المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

عن رجال هذا الحديث، وأبو أحمد البلخي هو شيخ ابن - المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي - جـ ٢

[أحمد بن الصديق الغماري]

الفصل: عن رجال هذا الحديث، وأبو أحمد البلخي هو شيخ ابن

عن رجال هذا الحديث، وأبو أحمد البلخي هو شيخ ابن أبي الدنيا فيه.

السادس: حديث علي ورد من طريقين آخرين أحدهما عند الخطيب أيضًا والثاني عند الحاكم في المستدرك، فإعراض الشارح عنهما قصور عجيب منه ومن ابن الجوزي، وقد ذكرت أسانيده في المستخرج على مسند الشهاب.

السابع: حديث أبي هريرة أخرجه أيضًا الطبراني في المعجم الصغير وفي مكارم الأخلاق له والقضاعي في مسند الشهاب، فعدم استدراك الشارح بهذا قصور منه لا سيما وهو قد رتب أحاديث الشهاب.

‌فائدة

هذا الحديث متواتر على شرط المصنف وإن لم يذكره في الأزهار المتناثِرة لأنه ورد من عشرة طرق فأكثر وهي الطرق الستة التي ذكرها هنا.

والثامن: حديث أبي موسى.

والتاسع: حديث أنس.

والعاشر: حديث ابن عمر.

والحادي عشر: حديث أم سلمة.

والثاني عشر: حديث أبي أمامة وهو المذكور بعده.

والثالث عشر. مرسل سعيد بن المسيب.

والرابع عشر: مرسل أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، وقد ذكرت الجميع بأسانيده في المستخرج وللَّه الحمد.

1032/ 2224 - "إِنَّ أَهْلَ الشَّبَعِ فِي الدُّنيَا هُمْ أَهْلُ الجُوعِ غدًا فِي الآخِرَةِ".

(طب) عن ابن عباس

قال الشارح: قال المنذرى: إسناده حسن، وقال الهيثمي: فيه يحيى بن سليمان

ص: 465

القرشي الحضرمي، وفيه مقال، وبقية رجاله ثقات.

قلت: لو لم يكن الحافظ المنذري حسنه لهول الشارح على المصنف بكلام الهيثمي ولو وقف على الحديث في أصل المعجم لأطال في الضجيج ولكن اللَّه سلم، فإن الحديث عند الطبراني في أوله حديث آخر غريب عجيب فاسمعه، قال الطبراني:

حدثنا جبير بن عيسى المقري المصري ثنا يحيى بن سليمان القرشي ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن موسي بن عمران مر برجل وهو يضطرب فقام يدعو اللَّه له أن يعافيه فقيل له: يا موسى إن الذي يصيبه ليس هو خبط من إبليس ولكن جوع نفسه لي فهو الذي ترى، إني انظر إليه كل يوم مرات، فمره ليدع لك فإن له عندي كل يوم دعوة، وقال صلى الله عليه وسلم: إن أهل الشبع. . . "، وذكره.

ورواه أبو نعيم في الحلية عن الطبراني ثم قال: غريب من حديث فضيل ومنصور وعكرمة، لم يروه عن فضيل إلا يحيى بن سليمان وفيه مقال.

1033/ 2247 - "إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الإِسْلامِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللَّهِ وتَبْغضَ فِي اللَّهِ".

(حم. ش. هب) عن البراء

قال الشارح: بإسناد حسن.

وقال في الكبير: قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم ضعفه الأكثر.

قلت: ورد الحديث من وجه آخر، قال البخاري في الكنى:

قال أبو أسامة: ثنا أبو اليسع قال: حدثني عمرو بن مرة عن عطاء أبي حمزة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن أوثق عرى الإِسلام الحب في اللَّه والبغض في اللَّه".

ص: 466

ثم إِن حديث البراء في أوله قصة عن البراء قال: "كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي عرى الإِسلام أوسط؟ قالوا: الصلاة، قال: حسنة وما هي بها، قالوا: الزكاة، قال: حسنة وما هي بها، قالوا: صيام رمضان، قال: حسن وما هو به، قالوا: الحج، قال: حسن وما هو به، قالوا: الجهاد، قال: حسن وما هو به، قال: إن أوسط عرى الإِسلام. . . "، وذكره بلفظ:"أوسط" كما في (4/ 286) من المسند.

1034/ 2248 - "إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلامِ".

(د) عن أبي أمامة

قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن أبا داود قد تفرد يه من بين الستة والأمر بخلافه، بل رواه الترمذي وابن ماجه.

