‌ ‌غزوة أحد احْتَرَقَتْ قُرَيْشُ مِنْ هَزِيمَةٍ … قَدْ مَنَعُوا النَّاسَ مِنَ - القوافي الندية في السيرة المحمدية

‌

‌غزوة أحد

احْتَرَقَتْ قُرَيْشُ مِنْ هَزِيمَةٍ

…

قَدْ مَنَعُوا النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ

أَعَدَّ لِلْحَرْبِ كِبَارُ سَادَةٍ

…

بَلْ خَرَجُوا فِي بَطَرَ الرِّيَاءِ

احْفَظْ أَبَا عَزَّةَ يَوْمًا عَهْدًا

(1)

…

وَلَا تُحَرِّضْ زُمْرَةَ الْعِدَاءِ

وَجَمَعَتْ قُرَيْشُ خَيْرَ جُنْدِهَا

…

قَدْ عَقَدُوا لِلْحَرْبِ بِالْأَهْوَاءِ

وَالْحُلَفَاءُ أَقْبَلُوا بَلْ إِنَّهُمْ

…

سَاقُوا الْأَحَابِيشَ مِنَ الْأَنْحَاءِ

أَمَّا ابْنُ حَرْبٍ نَفْسُهُ قَائِدُهُمْ

…

وَخَالِدُ الْأَبِيُّ فِي الْأَعْدَاءِ

وَقَوْمُ عَبْدِ الدَّارِ فِي ضَلَالَةٍ

…

فَإِنَّهُمْ حَمْلَةُ اللِّوَاءِ

أَتَنْبِشِينَ هِنْدُ فِي قُبُورِنَا؟

…

وُقِيتِ شَرَّ الْفِعْلَةِ النَّكْرَاءِ

وَإِنَّ فِي عَيْنَيْنِ جُنْدَ بَاطِلٍ

(2)

…

قَدْ حَمَلُوا بِمِشْعَلِ الْبَلَاءِ

أَلْقَى الْحَبِيبُ فِي الْجُنُودِ خُطْبَةً

…

فَقَدَّمَ الْحَمْدَ مَعَ الثَّنَاءِ

رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ قَوْمِي خَيْرًا

…

أَنْ بَقَرًا يُذْبَحُ فِي الْأَرْجَاءِ

وَفِي ذُبَابِ السَّيْفِ ثُلْمٌ ظَاهِرٌ

…

وَهُوَ سَيْفُ الْعِزَّةِ الشَّمَّاءِ

تِلْكُمْ يَدِي أَدْخَلْتُهَا فِي دِرْعٍ

…

كَأَنَّهَا فِي الْقَلْعَةِ الْعَصْمَاءِ

قِتَالُنَا فِي دَارِنَا خَيْرٌ لَنَا

…

فَذَلِكُمْ مِنْ خُطَّةِ النَّجَاءِ

وَابْنُ سَلُولَ سُرَّ مِنْ أَعْمَاقِهِ

…

وَأَشْرَقَ الْوَجْهُ مِنَ الْبَهَاءِ

حَمْزَةُ يَسْتَنْفِرُ خَيْرَ جُنْدِنَا

…

مِنَ الشَّبَابِ شُعْلَةِ الضِّيَاء

فَنَزَلَ الْمُخْتَارُ عَنْ كَلَامِهِ

…

قَدْ عَزَمَ الْخُرُوجَ لِلِّقَاءِ

تَقَلَّدَ الْحَبِيبُ سَيْفًا قَاهِرًا

…

فَإِنَّهُ ذُو الْهِمَّةِ الْعَلْيَاءِ

حَمَلَ مُصْعَبُ لِوَاءَ عِزَّةٍ

(1)

…

مَعَ الْمُهَاجِرَةِ فِي إِبَاءِ

وَقُسِّمَ الْجُنُودُ فِي حَفَاوَةٍ

…

تَصْحَبُهُمْ سَجِيَّةُ الْإِعْلَاءِ

أُسَيْدُ لِلْأَوْسِ نَعَمْ قَائِدُهُمْ

(2)

