المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌705 - أبو الدرداء الأنصاري - المسند المصنف المعلل - جـ ٢٧

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الثاء

- ‌686 - أَبو ثعلبة الأشجعي

- ‌687 - أَبو ثعلبة الخشني

- ‌688 - أَبو ثور الفهمي

- ‌ حرف الجيم

- ‌689 - أَبو جبيرة بن الضحاك الأَنصاري

- ‌690 - أَبو الجعد الضمري

- ‌691 - أَبو جمعة

- ‌692 - أَبو جهيم بن الحارث الأَنصاري

- ‌ حرف الحاء

- ‌693 - أَبو حاتم المزني

- ‌694 - أَبو حازم البَجَلي الأحمسي

- ‌695 - أَبو حبة البدري

- ‌696 - أَبو الحجاج الثمالي

- ‌697 - أَبو حدرد الأسلمي

- ‌698 - أَبو حَريز الأزدي

- ‌699 - أَبو حسن المازني

- ‌700 - أَبو الحمراء مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌701 - أَبو حميد الساعدي الأَنصاري

- ‌ حرف الخاء

- ‌702 - أَبو خراش السلمي

- ‌703 - أَبو خلاد

- ‌ حرف الدال

- ‌704 - أَبو داود المازني

- ‌705 - أَبو الدرداء الأَنصاري

- ‌706 - أَبو ذر الغِفاري

- ‌حرف الراء

- ‌707 - أَبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌708 - أَبو رجاء العطاردي

- ‌709 - أَبو رفاعة العدوي

- ‌710 - أَبو رمثة التميمي

- ‌711 - أَبو ريحانة الأزدي

- ‌ حرف الزاي

- ‌712 - أَبو زهير الثقفي

- ‌713 - أَبو زهير النميري

- ‌حرف السين

- ‌714 - أَبو سبرة الجعفي

- ‌715 - أَبو سعد بن أبي فضالة الأَنصاري الحارثي

- ‌716 - أَبو سعيد بن زيد

- ‌717 - أَبو سعيد بن المعلى الأَنصاري

- ‌718 - أَبو سعيد الأَنصاري الزرقي

الفصل: ‌705 - أبو الدرداء الأنصاري

‌705 - أَبو الدرداء الأَنصاري

(1)

كتاب الإيمان

12135 -

عن واهب بن عبد الله، أن أبا الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، دخل الجنة، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء، قال: فخرجت لأنادي بها في الناس، قال: فلقيني عمر فقال: ارجع، فإن الناس إن علموا بهذه اتكلوا عليها، فرجعت فأخبرته صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: صدق عمر» .

أخرجه أحمد (28039) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، عن واهب بن عبد الله، فذكره

(2)

.

(1)

قال مسلم: أَبو الدرداء، عويمر بن عامر، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ويقال: عويمر بن زيد. «الكنى والأسماء» (1075).

- وقال المِزِّي: عُويمر بن مالك، وقيل: ابن عامر، وقيل: ابن ثعلبة، وقيل: ابن عبد الله بن قيس، وقيل: عويمر بن زيد بن قيس بن أُمَية بن عامر بن عَدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأَنصاري، أَبو الدرداء الخزرجي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. «تهذيب الكمال» 22/ 470.

(2)

المسند الجامع (10973)، وأطراف المسند (7968)، ومَجمَع الزوائد 1/ 16.

ص: 90

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

- حسن؛ هو ابن موسى.

ص: 90

12136 -

عن زيد بن وهب، قال: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، قلت: يا رسول الله، وإن زنى وإن سرق؟ قال: نعم، وإن زنى وإن سرق، مرتين، أو ثلاثا، وإن رغم أنف أبي الدرداء»

(1)

.

⦗ص: 91⦘

- وفي رواية: «من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله مخلصا، دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: وإن زنى وإن سرق، وإن رغم أنف أبي الدرداء» .

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (10897) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عُبيد الله. وفي (10898) قال: أخبرني عَمرو بن هشام، قال: حدثني محمد، وهو ابن سلمة، عن ابن إسحاق، عن عيسى بن عبد الله بن مالك.

كلاهما (الحسن بن عُبيد الله، وعيسى بن عبد الله) عن زيد بن وهب، فذكره

(2)

.

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: قال قتيبة في حديثه: حدثنا زيد بن وهب. قال أَبو عبد الرَّحمَن: ولم أفهمه كما أردت.

(1)

لفظ (10897).

(2)

المسند الجامع (10974)، وتحفة الأشراف (10934).

والحديث؛ أخرجه البزار (4122).

ص: 90

12137 -

عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يا أبا الدرداء، اذهب فناد: من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فقد وجبت له الجنة، قلت: يا رسول الله، وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، فأعدت عليه ثلاث مرات، فقال: وإن زنى وإن سرق، وإن رغم أنف أبي الدرداء»

(1)

.

أخرجه أحمد (28077) قال: حدثنا ابن نُمير. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10899) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «ابن حِبَّان» (170 م) قال: أخبرناه القطان، في عقبه، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (3326) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قال جرير.

⦗ص: 92⦘

أربعتهم (عبد الله بن نُمير، وأَبو معاوية الضرير، وعيسى، وجرير بن عبد الحميد) عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، فذكره

(2)

.

- قال البخاري عقب 8/ 60 (6268): قال الأعمش: وحدثني أَبو صالح، عن أبي الدرداء، نحوه.

(1)

اللفظ للنسائي.

(2)

المسند الجامع (10975)، وتحفة الأشراف (10933)، وأطراف المسند (7981).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «البعث والنشور» (28).

ص: 91

- فوائد:

- قال ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن مَعين، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء؟ قال: بينهما رجل. «تاريخه» 3/ 2/ 203.

- وقال أَبو عبد الله البخاري: حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء، مرسل لا يصح، إنما أردنا للمعرفة، والصحيح حديث أبي ذر.

قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟ قال: مرسل أيضا لا يصح، والصحيح حديث أبي ذر، وقال: اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا؛ «إذا مات قال: لا إله إلا الله، عند الموت» . «صحيحه» (6443).

- وقال أَبو حاتم الرازي: ذكوان، أَبو صالح السَّمَّان الزيات التيمي، لم يسمع من أبي الدرداء شيئا. «الجرح والتعديل» 3/ 450.

ص: 92

• حديث أبي صالح، عن معاذ بن جبل، أنه إذ حضر قال: أدخلوا علي الناس، فأدخلوا عليه، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من مات لا يشرك بالله شيئا، جعله الله في الجنة» .

وما كنت أحدثكموه إلا عند الموت، والشهيد على ذلك عويمر أَبو الدرداء، فأتوا أبا الدرداء، فقال: صدق أخي، وما كان يحدثكم به إلا عند موته.

سلف في مسند معاذ بن جبل، رضي الله عنه.

ص: 92

12138 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال:

«أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسع: لا تشرك بالله شيئا، وإن قطعت، أو حرقت، ولا تتركن الصلاة المكتوبة متعمدا، ومن تركها متعمدا برئت منه الذمة، ولا تشربن الخمر، فإنها مفتاح كل شر، وأطع والديك، وإن أمراك أن تخرج من دنياك، فاخرج لهما، ولا تنازعن ولاة الأمر، وإن رأيت أنك أنت، ولا تفرر من الزحف، وإن هلكت وفر أصحابك، وأنفق من طولك على أهلك، ولا ترفع عصاك عن أهلك، وأخفهم في الله، عز وجل»

(1)

.

- وفي رواية: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم: أن لا تشرك بالله شيئا، وإن قطعت وحرقت، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا، فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة، ولا تشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر»

(2)

.

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (18) قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا عبد الملك بن الخطاب بن عُبيد الله بن أَبي بَكْرة البصري، لقيته بالرملة. و «ابن ماجة» (3371 و 4034) قال: حدثنا الحسين بن الحسن المَرْوَزي، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي (ح) وحدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا عبد الوَهَّاب بن عطاء.

ثلاثتهم (عبد الملك، وابن أَبي عَدي، وعبد الوَهَّاب) عن راشد بن نجيح أبي محمد الحماني، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، فذكرته

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ لابن ماجة (4034).

(3)

المسند الجامع (10976)، وتحفة الأشراف (10985 و 10986)، ومَجمَع الزوائد 4/ 216.

والحديث؛ أخرجه البزار (4147 و 4148)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (5200).

ص: 93

12139 -

عن أبي العذراء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أجلوا الله يغفر لكم» .

قال ابن ثوبان: يعني أسلموا

⦗ص: 94⦘

أخرجه أحمد (22077) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن ثابت بن ثوبان، عن عمير بن هانئ، عن أبي العذراء، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10978)، وأطراف المسند (7984)، ومَجمَع الزوائد 1/ 31 و 10/ 217، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (79).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (221).

ص: 93

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ لضعف عبد الرَّحمَن بن ثابت بن ثوبان العَنسي، الدمشقي. انظر فوائد الحديث رقم (2239).

ص: 94

- أَبواب القَدَر

12140 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه» .

أخرجه أحمد (28038) قال: حدثنا هيثم، قال: حدثنا أَبو الربيع، عن يونس، عن أبي إدريس، فذكره

(1)

.

- قال أَبو عبد الرَّحمَن عبد الله بن أحمد: حدثني الهيثم بن خارجة، عن أبي الربيع.

(1)

المسند الجامع (10979)، وأطراف المسند (7974)، ومَجمَع الزوائد 1/ 58 و 7/ 197.

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (246)، والبزار (4107)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2214)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (211).

ص: 94

12141 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء؛

«قالوا: يا رسول الله، أرأيت ما نعمل أمر قد فرغ منه، أم شيء نستأنفه؟ قال: بل أمر قد فرغ منه، قالوا: فكيف بالعمل يا رسول الله؟ قال: كل امرئ مهيأ لما خلق له» .

أخرجه أحمد (28035) قال: حدثنا هيثم، (قال عبد الله بن أحمد: وسمعتُه أنا من هيثم) قال: أخبرنا أَبو الربيع، عن يونس، عن أبي إدريس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11075)، وأطراف المسند (7973)، ومَجمَع الزوائد 7/ 194.

والحديث؛ أخرجه البزار (4108)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2216).

ص: 94

- فوائد:

- يونس؛ هو ابن ميسرة بن حلبس، وأَبو الربيع؛ هو سليمان بن عُتبة بن ثور بن يزيد بن الأخنس، أَبو الربيع الداراني، وهيثم؛ هو ابن خارجة.

ص: 95

- كتاب الطهارة

12142 -

عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: صحبت أبا الدرداء، أتعلم منه، فلما حضره الموت قال: آذن الناس بموتي، فآذنت الناس بموته، فجئت وقد ملئ الدار وما سواه، قال: فقلت: قد آذنت الناس بموتك، وقد ملئ الدار وما سواه، قال: أخرجوني، فأخرجناه، قال: أجلسوني، قال: فأجلسناه، قال: يا أيها الناس، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى ركعتين يتمهما، أعطاه الله ما سأل معجلا، أو مؤخرا» .

قال أَبو الدرداء: يا أيها الناس، إياكم والالتفات، فإنه لا صلاة لملتفت، فإن غلبتم في التطوع، فلا تغلبن في الفريضة

(1)

.

- وفي رواية: «عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: أتيت أبا الدرداء في مرضه الذي قبض فيه، فقال لي: يا ابن أخي، ما أعمدك إلى هذا البلد، أو ما جاء بك؟ قال: قلت: لا، إلا صلة ما كان بينك وبين والدي عبد الله بن سلام، فقال أَبو الدرداء: بئس ساعة الكذب هذه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ فأحسن وضوءه، ثم قام فصلى ركعتين، أو أربعا ـ شك سهل ـ يحسن فيهما الذكر والخشوع، ثم استغفر الله، عز وجل، غفر له» .

أخرجه أحمد (28045) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا ميمون، يعني أبا محمد المرائي التميمي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير.

(1)

لفظ (28045).

ص: 95

وفي 6/ 450 (28096)

⦗ص: 96⦘

قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدثني سهل بن أبي صدقة، قال: حدثني كثير بن الفضل

(1)

الطفاوي.

كلاهما (يحيى، وكثير الطفاوي) عن يوسف بن عبد الله بن سلام، فذكره

(2)

.

- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل (28097): وحدثناه سعيد بن أبي الربيع السمان، قال: حدثنا صدقة بن أبي سهل الهنائي.

قال عبد الله: وأحمد بن عبد الملك، وهم في اسم الشيخ، فقال:«سهل بن أبي صدقة» وإنما هو «صدقة بن أبي سهل الهنائي» .

(1)

في نسخة الكتب المصرية (135): «كثير بن أبي الفضل» ، وفي «أطراف المسند» (7969)، وطبعة الرسالة:«كثير أَبو الفضل» ، وفي جميع النسخ الخطية، و «غاية المَقصد في زوائد المسند» الورقة (79 و 394)، و «جامع المسانيد والسنن» 5/ الورقة 106، وطبعتي عالم الكتب، والمكنز:«كثير بن الفضل» ، وهو الوارد في «المسند» ، ويجب إثباته كما ورد، وإن كان خطأ.

- كتب الهيثمي، بخطه، على حاشية «غاية المَقصد»: صوابه كثير بن يسار، أَبو الفضل، ولكن هكذا وقع في «المسند» .

- وقال الحسيني: كثير بن الفضل الطفاوي، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، وعنه سهل بن أبي صدقة، مجهول. «الإكمال لرجال أحمد (736).

وتعقبه ابن حجر، فقال: قلت: لا، بل هو معروف، ولكن وقع فيه تصحيف، نشأ عنه هذا الغلط، والصواب كثير أَبو الفضل، فالفضل كنيته لا اسم أبيه، وأما أَبوه فاسمه يسار، بتحتانية، ثم مهملة. «تعجيل المنفعة» (899).

(2)

المسند الجامع (10980)، وأطراف المسند (7969 و 7970)، ومَجمَع الزوائد 2/ 278 و 10/ 207، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1638)، والمطالب العالية (572).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2040)، والطبراني في «الدعاء» (1848).

ص: 95

12143 -

عن خليد العصري، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«خمس من جاء بهن، مع إيمان، دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس، على وضوئهن، وركوعهن، وسجودهن، ومواقيتهن، وصام رمضان، وحج البيت، إن استطاع إليه سبيلا، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه، وأدى الأمانة»

⦗ص: 97⦘

قالوا: يا أبا الدرداء، وما أداء الأمانة؟ قال: الغسل من الجنابة.

أخرجه أَبو داود (429) قال: حدثنا محمد بن عبد الرَّحمَن العنبري، قال: حدثنا أَبو على الحنفي، عُبيد الله بن عبد المجيد، قال: حدثنا عمران القطان، قال: حدثنا قتادة، وأبان، كلاهما عن خليد العصري، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10977)، وتحفة الأشراف (10930)، ومَجمَع الزوائد 1/ 47.

والحديث؛ أخرجه الطبري 19/ 200، والطبراني في «الصغير» (772).

ص: 96

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ لضعف عِمران بن دَاوَر، أَبي العَوَّام القَطَّان. انظر فوائد الحديث رقم (3846).

- وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 4/ 78، في مناكير عُبيد الله بن عبد المجيد، أبي علي الحنفي، وقال: لا يُتابَع عليه، وإنما روى الناس عن قتادة، عن خليد، عن أبي الدرداء؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما طلعت شمس إلا بجنبتيها ملكان.

ص: 97

- كتاب الصلاة

12144 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من مشى في ظلمة ليل إلى صلاة، آتاه الله نورا يوم القيامة»

(1)

.

- وفي رواية: «من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد، آتاه الله نورا يوم القيامة» .

أخرجه الدَّارِمي (1541) قال: حدثنا زكريا بن عَدي. و «ابن حِبَّان» (2046) قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، أَبو عَروبَة، بحران، قال: حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي، وأيوب بن محمد الوزان، قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر.

كلاهما (زكريا، وعبد الله بن جعفر) عن عُبيد الله بن عَمرو، عن زيد بن أَبي أُنيسة، عن جنادة، عن مكحول، عن أبي إدريس الخَولاني، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ للدارمي.

(2)

المسند الجامع (10982)، ومَجمَع الزوائد 2/ 30.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4697 و 6644)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2645).

ص: 97

ـ في رواية عبد الله بن جعفر: «جُنادة بن أبي أُمية» .

- قال أَبو حاتم بن حبان: هكذا حدثنا أَبو عَروبَة، فقال:«جُنادة بن أبي أُمية» ، وإنما هو «جُنادة بن أبي خالد

(1)

»، وجُنادة بن أبي أُمية من التابعين، أقدم من مكحول، وجُنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين، وهما شاميان ثقتان.

• أخرجه ابن أبي شيبة (6499) قال: حدثنا أَبو أُسامة، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من مشى في ظلمة الليل إلى المسجد، لقي الله بنور يوم القيامة» .

