المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقال البيهقي (10/ 194): أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد - المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي - جـ ٢

[أحمد بن الصديق الغماري]

الفصل: وقال البيهقي (10/ 194): أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد

وقال البيهقي (10/ 194):

أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأنا دعلج بن أحمد ثنا محمد بن عمرو النضر ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا قابوس به.

وقال الخطيب (7/ 12):

أخبرني الحسن بن علي الطناجيري ثنا عمر بن أحمد الواعظ ثنا أحمد بن محمد ابن محمد بن سليمان الباغندي ثنا إدريس بن عيسى المخرمي ثنا زيد بن الحباب ثنا سفيان عن قابوس به، كذا قال سفيان.

وسبق عند أبي نعيم أنه قال: عن مسعر، فكأنه سمعه منهما.

‌تنبيه

اتفق هؤلاء الرواة كلهم على خمسة وعشرين.

ورواه البخاري في الأدب المفرد [رقم 791] مرة أخرى عن أحمد بن يونس عن زهير عن قابوس به مرفوعًا: "إن الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من سبعين جزء من النبوة"، مع أن ابن قتيبة والبيهقي روياه من طريق أحمد بن يونس على موافقة الجماعة، فلا يدري هل هو اختلاف منه أو من البخاري عليه؟.

995/ 2149 - "إِنَّ الوُدَّ يُوْرَثُ وَالعَدَاوَةَ تُوْرَثُ". (طب) عن عفير

قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الحاكم باللفظ المزبور وصححه، فتعقبه الذهبي بأن فيه يوسف بن عطية هالك.

قلت: الحاكم ما خرجه باللفظ المزبور ولا خرجه من طريق يوسف بن عطية وحده بل خرجه [4/ 176] بلفظين من طريقين، الأول: من طريق عامر العقدي عن عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي عن محمد بن طلحة عن أبيه عن عفير مرفوعًا: "الود يتوارث والبغض يتوارث".

ص: 429

الثاني: من طريق يوسف بن عطية عن أبي بكر المليكي عن محمد بن طلحة ابن عبيد اللَّه عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عفير مرفوعًا: "إن الود والعداوة يتوارثان".

والحديث خرجه أيضًا البخاري في الأدب المفرد [رقم 43] وفي التاريخ الكبير في موضعين منه، وأطال في بيان الاختلاف في إسناده، وابن أبي عاصم، والوحدان، والقضاعي في مسند الشهاب، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات، وقد أعاده المصنف في حرف الواو وعزاه للحاكم وغيره، وهناك نبسط الكلام عليه إن شاء اللَّه.

996/ 2156 - "إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَه فَلَمْ يُصلِّ عَلَيَّ".

الحارث عن عوف [بن] مالك

قال في الكبير: وفيه رجل مجهول وآخر مضعف، ورواه ابن عساكر عن أبي ذر بسند ضعيف أيضًا.

قلت: ليس في سند الحارث رجل مضعف إنما فيه رجل لم يسم، وبقية رجاله ثقات، وكذلك سند حديث أبي ذر هو بعينه سند حديث عوف بن مالك، قال الحارث بن أبي أسامة:

حدثنا عبيد اللَّه بن محمد بن عائشة حدثنا حماد عن معبد بن هلال العنزي قال: حدثني رجل في مسجد دمشق عن عوف بن مالك الأشجعي أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قعد إلى أبي ذر أو قعد أبو ذر إليه قال: في حديث أطاله، وقال

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . .، وذكره.

وأما حديث أبي ذر فقال إسماعيل بن إسحاق القاضي: ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن معبد بن هلال العنزي حدثني رجل من أهل دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال مثله.

وأخرجه أبو الفرج بن الشيخة في الثاني من شعار الأبرار في الأدعية والأذكار

ص: 430

من هذا الوجه.

997/ 2157 - "إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلامِ، وَأَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ".

(ع) عن أبي هريرة

قال في الكبير: وكذلك رواه ابن حبان والإسماعيلي والبيهقي في الشعب، كلهم عن أبي هريرة موقوفًا، وفيه إسماعيل بن زكريا أورده الذهبي في الضعفاء وقال: مختلف فيه وهو شيعي غال.

قلت: ما قال الذهبي شيئًا مما نقله عنه الشارح، ولكن قال [1/ 81/ 656]: صدوق شيعي، ثم نقل اختلافهم فيه، والعزو الذي زاده الشارح أخذه من المقاصد الحسنة للسخاوي [109/ 215] فإنه قال: أخرجه أبو يعلي وعنه ابن حبان في صحيحه [رقم 1939] والإسماعيلي، ومن طريقه البيهقي في الشعب من رواية إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة موقوفًا.

ورواه الطبراني في الأوسط والدعاء، والبيهقي في الشعب من حديث حفص ابن غياث عن عاصم به مرفوعًا، وقال: لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ورجاله رجال الصحيح اهـ.

فالشارح لسوء تصرفه ترك نقل عزوه الحديث إلى الطبراني في الأوسط الذي خرجه مرفوعًا، والمرفوع هو موضوع الكتاب ونقل عزوه إلى من خرجه موقوفًا وليس الكتاب موضعًا للموقوفات فاعجب لهذا التصرف.

ثم على ظاهر كلام السخاوي يكون المصنف وهم في عزوه الحديث مرفوعًا إلى أبي يعلى لأنه لم يخرجه إلا موقوفًا، ويؤيده كون الحافظ الهيثمي اقتصر على عزوه في الزوائد [10/ 146] إلى الطبراني في الأوسط وقال: رجاله رجال الصحيح فلو كان عند أبي يعلى مرفوعًا لذكره مع الطبراني واللَّه أعلم.

ص: 431

على أن الحديث اختلف فيه على أبي هريرة لا على عاصم الأحول وحده، فقد روى من وجه آخر عنه مرفوعًا وموقوفًا أيضًا، قال ابن شاهين في الترغيب:

ثنا عبد اللَّه بن عبد الصمد الهاشمي ثنا محمد بن عمرو بن خالد حدثني أبي ثنا خديج بن معاوية الجعفي ثنا كنانة وهو مولى صفية عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن أبخل الناس من بخل بالسلام والمغبون من لم يرده، وإن صحبك أخوك في سفر فحالت بينكما شجرة فإن استطعت أن تسبقه بالسلام فافعل".

ورواه البخاري في الأدب المفرد من هذا الوجه موقوفًا، قال البخاري [رقم 1015]:

حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير قال: حدثنا كنانة مولى صفية عن أبي هريرة قال: "أبخل الناس من بخل بالسلام. . ."، وذكر مثله.

وله طريق آخر عن أبي هريرة مرفوعًا أيضًا، قال ابن شاهين في الترغيب:

حدثنا ابن صاعد ثنا محمد بن عبد الرحمن المقريء ثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عطاء بن عجلان ثنا أبو نضرة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أبخل الناس من بخل بالسلام وأعجز الناس من عجز عن الدعاء، يا أيها الناس بالغوا في الدعاء، وإذا دعوتم فادعوا بالنصح منكم، فإن أبخل الناس من بخل بالسلام وأعجز الناس من عجز عن الدعاء".

هكذا وقع الحديث في الأصل وكأن فيه حذفًا واللَّه أعلم.

وبه وبما قبله يرد على الطبراني في قوله: إنه لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من الطريق الذي ذكره، أما إسماعيل بن زكريا فقد وافقه على وقفه عن عاصم علي بن مسهر، قال البخاري في الأدب المفرد [رقم 1042]:

حدثنا إسماعيل بن أبان ثنا علي بن مسهر عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي هريرة قال: "أبخل الناس الذي يبخل بالسلام وإن أعجز الناس. . ." الحديث.

ص: 432

وأخرجه عياض في معجمه في ترجمة أبي محمد بن عتاب من رواية منجاب عن علي بن مسهر به مثله.

998/ 2161 - "إِنَّ أَبْغَضَ الخَلْقِ إِلى اللَّهِ تَعَالَى العَالِمُ يَزُورُ العُمَّالَ".

ابن لال عن أبي هريرة

قال الشارح: ضعيف لضعف محمد بن السياح.

قلت: هذا اختصار متلف للعلم فليس في الرواة محمد بن السياح، ومن أراد الكشف عنه في كتب الرجال المرتبة على حروف المعجم في الأسماء والآباء لا يهتدي إليه إلا بعد التعب الطويل بل قد لا يهتدي إليه لأنه قال: ابن السياح، والمعروف في الرجل وصفه بالسايح، ثم هو محمد بن إبراهيم بن العلاء، قال ابن لال:

حدثنا حامد بن أحمد المروزي ثنا محمد بن عبد اللَّه الحضرمي ثنا محمد بن إبراهيم السايح ثنا عصام بن رواد عن بكير الدامغاني عن محمد عن أبي هريرة به.

وقد ذكره الشارح في الكبير باسمه كاملًا فقال: فيه محمد بن إبراهيم السياح شيخ ابن ماجه قال البرقاني: سألت عنه الدارقطني فقال: كذاب، وعصام بن رواد العسقلاني قال في الميزان [3/ 66/ 5622]: لينه الحاكم، وبكير الدامغاني منكر الحديث اهـ.