قلت: ابن ماجه لم يروه قط بل روى عن أبي أمامة حديثًا آخر سأذكره، وأما الترمذي فروى هذا الحديث من وجه آخر بالمعنى لا باللفظ [رقم 2694] قال الترمذي:

حدثنا علي بن حجر ثنا قران بن تمام الأسدي عن أبي فروة الرهاوي يزيد بن سنان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: "يا رسول اللَّه الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ فقال: أولاهما باللَّه" هذا لفظ الترمذي وهو لا يدخل في هذا الكتاب أصلًا فضلًا عن هذا الحرف كما يعلمه الشارح.

وأما ابن ماجه فقال [أدب: 11]:

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد عن أبي أمامة قال: "أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام"، فهذا حديث آخر ذكره صاحب الأطراف وحده ولم يضمه إلى الأول.

1035/ 2250 - "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُجَازَى بِهِ المؤمنُ بَعْدَ مَوتِهِ أَنْ يُغْفَرَ لِجمِيعِ مَنْ تَبِعَ جِنَازَتَهُ".

عبد بن حميد والبزار (هب) عن ابن عباس

ص: 467

قال في الكبير: وضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه مروان بن سالم الشامي ضعيف، وفي الميزان عن الدارقطني: متروك، ثم ساق هذا الخبر من مناكيره، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.

قلت: إن كل حديث يورده ابن الجوزي في الموضوعات ولا يوجد شيء كثير في الباب يتعقب به عليه يقول عنه الشارح: وتعقبه المصنف فلم يأت بطائل، ولما كان هنا شيء كثير في الباب وكتب المصنف في التعقب على ابن الجوزي نحو صحيفة سكت الشارح عن ذلك وضرب عنه صفحًا، مع أن المصنف ما هو من أقرانه ولا هو من أهل عصره فكيف لو كان معاصرًا له؟! فإنا للَّه وإنا إليه راجعون، فراجع صحيفة (2/ 229) من اللآلئ المصنوعة والصحيفة التي بعدها تر ما يسرك من طرق هذا الحديث وشواهده.

ومما لم يذكره الحافظ السيوطي هناك كون أبي نعيم خرج حديث أبي هريرة في تاريخ أصبهان فقال [2/ 298]:

حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر المقري الصابوني ثنا أبو الفضل العباس بن الوليد بن شجاع ثنا أبو صالح أحمد بن راشد المروزي ثنا عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية الزعفراني ثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول كرامة المؤمن على اللَّه أن يغفر لمن شيع جنازته".

وقال يحيى بن صالح في نسخته:

حدثنا حفص بن عمر ثنا موسى بن حبيب عن يحيى بن كثير عن. . . (1) عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول ما يتحف به المؤمن في قبره أن يغفر لجميع من اتبع جنازته"، هكذا وقع في الأصل إسقاط من بعد يحيى بن كثير.

(1) بياض في الأصل نبه عليه المؤلف بعد سطرين.

ص: 468

1036/ 2253 - "إنَّ أوَّلَ مَا يُسْأَلُ عنه العبدُ يَومَ القِيَامةِ من النَّعِيمِ أَنْ يُقَالَ له: أَلم نُصِحَّ لك جِسمَكَ وَنَرْوِيكَ من المَاءِ البَارِدِ؟ ".

(ت. ك) عن أبي هريرة

قلت: أخرجه الحاكم أيضًا في علوم الحديث (ص 187)، والدينوري في المجالسة قال:

حدثنا عباس بن محمد الدوري ثنا شبابة بن سوار ثنا عبد اللَّه بن العلاء عن الضحاك بن عبد اللَّه عن أبي هريرة به مثله.

1037/ 2254 - "إِنَّ بَابَ الرِّزْقِ مَفْتُوحٌ مِن لَدُنِ العَرْشِ إِلَى قَرَارِ بَطْنِ الأَرْضِ، يَرْزُقُ اللَّهَ كُلَّ عَبدٍ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ وَنَهْمَتِه (1) ".

قال (ش) في الكبير: وكذلك رواه ابن عدي كلاهما عن علي بن سعيد بن بشير عن أحمد بن عبد اللَّه بن نافع بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر عن الزبير به. . . إلخ. أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال: عبد اللَّه يروى الموضوعات عن الأثبات وأقره المؤلف على ذلك في مختصر "الموضوعات" وقال قبله في الكلام على معنى الحديث: وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه، بل له بقية:"إن اللَّه تعالى يحب السخاء ولو بفلق تمرة، ويحب الشجاعة ولو بقتل الحية والعقرب".

قلت: في كلامه أوهام وأباطيل، الأول: أنه أسقط من الإسناد كما ستراه مصححًا.

الثاني: أنه كذب في قوله: كلاهما عن علي بن سعيد بن بشير، فإن أبا نعيم لم يروه عنه.

(1) في المطبوع من الفيض: "يرزق اللَّه كل عبد على قدر مهنته وهمته".

