المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السياسة العامة للتبشير والاستشراق: - المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي

[إبراهيم خليل أحمد]

الفصل: ‌السياسة العامة للتبشير والاستشراق:

‌السياسة العامة للتبشير والاستشراق:

سلك المبشرون والمستشرقون كل مسك ظنوه محققاًَ لأهدافهم، واستطاعوا أن يتسللوا إلى المجمع اللغوي بمصر، والمجمع العلمي بدمشق، والمجمع العلمي ببغداد، كما تدخلوا - بتأييد الاستعمار - في مجال التربية والتعليم محاولين غرس مبادئ التربية الغربية في نفوس المسلمين، ونجحوا في هذا إلى حد كبير، حتى إن أولياء العهد لملوك المسلمين كانوا يقصدون إنجلترا للدراسة والعلم، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:

1-

الملك السابق فاروق (مصر)

2-

الملك فيصل - قتله الثوار - (العراق)

3-

الملك حسين (الأردن)

ولعل الغرض من هذا كله أن يشبوا متشبعين بمبادئ الغرب ممالئين له، وبهذا تخف في نفوسهم موازين القيم الإسلامية والقيم الوطنية العربية.

ومن أعمالهم:

1-

الاشتراك في المجالات العلمية الرسمية:

أولاً: المجمع اللغوي بمصر

(1)

هـ. أ. ر. جب، أكبر مستشرق إنكليزي، وكان عضواً بالمجمع اللغوي بمصر، وهو الآن أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة هارفارد الأمريكية ومن كبار محرري وناشري (دائرة المعارف الإسلامية) ، وله كتابات كثيرة فيها عمق وخطورة. وهذا هو شر خطورته.

(2)

لوي ماسينيون، أكبر مستشرق فرنسي معاصر، ومستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شئون شمال أفريقيا، والراعي

ص: 73

الروحي للجمعيات التبشيرية الفرنسية في مصر، وكان عضواً بالمجمع اللغوي المصري، والمجمع العلمي العربي بدمشق، وهو متخصص في الفلسفة والتصوف الإسلامي.

(3)

د. س؟ مرجوليوث، إنكليزي متعصب ضد الإسلام، ومن محرري (دائرة المعارف الإسلامية) ، وكان عضواً بالمجمع اللغوي المصري، والمجمع العلمي بدمشق.

(4)

ر. أ. نيكولسون، كان من أكبر مستشرقي إنجلترا المعاصرين، ومن محرري (دائرة المعارف الإسلامية) ، تخصص في التصوف الإسلامي والفلسفة، وكان عضواً بالمجمع اللغوي بمصر، وهو من المنكرين على الإسلام أن الإسلام دين روحي، ويصفه بالمادية وعدم السمو الإنساني.

ثانيا: المجمع العلمي بدمشق

(1)

جريفنى، الإيطالي، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق.

(2)

جوتهيل، الكولومبي، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق.

(3)

جويدي، الإيطالي، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق.

(4)

جي سو، الفرنسي، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق.

(5)

نالينو، الإيطالي وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق. وهو مشهور بكتاباته ضد الإسلام.

(6)

هارتمان، ألماني الأصل، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق، ومن مؤلفاته الإسلام والقومية.

(7)

م. هوتمان، الهولندي، وكان عضواً بالمجمع العلمي بدمشق، ومن محرري (دائرة المعارف الإسلامية) .

ص: 74

من هذا يستطيع المرء أن يدرك مدى خطورتهم وتداخلهم في المجالات العلمية، وهم يعملون وفق خطط مدروسة، حيث يجتمعون في هيئة مؤتمرات بين الحين والحين.

وقد تركزت أهداف الاستشراق والتبشير أخيراً، مع تنوعها في خلق تخاذل روحي ومعنوي، وإيجاد شعور بالنقص في نفوس المسلمين والشرقيين عامة، وحملهم من هذا الطريق على الرضا والخضوع للتوجيهات الغربية.

