................................................................ 20 ..................... 192
{وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} ............................................................. 58 ..................... 155
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
…
} ..................... 59 ..................... 153
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ
قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا *
إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ} ................................................................. 97 - 99 .............. 147
_________
الآية ................................................................................... رقمها ................... الصفحة
وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا}
ـ[سورة التوبة:9]ـ
{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ
وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} .......... 42 .................... 129
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ
وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} ............................................................... 60 .................... 151
ـ[سورة الرعد:13]ـ
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ......................................... 11 .................... 148
ـ[سورة الإسراء:17]ـ
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..................................................................... 70 .................... 146
ـ[سورة طه:20]ـ
{فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى .................................................................... 49 .................... 141
{رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ................................................ 50 .................... 141
(70)
{قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ
لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ
وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى .................................. 70 - 71 ............. 142
ـ[سورة النور:24]ـ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا .......... 27 ..................... 155
ـ[سورة القصص:28]ـ
{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ .......... 83 .................. 147
_________
الآية .............................................................................. رقمها ................... الصفحة
ـ[سورة الزمر:93]ـ
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} .................................... 9 ................... 189
ـ[سورة الشورى:42]ـ
{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} .............................................................. 38 .................. 156
ـ[سورة محمد صلى الله عليه وسلم 74]ـ
{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} ................................ 38 .................. 13
ـ[سورة المنافقون:63]ـ
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} .................................................... 8 .................... 147
ـ[سورة الملك:67]ـ
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} ................. 15 .................. 54.
ـ[سورة عبس:80]ـ
{أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا ................... 25 - 31 ........... 191
وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا، وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}
ـ[سورة البلد:90]ـ
{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ .......... 10 - 13 .......... 151
ـ[سورة العلق:96]ـ
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ................................................................... 1 ................... 187
2 -
مسرد الأحاديث النّبويّة وتخريجها (*)
............................................................... الصفحة
_________
"أ"
- حديث: «اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ» (1) ....................... 191
_________
ـ[(*) تفضل السادة الأفاضل أصحاب دار الفكر بدمشق بتقديم هذا (الْمَسْرَد) لي للنظر فيه وتخريج ما ورد فيه من الأحاديث، فقمت بذلك حباً بهم وبدارهم صاحبة الفضل في نشر الكثير الكثير مما ينفع الناس من كتب التراث العزيز وسواها من الدراسات المعاصرة، والله أسأل أن ينفع بعملي في هذا (المَسْرَد) وبأعمالي كلها، وأن يجعلها مقبولة لديه يوم العرض عليه، إنه تعالى خير مسؤول وأسرع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
دمشق في الثامن من ذي القعدة لعام 1411هـ.
محمود الأرناؤوط]ـ
(1)
هو قطعة من حديث رواه البيهقي في (شعب الإيمان)(2/ 254) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وتتمته «
…
فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»، وقال: هذا الحديث شبه مشهور وإسناده ضعيف، وقد روي من أوجه كلها ضعيفة.
وذكره الحافظ ابن الجوزي في (الموضوعات)(1/ 215 - 216) وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكره الحافظ السخاوي في (المقاصد الحسنة) رقم (125) وقال: ضعيف. وزاد بل قال ابن حبان: إنه باطل لا أصل له.
قلت: والشطر الثاني: «فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» ذكره الحافظ السيوطي في (الدُّرر المنتثرة) ص (91 - 92) وقال: في كل طرقه مقال
…
وقال ابن عبد البر: روي من وجوه كلها معلولة، ثم روى عن إسحاق بن راهويه أن في أسانيده مقالاً، ولكن معناه صحيح
…
وقال ابن أبي داود: سمعت أبي يقول: ليس في طلب العلم فريضة أصح من هذا. وقال المِزِّيُّ: هذا الحديث روي من طرق تبلغ رتبة الحسن.
وقال السيوطي في آخر كلامه عليه: أراد- والله أعلم- بالعلم: العلم العام الذي لا يسع البالغ العاقل جهله. وعلم ما يطرأ له خاصة، أو أراد به فريضة على كل مسلم، حتى يقوم به من فيه الكفاية.
_________
............................................................... الصفحة
- حديث: «إِنَّ اللَّهَ اقْتَطَعَ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمينَ الأَغْنِيَاءِ نَصِيبًا هُوَ نَصِيبُ الْفُقَرَاءِ،
لِأَنَّ الْفُقَرَاءَ لَا يَجُوعُونَ وَلَا يَعْرَوْنَ إِلَاّ بِسَبَبِ الأَغْنِيَاءِ» (1) ................................................... 158
- حديث: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيِعِ الثِّمَارِ حَتَّى تُزْهِيَ؟
- أَيْ تَحْمَرَّ- فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إذَا مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ بِمَ يَسْتَحِلُّ أَحَدُكُمْ مَالَ أَخِيهِ» (3) ................................ 160
- حديث: «إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَضَعَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبِسُونَ» (3) .......... 151
_________
(1)
لم أره بهذا اللفظ فيما بين يدي من المصادر والمراجع ولكن تشهد للشطر الأول منه نصوص كثيرة من القرآن الكريم والسُّنة المطهّرة، منها قوله تعالى:{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات 19].
وقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة 103].
وأما الشطر التاني منه فلم أر له من الشواهد فيما وقفت عليه من النصوص القرآنية والحديثية، وقضية الجوع، والعُري لها أسباب كثيرة:
منها أن الله عز وجل اقتضت حكمته أن يكون بين الناس فقراء وأغنياء ليقوم كل منهم لدوره في دوران عجلة الحياة على الأرض. قال الله تعالى: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} [الزخرف 32]
ولكن لو أخرج الأغنياء من المسلمين زكاة أموالهم ووزعوها على الفقراء المحتاجين من المسلمين لأسهم ذلك إسهاماً كبيراً في تقليل عدد الفقراء إلى حد بعيد، والله تعالى أسأل أن يلهمنا والمسلمين الصواب في القول والعمل.
(2)
رواه البخاري رقم (2198) في البيوع: باب بيع النخل قبل أن يبدو صلاحها، ومسلم رقم (1534) في البيوع: باب النهي عن بيع الثمار قبل بدو صلاحها بغير شرط القطع، ومالك في (الموطأ)(2/ 618). باب النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(3)
رواه البخاري رقم (30) في الإيمان: باب المعاصي من أمر الجاهلية- ومسلم رقم (1661)(40) في الأيمان: باب إطعام المملوك مما يأكل وإلباسه مما يلبس ولا يكلفه ما يغلبه من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ولفظه عند البخاري: «إخوانكم خَوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم. فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم» .
_________
............................................................... الصفحة
- حديث: «أَوْصَانِي حَبِيبِي جِبْرِيلُ بِالرِّفْقِ بِالرَّقِيقِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ النَّاسَ لَا تُسْتَعْبَدُ وَلَا تُسْتَخْدَمُ» (1) .......... 151
"ح"
- حديث: «حِبْرُ الْعُلَمَاءِ أَفْضَلُ مِنْ دَمِ الشُّهَدَاءِ» (2) .......................................................... 191
"ع"
- حديث: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ» ........................................................ 190
_________
(1)
لم أقف عليه فيما بين يدي من المصادر والمراجع بهذا اللفظ، ولعل المؤلف رحمه الله أورده من ذاكرته دون الرجوع إلى مصدر من المصادر المشهورة أو المغمورة، والله أعلم.
(2)
لم أقف عليه بهذا اللفظ فيما بين يدي من المصادر والمراجع. لكن في معناه ما رواه الخطيب البغدادي في (تاريخه)(2/ 193) من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: «وُزِنَ حِبْرُ الْعُلَمَاءِ بِدَمِ الشُّهَدَاءِ فَرَجَحَ عَلَيْهِمْ» وذكره بهذا اللفظ أيضاً الحافظ ابن الجوزي في (العلل المتناهية) من رواية عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، والنعمان بن بشير رضي الله عنهم وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكره الحافظ السيوطي في (الدُّرر المنتثرة) ص (117) وقال: قال الخطيب. وهو موضوع.
وفي معناه أيضاً ما رواه ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله)(1/ 31) والإمام الغزالي في (إحياء علوم الدّين)(1/ 6) من حديث أبي الدرداء بسند ضعيف «يُوزَنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِدَادُ الْعُلَمَاءِ بِدَمِ الشُّهَدَاءِ» .
وفي معناه أيضاً ما رواه ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله)(1/ 31) من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لِلْأَنْبِيَاءِ عَلَى الْعُلَمَاءِ فَضْلُ دَرَجَتَيْنِ وَلِلْعُلَمَاءِ عَلَى الشُّهَدَاءِ فَضْلُ دَرَجَةٍ» .
(3)
رواه ابن ماجه رقم (224) في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم. وابن عبد البر في (جامع بيار العلم وفضله)(1/ 8 - 10)، وذكره المنذري في (الترغيب والترهيب) (1/ 96) وصعّفه. والسيوطي في (الدّرر المنتثرة) ص (91 - 92) وحسّنه وقال في آخر تخريجه: وقال المزِّيّ: هذا الحديث روي من طرق تبلغ رتبة الحسن.
قُلت: وتتمة الحديث عند ابن ماجه: «وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ» ، ولفظة «وَمُسْلِمَةٍ» لم ترد في المصادر وإنما هي زيادة من بعض النساح ولكن ما كان من الفروض على الرجال في الشرع فهو مفروض على النساء أيضاً كما هو معلوم وبالله التوفيق.