- ليس فيه: «عن أبي إدريس»

(2)

.

(1)

أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4697)، من طريق أَبي زُرعَة الدمشقي عبد الرَّحمَن بن عَمرو، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرَّقِّي، قال: حدثنا عُبيد الله بن عَمرو، عن جُنادة بن أبي خالد، عن مكحول، عن أبي إدريس الخَولاني، به.

(2)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (976)، والمطالب العالية (563).

وأخرجه من هذا الوجه؛ أَبو بكر بن أبي شيبة في «مسنده» (48)، والطبراني في «مسند الشاميين» (3488).

ص: 98

- فوائد:

- قال الآجُرِّي: سُئِل أَبو داود عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن تميم، فقال: هو السُّلمي، متروك الحديث، حَدَّث عنه أَبو أُسامة وغلط في اسمه؟ فقال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر السُّلمي، وكلُّ ما جاء عن أَبي أُسامة:«حدثنا عبد الرَّحمَن بن يزيد» فهو ابن تميم. «سؤالاته» (327).

- وقال أَبو حاتم الرازي: عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، لا أَعلم أَحَدًا من أَهل العراق يُحدِّث عنه، والذي عندي أَن الذي يَروي عنه أَبو أُسامة، وحسين الجُعْفي، واحد، وهو عبد الرَّحمَن بن يزيد بن تميم، لأَن أَبا أُسامة روى عن عبد الرَّحمَن بن يزيد، عن القاسم، عن أَبي أُمامة، خمسة أَحاديث، أَو ستة أَحاديث، مُنكرةً، لا يَحتمِل أَن يُحدث عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر مِثلَه، ولا أَعلم أَحَدًا من أَهل الشام روى عن ابن جابر من هذه الأَحاديث شيئًا.

⦗ص: 99⦘

قال أَبو حاتم: أَما عبد الرَّحمَن بن يزيد بن تميم فهو ضعيف الحديث، وعبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر ثقة. «علل الحديث» (565).

- وقال النَّسائي: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم متروك الحديث. «الضعفاء والمتروكين» (380).

ص: 98

• حديث أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن المسجد بيت كل تقي، وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم، بالروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى رضوان الله» .

يأتي برقم ().

ص: 99

12145 -

عن أبي قلابة، قال: قال أَبو الدرداء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من ترك صلاة العصر متعمدا حتى تفوته، فقد أحبط عمله» .

أخرجه أحمد (28040) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا هُشيم، قال: أخبرنا عباد بن راشد المنقري، عن الحسن، وأبي قلابة، أنهما كانا جالسين، فقال أَبو قلابة، فذكره

(1)

.

• أخرجه ابن أبي شيبة (3464) و 11/ 35 (31039) قال: حدثنا هُشيم، قال: أخبرنا عباد بن ميسرة المنقري، عن أبي قلابة، والحسن، أنهما كانا جالسين، فقال أَبو قلابة: قال أَبو الدرداء: من ترك العصر حتى تفوته، من غير عذر، فقد حبط عمله. «موقوف» .

قال: وقال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من ترك صلاة مكتوبة حتى تفوته، من غير عذر، فقد حبط عمله» ، «مُرسَل»

(2)

.

(1)

المسند الجامع (10981)، وأطراف المسند (7986)، ومَجمَع الزوائد 1/ 295.

(2)

أخرجه من هذا الوجه؛ ابن أبي شيبة في «الإيمان» (50).

ص: 99

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن حجر: في إسناده انقطاع، لأن أبا قلابة لم يسمع من أبي الدرداء. «فتح الباري» 2/ 30.

ص: 100

12146 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، قال:

«خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه يقطر ماء، فصلى بنا في ثوب واحد متوشحا به، قد خالف بين طرفيه، فلما انصرف، قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، تصلي بنا في ثوب واحد؟ قال: نعم، أصلي فيه، وفيه، أي قد جامعت فيه» .

أخرجه ابن ماجة (541) قال: حدثنا هشام بن خالد الأزرق، قال: حدثنا الحسن بن يحيى الخشني، قال: حدثنا زيد بن واقد، عن بُسر بن عُبيد الله، عن أبي إدريس الخَولاني، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10983)، وتحفة الأشراف (10945).

والحديث؛ أخرجه البزار (4105)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1196).

ص: 100

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ أخرجه ابن عَدي في «الكامل» 3/ 169، في مناكير الحسن بن يحيى، وقال: وأنكر ما رأيت له هذه الأحاديث التي أمليتها، وهو ممن تحتمل رواياته.

ص: 100

12147 -

عن شيخ في المسجد الحرام، قال: قال أَبو الدرداء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن لكل شيء أنفة، وإن أنفة الصلاة التكبيرة الأولى، فحافظوا عليها» .

أخرجه ابن أبي شيبة (3137) قال: حدثنا أَبو أُسامة، عن أبي فروة يزيد بن سنان، قال: حدثنا أَبو عُبيد الحاجب، قال: سمعت شيخا في المسجد الحرام يقول، فذكره.

⦗ص: 101⦘

قال أَبو عبيد: فحدثت به رجاء بن حيوة، فقال: حدثتنيه أم الدرداء، عن أبي الدرداء

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 2/ 103، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1232)، والمطالب العالية (455 و 456).

والحديث؛ أخرجه البزار (4116)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2114)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2648).

ص: 100

• حديث معدان بن أبي طلحة اليعمري، قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة، أو قال: قلت: بأحب الأعمال إلى الله، فسكت، ثم سألته، فسكت، ثم سألته الثالثة؟ فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

«عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد لله سجدة، إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة» .

قال معدان: ثم لقيت أبا الدرداء، فسألته، فقال لي مثل ما قال لي ثوبان.

سلف في مسند ثوبان، رضي الله عنه.

ص: 101

12148 -

عن أم الدرداء، قالت: نزل بأبي الدرداء ضيف، فقال له: أمقيم فنسرح، أم ظاعن فنعلف؟ قال: ظاعن، قال: أما إني ما أجد ما أضيفك به أفضل من شيء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنه؛

«سألت النبي صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، ذهب أصحاب الأموال بالخير، يصومون كما نصوم، ويصلون كما نصلي، ويتصدقون، وليس لنا أموال نتصدق، قال: يا أبا الدرداء، ألا أدلك على شيء إن أنت فعلته لم يسبقك من كان قبلك، ولم يدركك من كان بعدك، إلا من جاء بمثل ما جئت به، تسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمده ثلاثا وثلاثين، وتكبره أربعا وثلاثين»

⦗ص: 102⦘

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9900) قال: أخبرنا أَبو داود، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن رجل من أهل الشام، يقال له: أَبو عمر، عن أم الدرداء، فذكرته.

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: خالفهما سفيان بن سعيد، رواه عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء.

• أخرجه عبد الرزاق (3187) عن الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع. و «ابن أبي شيبة» (29877) قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، عن الحكم (ح) وعن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع. وفي 13/ 453 (36187) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع. و «أحمد» 5/ 196 (22052) قال: حدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا مالك، يعني ابن مِغْوَل، عن الحكم. وفي 6/ 446 (28065) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9901) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: أخبرنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع. وفي (9902) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي (9903) عن أحمد بن سليمان، عن يحيى بن آدم، عن مالك بن مِغْوَل، عن الحكم.

ص: 101

كلاهما (عبد العزيز بن رفيع، والحكم بن عتيبة) عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء؛ أنه إذا كان نزل به ضيف، قال: يقول له أَبو الدرداء: مقيم فنسرح، أو ظاعن فنعلف؟ قال: فإن قال له: ظاعن، قال له: ما أجد لك شيئًا خيرًا من شيء أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

«قلنا: يا رسول الله، ذهب الأغنياء بالأجر، يحجون ولا نحج، ويجاهدون ولا نجاهد، وكذا وكذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على شيء إن أخذتم به جئتم من أفضل ما يجيء به أحد منهم: أن تكبروا الله أربعا وثلاثين، وتسبحوه ثلاثا وثلاثين، وتحمدوه ثلاثا وثلاثين، في دبر كل صلاة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي عمر، عن أبي الدرداء، قال: نزل بأبي الدرداء رجل، فقال أَبو الدرداء: مقيم فنسرح، أم ظاعن فنعلف؟ قال: بل ظاعن، قال:

⦗ص: 103⦘

فإني سأزودك زادا لو أجد ما هو أفضل منه لزودتك؛ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، ذهب الأغنياء بالدنيا والآخرة، نصلي ويصلون، ونصوم ويصومون، ويتصدقون ولا نتصدق؟ قال: ألا أدلك على شيء إن أنت فعلته، لم يسبقك أحد كان قبلك، ولم يدركك أحد بعدك، إلا من فعل الذي تفعل: دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين تسبيحة، وثلاثا وثلاثين تحميدة، وأربعا وثلاثين تكبيرة»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (28065).

(2)

اللفظ لأحمد (22052).

ص: 102

- وفي رواية: «عن أبي الدرداء، قال: قلت: يا رسول الله، ذهب أصحاب الأموال بالدنيا والآخرة، يصلون، ويصومون، ويجاهدون كما نفعل، ويتصدقون ولا نتصدق؟ قال: أفلا أدلك على أمر إن أخذت به أدركت من سبقك، ولم يدركك من بعدك، إلا من عمل مثل الذي عملت؛ تسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمده ثلاثا وثلاثين، وتكبره أربعا وثلاثين»

(1)

.

- ليس فيه: «أم الدرداء» .

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: خالفهما زيد بن أَبي أُنيسة، رواه عن الحكم، عن عَمرو الصيني، عن أبي الدرداء.

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9904) قال: أخبرنيه محمد بن وهب، قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: حدثني أَبو عبد الرحيم، قال: حدثني زيد، عن الحكم، عن عَمرو الصيني، عن أبي الدرداء، قال:

«كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: يا رسول الله، إن الأغنياء يسبقونا بكل خير، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويفضلوننا فيتصدقون، ولا نجد ما نتصدق، وينفقون في سبيل الله، ولا نجد ما ننفق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه لم يسبقوكم، ولم يدركم من بعدكم، إلا من فعل فعلكم: تسبحون في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمدون ثلاثا وثلاثين، وتكبرون أربعا وثلاثين»

⦗ص: 104⦘

- سماه زيد: «عمرا الصيني»

(2)

.

(1)

اللفظ للنسائي (9901).

(2)

المسند الجامع (10984)، وتحفة الأشراف (10973 و 11006)، وأطراف المسند (7985)، ومَجمَع الزوائد 10/ 100، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1397: 1399).

والحديث؛ أخرجه البزار (4151)، والطبراني في «الدعاء» (707 و 708 و 710 و 713).

ص: 103

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة الرازي: أَبو عمر الصيني، لا نعرفه إلا برواية حديث واحد، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ سبقنا الأغنياء بالدنيا والآخرة، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم .. الحديث، ولا يسمى. «الجرح والتعديل» 9/ 407.

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه عبد العزيز بن رفيع، والحكم بن عتيبة، واختلف عنهما؛

فأما عبد العزيز بن رفيع، فرواه عنه جَرير بن عبد الحميد، وأَبو الأحوص سلام بن سليم، فقالا: عن أبي صالح، عن أبي الدرداء.

وخالفهما سفيان الثوري، فرواه عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء.

وقال شريك: عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء ولم يتابع شريك على ذكر أم الدرداء.

وأما الحكم، فرواه عنه مالك بن مِغْوَل، وشعبة بن الحجاج، وزيد بن أَبي أُنيسة؛

فقال شعبة، ومالك بن مِغْوَل: عن الحكم، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء.

وقال زيد بن أَبي أُنيسة: عن الحكم، عن أبي عمر، عن رجل، عن أبي الدرداء.

ورواه ليث بن أبي سُلَيم، واختُلِف عنه؛

فقيل عنه: عن الحكم، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن أبي الدرداء.

وقال الحماني: عن المحاربي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الدرداء، وليس هذا من حديث ابن أبي ليلى، ولا من حديث مجاهد.

والصحيح من ذلك قول شعبة، ومالك بن مِغْوَل، عن الحكم، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء

⦗ص: 105⦘

وقول الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء.

وسئل، يعني الدارقُطني-، عن اسم أبي عمر الصيني، فقال: لا يعرف اسمه، ولا روي عنه غير هذا الحديث. «العلل» (1081).

ص: 104

12149 -

عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، قال:

«قلت: يا رسول الله، ذهب أهل الأموال بالدنيا والآخرة، يصلون كما نصلي، ويذكرون كما نذكر، ويجاهدون كما نجاهد، ولا نجد ما نتصدق به، قال: ألا أخبرك بشيء إذا أنت فعلته أدركت من كان قبلك، ولم يلحقك من كان بعدك، إلا من قال مثل ما قلت: تسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمده ثلاثا وثلاثين، وتكبر أربعا وثلاثين تكبيرة»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (36188) قال: حدثنا جرير، وأَبو الأحوص. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9899) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير.

كلاهما (جرير بن عبد الحميد، وأَبو الأحوص سَلَّام بن سليم) عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، فذكره

(2)

.

- قال البخاري: رواه جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء. «صحيح البخاري» 8/ 72 (6329).

(1)

اللفظ للنسائي.

(2)

المسند الجامع (10985)، وتحفة الأشراف (10931)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1398 و 1399).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1075)، والطبراني في «الدعاء» (709).

ص: 105

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن مَعين، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء؟ قال: بينهما رجل. «تاريخه» 3/ 2/ 203.

- وقال أَبو حاتم الرازي: ذكوان، أَبو صالح السَّمَّان الزيات التيمي، لم يسمع من أبي الدرداء شيئا. «الجرح والتعديل» 3/ 450

⦗ص: 106⦘

- وقال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة عن حديث؛ رواه جرير، وأَبو الأحوص، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، قال: قلت: يا رسول الله، ذهب أهل الأموال بالدنيا والأجر، الحديث.

ورواه الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء.

قال: حديث الثوري أصح. «علل الحديث» (2112).

ص: 105

12150 -

عن محمد بن واسع، قال: قال أَبو الدرداء لابنه: يا بني، ليكن المسجد بيتك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«المساجد بيوت المتقين، فمن يكن المسجد بيته، يضمن الله له الروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى الجنة» .

أخرجه ابن أبي شيبة (35753) قال: حدثنا يَعلى بن عبيد، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل، عن محمد بن واسع، فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 2/ 22، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1014)، والمطالب العالية (373).

والحديث؛ أخرجه هَنَّاد في «الزهد» (951).

ص: 106

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال الدارقُطني: يرويه محمد بن واسع، واختُلِف عنه؛

فرواه عبد الله بن المختار، عن محمد بن واسع، عن ابن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء.

ورواه إسماعيل بن أبي خالد، واختُلِف عنه؛

فقيل: عنه، عن محمد بن واسع، عن أبي الدرداء.

وقيل: عن إسماعيل، عن رجل من أهل البصرة، عن محمد بن واسع، عن أبي الدرداء.

ورواه حماد بن سلمة، ومطعم بن المقدام الصَّنْعاني، عن محمد بن واسع؛ أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان، ولم يذكر بينهما أحدا.

والمرسل هو المحفوظ. «العلل» (1094).

ص: 106

12151 -

عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، قال: قال لي أَبو الدرداء: أين مسكنك؟ قال: قلت: في قرية دون حمص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من ثلاثة في قرية، لا يؤذن ولا تقام فيهم الصلاة، إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإن الذئب يأكل القاصية»

(1)

.

- وفي رواية: «عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، قال: قال لي أَبو الدرداء: أين مسكنك؟ قلت: في قرية دوين حمص، فقال أَبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من ثلاثة في قرية، ولا بدو، لا تقام فيهم الصلاة، إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية» .

قال السائب: يعني بالجماعة، الجماعة في الصلاة

(2)

.

أخرجه أحمد (22053) قال: حدثنا وكيع. وفي (22054) قال: حدثنا أَبو سعيد أيضا. وفي 6/ 446 (28064) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي (ح) ووكيع. و «أَبو داود» (547) قال: حدثنا أحمد بن يونس. و «النَّسَائي» 2/ 106، وفي «الكبرى» (922) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. و «ابن خزيمة» (1486) قال: حدثنا موسى بن عبد الرَّحمَن المسروقي، قال: حدثنا أَبو أُسامة (ح) وحدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا عبد الصمد. و «ابن حِبَّان» (2101) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا محمد بن بكار بن الريان البغدادي، قال: حدثنا مروان بن معاوية.