قلت: لا أدري ما جعله يعلل الحديث في الصغير بالسايح فقط مع أن الدامغاني متهم أيضًا، وقد حدث بالموضوعات، ثم إن السند فيه انقطاع لم يهتد إليه الشارح فإن عصام بن رواد لا يروي عن بكير بن شهاب مباشرة بل روى عن أبيه رواد عن أبي الحسن الحنظلي عنه.

999/ 2162 - "إِنَّ أبْغَضَ العِبَادِ إِلى اللَّه العِفْرِيتُ النِّفْرِيتُ، الَّذِي لَمْ يُرْزَأ فِي مَالٍ وَلا وَلَدٍ".

(هب) عن أبي عثمان النهدي مرسلًا

ص: 433

قلت: سكت عنه الشارح كأنه لم يره مخرجًا لغير البيهقي ولا رآه موصولًا وهو قصور، فقد أخرجه أيضًا الحارث بن أبي أسامة في مسنده قال:

حدثنا يحيى بن إسحاق أنبأنا عبد الواحد بن زياد عن عاصم الأحول عن أبي عثماد النهدي قال: "دخل على النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي جسيم أو ذو جثمان عظيم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: متى عهدك بالحمى؟ قال: لا أعرفها، قال: فالصداع؟ قال: لا أدري ما هو، قال: فأصبت بمالك؟ قال: لا، قال: فرزئت بولدك؟ قال: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن اللَّه عز وجل يبغد (1) العفرية النفرية الذي لا يرزأ في ولده ولا يصاب في ماله".

ورواه القضاعي في مسند الشهاب من طريق ابن قتيبة في كريب الحديث قال: يرويه عبد الواحد بن زياد عن عاصم الأحول فذكره مختصرًا.

ورواه الرامهرمزي في الأمثال موصولًا من حديث أبي سعيد الخدري: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع الناس وفيهم رجل ذو جثمان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا عبد اللَّه أرزئت في نفسك شيئًا قط؟ قال: لا، قال: ففي ولدك؟ قال: لا، قال: يا عبد اللَّه، إن أبغض عباد اللَّه إلى اللَّه العفريت النفريت. ." الحديث كما هنا.

وقد رويت نحو هذه القصة من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك ولكن قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها: "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا". رواه الحاكم في الجنائز من المستدرك من حديث أبي هريرة، والطبراني في الأوسط من حديث أنس.

1000/ 2165 - "إِنَّ ابْنَ آدمَ لَحَرِيصٌ عَلَى مَا مُنِعَ". (فر) عن ابن عمر

قال في الكبير: رواه الديلمي من حديث يوسف بن عطية عن هارون بن كثير

(1) هكذا بالأصل، ولعلها سبق قلم والصواب: يبغض.

ص: 434

عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر، ورواه عنه أيضًا الطبراني وعبد اللَّه بن أحمد، ومن طريقهما أورده الديلمي مصرحًا، فكان عزوه إليهما لكونهما الأصل أولى، ثم إن يوسف بن عطية الصفار ضعفه أبو زرعة والدارقطني، وهارون بن كثير مجهول، ولهذا قال السخاوي: سنده ضعيف، قال: وقوله: ابن أسلم تحريف والصواب: سالم، والثلاثة مجهولون، ولهذا قال أبو حاتم: هذا باطل اهـ.

قلت: اسمع ما قال السخاوي [110/ 216]: رواه الطبراني ومن طريقه الديلمي من جهة يوسف بن عطية عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر وسنده ضعيف، وقوله: ابن أسلم تحريف والصواب: سالم، وحينئذ فالثلاثة مجهولون؛ لقول أبي حاتم عقب حديث هارون عن زيد بن سالم عن أبيه عن أبي أمامة: هذا باطل لا أعرف من الإسناد سوى أبي أمامة اهـ. ويوسف أيضًا ضعيف اهـ. كلام السخاوي، فالحديث الذي قال عنه أبو حاتم: باطل هو حديث أبي أمامة لا حديث الباب، وإنما ذكره السخاوي؛ ليستشهد به على أن الثلاثة مجهولون لأنهم وقعوا أيضًا في حديث أبي أمامة فقال ذلك عنهم أبو حاتم.

وحديث أبي أمامة الذي قال فيه ذلك أبو حاتم هو ما رواه هارون بن كثير عن زيد عن أبيه عن أبي أمامة مرفوعًا: "خياركم شبابكم وشراركم شيوخكم" قالوا: ما تفسير هذا؟ "قال: إذا رأيتم الشباب يأخذ برأي الشيخ العابد المسلم في تقصيره ومسيره فذلك خياركم، وإذا رأيتم الشيخ سحب ثيابه فذلك شراركم" قال أبو حاتم [رقم: 1180]:

هذا باطل لا أعرف من الإسناد سوى أبي أمامة انتهى.

فانظر وتعجب، ثم إن البلاء صادف محله فالحديث موضوع بلا شك والمصنف ملام على إيراده، وكذلك السخاوي في اقتصاره على الحكم بضعفه.

ص: 435

1001/ 2169 - "إنَّ أبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِند زَوَالِ الشَّمْسِ فَلا تُرْتَج حتى يُصَلَّى الظُّهْرُ، فَأُحِبُّ أنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا خَيْرٌ".

(حم) عن أبي أيوب

قال في الكبير: قال ابن الجوزي: فيه عبيدة بن معَتِّب ضعفوه.

قلت: وقع في الأصل عبيدة بن مُغِيث بالغين المعجمة والثاء المثلثة وهو خطأ، وصوابه: مُعَتِّب بالعين المهملة المفتوحة والتاء المثناة من فوق المكسورة المشددة، وعُبيدة بضم العين.

ثم إن في هذا انتقاد على الشارح من وجهين، أحدهما: أن الحديث ورد من غير طريق عبيدة عند أحمد نفسه كما سأذكره، فلا معنى لتعليل الحديث به.

ثانيهما: أنه سكت على الحديث ولم يستدرك على المصنف مخرجًا آخر؛ إذ يفيد أن أحمد انفرد بإخراجه مع أن الترمذي خرجه في كتاب الشمائل الذي شرحه الشارح وعرف ما فيه، وهو من أكثر الكتب تداولًا، فهو منه قصور عجيب على حد تعبيره في حق المصنف، قال الترمذي في باب صلاة الضحى من الشمائل [رقم 151]:

حدثنا أحمد بن منيع عن هشيم أنبأنا عبيدة عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قرثع الضبي أو عن خزيمة عن قرثع عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدمن أربع ركعات عند زوال الشمس فقلت: يا رسول اللَّه، إنك تدمن هذه الأربع ركعات عند زوال الشمس، فقال: إن أبواب السماء. . ." وذكر مثال هذا وزاد: "قلت: أفي كلهن قراءة؟ قال: نعم، قلت: هل فيهن تسليم فاصل؟ قال: لا".

ثم قال الترمذي: أخبرني أحمد بن منيع أبو معاوية ثنا عبيدة عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قزعة عن قرثع عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم به نحوه.

ص: 436

ومن طريق أبي معاوية رواه أحمد أيضًا من وجه آخر فقال [5/ 420]:

حدثنا عبد اللَّه بن الوليد ثنا سفيان ثنا الأعمش عن المسيب بن رافع عن رجل عن أبي أيوب الأنصاري به، والرجل هو علي بن الصلت كما صرح به أحمد في رواية أخرى فقال:

حدثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن علي بن الصلت عن أبي أيوب به.

ورواه الطبراني [4/ 200]، وأبو نعيم في الحلية من وجه آخر عن المسيب بن رافع عن أبي أيوب دون واسطة، قال الطبراني:

ثنا أحمد بن زهير التستري ثنا محمد بن منصور الطوسي ثنا علي بن ثابت ثنا المفضل بن صدقة عن سعيد بن مسروق عن المسيب بن رافع عن أبي أيوب الأنصاري، وعن الطبرانى رواه أبو نعيم.

1002/ 2171 - "إِنَّ أحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ إِلى اللَّهِ أَنْصَحُهُم لِعِبَادِهِ".

(عم) في زوائد الزهد عن الحسن مرسلًا

قلت: ما رأيته في الزهد وقد رواه أبو الشيخ في كتاب التوبيخ.

حدثنا جعفر بن شريك ثنا لوين ثنا حزم القطيعي قال: سمعت الحسن قال: "قال [رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم]: والذي نفس محمد بيده لئن شئتم لأقسمن لكم أن أحب عباد اللَّه إلى اللَّه الذين يحببون اللَّه إلى عباده، ويحببون عباد اللَّه إلى اللَّه، ويمشون في الأرض بالنصيحة".

1003/ 2172 - "إِنَّ أحَبَّ عِبَادِ اللَّه إلى اللَّه مَنْ حُبِّبَ إِليه المعرُوفُ، وَحُبِّبَ إِليه فِعَالُهُ".

ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج وأبو الشيخ عن أبي سعيد

ص: 437

قال في الكبير: فيه الوليد بن شجاع أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ثقة، قال أبو حاتم: لا يحتج به.

