الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
739 - أبو حميد الساعدي الأنصاري
الصلاة
12226 -
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ فِي عَشْرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: لِمَ؟ فَوَاللهِ، مَا كُنْتَ بِأَكْثَرِنَا لَهُ تَبَعَةً، وَلَا أَقْدَمَنَا لَهُ صُحْبَةً، قَالَ: بَلَى، قَالُوا: فَاعْرِضْ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، وَيَقِرَّ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ فِي مَوْضِعِهِ، ثُمَّ يَقْرَأُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَضَعُ رَاحَتَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُعْتَمِدًا، لَا يَصُبُّ رَأْسَهُ وَلَا يُقْنِعُ، مُعْتَدِلاً، ثُمَّ يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، حَتَّى يَقِرَّ كُلُّ عَظْمٍ إِلَى مَوْضِعِهِ، ثُمَّ يَهْوِي إِلَى الأَرْضِ، وَيُجَافِي يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عَلَيْهَا، وَيَفْتَخُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ إِذَا سَجَدَ، ثُمَّ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَجْلِسُ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى، حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ مِنْهُ إِلَى مَوْضِعِهِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَصْنَعُ فِي الرَّكْعَةِ الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ إِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ
يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، كَمَا صَنَعَ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ يُصَلِّي بَقِيَّةَ صَلَاتِهِ هَكَذَا، حَتَّى إِذَا كَانَتِ السَّجْدَةُ الَّتِي يَنْقَضِي فِيهَا التَّسْلِيمُ، أَخَّرَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ، وَجَلَسَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْسَرِ مُتَوَرِّكًا.
قَالُوا: صَدَقْتَ، هَكَذَا كَانَ يُصَلِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
- وفي رواية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَحَدُهُمْ أَبُو قَتَادَةَ بْنُ رِبْعِيٍّ يَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا لَهُ: مَا كُنْتَ أَقْدَمَنَا صُحْبَةً، وَلَا أَكْثَرَنَا لَهُ تَبَاعَةً، قَالَ: بَلَى، قَالُوا: فَاعْرِضْ، قَالَ: كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اعْتَدَلَ قَائِمًا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَى بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَرَكَعَ، ثُمَّ اعْتَدَلَ، فَلَمْ يَصُبَّ رَأْسَهُ وَلَمْ يَقْنَعْهُ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ رَفَعَ وَاعْتَدَلَ حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلاً، ثُمَّ هَوَى سَاجِدًا، وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ جَافَى وَفَتَحَ عَضُدَيْهِ عَنْ بَطْنِهِ، وَفَتَحَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ ثَنَى رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَقَعَدَ عَلَيْهَا وَاعْتَدَلَ، حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ، ثُمَّ هَوَى سَاجِدًا، وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ ثَنَى رِجْلَهُ وَقَعَدَ عَلَيْهَا، حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عُضْوٍ إِلَى مَوْضِعِهِ، ثُمَّ نَهَضَ، فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى إِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ، كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، كَمَا صَنَعَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ صَنَعَ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الرَّكْعَةُ الَّتِي تَنْقَضِي فِيهَا الصَّلَاةُ، أَخَّرَ رِجْلَهُ
الْيُسْرَى، وَقَعَدَ عَلَى شِقِّهِ مُتَوَرِّكًا، ثُمَّ سَلَّمَ.
- وفي رواية: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ، فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، نَصَبَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى، وَافْتَرَشَ الْيُسْرَى، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَهُ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامِ، وَإِذَا جَلَسَ فِي الأُخْرَيَيْنِ أَفْضَى بِمَقْعَدَتِهِ إِلَى الأَرْضِ، وَنَصَبَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى.
- وفي رواية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ مَعَ عَشَرَةِ رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِلَاّ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: هَاتِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ إِذَا كَبَّرَ عِنْدَ فَاتِحَةِ الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْكُثُ قَائِمًا حَتَّى يَقَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ، ثُمَّ يَهْبِطُ سَاجِدًا وَيُكَبِّرُ.
