الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجمع الأمريكي اختصاصاته، والمؤسسات التي يديرها:
1-
الكنيسة الوطنية من حيث التوجيه.
2-
الجمعيات التبشرية من حيث التنفيذ.
3-
جمعية الكتاب المقدس من حيث إذاعة الإنجيل.
4-
مشروع لوباخ من حيث محو الأمية.
5-
جمعية الشبان المسيحية من حيث تكوين جيل عصري.
6-
جمعية الشابات المسيحية للغرض السابق.
7-
المدارس:
1-
كلية التجارة بالعطارين بالإسكندرية.
2-
مدارس الأمريكان بالقاهرة.
3-
مدارس الأسقفية الإنكليزية بسراي القبة.
4-
الجامعة الأمريكية.
5-
كلية البنات الأمريكية بشارع رمسيس.
6-
مدرسة الأزبكية للبنات بالقاهرة.
7-
كلية أسيوط الأمريكية بأسيوط.
8-
كلية البنات الأمريكية بأسيوط.
9-
كلية البنات الأمريكية بالأقصر.
8-
المستشفيات:
1-
مستشفى منوف بالمنوفية.
2-
مستشفى طنطا الأمريكي بطنطا.
3-
مستشفى هرمل الإنكليزي بالقاهرة.
4-
مستشفى أسيوط الأمريكي بأسيوط.
5-
مستشفى الجرمانية بأسوان.
9-
الملاجئ:
1-
ملجأ ليليان تراشر بأسيوط.
2-
الملجأ الإنجيلي بحلوان الحمامات.
10-
مدارس الاحد ذات نظام توجيهي.
المجمع العربي
مجمع الوجه البحري
1-
القاهرة............... 15 كنيسة
2-
الإسكندرية.......... 3 كنيسة
3-
بورسعيد............. 3 كنيسة
4-
الإسماعيلية........... 1 كنيسة
5-
السويس............. 2 كنيسة
6-
كفر الدوار......... 2 كنيسة
7-
دمنهور............ 2 كنيسة
8-
طنطا.............. 3 كنيسة
9-
كفر الزيات....... 1 كنيسة
10-
المحلة الكبرى.... 2كنيسة
11-
المنصورة........ 2 كنيسة
12-
السنبلاوين..... 1 كنيسة
13-
الزقازيق....... 1 كنيسة
14-
بلبيس......... 1 كنيسة
15-
ميت غمر..... 1 كنيسة
16-
بنها........... 1 كنيسة
17-
منوف......... 1 كنيسة
18-
قليوب........ 1 كنيسة
19-
منيا القمح.... 1 كنيسة
20-
القناطر الخيرية
…
1 كنيسة
21-
شبين الكوم...... 1كنيسة
46
رسم تخطيطي
رسم تخطيطي
في الرسم البياني بالصفحة رقم 27، 28 وضحت ما استطعت من عملية الحصر الدقيق للجهاز الكنسي حيث يتبين بجلاء أن سياسة التوجيه العليا هي لإتحاد الكنائس.
وينتهي التدرج الهرمي إلى القاعدة التي تمثل الكنيسة، والكنيسة هي الوحدة الأولى التي يقوم عليها هذا البناء البرلماني الكبير.
وما يجب توضيحه أكثر أن القسيس راعي الكنيسة يمثل شعب الكنيسة أمام المجمع، فأمام السنودس، وله حق إبداء الآراء، وحق تقديم الإقتراحات التي تتحول إلى قرارات، ولذلك يشكل مركز القسيس الراعي من حيث هذا التمثيل - شخصية كاملة المعالم، هي موضع ثقة شعب كنيسته وتقديرهم.
وقبل الاستطراد في إعطاء البيانات الدقيقة عن الرسمين بالصفحتين 27، 28 - أرى لزاماً علي أن أشير إلى العمل التبشيري.
فالاستشراق والتبشير صنوان لا يختلفان في الهدف وفي الصف، ومن أقوال زعماء المبشرين والمستشرقين عن أهداف التبشير قول لورانس براون:"إذا اتحد المسلمون في أمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا، وأمكن أن يصبحوا نعمة له أيضاً، أما إذا ظلوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا قوة ولا تأثير".
ويفصح القس كالهون سيمون عن رغبة التبشير في تفريق المسلمين التي عبر عنها براون فيما قبل بقوله: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب السود، وتساعدهم على التخلص من السيطرة الأوروبية، ولذلك كان التبشير عاملاً مهماً في كسر شوكة هذه الحركات. ذلك لأن التبشير يعمل على إظهار الأوروبيين في نور جديد جذاب، وعلى سلب الحركة الإسلامية من عنصر القوة والتمركز فيها".