ومنهم نفر اشتغلوا بالآداب الشرقية والعربية والعلوم الإسلامية، ثم ساروا بدراستهم إلى الموازنة بين الآداب الغربية وسموها وكمالها، والآداب العربية (الإسلامية) وتخلفها عن ركب الحياة.

ومن المؤتمرات التي عقدوها وتدارسوا فيها منهاج سياستهم:

1-

مؤتمر القاهرة - عام 1906.

2-

مؤتمر بيروت - عام 1911.

3-

مؤتمر القدس - عام 1924.

4-

مؤتمر القدس - عام 1935.

5-

مؤتمر دلهي بالهند - عام 1961.

وهم فيما يخرجون به من قرارات - إنما يقررون ما يستطيعون تنفيذه، فهم لا يدعون المسلمين إلى المسيحية، بل يحاولون تشويه الإسلام وإضعاف قيمته، ثم يصورونه ويصورون المسلمين للرأي العالمي الأوربي والأمريكي بصورة مزرية، بعيدة عن المستوى الحضاري في عصرنا الحاضر. فالمسلمون في تصويرهم قوم يعشقون الملذات، ويدمنون المخدرات، ويغرمون بالنساء وتعدد الزوجات ويستدلون على ذلك بما يبدو من ملوك وسلاطين المسلمين.

ص: 75

2-

مقاصدهم من التمثيل في المجلات الرسمية:

وإذا كانت الدول الإسلامية قد سمحت لهؤلاء المستشرقين بأن يساهموا في المجمع اللغوي - فهل عرفت هذه الدول آراءهم في الإسلام والمسلمين قبل أن تسنح لهم بذلك؟ هذه حقيقة ينبغي أن لا تغيب عن الذهن. ولنبدأ بعرض شيء من هذه الآراء:

(1)

يصور المنسنيور كولي الإسلام - في كتابه "البحث عن الدين الحق" - بهذه الصورة: (في القرن السابع برز في الشرق عدو جديد، ذلك هو الإسلام الذي أسس على القوة، وقام على أشد أنواع التعصب، لقد وضع محمد السيف في أيدي الذين اتبعوه، وتساهل في أقدس قوانين الأخلاق، ثم سمح لأتباعه بالفجور والسلب، ووعد الذين يهلكون في القتال (يستشهدون في سبيل الله) بالاستمتاع الدائم بالملذات (في الجنة) ، وبعد قليل أصبحت آسيا الصغرى وأفريقيا وأسبانيا فريسة له، حتى إيطاليا هددها الخطر، وتناول الاجتياح جنوب فرنسا، لقد أصبحت المدنية مصابة، ولكن هياج هؤلاء الأشياع (المسلمين) تناول في الأكثر كلاب النصارى

ولكن أنظر، ها هي النصرانية تضع بسيف شارل مارتل سداً منيعاً في وجه الإسلام المنتصر عند بوانية سنة 752م، ثم تعمل الحروب الصليبية في مدى قرنين (1019 - 1254) في سبيل الدين، فتدجج أوربا بالسلاح، وتنجي النصرانية، وهكذا تقهقرت قوة الهلال أمام راية الصليب، وأنتصر الإنجيل على القرآن وعلى ما فيه من قوانين الأخلاق الساذجة".

وقد نال هذا الكتاب رضا البابا ليون الثالث عشر سنة 1887، وعاش في المدارس المسيحية في الشرق والغرب إلى اليوم.

ص: 76

(2)

يقول و. س. نلسون: "لقد أخضع سيف الإسلام شعوب أفريقيا وآسيا شعباً بعد شعب".

(3)

ويقول أديسون: أن محمداً لم يستطع فهم النصرانية، ولذلك لم يكن في خياله منها إلا صورة مشوهة، بني عليها دينه الذي جاء به للعرب.

3-

مؤلفاتهم:

1-

دائرة المعارف الإسلامية.

2-

دائرة المعارف "القسم المتصل بالإسلام والعرب".

3-

دراسة في التاريخ "القسم المتصل بالإسلام والرسول". تأليف العلامة أرنولد توينبى.

4-

حياة محمد، تأليف سير ويليام موير.

5-

الإسلام، تأليف ألفرد جيوم.

