الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسكن آدم وزوجه الجنة قبل أكلهما من الشجرة، وأخبرنا تعالى بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء» (1) . الحديث، وتقدم في فتنة وعذاب القبر:«إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده» (2) الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم:«أبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم» (3) وقال صلى الله عليه وسلم: «اشتكت النار إلى ربها عز وجل فقالت: ربي أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير» (4) وقال صلى الله عليه وسلم: «الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء» (5) وقال صلى الله عليه وسلم: «لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال: اذهب فانظر إليها» (6) . الحديث، وقد عرضتا عليه صلى الله عليه وسلم في مقامه يوم كسفت الشمس وعرضت عليه ليلة الإسراء، وفي ذلك من الأحاديث الصحيحة ما لا يحصى.
[الدليل على بقاء الجنة والنار وأنهما لا يفنيان]
س: ما الدليل على بقائهما لا تفنيان أبدا؟
(1) رواه البخاري (3241) ، 5198) .
(2)
رواه البخاري (1379) ، ومسلم (الجنة / 65، 66) .
(3)
رواه البخاري (533، 534، 535) ، ومسلم (مساجد / 180، 184، 186) .
(4)
رواه البخاري (537، 3260) ، ومسلم (مساجد 185، 186) .
(5)
رواه البخاري (3261، 3262، 3263) ، ومسلم (السلام / 78، 79، 80) .
(6)
(إسناده حسن، وهو صحيح لغيره) رواه النسائي (3763) ، وأحمد (2 / 332، 334، 354) ، وأبو داود (4744) وسكت عنه، والترمذي (2560) وقال: هذا حديث حسن صحيح، ورواه الحاكم (1 / 27)، وقال الألباني: حسن صحيح، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
جـ: قال الله تعالى في الجنة: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100] وقال تعالى: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر: 48] وقال تعالى فيها: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 108] وقال تعالى: {لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} [الواقعة: 33] وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} [ص: 54] وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} [الدخان: 51] إلى قوله: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56] وغيرها من الآيات، فأخبر تعالى بأبديتها وأبدية حياة أهلها، وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها، وكذلك النار قال تعالى فيها:{إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [النساء: 169] وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا - خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [الأحزاب: 64 - 65] وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: 23] وقال تعالى: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167] وقال تعالى: {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [الزخرف: 75] وقال تعالى: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} [فاطر: 36] وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا} [طه: 74] وغير ذلك من الآيات، فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها، أنهم خالدون فيها أبدا، فنفى تعالى خروجهم منها بقوله:{وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167] ونفى انقطاعها عنهم بقوله: {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} [الزخرف: 75] ونفى فناءهم فيها بقوله: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا} [الأعلى: 13] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " «أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون» (1) . الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا
(1) رواه مسلم (الإيمان / 306) .