فوحدة المسلمين إذن في نظر التبشير يجب أن تفتت وأن توهن، ويجب أن يكون هدف التبشير هو التفرقة في توجيه المسلمين وإتجاهاتهم.
وهناك بجانب تفتيت وحدة المسلمين - كهدف للمبشرين - هدف آخر هو درء خطر وحدتهم وإمتداد سلطانهم باستعمار الشعوب الأوروبية واستغلالها واستنزافها ثرواتها، وفي هذا المعنى يقول لورانس براون أيضاً:"الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام، وفي قوته على التوسع والإخضاع وفي حيويته، إنه جدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوروبي".
ويرى المستشرق الألماني بيكر: "أن هناك عداء من النصرانية للإسلام بسبب أن الإسلام عندما أنتشر في العصور الوسطى أقام سداً منيعاً في وجه الاستعمار وإنتشار النصرانية، ثم أمتد إلى البلاد التي كانت خاضعة لصولجانها".
فهدف التبشير والاستشراق إذن هو تمكين الأوروبي المسيحي من البلاد الإسلامية كما يبدو واضحاً من أقوال زعماء التبشير والاستشراق وكما لمسته في حياتي الأولى. ومن هذا يضع التبشير والاستشراق النقط فوق الحروف، ويتضح أن التبشير والاستشراق مقدمة أساسية للاستعمار الأوروبي، كما أنه سبب مباشر لتوهين قوة المسلمين:"ولقد كانت الدول الأجنبية تبسط حمايتها على مبشريها في بلاد الشرق، لأنها تعدهم حملة لتجارتها وآرائها ولثقافتها في تلك البلاد. بل لقد كان ثمت ما هو أعظم من هذا عندها: لقد كان المبشرين يعملون بطرق مختلفة - كالتعليم مثلاً - على تهيئة شخصيات شرقية لا تقاوم التسلط الأجنبي".
والأمثلة في هذا واضحة كل الوضوح، ففي ميدان السياسة بعض من زعماء الوفد المصري، وفي ميدان الأدب أحد عمداء كلية الآداب بجامعة القاهرة، وعفا الله عما سلف.
ويشرفني أن أنتهي إلى ما قرره السيد الدكتور محمد البهي وزير الأوقاف السابق في مقدمة كتابه (المبشرون والمستشرقون ص 1 و2) بقوله: "وإذا كان من دواعي الحكم الوطني في مصر الحديثة الثائرة عزل عملاء السياسة وإبعادهم عن مجال الحياة السياسية - فإن من صالح قيادة الأمة، كشعب موحد الإتجاه قوي في أحاسيسه المشتركة، أن ينحي عملاء التبشير والاستشراق عن جوانب التوجيه العام. سواء في التثقيف أو النشر أو الصحافة أو الإذاعة.
إن عملاء التبشير والاستشراق - وهم عملاء الاستعمار في مصر
والشرق الإسلامي - هم الذين دربتهم الدعوة - دعوة التبشير - على إنكار المقومات التاريخية والثقافية الروحية في ماضي هذه الأمة، وعلى التنديد والاستخفاف بها. وهم الذين وجههم كتاب الاستشراق إلى أن يصوغوا هذا الإنكار والتنديد والاستخفاف في صورة البحث، وعلى أساس من أسلوب الجدل والنقاش في الكتابة أو الإلقاء عن طريق المحاضرة أو الإذاعة.
إن التبشير والاستشراق كلاهما دعامة الاستعمار في مصر والشرق الإسلامي. كلاهما دعوة إلى توهين القيم الإسلامية، والغض من اللغة العربية الفصحى، وتقطيع أواصر القربى بين الشعوب الإسلامية، والتنديد بحال الشعوب الإسلامية الحاضر، والإزدراء بها في المجالات الدولية العالمية.
والتبشير والاستشراق في ذلك سواء، والفرق بينهما هو أن الاستشراق أخذ صورة البحث، وأدعى لبحثه الطابع العلمي الأكاديمي، بينما بقيت دعوة التبشير في حدود مظاهر العقلية العامة، وهي العقلية الشعبية.
استخدم الاستشراق الكتاب والمقال في المجالات العلمية، وكرسى التدريس في الجامعة، والمناقشة في المؤتمرات العلمية العامة.
أما التبشير فقد سلك طريق التعليم المدرسي في دور الحضانة ورياض الأطفال والمراحل الإبتدائية والثانوية للبنين والبنات على السواء، كما سلك سبيل العمل الخيري الظاهري في المستشفيات ودور الضيافة والملاجئ للكبار، ودور اليتامى. ولم يقصر التبشير
في استخدام النشر، والطباعة، وعمل الصحافة - في الوصول إلى غايته.
