الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منشور الجامعة الأمريكية
أصدرت الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1909 منشوراً ردا على إحتجاج الطلاب المسلمين لإجبارهم على الدخول يومياً إلى الكنيسة
- يتضح من المادة الرابعة منه طابع هذه المؤسسة وأمثالها، ونص هذه المادة:
إن هذه كلية مسيحية، أسست بأموال شعب مسيحي، هم أشتروا الأرض، وهم أقاموا الأبنية، وهم أنشأوا المستشفى وجهزوه، ولا يمكن للمؤسسة أن تستمر إذا لم يسندها هؤلاء، وكل هذا قد فعله هؤلاء ليوجدوا تعليماً يكون الإنجيل من مواده، فتعرض منافعه الحقيقية المسيحية على كل تلميذ. وكل طالب يدخل مؤسستنا يجب أن يعرف سابقاً ماذا يطلب منه".
كما أعلن مجلس الأمناء بالكلية في هذه المناسبة "إن الكلية لم تؤسس للتعليم العلماني، ولا لبث الأخلاق الحميدة، ولكن من أولى غاياتها أن تعلم الحقائق الكبرى التي في التوارة، وأن تكون مركزاً للنور المسيحي وللتأثير المسيحي، وأن تخرج بذلك على الناس وتوصيهم به".
أما وقد انتهيت من الإفصاح عن العمل التبشيري والاستشراقي فأنتقل إلى تبيان الرسم البياني في صفحتى 27، 28:
من الرسم البياني في صفحة 27 يتبين الجهاز الكنسى، والجهات
العليا التوجيهية لسياسة الكنيسة في العالم الإسلامي على هذا النحو:
1-
إتحاد الكنائس:
إتحاد فيدرالي بين محفلى الولايات المتحدة وبريطانيا، لتنسيق الجهود التبشيرية، ولتنفيذ سياسة إتحادية استعمارية في ربوع العالم الإسلامي، وينعقد مرة كل بضع سنوات، تارة في الولايات المتحدة، وأخرى في بريطانيا.
2-
المحفل العام:
ومقره الدائم للأمريكان واشنجتن، وللانكليز لندن، وهذا المحفل يعقد من مندوبين من سنودسات الدول التي تحتضن المذهب البروتستانتى في أراضيها، كالجمهورية العربية المتحدة، وفلسطين، ولبنان، والعراق، وتركيا، والهند، والباكستان، ومن المحفل العام هذا تخرج التوجيهات، يحملها المندوبون لتنفيذها، كل في دائرة اختصاصه.
3-
المؤتمر العام:
والمؤتمر العام يجتمع مرة كل فترة من السنوات في عواصم البلاد العربية من مندوبين من السنودسات كما سبق ذكره في البند السابق. وعملهم في هذا المؤتمر دراسة كافة المشاكل التي تتعرض لها خططهم، ووضع الحلول والإقتراحات لتقديمها إلى المحفل لإبداء الرأي النهائي فيها، وإتخاذ ما يمكن إتخاذه من قرارات، وسن ما يرون من قوانين.
4-
السنودس:
ويحدد مقره في الدولة التي يتبعها، ففي الجمهورية العربية المتحدة تحدد مقره في أحد هذه المدن بالتتالي: القاهرة، المنيا، أسيوط. وينعقد مرة في السنة، وينعقد من جميع قساوسة ورعاة الكنائس في كل وادي النيل مصر والسودان، وينعقد في شهر مارس من كل سنة، وفي السنودس يتدارسون المشاكل التي تعترض الكنيسة المصرية أو السودانية، وخطة التعليم الموضوعة لتنفيذها في المدارس التابعة للمرسلية، والسنودس في هذا التمثيل يشبه إلى حد كبير المجالس النيابية، وبالإضافة إلى ذلك يشبه الهيئة التنفيذية في تنفيذ ما قد تحدد من قرارات وما قد سن من قوانين. وهو يشبه أيضاً الهيئة القضائية في تحرير أو صياغة القوانين الخاصة بالأحوال الشخصية.
من هذا كانت مكانة السنودس مكانة القيادة بالنسبة لكنائس الجمهورية العربية المتحدة.