- وفي رواية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْعَامِرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَذَاكَرُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ:
…
فَذَكَرَ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ: فَإِذَا رَكَعَ أَمْكَنَ كَفَّيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، وَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ غَيْرَ مُقْنِعٍ رَأْسَهُ وَلَا صَافِحٍ بِخَدِّهِ، وَقَالَ: فَإِذَا قَعَدَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَعَدَ عَلَى بَطْنِ قَدَمِهِ الْيُسْرَى، وَنَصَبَ الْيُمْنَى، فَإِذَا كَانَ فِي الرَّابِعَةِ أَفْضَى بِوَرِكِهِ الْيُسْرَى إِلَى الأَرْضِ، وَأَخْرَجَ قَدَمَيْهِ مِنْ نَاحِيَةٍ وَاحِدَةٍ.
- وفي رواية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
…
بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا قَتَادَةَ، قَالَ: فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، جَلَسَ عَلى رِجْلِهِ الْيُسْرَى، فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَةِ الأَخِيرَةِ، قَدَّمَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَجَلَسَ عَلَى مَقْعَدَتِهِ.
- وفي رواية: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاّةِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ.
1 -
أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 1/ 235 (2438) 1/ 288 (2964) قال: حدَّثنا هشيم. و"أحمد" 5/ 424 (23997) قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد. و"الدارِمِي" 1356 قال: أَخْبَرنا أبو عاصم. (خ ي) 3 قال: حدَّثنا مسدد، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد. وفي (4) قال: سألت أبا عاصم عن حديث عبد الحميد بن جعفر. فقال البخاري: حدثني عبد الله بن محمد رضي الله عنه. و"أبو داود" 730 و 963 قال: حدَّثنا أحمد بن حنبل، حدَّثنا أبو عاصم، الضحاك بن مخلد (ح) وحدثنا مسدد، حدَّثنا يحيى. و"ابن ماجة" 803 قال: حدَّثنا علي بن محمد الطنافسي، حدَّثنا أبو أسامة. وفي (862) قال: حدَّثنا محمد بن بشار، حدَّثنا يحيى بن سعيد. وفي (1061) قال: حدَّثنا محمد بن بشار، حدَّثنا أبو عاصم. و"التِّرمِذي" 304 قال: حدَّثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا: حدَّثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (305) قال: حدَّثنا محمد بن بشار، والحسن بن علي الخلال الحلواني، وسلمة بن شبيب، وغير واحد، قالوا: حدَّثنا أبو عاصم النبيل. و"النَّسائي" 2/ 187 و 2/ 211، وفي "الكبرى" 631 و 692 قال: أَخْبَرنا محمد بن بشار، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد. وفي 3/ 2 و 3/ 34، وفي "الكبرى" 1105 و 1186 قال: أَخْبَرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن بشار، قالا: حدَّثنا يحيى بن سعيد. و"ابن خزيمة" 587 و 651 و 685 و 700 قال: حدَّثنا محمد بن بشار، حدَّثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (588 و 625) قال: حدَّثنا بُنْدَار، ومحمد بن يحيى، وأحمد بن سعيد الدارمي، قالوا: حدَّثنا أبو عاصم. وفي (677) قال: حدَّثنا محمد بن رافع، حدَّثنا عبد الملك بن الصباح المِسمعي.
و"ابن حِبان" 1865 قال: أَخْبَرنا إبراهيم بن علي الهزاري، بسارية، قال: حدَّثنا عمرو بن علي الفلاس، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (1867) قال: أَخْبَرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ، بتستر،
وكان أسود من رأيت، قال: حدَّثنا محمد بن بشار، قال: حدَّثنا أبو عاصم. وفي (1870) قال: أَخْبَرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد، حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، حدثنا أبو أسامة. وفي (1876) قال: أَخْبَرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، مولى ثقيف، قال: حدَّثنا محمد بن يحيى الأزدي، قال: حدَّثنا أبو عاصم. خمستهم (هشيم، ويحيى، وأبو عاصم، وأبو أسامة، وعبد الملك بن الصباح) عن عبد الحميد بن جعفر.