_________
............................................................... الصفحة
"ك"
- حديث: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَارِزًا لِلنَّاسِ يَوْمًا، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ مَا الْإِيمَانُ؟» (1): .......... 135 - 136
"م"
- حديث: «مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ
…
» (2) ................... 155
- حديث: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ فِيهَا عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهِ مِنَ النَّارِ» (3) ...................... 151
- حديث: «مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبهُ، فَكَفَّارَتُةُ أَنْ يَعْتِقَهُ» (4) ................................................ 151
"ن "
- حديث: «نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ التَّلَقِّي، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ» (5) ...................... 160
_________
(1)
رواه البخاري رقم (50) في الإيمان: باب سؤال جبريل النّبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإيمان وعلم الساعة. ومسلم رقم (9) و (10) في الإيمان: باب الإسلام والإيمان والإحسان، وأبو داود رقم (4698) في السُّنّة: باب في القدر، والنسائي (8/ 101) في الإيمان: باب صفة الإيمان والإسلام.
(2)
رواه البخاري رقم (2493) في الشركة: باب هل يقرع في القسمة؟ والاستهام فيه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه. و (2686) في الشهادات: باب القرعة في المشكلات.
(3)
رواه البخاري رقم (6715) في الكفارات: باب قوله تعالى: {أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} وأي الرقاب أزكى؟ ومسلم رقم (1509)(22) في العتق: باب فضل العتق، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4)
رواه مسلم رقم (1657) في الإيمان: باب صحبة المماليك، وكفَّارة من لطم عبده.
(5)
ذكر المؤلف رحمه الله هذا الحديث بالمعنى. فالشطر الأول منه: «نَهَى النَّبِيُّ عَنِ التَّلَقِّي» هو اسم لباب عند البخاري في البيوع رقم (72). وجاء في: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر (4/ 375) في شرح لفظة التلقي ما نصه: ((
…
وحد ابتداء التلقي عندهم الخروج من البلد، والمعنى فيه أنهم إذا قدموا البلد أمكنهم- أي أهل البادية- معرفة السعر وطلب الحظ لأنفسهم. فإن لم يفعلوا ذلك فهو تقصير منهم، وأما إمكان معرفتهم ذلك دخول البلد فنادرة)).
وقال الإمام ابن الأثير في ((النهاية)) (4/ 266) ما نصه: ((هو أن يستقبل الْحَضَريُّ البدوي قبل وصوله إلى =
_________
............................................................... الصفحة
"ي"
- حديث: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، كُلُّكُمْ لِآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ» (1) .......... 152
_________
= البلد، ويخبره بكساد ما معه كذباً، ليشتري منه سلعته بالوكس، وأقلْ من ثمن المثل، وذلك تغريرٌ مُحرَّمٌ، ولكن الشراء منعقد، ثم إذا كذب وظهر الغبن، ثبت الخيار للبائع، وإن صدق، فيه على مذهب الشافعي خلاف.
وأما الشطرة الثانية: «وَأَنْ لَا يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ» فهي قطعة من حديث رواه البخاري رقم (2150) في البيوع: باب النهي للبائع أن لا يحفِّل الإبل والبقر والغنم وكل مُحفَّل، ومسلم رقم (1515) في البيوع: باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه وسومه على سومه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وانظر تمام الحديث وتخريجه في ((عمدة الأحكام)) للحافظ عبد الغني المقدسي بتحقيقي ومراجعة والدي المحدّث الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله تعالى.
(1)
لم أقف عليه بهذا اللفظ فيما بين يدي من المصادر والمراجع بهذا السياق، ولكن لبعض فقراته ذكر في أحاديث كثيرة صحيحة، وبالله التوفيق.