قلت: الشارح علل هذا الحديث بالوليد بن شجاع السكوني وهو ثقة من رجال الصحيح احتج به مسلم، وترك في السند أبا هارون العبدي وهو متروك وقد كذبه جماعة، وفي السند أيضًا من لا يعرف، قال ابن أبي الدنيا:

ثنا الوليد بن شجاع السكوني ثنا أبو يحيى الثقفي عن الحارث النميري عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري به.

وقال أبو الشيخ:

ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا الوليد بن شجاع به، وعبد اللَّه بن محمد هو ابن أبي الدنيا.

1004/ 2173 - "إِنَّ أَحَبَّ مَا يَقُوْلُ العبدُ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ نَومِهِ: سُبْحَانَ الَّذِي يُحْيى المَوْتَى وَهو عَلى كلِّ شئٍ قَدِيرٌ".

(خط) عن ابن عمر

قال الشارح في الكبير: وقضية صنيع المصنف أن مخرجه الخطيب سكت عليه وأقره وهو تلبيس فاحش، فإنه عقبه ببيان حاله، ونقل عن ابن معين أن الوقاصي هذا لا يكتب حديثه، كان يكذب.

قلت: الخطيب ما أعل الحديث ولا تكلم عنه بحرف واحد ينقل عنه، إنما أسند الحديث في ترجمة الوقاصي [11/ 279] ثم بعده أسند عن الحفاظ ما قالوا في الرجل بقطع النظر عن الحديث كما هو صنيعه في تاريخه.

1005/ 2174 - "إِنَّ أَحَبَّ النَاسِ إِلى اللَّه يَومَ القِيَامة وأَدْنَاهُمْ منه مَجْلِسًا: إِمَامٌ عَادِلٌ، وأَبْغَضَ النَّاسِ إِليه وَأَبْعَدَهُم منه: إِماَمٌ جَائِرٌ".

(حم. ت) عن أبي سعيد

ص: 438

قال في الكبير: فيه عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث كذبه جزرة، وفضيل بن مرزوق ضعفه ابن معين وغيره، وعطية العوفي مضعف، قال ابن القطان: والحديث حسن صحيح.

قلت: ليس في سند الحديث عبد اللَّه بن صالح لا عند من ذكرهما المصنف ولا عند غيرهما، قال أحمد [3/ 22]:

حدثنا علي بن إسحاق أنا عبد اللَّه بن المبارك أنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد.

وقال أيضًا: حدثنا يحيى بن آدم ثنا فضيل به.

وقال الترمذي: [رقم 1329]:

حدثنا علي بن المنذر الكوفي ثنا محمد بن فضيل عن فضيل بن مرزوق به.

وأخرجه أيضًا جماعة آخرون من غير طريق عبد اللَّه أيضًا، قال أبو يوسف في أوائل كتاب الخراج له: حدثني فضيل بن مرزوق به.

وقال البيهقي في السنن [10/ 88]:

أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا أبو سعيد الحسن ابن عبد الصمد الفهندري ثنا عبدان بن عثمان ثنا ابن المبارك أنبأنا فضيل بن مرزوق به.

وقال البغوي في تفسير سورة النساء:

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد البغوي أنا علي بن الجعد أنا فضيل بن مرزوق به.

فما أدري من أين دخل عبد اللَّه بن صالح في هذا الحديث عند الشارح؟! وكأنه رآه في سند آخر ملاحق لهذا الإسناد فأدرجه فيه.

1006/ 2182 - "إِنَّ أَحْسَابَ أَهْلِ الدُّنيَا الذِي يَذْهَبُونَ إِليه: هَذَا

ص: 439

المَالُ".

(حم. ن. حب. ك) عن بريدة

قال الشارح بأسانيد صحيحة.

قلت: ليس للحديث عند هؤلاء وغيرهم إلا سند واحد من رواية الحسين بن واقد عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه، ومن طريقه أخرجه أيضًا القضاعي في مسند الشهاب، والبيهقي في السنن [7/ 135]:

1007/ 2187 - "إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُم عَلِيه أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ".

(خ) عن ابن عباس

قال في الكبير: وهذا المتن أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقعقع المؤلف عليه وأبرق وأرعد وما ضره ذلك شيئًا، فإن ابن الجوزي أورده بسند غير سند البخاري، وقال: إنه من ذلك [الطريق] موضوع وليس حكم على المتن.

قلت: بل ضره ذلك غاية الضرر وأبان عدم اطلاعه وبعده من التحقيق والدراية، وما قال [المصنف] هذا في هذا الحديث قط، بل كل حديث يورده ابن الجوزي ويتعقبه المصنف عليه يقول عنه الشارح مثل هذا البهتان.

أما قوله: إن ابن الجوزي حكم بوضعه [1/ 229] من ذلك الطريق ولم يرد الحكم على المتن -فجهل منه باصطلاح ابن الجوزي على العموم، وكذب منه في هذا الحديث على الخصوص، فإن الذي يحكم على الأسانيد دون المتون هي الكتب المؤلفة في الرجال والعلل لا سيما كتب الأقدمين، كعلي بن المديني وأحمد وأبي زرعة وأبي حاتم والبخاري وابن عدي والدارقطني، أما الكتب المؤلفة في الموضوعات فإنما يقصد منها أصحابها المتون دون الأسانيد وإذا قصدوا الأسانيد على قلة فإنهم يصرحون بذلك فيقولون: هو بهذا الإسناد باطل، وهو صحيح من وجه كذا، وابن الجوزي لم يفعل ذلك في هذا الحديث فكان حكمه على المتن لا على الإسناد.

ص: 440

ثم إن الشارح كذب على المصنف أيضًا في قوله: إنه قعقع على ابن الجوزي وأرعد وأبرق، فإن المصنف ما فاه بكلمة أصلًا، فاسمع ما ذكره ابن الجوزي وما تعقبه به المصنف، أورد ابن الجوزي من طريق ابن عدي:

حدثنا عمر بن المخرم البصري ثنا ثابت الحفار عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: "سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن كسب المعلمين فقال: إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب اللَّه" قال ابن الجوزي: عمر له مناكير وثابت لا يعرف، والحديث منكر.

قال المصنف: أي من هذا الطريق بهذه القصة وإلا فهو بهذا اللفظ في صحيح البخاري، ثم ذكره ولم يزد عليه حرفًا، فاعجب لهذا العداء.

1008/ 2189 - "إِنَّ أَخَا صُدَاء هو أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ فهو يُقِيمُ".

(د. ت. هـ) عن زياد بن الحارث الصدائي

قال في الكبير: وقضية صنيع المصنف أن مخرجيه رووه ساكتين عليه والأمر بخلافه، بل تعقبه الترمذي بأنه إنما يعرف من حديث الإفريقي، وهو ضعيف عندهم، وقال الذهبي: رواه أبو داود من حديث الإفريقي عن زياد بن نعيم عن زياد الصدائي، والإفريقي ضعيف، وزياد لا يعرف اهـ. لكن صرح ابن الأثير بأن زياد بن الحارث صحابي معروف نزل مصر وبايع النبي صلى الله عليه وسلم وأذن بين يديه.

قلت: في هذا أمور الأول: قوله: قضية صنيع المصنف. . . إلخ سخافته المعهودة أجبنا عنها مرارًا بما هو ظاهر لكل أحد من صنيع المصنف في كتابه، وأنه لا ينقل فيه كلام الناس على الأحاديث وبيان من فيها من الضعفاء وما فيها من العلل وإنه عوض من ذلك كله الرمز بالضاد.

الثاني: أنه أتى أول كلامه بما يوهم أن جميع المخرجين تكلموا عن الحديث ثم لم يذكر كلامًا إلا عن الترمذي [رقم 199].

ص: 441

الثالث: أنه لم ينقل كلام الترمذي بتمامه إرادة التلبيس أيضًا؛ لأنه زعم أن مخرجيه تعقبوه بالضعف، والترمذي حكى الخلاف في الإفريقي فاقتصر هو على حكاية الضعف تأييدًا لدعواه، ونص الترمذي:

حديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي والإفريقي ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره، ورأيت محمد بن إسماعيل البخاري يقوي أمره ويقول: هو مقارب الحديث.

الرابع: أنه حرف كلام الترمذي، فإنه قال: إنما نعرفه من حديث الإفريقي والشارح نقل عنه أنه قال: إنما يعرف، وفرق كبير بين العبارتين؛ إذ لا يلزم من عدم معرفته هو عدم معرفة غيره وروده من غير طريق الإفريقي كما هو الواقع وما حكاه عنه الشارح أنه لا يعرفه من غير طريقه لا هو ولا غيره.

الخامس: وعلى فرض أن الترمذي بل وكل المخرجين المذكورين اتفقوا على تضعيفه؛ فالمصنف غير ملزم بتقليدهم بل له نظره ورأيه، فهذا لم يوافقهم عليه فلا يلزمه نقله، والإفريقي غير متفق على ضعفه بل مختلف فيه، وعلى فرض الاتفاق على ضعفه فهو برئ منه لأنه توبع عليه كما سأذكره بعده.

السادس: أن الإفريقي الذي اعتمد على تضعيف الحديث به لم ينفرد بالحديث، بل ورد من غير طريقه، فرواه الباوردي في الصحابة من طريق محمد بن عيسى بن جابر الرشيدي قال: وجدت في كتاب أبي عن عبد اللَّه بن سليمان عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن زياد الصدائي.