2 -
وأخرجه عبد الرَّزَّاق (3046) عن إبراهيم بن محمد. و"البُخاري" 1/ 209 (828) قال: حدَّثنا يحيى بن بكير، قال: حدَّثنا الليث، عن خالد، عن سعيد (ح) وحدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد. (وقال البخاري عقبه: وقال ابن المُبَارك، عن يحيى بن أيوب، قال: حدَّثني يزيد بن أبي حَبِيب). و"أبو داود" 731 و 965 قال: حدَّثنا قتيبة بن سعيد، حدَّثنا ابن لهيعة، عن يزيد، يعني ابن أبي حبيب. وفي (731 و 964) قال: حدَّثنا عيسى بن إبراهيم المصري، حدَّثنا ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن محمد القرشي، ويزيد بن أبي حبيب. و"ابن خزيمة" 643 قال: حدَّثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي المصري، حدَّثنا ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن محمد القرشي، ويزيد بن أبي حبيب. وفي (652) قال: حدَّثنا أبو زهير، عبد المجيد بن إبراهيم المصري، حدَّثنا شعيب، يعني ابن يحيى التجيبي، حدَّثنا يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب. و"ابن حِبان" 1869 قال: أَخْبَرنا الحسين بن محمد بن مصعب، حدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي، حدثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث، عن يزيد بن محمد القرشي، وعن يزيد بن أبي حبيب. أربعتهم (إبراهيم بن محمد، وسعيد بن أبي هلال، ويزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد) عن محمد بن عمرو بن حلحلة.
كلاهما (عبد الحميد بن جعفر، ومحمد بن عمرو بن حلحلة) عن محمد بن عمرو بن عطاء، فذكره.
12227 -
2: عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: اجْتَمَعَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، وَأَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَذَكَرُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ:
أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ،
ثُمَّ رَكَعَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَهِ كَالْقَابِضِ عَلَيْهِمَا فَوَتَرَ يَدَيْهِ فَنَحَّاهُمَا عَنْ جَنْبَيْهِ، وَلَمْ يُصَوِّبْ رَأْسَهُ وَلَمْ يُقْنِعْهُ، ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَاسْتَوَى حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عُضْوٍ إِلَى مَوْضِعِهِ، ثُمَّ سَجَدَ أَمْكَنَ أَنْفَهُ وَجَبْهَتَهُ، وَنَحَّى يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عُضْوٍ فِي مَوْضِعِهِ، حَتَّى فَرَغَ، ثُمَّ جَلَسَ فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَأَقْبَلَ بِصَدْرِ الْيُمْنَى عَلَى قِبْلَتِهِ، وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى، وَكَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ.
- وفي رواية: عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ كَانَ فِيهِ أَبُوهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَفِي الْمَجْلِسِ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو أُسَيْدٍ، وَأَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَّهُمْ تَذَاكَرُوا الصَّلَاةَ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ:
أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: فَأَرِنَا، قَالَ: فَقَامَ يُصَلِّي، وَهُمْ يَنْظُرُونَ، فَبَدَأَ يُكَبِّرُ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حِذَاءَ الْمَنْكِبَيْنِ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ أَيْضًا، ثُمَّ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ غَيْرَ مُقْنِعٍ وَلَا مُصَوِّبٍ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَسَجَدَ، فَانْتَصَبَ عَلَى كَفَّيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَصُدُورِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، ثُمَّ كَبَّرَ فَجَلَسَ، وَتَوَرَّكَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ، وَنَصَبَ قَدَمَهُ الأُخْرَى، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ الأُخْرَى، فَكَبَّرَ، فَقَامَ وَلَمْ يَتَوَرَّكْ، ثُمَّ عَادَ فَرَكَعَ الرَّكْعَةَ الأُخْرَى، وَكَبَّرَ كَذَلِكَ، ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَ الرَّكَعْتَيْنِ حَتَّى إِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ لِلْقِيَامِ، كَبَّرَ، ثُمَّ رَكَعَ الرَّكْعَتَيْنِ الأَخِيرَتَيْنِ، فَلَمَّا سَلَّمَ، سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَسَلَّمَ عَنْ شِمَالِهِ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ.
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ: وَحَدَّثَنِي عِيسَى أَنَّ مِمَّا حَدَّثَهُ أَيْضًا فِي الْمَجْلِسِ فِي التَّشَهُّدِ: أَنْ يَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَيَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يُشِيرُ فِي الدُّعَاءِ بِإِصْبَعٍ وَاحِدَةٍ.
قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى إِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ لِلْقِيَامِ، قَامَ بِتَكْبِيرَةٍ، ثُمَّ رَكَعَ الرَّكْعَتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ، وَلَمْ يَذْكُرِ التَّوَرُّكَ فِي التَّشَهُّدِ.
