المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(6) ابو زكريا جمال الدين يحيى بن يوسف بن منصور بن المعمر بن عبد السلام الانصاري الصرصري - المدائح النبوية في أدب القرنين السادس والسابع للهجرة

[ناظم رشيد]

الفصل: ‌(6) ابو زكريا جمال الدين يحيى بن يوسف بن منصور بن المعمر بن عبد السلام الانصاري الصرصري

شهد الخلائق كلّهم بكماله

وعنا لرتبته الفراقد والسّها

ودعا الى التوحيد فانقادت له

أسد الشرى طوعا وفرسان الوغى

لما اتى بالبينات تواضعوا

قصدا وحلّوا في المتابعة الحبى

ما قال شعرا منذ كان ولا روى

يوما اقاصيص القرون ولا تلا

صلّى عليه الله ما هبت صبا

او جنّ ليل او بدا وضح الضّحى

هذا ثنائي وهو دون محلّه

من ذا ينال بكفة بدر الدّجى؟

(6) ابو زكريا جمال الدين يحيى بن يوسف بن منصور بن المعمر بن عبد السلام الانصاري الصرصري

، نسبة الى صرصر وهي قريبة من بغداد. ولد سنة 581 للهجرة كما صرح في شعره بقوله:

وفي عام احدى مع ثمانين مولدي

عقيب المئين الخمس من شهر صبّر

ص: 101

وقتل شهيدا على يد التتر عند دخولهم بغداد 656 للهجرة، وقد وصل الينا ديوانه واغلبه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم*:

(من الطويل)

أوجهك أم ضوء الصباح تبلّجا

أم البدر في برج الجمال جلا الدّجى

أم الشمس يوم الصحو في برج سعدها

وفرعك أم ليل المحبّ اذا سجا

وبرق سرى أم نور ثغرك باسما

ونشرك أم مسك ذكيّ تأرجا

أتتك جنود الحسن طوعا بأسرها

فصرت مليكا في الجمال متوّجا

فأضحت أبيات القلوب أسيرة

لديك فلم يملكن عنك معرّجا

فطوبى لعبد أنت سيده لقد

سما بين أرباب البصائر والحجى

فهل تجلب الاحلام لي منك نظرة

فتكشف بعض الهمّ عني وتفرجا

* تنظر ترجمته في: فوات الوفيات 4/ 299، ذيل مرآة الزمان 1/ 257، نكت الهميان ص 308، الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 262، البداية والنهاية 13/ 211، شذرات الذهب 5/ 286. والقصيدة في ديوانه ص 85.

ص: 102

فقد نال مني منع طيفك مثلما

شجاني من البعد المبرح ما شجا

حثثنا اليك العيس حتى تبوأت

لديك مقيلا ناضر الروض مبهجا

فما كان أدنى قربنا من بعادنا

وأقرب افراح القلوب من الشجا

فلله قلبي يوم زفّت ركابنا

وفارقت ظلا من جنابك سجسجا

رجوت بقرب الدار ان أطفىء الأسى

فما زاد وقد الشوق الا تأججا

فهل للركاب القود نحوك مرجع

يجبن بنا وعرا ويطوين مدرجا

يحثحثها الحادي العجول مهجرا

اليك ويطوي شقة البيد مدلجا

يخوض بها آل الضّحى فكانّما

يخوض بها البحر الخضمّ ملجلجا

اذا ما تعالت في الهواجر في السّرى

تخال نعاما في السباسب هدجا

عليها رجال تشتكي الم الجوى

كما تشتكي في سيرها الم الوجى

ص: 103

لهم حنّة عند الصّباح وحنّة

اليك اذا ما الليل غيهبه دجا

يؤمون ربعا أفيح الجوّ زاهرا

أضاء بوجه منك أزهر أبلجا

حمى بك عنّا كلّ مظلمة محا

فكلّ رجا منه يمال لمن رجا

رحيب الذّرى غضّ القطاف لمن جنى

اذا ما نحاه من جنى عائدا نجا

اذا لجأ العافي اليه مؤملا

جلا ضرّ معترّ الى بابه لجا

اليك رسول الله أهدي مدائحي

فتكسب من رياك نشرا مؤرجا

وتلبسها أوصافك الزهر حلّة ال

بهاء وروضا من حلاك مدبجا

أسوت بما بينّت داء قلوبنا

كما كنت تأسو قبل أوسا وخزرجا

وكنت نبيا قبل آدم مرتجىّ

لتفتح بابا للهداية مرتجا

فجئت ورسم الرشد بالغي منهج

فأوضحت فيه للبرية منهجا

ص: 104

وشيّدت اعلام الرشاد مجددا

وكنت كميا في الجهاد مدججا

وثقفت سهم الدين حتى أقمته

وقد كان ملوي المغامز أعوجا

فأصبح وجه الحقّ أبلج ظاهرا

بنورك والبطلان أزور مخدجا

وأدخلك الرحمن بالصدق مدخلا

خرجنا به من دارة الشرك مخرجا

فيا خير من زمّ النياق لحجة

وألجم خيلا للجهاد وأسرجا

ومن إن أحاط الكرب بالناس كلهم

فعاذوا به الفوه عنهم مفرّجا

وان صلي النار العفاة غدا غدا

لأمته من هؤة النار مخرجا

أجرني فقد أصبحت في زمن له

عرام لأهل الحلم أصبح مزعجا

وقد أبلت السبعون برد شبيبتي

فأضحى بتكرار الأهلة منهجا

وعندي حاجات بها الله عالم

أبيت بها من كارث الهمّ محرجا

ص: 105