ثمانيتهم (وكيع بن الجراح، وأَبو سعيد مولى بني هاشم، وعبد الرَّحمَن، وأحمد بن يونس، وابن المبارك، وأَبو أُسامة حماد بن أُسامة، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومروان بن معاوية) عن زائدة بن قُدَامة، قال: حدثنا السائب بن حبيش الكَلاعي، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22053).

(2)

اللفظ للنسائي 2/ 106.

(3)

المسند الجامع (10986)، وتحفة الأشراف (10967)، وأطراف المسند (7964)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1208).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 3/ 54، والبغوي (793).

ص: 107

12152 -

عن عُبادة بن نُسَي، قال: كان رجل بالشام، يقال له: معدان، كان أَبو الدرداء يقرئه القرآن، ففقده أَبو الدرداء، فلقيه يوما وهو بدابق، فقال له أَبو الدرداء: يا معدان، ما فعل القرآن الذي كان معك، كيف أنت والقرآن اليوم؟ قال: قد علم الله منه فأحسن، قال: يا معدان، أفي مدينة تسكن اليوم، أو في قرية؟ قال: لا، بل في قرية قريبة من المدينة، قال: مهلا، ويحك يا معدان، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من خمسة أهل أبيات، لا يؤذن فيهم بالصلاة، وتقام فيهم الصلوات، إلا استحوذ عليهم الشيطان، وإن الذئب يأخذ الشاذة» .

فعليك بالمدائن، ويحك يا معدان.

أخرجه أحمد (28063) قال: حدثنا علي بن ثابت، قال: حدثني هشام بن سعد، عن حاتم بن أبي نصر، عن عُبادة بن نُسَي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10987)، وأطراف المسند (7950)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1208).

ص: 108

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سئل أبي عن عُبادة بن نُسَي؟ فقال: شامي ثقة، قيل: يحدث عنه حاتم بن أبي نصر، يعني أحاديث مناكير. فقال: من حاتم بن أبي نصر؟! عُبادة بن نُسَي ثقة. «العلل» (5273).

- وهِشام بن سَعد، المَدَني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2183).

ص: 108

12153 -

عن أم الدرداء، قالت: دخل علي أَبو الدرداء وهو مغضب، فقلت له: ما لك؟ فقال:

«ما أعرف من أمر محمد صلى الله عليه وسلم إلا الصلاة»

(1)

.

- وفي رواية: «دخل علي أَبو الدرداء وهو مغضب، فقلت: ما أغضبك؟ فقال: والله ما أعرف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئا، إلا أنهم يصلون جميعا»

(2)

.

⦗ص: 109⦘

أخرجه أحمد (22043) قال: حدثنا أَبو معاوية. وفي 6/ 443 (28048) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي (28049) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن سفيان. و «البخاري» 1/ 131 (650) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي.

أربعتهم (أَبو معاوية الضرير، ومحمد بن عبيد، وسفيان الثوري، وحفص بن غياث) عن سليمان الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، فذكرته

(3)

.

- صرح الأعمش بالسماع، في رواية البخاري.

(1)

اللفظ لأحمد (28049).

(2)

اللفظ للبخاري.

(3)

المسند الجامع (10988)، وتحفة الأشراف (10982)، وأطراف المسند (7995).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (2598).

ص: 108

12154 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، قال:

«قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فسمعته يقول: أعوذ بالله منك، ثم قال: ألعنك بلعنة الله، ثلاثا، ثم بسط يده، كأنه يتناول شيئا، فلما فرغ من الصلاة قال: يا رسول الله، قد سمعناك تقول في صلاتك شيئًا لم نسمعك تقول مثل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، قال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك، فلم يستأخر، ثم قلت ذلك، فلم يستأخر، ثم قلت، فلم يستأخر، فأردت أن أخنقه، فلولا دعوة أخي سليمان، لأصبح موثقا، يلعب به صبيان أهل المدينة»

(1)

.

أخرجه مسلم 2/ 72 (1148) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي. و «النَّسَائي» 3/ 13، وفي «الكبرى» (554 و 1139) قال: أخبرنا محمد بن سلمة. و «ابن خزيمة» (891) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي. و «ابن حِبَّان» (1979) قال: أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى.

ثلاثتهم (محمد بن سلمة، وعيسى، وحَرملة) عن عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، قال: حدثني ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخَولاني، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن حبان.

(2)

المسند الجامع (10989)، وتحفة الأشراف (10940).

والحديث؛ أخرجه البزار (4135)، وأَبو عَوانة (1732)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1925)، والبيهقي 2/ 263.

ص: 109

12155 -

عن حرب بن قيس، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من اغتسل يوم الجمعة، ثم لبس ثيابه، ومس طيبا إن كان عنده، ثم مشى إلى الجمعة وعليه السكينة، ولم يتخط أحدا ولم يؤذه، وركع ما قضي له، ثم انتظر حتى ينصرف الإمام، غفر له ما بين الجمعتين» .

أخرجه أحمد (22072) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، عن حرب بن قيس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10990)، وأطراف المسند (7939)، ومَجمَع الزوائد 2/ 171.

ص: 110

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: حرب بن قيس روى عن أبي الدرداء، مرسل. «الجرح والتعديل» 3/ 249.

- وقال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن حرب بن قيس، فقال: لم يدرك أبا الدرداء، وحديثه مرسل، وهو في سن مالك بن أنس. «المراسيل» (175).

ص: 110

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ حرب بن قيس لم يدرك أبا الدرداء، انظر فوائد الحديث السابق.

ص: 111

12157 -

عن كثير بن مُرَّة الحضرمي، قال: سمعت أبا الدرداء، يقول:

«سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم، فقال رجل من الأنصار: وجبت هذه» .

فالتفت إلي أَبو الدرداء، وكنت أقرب القوم منه، فقال: يا ابن أخي، ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم

(1)

.

أخرجه أحمد (22063) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن. وفي 6/ 448 (28080) قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب. و «البخاري» في «خلق أفعال العباد» (540)، وفي «القراءة خلف الإمام» (19 و 101) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا بشر بن السَّري. وفي «القراءة خلف الإمام» (20 و 308) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا زيد بن حباب. و «النَّسَائي» 2/ 142، وفي «الكبرى» (997) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب.

ثلاثتهم (عبد الرَّحمَن بن مهدي، وزيد بن الحُبَاب، وبشر بن السَّري) عن معاوية بن صالح، قال: حدثني أَبو الزاهرية، حدير بن كُريب، قال: حدثني كثير بن مُرَّة الحضرمي، فذكره

(2)

.

- قال البخاري: قال أَبو الدرداء: «سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم، قال رجل من الأنصار: وجبت. «خلق أفعال العباد» (22)

⦗ص: 112⦘

- وقال أيضا: قال أَبو الدرداء: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم. «خلق أفعال العباد» (536).

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطأ إنما هو قول أبي الدرداء، ولم يقرأ هذا مع الكتاب.

- وقال أيضا: خولف زيد بن حباب في قوله: «فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي» .

(1)

اللفظ لأحمد (28080).

(2)

المسند الجامع (10992)، وتحفة الأشراف (10959)، وأطراف المسند (7961)، ومَجمَع الزوائد 2/ 110.

والحديث؛ أخرجه البزار (4120)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1955)، والدارقُطني (1262 و 1505)، والبيهقي 2/ 162.

ص: 111

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال الدارقُطني: يرويه معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مُرَّة، عن أبي الدرداء، وفي آخره: فقال لي: وكنت أقرب القوم منه، ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم، وهذا من قول أبي الدرداء لكثير بن مُرَّة، ومن جعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء، فقد وهم. «العلل» (1084).

ص: 112

12158 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، قال: سأله رجل، فقال: أقرأ والإمام يقرأ؟ قال:

«سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: أفي كل صلاة قراءة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، فقال رجل من القوم: وجب هذا» .

أخرجه ابن ماجة (842) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، قال: حدثنا معاوية بن يحيى، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخَولاني، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10993)، وتحفة الأشراف (10944).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (2223).

ص: 112

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ معاوية بن يحيى الصَّدَفي، أَبو رَوح الدِّمَشقي، متروك، انظر فوائد الحديث رقم (10131).

- وقال البخاري: معاوية بن يحيى، الصدفي، الدمشقي، روى عنه عيسى بن يونس، وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير، كأنها من حفظه. «التاريخ الكبير» 7/ 336.

- وقال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن معاوية بن يحيى الصدفي؟ فقال: روى عنه هقل بن زياد أحاديث مستقيمة، كأنها من كتاب، وروى عنه عيسى بن

⦗ص: 113⦘

يونس، وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير، كأنها من حفظه، وهو ضعيف الحديث، في حديثه إنكار. «الجرح والتعديل» 8/ 383.

ص: 112

12159 -

عن شريح بن عُبيد الحضرمي، وغيره، عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم، لا تعجزن من الأربع ركعات من أول نهارك، أكفك آخره»

(1)

.

أخرجه أحمد (28028) قال: حدثنا أَبو المغيرة. وفي 6/ 451 (28101) قال: حدثنا أَبو اليمان.

كلاهما (أَبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وأَبو اليمان الحكم بن نافع) عن صفوان بن عَمرو، قال: حدثني شريح بن عُبيد الحضرمي، وغيره، فذكراه

(2)

.

- في رواية أبي اليمان لم يقل: «وغيره» .

(1)

لفظ (28028).

(2)

المسند الجامع (10994)، وأطراف المسند (7947)، ومَجمَع الزوائد 2/ 235.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (964).

ص: 113

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البوصيري: شريح بن عبيد لم يسمع من أبي الدرداء. «مصباح الزجاجة» (1254).

ص: 113

12160 -

عن جُبير بن نُفير، عن أبي الدرداء، وأبي ذر

(1)

، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

«عن الله، تبارك وتعالى، أنه قال: ابن آدم، اركع لي أربع ركعات من أول النهار، أكفك آخره»

⦗ص: 114⦘

أخرجه التِّرمِذي (475) قال: حدثنا أَبو جعفر السِّمناني، قال: حدثنا أَبو مسهر، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن مَعدان، عن جُبير بن نُفير، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.

(1)

في «تحفة الأشراف» : «عن أبي الدرداء، أو عن أبي ذر» على الشك.

- قال ابن حجر: أخرجه الدَّارِمي، عن أبي مسهر، بهذا السند، فاقتصر على أبي الدرداء، ولم يشك. «النكت الظراف» (10927).

(2)

المسند الجامع (10995)، وتحفة الأشراف (10927).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1148)، والبغوي (1009).

ص: 113

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

ص: 114

12161 -

عن أبي مرة مولى أم هانئ، عن أبي الدرداء، قال:

«أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث، لن أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر» .

أخرجه مسلم 2/ 159 (1622) قال: حدثني هارون بن عبد الله، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا ابن أبي فُديك، عن الضحاك بن عثمان، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبي مرة مولى أم هانئ، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11001)، وتحفة الأشراف (10974).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 3/ 47.

ص: 114

12162 -

عن جُبير بن نُفير، عن أبي الدرداء، قال:

«أوصاني خليلي أَبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاث، لا أدعهن لشيء: أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن لا أنام إلا على وتر، وسبحة الضحى في الحضر والسفر» .

أخرجه أحمد (28029) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان، قال: حدثني بعض المشيخة، عن أبي إدريس السَّكوني، عن جُبير بن نُفير، فذكره.

⦗ص: 115⦘

• أخرجه أحمد (28102). وأَبو داود (1433) قال: حدثنا عبد الوَهَّاب بن نجدة.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وعبد الوَهَّاب) عن الحكم بن نافع أبي اليمان، قال: حدثنا صفوان بن عَمرو، عن أبي إدريس السَّكوني، عن جُبير بن نُفير، عن أبي الدرداء، قال:

«أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن لشيء: أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ولا أنام إلا على وتر، وبسبحة الضحى في الحضر والسفر»

(1)

.

ليس بين صفوان وأبي إدريس أحد

(2)

.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

المسند الجامع (11002)، وتحفة الأشراف (10925)، وأطراف المسند (7936)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2210).

والحديث؛ أخرجه البزار (4136)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1002).

ص: 114

12163 -

عن سويد بن غفلة، عن أبي الدرداء، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من أتى فراشه، وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل، فغلبته عيناه حتى أصبح، كتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه، عز وجل»

(1)

.

أخرجه ابن ماجة (1344) قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال. و «النَّسَائي» 3/ 258، وفي «الكبرى» (1463) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله. و «ابن خزيمة» (1172) قال: حدثنا موسى بن عبد الرَّحمَن المسروقي.

كلاهما (هارون، وموسى) عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قُدَامة، عن سليمان الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبدة بن أبي لبابة، عن سويد بن غفلة، فذكره

(2)

.

- قال ابن خزيمة: هذا خبر لا أعلم أحدا أسنده غير حسين بن علي، عن زائدة، وقد اختلف الرواة في إسناد هذا الخبر.

⦗ص: 116⦘

• أخرجه ابن حبان (2588) قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، بحران، قال: حدثنا أَبو إسحاق، محمد بن سعيد الأَنصاري، قال: حدثنا مسكين بن بكير، قال: حدثنا شعبة، عن عبدة بن أبي لبابة، عن سويد بن غفلة؛ أنه عاد زِرّ بن حُبَيش في مرضه، فقال: قال أَبو ذر، أو أَبو الدرداء، شك شعبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من عبد يحدث نفسه بقيام ساعة من الليل، فينام عنها، إلا كان نومه صدقة تصدق الله بها عليه، وكتب له أجر ما نوى» .

(1)

اللفظ للنسائي.

(2)

المسند الجامع (10996)، وتحفة الأشراف (10937).

والحديث؛ أخرجه البزار (4153)، والبيهقي 3/ 15.

ص: 115

ـ جعله على الشك.

• وأخرجه عبد الرزاق (4224) عن الثوري. و «النَّسَائي» 3/ 258، قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله، عن سفيان الثوري. وفي «الكبرى» (1464) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن سفيان الثوري (ح) وأخبرنا سويد، قال: أخبرنا عبد الله، عن ابن عُيينة.

كلاهما (سفيان الثوري، وسفيان بن عُيينة) عن عبدة بن أبي لبابة، عن سويد بن غفلة، عن أبي الدرداء، أو أبي ذر، قال: ما من رجل يريد أن يقوم ساعة من الليل، فيغلبه عيناه عنها، إلا كتب الله له أجرها، وكان نومه صدقة تصدق بها الله عليه

(1)

. «موقوف» .

• وأخرجه ابن خزيمة (1173) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبدة بن أبي لبابة، عن زِرّ بن حُبَيش، عن أبي الدرداء، قال: من حدث نفسه بساعة من الليل يصليها، فغلبته عينه فنام، كان نومه صدقة عليه، وكتب له مثل ما أراد أن يصلي. «موقوف» .

- قال ابن خزيمة: وهذا التخليط من عبدة بن أبي لبابة، قال مرة:«عن زر» وقال مرة: «عن سويد بن غفلة» كان يشك في الخبر أهو عن زر، أو عن سويد.

• وأخرجه ابن خزيمة (1174) قال: حدثنا سَلْم بن جُنادة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة، عن زِرّ بن حُبَيش، أو عن سويد بن غفلة، (شك عبدة)، عن أبي الدرداء، أو عن أبي ذر، قال: ما من رجل تكون له ساعة من الليل

⦗ص: 117⦘

يقومها، فينام عنها، إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة تصدق بها عليه. «موقوف» .

(1)

اللفظ لعبد الرزاق.

ص: 116

ـ قال ابن خزيمة: وعبدة رحمه الله: قد بين العلة التي شك في هذا الإسناد أسمعه من زر، أو من سويد، فذكر أنهما كانا اجتمعا في موضع، فحدث أحدهما بهذا الحديث، فشك من المحدث منهما، ومن المحدث عنه.

• وأخرجه ابن خزيمة (1175) قال: حدثنا بهذا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، قال: حفظته من عبدة بن أبي لبابة، قال: ذهبت مع زِرّ بن حُبَيش إلى سويد بن غفلة نعوده، فحدث سويد، أو حدث زر، وأكبر ظني أنه سويد، عن أبي الدرداء، أو عن أبي ذر، وأكبر ظني أنه عن أبي الدرداء، أنه قال: ليس عبد يريد صلاة، وقال مرة: من الليل، ثم ينسى فينام، إلا كان نومه صدقة عليه من الله، وكتب له ما نوى. «موقوف» .