- وفي رواية: عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ
…
بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: وَإِذَا سَجَدَ فَرَّجَ بَيْنَ فَخِذَيْهِ غَيْرَ حَامِلٍ بَطْنَهُ عَلَى شَىْءٍ مِنْ فَخِذَيْهِ.
أخرجه الدارمي (1307) قال: أَخْبَرنا إسحاق بن إبراهيم، حدَّثنا أبو عامر العقدي، حدَّثنا فليح بن سليمان. (خ ي) 5 قال: أَخْبَرنا عبد الله بن محمد، قال: حدَّثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدَّثنا فليح بن سليمان. و"أبو داود" 733 و 966 قال: حدَّثنا علي بن الحُسَين بن إبراهيم، حدَّثنا أبو بَدْر، حدَّثني زُهَير أبو خَيْثَمة، حدَّثنا الحسن بن الحُر، حدَّثني عيسى بن عبد الله بن مالك، عن مُحَمد بن عَمْرو بن عطاء، أحد بني مالك. وفي (734 و 967) قال: حدَّثنا أحمد بن حنبل، حدَّثنا عبد الملك بن عمرو، أخبرني فليح. وفي (735) قال: حدَّثنا عمرو بن عثمان، حدَّثنا بقية، حدثني عتبة، حدثني عبد الله بن عيسى. و"ابن ماجة" 863 قال: حدَّثنا محمد بن بشار، حدَّثنا أبو عامر، حدَّثنا فليح بن سليمان. و"التِّرمِذي" 260 و 270 و 293 قال: حدَّثنا محمد بن بشار، بندار، حدَّثنا أبو عامر العقدي، حدَّثنا فليح بن سليمان. و"ابن خزيمة" 589 و 608 و 637 قال: حدَّثنا بندار، حدَّثنا أبو داود، حدَّثنا فليح بن سليمان. وفي (640) قال: حدَّثنا بًنْدار، حدَّثنا أبو عامر، أَخْبَرنا فليح بن سليمان المدني. وفي (689) قال: حدَّثنا بُنْدار، ومحمد بن رافع، قالا: حدَّثنا أبو عامر، أَخْبَرنا فليح بن سليمان المدني. و"ابن حِبان" 1866 قال: أَخْبَرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، مولى ثقيف، قال: حدَّثنا الوليد بن شجاع السكوني،
قال: حدَّثنا أبي، قال: حدَّثنا أبو خيثمة، قال: حدَّثنا الحسن بن الحر، قال: حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء، أحد بني مالك. وفي (1871) قال: أَخْبَرنا أحمد بن يحيى بن زهير، قال: حدَّثنا محمد بن بشار، قال: حدَّثنا أبو عامر العقدي، قال:
حدَّثنا فليح بن سليمان.
ثلاثتهم (فليح، ومُحَمد بن عَمْرو، وعبد الله بن عيسى) عن عباس بن سهل، فذكره.
- قال أبو داود عقب (735): رواه ابن المُبَارك، أَخْبَرنا فُلَيح، سمعتُ عبَّاس بن سَهْل يُحَدِّثُ فلم أحفظه فحدَّثني هـ أُرَاهُ ذَكَرَ عيسى بن عبد الله، أنه سمعه من عبَّاس بن سَهْل، قال: حضرتُ أبا حُمَيد السَّاعدي بهذا الحديث.
- في رواية محمد بن عمرو عند أبي داود: عن عَبَّاس، أو عَيَّاش بن سَهْل السَّاعدي.
حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: جَلَسْتُ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ، فِي الضُّحَى، مَعَ أَبِي أَسَيْدٍ، مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَمَعَ أَبِي حُمَيْدٍ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُمَا مِنْ رَهْطِهِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، وَمَعَ أَبِي قَتَادَةََ، الْحَارِثِ بْنِ رِبْعِيٍّ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ: أَنَا أَعْلَمُ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكُمَا، كُلٌّ يَقُولُهَا لِصَاحِبهِ، فَقَالُوا لأَحَدِهِمْ: فَقُمْ فَصَلِّ بِنَا
…
الْحَدِيثَ، وَفِيهِ صِفَةُ الصَّلاةِ.