ورواه المبارك بن فضالة عن عبد الغفار بن ميسرة عنه.

السابع: من المضحكات قوله -عقب قول الذهبي: وزياد لا يعرف-: لكن صرح ابن الأثير بأن زياد بن الحارث صحابي، فالذهبي يقول عن زياد بن نعيم: لا يعرف، وهو يستدرك عليه بزياد بن الحارث وأنه معروف.

الثامن: لم يذكر في أي مكان ذكر الذهبي هذا الكلام وما أراه إلا من أباطيل

ص: 442

الشارح عليه فإن الذهبي أعرف الناس بالرجال بل إليه المنتهى في ذلك، وزياد بن نعيم معروف روى عنه الإفريقي وبكر بن سوادة والحارث بن يزيد الحضرمي ويزيد بن عمرو المعافري، وروى هو عن زياد بن الحارث وأبي ذر وأبي أيوب وابن عمر وحبان بن بح وغيرهم، ووثقه يعقوب بن سفيان وقال العجلي: تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات وحكى ابن يونس عن الحسن بن العداس أنه مات سنة خمسة وتسعين، فكيف يقول الذهبي عن هذا: إنه لا يعرف؟! بل ذلك من أوهام الشارح وأباطيله جزمًا إن شاء اللَّه.

ثم على سخافته المعهودة مع المصنف أيضًا نقول: ظاهر صنيعه أنه لم يره مخرجًا لغير المذكورين وإلا لاستدرك على المصنف وهو قصور عجيب، فقد خرجه أيضًا ابن سعد في الطبقات في وفد صداء، والبغوي في معجمه وأسنده من طريقه، وابن الدباغ في معالم الإيمان في ترجمة زياد بن الحارث المذكور، وابن ترثال في جزئه المشهور، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان [3/ 315 - 316] والبيهقي في موضعين من سننه الكبرى [1/ 399] وآخرون.

1009/ 2190 - "إِنَّ أَخْوفَ مَا أَخَافُ عَلَيكُم (1) الأئِمَّةُ المُضِلُّون".

(حم. طب) عن أبي الدرداء

قال الشارح: وفيه راويان مجهولان.

قلت: هذا غلط فإنه أخذه من قول الحافظ نور الدين الهيثمي كما نقله عنه في الكبير: فيه راويان لم يسميا، وهو الواقع كما سأذكره، والراوي الذي لم يسم لا يقال فيه: مجهول، وإنما يقال عنه: مبهم أو لم يسم كما قال الحافظ نور الدين؛ لأنه قد لا يكون مجهولًا إذا سمى وعرف من طريق أخرى بل قد يكون حينئذ من أشهر الناس.

(1) في المطبوع من الفيض: "إن أخوف ما أخاف على أمتي. . . " الحديث.

ص: 443

والحديث قال فيه أحمد بن حنبل [6/ 441]:

حدثنا يعقوب ثنا أبي عن أبيه قال: حدثني أخ لعدي بن أرطاة عن رجل عن أبي الدرداء قال: "عهد إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن أخوف مما أخاف عليكم. . . " وذكره، ويعقوب شيخ أحمد هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

والحديث في جزء والده إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد عينه والمتن أيضًا إلا أنه قال: عن أخ لعدي بن أرطاة عن رجل عن أبي ذر بدل أبي الدرداء، والجزء من رواية عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث عن إبراهيم، وعبد اللَّه فيه مقال.

لكن في مسند أحمد [5/ 145] وجود هذا الحديث من وجه آخر عن أبي ذر فروى أحمد عن يحيى بن إسحاق:

أنا ابن لهيعة عن عبد اللَّه بن هبيرة أخبرني أبو تميم الجيشاني قال: أخبرني أبو ذر قال: "كنت أمشي مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: لغير الدجال أخوفني على أمتي -قالها ثلاثًا-[قال:] ما هذا الذي غير الدجال أخوفك على أمتك؟ قال: أئمة مضلون".

1010/ 2193 - "إِنَّ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الإِشْرَاكُ بِاللَّه، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ: يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلا قَمَرًا وَلا وثنًا، ولكن أَعْمَالًا لغيرِ اللَّه وشَهْوَةً خَفِيَّةً".

(هـ) عن شداد بن أوس

قال في الكبير: فيه رواد بن الجراح ضعفه الدارقطني عن عامر بن عبد اللَّه، قال المنذري: لا يعرف عن الحسن بن ذكوان، قال أحمد: أحاديثه بواطيل، قال الحافظ العراقي: ورواه أحمد عن شداد أيضًا بزيادة، وهو حديث لا يصح لعلة فيه خفية وعبد الوهاب بن زياد وهو ضعيف.

قلت: ليس في سنده عبد الوهاب بن زياد ولكن عبد الواحد بن زيد.

والحديث له طرق، الأول: طريق ابن ماجه [رقم 4205] الذي أشار إليه

ص: 444

الشارح من رواية رواد بن الجراح عن عامر بن عبد اللَّه عن الحسن بن ذكوان عن عبادة بن نسي عن شداد بن أوس به، وسنده لا بأس به فالحسن بن ذكوان وإن قال ذلك فيه أحمد فقد وثقه غيره واحتج به البخاري في صحيحه، وعامر ابن عبد اللَّه هو ابن يساف، وقد قال الرقي عن ابن معين: ثقة، وقال أبو داود: لا بأس به رجل صالح، وقال العجلي: يكتب حديثه، وكذا قال ابن عدي مع أنه ضعفه، ورواد بن الجراح صدوق صالح إنما ضعف لأجل الوهم والاختلاط، والحديث محفوظ من غير طريق هؤلاء فلم يبق أثر للضعف.

الطريق الثاني: من رواية عبد الواحد بن زيد عن عبادة بن نسي عن شداد وهو الذي أشار إليه الشارح فيما نقله عن الحافظ العراقي، قال أحمد:[4/ 124]

حدثنا زيد بن الحباب حدثني عبد الواحد بن زيد أخبرنا عبادة بن نسي عن شداد بن أوس أنه بكى فقيل له: ما يبكيك؟ قال: شيئًا سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقوله، فذكرته فأبكاني، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية، قال: قلت: يا رسول اللَّه أتشرك أمتك من بعدك؟ قال: نعم، أما إنهم لا يعبدون شمسًا ولا قمرًا ولا حجرًا ولا وثنًا ولكن يراءون بأعمالهم، والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه".

وقال الطبراني:

حدثنا أحمد بن موسى السامي البصري ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عبد الواحد بن زيد به، ولفظه:"سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن أخوف ما أخاف على أمتي الشرك باللَّه والشهوة الخفية؛ يصبح الرجل صائما فيرى الشيء يشتهيه فيواقعه، وأشرك قوم لا يعبدون حجرًا ولا وثنا ولكن يعملون عملًا يراءون".

وقال الحاكم في المستدرك [4/ 451]:

ثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان ثنا عبد الصمد بن الفضل ثنا مكي بن

ص: 445

إبراهيم ثنا عبد الواحد بن زيد به، مثل لفظ أحمد، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، فتعقبه الذهبي بأن عبد الواحد متروك.

الطريق الثالث: من رواية خالد بن محمود بن الربيع عن عبادة بن نسي، قال أبو نعيم في الحلية [1/ 268]:

ثنا أبو علي محمد بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا جدي ثنا موسى بن أعين عن بكر بن خنيس عن عطاء بن عجلان عن خالد بن محمود بن الربيع عن عبادة بن نسي عن شداد بن أوس أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أخوف ما أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية، قال: قلت: أما إحداهما فلا سبيل إليها، قال: هكذا قلت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين قال لي، قال: إنما أتخوفهما ثم قال: أما إنهم لم يعبدوا شمسًا ولا قمرًا ولم ينصبوا أوثانًا ولكنهم يعملون أعمالًا لغير اللَّه عز وجل".

الطريق الرابع: من رواية شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن شداد، قال الحسن بن سفيان في مسنده:

ثنا جبارة بن المغلس ثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب أنه سمع عبد الرحمن بن غنم يقول: لما دخلنا الجابية أنا وأبو الدرداء لقينا عبادة بن الصامت قال: فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا شداد بن أوس وعوف بن مالك فجلسا إلينا فقال شداد: إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس ما سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من الشرك والشهوة الخفية. . . " الحديث مطولًا، وفيه لفظ آخر مرفوع إلى [اللَّه] عز وجل.

ورواه أحمد بن حنبل [4/ 126]:

ثنا أبو النضر ثنا عبد الحميد بن بهرام به، أطول مما عند الحسن بن سفيان وهو في (4/ 125).

الطريق الخامس: من رواية محمود بن الربيع عن شداد قال إسحاق بن راهويه:

ص: 446

ثنا سفيان بن عيينة قال: سمعت الزهري يقول: أخبرني محمود بن الربيع عن شداد بن أوس أنه قال لما حضرته الوفاة: إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية.

وقال ابن المبارك في الزهد: أخبرنا سفيان بن عيينة به مثله، وقد وقع فيه اختلاف على الزهري.