ص: 469

الثالث: أنه كذب أيضًا في قوله: إن للحديث بقية لم يذكرها المصنف، فإن المصنف عزا الحديث لأبي نعيم وحده، وأبو نعيم ليست عنده الزيادة بل هي عند ابن عدي الذي لم يتعرض له المصنف، فاسمع نص الحديث عند أبي نعيم بسنده ومتنه، قال أبو نعيم [10/ 73]:

حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر حدثنا خالي عبد اللَّه بن محمود بن الفرج ثنا أبي محمود بن الفرج ثنا أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي ثنا أحمد بن عبد اللَّه بن نافع بن ثابت حدثني أبي عن عبد اللَّه بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال لي الزبير: "مررت برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجذب عمامتي فالتفت إليه فقال لي: يا زبير إن باب الرزق مفتوح من لدن العرش إلى قرار بطن الأرض يرزق اللَّه كل عبد على قدر همته ونهمته".

أما ابن عدي فقال:

حدثنا علي بن سعيد بن بشير ثنا أحمد بن عبد اللَّه بن نافع به، وزاد بعد قوله:"فيرزق اللَّه كل عبد على قدر همته، يا زبير: إن اللَّه يحب السخاء. . . " إلى آخر ما ذكره الشارح.

الرابع: ذكر ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات ولم يتعقبه المصنف بشيء كما حكاه الشارح، فأين علمه هو ومعرفته واطلاعه؟ فلنذكر نحن ما وقفنا عليه من طرقه لنبين أن ابن الجوزي أخطأ في الحكم بوضعه لأن عبد اللَّه بن محمد الزبيري لم ينفرد به بل ورد من حديث ابن عباس ومن حديث أنس.

أما حديث ابن عباس فقال أبو نعيم في الحلية [10/ 216] في ترجمة أحمد بن مسروق:

حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو العباس بن مسروق ثنا خالد بن عبد الصمد ثنا عبد الملك بن قريب الأصمعي قال: حدثني القاسم بن سلام مولى الرشيد أمير

ص: 470

المؤمنين وكان من أهل الدين والأدب عن الرشيد عن المهدي عن أبيه عن محمد ابن علي عن أبيه عن ابن عباس قال: "بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عن الزبير إمساك فأخذ بعمامته فجذبها إليه وقال: يا ابن العوام أنا رسول اللَّه إليك وإلى الخاص والعام، يقول اللَّه عز وجل: أنفِقْ أنفِقُ عليك، ولا ترد فيشتد عليك الطلب، إن في هذه السماء بابًا مفتوحًا ينزل منه رزق كل امرئ بقدر نفقته أو صدقته ونيته، فمن قلل قلل له ومن كثر كثر عليه، فكان الزبير بعد ذلك يعطي يمينًا وشمالًا". وأما حديث أنس فقال الدارقطني:

حدثنا عبيد اللَّه بن عبد الصمد ثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم ثنا هارون بن عبد اللَّه الزهري عن الواقدي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن أنس قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا زبير، مفاتيح الرزق بإزاء العرش ينزل اللَّه للعباد أرزاقهم على قدر نفقاتهم، فمن كَثَّر كُثِّر له ومن قَلَّل قُلِّلَ له".

هكذا رواه الديلمي في مسند الفردوس من طريق الدارقطني به، ولعله في الأفراد أو العلل.

ورواه الخطيب فيمن حدث ونسى وفي التاريخ مطولًا وفيه قصة، قال الخطيب:

أخبرنا أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست البزار ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري ثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي بمصر ثنا هارون بن عبد اللَّه الزهري وكان قاضي مصر قال: كتب الواقدي رقعة إلى المأمون يذكر فيها غلبة الدين وغمه بذلك، فوقع المأمون على ظهرها: فيك خلتان: السخاء والحياء، وإما السخاء فهو الذي أطلق ما ملكت، وأما الحياء فهو الذي منعك من اطلاعنا على ما أنت عليه، وقد أمرنا بكذا وكذا، فإن كنا أصبنا إرادتك في بسط يدك فإن خزائن اللَّه مفتوحة، وأنت كنت حدثتني وأنت على قضاء الرشيد عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن

ص: 471

أنس بن مالك: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال للزبير: إن باب الرزق مفتوح بباب العرش، ينزل اللَّه على العباد أرزاقهم على قدر نفقاتهم، فمن قلل قلل له ومن كثر كثر له" قال الواقدي: وكنت قد أنسيت هذا الحديث فكان تذكرته إياي أحب من جائزته.

قال هارون بن عبد اللَّه القاضي الزهري: بلغني أن الجائزة مائة ألف درهم فكأن الحديث أحب إليه من المائة ألف.

1038/ 2255 - "إِنَّ بَني إِسْرَائِيلَ لَمَّا هَلَكُوا قَصُّوا".