3 -
مسرد الأعلام (الأشخاص والدول والأمكنة)
"أ"
آدم 162
آسيا 129
آسين بلاثيوس 168، 193
إبراهيم عليه السلام 83
إبليس 196
ابن حزم 186
ابن خلدون 14، 15، 172
ابن الراوندي 186
ابن سعد 161
ابن سينا 45
ابن كثير 186
ابن لاوي اليهودي 186
ابن النفيس - الطبيب 170
أبو ذر الغفاري 163
أبو الفداء 168
أبو موسى الأشعري 156
أبو هريرة 136، 160
أبو الوفاء 168
اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية = الاتحاد السوفياتي 40، 60، 86، 107، 188
الأتراك 48
أثينا = أثينه 68، 85، 134، 146، 149، 150
أحمد بن حنبل - الإمام 135
أحمد بن يحيى بن إسحاق = أبو الحسين الراوندي 186
أحمد رضا 48، 172، 180
أديسون 55
الأراضي المحتلة 179
الأردن 179
أرشميدس 82
أرنست رينان - انظر: رينان
أرنولد توينبي 39
إسبانيا 168
أسبرطة 134
إسرائيل 51، 178، 179
إسكندر الأكبر 142
أصبهان 186
إفر يقيا = إفريقية 24، 106، 109، 129، 174، 178
إفريقيا الجنوبية 128
إفريقيا السوداء174
أفلاطون 150
أفوجدرو 183
_________
ألمانيا 40، 42، 53، 71، 79، 105، 106، 107
إمبراطورية إيفيان الرابع 60
إمبراطورية روما = الإمبراطورية الرومانية 12، 68، 138
أمير علي 181
أميركا 14
إنجلترا = إنكلترا = إنكلترة 33، 40، 50، 97، 143
أنجلس 181
أندونيسيا 27، 57
أنس بن مالك 160
أنغلز 49
أنغولا 128
الإنكليز = الإنكليزيون 46، 108
أنهار إفريقيا 106
الأهواز 186
الأودار نيكيين 107
أورسوس 140
أوروبا 14، 41، 42، 43، 53، 61، 85، 121، 138، 139، 145، 158، 167، 169، 175، 181، 184
أوروبا الغربية 40، 94
إيرلندا 33
إيطاليا 40، 50
إيفيان الرابع 60
إيقوسيا 42
إيلات 179
"ب"
باريس 73، 102، 128، 175
باندونغ 38، 70، 94
ببرسن 108
البخاري - الإمام 135، 155
بدر 154
براهما 60
برلين 53
بروسيا 53
بريجنيف 174
بسام البركة - الدكتور 10
بغداد 186
البلاد الإسلامية 49، 124، 127، 164، 169، 174، 176
البلاد الأوروبية 138
البلاد الشرقية 146
البلاد العربية 97، 175
البلاد الغربية 146
بلاد ما وراء البحار 174
البلاد المستعمرة 9
البلدان الإفريقآسيوية 40، 102
البلدان المتخلفة 40، 50، 72، 89
بلدان المغرب العربي 22
البلدان المنخفضة - انظر هولندة
البلدان النامية 38، 39، 50، 80
بلوا 42
بن باديس 22
بن بلّه 117، 119، 124
بن نبيّ 32، 38، 39،51، 70، 93، 106، 173
وانظر: مالك بن نبيّ
بوخار 15
بول فاليري 122
بومرداس - قرية 115، 116
بيت المقدس 155
_________
بيلدونجس فيليستر 51
"ت"
تركيا 47
الترمذي - الإمام 135
توما الإكويني - القديس 45، 126
توماس الأكويني 167، 169
توماس - القديس 126
تونس 50، 115، 116، 117
توينبي 15، 32، 49، 51، 58
"ث"
ثوستراد موسى 185
"ج "
ج. أوتيجاجسيت 51
جامعة عليكرة 170، 171
الجامعة الكاثوليكية 174
جان جاك روسو 137
جبريل 151
جربر دوربياك 167
الجزائر - الجزائر العاصة 7، 8، 9، 11، 13، 15، 16، 17، 21، 22، 24، 25، 29، 31، 33، 34، 44، 46، 48، 49، 50، 59، 61، 62، 65، 67، 69، 72، 76، 79، 83، 86، 87،
89، 91، 95، 98، 102، 103، 112، 113، 116، 117،118، 120، 121، 123، 124، 139، 175
الجزر البريطانية 47
جمال الدين الأفغاني 46، 47، 48، 171
جمال عبد الناصر 97
الجماهير الجزائرية 32
الجمهورية الصينية 81 وانظر الصين
جوزيف ماري جكار 44
جولدتسيهر 167
جوينبلين 140
جيب - المستشرق 125، 127
جيزو- المؤرخ 138
جيش نابليون 128
جيمس وات 2،
"ح"
حافظ إبراهيم 53
الحبشة 48
الحكومة الجزانرية 75
الحكومة الفرنسية 21
حكومة فيشي 75
حلب 48
"خ "
خالد الأمير 74
خروتشوف 60
الخلفاء الراشدون 150
الخليل بن أحمد الفراهدي 191
دار الفكر بدمشق 7، 33
دانتي 44
الدلتا - مستنقعات 59
دلهي 46
دمشق 7، 163
دنيس بابان 42، 82
دوزوي 168، 171، 172، 180
دوسلان 173
_________
الدول الاستعمارية 133
الدول الإسلامية 178
الدول الإفر يقية الآسيوية 144
الدول الحديثة 12
الدول الرأسمالية 174
دول الشرق 174
الدولة البروسية 106