وقال أبو نعيم في الحلية [1/ 268]:

ثنا إبراهيم بن عبد اللَّه ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن رجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع عن شداد بن أوس قال: أخاف عليكم الشرك والشهوة الخفية، قلت له: أبَعْدَ الإِسلام تخاف علينا الشرك؟ قال: ثكلتك أمك يا محمود أوما من شرك إلا أن تجعل مع اللَّه إلهًا آخر؟ قال أبو نعيم: ورواه أيضًا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان.

قلت: هكذا رواه محمود بن الربيع موقوفًا وأصله الرفع وله حكم ذلك.

1011/ 2194 - "إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إلى جِنَانِه، وأَزْوَاجِه، ونِعَمِه، وَخَدَمِهِ، وسُررِهِ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَأَكرَمهُم عَلى اللَّهِ مَنْ يَنْظُرُ إلَى وَجْهِهِ الكَرِيمِ غَدْوةً وعَشِيَّةً".

(ت) عن ابن عمر

قال في الكبير: قال المناوي وغيره: فيه نوير بن أبي فاختة، قال الذهبي: واه، وأقول: فيه شبابة بن سوار قال في الكاشف: صدوق يرى الإرجاء، وقال أبو حاتم: لا يحتج به.

قلت: شبابة بن سوار ثقة من رجال الصحيحين، ومع ذلك فالحديث ورد من غير طريقه، قال الحاكم في المستدرك [2/ 509]:

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية ثنا عبد الملك بن أبجر عن ثور به، ثم قال: هذا حديث مفسر في الرد على

ص: 447

المبتدعة، وثور بن أبي فاختة وإن لم يخرجاه فلم ينقم عليه التشيع، وتعقبه الذهبي بأنه واهي الحديث، والترمذي نفسه صرح بأن له طرقًا متعددة عن ثور به. والحديث خرجه عبد بن حميد في مسنده، وعن عبد رواه الترمذي [جنة 17] ، ومن طريق مسنده أيضًا أخرجه الذهبي في الجزء المسمى بـ "الدينار من أحاديث المشايخ الكبار".

1012/ 2195 - "إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّة مَنْزِلًا لَرَجُلٌ له دَارٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ، منها غُرَفُهَا وَأَبْوَابُهَا".

هناد في الزهد عن عبيد بن عمير مرسلًا

قال في الكبير: هناد بن إبراهيم النسفي روى الكثير، قال السمعاني: الغالب على روايته المناكير، ولعله ما روى في مجموعاته حديثًا صحيحًا إلا ما شاء اللَّه، وهو تلميذ المستغفري مات سنة خمس وستين وأربعمائة عن عبيد بن عمير بن قتادة الليثي مرادف الأسد.

قلت: سار المصنف مشرقًا وسار الشارح مغربًا شتان بين مشرق ومغرب.

فهناد الذي يعزو إليه المصنف والذي هو صاحب الزهد المشهور ليس هو هذا بل هو هناد بن السري بن مصعب التميمي الدارمي أكثر الترمذي عنه لا سيما من كتاب الزهد، وروى عنه بقية الستة إلا أن البخاري لم يرو عنه إلا في خلق أفعال العباد، مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين وفيها أرخه ابن العماد فقال: وفيها هناد كان السري الحافظ الزاهد القدوة أبو السري الدارمي الكوفي صاحب كتاب الزهد روى عن شريك وإسماعيل بن عياش وطبقتهما فأكثر وجمع وصنف وروى عنه أصحاب الكتب الستة إلا البخاري اهـ. يعني في الصحيح وإلا فقد روى عنه خارجة كما قدمته.

أما قول الشارح في عبيد بن عمر بن قتادة الليثي: مرادف الأسد فكلام يدرك بطلانه بالبداهة من ينطق بالضاد.

ص: 448

1013/ 2196 - "إِنَّ أَرْحَمَ مَا يَكُونُ اللَّه بِالعَبْدِ إِذَا وُضِعَ في حُفْرَتِهِ"

(فر) عن أنس

قال في الكبير: وفيه نوح بن سالم، قال الذهبي: قال ابن معين: ليس بشيء.

قلت: أتى [الشارح] هنا بعجيبتين، إحداهما: الحذف والإيصال الذي استخرج به رجلًا لا وجود له في الإسناد وهو نوح بن سالم، فإن الحديث من رواية نوح بن خالد عن يغنم بن سالم، فحذف والد نوح وابن سالم ثم وصلهما فطلع من بينهما نوح بن سالم، ووافق في قدر اللَّه السابق أن يوجد في الميزان رجل يسمى نوح بن سالم، قال فيه ابن معين: ليس بشيء، فكان ذلك وفق غلطة الشارح العجيبة.

وثانيهما: أنه ترك في السند وضاعا مشهورًا هو آفة الحديث وعلته وهو يغنم بن سالم ثم أعله بمن لا وجود له في الإسناد، قال الديلمي:

أنا أبي أنا المدبراني ثنا أبو إسحاق الرملي ثنا الكتاني ثنا إبراهيم بن حسن بن دينار ثنا محمد بن يونس ثنا أحمد بن مخلد الأهوازي ثنا نوح بن خالد عن يغنم بن سالم عن أنس به، ومحمد بن يونس أيضًا كذاب.

1014/ 2197 - "إِنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُق مِنْ ثَمَرِ الجَنَّةِ".

(ت) عن كعب بن مالك

قلت: أخرجه أيضًا الدولابي في الكنى وقال: "المؤمنين" بدل: "الشهداء" قال:

حدثنا عبيد بن مهدي أبو محمد الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن إسحاق عن الحارث بن فضيل عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: لما حضرت كعب الوفاة أتته أم مبشر ابنة البراء بن معرور فقالت: يا أبا عبد الرحمن إن لقيت ابني فلانا فاقرأ عليه مني السلام، فقال: غفر اللَّه

ص: 449

لك يا أم مبشر نحن أشغل من ذلك، فقالت: يا أبا عبد الرحمن أما سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أرواح المؤمنين في طير خضر تعلق بشجر الجنة"؟ قال: بلى، قالت: فهو ذلك.

1015/ 2198 - "إِنَّ أَرْوَاحَ المُؤمِنينَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ يَنْظُرُونَ إلى مَنَازِلِهم في الجنَّة".

(فر) عن أبي هريرة

قال في الكبير: فيه محمد بن سهيل، قال البخاري: يتكلمون فيه، وحفص بن سالم أبو مقاتل السمرقندي، قال الذهبي: متروك، وأبو سهل حسام بن مصك متروك.

قلت: في هذا أمور، الأول: الشارح إن رأى المصنف عزا حديثا للديلمي وكان عنده مسندًا من طريق أحد المشاهير -يتعقبه بعدم العزو إلى الأصل ولو كان مجهولا وهنا سكت عن ذلك فإن الديلمي قال:

أخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم أخبرنا أحمد بن إبراهيم المؤدب الكيال حدثني موسى بن شعيب السمرقندي ثنا محمد بن سهيل ثنا أبو مقاتل السمرقندي ثنا أبو سهل -هو حسام بن مصك- عن الحسن عن أبي هريرة به.

وأبو نعيم خرج الحديث في تاريخ أصبهان في ترجمة أحمد بن إبراهيم الكيال، فالشارح ينطق بالخطإ في موضع السكوت ويسكت عن الصواب في موضع الكلام.

الثاني: هذا السند فيه انقطاع، فإن أبا نعيم لم يقل: حدثنا أحمد بل قال: أحمد بن إبراهيم الكيال المؤدب أبو عبد اللَّه سمع بخراسان من عبد اللَّه بن محمد المروزي وغيره وسمع بأصبهان، توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، حدث عن موسى بن شعيب أبي عمران السمرقندي. . . إلخ. فلم يقل: حدثنا، وإنما أخبر أنه حدث، ولما توفي هذا كان أبو نعيم ابن ثمان سنين فإنه

ص: 450

ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.

ثم إني جربت هذا كثيرًا على الديلمي يستعمله مع أبي نعيم وابن أبي الدنيا وغيرهما أيضًا، فاللَّه أعلم كيف ذلك.

الثالث: محمد بن سهيل المذكور في الإسناد لم يقل البخاري فيه ذلك، بل قاله في محمد بن سهل مكبرًا، وهو أيضًا أقدم من هذا لأنه يروي عن الشعبي، والعجب أنه مع كون والده سهلًا مكبرًا فإن الذهبي نبه على أنه غلط أيضًا وأن والده سالم أو سلام، فقال الذهبي ما نصه:

محمد بن سهل أبو سهل عن الشعبي، قال البخاري: يتكلمون فيه، كذا عندي في نسختي من الضعفاء للبخاري وهو خطأ كأنه من الناسخ، وإنما هو محمد بن سالم بلا ريب اهـ.

1016/ 2204 - "إِنَّ أَطَيبَ الكَسْب كَسْبُ التُّجَّارِ الَّذينَ إِذَا حَدَّثوا لَمْ يَكْذِبُوا، وَإِذَا ائْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا، وَإِذَا وَعَدُوا لَمْ يَخْلَفُوا، وَإِذَا أشْتَرُوا لَمْ يَذُمُّوا، وَإِذَا بَاَعُوا لَمْ يُطْرُوا، وَإِذَا كان علِيهم لَمْ يَمْطُلُوا، وَإِذَا كَانَ لَهُم لَمْ يُعَسِّرُوا".