سلف في مسند أبي أسيد، مالك بن ربيعة، رضي الله تعالى عنه، الحديث رقم (11307".
حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لْيَقُلِ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ.
سلف في مسند مالك بن ربيعة، أبي أسيد الساعدي، رضي الله تعالى عنه، الحديث رقم (11306".
النكاح
12228 -
3: عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، أَوْ حُمَيْدَةَ - الشَّكُّ مِنْ زُهَيْرٍ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا إِذَا كَانَ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِخِطْبَتِهِ، وَإِنْ كَانَتْ لَا تَعْلَمُ.
أخرجه أحمد 5/ 424 (24000) قال: حدَّثنا حسن بن موسى. وفي (24001) قال: حدَّثنا أبو كامل.
كلاهما (حسن بن موسى، وأبو كامل) قالا: حدَّثنا زهير، عن
عبد الله بن عيسى، عن موسى بن عبد الله، فذكره.
- وفي رواية أبي كامل: عن أبي حميد، أو أبي حميدة، قال: وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المعاملات
12229 -
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِىِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
لَا يَحِلُّ لاِمْرِئٍ أَنْ يَأْخُذَ مَالَ أَخِيهِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، وَذَلِكَ لِمَا حرَّمَ اللَّهُ مَالَ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ.
- وفي رواية: لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَأْخُذَ عَصَا أَخِيهِ بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسِهِ، وَذَلِكَ لِشِدَّةِ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ.
أخرجه أحمد 5/ 425 (24003) قال: حدَّثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم. وفي (24004) قال: وقال عبيد بن أبي قرة. و"ابن حِبان" 5978 قال: أَخْبَرنا أبو يعلى، قال: حدَّثنا أبو خيثمة، قال: حدَّثنا أبو عامر العقدي.
ثلاثتهم (أبو سعيد، وعبيد بن أبي قرة، وأبو عامر العقدي) عن سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن عبد الرَّحْمان بن سعيد، فذكره.
12230 -
حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، قَالَ:
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ لَيْسَ مُخَمَّرًا، فَقَالَ: أَلَاّ خَمَّرْتَهُ، وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ عُودًا.
سلف في مسند جابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنه، برقم (2953".
العلم
حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، وَأَبِي أُسَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي، تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ، فَأَنَا أَوْلَاكُمْ بِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي، تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْفِرُ مِنْهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ، فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ.
سلف في مسند مالك بن ربيعة، أبي أسيد الساعدي، رضي الله تعالى عنه، الحديث رقم (11313".
12231 -
عن عروة بن الزبير، عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"هدايا العمال غلول .. ".
أخرجه أحمد 5/ 424 قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير، فذكره.
الامارة
12232 -
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ:
اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنَ الأَزْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، يُدْعَى ابْنَ الأُتْبِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَهَلَاّ جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ، إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؟ ثُمَّ خَطَبَنَا فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَاّنِي اللَّهُ، فَيَأْتِى فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَاللهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، إِلَاّ لَقِيَ اللهَ تَعَالَى يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعِرُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.
بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي.
- وفي رواية: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ عَامِلاً، فَجَاءَهُ الْعَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَالَ لَهُ: أَفَلَا قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ فَنَظَرْتَ أَيُهْدَى لَكَ أَمْ لَا؟ ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ الْعَامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ، فَيَأْتِينَا فَيَقُولُ: هَذَا مِنْ عَمَلِكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلَا قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَنَظَرَ هَلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَغُلُّ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا، إِلَاّ جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاءٌ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةً جَاءَ بِهَا لَهَا خُوَارٌ، وَإِنْ كَانَتْ شَاةً جَاءَ بِهَا تَيْعَرُ، فَقَدْ بَلَّغْتُ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ حَتَّى إِنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى عُفْرَةِ إِبْطَيْهِ.
قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: وَقَدْ سَمِعَ ذَلِكَ مَعِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلُوهُ.
- وفي رواية: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنَ الأَزْدِ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، قَالَ: فَهَلَاّ جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ، فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَاّ جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ، ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ، حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، ثَلَاثًا.