5-
المجمع الأمريكي:
إن المرسلين الأمريكيين هم السدى واللحمة في نسيج الكنيسة الإنجيلية المشيخية، وهم يستأثرون بإجتماع خاص لهم، لا يسمح لأجنبي بالدخول فيه، وينعقد هذا المجمع في أواخر شهر يناير من كل سنة، ومقره الدائم كلية أسيوط الأمريكية الثانوية بأسيوط، ويجتمع جميع المرسلين من السودان إلى الدلتا بالجمهورية العربية المتحدة، ويحضره أحياناً مندوبون من البورد الأمريكي، وينعقد هذا المجمع لدراسة الشئون التبشرية، وتنسيق الجهود مع كافة المذاهب الإنجيلية بالجمهورية العربية المتحدة والسودان، وسياسته سياسة توجيهية، لها أثرها في المجامع العربية والسنودس.
6-
المجمع العربي:
وهذا المجمع كما بينته بالرسم صفحة 28 يتمثل فيه مجمع الوجه البحري على سبيل المثال، وينعقد في دورتين في السنة، الدورة الأولى في شتاء كل سنة في الأسبوع الأول من شهر يناير، والدورة الثانية في صيف كل سنة في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر. ويشتمل على جميع قساوسة المنطقة، ولهم الإختصاصات التي سبق ذكرها من تشريع وتنفيذ، كما يتدارسون الميزانية العامة، أبواب الإيراد وأبواب الصرف، كما يتدارسون شئون الشعب وما يتعرض له من مشاكل فردية أو جماعية، وتتكون في أثناء إنعقاد هذه المجامع لجان لدراسات معينة، وجلسات هذه اللجان سرية.
وبعد هذا العرض والتحليل يتبادر إلى الذهن هذا السؤال:
ما هي الأضواء التي سلطت على العالم الإسلامي ليصبح مطمع الغرب؟
وللرد على هذا التساؤل من واقع التاريخ والأيام نستعرض تاريخ الشرق كله، الذي كان فيما مضى رقعة من رقاع الإمبراطوية الرومانية المترامية الأطراف، ثم كان ولايات عثمانية تخضع لنفوذ الدولة العثمانية منذ سنة 1517م.
ومما يؤسف له في عهد الدولة العثمانية إهتمام السلاطين بعروشهم المتداعية، حتى فقدوا ثقتهم بمن حولهم، وتلفتوا إلى نصير، فلم يجدوا لضمان عروشهم ولاستتباب الأمن في الولايات المترامية الأطراف إلا محالفة الغرب. وكان لهذا التحالف ثمن دفعه السلطان في ثوب الإمتيازات الممنوحة للأجانب، وثمن آخر بالنسبة للولايات العثمانية أنها ذلت بعد عزة.
واستغل نابليون بونابرت هذا الضعف في جسم السلطنة العثمانبة، واستأذن في دخول مصر سنة 1799م لقهر المماليك، وما أن سمح له بالدخول حتى أصطحب معه بعثة علمية لدراسة البيئة المصرية وأحوال البلاد ووضه التقارير اللازمة لتمكين الاستعمار الفرنسي من توطيد دعائم احتلاله للبلاد.
وكان من آثار البعثة العلمية - مشروع وصل برزخ السويس بالبحر الأبيض المتوسط عن طريق قناة السويس.
وأثار موقع مصر الاستراتيجي بين بريطانيا والهند مطامع الإنكليز، فأخذوا يتحايلون للدخول إلى مصر بأي كيفية من الكيفيات، لضمان الطريق إلى الهند، حتى استطاع القائد نلسن أن يحطم الأسطول الفرنسي في أبي قير، وتمكن بتحالفه مع الجيش العثماني من اجلاء الفرنسيين من مصر سنة 1801م. ومنذ تلك اللحظة بدأت بريطانيا تفكر في غزو مصر بالطرق غير المشروعة، ولم تجد سبيلاً إلى ذلك إلا تدفق طلائعها من المبشرين والمستشرقين إلى البلاد، يحميهم ويساندهم الإمتيازات السخية من الباب العالي ومن خديوي مصر.