(هب) عن معاذ

قال في الكبير: فيه ثور بن يزيد الكلاعي الحمصي، قال الذهبي في الضعفاء: ثقة مشهور بالقدر أخرجوه من حمص وحرقوا داره.

قلت: لا يعلل الحديث بثور بن يزيد الثقة القدري إلا جاهل بالحديث، وما للقدر وضعف الرواية؟ هذا كلامنا مع الجمهور ومع الذهبي المورد للرجل في الضعفاء من أجل القدر مع تصريحه بكونه ثقة، أما الشارح فزاد خطأ على خطإ؛ إذ ترك في السند بقية وهو مدلس وذهب إلى ثور الثقة يعلل به الحديث.

وقد ذكر أبو حاتم في العلل أنه سأل أباه عن هذا الحديث وقد أورده من رواية

ص: 451

أبي تقي هشام بن عبد الملك عن بقية قال:

حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل فذكره، فقال أبو حاتم: هذا حديث باطل ولم يُغبط أبو تقي عن بقية وكأن بقية، لا يذكر الخبر في مثل هذا اهـ.

يريد أبو حاتم أن بقية لم يصرح بالتحديث في مثل هذه الأخبار بل يعنعنها وهو يدلس عن الضعفاء والمتروكين فيكون الحديث باطلًا، هذا رأيه وقد يكون فيه نوع من تشديده المعروف، أما العنعنة فمسلم أن بقية رواه بها، فقد أخرجه كذلك من طريقه الديلمي أيضًا فقال:

أخبرنا أبي أخبرنا أبو الفضل القومساني ثنا عمر أبو منصور محمد بن أحمد ثنا علي بن الحسن القزويني ثنا علي بن يزداد بعكبري أنا الحسين بن سعيد ثنا جحدر عن بقية عن ثور بن يزيد به.

1017/ 2205 - "إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُم مِنْ كَسْبِكُمْ وَإِنَّ أَوْلَادَكُم مِنْ كَسْبِكُمْ".

(تخ. ت. ن. هـ) عن عائشة

قلت: الحديث خرجه جماعة كثيرون وقد بسطت أسانيده في مستخرجي على مسند الشهاب.

1018/ 2207 - "إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ خَطَايَا يَومَ القِيَامَةِ أَكْثَرُهُم خَوْضًا فِي البَاطِلِ".

ابن أبي الدنيا في الصمت عن قتادة مرسلًا

قلت: تقدم الكلام على هذا الحديث مبسوطًا في: "أكثر الناس ذنوبًا" فعليك به.

1019/ 2210 - "إِنَّ أَغْبَطَ النَّاس عِنْدِي لَمُؤمِنٌ خَفِيفُ الحَاذِ ذُو حَظٍّ

ص: 452

مِنَ الصَّلاةِ، أَحْسَنَ عبَادَةَ رَبِّهِ، وأَطَاعَهُ في السِّرِّ، وَكانَ غَامضًا في النَّاس لا يُشَارُ إليه بالأَصَابِعِ، وكَانَ رِزقُهُ كَفَافًا فَصَبَرَ عَلَى ذَلِك، عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ (1)، وَقَلَّ تُرَاثُهُ".

(حم. ت. هـ. ك) عن أبي أمامة

قلت: ظاهر صنيع الشارح في عدم استدراكه علي المصنف مخرجين أنه لم يره لغير المذكورين في المتن وهو قصور، فقد خرجه ابن المبارك في الزهد وأحمد أيضًا في الزهد والبيهقي في الزهد والطبراني وأبو نعيم في الحلية (1/ 25) والنقاش في فوائد العراقيين والخطابي في العزلة (ص 40) والبغوي في التفسير عند قوله تعالى:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} في سورة البقرة، والشيخ الأكبر محيى الدين بن العربي في محاضرة الأبرار (2/ 203).

1020/ 2214 - "إِنَّ أَفْوَاهَكُمْ طُرُقٌ لِلقُرْآنِ فَطَيِّبُوهَا بِالسِّوَاكِ".

أبو نعيم في السواك والسجزي في الإبانة عن علي

قال في الكبير: هو عند أبي نعيم من حديث بحر بن كثير السقا، قال الذهبي: اتفقوا على تركه عن عنه ان بن عمرو بن ساج أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: تكلم فيه عن سعيد بن جبير عن علي، قال الديلمي: وسعيد لم يدرك عليا.

قلت: هكذا وقع في الأصل بحر بن كثير بالثاء المثلثة والراء المهملة وهو تحريف، والصواب: كنيز بالنون والزاي المعجمة وهو مفرد في بابه، وكأن الشارح لم يعلم بأن الحديث خرجه أبو نعيم في الحلية وإلا لملأ الدنيا صياحًا والورق سوادًا بالانتقاد على المصنف على عادته، وليس في ذلك ما يستغرب،

(1) في المطبوع من الفيض: ". . . عجلت منيته، وقلت بواكيه، وقل تراثه".

ص: 453

ثم إن قوله: سعيد بن جبير هو كذلك عند أبي نعيم؛ لأنه خرجه في ترجمته من الحلية، ووقع عند الدينوري في المجالسة: سعيد بن خثيم بالخاء المعجمة والثاء المثلثة وآخره ميم، قال الدينوري:

حدثنا أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد الوراق ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا بحر بن كنيز عن عثمان بن ساج عن سعيد بن خثيم عن علي به، وسعيد بن خثيم له ترجمة في التهذيب وهو ممن أدرك بعض الصحابة أيضًا، ولعله تحرف على أبي نعيم واللَّه أعلم.

1021/ 2217 - "إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شَبَعًا في الدنيا أَطْوَلُهم جُوعًا يَومَ القِيَامَةِ".

(هـ. ك) عن سلمان

قال في الكبير: فيه عند ابن ماجه محمد بن الصباح قال في الكاشف: وثقه أبو زرعة وله حديث منكر، وزيد بن وهب، قال في ذيل الضعفاء: ثقة مشهور، وقال النسوي: في حديثه خلل كثير، وقال ابن حجر: أخرجه ابن ماجه عن سلمان بسند لين، وخرجه عن ابن عمر بنحوه وفي سنده مقال، وخرجه البزار عن أبي جحيفة بسند ضعيف.

قلت: في هذا من عجر الشارح وبجره أمور، الأول: أن محمد بن الصباح صدوق لا بأس به صالح الحديث كما قال أئمة "الجرح والتعديل" بل قال أبو زرعة ووضين: ثقة وإنما أنكر عليه حديث: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب: المرجئة والقدرية"، وإنكار مثل هذا عليه لا يضره، ومن كان بهذه المثابة لا يعل به الحديث إلا عند المخالفة أو الانفراد على الأقل.

الثاني: أن ابن ماجه لم يروه عنه وحده بل قرنه بآخر فقال [2/ 1112، رقم 3351]:

حدثنا داود بن سليمان العسكري ومحمد بن الصباح قالا: حدثنا سعيد بن

ص: 454

محمد الثقفي عن موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عطية بن عامر الجهني قال: سمعت سلمان وأكره على طعام يأكله فقال: حسبي أني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول. . .، وذكره، فلو فرضنا أن محمد بن الصباح ضعيف لكان ملغي اعتباره لأن العمدة على قرينه وهو ثقة فكيف وهو ليس بضعيف؟!

الثالث: أنه ورد من غير طريقه، قال الحاكم [1/ 379]:

حدثنا أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حمشاد قالا: حدثنا أبو المثني العنبري ثنا علي بن المديني ثنا سعيد بن محمد الوراق به.

وقال الطوسي في أماليه:

أخبرنا ابن الصلت أخبرنا ابن عقدة أخبرنا أبو الحسين القاسم بن جعفر بن أحمد بن عمران المعروف بابن الشامي ثنا عباد بن أحمد القزويني حدثنا عمي عن أبيه عن موسى الجهني به.

الرابع: أن زيد بن وهب ثقة متفق عليه من رجال الصحيحين لا يعل به الحديث وما ذكره الشارح عن يعقوب بن سفيان من قوله: في حديثه خلل، كلام لا يخلو من مثله إمام وليس هو بمقبول من قائله.

الخامس: أنه سكت عن الضعيف الموجود في السند الذي به أعله الحفاظ وانتقل إلى غيره من الثقات، فإن علة الحديث هو سعيد بن محمد الثقفي الوراق فإن فيه مقالًا، وبه تعقب الذهبي على الحاكم قوله: غريب صحيح الإسناد ولم يخرجاه فقال: بل الوراق تركه الدارقطني وغيره اهـ.

وبه أعله أيضًا الحافظ البوصيري في زوائد ابن ماجه فقال: في إسناده سعيد بن محمد الوراق الثقفي ضعفوه، ووثقه ابن حبان والحاكم.

السادس: حديث ابن عمر الذي استدركه قد ذكره المصنف فيما سيأتي في حرف "الكاف" في حديث: "كف عنا جشاءك"، وهناك أبسط الكلام عليه وعلى حديث أبي جحيفة إن شاء اللَّه تعالى.

