الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وظلم» (1) . ونحو ذلك.
[البدع في المعاملات]
س: ما هي البدع في المعاملات؟
جـ: هي اشتراط ما ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله، كاشتراط الولاء لغير المعتق كما في قصة بريرة لما اشترط أهلها الولاء قام النبي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:«أما بعد فما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط، فقضاء الله أحق وشرط الله أوثق ما بال رجال منكم يقول أحدهم: اعتق يا فلان ولي الولاء إنما الولاء لمن أعتق» (2) . وكذلك كل شرط أحل حراما، أو حرم حلالا.
[الواجب التزامه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته]
س: ما الواجب التزامه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته؟
جـ: الواجب لهم علينا سلامة قلوبنا وألسنتنا لهم، ونشر فضائلهم والكف عن مساويهم وما شجر بينهم، والتنويه بشأنهم كما نوه تعالى بذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن، وثبتت الأحاديث الصحيحة في الكتب المشهورة من الأمهات، وغيرها في فضائلهم، قال الله عز وجل:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29]
(1)(حسن) رواه النسائي (1 / 88) ، وابن ماجه (422)، والبيهقي (1 / 79) قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية: قال الشيخ تقي الدين في " الإمام ": وهذا الحديث عند من يصحح حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لصحة الإسناد إلى عمرو اهـ. (1 / 29) وذكر الحافظ ابن حجر في التلخيص (1 / 83) صحة طرق الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند النسائي وابن خزيمة وابن ماجه وأبي داود. وذكر الألباني أن إسناده عند النسائي وابن ماجه وأبي داود حسن إلا في زيادة لفظ (أو نقص) فهي زيادة منكرة.
(2)
رواه البخاري (456، 1493، 2155) ، ومسلم (العتق / 5، 14) .
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 74] وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100] وقال تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} [التوبة: 117] الآية، وقال تعالى:{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ - وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 8 - 9] الآية، وغيرها كثير. ونعلم ونعتقد أن الله تعالى اطلع على أهل بدر فقال: " «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» (1) وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر، وبأنه «لا يدخل النار ممن بايع تحت الشجرة» (2) بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا ألفا وأربعمائة وقيل: خمسمائة، قال الله تعالى:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح: 18] الآية، ونشهد بأنهم أفضل
(1) رواه البخاري (3007، 3081، 3983) ، ومسلم (فضائل الصحابة / 161) .
(2)
رواه مسلم (فضائل الصحابة / 163) ، وأبو داود (4653) ، والترمذي (3860) .
القرون من هذه الأمة التي هي أفضل الأمم، وأن من أنفق مثل أحد ذهبا ممن بعدهم لم يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه، مع الاعتقاد أنهم لم يكونوا معصومين، بل يجوز عليهم الخطأ، ولكنهم مجتهدون للمصيب منهم أجران ولمن أخطأ أجر واحد على اجتهاده، وخطؤه مغفور، ولهم من الفضائل والصالحات والسوابق ما يذهب سيئ ما وقع منهم إن وقع، وهل يغير يسير النجاسة البحر إذا وقعت فيه، رضي الله عنهم وأرضاهم، وكذلك القول في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ونبرأ من كل من وقع في صدره أو لسانه سوء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، أو على أحد منهم، ونشهد الله تعالى على حبهم وموالاتهم والذب عنهم ما استطعنا حفظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته إذ يقول:«لا تسبوا أصحابي» (1) . وقال: «الله الله في أصحابي» (2) وقال: «إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به» (3) ثم قال:
(1) رواه البخاري (3673) ، ومسلم (فضائل الصحابة / 221، 222) ، وأحمد (3 / 11، 54) ، وأبو داود (4658) ، والترمذي (3861) ، وابن ماجه (161) .
(2)
(إسناده ضعيف) رواه أحمد (5 / 54، 57) ، والترمذي (3862) ، وابن حبان (16 / 7256) ، وابن أبي عاصم (992)، وأبو نعيم (8 / 287) قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي بعض النسخ له: حديث حسن غريب. وفي سنده: عبد الرحمن بن زياد ويقال: عبد الله بن عبد الرحمن ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله. لم يوثقه غير ابن حبان ولم يرو عنه غير عبيد الله بن رائطة ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي: لا يعرف. وقال يحيى بن معين: لا أعرفه. وقال عنه الحافظ في التقريب: مقبول اهـ. قلت: يعني عند المتابعة، ولا توجد هنا.
(3)
رواه مسلم (فضائل الصحابة / 36) .