…

عُرِفَ بِالْقُوَّةِ وَالْبَأْسَاءِ

وَيَا حُبَابُ قُدْ جُنُودَ خَزْرَجٍ

(3)

…

فَهُمْ لُيُوثُ السَّاحَةِ الْهَيْجَاءِ

أَمَّا ابْنُ مَكْتُومٍ فَأَضْحَى خَلَفًا

(4)

…

فَهُوَ ذُو الْأَمَانَةِ الْحَسْنَاءِ

وَعَرَضَ الْمُخْتَارُ كُلَّ جُنْدِهِ

(5)

…

لِيَثْبُتُوا فِي سَاحَةِ الْفِدَاءِ

وَرَدَّ مَنْ صَغُرَ مِنْ فِتْيَانِنَا

…

نَبِيُّنَا ذُو الرَّحَمَةِ السَّمَحَاءِ

رَافِعُ قَدْ أَجَازَهُ شَفِيعُنَا

…

أُعْجُوبَةُ الْفِطْنَةِ وَالذَّكَاءِ

أَمَّا ابْنُ جُنْدَبٍ فَكَانَ مُلْهَمًا

…

فَإِنَّهُ مِنْ فِتْيَةِ الْبَيْدَاءِ

(6)

أَضْحَى ابْنُ مَسْلَمَةَ خَيْرَ قَائِدٍ

(7)

…

لِيَحْرُسَ الْجُنْدَ بِلَا اسْتِرْخَاءِ

وَكَشَفَ النِّفَاقُ وَجْهَ غَادِرٍ

…

فَإِنَّهُ ذُو الْقَامَةِ الشَّنْعَاءِ

(8)

أَحْدَثَ فِي الْجُنُودِ شَرَّ فِتْنَةٍ

…

فَبِئْسَهُ مِنْ رَجُلِ الْإِغْوَاءِ

رَجَعَ بِالْجُنْدِ بِلَا اسْتِحْيَاءٍ

…

فَإِنَّهُ مَنْبَتُ كُلِّ دَاءِ

يَا ابْنَ حَرَامٍ مَا لَهُمْ عَقِيدَةٌ

(1)

…

فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى الْوَفَاءِ

قَدْ وَاصَلَ الْحَبِيبُ فِي شَجَاعَةٍ

…

مَسِيرَهُ لِلْعُدْوَةِ الرَّمْضَاءِ

أُمِرَ خَمْسُونَ فَهُمْ ظِلَالُنَا

…

أَنْ يَنْضَحُوا بِالنَّبْلِ مِنْ عَلْيَاءِ

وَابْنُ جُبَيْرٍ فَارِسٌ مُخَضْرَمٌ

(2)

…

بَلْ أَمْهَرُ الرُّمَاةِ بِاصْطَفَاءِ

مُنْذِرُ قُدْ فِي حَرْبِنَا مَيْمَنَةً

(3)

…

فَنَحْنُ بِالنَّفْسِ فِدَا الْغَرَّاءِ

أَمَّا الزُّبَيْرُ فَلَهُ مَيْسَرَةٌ

(4)

…

نِبْرَاسُنَا فِي الْبِرِّ وَالْوَلَاءِ

وَجَرَّدَ الْحَبِيبُ سَيْفًا بَاتِرًا

…

لِابْنِ سِمَاكٍ فَارِسِ الْعَطَاءِ

(5)

يَا عَبْدَ عَمْرٍو أَنْتَ رَأْسُ فِتْنَةٍ

(6)

…

بَلْ مَنْبَعُ الشَّرِّ مِنَ الْأَحْشَاءِ

وَهِنْدُ قَدْ أَبْدَتْ لَهُمْ حَمَاسَةً

(7)

…

إِنْ تُقْبِلُوا فَنِعْمَةُ الصَّفَاءِ

هَيَّا فَهُبُّوا جُنْدَنَا فِي جُرْأَة

…

إِنْ تُدْبِرُوا فَعِيْشَةُ ازْدِرَاء