الدولة الموحدية 70
دونيس بيبان 184
دويلة إسرائيل 178
الدويلة الصهيونية 178
دي غول 98
ديكارت 181، 184، 185
ديوفانت 183
"ر"
راوند 186
الرباط 117
رسل المسيح 126
رسول الله - محمد = النبي صلى الله عليه وسلم 13، 85، 129، 135، 150، 151، 152، 154، 155، 156، 158، 160، 186، 187، 189
روبسبيير 140
روسيا القيصرية 142
روما 33، 68، 101، 104
رينان 48، 77، 78
رينه مايير 22
رينو 168
"ز"
زرادشت 114
الزركلي 186
زنجبار 48
زياد بن النظر 192
زيد بن ثابت 188
زيغريد هونكه 176
"س"
الساحة المحصنة (الغالية) 104
ستالين 139
سلاد 108
سيدييو - المستشرق 168، 169، 193
سيناء 179
شاخت - الدكتور 102
شارل العاشر 61
شبنجلر 15، 114
الشرق 145
شكيب أرسلان 48
الشمال الإفريقي 163
شيشرون 106، 110
"ص"
الصخرة السوداء 115
صفين 152، 162، 163
الصين 13، 81، 145، 146، 174
الصين الشعبية 148
"ط "
طرابلس 23، 62، 83، 103، 115
طراببس - لبنان 5، 10
طنطاوي جوهري 179، 180، 182
طه حسين 168
_________
الطيب الشريف 7، 10
"ع "
عبد الرحمن بن عمارة 16
عبد الرحمن الكواكبي 8،
عبد العزيز خالدي - الدكتور 21، 25
عبد القادر - الأمير 19
عثمان بن عفان- الخليفة 187
علي بن أبي طالب - الخليفة 192
عليكرة 171،170
عمار بن ياسر 107
عمر بن الخطاب - الخليفة 113، 123، 124، 153، 154، 155، 156، 158، 159، 161، 162، 191، 192، 193
عمر بن عيسى 7، 16
عمر مسقاوي - المحامي 5، 7، 10، 11
"غ "
غاغارين 107
غالفاني 55
غاليليه 44، 185
غاندي 108
الغرب 13، 14، 39، 48، 52، 121، 142، 180،170
غروسيه - الدكتور 32
غرينوك 42
غليوم الثاني 53
غوبينو 77
غوتنبيرغ = يوهان غنزفلايش 41
غوستاف لوبون 128، 169، 180، 193
"ف "
فانون 109
فاليري جيسكار ديستان 174
فخته 107، 114
فرانز فانون 108
فرسنجيتوريكس - القائد 104
فرعون 141، 142
فرنسا 40، 50، 87، 97، 98، 128، 140، 143
فريدريك جيوم الثاني 106
فريد وجدي 180، 183
فيتنام 14
فيشي 75
فيكتور هوجو 140، 141
"ق"
القارة الإفريقية 128
القاهرة 116
قسنطينة 65، 118
قصر الخضراء بدمشق 163
القمر 12
"ك "
كاترين دي مديتشي - الملكة 185
كارل ماركس 121 وانظر: ماركس
كاره دوفو 167
كبلنغ 97
كريستوف كولومب 42
الكعبة المشرفة 28
الكلدانيون 82
كلفان 181
_________
الكنائس القوطية 60
كوبا 198
كونفوشيوس 80
كولن ولسن 95
كومابي - الإمبراطور 52
كهف علي بابا 21
كيسرلنج 145
كيوتو 52
"ل"
لالاند 99
لامانس - الأب 168
لبنان 5
لندن 102
لوثر 181
لوثان 174
لوكتو 46
لوكريس 121
لويس برتراند 77
لويس الرابع عشر 128
لويس السادس عشر - الملك 139
ليبيريا 37
ليبيا 50
ليست 82
ليسنكو 188
لينن 40، 49، 145، 181
ليون 44
ليونارد دي فانشي 44، 45
"م"
مارتن لوثر 121 وانظر: لوثر
المارسيلية 108
ماركلس 49، 60، 96، 100، 181، 194
ماسيس 39
مالرو 129
مالك بن نبي 5، 7، 8، 9، 10، 13، 15، 16، 19، 31 وانظر: بن نبي
مالينوفسكي 80
المأمون 186أ
المحكمة الشرعية في طرابلس - لبنان 5
محمد صلى الله عليه وسلم انظر: رسول الله
محمد عبده- الشيخ 46، 48، 61
محمود شاكر 161
المدينة المنورة 123، 191
مرجليوث - المسثرق 168
المساجد الإسلامية 60
مسالين- الإمبراطورة 86
مسجد عمر بن الخطاب بيت المقدس 155
مسلم - الإمام 135
المسيح عليه السلام 126
مصر 48، 50
مصطفى صادق الرافعي 168
معاوية 163
المغرب 24
المغرب العربي 22، 96
مكة المكرمة 49، 186
مكتبة النهضة الجزائرية 7، 22
مكسيم رودنسون 180
مهنو تزيروت 114
الموالي 78
موتسو هيتو 52
الموحدون 51
_________
موسكو 107، 128
موسى عليه السلام 59، 141،
مونتسيكو 32، 138
ميانس 41
الميجي 52
الميكادو 52
ميكال آنج 44
"ن "
نابليون 128، 143
نانا صهيب 46
نانت 42
ن بردييف 60
النبي صلى الله عليه وسلم انظر: رسول الله
نجلان - الوالي 22
نصف الكرة الجنوبي 38، 70
نصف الكرة الشمالي 38، 41
نهر الفولغا 107
النهروان 192
نور الدين بوقروح 7، 9، 17
نورمبورخ 75، 76
نيتشه 14، 51، 80، 107
النيل 59
نيوتن 82
"هـ"