- وفي رواية: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنَ أَهْلِ الْيَمَنِ عَلَى زَكَاتِهَا، فَجَاءَ بِسَوَادٍ كَثِيرٍ، فَإِذَا أَرْسَلْتُ إِلَيْهِ مَنْ يَتَوَفَّاهُ مِنْهُ، قَالَ: هَذَا لِي، وَهَذَا لَكُمْ، فَإِنْ سُئِلَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: أُهْدِيَ لِي، فَهَلَاّ إِنْ كَانَ صَادِقًا أُهْدِيَ لَهُ وَهُوَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا أَبْعَثُ رَجُلاً عَلَى عَمَلٍ فَيَغْتَلُ مِنْهُ شَيْئًا إِلَاّ جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَةِ بَعِيرٍ لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٍ تَخُورُ، أَوْ شَاةٍ تَيْعَرُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.
فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لأَبِي حُمَيْدٍ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. خز (2382)
- وفي رواية: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنَ الأَسْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، يُدْعَى ابْنَ اللُّتْبِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ.) ".
- وفي رواية: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ، فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ.
أخرجه عبد الرَّزَّاق (6950) عن ابن جريج، قال: أخبرني هشام بن عروة. وفي (6951) عن معمر، عن هشام بن عروة. وفي (6952) عن معمر، عن الزهري. و"الحُمَيدي" 840 قال: حدَّثنا سفيان، قال: حدَّثنا الزهري، وهشام بن عروة. و"ابن أبي شَيبة" 6/ 547 (21956) قال: حدَّثنا وكيع، قال: حدَّثنا هِشَام بن عُرْوة. وفي 8/ 465 (25845) قال: حدَّثنا عبد الرحيم بن سليمان، وابن نمير، عن هشام بن عروة. وفي 12/ 493 (33521) قال: حدَّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن هشام بن عروة. وفي 12/ 494 (33522) قال: حدَّثنا ابن عيينة، عن الزهري. و"أحمد" 5/ 423 (23996) قال: حدَّثنا سفيان، عن الزهري. و"الدارِمِي" 1669، و 2493 قال: أَخْبَرنا أبو اليمان، الحكم بن نافع، أَخْبَرنا شعيب، عن الزهري.
و"البُخاري" 2/ 14 (925)، و 8/ 162 (6636) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أَخْبَرنا شعيب، عن الزهري. وفي 2/ 160 (1500) قال: حدَّثنا يوسف بن موسى، حدَّثنا أبو أسامة، أَخْبَرنا هِشَام بن عُرْوة. وفي 3/ 209 (2597) قال: حدَّثنا عبد الله بن محمد، حدَّثنا سفيان، عن الزهري. وفي 9/ 36 (6979) قال: حدَّثنا عبيد بن إسماعيل، حدَّثنا أبو أسامة، عن هِشَام. وفي 9/ 88 (7174) قال: حدَّثنا علي بن عبد الله، حدَّثنا سفيان، عن الزهري. وفي 9/ 95 (7197) قال: حدَّثنا محمد، أَخْبَرنا عبدة، حدَّثنا هِشَام بن عُرْوة. و"مسلم" 6/ 11 (4766) قال: حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر، قالوا: حدَّثنا سفيان بن عُيينة، عن الزهري. وفي (4767) قال: حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا: أَخْبَرنا عبد الرَّزَّاق، حدَّثنا معمر، عن الزهري. وفي (4768) قال: حدَّثنا أبو كريب، محمد بن العلاء، حدَّثنا أبو أسامة، حدَّثنا هِشَام.
وفي 6/ 12 (4769) قال: وحدَّثنا أبو كريب، حدَّثنا عبدة، وابن نمير، وأبو معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدَّثنا عبد الرحيم بن سليمان (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، حدَّثنا سفيان، كلهم، عن هِشَام. وفي (4770) قال: وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، أَخْبَرنا جرير، عن الشَّيْباني، عن عبد الله بن ذَكْوان، وهو أبو الزِّناد. و"أبو داود" 2946 قال: حدَّثنا ابن السرح، وابن أبي خلف، قالا: حدَّثنا سفيان، عن الزهري. و"ابن خزيمة" 2339 قال: حدَّثنا عبد الجبار بن العلاء، حدَّثنا سفيان، حدَّثنا الزهري. وفي (2340) قال: حدَّثنا محمد بن العلاء بن كريب، حدَّثنا أبو أسامة، عن هشام. وفي (2382) قال: حدَّثنا أبو بشر الواسطي، حدَّثنا خالد، يعني ابن عبد الله، عن الشيباني، عن عبد الله بن ذكوان. و"ابن حِبان" 4515 قال: أَخْبَرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدَّثنا عبد الواحد بن غياث، قال: حدَّثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة.