- قال ابن خزيمة: فإن كان زائدة حفظ الإسناد الذي ذكره، وسليمان سمعه من حبيب، وحبيب من عبدة، فإنهما مدلسان، فجائز أن يكون عبدة حدث بالخبر مرة قديما عن سويد بن غفلة، عن أبي الدرداء، بلا شك، ثم شك بعد؛ أسمعه من زِرّ بن حُبَيش، أو من سويد، وهو عن أبي الدرداء، أو عن أبي ذر، لأن بين حبيب بن أبي ثابت وبين الثوري، وابن عُيينة من السن ما قد ينسى الرجل كثيرا مما كان يحفظه، فإن كان حبيب بن أبي ثابت سمع هذا الخبر من عبدة، فيشبه أن يكون سمعه قبل تولد ابن عُيينة، لأن حبيب بن أبي ثابت لعله أكبر من عبدة بن أبي لبابة، قد سمع حبيب بن أبي ثابت من ابن عمر، والله أعلم بالمحفوظ من هذه الأسانيد.

ص: 117

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عبدة بن أبي لبابة، واختُلِف عنه؛

فرواه حبيب بن أبي ثابت، وشعبة، وابن عُيينة، عن عبدة بن أبي لبابة، واختلفوا فيه؛

فقال زائدة: عن الأعمش، عن حبيب، عن عبدة، عن سويد بن غفلة، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 118⦘

وقال أَبو عَوانة: عن الأعمش، عن حبيب، عن عبدة، عن زِرّ بن حُبَيش، عن أبي الدرداء موقوفًا، وخالفه في موضعين.

وقال الثوري: عن حبيب، عن عبدة، عن زر، عن أبي ذر.

وقال الثوري: فلقيت عبدة، فحدثني عن سويد بن غفلة، عن أبي الدرداء، وأبي ذر.

وقال شعبة: عن عبدة، عن سويد بن غفلة؛ أنه عاد زرا في مرضه، فقال: قال أَبو ذر، أو أَبو الدرداء، شك شعبة.

ورفعه مسكين بن بكير، عن شعبة، ووقفه غُندَر، وغيره.

ووقفه ابن عُيينة، عن عبدة، ولم يرفعه.

والمحفوظ الموقوف. «العلل» (1074).

ص: 117

12164 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أنه قال:

«سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة، منهن النجم»

(1)

.

أخرجه أحمد (28042) قال: حدثنا يحيى بن غَيلان، قال: حدثنا رِشْدِين، قال: حدثني عَمرو بن الحارث. و «التِّرمِذي» (569) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن، قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد.

كلاهما (عَمرو بن الحارث، وخالد بن يزيد) عن سعيد بن أبي هلال، عن عمر، وهو ابن حيان الدمشقي، قال: سمعت مخبرا يخبر، عن أم الدرداء، فذكرته.

- قال التِّرمِذي: هذا أصحُّ من حديث سفيان بن وكيع، عن عبد الله بن وهب.

حديث أبي الدرداء حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن أبي هلال، عن عمر الدمشقي.

(1)

اللفظ لأحمد (28042).

ص: 118

• أخرجه أحمد (22034) قال: حدثنا سريج بن النعمان. و «ابن ماجة» (1055) قال: حدثنا حَرملة بن يحيى المصري. و «التِّرمِذي» (568) قال: حدثنا سفيان بن وكيع.

ثلاثتهم (سريج، وحَرملة، وسفيان بن وكيع) عن عبد الله بن وهب، عن عَمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمر الدمشقي، عن أم الدرداء، قالت: حدثتني أَبو الدرداء؛

«أنه سجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة، منهن النجم»

(1)

.

- ليس فيه: «سمعت مخبرا يخبر»

(2)

.

- في رواية ابن ماجة: «ابن أبي هلال» .

(1)

اللفظ لأحمد (22034).

(2)

المسند الجامع (10997)، وتحفة الأشراف (10993)، وأطراف المسند (7993).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 2/ 313، والبغوي (762).

ص: 119

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: عمر الدمشقي، عن أم الدرداء، رضي الله عنها، روى عنه سعيد بن أبي هلال، منقطع. «التاريخ الكبير» 6/ 206.

- وقال أَبو داود: روي عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ «إحدى عشرة سجدة» ، وإسناده واه. «السنن» (1401).

ص: 119

12165 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال:

«سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة، ليس فيها من المفصل شيء: الأعراف، والرعد، والنحل، وبني إسرائيل، ومريم، والحج، وسجدة الفرقان، وسليمان، سورة النمل، والسجدة، وفي ص، وسجدة الحواميم» .

أخرجه ابن ماجة (1056) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرَّحمَن الدمشقي، قال: حدثنا عثمان بن فائد، قال: حدثنا عاصم بن رجاء بن

⦗ص: 120⦘

حيوة، عن المهدي بن عبد الرَّحمَن بن عُيينة بن خاطر

(1)

، قال: حدثتني عمتي أم الدرداء، فذكرته

(2)

.

(1)

قال أَبو القاسم ابن عساكر: كذا في نسختين، وذكر المقدسي، يعني محمد بن طاهر، أنه المنذر بدل المهدي، وذكر ابن منده أنه مهند، وهو ابن عبد الرَّحمَن بن عبيد بن حاضر. «تحفة الأشراف» ، ـ قال المِزِّي: مهدي، ويقال: مهند، ويقال: منذر، ابن عبد الرَّحمَن بن عُيينة، وقيل ابن عبيدة، وقيل: ابن عبيد بن خاطر، وقيل: ابن حاضر، الشامي، دمشقي. «تهذيب الكمال» 28/ 590.

(2)

المسند الجامع (10998)، وتحفة الأشراف (10997).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 2/ 313.

ص: 119

- كتاب الزكاة

12166 -

عن رجل، عن أبي الدرداء، قال:

«سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أموال السلطان؟ فقال: ما أتاك الله منها من غير مسألة، ولا إشراف، فكله وتموله» .

قال: وقال الحسن: لا بأس بها ما لم يرحل إليها، أو يشرف لها.

- في (22042): «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إعطاء السلطان» .

أخرجه أحمد (22042) و 6/ 452 (28108) قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا هشام بن حسان القردوسي، عن قيس بن سعد، عن رجل حدثه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10999)، وأطراف المسند (7989)، ومَجمَع الزوائد 3/ 101، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2149).

ص: 120

12167 -

عن خليد العصري، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان، يسمعان أهل الأرض، إلا الثقلين: يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم، فإن ما قل وكفى خير مما كثر

⦗ص: 121⦘

وألهى، ولا آبت شمس قط، إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان، يسمعان أهل الأرض، إلا الثقلين: اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط ممسكا مالا تلفا»

(1)

.

- وفي رواية: «ما طلعت شمس قط إلا وبجنبتيها ملكان يناديان: اللهم من أنفق فأعقبه خلفا، ومن أمسك فأعقبه تلفا»

(2)

.

أخرجه أحمد (22064) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، قال: حدثنا هشام. و «عَبد بن حُميد» (207) قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا شَيبان بن عبد الرَّحمَن. و «ابن حِبَّان» (686) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا المُعتَمِر بن سليمان، قال: سمعت أبي. وفي (3329) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا شَيبان بن أبي شيبة، قال: حدثنا سَلَاّم بن مِسكين.

أربعتهم (هشام الدَّستوائي، وشيبان بن عبد الرَّحمَن، وسليمان التيمي، وسَلَاّم بن مِسكين) عن قتادة بن دعامة، عن خليد بن عبد الله العصري، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن حبان (686).

(3)

المسند الجامع (11000)، وأطراف المسند (7945)، ومَجمَع الزوائد 3/ 122 و 10/ 255، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3367).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1072)، والطبراني في «الأوسط» (2891)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (9888)، والبغوي (4045).

ص: 120

- كتاب الصيام

12168 -

عن راشد بن سعد، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«هو الغداء المبارك» .

يعني السحور.

أخرجه ابن حبان (3464) قال: أخبرنا يحيى بن محمد بن عَمرو، بالفسطاط،

⦗ص: 122⦘

قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، قال: أخبرنا عَمرو بن الحارث، قال: حدثني عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، قال: حدثنا راشد بن سعد، فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 3/ 151.

والحديث؛ أخرجه الطبراني 17/ (322).

ص: 121

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن حجر: راشد بن سعد المقرائي، ويقال: الحُبْراني الحِمصي، في روايته، عن أبي الدرداء نظر. «تهذيب التهذيب» 3/ 225.

ص: 122

12169 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال:

«كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وإن أحدنا ليضع يده على رأسه، من شدة الحر، وما منا صائم، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رَوَاحة»

(1)

.

- وفي رواية: «خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، في يوم حار، حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم، إلا ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم وابن رَوَاحة»

(2)

.

- وفي رواية: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رَوَاحة»

(3)

.

- وفي رواية: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، في حر شديد، حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه، أو كفه على رأسه، من شدة الحر، ما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رَوَاحة»

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد (28053).

(2)

اللفظ للبخاري.

(3)

اللفظ لمسلم (2600).

(4)

اللفظ لأبي داود.

ص: 122

أخرجه أحمد (22039) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثني إسماعيل بن عُبيد الله. وفي (22041) قال: حدثنا أَبو عامر، قال: حدثنا هشام، يعني ابن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي. وفي 6/ 444 (28053) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان، وإسماعيل بن عُبيد الله. وقال أَبو عامر: عثمان بن حيان وحده. و «عَبد بن حُميد» (208) قال: حدثنا عبد الملك بن عَمرو، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي. و «البخاري» 3/ 34 (1945) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، أن إسماعيل بن عُبيد الله حدثه. و «مسلم» 3/ 145 (2600) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عُبيد الله. وفي (2601) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة القَعنَبي، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي. و «ابن ماجة» (1663) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أَبو عامر (ح) وحدثنا عبد الرَّحمَن بن إبراهيم، وهارون بن عبد الله الحمال، قالا: حدثنا ابن أبي فُديك، جميعا عن هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي. و «أَبو داود» (2409) قال: حدثنا مُؤَمَّل بن الفضل، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثني إسماعيل بن عُبيد الله.

كلاهما (إسماعيل بن عُبيد الله، وعثمان بن حيان) عن أم الدرداء، فذكرته

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11003)، وتحفة الأشراف (10978 و 10991)، وأطراف المسند (7994).

والحديث؛ أخرجه البزار (4115)، وأَبو عَوانة (2808)، والطبراني في «الأوسط» (3224)، والبيهقي 4/ 245، والبغوي (1765).

ص: 123

12170 -

عن معدان بن أبي طلحة، أن أبا الدرداء أخبره؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر» .

قال: فلقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد دمشق، فقلت: إن أبا الدرداء أخبرني؛

⦗ص: 124⦘

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر» .

قال: صدق، أنا صببت له وضوءه

(1)

.

- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ» .

فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذكرت ذلك له، فقال: صدق، أنا صببت له وضوءه

(2)

.

أخرجه أحمد (28050 و 28051) قال: حدثنا عبد الصمد. و «الدَّارِمي» (1855 و 1856) قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث. و «أَبو داود» (2381) قال: حدثنا أَبو مَعمَر عبد الله بن عَمرو. و «التِّرمِذي» (87) قال: حدثنا أَبو عبيدة بن أبي السفر، وإسحاق بن منصور، قال أَبو عبيدة: حدثنا، وقال إسحاق: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (3107) قال: أخبرني محمد بن علي بن ميمون الرَّقِّي، قال: حدثنا أَبو مَعمَر. وفي (3108) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للترمذي.

ص: 123

و «ابن خزيمة» (1957) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي، والحسين بن عيسى البِسطامي، وجماعة، عن عبد الصمد بن عبد الوارث.

كلاهما (عبد الصمد، وأَبو مَعمَر عبد الله بن عَمرو) عن عبد الوارث بن سعيد، عن حسين المُعَلِّم، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن عَمرو الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد بن هشام، أن أباه حدثه، قال: حدثني معدان بن أبي طلحة، فذكره.

- في رواية أبي داود، وإسحاق بن منصور، وعَمرو بن علي، وابن حبان:«معدان بن طلحة» .

- صرح يحيى بن أبي كثير بالسماع، عند أحمد، وأبي داود، والتِّرمِذي، والنَّسَائي.

- قال التِّرمِذي: وقال إسحاق بن منصور: معدان بن طلحة، وابن أبي طلحة أصح. وقد جود حسين المُعَلِّم هذا الحديث، وحديث حسين أصح شيء في هذا الباب

⦗ص: 125⦘

وروى معمر هذا الحديث، عن يحيى بن أبي كثير فأخطأ فيه، فقال: عن يعيش بن الوليد، عن خالد بن مَعدان، عن أبي الدرداء، ولم يذكر فيه الأوزاعي، وقال: عن خالد بن مَعدان، وإنما هو: معدان بن أبي طلحة.

- وقال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: الصواب «معدان بن أبي طلحة» .

- وقال ابن خزيمة: والصواب ما قال أَبو موسى، إنما هو عن يعيش، عن معدان، عن أبي الدرداء.

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (3110) قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المَرْوَزي، قال: أخبرني ابن شميل، قال: أخبرنا هشام الدَّستوائي. و «ابن خزيمة» (1956) قال: حدثنا أَبو موسى، محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي، قال: حدثنا الحسين، وهو المعلم.

ص: 124

وفي (1958) قال: حدثنا حاتم بن بكر بن غَيلان، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب بن شداد. و «ابن حِبَّان» (1097) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا أَبو موسى، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي، قال: حدثنا حسين المُعَلِّم.

ثلاثتهم (هشام، وحسين المُعَلِّم، وحرب) عن يحيى بن أبي كثير، عن أًبي عمرو عبد الرَّحمَن بن عَمرو الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد بن هشام، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر» .

فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فسألته؟ فقال: نعم، أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه

(1)

.

- ليس فيه الوليد بن هشام والد يعيش.

⦗ص: 126⦘

- قال ابن خزيمة عقب (1959): فبرواية هشام، وحرب بن شداد، علم أن الصواب ما رواه أَبو موسى، وأن يعيش بن الوليد سمع من معدان، وليس بينهما أَبوه.

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (3109) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي يحدث، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، أن عبد الله بن عَمرو الأوزاعي حدثه، أن يعيش بن الوليد حدثه، أن معدان بن طلحة حدثه، أن أبا الدرداء حدثه؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر» .

فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذكرت ذلك له، فقال: صدق، أنا صببت له وضوءه.

(1)

اللفظ للنسائي (3110).

ص: 125

ـ قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: هذا خطأ وهكذا وجدته في كتابي، هو عبد الرَّحمَن بن عَمرو الأوزاعي.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (9292). والنَّسَائي في «الكبرى» (3112) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب.

كلاهما (ابن أبي شيبة، وإبراهيم) عن يزيد بن هارون، عن هشام الدَّستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد بن هشام، أن معدان أخبره، أن أبا الدرداء أخبره؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر» .

⦗ص: 127⦘

قال: فلقيت ثوبان، فقال: أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه

(1)

.

- لم يقل يعيش: «عن أبيه» ، وليس فيه:«الأوزاعي» .

• وأخرجه أحمد (22044) و 5/ 277 (22740) قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد بن هشام، عن ابن معدان، أو معدان، عن أبي الدرداء؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر»

قال: فلقيت ثوبان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك؟ فقال: أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه.

- في (22740): «فلقيت ثوبان في مسجد دمشق» .

- في (22740): «عن معدان» بغير شك.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

ص: 126

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (3111) قال: أخبرنا سليمان بن سلم، قال: أخبرنا النضر، قال: أخبرنا هشام، عن يحيى، عن رجل، عن يعيش بن الوليد بن هشام، عن أبي معدان، عن أبي الدرداء؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر» .

فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فسألته؟ فقال: نعم، أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه.

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (3114) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، سرخسي، يقال له: أَبو قدامة، عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن يحيى، قال: حدثني رجل من إخواننا، عن يعيش بن الوليد، عن خالد بن مَعدان، عن أبي الدرداء، نحوه.

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (3115) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، عن هشام، عن يحيى، قال: حدثني رجل من إخواننا، عن يعيش بن الوليد، أن ابن معدان أخبره، نحوا من حديث إبراهيم.

• وأخرجه ابن خزيمة (1959) قال: حدثنا بُندَار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، يعني ابن عثمان البكراوي، قال: حدثنا هشام، عن يحيى، قال: حدثني رجل من إخواننا، يريد الأوزاعي، عن يعيش بن هشام، أن معدان أخبره، أن أبا الدرداء أخبره، مثل حديث عبد الصمد، غير أنه لم يقل: في مسجد دمشق.

- قال ابن خزيمة: غير أن أبا موسى، قال: عن يعيش بن الوليد بن هشام، وأما بندار فنَسبَه إلى جَدِّه، وقالا: إن معدان أخبره، فبرواية هشام، وحرب بن شداد، علم أن الصواب ما رواه أَبو موسى، وأن يعيش بن الوليد سمع من معدان، وليس بينهما أَبوه.

ص: 127

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (3113) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد، قال: حدثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، أن خالد بن مَعدان أخبره، عن أبي الدرداء؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر» .

فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذكرت ذلك له، فقال: أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه.

- لم يقل يحيى: «عن رجل» .

• وأخرجه عبد الرزاق (525 و 7548). وأحمد (28087). والنَّسَائي في «الكبرى» (3116) قال: أخبرني أحمد بن فضالة بن إبراهيم النَّسَائي.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وأحمد بن فضالة) عن عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، عن خالد بن مَعدان، عن أبي الدرداء، قال:

«استقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفطر، فأتي بماء فتوضأ» .

- ولم يذكر: «ثوبان»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11004)، وتحفة الأشراف (10964)، وأطراف المسند (1327 و 7944 و 7965).

والحديث؛ أخرجه البزار (4123)، وابن الجارود (8)، والطبراني في «الأوسط» (3702)، والدارقُطني (590 و 2258)، والبيهقي 1/ 144 و 4/ 220، والبغوي (160).

ص: 128

- فوائد:

- قال التِّرمِذي: حدثنا أَبو عبيدة بن أبي السفر، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا أبي، عن حسين المُعَلِّم، عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني عبد الرَّحمَن بن عَمرو الأوزاعي، عن يعيش بن الوليد المخزومي، عن أبيه، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر، قال: فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذكرت ذلك له، فقال: صدق، أنا صببت له وضوءه.

وقال معمر: عن يحيى، عن يعيش بن الوليد، عن خالد بن مَعدان، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 129⦘

سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا الحديث؟ فقال: جود حسين المُعَلِّم هذا الحديث.

قال أَبو عيسى: وحديث معمر خطأ. «ترتيب علل التِّرمِذي» (57).

ص: 128

12171 -

عن محمد بن سِيرين، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يا أبا الدرداء، لا تختص ليلة الجمعة بقيام دون الليالي، ولا يوم الجمعة بصيام دون الأيام»

(1)

.

أخرجه أحمد (28057). والنَّسَائي في «الكبرى» (2765) قال: أخبرنا أَبو بكر بن علي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي.

كلاهما (أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله) عن أسود بن عامر، عن إسرائيل بن يونس، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن محمد بن سِيرين، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11005)، وتحفة الأشراف (10962)، وأطراف المسند (7962).

ص: 129

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن أبي حاتم الرازي: سئل أبي عن ابن سِيرين، سمع من أبي الدرداء؟ قال: قد أدركه، ولا أظنه سمع منه، ذاك بالشام وهذا بالبصرة. «المراسيل» (683).

ص: 129

- كتاب النكاح

12172 -

عن جُبير بن نُفير، عن أبي الدرداء؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على امرأة مجح، وهي على باب خباء، أو فسطاط، فقال: لمن هذه؟ فقالوا: لفلان، قال: أيلم بها؟ قالوا: نعم، قال: لقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه قبره، كيف يستخدمه وهو يغذوه في سمعه وبصره؟! كيف يرثه وهو لا يحل له؟!»

(1)

.

- وفي رواية: «عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه مر بامرأة مجح، على باب فسطاط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لعله يريد أن يلم بها؟ فقالوا: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره، كيف يورثه وهو لا يحل له؟! كيف يستخدمه وهو لا يحل له؟!»

(2)

.

- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غزوة، فرأى امرأة مجحا، فقال: لعل صاحبها ألم بها؟ قالوا: نعم، فقال: لقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه في قبره، كيف يورثه وهو لا يحل له؟! وكيف يستخدمه وهو لا يحل له؟!»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (17757) قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «أحمد» 5/ 195 (22046) قال: حدثنا يحيى. وفي 6/ 446 (28069) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «الدَّارِمي» (2635) قال: أخبرنا أسد بن موسى. و «مسلم» 4/ 161 (3552) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3553) قال: وحدثناه أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أَبو داود. و «أَبو داود» (2156) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا مسكين

⦗ص: 131⦘

ستتهم (يزيد، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن جعفر، وأسد، وأَبو داود الطيالسي، ومسكين بن بكير) عن شعبة بن الحجاج، عن يزيد بن خمير، قال: سمعت عبد الرَّحمَن بن جُبير بن نُفير يحدث، عن أبيه، فذكره

(4)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (28069).

(3)

اللفظ لأبي داود.

(4)

المسند الجامع (11006)، وتحفة الأشراف (10924)، وأطراف المسند (7935).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1070)، والبزار (4138 و 5364)، وأَبو عَوانة (4363 و 4364)، والبيهقي 7/ 449، والبغوي (2395).

ص: 130

- كتاب البيوع

12173 -

عن الأعمش، قال: سمعت شيخا يحدث عن أبي الدرداء، وأظنه شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الزرع أمانة، والتاجر فاجر، والله ما أحب أن لي أمة بغيا بدرهمين، ولا عبدًا حناطا خائنا بدرهم» .

أخرجه عبد الرزاق (20998) عن مَعمَر، عن الأعمش، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار، مسند علي» (109)، قال: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، قال: دخل علينا رجل بواسط، فذكرته بعد، ونعته، فقالوا: هذا الحسن البصري، فسمعته يقول: قال أَبو الدرداء: الورع أمانة، والتاجر فاجر، والله ما أحب أن لي غلاما صواغا خائنا بدرهمين، ولا أمة بغيا بدرهمين، ولا خياطا خائنا بدرهمين.

ص: 131

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ لم يسمع شهر بن حوشب من أبي الدرداء، وسمع من أم الدرداء، عن أبي الدرداء. «المراسيل» لابن أبي حاتم (323).

ص: 131

12174 -

عن عطاء بن يسار؛ أن معاوية بن أبي سفيان باع سقاية من ذهب، أو ورق، بأكثر من وزنها، فقال أَبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذا، إلا مثلا بمثل،

⦗ص: 132⦘

فقال له معاوية: ما أرى بمثل هذا بأسا، فقال أَبو الدرداء: من يعذرني من معاوية؟! أنا أخبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخبرني عن رأيه، لا أساكنك بأرض أنت بها، ثم قدم أَبو الدرداء على عمر بن الخطاب، فذكر ذلك له، فكتب عمر بن الخطاب إلى معاوية: أن لا يبيع ذلك إلا مثلا بمثل، وزنا بوزن

(1)

.

- وفي رواية: «عن عطاء بن يسار؛ أن معاوية اشترى سقاية من فضة بأقل من ثمنها، أو أكثر، قال: فقال أَبو الدرداء: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا، إلا مثلا بمثل»

(2)

.

أخرجه مالك

(3)

(1848). وأحمد (28081) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «النَّسَائي» 7/ 279، وفي «الكبرى» (6120) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد.

كلاهما (يحيى، وقتيبة بن سعيد) عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره

(4)

.

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (2541)، وسويد بن سعيد (235)، وورد في «مسند الموطأ» (348).

(4)

المسند الجامع (11007)، وتحفة الأشراف (10953)، وأطراف المسند (7955).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 5/ 280، والبغوي (2060).

ص: 131

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قيل للبخاري: حديث عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟ قال: مرسل. «صحيحه» (6443).

- وقال الدارقُطني: يرويه زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، واختُلِف فيه على مالك؛

فرواه يحيى بن القطان، وأصحاب «الموطأ» ، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء.

⦗ص: 133⦘

ورواه محمد بن الحسن، وأَبو قرة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء، أو سليمان بن يسار، عن أبي الدرداء.

والصواب عن عطاء بن يسار، بغير شك. «العلل» (1075).

ص: 132

- كتاب المزارعة

12175 -

عن القاسم مولى بني يزيد، عن أبي الدرداء؛ أن رجلا مر به وهو يغرس غرسا بدمشق، فقال له: أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال: لا تعجل علي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من غرس غرسا، لم يأكل منه آدمي، ولا خلق من خلق الله، عز وجل، إلا كان له صدقة» .

أخرجه أحمد (28055) قال: حدثنا علي بن بحر، عن بَقيَّة بن الوليد، قال: حدثنا ثابت بن عَجلان، قال: حدثني القاسم مولى بني يزيد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11008)، وأطراف المسند (7959)، ومَجمَع الزوائد 4/ 67.

والحديث؛ أخرجه إسحاق بن رَاهَوَيْه (2199)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2275 و 2276).

ص: 133

- كتاب الوصايا

12176 -

عن أبي حَبيبة، قال: أوصى رجل بدنانير في سبيل الله، فسئل أَبو الدرداء، فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«مثل الذي يعتق، أو يتصدق، عند موته، مثل الذي يهدي بعد ما يشبع» .

قال أَبو حبيبة: فأصابني من ذلك شيء

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي حَبيبة الطائي، قال: أوصى إلي أخي بطائفة من ماله، فلقيت أبا الدرداء، فقلت: إن أخي أوصى إلي بطائفة من ماله، فأين ترى لي

⦗ص: 134⦘

وضعه، في الفقراء، أو المساكين، أو المجاهدين في سبيل الله؟ فقال: أما أنا فلو كنت لم أعدل بالمجاهدين، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مثل الذي يعتق عند الموت، كمثل الذي يهدي إذا شبع»

(2)

.

- وفي رواية: «مثل الذي يتصدق عند الموت، مثل الذي يهدي بعد ما يشبع»

(3)

.أخرجه عبد الرزاق (16740) عن الثوري. و «أحمد» 5/ 197 (22061) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (22062) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، عن سفيان.

(1)

اللفظ لأحمد (22061).

(2)

اللفظ للترمذي.

(3)

اللفظ لابن حبان.

ص: 133

وفي 6/ 448 (28083) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرَّحمَن، عن سفيان. و «عَبد بن حُميد» (202) قال: حدثنا يَعلى، قال: حدثنا سفيان. و «الدَّارِمي» (3477) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا شعبة. و «أَبو داود» (3968) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. و «التِّرمِذي» (2123) قال: حدثنا بُندَار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان. و «النَّسَائي» 6/ 238، وفي «الكبرى» (6408) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي «الكبرى» (4873) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أَبو الأحوص. و «ابن حِبَّان» (3336) قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن مرداس، بالأبلة، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا ابن إدريس، عن أبيه.

أربعتهم (سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وأَبو الأحوص سَلَّام بن سليم، وإدريس الأَوْدي) عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي حَبيبة الطائي، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح

(1)

المسند الجامع (11009)، وتحفة الأشراف (10970)، وأطراف المسند (7979).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1073)، والبزار (4093)، والطبراني في «الأوسط» (5497 و 8649)، والبيهقي 4/ 190 و 10/ 273.

ص: 134

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال عباس الدُّوري: سألت يحيى، يعني ابن مَعين، عن حديث أبي إسحاق، عن أبي حَبيبة، عن أبي الدرداء، من أَبو حبيبة؟ فقال: لا أدري. «تاريخه» (2500).

ص: 135

12177 -

عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم» .

أخرجه أحمد (28030) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: حدثنا أَبو بكر، عن ضمرة بن حبيب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11010)، وأطراف المسند (7949)، ومَجمَع الزوائد 4/ 212.

والحديث؛ أخرجه البزار (4133)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1484).

ص: 135

- فوائد:

- أَبو بكر؛ هو ابن عبد الله بن أبي مريم، وأَبو اليمان؛ هو الحكم بن نافع.

ص: 135

- كتاب الحدود والدِّيَات

12178 -

عن محمد بن شعيب، عن خالد بن دهقان، قال: كنا في غزوة القسطنطينية بذلقية، فأقبل رجل من أهل فلسطين، من أشرافهم وخيارهم، يعرفون ذلك له، يقال له: هانئ بن كلثوم بن شريك الكناني، فسلم على عبد الله بن أبي زكريا، وكان يعرف له حقه، قال لنا خالد: فحدثنا عبد الله بن أبي زكريا، قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا من مات مشركا، أو من قتل مؤمنا متعمدا» .

فقال هانئ بن كلثوم: سمعت محمود بن الربيع يحدث، عن عبادة بن الصامت، أنه سمعه يحدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

⦗ص: 136⦘

«من قتل مؤمنا، فاغتبط بقتله، لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا» .

قال لنا خالد: ثم حدثنا ابن أبي زكريا، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا يزال المؤمن معنقا صالحا، ما لم يصب دما حراما، فإذا أصاب دما حراما بلح» .

وحدث هانئ بن كلثوم، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مِثلَه سواء.

ص: 135

أخرجه أَبو داود (4270) قال: حدثنا مُؤَمَّل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا محمد بن شعيب، فذكره.

- قال أَبو داود (4271): حدثنا عبد الرَّحمَن بن عَمرو الدمشقي، عن محمد بن مبارك، قال: حدثنا صدقة بن خالد، أو غيره، قال: قال خالد بن دهقان، سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله:«اغتبط بقتله» قال: الذين يقاتلون في الفتنة، فيقتل أحدهم، فيرى أنه على هدى، لا يستغفر الله، يعني من ذلك.

• أخرجه ابن حبان (5980) قال: أخبرنا القطان، بالرَّقَّة، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا خالد بن دهقان، قال: حدثنا عبد الله بن أبي زكريا، قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا من مات مشركا، أو من قتل مؤمنا متعمدا»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (5559 و 5560 و 11011)، وتحفة الأشراف (5112 و 10989 و 10990).

والحديث؛ أخرجه البزار (2729 و 2730)، والطبراني في «الأوسط» (9228)، والبيهقي 8/ 21.

ص: 136

12179 -

عن أبي السفر، قال: كسر رجل من قريش سن رجل من الأنصار، فاستعدى عليه معاوية، فقال القرشي: إن هذا دق سني، قال معاوية: كلا إنا سنرضيه، قال: فلما ألح عليه الأَنصاري، قال معاوية: شأنك بصاحبك، وأَبو الدرداء جالس، فقال أَبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من مسلم يصاب بشيء في جسده، فيتصدق به، إلا رفعه الله به درجة، وحط عنه بها خطيئة» .

قال: فقال الأَنصاري: أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، سمعته أذناي، ووعاه قلبي، يعني فعفا عنه

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي السفر، قال: دق رجل من قريش سن رجل من الأنصار، فاستعدى عليه معاوية، فقال لمعاوية: يا أمير المؤمنين، إن هذا دق سني، قال معاوية: إنا سنرضيك، وألح الآخر على معاوية فأبرمه، فلم يرضه، فقال له معاوية: شأنك بصاحبك، وأَبو الدرداء جالس عنده، فقال أَبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل يصاب بشيء في جسده، فيتصدق به، إلا رفعه الله به درجة، وحط عنه به خطيئة» .

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 137

قال الأَنصاري: أأنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعته أذناي، ووعاه قلبي، قال: فإني أذرها له، قال معاوية: لا جرم لا أخيبك، فأمر له بمال

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي السفر، قال: قال أَبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل يصاب بشيء من جسده، فيتصدق به، إلا رفعه الله به درجة، أو حط عنه به خطيئة» .

سمعته أذناي ووعاه قلبي

(2)

.

⦗ص: 138⦘

أخرجه أحمد (28084) قال: حدثنا وكيع. و «ابن ماجة» (2693) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. و «التِّرمِذي» (1393) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك.

كلاهما (وكيع بن الجراح، وابن المبارك) عن يونس بن أبي إسحاق، قال: حدثنا أَبو السفر، فذكره

(3)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا أعرف لأبي السفر سماعا من أبي الدرداء، وأَبو السفر اسمه سعيد بن أحمد، ويقال: ابن يحمد، الثوري.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

اللفظ لابن ماجة.

(3)

المسند الجامع (11012)، وتحفة الأشراف (10971)، وأطراف المسند (7980).

والحديث؛ أخرجه الطبري 8/ 474، والبيهقي 8/ 55.

ص: 137

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: أَبو السفر لم يسمع من أبي الدرداء، واسمه سعيد بن يحمد، ويقال: سعيد بن أحمد، الثوري. «ترتيب علل التِّرمِذي الكبير» (20)، من آخر الكتاب.

ص: 138

- كتاب الأطعمة

12180 -

عن أبي مشجعة، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة: اللحم» .

أخرجه ابن ماجة (3305) قال: حدثنا العباس بن الوليد الخلال الدمشقي، قال: حدثنا يحيى بن صالح، قال: حدثني سليمان بن عطاء الجزري، قال: حدثني مسلمة الجهني، عن عمه أبي مشجعة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11013)، وتحفة الأشراف (10975).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي الدنيا في «إصلاح المال» (185).

ص: 138

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: سليمان بن عطاء، سمع مسلمة بن عبد الله، روى عنه يحيى بن صالح الشامي، في حديثه مناكير. «التاريخ الكبير» 4/ 28.

ص: 138

12181 -

عن أبي مشجعة، عن أبي الدرداء، قال:

«ما دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لحم قط إلا أجاب، ولا أهدي له لحم قط إلا قبله» .