ص: 455

1022/ 2218 - "إِنَّ أَكَثَرَ شُهَدَاءِ أُمَّتِي لأَصْحَابُ الفُرُش، وَرُبَّ قَتِيلٍ بين الصَّفَّينِ اللَّه أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ".

(حم) عن ابن مسعود

قال في الكبير: جزم المصنف بعزوه لأحمد عن ابن مسعود غير جيد؛ لأن أحمد إنما قال: عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة أن أبا محمد أخبره -وكان من أصحاب ابن مسعود- أنه حدثه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذلك، قال الهيثمي: هكذا رواه أحمد ولم أره ذكر ابن مسعود، والظاهر أنه مرسل وفيه ابن لهيعة وبقية رجاله ثقات اهـ. نعم، قال ابن حجر في الفتح: الضمير في "أنه" لابن مسعود فإن أحمد خرجه في مسند ابن مسعود، قال: ورجال سنده موثقون.

قلت: وحينئذ فما صنعه المصنف جيد.

1023/ 2222 - "إِنَّ أَمْرَ هَذِه الأُمَّةِ لَا يَزَالُ مُقَاربًا حتَّى يَتكلَّمُوا فِي الوِلْدَانِ والقَدَرِ".

(طب) عن ابن عباس

قال الشارح: ورجاله رجال الصحيح.

وقال في الكبير: قال الهيثمي بعد ما عزاه للبزار والطبراني: رجال البزار رجال الصحيح اهـ. وقضيته [أن] رجال الطبراني ليسوا كذلك، فلو عزاه المصنف للبزار لكان أولى.

قلت المصنف لم يعزه للبزار لأنه ليس مصدرًا عنده بما هو مصدر عند الطبراني، وقد أخرجه ابن حبان أيضًا:

حدثنا الحسن بن سفيان ثنا يزيد بن صالح السكري وعمر بن أبان الواسطي قالا: حدثنا جرير بن حازم سمعت أبا رجاء العطاردي سمعت ابن عباس على المنبر يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يزال أمر هذه الأمة قوامًا أو مقاربًا ما لم يتكلموا في الولدان والقدر".

ص: 456

وأخرجه أيضًا الضياء المقدسي من هذا الوجه، فهذا لفظ يدخل في حرف اللام ألف فهذا عذر المصنف، ولكن الشارح لا عذر له في قوله في الصغير عقب عزو المصنف له إلى الطبراني: رجاله رجال الصحيح، مع إقراره في الكبير بأن رجال الطبراني ليسوا كذلك.

1024/ 2225 - "إِنَّ أُنَاسًا مِن أُمَّتِي يَسْتَفْقهُونَ في الدِّينِ وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ، ويقُولُون: نَأْتِي الأُمَرَاءَ فَنُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُم، وَنَعْتَزِلُهُم بِدِيننَا، ولا يَكون ذَلِك، كما لَا يُجْتَنَى مِن القَتَادِ إِلَّا الشُّوكُ، كذَلِك لَا يُجْتَنَى مِنْ قُربِهِم إِلَّا الخَطَايَا".

(هـ) عن ابن عباس

قلت: سكت عنه الشارح فلم يتكلم على سنده ولا ذكر من خرجه غير ابن ماجه وهو منه قصور، فإن الحديث من رواية عبيد اللَّه بن أبي بردة عن ابن عباس، وعبيد اللَّه المذكور لا يعرف، لكن رواه الطبراني والضياء المقدسي في المختارة من الوجه الذي أخرجه منه ابن ماجه -أعني: من رواية يحيى بن عبد الرحمن الكندي- فقال: عن عبيد اللَّه بن المغيرة أبي بردة، قال الحافظ: ومقتضى هذا أن يكون عبيد اللَّه ثقة عند الضياء.

قلت: وأخرجه الدولابي في الكنى وصرح باسم والده أيضًا وزاد أن كنيته أبو المغيرة فقال:

حدثني محمد بن عبد اللَّه بن مخلد ومحمد بن سفيان وأخبرني أحمد بن شعيب قالوا: حدثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو شيبة يحيى بن عبد الرحمن الكندي عن أبي المغيرة عبيد اللَّه بن المغيرة عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن أناسًا من أمتي سيقرءون القرآن ويتفقهون في الدين، يأتيهم الشيطان فيقول: لو أتيتم الملوك فأصبتم من دنياهم واعتزلتموهم بدينكم، ألا ولا يكون ذلك".

ص: 457

1025/ 2231 - "إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ العُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ هو أَسْفَلُ مِنْهُم، كَمَا تَرَوْنَ الكَوْكَبَ الطَّالِعَ فِي أُفُقِ السَّمَاء، وإِنَّ أَبَا بَكرٍ وعُمَرَ مِنهم وأَنْعَمَا".

(حم. ت. هـ) عن أبي سعيد (طب) عن جابر بن سمرة، ابن عساكر عن ابن عمرو، وعن أبي هريرة

قال الشارح: بالتحريك، ابن عساكر عن ابن عمرو وعن أبي هريرة.

قال الشارح: وذكر الديلمي أن الشيخين خرجاه.

قلت: ما خرجه الشيخان بهذا اللفظ، والديلمي قال ذلك عن حديث أبي سعيد المذكور في الأصل قبل هذا معزوا لأحمد والشيخين، ثم ما قاله الشارح في ضبط سمرة خطأ واضح لا يستريب فيه أحد.

هذا وحديث أبي سعيد الخدري رواه مجالد بن سعيد عن أبي الوداك عن أبي سعيد.

ورواه عطية العوفي عن أبي سعيد، ثم رواه عن عطية خلق منهم: سالم بن أبي حفصة والأعمش وعبد اللَّه بن صهبان وابن أبي ليلى وكثير النواء وإسماعيل بن أبي خالد وأبو حنيفة والهيثم بن حبيب وإسماعيل بن سميع ومسعر والمسعودي وإبراهيم بن سليمان وسوار بن مصعب وسالم المرادي وأبو الضحاك.

فرواية الخمسة الأوائل عند الترمذي.

وروى طريق الأعمش أيضًا ابن ماجه والدينوري في المجالسة والبغوي في التفسير في سورة طه.

ورواية إسماعيل بن أبي خالد عند أحمد (3/ 50).

ص: 458

ورواية أبي حنيفة في جامع مسانيده (1/ 225).

ورواية الهيثم بن حبيب في معجم الطبراني الصغير (ص 71).

ورواية إسماعيل بن سميع فيه أيضًا (ص 118).

ورواية مسعر عند ابن منده في فوائده (ص 329) من المجموعة المحفوظة بدار الكتب المصرية.

قال ابن منده:

ثنا محمد بن سعيد بن إسحاق ثنا أبو عمرو أحمد بن حازم ثنا علي بن قادم عن مسعر عن عطية به.

ورواها أيضًا أبو نعيم في الحلية (7/ 250)، والخطيب (4/ 64).

ورواية المسعودي عند الخطيب أيضًا (2/ 394).

ورواية إبراهيم بن سليمان بن أبي إسماعيل المؤدب عنده أيضًا (3/ 195) وعند الذهبي في تذكرة الحفاظ من طريق غيره (2/ 62).

ورواية سالم المرادي في الثقفيات:

حدثنا أبو عمرو محمد بن محمد بن بالويه الصائغ ثنا محمد بن يعقوب الاسم ثنا أحمد بن يونس الضبي ثنا محمد بن عبيد الطنافسي ثنا سالم المرادي عن عطية به.

وأما رواية مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد فهي عند أحمد في المسند (3/ 61)، وقال ابن حبان في الضعفاء [3/ 11]: حدثنا الصوفي ثنا يحيى ابن معين ثنا ابن أبي زائدة عن مجالد به.

1026/ 2235 - "إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ لَيَحْتَاجُونَ إِلَى العُلَمَاء فِي الْجَنَّةِ وذَلِك أَنَّهُم يَرَوْنَ (1) اللَّه تَعَالى (2) كُلَّ جُمُعَةٍ، فَيَقُولُ لَهُم: تَمَنَّوا عليَّ مَا شِئْتُم،

(1) في المطبوع من الفيض: "وذلك أنهم يزورون اللَّه تعالى. . . ".

(2)

في المطبوع من الفيض: "يزورون اللَّه تعالى في كل جمعة. . . ".

ص: 459

فَيَلْتَفِتونَ إِلى العُلماءِ فَيقولُون: ماذا نَتَمَنَّى؟ فَيَقُولُون: تَمنُّوا عليه كذا وكذا، فهُم يَحْتَاجُون إِليهم في الجنَّةِ كما يَحْتَاجُون إِليهم فِي الدنيا".

ابن عساكر عن جابر

قلت: هذا حديث موضوع ظاهر البطلان لا يخفى أمره على صغار طلبة هذا الفن فما أدري كيف استجاز المؤلف ذكره؟! وهو من منفردات مجاشع بن عمرو الكذاب الوضاع، ومن العجيب كون الشارح نقل عن الذهبي الحكم بوضعه، ثم قال في الصغير: إنه ضعيف.

1027/ 2240 - "إِنَّ أَهْلَ البَيْتِ لَيَقِلُّ طعمُهُم فَتَسْتَنِيرُ بُيُوتُهم".