ثلاثتهم (هشام بن عروة، والزهري، وعبد الله بن ذكوان) عن عروة بن الزبير، فذكره.
- في رواية الحميدي، قال سُفْيان: وزاد فيه هشام: قال أبو حُمَيد: فَبَصُرَتْ عَيْنِي، وَسَمِعَتْ أُذُنِي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلوا زَيْد بن ثابت، فإنَّه كان حاضرًا معي.
وفي رواية أحمد (23996) قال سُفْيان: وزاد هِشَام بن عُرْوة: قال أبو حُمَيد: سَمِعَ أُذُنِي، وَأَبْصَرَ عَيْنِي، وسلوا زَيْد بن ثابت.
وفي رواية البخاري (7174) قال سُفْيان: قَصَّهُ علينا الزُّهْري، وزاد هِشَام، عن أبيه، عن أبي حُمَيد، قال: سَمِعَ أُذُنَايَ، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنِي، وسلوا زَيْد بن ثابت، فإنَّه سَمِعَهُ مَعِي، ولم يقل الزُّهْري: سَمِعَ أُذُنِي.
وفي رواية مسلمِ (4769): زاد في حديث سُفْيان: قال: بَصُرَ عَيْنِي، وَسَمِعَ أُذُنَايَ، وسلوا زَيْد بن ثابت، فإنه كان حاضرًا معي.
المناقب
12233 -
عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، رضي الله عنه؛
أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.) ".
- وفي رواية: أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أُمِرْنَا بِالصَّلَاةِ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
أخرجه مالك "الموطأ"120. وأحمد 5/ 424 (23998) قال: قرأت على عبد الرَّحْمان. و"البُخاري" 4/ 178 (3369) قال: حدَّثنا عبد الله بن يوسف. وفي 8/ 96 (6360) قال: حدَّثنا عبد الله بن مسلمة. و"مسلم" 2/ 16 (841) قال: حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدَّثنا روح، وعبد الله بن نافع (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أَخْبَرنا روح. و"أبو داود" 979 قال: حدَّثنا القعنبي (ح) وحدثنا ابن السرح، أَخْبَرنا ابن وهب. و"ابن ماجة" 905 قال: حدَّثنا عمار بن طالوت، حدَّثنا عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون. و"النَّسائي" 3/ 49، وفي "الكبرى" 1218 قال: أَخْبَرنا قتيبة بن سعيد (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. وفي (9804) قال: أَخْبَرنا الحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن ابن القاسم. وفي (11103) قال: أَخْبَرنا محمد بن سلمة، أَخْبَرنا ابن القاسم.
تسعتهم (عبد الرَّحْمان بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مسلمة القعنبي،
وروح بن عبادة، وعبد الله بن نافع، وابن وهب، وعبد الملك بن عبد العزيز الماجشون، وقتيبة بن سعد، وابن القاسم) عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عَمرو بن حزم، عن أبيه، عن عَمرو بن سُليم، فذكره.
- قال أبو عبد الرَّحْمان النسائي: أنبأنا قُتَيبة بهذا الحديث مَرَّتَيْن ولعلَّه أن يكون قد سقط عليه منه شَطْر.