(طب) والضياء عن خباب

قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [4/ 362] قال:

حدثنا أبو بكر الآجري ثنا الحسن بن الحباب المقري ثنا الفضل بن سهل (ح) وحدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقري ثنا أبو شعيب الحراني ثنا عبيد اللَّه بن عمر قالا: حدثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن الأجلح عن عبد اللَّه بن أبي الهذيل عن خباب بن الأرت به، قال أبو نعيم: تفرد به أبو أحمد.

1039/ 2259 - "إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةً، فَاغْسِلُوا الشَّعَرَ وانْقُوا البَشَرَةَ".

(د. ت. هـ) عن أبي هريرة

قال في الكبير: بعد أن نقل تضعيفه عن جماعة من الحفاظ وأطال في ذلك حسبما نقله من التلخيص الحبير للحافظ وإن لم يسمه ما نصه: وبعد أن استبان لك شدة ضعفه علمت أن المصنف لم يصب في إيثاره وإهمال ما هو بمعناه وهو حديث صحيح كما جزم به ابن حجر، وهو خبر أبي داود وابن ماجه عن علي مرفوعًا:"من ترك موضع شعرة من جنابة لم يغسلها فعل به كذا وكذا. . . " الحديث بتمامه.

ص: 472

قلت: يريد الشارح من المصنف العاقل أن يورد حديثا أوله حرف "من" وموضعه باب الميم في حرف "إن" من باب الألف، ويدخل حرفًا في حرف، ثم لعمري متى التزم المصنف في كتابه هذا ألا يورد فيه إلا الصحيح ولا يورد الضعيف حتى يتعقب بمثل هذا التعقب؟!.

1040/ 2261 - "إِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ إِلا يَومَ الجُمُعَةِ".

(د) عن أبي قتادة

قال في الكبير: ظاهر سكوت المصنف أن مخرجه أقره والأمر بخلافه، بل أعله بالانقطاع كما نقله الحافظ العراقي وغيره وأقروه، فسكوت المصنف عنه غير صواب.

قلت: بل صواب؛ لأنه ليس من شرطه الكلام على علل الحديث وإنما فائدته العظمى التنبيه على وجود الحديث ومن خرجه، ثم على الواقف البحث والتحقيق، ولو شرع في تعليل الأحاديث لجاء الكتاب في عشرة مجلدات، ثم أعجب للشارح كلما ذكر الحافظ العراقي حلاه بالحافظ لكونه جده من قبل الأم وإذا ذكر الحافظ ابن حجر وهو أحفظ من شيخه العراقي يقول عنه: ابن حجر ولا عليه!.

والحديث ورد من وجه آخر شاهد لحديث أبي قتادة لم يتعرض له الشارح لقصوره، قال الطبراني:

حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن بحر ثنا سويد بن عبد العزيز عن النعمان بن المنذر عن مكحول عن عبد اللَّه بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن جهنم تسعر في كل يوم وتفتح أبوابها إلا يوم الجمعة، فإنها لا تسعر ولا تفتح أبوابها".

1041/ 2266 - "إِنَّ حَقًّا عَلَى المؤمنِينَ أَنْ يَتَوجَّعَ بَعضهم لِبَعْضٍ كَمَا يَأْلَم الجَسَدُ للرَأْسِ".

ص: 473

أبو الشيخ في التوبيخ عن محمد بن كعب القرظي مرسلًا

قلت: قال أبو الشيخ:

حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي رافع عن محمد بن كعب به.

1042/ 2273 - "إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي أَنَّ نَفْسا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتكمِلَ رِزْقَهَا، فاتَّقُوا اللَّه وأَجْمِلُوا في الطَّلَب، وَلَا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمْ اسْتبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبُه بِمَعْصِيَة اللَّه، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يُنَالُ مَا عنده إِلا بِطَاعَتِهِ".

(حل) عن أبي أمامة

قال الشارح: وفيه انقطاع.

قلت: لو كان لأهل العلم محتسب لمنع الشارح من الخوض في الحديث، فإنه قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الطبراني ورواه ابن أبي الدنيا والحاكم عن ابن مسعود، ورواه البيهقي في المدخل وقال: منقطع اهـ.

فهو ينقل في الكبير عن البيهقي أنه قال في حديث ابن مسعود: منقطع، ثم ينقل ذلك ويعديه إلى حديث أبي أمامة بعلة المجاورة ويقول في الصغير عنه: إنه منقطع، وما هو بمنقطع ولكن الشارح عن التحقيق منقطع، قال أبو نعيم [10/ 27]:

حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا يحيى بن صالح الوحاضي ثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة به، وهذا سند لا انقطاع فيه.

أما حديث ابن مسعود فهو منقطع كما قال البيهقي ولكن لا تزر وازرة وزر أخرى، فما ذنب حديث أبي أمامة يلمز أيضًا بالانقطاع؟!

ص: 474