المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المقدمة تعاقبت على المسلمين ويلات وأحزان، ومصائب وأشجان، - المدائح النبوية في أدب القرنين السادس والسابع للهجرة

[ناظم رشيد]

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المقدمة تعاقبت على المسلمين ويلات وأحزان، ومصائب وأشجان،

بسم الله الرحمن الرحيم

‌المقدمة

تعاقبت على المسلمين ويلات وأحزان، ومصائب وأشجان، ولا سيما في العصر العباسي الاخير. وقد لاقى الكثيرون من شدة وطأتها القهر والألم، والضنى والسقم، وجعلتهم يعيشون في تعب ونكد، وقلق وكمد خاصة بعد الهجمات المتوالية: الصليبية الجائرة من الغرب، والتترية الغادرة من الشرق. وكانت وسائل الناس آنذاك ضعيفة لا تقوى على الوقوف بوجه الاعداء الطامعين والبغاة الجائرين، وابعاد بلواهم ودفع اذاهم، فما كان منهم الا التوجه الى الله- جل جلاله والتضرع اليه كي ينجيهم من الكرب الذي وقع عليهم والضيم الذي لحق بهم.

والالتجاء الى رسوله الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم متوسلين اليه ان يكون شفيعا لهم عند الله وينجيهم من النوائب التي كادت تقصم ظهورهم وتقضي على وجودهم.

ص: 5

وكان الشعر خير وسيلة للتعبير عن الألام والامال ولا سيما شعر المديح النبوي الذي كثر النظم فيه، واقبل الناس عليه بشغف ولهفة، يجدون فيه فرحتهم وسعادتهم وراحتهم النفسية، ويتدارسونه وينشدونه في مجالسهم ومحافلهم واماكن عبادتهم. وغدا شعراء كثيرون لا ينظمون الا في هذا الغرض، لا يتجاوزونه ولا يحيدون عنه.

لقد قمت في هذا الكتاب الوجيز بدراسة الشعر الذي قيل في مدح الرسول- صلى الله عليه وسلم في عصر الحروب الصليبية، وإبانة قيمته الفنية، واخترت للقارىء الكريم نماذج منه.

وأملي كبير ان يكون هذا العمل الطيب خالصا لوجه الله تعالى، ودافعا لدراسة اوسع واشمل للاخوة الباحثين، والله ولي التوفيق.

الدكتور ناظم رشيد

ص: 6