12234 -
9: عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَأَتَيْنَا وَادِيَ الْقُرَى، عَلَى حَدِيقَةٍ لاِمْرَأَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اخْرُصُوهَا، فَخَرَصْنَاهَا، وَخَرَصَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَةَ أَوْسُقٍ، وَقَالَ: أَحْصِيهَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَانْطَلَقْنَا حَتَّى قَدِمْنَا تَبُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: سَتَهُبُّ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَا يَقُمْ فِيهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيَشُدَّ عِقَالَهُ، فَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ رَجُلٌ فَحَمَلَتْهُ الرِّيحُ حَتَّى أَلْقَتْهُ بِجَبَلَيْ طَيِّئٍ، وَجَاءَ رَسُولُ ابْنِ الْعَلْمَاءِ، صَاحِبِ أَيْلَةَ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ، وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَهْدَى لَهُ بُرْدًا، ثُمَّ أَقْبَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا وَادِيَ الْقُرَى، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَرْأَةَ عَنْ حَدِيقَتِهَا، كَمْ بَلَغَ ثَمَرُهَا؟ فَقَالَتْ: عَشَرَةَ أَوْسُقٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّى مُسْرِعٌ، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيُسْرِعْ مَعِيَ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَمْكُثْ، فَخَرَجْنَا حَتَّى أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: هَذِهِ طَابَةُ، وَهَذَا أُحُدٌ، وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ خَيْرَ دُورِ الأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ
دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ
دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ، فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيَّرَ دُورَ الأَنْصَارِ، فَجَعَلَنَا آخِرًا، فَأَدْرَكَ سَعْدٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَيَّرْتَ دُورَ الأَنْصَارِ فَجَعَلْتَنَا آخِرًا، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الْخِيَارِ.) ".
- وفي رواية: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ تَبُوكَ حَتَّى جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى، فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: اخْرُصُوا، فَخَرَصَ الْقَوْمُ، وَخَرَصَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ أَوْسُقٍ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمَرْأَةِ: أَحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ تَبُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهَا سَتَبِيتُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَا يَقُومُ مِنْكُمْ فِيهَا رَجُلٌ، فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيُوثِقْ عِقَالَهُ، قَالَ: قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: فَعَقَلْنَاهَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ هَبَّتْ عَلَيْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ فِيهَا رَجُلٌ فَأَلْقَتْهُ فِي جَبَلِ طَيِّئٍ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَلِكُ أَيْلَةَ، فَأَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضَاءَ، فَكَسَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بُرْدًا، وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَحْرِهِ، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ وَأَقْبَلْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا وَادِيَ الْقُرَى، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: كَمْ حَدِيقَتُكِ؟ قَالَتْ: عَشَرَةُ أَوْسُقٍ، خَرْصُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي مُتَعَجِّلٌ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ فَلْيَفْعَلْ، قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا أَوْفَى عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: هَذِهِ هِيَ طَابَةُ، فَلَمَّا رَأَى أُحُدًا، قَالَ: هَذَا أُحُدٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ
، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصَارِ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ.
أخرجه ابن أَبي شَيْبَة 14/ 539 (37006) قال: حدَّثنا عفان، حدثنا وهيب. و"أحمد" 5/ 424 (24002) قال: حدَّثنا عفان، حدَّثنا وهيب بن خالد. و"الدارِمِي" 2495 قال: أَخْبَرنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا سليمان بن بلال. و"البُخاري" 2/ 154 (1481)، و 4/ 119 (3161) قال: حدَّثنا سهل بن بكار، حدَّثنا وهيب. وفي 3/ 26 (1872)، و 5/ 41 (3791)، و 6/ 9 (4422) قال: حدَّثنا خالد بن مخلد، حدَّثنا سليمان. و"مسلم" 4/ 123 (3350)، و 7/ 61 (6012) قال: حدَّثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدَّثنا سليمان بن بلال. وفي 7/ 61 (6013) قال: حدَّثناه أبو بكر بن أبي شيبة، حدَّثنا عفان (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أَخْبَرنا المغيرة بن سلمة المَخْزُومي، قالا: حدَّثنا وهيب. و"أبو داود" 3079 قال: حدَّثنا سهل بن بكار، حدَّثنا وهيب بن خالد. و"ابن خزيمة" 2314 قال: حدَّثنا محمد بن يحيى، حدَّثنا عفان بن مسلم، حدَّثنا وهيب. و"ابن حِبان" 4503 قال: أَخْبَرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، قال: حدَّثنا عفان، قال: حدَّثنا وهيب. وفي (6501) قال: أَخْبَرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، حدثنا وهيب.
كلاهما (وهيب بن خالد، وسليمان بن بلال) عن عَمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل، فذكره.
الزهد
12235 -
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
أَجْمِلُوا فِي طَلَبِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ كُلاًّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ.
أخرجه ابن ماجة (2142) قال: حدَّثنا هِشام بن عمَّار، حدَّثنا
إسماعيل بن عيَّاش، عن عمارة بن غَزِية، عن ربيعة بن أبي عبد الرَّحْمان، عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري، فذكره.