(طس) عن أبي هريرة

قال: بإسناد ضعيف

قلت: الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات من عند العقيلي وأعله بعبد اللَّه بن المطلب لأنه مجهول، وبشيخه الحسن بن ذكوان لأن أحمد قال:

أحاديثه أباطيل وأقره المصنف على وضعه، والشارح نقل ذلك في كبيره ثم في الصغير اقتصر على قوله: إسناده ضعيف، فهذا تلاعب، والمصنف أيضًا يلام على إيراده في هذا الكتاب الذي صانه عما انفرد به وضاع أو كذاب.

1028/ 2241 - "إِنَّ أَهْلَ البَيْتِ إِذَا تَواصَلُوا أَجْرَى اللَّه عَلِيهم الرِّزْقَ وَكَانُوا في كَنَفِ اللَّهِ".

(عد) وابن عساكر عن ابن عباس

قال في الكبير: ورواه عنه ابن قال والحاكم والديلمي، فاقتصار المصنف على ذينك غير جيد لإيهامه.

قلت: لا أدري ما فيه من الإيهام؟ ولا أحد يدري أن عزو الحديث إلى كتاب أو كتابين من أصول الحديث وعدم استقصاء الجميع الذي لا يدخل في طوق البشر فيه إيهام، ثم لا أدري يوهم ماذا؟!

ص: 460

لكن الذي يوهم أعظم الإيهام هو إطلاق الشارح عزوه إلى الحاكم فإن المقرر عند أهل الحديث أن الإطلاق إلى الحاكم لا يكون إلا إذا كان الحديث في صحيحه فإذا كان في غيره قيد، فإطلاق الحاكم كالصريح على أنه في المستدرك والواقع ليس كذلك بل هو عنده في التاريخ، والعزو إلى الصحيح مؤذن بالصحة.

إلا ما تعقب، وإلى التاريخ مؤذن بالضعف، فاعجب لجهل الشارح.

والحديث قال فيه الحاكم في التاريخ:

حدثنا أحمد بن محمد بن نصر بن إسكاف ثنا حامد بن سهل ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش عن الثوري عن عبيد اللَّه بن الوليد عن عطاء عن ابن عباس به.

وقال ابن لال:

حدثنا عبد الرحمن بن حمدان ثنا محمد بن عبدة المصيصي ثنا هشام بن عمار به.

ثم إن الشارح قال: فيه هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش وقد سبق ما فيهما من المقال.

قلت: وقد سبق لنا أيضًا ما فيك من المقال وأنك لا تعرف من الحديث إلا تسويد الورق بالانتقاد الباطل على المصنف الحافظ الإِمام، فعلة الحديث عبيد اللَّه بن الوليد الوصافي فإنه ضعيف متروك راويةٌ للمناكير، لا هشام بن عمار ولا إسماعيل بن عياش.

1029/ 2242 - "إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ لَا يَسمَعُونَ شَيْئًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ إِلا الأَذَانَ".

أبو أمية الطرسوسي في مسنده (عد) عن ابن عمر

ص: 461

قال في الكبير: قال ابن الجوزي: حديث لا يصح فيه يحيى بن عبيد اللَّه الوصافي، قال: يحيى ليس بشيء، والنسائي: متروك.

قلت: ما قال ابن الجوزي: يحيى بن عبيد ولا هو في سنده أصلًا وإنما الذي في سنده عبيد اللَّه بن الوليد الوصافي المذكور في الحديث قبله وفي ترجمته خرجه ابن عدي وابن حبان في الضعفاء أيضًا فقال:

حدثنا أبو يعلى ثنا أحمد بن جناب ثنا عيسى بن يونس عن عبيد اللَّه الوصافي عن محارب بن ديثار عن ابن عمر به.

وقال أبو الشيخ:

حدثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا الأحمسي ثنا المحاربي عن عبيد اللَّه بن الوليد به.

1030/ 2243 - "إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ إِذَا جَامَعُوا نِسَاءَهُم عَادُوا أبْكَارًا".

(طص) عن أبي سعيد الخدري

قال الشارح في الكبير: لفظ رواية الطبراني: "عدن أبكارًا" وهو القياس، فقول المؤلف:"عادوا" سبق قلم، ثم قال: قال الهيثمي: فيه معلي بن عبد الرحمن الواسطي وهو كذاب.

قلت: كذب الشارح على الطبراني في قوله: لفظ روايته: "عدن" بالنون وإنما رأى ما في الأصل مخالفًا للقياس فجزم بأنه سبق من قلم المصنف وأن رواية الطبراني على الصواب وصرح بنسبة ذلك إليه لقلة عقله وأمانته، فالحديث في معجم الطبراني (ص 49) باللفظ الذي ذكره المصنف.

وكذلك خرجه الخطيب في التاريخ (6/ 53) في ترجمة إبراهيم بن جابر أبي إسحاق الفقيه من طريق الطبراني أيضًا.

وكذلك نقله الحافظ الهيثمي في الزوائد (10/ 417) وعزاه للبزار والطبراني، وقد رأى الشارح ذلك فيه كما رآه في الطبراني لأنه نقل نص كلامه في

ص: 462

الإسناد، ومع ذلك فقد تعمد الكذب على الطبراني ليوهم المصنف.

1031/ 2244 - "إِنَّ أَهْلَ المَعْرُوف فِي الدُّنيا أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ، وإِنَّ أَهْلَ المُنْكَرِ فِي الدنيا أَهْلُ المُنْكَرِ فِي الآخِرَةِ".

(طب) عن سلمان، وعن قتيبة بن برمة، وعن ابن عباس (حل) عن أبي هريرة، (خط) عن علي، وعن أبي الدرداء

قال في الكبير في حديث سلمان: قال ابن الجوزي: لا يصح، فيه هشام بن لاحق، قال أحمد: تركت حديثه، وقواه النسائي، وبقية رجاله ثقات، وفي حديث قبيصة مختلف في صحبته، وفيه علي بن أبي هاشم، وفي حديث ابن عباس فيه عبد اللَّه بن هارون القروي وهو ضعيف ذكره الهيثمي، وفي حديث علي قال ابن الجوزي: لا يصح؛ إذ فيه محمد بن الحسين البغدادي كان يسمي نفسه لاحقًا وقد وضع على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما لا يحصى ذكره الخطيب، وفي حديث أبي الدرداء فيه هيدام بن قتيبة قال ابن الجوزي: مجهول.

قلت: في هذا أمور، الأول: حديث سلمان إنما ينكر منه رفعه ووصله وإلا فقد ورد من طرق أخرى من رواية أبي عثمان النهدي عن سلمان موقوفًا وبدون سلمان مرسلًا، وكلاهما شاهد لرواية هشام بن لاحق؛ إذ الموقوف الذي من هذا القبيل في حكم المرفوع، فالموقوف رواه البخاري في الأدب المفرد:

ثنا الحسن بن عمر ثنا معتمر قال: ذكرت لأبي حديث أبي عثمان النهدي عن سلمان أنه قال: "أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة" فقال: إني سمعته من أبي عثمان يحدثه عن سلمان.

والمرسل رواه البخاري في الأدب المفرد من طريق عبد الواحد وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق من طريق ابن شهاب (1)، والخرائطي في المكارم أيضًا من طريق سفيان الثوري كلهم عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال: قال

(1) لم أجده في مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا، بل في قضاء الحوائج (ص 31، رقم 16).

ص: 463

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة" لفظ ابن أبي الدنيا.

الثاني: قال في حديث قبيصة: فيه علي بن أبي هاشم ولم يذكر بعده شيئًا ولعله سقط من قلم الناسخ، والمقصود تضعيف الحديث به وهو ثقة من رجال الصحيح روى عنه البخاري في صحيحه وتكلموا فيه لأجل الوقف، وذلك أمر لا دخل له في العدالة والرواية.

الثالث: أن فيه راويًا لم يسم لم يذكره وأعله بالقصة.

الرابع: حديث قبيصة خرجه البخاري في الأدب المفرد:

ثنا علي بن أبي هاشم قال: حدثني ابن عمر بن زيد بن قبيصة بن زيد الأسدي عن فلان قال: سمعت برمة بن ليث بن برمة أنه سمع قبيصة بن برمة الأسدي قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: "أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة"، فعدم استدراكه بالبخاري قصور منه على طريقته، أما المصنف فغير وارد عليه لأنه غير مصدر بـ "أن" في رواية البخاري.

الخامس: حديث عبد اللَّه بن عباس ورد من طريق أخرى ليس فيها عبد اللَّه ابن هارون فأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (1) وأبو نعيم في تاريخ أصبهان كلاهما من طريق محمد بن عمر وأبو أحمد البلخي:

ثنا عبد اللَّه بن منصور الحراني عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأصبهاني عن عطاء عن ابن عباس به مرفوعًا بزيادة: "قيل: وكيف ذلك؟ قال: إذا كان يوم القيامة جمع اللَّه أهل المعروف فقال: قد غفرت لكم على ما كان منكم: وصانعت عنكم عبادي ووهبت لكم حسناتكم فهبوها اليوم لمن شئتم؛ لتكونوا أهل المعروف في الدنيا وأهل المعروف في الآخرة" وهي زيادة غريبة فليكشف

(1) ليس في مكارم الأخلاق، بل قضاء الحوائج (ص 32، رقم 18).

ص: 464