6-

الإسلام (باللغة الفرنسية) . تأليف هنري لامنس.

7-

دعوة المئذنة، تأليف كينيث كراج.

8-

طريق الإسلام، تأليف جماعة من المستشرقين منهم هـ. أ. ر. جب، وترجم إلى اللغة العربية.

9-

ترجمة القرآن، وضع أ. ج. أربري.

10-

الإسلام، تأليف صموئيل زويمر.

11-

الهداية، ترجم إلى اللغة العربية في أربعة أجزاء.

12-

ميزان الحق، ترجم إلى اللغة العربية.

13-

مصادر الإسلام، تأليف سنتكلير، وتسدل.

ص: 77

14-

المسيحية في الإسلام (باللغة العربية) ، تأليف الايغومانس إبراهيم لوقا.

4-

تلاميذ المستشرقين والمبشرين (عملاء الاستعمار) :

وإذا كان الاستشراق والتبشير قد قام على أكتاف الرهبان والآباء في أول الأمر، ثم أتصل من بعد ذلك بالمستعمرين. فإنه لا يزال حتى اليوم يعتمد على أولئك، وإن تظاهروا برسالتهم الدينية والخيرية فإنهم يقظون دائماً، يحدقون بعيونهم ويصيخون بآذانهم إلى مختلف الأوساط لمعرفة كل الاتجاهات، حتى يستطيعوا أن يذللوا أي عقبة تعترض في سبيل نشاطهم وعملهم، فهم في سرية أعمالهم كالجمعية الماسونية، تنشد في الظاهر السلام العالمي، لكنها دعوة سرية لاستتاب حكم التوراة في ربوع العالم، أما عيون هؤلاء وآذانهم فمنهم على سبيل المثال لا الحصر:

(1)

الأستاذ عزيز عطية سوريال، مصري مسيحي، كان أستاذاً بجامعة الإسكندرية، وهو يدرس الآن بإحدى جامعات أمريكا، شديد الحقد على الإسلام والمسلمين، كثير التحريف للتعاليم الإسلامية، يندفع في حقده على الإسلام لكون بعيداً عن مصر والعالم الإسلامي، له بعض كتب عن الحروب الصليبية.

(2)

الدكتور فيليب حتى، لبناني مسيحي، أكتسب الجنسية الأمريكية، وكان أستاذاً بقسم الدراسات الشرقية بجامعة برنستون بأمريكا، ثم رئيساً لهذا القسم، وهو الآن بالمعاش، ومن ألد أعداء الإسلام.

(3)

دكتور بطرس عبد الملك، مصري مسيحي، وهو أستاذ اللغة العبرية، وكان أستاذي بكلية اللاهوت الإنجيلية من سنة 1945 - 1948م، عرضت عليه الإذاعة العمل بالأقسام الموجهة

ص: 78

فرفض، وقد أشتغل بالجامعة الأمريكية بالقاهرة رئيساً لقسم الدراسات الشرقية، ثم نزح بأسرته إلى أمريكا حيث أصبح هناك أستاذاً بجامعة برنستون سنة 1961.

5-

تمويلهم:

يعتمد المستشرقون والمبشرون في تحقيق أهدافهم وتمويلها على ما تقوم به المؤسسات الدينية والسياسية والتجارية في الغرب، وكان ملوك وأمراء أوربا وأثرياء أمريكا يحبسون أوقافاً ومنحاً لهذا العمل. ومن هؤلاء (دكتور جبسون) الذي وقف أموالاً طائلة لطبع التوراة والإنجيل وتوزيعها مجاناً على كل العالم، و (روكفلر) ومنحة العلمية للوافدين من آسيا وأفريقيا. وكان هذا السخاء مما دفع المستشرقين إلى الاستزادة من كشف طلاسم التوراة، فدرسوا اللغة العبرية، وتفقهوا فيها، وأصبحوا أساتذتها، وأدت بهم هذه الدراسة إلى دراسة اللغة العربية والأدب والإسلام، واتسع نطاق النشاط العلمي حتى شمل ديانات ولغات وثقافات الشرق بأسره.

ص: 79