إن البلاد العربية والإسلامية في يقظتها الحالية تتعثر في خطاها نحو التماسك الداخلي بسبب الرواسب التي تخلفت عن التنبشير والاستشراق، وبسبب آخر له وزنه وأثره في هذا التعثر، وهو ضعف المواجهة التي يلقاها في البلاد الإسلامية، هذان هما العاملان القويان في تركيز الاستعمار وبعثرة القوى الوطنية في كل بلد عربي وإسلامي.
وطريق التبشير لتوهين المسلمين لم يكن بالدعوة إلى المسيحية والعمل على ارتداد المسلمين إلى النصرانية، وإنما كان طريقه تشويه الإسلام ومحاولة إضعاف قيمته. ثم تصوير المسلمين في وضعهم الحالي بصورة مزرية بعيدة عن المستوى الحضاري في عصرنا الحاضر.
يقول و. س. نلسون: "وأخضع سيف الإسلام شعوب أفريقيا وآسيا شعباً بعد شعب".
ويقول جوليمين: "إن محمداً مؤسس دين المسلمين قد أمر اتباعه أن يخضعوا العالم، وأن يبدلوا جميع الأديان بدينه هو، ما أعظم الفرق بين هؤلاء الوثنين (يعني المسلمين) وبين النصارى! إن هؤلاء العرب قد فرضوا دينهم بالقوة، وقالوا للناس: أسلموا أو موتوا، بينما أتباع المسيح ربحوا النفوس ببرهم وإحسانهم، ماذا كانت حال العالم لو أن العرب انتصروا علينا؟ إذن لكنا مسلمين كالجزائريين والمراكشيين.
وقد رغب المسيحيون في التبشير بدينهم بين المسلمين، فأقبلوا على الاستشراق ليتسنى لهم تجهيز الدعاة وأرسالهم إلى العالم الإسلامي، ومن أمثال هؤلاء بيننا الآن - دكتور جون بادو - السفير الأمريكي بالقاهرة، والذي كان من قبل مدير الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
والتقت مصلحة المبشرين مع أهداف الاستعمار، فمكن لهم، وأعتمد عليهم في بسط نفوذه في الشرق. وأقنع المبشرون والمستشرقون زعماء الاستعمار بأن المسيحية ستكون قاعدة للاستعمار الغربي في الشرق. وبذلك سهل الاستعمار لهم مهمتهم، وبسط عليهم حمايته، وزودهم بالمال والسلطان، وهذا هو السبب في أن الاستشراق قام في أول مرة على أكتاف المبشرين والرهبان، ثم اتصل بالاستعمار.
وقد حاول المستشرقون أن يحققوا أهدافهم بكل الوسائل: ألفوا الكتب، وألقوا المحاضرات والدروس، وبشروا بالميسحية بين المسلمين، جمعوا الأموال وأنشأوا الجمعيات، وعقدوا المؤتمرات، وأصدورا الصحف، وسلكوا كل مسلك ظنوه محققاً لأهدافهم.
ومن المبشرين نفر يشتغلون بالآداب العربية والعلوم الإسلامية، أو يستخدمون غيرهم في سبيل ذلك، ثم يدفعون هؤلاء إلى أن يوازنوا بين الآداب العربية والآداب الأجنبية، أو بين العلوم الإسلامية والعلوم الغربية التي يعتبرونها نصرانية، لأن أمم الغرب تدين بالنصرانية، ليخرجوا دائماً بتفضيل الآداب الغربية على الآداب العربية والإسلامية، وبالتالي إلى إبراز نواحي النشاط الثقافي في الغرب، وتفضيلها على أمثالها في تاريخ العرب والإسلام، وما غايتهم
من ذلك إلا خلق تخاذل روحي وشعور بالنقص في نفوس الشرقيين، وحملهم من هذا الطريق على الرضا بالخضوع للمدنية المادية الغربية.
ولقد يستخدم المبشرون دور التعليم للتبشير كما يستخدمون وسائل أخرى، منها الصحافة، فكتاب "التبشير والاستعمار" يذكر نقلاً عن مصادر للتبشير ما يلي:
"يعلن المبشرون أنهم أشتغلوا بالصحافة المصرية على الأخص للتعبير عن الآراء المسيحية أكثر مما استطاعوا في أي بلد إسلامي آخر. لقد ظهرت مقالات كثيرة في عدد من الصحف المصرية، إما مأجورة في أكثر الأحيان، أو بلا أجر في أحوال نادرة".
وهذا ليس بغريب، فإن المؤسسات الصحفية الأجنبية في مصر ذات الشهر العالمية معروفة للخاص والعام، ولعل تأميم الصحافة في الجمهورية العربية المتحدة مما يشمل هذه الصحف عن الاستهتار بسيادة الدولة، والتشيع لدول الاستعمار.