هارون 142
هتلر 77
هردر 15
الهند 33، 46، 108، 170
هولندة = البلدان المنخفضة 40، 53
"و"
وات 42، 184
الولايات المتحدة 37 وانظر: أمريكا
وليام هارفي 170
وهران 103
"ي "
اليابان 38، 40، 52، 53، 54
يسوع 60
يعقوب 182
اليمن 33
اليهود 76، 190
يوتوبيا 128
يوسف زيروت 120
يوليوس قيصر 104
اليونان 33
يوهان غنزفلاديس - انظر غوتنبيرغ يوهان فوست 41
4 -
مسرد المذاهب والجماعات والشعوب
"أ"
الأجيال الجزائرية 129
الاستشراق 161، 182، 198
الاستعمار 21، 22، 23، 31، 32، 33، 34، 35، 48، 70، 77، 101، 103، 112، 113، 116، 126، 133، 173، 177، 178
الإسلام 122، 124، 132، 133، 134، 135، 136، 137، 143، 144، 145، 146، 147، 148، 149، 150، 156، 157، 158، 159، 160، 161، 164، 167، 174، 180، 182، 185، 186، 194
الإسلامية 60
الاشتراكية 93، 94، 121، 124، 158
الإصلاح الجزائري 48
الإفريقية 177
الإقطاعيون 140
الإلحاد 124
الأمم الغربية 133
الأمة العربية 179
الأنصار 154
الأوروبيون 170
الإيديولوجيات العربية في محضر الغرب 180، 181
"ب"
الباحثون الأوروبيون 170
البربرية 177، 178
بركليس 134
البعثية 177، 178
البنابية 15
البنية القاعدية 124
البوذية 60
البوليتيك = احتراف الدجل السياسي 96
"ت"
التايكون - انظر الشوغون
تجربة كوبا 198
تجمع الثوريين 108
التراث الإسلامي 133
التقدم التكنولوجي 182
تمرد السيباي 46
التويزة 125 - 126
"ث"
الثقافة الإسلامية 84
الثقافة الغربية 171
الثورة الإسلامية 154
ثورة أكتوبر 139
_________
الثورة الجزانرية 62، 82
الثورة الروسية 145
الثورة الفرنسية 128، 136، 137، 138، 139،
"ج"
الجرمانية 128
الجزائريون 24
الجمالية الإيطالية 61
الجماهير المسلمة 176
الجنود الهنود 46
الجيش الإنكليزي - الجيش البريطاني 46
جيش التحرير الوطني 116
الجيل اليوناني المعاصر 150
"ح"
حركة الإصلاح 46، 138، 181
الحركة الإصلاحية 73
حركة الأفكار 174
الحركة الدينية للنهضة 61
الحركة العصرية التجديدية 73
حركة النهضة 46، 138، 167، 169
الحركة الوطنية 75
حضارة إسرائيل 59
الحضارة الإسلامية 8، 49، 167، 171، 172، 173، 176
الحضارة الغربية 8، 46، 133، 169، 179،180
الحضارة المصرية 58، 59
الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية 114، 115، 116، 118، 120، 127
الحلفاء 21
"خ"
الخدم 140
خط موريس 115
الخلفاء الراشدون 162
"د"
الدجل السياسي 22
الدولية 108
ديانة توما 106
الديمقراطية 93، 132، 133، 134، 135، 137، 139، 141، 143، 144، 145، 148، 149، 150، 152، 156، 157، 164، 175
ديمقراطية أثينا 149، 150
الديمقراطية الإسلامية 148، 150، 153، 160، 161
الديمقراطية الجديدة 145، 148
الديمقراطية الشعبية 145
الديمقراطبة العلمانية (اللائكية) 148، 149
الديمقراطية الغربية 138، 145
"ر"
الروح الديمقراطية الإسلامية 162، 163، 164
الرومان 32، 180
الرومانسية المتفائلة 10
"ز"
الزحف الثقافي الغربي 170
الزنادقة 186
"س"
الستاخانوفيين 107
السريالية 194
السوفيات 40
_________
"ش "
شعب أثينة 134
الشعب الألماني 71
الشعب الإنجليزي 144
الشعب الجزائري 32، 24، 34، 102، 103، 108، 110، 116، 117، 118، 119، 122، 129
الشعب اليوناني 141
الشعوب الآرية 85
الشعوب الإسلامية 133
الشعوب الإفريقية الآسيوية 133
الشعوب السامية 85
الشوغون 52
الشيوعية 40، 138، 173، 177، 178، 198
"ص "
الصراع الفكري 175، 176، 173، 181، 194، 195، 196، 197، 198
الصليبية 128
"ض "
الضمير الإسلامي 189
"ع "
العالم الاستعماري 8
االعالم لإسلامي 46، 47، 49، 50، 51، 52، 53، 54، 57، 124، 162، 170، 171، 173، 174، 177، 178، 180، 181
العالم الثالث 8، 13، 31
العالم العربي 24، 174
العالم الغربي 133، 167
العالم الغربي المعاصر 10
عالم القرن العشرين 34
العالم الكادح 36
العالم المعاصر 38
العبقرية الغربيو 121
العرب 179، 180، 182
العروبة 122، 124
العصر الجاهلي 193
العصر الحديث 53
العقلانية الفرنسية 61
العلماء المسلمون 170