أخرجه ابن ماجة (3306) قال: حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي، قال: حدثنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا سليمان بن عطاء الجزري، قال: حدثنا مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11014)، وتحفة الأشراف (10976).

ص: 139

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: سليمان بن عطاء، سمع مسلمة بن عبد الله، روى عنه يحيى بن صالح الشامي، في حديثه مناكير. «التاريخ الكبير» 4/ 28.

ص: 139

12182 -

عن عبد الله بن يزيد السعدي، قال: سألت سعيد بن المُسَيب عن أكل الضبع؟ فقال: أو يأكلها أحد؟ فقلت: إن ناسا من قومي يتحبلونها فيأكلونها، فقال سعيد: إنه لا يصلح أكلها، فقال شيخ عنده: ألا أخبرك مما سمعت من أبي الدرداء؟ سمعت أبا الدرداء يقول:

«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل نهبة، وعن كل خطفة، وعن المجثمة، وعن كل ذي ناب من السبع» .

فقال سعيد: صدقت

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن يزيد، قال: سألت سعيد بن المُسَيب عن الضبع، فكرهها، فقلت له: إن قومك يأكلونه؟ قال: لا يعلمون، فقال رجل عنده: سمعت أبا الدرداء يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه نهى عن كل ذي نهبة، وكل ذي خطفة، وكل ذي ناب من السباع»

⦗ص: 140⦘

قال سعيد: صدق

(2)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن يزيد السعدي، قال: أمرني ناس من قومي أن أسأل سعيد بن المُسَيب، عن سنان يحددونه ويركزونه في الأرض، فيصبح وقد قتل الضبع، أتراه ذكاته؟ قال: فجلست إلى سعيد بن المُسَيب، فإذا عنده شيخ أبيض الرأس واللحية، من أهل الشام، فسألته عن ذلك، فقال لي: وإنك لتأكل الضبع؟ قال: قلت: ما أكلتها قط، وإن ناسا من قومي ليأكلونها، قال: فقال: إن أكلها لا يحل، قال: فقال الشيخ: يا عبد الله، ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي الدرداء، يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: بلى، قال: فإني سمعت أبا الدرداء يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي خطفة، وعن كل نهبة، وعن كل مجثمة، وعن كل ذي ناب من السباع» .

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ لأحمد (22049).

ص: 139

قال: فقال سعيد بن المُسَيب: صدق

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (8688) عن ابن عُيينة. و «الحميدي» (401) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» 5/ 195 (22049) قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. وفي 6/ 445 (28062) قال: حدثنا علي بن عاصم.

ثلاثتهم (سفيان بن عُيينة، وسفيان الثوري، وعلي بن عاصم) عن سهيل بن أبي صالح، عن عبد الله بن يزيد السعدي، فذكره.

• أخرجه التِّرمِذي (1473) قال: حدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن أَبي أَيوب الإفريقي، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن المُسَيب، عن أبي الدرداء، قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل المجثمة»

(2)

.

⦗ص: 141⦘

وهي التي تصبر بالنبل.

- ليس بين سعيد وأبي الدرداء أحد.

- قال التِّرمِذي: حديث أبي الدرداء حديث غريب.

• وأخرجه عبد الرزاق (8687) عن الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، قال: جاء رجل من أهل الشام، فسأل ابن المُسَيب عن أكل الضبع، فنهاه، فقال له: فإن قومك يأكلونها، أو نحو هذا، قال: إن قومي لا يعلمون.

قال سفيان: وهذا القول أحب إلي، فقلت لسفيان: فأين ما جاء عن ابن عمر، وعلي وغيرهما؟ فقال: أليس قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع؟ فتركها أحب إلي.

قال: وبه يأخذ عبد الرزاق.

(1)

اللفظ لأحمد (28062).

(2)

المسند الجامع (11015)، وتحفة الأشراف (10935)، وأطراف المسند (7991)، ومَجمَع الزوائد 4/ 39، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4717).

والحديث؛ أخرجه البزار (4091).

ص: 140

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه عبد الرحيم بن سليمان بن الرازي، عن أَبي أَيوب الإفريقي، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن المُسَيب، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه نهى عن أكل المجثمة، الحديث.

قال أبي: سعيد بن المُسَيب، عن أبي الدرداء لا يستوي. «علل الحديث» (1535).

- وقال الدارقُطني: يرويه سهيل بن أبي صالح، عن عبد الله بن يزيد السعدي؛ أنه سأل سعيد بن المُسَيب، عن الضبع، فقال شيخ عنده: حدثنا أَبو الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم وصدقه سعيد.

ورواه صفوان بن سليم، عن سعيد بن المُسَيب، عن أبي الدرداء.

تفرد به أَبو أيوب الإفريقي، عن صفوان، قاله عبد الرحيم بن سليمان، عنه.

وحديث سهيل بن أبي صالح، كأنه أشبه بالصواب.

ولا يثبت سماع سعيد بن المُسَيب من أبي الدرداء، لأنهما لم يلتقيا. «العلل» (1070).

ص: 141

- اللباس والزينة

12183 -

عن شريح بن عُبيد الحضرمي، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن أحسن ما زرتم الله به في قبوركم ومساجدكم، البياض» .

أخرجه ابن ماجة (3568) قال: حدثنا محمد بن حسان الأزرق، قال: حدثنا عبد المجيد بن أبي رَوَّاد، قال: حدثنا مروان بن سالم، عن صفوان بن عَمرو، عن شريح بن عُبيد الحضرمي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11016)، وتحفة الأشراف (10938).

والحديث؛ أخرجه المحاملي (335)، وابن شاهين في «ناسخ الحديث ومنسوخه» (592).

ص: 142

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: مروان بن سالم، الذي يحدث عن صفوان بن عَمرو، ليس هو بثقة، يعني مروان. «العلل ومعرفة الرجال» (4909).

- وقال البوصيري: شريح بن عبيد لم يسمع من أبي الدرداء. «مصباح الزجاجة» (1254).

ص: 142

- كتاب الأضاحي

12184 -

عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه، قال:

«ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين جذعين موجيين»

(1)

.

- وفي رواية: «ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين جذعين خصيين» .

أخرجه أحمد (22056) قال: حدثنا يزيد. وفي (22057) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا أَبو شهاب

⦗ص: 143⦘

كلاهما (يزيد بن هارون، وأَبو شهاب الحناط) عن الحجاج بن أَرطَاة، عن يَعلى بن نعمان

(2)

، عن بلال بن أبي الدرداء، فذكره

(3)

.

- في رواية يزيد: عن ابن نعمان

(4)

.

(1)

لفظ (22056).

(2)

نعمان؛ بفتح العين، وسكون النون. انظر «المُؤْتَلِف والمُختَلِف» للدارقطني 4/ 2235، و «الإكمال» لابن ماكولا 7/ 358، و «توضيح المُشْتَبِه» لابن ناصر الدين 9/ 99، و «تبصير المنتبه» لابن حجر 4/ 1424.

(3)

المسند الجامع (11017)، وأطراف المسند (7932)، ومَجمَع الزوائد 4/ 22، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4746).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي شيبة في «مسنده» (41).

(4)

في النسخ الخطية لمسند أحمد: عبد الله بن سالم البصري، والقادرية، والكتب المصرية (449)، والحرم المكي:«عن أبي نعيمان» ، وفي نسخة كوبريلي (11):«يَعلى بن نعمان» ، وفي «أطراف المسند» (7932)، وطبعة عالم الكتب:«ابن نعمان» .

وفي النسخ الخطية: الظاهرية (5)، و (لا له لي) التركية، وطبعتي الرسالة (21713)، والمكنز (22127):«ابن نعيمان» .

- وهو يَعلى بن النعمان، في جميع مصادر ترجمته، وفي حديث يزيد بن هارون، ولم يرد في اسمه خلاف يذكر، وانظر:«التاريخ الكبير» 8/ 418، و «الجرح والتعديل» 9/ 304، و «الثقات» لابن حبان 7/ 653، و «تعجيل المنفعة» (1202).

ص: 142

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ حَجاج بن أَرطاة، النَّخَعي الكوفي، لا يُحتج بحديثه. انظر فوائد الحديث رقم (8607).

- وقال الدارقُطني: يرويه ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبادة بن أبي الدرداء، عن أبيه.

ورواه الحجاج بن أَرطَاة، واختُلِف عنه؛

فقال أَبو شهاب الحناط: عن حجاج بن أَرطَاة، عن يَعلى بن النعمان، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه.

وقال عباد بن العوام: عن حجاج، عن ابن نعمان، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه.

وقال أيضا عباد: عن الحجاج، عن يَعلى، ولم ينسبه، عن أبيه، عن أبي الدرداء.

ولا يثبت، لأن الحجاج، وابن أبي ليلى ليسا بحافظين. «العلل» (1077).

ص: 143

- الطب والمرض

12185 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله، عز وجل، أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تداووا بحرام» .

أخرجه أَبو داود (3874) قال: حدثنا محمد بن عبادة الواسطي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن ثعلبة بن مسلم، عن أبي عمران الأَنصاري، عن أم الدرداء، فذكرته

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11018)، وتحفة الأشراف (11007)، ومَجمَع الزوائد 5/ 86.

والحديث؛ أخرجه الطبراني 24/ (649)، والبيهقي 10/ 5.

ص: 144

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

ص: 144

12186 -

عن أَنس الجهني؛ أنه دخل على أبي الدرداء، فقال: بالصحة لا بالمرض، فقال أَبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن الصداع والمليلة لا تزال بالمؤمن، وإن ذنبه مثل أحد، فما تدعه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل» .

أخرجه أحمد (22071) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن معاذ بن سهل بن أَنس الجهني، عن أبيه، عن جَدِّه، فذكره.

• أخرجه أحمد (22079) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا زبان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن أبي الدرداء؛ أنه أتاه عائدا، فقال أَبو الدرداء لأبي بعد أن سلم عليه: بالصحة لا بالوجع، ثلاث مرات يقول ذلك، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما يزال المرء المسلم به المليلة والصداع، وإن عليه من الخطايا لأعظم من أحد، حتى يتركه وما عليه من الخطايا مثقال حبة من خردل»

⦗ص: 145⦘

- ليس فيه جد معاذ بن سهل

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11019)، واستدركه محقق أطراف المسند 6/ 144، ومَجمَع الزوائد 2/ 301، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3835).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (634 و 3119)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (9432 و 9433).

ص: 144

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ لضعف سهل بن معاذ، وزبان بن فائد. انظر فوائد الحديث رقم (10928).

- وعبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 145

كلاهما (يزيد، وسعيد بن أبي مريم، عم أحمد) عن الليث بن سعد، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد، فذكره.

• أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (10809) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث، وذكر آخر قبله، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي الدرداء، أنه أتاه رجل، فذكر أن أباه، احتبس بوله فأصابته حصاة البول، فعلمه رقية سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

«ربنا الذي في السماء، تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء، فاجعل رحمتك في الأرض، واغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، فأنزل شفاء من شفائك، ورحمة من رحمتك على هذا الوجع، فيبرأ» .

وأمره أن يرقيه بها، فرقاه بها، فبرأ.

- ليس فيه: «فضالة بن عبيد»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11020)، وتحفة الأشراف (10957).

والحديث؛ أخرجه البزار (4080)، والطبراني في «الأوسط» (8636).

ص: 146

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدرداء، روى عنه الليث، منكر الحديث. «التاريخ الكبير» 3/ 446.

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 4/ 145 و 146، في مناكير زيادة بن محمد الأَنصاري، وقال: وزيادة بن محمد لا أعرف له إلا مقدار حديثين أو ثلاثة، روى عن الليث وابن لَهِيعة، ومقدار ما له لا يُتابَع عليه.

ص: 146

- كتاب الأدب

12188 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«إن اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء، ولا شفعاء»

(1)

.

⦗ص: 147⦘

- وفي رواية: «عن زيد بن أسلم؛ أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده، فلما أن كان ذات ليلة، قام عبد الملك من الليل، فدعا خادمه، فكأنه أبطأ عليه، فلعنه، فلما أصبح، قالت له أم الدرداء: سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته، فقالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (19530) عن مَعمَر، عن زيد بن أسلم. و «أحمد» 6/ 448 (28079) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر، عن زيد بن أسلم. و «عَبد بن حُميد» (203) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن زيد بن أسلم.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ لمسلم (6702).

ص: 146

و «البخاري» في «الأدب المفرد» (316) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد بن أسلم. و «مسلم» 8/ 24 (6702) قال: حدثني سويد بن سعيد، قال: حدثني حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم. وفي (6703) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وأَبو غسان المسمعي، وعاصم بن النضر التيمي، قالوا: حدثنا مُعتَمِر بن سليمان (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، كلاهما عن معمر، عن زيد بن أسلم. وفي (6704) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، وأبي حازم. و «أَبو داود» (4907) قال: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن أبي حازم، وزيد بن أسلم. و «ابن حِبَّان» (5746) قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، بحران، قال: حدثنا مخلد بن مالك، قال: حدثنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم.

كلاهما (زيد بن أسلم، وسلمة بن دينار، أَبو حازم) عن أم الدرداء، فذكرته

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11021)، وتحفة الأشراف (10980)، وأطراف المسند (8000).

والحديث؛ أخرجه إسحاق بن رَاهَوَيْه (2418)، والطبراني في «الدعاء» (2077: 2079)، والبيهقي 10/ 193، والبغوي (3556).

ص: 147

12189 -

عن أم الدرداء، قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن العبد إذا لعن شيئا، صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أَبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أَبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإذا لم تجد مساغا، رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلا، وإلا رجعت إلى قائلها» .

أخرجه أَبو داود (4905) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا يحيى بن حسان، قال: حدثنا الوليد بن رباح، قال: سمعت نمران يذكر، عن أم الدرداء، فذكرته

(1)

.

- قال أَبو داود: قال مروان بن محمد: هو رباح بن الوليد، وسمع منه مروان، وذكر أن يحيى بن حسان وهم فيه.

(1)

المسند الجامع (11022)، وتحفة الأشراف (11000).

والحديث؛ أخرجه البزار (4084)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (4799).

ص: 148

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه، بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والوليد بن رباح لا نعلم روى عنه إلا يحيى بن حسان، ويحيى ثقة صاحب حديث.

ونمران بن عُتبة لا نعلم روى عنه إلا الوليد، وهو ابن أخيه، وهو الوليد بن عُتبة.

وإنما ذكرنا هذا الحديث على ما فيه، لأنا لم نحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه. «مسنده» (4084).

ص: 148

12190 -

عن كعب الإيادي، قال: كنت أختلف إلى أبي الدرداء، فقال أَبو الدرداء:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس وجلسنا حوله، فقام فأراد الرجوع، نزع نعليه، أو بعض ما يكون عليه، فيعرف ذلك أصحابه فيثبتون»

⦗ص: 149⦘

أخرجه أَبو داود (4854) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: حدثنا مبشر الحلبي، عن تمام بن نجيح، عن كعب الإيادي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11023)، وتحفة الأشراف (10960)، ومَجمَع الزوائد 7/ 10، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5672)، والمطالب العالية (3579).

والحديث؛ أخرجه البزار (4086)، والطبراني في «الأوسط» (424)، والبيهقي 6/ 151.

ص: 148

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد.

وتمام بن نجيح رجل من أهل الشام حدث عنه مبشر، وبَقيَّة بن الوليد.

وكعب بن ذهل حدث عنه غير تمام.

وهذا الحديث لا يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، فلذلك كتبناه، لأن تماما وكعبا ليسا بالقويين في الحديث. «مسنده» (4086).

ص: 149

12191 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من أعطي حظه من الرفق، فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق، فقد حرم حظه من الخير، أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة، حسن الخلق، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء»

(1)

.

- وفي رواية: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (20157). والحُميدي (397 و 398). وابن أبي شَيبة (25814). وأحمد (28104 و 28106). وعَبد بن حُميد (214) قال: حدثني ابن أبي شيبة. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (464) قال: حدثنا عبد الله بن محمد

⦗ص: 150⦘

و «التِّرمِذي» (2002 و 2013) قال: حدثنا ابن أبي عمر. و «ابن حِبَّان» (5693 و 5695) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا علي بن المديني.

سبعتهم (عبد الرزاق، والحميدي، وابن أبي شَيبة، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، وابن أبي عمر، وعلي بن المديني) عن سفيان بن عُيينة، قال: حدثنا عَمرو بن دينار، عن ابن أَبي مُليكة، عن يَعلى بن مملك، عن أم الدرداء، فذكرته

(3)

.

- فرقه الحميدي والتِّرمِذي إلى حديثين.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ للترمذي (2002).

(3)

المسند الجامع (11024)، وتحفة الأشراف (11002 و 11003)، وأطراف المسند (7998).