تدفق التبشير والاستشراق بمصر
ونشأة الكنيسة البروتستانتية
استطاع الأمريكيون تحت لواء الإمتيازات الممنوحة للأجانب وباسم الصداقة للشعوب الآسيوية الأفريقية أن يغزوا آسيا وأفريقية بوفود المبشرين والمستشرقين، واستطاعوا بأموالهم أن يؤسسوا لهم مراكز تبشيرية وعلمية سيأتي الحديث عنها بإسهاب في حينه، واستطاعوا بفضل نفوذهم السياسي وتحت ضعف أقباط مصر أن
ينتزعوا نفرا من بين أبناء الكنيسة القبطية لتأسيس الكنيسة البروتستانتية، واستطاعوا أيضاً بمعونة الإنكليز أن ينتزعوا من الباب العالي ومن خديوي مصر حق حماية الأقلية بمصر والسودان، مما ثبت أقدامهم في البلاد، ومكنهم من استغلال مواردها.
حدث هذا كله في حمى السلطان، حتى انبثوا في طول البلاد وعرضها، تارة باسم الدين، وطورا باسم العلم، وقد نجحوا في بناء أول كنيسة من خليط من جنسيات مقيمة بمصر، هم: نصر أفندي السوري، من تجار الموسكي، ويعقوب أفندي متياس الأرمني الصائغ، والراهب ميخائيل من البلينا بصعيد مصر، وعوض أفندي حنا، الذي أصبح أساساً لجمعية التوارة، ولم يلبث المرسلون الأمريكيون أن استأذنوا المحفل العام بأمريكا باسم هذه الكنيسة ليخول لهم حق تنظيم مجمع كنسى، ووافق المحفل، وتم تنظيم أول مجمع مشيخي مصري بالقاهرة في 13 أبريل سنة 1860م، وكان هذا المجمع برئاسة القس جيمس بارنيت، وسكرتارية القس توماس ماكيج، وعضوية القس جوليان لانسنج.
وتوالت التنظيمات الإدارية بموجب هذا التفويض، ففي 23 مايو سنة 1960 أنضم إليهم المرسل الإنكليزي القس يوحنا هوج، الذي يعتبر رسول المذهب البروتستانتي، وفي 15 فبراير 1863 انتظمت أول كنيسة وطنية، مقرها الجديد بدار المرسلية الأمريكية، وفي أبريل سنة 1871 انتظمت كذلك أول كنيسة وطنية بالصعيد بقرية النخيلة مركز أبو تيج مديرية أسيوط.
وكانت محاضر الجلسات تدون كلها باللغة الإنكليزية، وما أن أصبح القس تادرس كاتباً للمجمع حتى أصبحت اللغة العربية تشق طريقها في محاضر الجلسات.
ومن هنا يتبين أن الكنيسة البروتستانتية قد أقيمت معتمدة على أبناء الكنيسة القبطية، وكل الهدف الأساسي من نشأة الكنيسة البروتستانتية أن تقوم على أبناء المسلمين الذين يعتنقون النصرانية ويشقون عصا الطاعة على والديهم وذويهم، ولكن باءت محاولاتهم كلها بالخيبة والفشل المرير. فوجهوا جهودهم لسلب الكنيسة القبطية أبناءها، والتغرير بهم، وتهيئة المجالات العلمية والأدبيه لهم، والإغداق عليهم بهبات، وأختصاصهم بإمتيازات سياسية، وبسط الحماية عليهم، وتولى شئون عائلاتهم في مراحل التعليم وفي العلاج بمستشفياتهم وفي تهذيبهم في كنائسهم.
هذا كله ساعد على نمو الكنيسة البروتستانتية مما أدى إلى التنظيم الإداري كما بينت في صفحتى 27، 28 بالرسم البياني، فقسموا وادي النيل إلى مجامع تشبه في التنظيم التقسيم الإداري الحكومي إلى محافظات.
وهذه المجامع مجتمعة تشبه في التنظيم الاداري مجلس الأمة، وهو ما يسمى بالسنودس. وكان إجتماع السنودس في 8/3/1951 هو الإلتئام الثالث والخمسون بمدينة المنيا، وهذا السنودس يضم ثماني مجامع ومرسلية عربية للعمل التبشيري، وهذه المجامع هي:
1-
مجمع الوجه البحري 5- مجمع سوهاج
2-
مجمع الأقاليم الوسطى 6- مجمع الأقاليم العليا
3-
مجمع ملوي 7- مجمع السودان
4-
مجمع أسيوط 8- المرسلية العربية
وتقوم المرسلية بإيفاد القساوسة للعمل التبشيري في بغداد، ودمشق، والكويت، والأردن، والسودان الجنوبي، ويعملون على منهاج المرسلية الإنكليزية الأمريكية وبأموالها.