العلمانية 180
عهد الاستعمار 42
العهد الاستعماري 104
عهد الإصلاح 42
العهد الإغريقي والروماني 183
عهد بيبان 184
العهد الديمقراطي الإسلامي 162
عهد الرأسمالية 42
عهد القرون الوسطى 53
العهد القيصري 139
عهد النهضة 42، 85
العهد الموحدي 125
"ف "
الفاتيكان 101
الفدائيون الفلسطينيون 179
الفراغ الثقافي 73
الفكر الإسلامي 125، 127، 167، 169، 171، 171، 180، 181، 182، 188، 190، 191، 193
الفكر الإسلامي الحديث 165
_________
الفكر الأوروبي 61، 184
الفكر الأوروبي المعاصر 61
فكر بن نبي 7، 8، 9، 10
الفكر الجزائري 15
فكر الشيئية 51
الفكر الغربي 32
الفكرة الإسلامية 189
فكرة الشيخ بن باديس 22
"ق "
القابلية للاستعمار 31، 32، 33، 35، 48
القبائل الأسترالية 12
القرون الوسطى 34
قضية الأفكار 179
القوميون 197
قيم الحضارة الغربية 170
القيم الجمالية 85
القيمة الأخلاقية 86
القيمة الجمالية 86
"ل "
اللوثرية 121
الليبرالية 173
المادية 48، 121
الماركسية 60، 61، 194، 196
الماركسيون 197
المبدأ الإنجيلي 61
المجتمع الأثيني 96
المجتمع الإسلامي 45، 46، 47، 61، 70، 113، 125، 150، 160، 168، 169، 170، 171، 172،171، 178، 181، 183، 185 - 186، 187، 193
المجتمع الاشتراكي 49
المجتمع الأوروبي 185
المجتمع الجزائري 113، 114
المجتمع الرأسمالي 49
المجتمع الروماني 104
المجتمع الصيني 111
المجتمع العربي الجاهلي 111
المجتمع الغالي 104
المجتمع الغربي 44، 45، 49، 138
مجتمع فوق القومية 39
مجتمع القرون الوسطى 44
مجتمع ما بعد الموحدين 182
مجتمع ما قبل ديكارت 185
المجتمع المتحضر 84067
المجتمع المتخلف 43، 67
المجتمع المذرذر 111
المجتمع الميسحي 112
المجتمع النامي 43، 44
المجتمع الهندي 111
المجتمعات الإنسانية 188
المجتمعات البدائية 70
المجتمعات النامية 35، 67، 88
مجمع روما 101
المجموعة اليهودية الجزائرية 75
المرابطون 163
المرابطية 48
المرتزقة 24
المستشرقون 8، 165، 167، 168، 171، 180، 183، 193، 195، 197
_________
المستشرقون الغربيون 169
المسيحية 60، 61، 101، 174
المسيحيون 126
المسيرون الصينيون 112
مشكلة الأفكار 124
مشكلة الثقافة 67، 69
المصطلحات البافلوفية 109
المعسكر الشرقي 94
مفترسو الأفكار 96
المفكرون العرب 178
الموالي الإقطاعيون 52
الموحدون 22، 34، 163، 172، 182
الموسوية 60
ميثاق طرابلس62
الميكيافيلية 103
"ن "
الناشورية 48
ندوة مالك بن نبي 5
نزعات الدروشة المرابطية 86
النزعة الكاثوليكية 121
النزعة المرابطية 33، 73
النساء الجزائريات 105، 111
النظرية الثورية الجزائرية 109
النظرية العلمية للثقافة - مالينوفسكي 80
النظرية النسبية 55
نظريات توينبي 58
النظام الأرستقراطي 134
النظام الإسلامي 162
النظام الإقطاعي 52
النظام الديمقراطي 137
النظام الصيني 111
النظم الاشتراكية 24
النهضة الإسلامية 45، 50، 61، 123، 167، 171
النهضة الجزائرية 34
نهضة العالم الإسلامي 52، 57
نهضة العالم العربي 174
النهضه اليابانيه 52
"هـ "
الهندوسية 60
"و"
الوجودية 194
"ي "
اليوتوبيا 128
اليونان 180
5 -
مسرد المعاهدات والمؤتمرات والمنظمات
"أ"
اتفاقيات إيفيان 116
الاجتياح الإسرائيلي 10
أحداث يونيو (1967) 178
"ب"
برنامج طرابلس 23، 82 - 83، 97، 103، 115، 119
"ت"
التقدم التكنولوجي 193
تمرد السيباي 46
التوافق الدولي 10
"ث "
ثورة أول نوفمبر 50
ثورة تركيا الفتاة 47
ثورة الجماهير 51
"ج "
الجبهة الأيديولوجية الوطنية 116
جبهة التحرير الوطني 23، 128
"ح "
حجة الوداع 152
حرب بيلوبونيز 134
حرب 5 يونيو (1967) 177
الحرب الروسية - اليابانية 52
حرب السباي 170
الحرب الصينية - اليابانية 52
الحرب العالمية الأولى 34، 53، 172، 177
الحرب العالمية الثالثة 93
الحرب العالمية الثانية 36، 178
الحربان العالميتان 93
الحروب الصليبية 42
حوادث وهران 103
"ش"
الشباب الجزائري المثقف 9
شباب العالم الثالث 13
الشباب الغاضب 14
الشباب المسلم العربي 13
"ع"
عام الرمادة 123
"ف "
فاجعة سيناء 179