والحديث؛ أخرجه إسحاق بن رَاهَوَيْه (2417)، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (782)، والبزار (4098)، والبيهقي 10/ 193، والبغوي (3496).

ص: 149

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه ابن أَبي مُليكة، عن يَعلى بن مملك، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء.

حدث به ابن عُيينة، عن عَمرو بن دينار، عنه.

كذلك رواه عطاء الكيخاراني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مختصرا؛ أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن.

حدث به عنه القاسم بن أبي بزة، رواه عنه شعبة، ومسعر.

ورواه مطرف، عن عطاء الكيخاراني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، ومن قال: عن مطرف، عن عامر، عن أم الدرداء، فقد وهم، وإنما هو عطاء الكيخاراني.

ورواه أَبَان بن أبي عياش، عن عطاء، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء موقوفا.

ورواه كثير أَبو محمد، عن عطاء، وقال: عن ابن باباه، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، ووهم في ذكر ابن باباه.

وحدث به أَبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي، عن يزيد بن زُريع، عن خالد، عن أبي قلابة، عن ابن محيريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قيل: عنه موقوفًا، وقيل: عنه مرفوعا، ولم يُتَابَع عليه.

⦗ص: 151⦘

وأصحها حديث ابن عُيينة، عن عَمرو بن دينار، وحديث شعبة، عن القاسم بن أبي بزة. «العلل» (1087).

ص: 150

12192 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن»

(1)

.

- وفي رواية: «إن أفضل شيء في الميزان ـ قال ابن أبي بكير: أثقل شيء في الميزان ـ يوم القيامة، الخلق الحسن»

(2)

.

- وفي رواية: «ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (25832) قال: حدثنا أَبو أُسامة، عن شعبة، عن القاسم بن أبي بزة. و «أحمد» 6/ 442 (28044) قال: حدثنا عبد الملك بن عَمرو، وابن أبي بكير، قالا: حدثنا إبراهيم، يعني ابن نافع، عن الحسن بن مسلم. وفي 6/ 446 (28067) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت القاسم بن أبي بزة. وفي (28068) قال: حدثناه يزيد، قال: أخبرنا شعبة، وقال: الكيخاراني

(4)

. وفي 6/ 448 (28082) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثني القاسم بن أبي بزة. و «عَبد بن حُميد» (204) قال: حدثنا وهب بن جرير، وأَبو الوليد، قالا: حدثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (270 م) قال: حدثنا أَبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة

(5)

.

(1)

اللفظ لأحمد (28067).

(2)

اللفظ لأحمد (28044).

(3)

معناه أن يزيد رواه أيضا عن شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، عن الكيخاراني.

(4)

اللفظ للترمذي.

(5)

تصحف في المطبوع، ونسخة الأزهر الخطية، الورقة (30/ أ)، ونسخة مكتبة الشيخ محب الله شاه، الورقة (34/ أ) إلى:«القاسم بن أبي بَرزة» ، وهو على الصواب في مصادر تخريج الحديث أعلاه، وانظر ترجمته في:«التاريخ الكبير» 7/ 167، و «الجرح والتعديل» 7/ 122، و «تهذيب الكمال» 23/ 338، و «الإكمال» لابن ماكولا 1/ 254، و «توضيح المُشْتَبِه» 1/ 404، و «تبصير المنتبه» 1/ 74.

ص: 151

و «أَبو داود» (4799) قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي، وحفص بن عمر، قالا: حدثنا (ح) وحدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة. و «التِّرمِذي» (2003) قال: حدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا قَبيصَة بن الليث الكوفي، عن مطرف. و «ابن حِبَّان» (481) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا محمد بن كثير، وشُعيث بن محرز، والحوضي، قالوا: حدثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة.

ثلاثتهم (القاسم بن أبي بزة، والحسن بن مسلم، ومطرف بن طريف) عن عطاء بن نافع الكيخاراني، عن أم الدرداء، فذكرته

(1)

.

- قال أَبو داود: وهو عطاء بن يعقوب، وهو خال إبراهيم بن نافع، يقال: كيخاراني، وكوخاراني.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه.

- وقال أَبو حاتم بن حِبَّان: عطاء هذا هو عطاء بن عبد الله، وكيخاران: موضع باليمن، وأم الدرداء هي الصغرى، واسمها هجيمة بنت حيي الأوصابية، والكبرى كريمة

(2)

بنت أبي حدرد الأَنصارية، لها صحبة.

(1)

المسند الجامع (11025)، وتحفة الأشراف (10992)، وأطراف المسند (7998)، ومَجمَع الزوائد 8/ 22.

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1071)، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (783)، والبزار (4095: 4097).

(2)

في مطبوعتي الرسالة ودار التأصيل «للإحسان» «خيرة» ، مع إقرار محققي الطبعتين بأنها في النسخة الخطية:«كريمة» وحرفوها إلى: «خيرة» ، وهي على الصواب في «التقاسيم والأنواع» (732)، ونسخته الخطية:«كريمة» ، قال ابن حبان: خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي، لها صحبة، وهي أم الدَّرداء الكبرى، وقيل: إن اسمها كريمة. «الثقات» 3/ 116.

وقال ابن حبان: أُم الدَّرداء، اسمها كريمة ابنة أَبي حدرد الأسلمي، واسم أبي حدرد: سلامة، يُقال: إن لها صحبة، وهى الكبرى، ليست بامرأة أبي الدَّردَاء الصغرى، رَوى عنها أَهل الشام، وقيل: إِن اسمها خيرة. «الثقات» 3/ 358.

فإذا قيل فيها: خيرة، وكريمة، هنا يجب إثبات ما وقع في النسخ الخطية.

ص: 152

- فوائد:

- رواه ميمون بن مِهران، عن أُم الدَّرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم ويأتي في مسند أُم الدرداء، رضي الله تعالى عنها، برقم ()، وانظر فوائده هناك، لزامًا.

ص: 153

12193 -

عن محمد بن مسلم بن شهاب الزُّهْري، أن أبا الدرداء، قال:

⦗ص: 154⦘

«بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه، فصدقوا، وإذا سمعتم برجل تغير عن خلقه، فلا تصدقوا به، وإنه يصير إلى ما جبل عليه» .

أخرجه أحمد (28047) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يونس يحدث، عن الزُّهْري، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11026)، وأطراف المسند (7963)، ومَجمَع الزوائد 7/ 196.

ص: 153

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن الزُّهْري لم يدرك أبا الدرداء. «مَجمَع الزوائد» 7/ 196.

- وقال ابن حَجر: محمد بن مسلم الزُّهْري، عن أبي الدرداء، ولم يدركه. «إتحاف المهرة» (16159).

ص: 154

12194 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة»

(1)

.

- وفي رواية: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والقيام؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة»

(2)

.

أخرجه أحمد (28058). والبخاري في «الأدب المفرد» (391) قال: حدثنا صدقة. و «أَبو داود» (4919) قال: حدثنا محمد بن العلاء. و «التِّرمِذي» (2509) قال: حدثنا هناد. و «ابن حِبَّان» (5092) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي

⦗ص: 155⦘

خمستهم (أحمد بن حنبل، وصدقة بن الفضل، ومحمد بن العلاء، وهناد، وإسحاق) عن أَبي معاوية الضرير محمد بن خازم، عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، فذكرته

(3)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن حبان.

(3)

المسند الجامع (11027)، وتحفة الأشراف (10981)، وأطراف المسند (7999).

والحديث؛ أخرجه البزار (4109)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (10578)، والبغوي (3538).

ص: 154

- فوائد:

- قال البخاري: حدثني سليمان بن عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا محمد بن حجاج، قال: حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما عمل ابن آدم شيئًا أفضل من الصلاة، وصلاح ذات البين، وخلق حسن.

وقال زيد بن أَبي أُنيسة: عن جُنادة بن أبي خالد، عن مكحول، عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، قوله.

وقال لي بشر بن محمد: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أَبو إدريس، سمع أبا الدرداء

، مثله.

وقال لي صدقة: أخبرنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن عَمرو، عن سالم، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال لي أَبو عامر، وهو عبد الله بن براد الأشعري: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن سالم، عن أبي الدرداء، قوله. «التاريخ الكبير» 1/ 63.

ص: 155

12195 -

عن عبد الله بن أبي زكريا الخُزاعي، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم»

(1)

.

⦗ص: 156⦘

أخرجه أحمد (22035) قال: حدثنا عفان. و «عَبد بن حُميد» (213) قال: حدثني عَمرو بن عَون. و «الدَّارِمي» (2859) قال: أخبرنا عفان بن مسلم. و «أَبو داود» (4948) قال: حدثنا عَمرو بن عون (ح) وحدثنا مُسدد. و «ابن حِبَّان» (5818) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي.

أربعتهم (عفان بن مسلم، وعَمرو، ومُسَدَّد بن مسرهد، وأَبو الوليد) عن هُشيم بن بشير، قال: أخبرنا داود بن عَمرو، عن عبد الله بن أبي زكريا الخُزاعي، فذكره

(2)

.

- صرح هُشيم بالسماع، عند أحمد، والدَّارِمي، وابن حبان.

- قال أَبو داود: ابن أبي زكريا لم يدرك أبا الدرداء.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11028)، وتحفة الأشراف (10949)، وأطراف المسند (7951).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 9/ 306، والبغوي (3360).

ص: 155

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: عبد الله بن أبي زكريا لم يسمع أبا الدرداء. «المراسيل» لابن أبي حاتم (410).

- وقال الدارقُطني: يرويه هُشيم، عن داود بن عَمرو، عن عبد الله بن أبي زكريا الخُزاعي.

ورواه سريج بن يونس، عن هُشيم، عن داود بن عَمرو، عن عبد الله بن أبي زكريا، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء.

وخالفه أصحاب هُشيم، فلم يذكروا فيه أم الدرداء، وهو الصحيح.

وسئل (يعني الدارقُطني) عن داود بن عَمرو هذا، فقال: شيخ لأهل الشام، وقدم واسط، حدث عنه غير هُشيم. «العلل» (1088).

ص: 156

12196 -

عن أبي عبد الرَّحمَن، عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«الوالد أوسط أَبواب الجنة، فإن شئت فاحفظه، وإن شئت فضيعه»

(1)

.

⦗ص: 157⦘

- وفي رواية: «الوالد أوسط أَبواب الجنة، فاحفظ ذلك الباب، أو دعه»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي؛ أن رجلا أمرته أمه، أو أَبوه، أو كلاهما ـ قال: شعبة يقول ذلك ـ أن يطلق امرأته، فجعل عليه مئة محرر، فأتى أبا الدرداء، فإذا هو يصلي الضحى يطيلها، وصلى ما بين الظهر والعصر، فسأله؟ فقال له أَبو الدرداء: أوف نذرك، وبر والديك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط باب الجنة، فحافظ على الوالد، أو اترك»

(3)

.

- وفي رواية: «عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي، قال: أتى رجل أبا الدرداء، فقال: إن امرأتي بنت عمي وإني أحبها، وإن والدتي تأمرني أن أطلقها، فقال: لا آمرك أن تطلقها، ولا آمرك أن تعصي والدتك، ولكن أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الوالدة أوسط أَبواب الجنة، فإن شئت فأمسك، وإن شئت فدع»

(4)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (28103).

(3)

اللفظ لأحمد (22060).

(4)

اللفظ لأحمد (22069).

ص: 156

- وفي رواية: «عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي، قال: كان فينا رجل لم تزل به أمه أن يتزوج حتى تزوج، ثم أمرته أن يفارقها، فرحل إلى أبي الدرداء بالشام، فقال: إن أمي لم تزل بي حتى تزوجت، ثم أمرتني أن أفارق، قال: ما أنا بالذي آمرك أن تفارق، وما أنا بالذي آمرك أن تمسك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أَبواب الجنة، فأضع ذلك الباب، أو احفظه» .

قال: فرجع وقد فارقها

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي؛ أن رجلا أتى أبا الدرداء، فقال: إن أبي لم يزل بي حتى تزوجت، وإنه الآن يأمرني بطلاقها، قال: ما أنا بالذي آمرك أن تعق والدك، ولا أنا بالذي آمرك أن تطلق امرأتك، غير أنك إن شئت،

⦗ص: 158⦘

حدثتك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول: الوالد أوسط أَبواب الجنة، فحافظ على ذلك إن شئت، أو دع»

قال: فأحسب عطاء قال: فطلقها

(2)

.

أخرجه الحُميدي (399) قال: حدثنا سفيان. و «ابن أبي شيبة» (25909) قال: حدثنا محمد بن فضيل. و «أحمد» 5/ 196 (22060) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.

(1)

اللفظ لأحمد (28061).

(2)

اللفظ لابن حبان.

ص: 157

وفي 5/ 197 (22069) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شَريك. وفي 6/ 445 (28061) و 447 (28078) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي 6/ 451 (28103) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «ابن ماجة» (2089) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3663) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «التِّرمِذي» (1900) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «ابن حِبَّان» (425) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.

ستتهم (سفيان بن عُيينة، ومحمد بن فضيل، وشعبة بن الحجاج، وشريك بن عبد الله، وسفيان الثوري، وإسماعيل بن إبراهيم) عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي المُقرِئ، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ، وأَبو عبد الرَّحمَن السُّلَمي اسمه عبد الله بن حَبيب.

(1)

المسند الجامع (11029)، وتحفة الأشراف (10948)، وأطراف المسند (7983)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5030).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1074)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (7463 و 7464)، والبغوي (3421 و 3422).

ص: 158

12197 -

عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

⦗ص: 159⦘

«حبك الشيء يعمي ويصم»

(1)

.

- وفي رواية: «إن لحبك الشيء ما يعمي ويصم»

(2)

.

أخرجه أحمد (22036) قال: حدثنا عصام بن خالد. وفي 6/ 450 (28099) قال: حدثنا محمد بن مصعب. و «عَبد بن حُميد» (205) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. و «أَبو داود» (5130) قال: حدثنا حَيْوَة بن شُرَيح، قال: حدثنا بقية.

أربعتهم (عصام، ومحمد بن مصعب، وابن المبارك، وبَقيَّة بن الوليد) عن أَبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، عن خالد بن محمد الثقفي، عن بلال بن أبي الدرداء، فذكره

(3)

.

- في روايتي عَبد بن حُميد، وأبي داود:«عن أَبي بكر بن أبي مريم» نسباه إلى جده.

• أخرجه أحمد (22037) قال: وحدثناه أَبو اليمان، لم يرفعه، ورفعه القرقساني، محمد بن مصعب.

(1)

اللفظ لأحمد (22036).

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(3)

المسند الجامع (11030)، وتحفة الأشراف (10922)، وأطراف المسند (7931).

والحديث؛ أخرجه البزار (4125)، والطبراني في «الأوسط» (4359)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (411).

ص: 158

- فوائد:

- قال البخاري: قال لي محمد بن عُبيد الله: حدثنا ابن وهب، سمع سعيد بن أَبي أَيوب، عن حميد بن مسلم، سمع بلال بن أبي الدرداء، قال أَبو الدرداء: حبك الشيء يعمي ويصم.

وقال لي إبراهيم بن المنذر: حدثنا الوليد، سمع أبا بكر بن أبي مريم، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مِثلَه.

حدثني عصام، قال: حدثنا أَبو بكر، عن خالد بن محمد الثقفي، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «التاريخ الكبير» 2/ 107

⦗ص: 160⦘

- وقال البخاري: قال أَبو بكر بن أبي مريم: عن خالد بن محمد، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم: حبك للشيء يعمي ويصم.

وقال الوليد: عن أَبي بكر، عن بلال، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال سعيد بن أَبي أَيوب: عن حميد بن مسلم، سمع أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قوله. «التاريخ الكبير» 3/ 171.

- وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي الدرداء، ولا عن غير أبي الدرداء إلا من هذا الوجه، وأَبو بكر بن أبي مريم ثقة، وخالد بن محمد ليس بمعروف، وبلال بن أبي الدرداء مشهور في النسب وفي الرواية، روى عنه غير إنسان، ولولا أن الحديث لم نحفظه عن أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، ما كتبناه لمكان خالد بن محمد. «مسنده» (4125).

ص: 159

12198 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار، يوم القيامة»

(1)

.

- وفي رواية: «من رد عن عرض أخيه المسلم، كان حقا على الله، عز وجل، أن يرد عنه نار جهنم، يوم القيامة»

(2)

.

أخرجه أحمد (28086) قال: حدثنا إسماعيل، عن ليث، عن شهر بن حوشب. وفي 6/ 450 (28093) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا أَبو بكر النهشلي، عن مرزوق أَبي بكر

(3)

التيمي

⦗ص: 161⦘

و «التِّرمِذي» (1931) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أَبي بكر النهشلي، عن مرزوق أَبي بكر

(4)

التيمي.

