المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(10) محمد بن محمد بن عيسى الشيباني القوصي - المدائح النبوية في أدب القرنين السادس والسابع للهجرة

[ناظم رشيد]

الفصل: ‌(10) محمد بن محمد بن عيسى الشيباني القوصي

اذا تفاخر ارباب العلى فهم ال

غرّ المغاوير والصّيد البهاليل

لهم على العرب العرباء قاطبة

به افتخار وترجيح وتفصيل

قوم عمائمهم ذلّت لعزتها ال

قعساء تيجان كسرى والاكاليل

(10) محمد بن محمد بن عيسى الشيباني القوصي

، الاديب الشاعر، له مشاركة في النحو واللغة والتاريخ، وكان ظريفا لطيفا خفيف الروح، توفي سنة 707 للهجرة*:

(من المتقارب)

تذكر بالسّفح بانا وظلّا

فأجرى المدامع وبلّا وطلّا

يرجّي زمانا تولى يعود

وليس يعود زمان تولّى

كئيب تحمل ما لا يطيق

له الفخر من ألم البين حملا

* تنظر ترجمته في: الطالع السعيد ص 613، الوافي بالوفيات 1/ 259، الدرر الكامنة 4/ 207.

ص: 120

يبيت يكابد آلامه

وأسقامه وكما بات ظلّا

وضيّع اوقاته في عسى

وماذا تفيد عسى او لعلّا؟

ويشرب من ماء أجفانه

على الظمأ البرح نهلا وعلّا

أحبتنا اكثر العمر راح

عتابا فلا تتبعوه الاقلّا

وعودوا عسى ان يعود السرور

فمنذ توليتم عنه ولىّ

ولا تحسبوا القلب يسلاكم

فمن مثلكم مثله ما تسلّى

مللتم دنوّي وما عادتي

اذا ملّني سادتي ان أملّا

وما خنت مذ كنت ميثاقكم

ولست أخون وحاشا وكلّا

أذلّ لكم علّكم تعطفون

عليّ وما شيمتي أن أذلّا

فيا بين مهلا فلو انّ لي

بقية صبر لما قلت مهلا

ص: 121

فحيّا الحيا أحدا والبقيع

وحيّا القرين ومن فيه حلّا

وسقى المدرّج ثمّ العقيق

وسلعا وأرض قبا والمصلّى

منازل ما أطيب العيش في

رباها على كلّ حال وأحلى

اذا سرت عنها أرى السهل وعرا

وان زرتها ارى الوعر سهلا

وكيف أقول سقاها الحيا

وأخشى عليها مدى الدهر محلا

وفيها الجواد الذي كفّه

من السحب أندى وأجدى وأعلى

أجلّ العباد وأعلاهم

وما خلّف دنيا وأخرى محلّا

نبيّ سخيّ حييّ وفيّ

أبرّ البريّة قولا وفعلا

وسيم عليه يلوح القبول

وسيما السعادة مذ كان طفلا

وخفّ على أمة حمله

بلطف الاله فلم يشك ثقلا

ص: 122

تجلّى فأخجل بدر السما

واشرقت الارض لمّا تجلى

وطهّره الله خلقا وخلقا

وقولا وفعلا وفرعا وأصلا

وأثنى بما هو اهل له

عليه وما زال للمدح أهلا

ومعجز كلّ نبيّ مضى

ومعجزه أبد الدّهر يتلى

أذلّ الملوك له ربّه

فكم بين أسرى لديه وقتلى

وطابت بتربته طيبة

وحلّ بها الخير علوا وسفلا

أمات الذّحول بها لطفه

فلم يبق بين الفريقين ذحلا

له الحوض طوبى لمن نال من

هـ ريّا وويل لمن عنه ولّى

وما زال يملأ ارض العدو

وفي طاعة الله خيلا ورجلا

ويسقي عداه كؤوس الحمام

سقاة المنية دورا ونزلا

ص: 123

ويبذل مهجته طالبا

رضا الله اذ ظهر الحقّ بذلا

فلله كم من ذليل أعزّ

وفي الله كم من عزيز أذلّا

وفكّ أسيرا وآوى طريدا

وعافى مريضا وأغنى مقلّا

وشقّ له القمر المستنير

والشمس ردّت وناهيك فضلا

وسبّح في راحتيه الحصى

لربّ العباد تعالى وجلّا

وحنّ اليه حنين العشار

جذيع قديم وقد كان ذبلا

وناول في يوم بدر قضيبا

لبعض الصحابة فارتدّ نصلا

وقد سجدت سرحة اذ رأته

وأخرى اتته فلبّته عجلى

وخبّر عن كلّ شيء يكون

بعد وعن كلّ ما كان قبلا

عجبت لمن يتعامى عن ال

براهين وهي من الشمس أجلى

ص: 124

ويقلع في وجه تيار بحر

هواه عنادا وبغيا وجهلا

أفي الحقّ شك اذا وفّق ال

إله وقد صحّ عقلا ونقلا

يريدون ان يطفئوا نوره

بأفواههم ضلّ شانيه ضلا

مدحت محمدا المصطفى ال

كريم الحليم الحكيم الأجلّا

لعلّي في حوضه في غد

اذا جئته ظاميا لا أخلّى

محمد، نحن كما قد علمت

ضيوفك والضيف يحتاج نزلا

وما ذكروا عنك لا في الحياة

ولا في الممات وحاشاك بخلا

هلم القرى وقرانا النجاة

بدا العرض اذ يرجع العزّ ذلّا

وقفنا ببابك نشكو اليك

من الكرب والكرب قد عمّ كلّا

وأنّى نظرت لنا نظرة

تلاشى بها كربنا واضمحلّا

ص: 125