"م "
مجالس مندوبي العمال والفلاحين والجنود 40
منشور نانت 42
_________
مؤتمر باندونغ 38، 70
مؤتمر جبهة التحرير الوطني 23
مؤتمر الشمال - الجنوب 38
مؤتمر الطلبة الجزائرينن 95، 97
مؤتمر العمال الجزائريين 175
الموثق الوطني 123
موقعة آليزيا 104
"ن"
نادي الطلبة المغاربة 131
"هـ "
هزيمة 5 حزيران (يونيو) 1967م 178
"و"
واقعة صفين 162 وانظر يوم صفين وصية عمر - الخليفة 156
"ي"
يوم بدر 154
يوم صفين 152
يوم النهروان 192
6 -
مسرد الكتب والمراجع والمصادر
"أ"
آفاق التاريخ العالمي- شبنجلر 114
آفاق جزائر ية 7، 8، 10، 25
الأعلام للزركلي 186
ألف ليلة وليلة 141، 172، 176، 178
الإفلاس الأخلاقي للسياسة الغربية في الشرق - أحمد رضا 48
أم القرى - عبد الرحمن الكواكبي 48
الأمل - ديغول 98
إنتاج المستشرقين 7، 8
أوروب ا- جيزو 138
"ت "
تاريخ حرب بيلوبونيز 134
تأملات- بن نبي 131
تأملات في أسباب عظمة الرومان وانحلالهم - مونتسيكو 32
التحليل الطبقي لأوروبا -كيسرلنج 145
تمرد الجماهير- جاسيست أورتكفاسي 178
"ج "
جريدة الشعب الفرنسية 91
"د"
الدامغ للقرآن 186
دراسات تاريخية - أ. توينبي 32
الديمقراطية في الإسلام 7، 8
"ر"
رسالة ابن النجريلة 186
روح الإسلام- أمير علي 181
روح الشرائع 110
روح القوانين - مونتسكيو 138
"ش"
شروط النهضة 23، 25، 31، 58، 125
شروط النهضة الجزائرية 28
شمس الله تشرق على الغرب 176
"ص "
الصراع الفكري في البلاد المستعمرة 87
"ط "
طبائع الاستبداد - عبد الرحمن الكواكبي 48
طبقات ابن سعد 161
"ع "
العين - الخليل بن أحمد الفراهيدي 191
"غ "
الغرب وقدره - توينبي 39
فكرة الإفريقية الآسيوية 70
_________
"ق "
القضايا الكبرى 7، 8، 16
"م"
مجلة الأزمنة العصرية - الاتحاد السوفياتي 86
مذكرات شاهد القرن 172
مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي 9
مشكلة الثقافة 65، 72، 74، 79، 88
مشكلة الحضارة 9، 29
مشكلة المفهومية 1،،91
مضار الأيديولرجيات 196
مقدمة ابن خلددن 172
ملاحظات ودراسات حول الإسلام في إفريقيا السوداء 174
منابع واتجاهات الشيوعية الروسية - ن بردييف 60
موازنة التاريخ - د. غروسيه 32
"ن"
نظرات من العالم المعاصر - بول فاليري 122
النظرية العلمية للثقافة - مالينوفسي 80
"و"
وجهة العالم الإسلامي 32، 33، 47، 93، 125
7 -
مسرد الموضوعات
الموضوع ................................................. الصفحة
_________
تعريف ........................................................ 5
هذا الكتاب .................................................... 7
مقدمة الطبعة الفرنسية ......................................... 11
الإهداء ........................................................ 19
مقدمة .......................................................... 21
توطئة .......................................................... 27
1 -
مشكلة الحضارة ............................................ 29
2 -
مشكلة الثقافة .............................................. 65
3 -
مشكلة المفهومية ........................................... 91
4 -
الديمقراطية في الإسلام ..................................... 131
5 -
إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي الحديث .......... 165
المسارد: ......................................................... 199
1 -
مسرد الآيات القرآنية ........................................ 200
2 -
مسرد الأحاديث النبوية ...................................... 203
3 -
مسرد الأعلام (الأشخاص والدول والأمكنة) ................... 208
4 -
مسرد المذاهب والجماعات والشعوب ......................... 215
5 -
مسرد المعاهدات والمؤتمرات والمنظمات ...................... 220
6 -
مسرد الكتب والمراجع والمصادر ............................. 222
7 -
مسرد الموضوعات .......................................... 224