كلاهما (شهر، ومرزوق) عن أم الدرداء، فذكرته

(5)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ.

(1)

اللفظ لأحمد (28093).

(2)

اللفظ لأحمد (28086).

(3)

في النسخ الخطية الظاهرية (2)، والقادرية، والكتب المصرية، و «جامع المسانيد والسنن» 5/ الورقة (119)، وطبعة عالم الكتب:«عن مرزوق أبي بكير» ، والمثبت من النسخ الخطية: الظاهرية (6)، وعبد الله بن سالم البصري، والحرم المكي، والكتب المصرية (135)، ومكتبة فيض الله، و «أطراف المسند» 6/ 158، و «إتحاف المهرة» لابن حجر (16220).

(4)

قال المِزِّي: مرزوق، أَبو بكر التيمي، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة، وعنه أَبو بكر النهشلي، قال المِزِّي: هكذا قال التِّرمِذي والمعروف: مرزوق أَبو بكير التيمي الكوفي، مؤذن التيم. «تهذيب الكمال» 27/ 374 و 375.

(5)

المسند الجامع (11031)، وتحفة الأشراف (10995)، وأطراف المسند (8001).

والحديث؛ أخرجه الدولابي في «الكنى» 1/ 381، والبيهقي في «شعب الإيمان» (7229 و 7230)، والبغوي (3528).

ص: 160

12199 -

عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه، قال:

«نال رجل من رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه رجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من رد عن عرض أخيه، كان له حجابا من النار»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن لأبي الدرداء؛ أن رجلا وقع في رجل، فرد عنه آخر، فقال أَبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ذب عن عرض أخيه، كان له حجابا من النار» .

أخرجه ابن أبي شيبة (26052) قال: حدثنا وكيع. و «عَبد بن حُميد» (206) قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى.

كلاهما (وكيع بن الجراح، وعُبيد الله) عن محمد بن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن الحكم بن عُتيبة، عن ابن أبي الدرداء، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(2)

المسند الجامع (11032)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5368).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (881)، والبيهقي 8/ 168.

ص: 161

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ محمد بن عبد الرَّحمَن بن أَبي ليلى ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5943).

- وقال الدارَقُطني: تَفرَّد به محمد بن عبد الرَّحمَن بن أَبي ليلى، عن الحكم، عن ابن أَبي الدرداء، عن أَبيه. «أَطراف الغرائب والأَفراد» (4677).

ص: 162

12200 -

عن حميد بن عُقبة بن رومان، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«من زحزح عن طريق المسلمين شيئًا يؤذيهم، كتب الله له به حسنة، ومن كتب له عنده حسنة، أدخله الله بها الجنة» .

أخرجه أحمد (28027) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي مريم، قال: حدثني حميد بن عُقبة بن رومان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11033)، وأطراف المسند (7942)، ومَجمَع الزوائد 3/ 135، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5266).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (32).

ص: 162

12201 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم، لغفر لكم كثيرا» .

أخرجه أحمد (28034) قال: حدثنا هيثم بن خارجة، قال: حدثنا أَبو الربيع سليمان بن عُتبة السلمي، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس، فذكره

(1)

.

- قال أَبو عبد الرَّحمَن عبد الله بن أحمد عقب (28038): حدثني الهيثم بن خارجة، عن أبي الربيع، بهذه الأحاديث كلها، إلا أنه أوقف منها حديث:«لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم» ، وقد حدثناه أبي عنه مرفوعا.

(1)

المسند الجامع (11034)، وأطراف المسند (7972)، ومَجمَع الزوائد 10/ 190 و 217.

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (4824).

ص: 162

12202 -

عن عبد الله بن عُبيد بن عُمير، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر عنه، فهو أمانة، وإن لم يستكتمه» .

أخرجه أحمد (28059) قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا عُبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عبد الله بن عُبيد بن عُمير، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11035)، وأطراف المسند (7952)، ومَجمَع الزوائد 8/ 97.

ص: 163

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عُبيد الله بن الوليد الوَصَّافي الكوفي متروك الحديث. انظر فوائد الحديث رقم (12915).

ص: 163

12203 -

عن أبي إدريس عائذ الله، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لا يدخل الجنة عاق، ولا مؤمن بسحر، ولا مدمن خمر، ولا مكذب بقدر»

(1)

.

- وفي رواية: «لا يدخل الجنة مدمن خمر» .

أخرجه أحمد (28032) قال: حدثنا أَبو جعفر السويدي. و «ابن ماجة» (3376) قال: حدثنا هشام بن عمار.

كلاهما (أَبو جعفر السويدي، محمد بن النوشجان البغدادي، وهشام) عن أبي الربيع سليمان بن عُتبة الدمشقي، قال: سمعت يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11036)، وتحفة الأشراف (10946)، وأطراف المسند (7977)، ومَجمَع الزوائد 7/ 202، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3798).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (321)، والبزار (4106)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2212).

ص: 163

- كتاب الذكر والدعاء

12204 -

عن أبي بَحْرية، عن أبي الدرداء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأرضاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله»

⦗ص: 164⦘

وقال معاذ بن جبل: ما عمل امرؤ بعمل أنجى له من عذاب الله، عز وجل، من ذكر الله

(1)

.

أخرجه أحمد (22045) قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا مكي. و «ابن ماجة» (3790) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرَّحمَن. و «التِّرمِذي» (3377) قال: حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى.

أربعتهم (يحيى، ومكي بن إبراهيم، والمغيرة، والفضل) عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، عن أبي بَحْرية، فذكره

(2)

.

- في رواية يحيى بن سعيد: «مولى ابن عياش» لم يُسَمِّه.

- لم يذكر أحمد في روايته قول معاذ بن جبل.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (11037)، وتحفة الأشراف (10950)، وأطراف المسند (7946 و 7978)، ومَجمَع الزوائد 10/ 73.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الدعاء» (1872)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (516)، والبغوي (1244).

ص: 163

ـ قال التِّرمِذي: وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد مثل هذا، بهذا الإسناد، وروى بعضهم عنه فأرسله.

• أخرجه أحمد (22047) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب. وفي 6/ 447 (28075) قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا أَبو معشر.

كلاهما (وهيب بن خالد، وأَبو مَعشَر نَجيح بن عبد الرَّحمَن) عن موسى بن عُقبة، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها لدرجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا رقابهم، ويضربون رقابكم: ذكر الله، عز وجل»

(1)

.

⦗ص: 165⦘

- ليس فيه: «أَبو بحرية» .

• وأخرجه مالك

(2)

(564) عن زياد بن أبي زياد، أنه قال: قال أَبو الدرداء: ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأرفعها في درجاتكم، وأزكاها عند مليككم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى.

قال زياد بن أبي زياد: وقال أَبو عبد الرَّحمَن، معاذ بن جبل: ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله، من ذكر الله. «موقوف» .

(1)

لفظ (28075).

(2)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (524 و 525)، وسويد بن سعيد (170).

ص: 164

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي وأَبا زُرعَة عن حديث؛ رواه يحيى بن سعيد القطان، عن عبد الله بن سعيد، قال: حدثني يزيد بن يزيد مولى عبد الله بن أبي عياش، عن أبي بَحْرية، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير أعمالكم، الحديث.

قال أبي: هذا خطأ في موضعين، إنما هو زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، لعله نسب عبد الله إلى جده.

قال أَبو زُرعَة: زياد بن أبي زياد. «علل الحديث» (2039).

- وقال الدارقُطني: يرويه عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، عن أبي بَحْرية، عن أبي الدرداء.

قاله عنه مكي بن إبراهيم، والمغيرة بن عبد الرَّحمَن.

ورواه يحيى القطان، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، فلم يحفظ اسم زياد بن أبي زياد، فترك اسمه، وقال: عن مولى عبد الله بن عياش، وهو زياد بن أبي زياد، ومن قال فيه عن يزيد بن زياد، فقد وهم. «العلل» (1082).

ص: 165

12205 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 166⦘

«ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل»

(1)

.

- وفي رواية: «ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل، ولك بمثل» .

أخرجه مسلم 8/ 86 (7027) قال: حدثني أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي. و «ابن حِبَّان» (989) قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن مُكرَم، بالبصرة، قال: حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي.

كلاهما (أحمد بن عمر، ومحمد بن يزيد) عن محمد بن فضيل بن غَزوان، قال: حدثنا أبي، عن طلحة بن عُبيد الله بن كَريز، عن أم الدرداء، فذكرته.

- قال أَبو حاتم بن حِبَّان: كل ما يجيء في الروايات فهو: كُرَيز، إِلا هذا فإِنه: كَرِيز، وأُم الدرداء اسمها: هُجَيمة بنت حُيي الأَوصابية، وأَبو الدرداء؛ عويمر بن عامر.

• أخرجه مسلم 8/ 86 (7028) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. و «أَبو داود» (1534) قال: حدثنا رجاء بن المرجى.

كلاهما (إسحاق، ورجاء) عن النضر بن شميل، قال: حدثنا موسى بن سروان المعلم، وفي رواية رجاء: أخبرنا موسى بن ثروان، قال: حدثني طلحة بن عُبيد الله بن كريز، قال: حدثتني أم الدرداء، قالت: حدثني سيدي، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل»

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم (7027).

(2)

اللفظ لمسلم (7028).

ص: 165

- وفي رواية: «إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب، قالت الملائكة: آمين، ولك بمثل» .

- لم تسم سيدها، وإن كان هو أَبو الدرداء

(1)

.

⦗ص: 167⦘

• وأخرجه ابن أبي شيبة (29771). وأحمد (28109) عن ابن نُمير، قال: حدثنا فضيل، يعني ابن غزوان، قال: سمعت طلحة بن عُبيد الله بن كريز، قال: سمعت أم الدرداء، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنه يستجاب للمرء بظهر الغيب لأخيه، فما دعا لأخيه بدعوة، إلا قال الملك: ولك بمثل»

(2)

.

- ليس فيه: «عن أبي الدرداء»

(3)

.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (29770) قال: حدثنا عَبيدة بن حُميد، عن حميد الطويل، عن طلحة، عن أم الدرداء، قالت: دعوة المرء المسلم لأخيه وهو غائب لا ترد.

قال: وقالت: إلى جنبه ملك لا يدعو له بخير، إلا قال الملك: آمين ولك. «موقوف» .

(1)

المسند الجامع (11038)، وتحفة الأشراف (10988 و 18316).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الدعاء» (1328)، والبيهقي 3/ 353.

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

المسند الجامع (17697)، وأطراف المسند (12543).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3356).

ص: 166

- فوائد:

- قال البخاري: قال محمد بن صباح: حدثنا حِبَّان بن علي العنزي، قال: حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا لأخيه، بظهر الغيب، قالت الملائكة ولك بمثل.

وقال أمية: حدثنا يزيد بن زُريع، عن روح، عن سهيل، عن طلحة الخُزاعي، عن أم الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال موسى: حدثنا حبان بن يسار، قال: حدثنا طلحة بن عُبيد الله بن كريز الخُزاعي، قال: حدثتني أم الدرداء، أنه دخل عليها بالشام، فقالت: كان أَبو الدرداء يقوله.

وقال النضر، قال: أخبرنا موسى بن ثروان، قال: حدثنا طلحة بن عُبيد الله، سمع أم الدرداء، قالت: حدثني سيدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 168⦘

وقال أحمد بن إشكاب: حدثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن طلحة بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن سلام: أخبرنا ابن أبي غَنِيَّة، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، سمع أم الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: فلقيت أبا الدرداء، فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

حدثني محمد بن عَمرو، قال: حدثنا سهل بن حماد، قال: حدثنا أَبو مكين، هو نوح بن ربيعة، قال: حدثنا عون بن عبد الله، قال: حدثتنا أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قوله. «التاريخ الكبير» 3/ 88.

- وقال الدارقُطني: يرويه طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، واختلف عنه في رفعه؛

فرواه فضيل بن غزوان، ومحمد بن سوقة، واختلف عنه، وموسى بن ثروان المعلم، عن طلحة، فرفعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن محمد بن سوقة رواه عنه الوليد بن أبي ثور، وعيسى بن يونس موقوفا.

ورفعه عنه جعفر بن برقان، ومحمد بن فضيل، على اختلاف عنه.

ص: 167

ورواه ابن عُيينة، عن محمد بن سوقة، عن طلحة بن عبيد الله، عن أم الدرداء، قولها، لم يجاوز به.

ورواه ابن المبارك، عن محمد بن سوقة، عن طلحة، قوله، لم يجاوز به.

ورواه سهيل بن أبي صالح، عن طلحة، عن أم الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر أبا الدرداء، ورفعه، حدث به روح بن القاسم، عن سهيل.

وخالفه حِبَّان بن علي، فرواه عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، ووهم.

ورواه عاصم الأحول، وكهمس بن الحسن، عن طلحة بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء موقوفا، والموقوف أثبت في رواية طلحة.

وقد روي هذا الحديث أيضا، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد الله، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «العلل» (1092)

⦗ص: 169⦘

- وقال الدارقُطني أيضا: يرويه فضيل بن غزوان، وموسى بن ثروان المعلم، وسهيل بن أبي صالح، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه محمد بن سوقة، عن طلحة بن كريز، واختلف عنه؛

فرواه جعفر بن نوفل، عن محمد بن سوقة، موقوفا.

ورواه يحيى بن سعيد الأَنصاري، عن طلحة بن كريز، عن أم الدرداء ولم يبلغ به أبا الدرداء، ولا رفعه.

وقد روي هذا الحديث عن أبي الدرداء من وجه آخر صحيح.

ورواه عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه صحيح. «العلل» (3190).

- وقال المِزِّي: قال الإمام أَبو بكر البَرقاني: وهذه أم الدرداء الصغرى التي روت هذا الحديث وليس لها صحبة ولا سماع من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من مسند أبي الدرداء، وأما أم الدرداء الكبرى فلها صحبة، وليس لها في الكتابين حديث، والله أعلم. «تحفة الأشراف» (18316).

ص: 168

12206 -

عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، قال: وكانت تحته الدرداء، قال: أتيت الشام فدخلت على أبي الدرداء فلم أجده، ووجدت أم الدرداء، فقالت: تريد الحج العام؟ قال: قلت: نعم، فقالت: فادع لنا بخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:

«إن دعوة المسلم مستجابة لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال: آمين، ولك بمثل» .

فخرجت إلى السوق، فألقى أبا الدرداء، فقال لي مثل ذلك، يأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

⦗ص: 170⦘

أخرجه ابن أبي شيبة (29768) قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير. و «أحمد» 5/ 195 (22050) قال: حدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا عبد الملك، عن عطاء. وفي 5/ 196 (22051) قال: حدثنا يزيد بن هارون، ويَعلى، قالا: حدثنا عبد الملك، عن أبي الزبير.

(1)

اللفظ لأحمد (22050).

ص: 169

وفي 6/ 452 (28110) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عبد الملك، عن أبي الزبير. و «عَبد بن حُميد» (201) قال: حدثنا يَعلى بن عبيد، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (625) قال: حدثنا محمد بن سَلَام، قال: حدثنا يحيى بن أبي غَنِيَّة، قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير. و «مسلم» 8/ 86 (7029 و 7030) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير. وفي 8/ 87 (7031) قال: وحدثناه أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد، مثله. و «ابن ماجة» (2895) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير.

كلاهما (أَبو الزبير المكي، وعطاء بن أبي رباح) عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11039)، وتحفة الأشراف (10939 و 18316)، واستدركه محقق أطراف المسند 9/ 390.

والحديث؛ أخرجه الطبراني 24/ (651)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8643)، والبغوي (1397).

ص: 170

ـ فوائد:

انظر فوائد الحديث السابق.

ص: 170

12207 -

عن يحيى بن جعدة، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الريح من نفس الله، عز وجل، فإذا رأيتموها فاسألوا الله، عز وجل، من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها»

⦗ص: 171⦘

أخرجه عَبد بن حُميد (199) قال: حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، قال: حدثنا فطر بن خليفة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11040)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6247)، والمطالب العالية (3380).

ص: 170

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ فِطر بن خليفة شيعيٌّ خبيثٌ ليس بثقة؛ انظر فوائد الحديث رقم (2301).

- وقال علي بن المديني: يحيى بن جعدة لم يسمع من أبي الدرداء. «تهذيب التهذيب» 11/ 192.

ص: 171

12208 -

عن عائذ الله أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كان من دعاء داود يقول: اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي، ومن الماء البارد، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود يحدث عنه، قال: كان أعبد البشر» .

أخرجه التِّرمِذي (3490) قال: حدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن سعد الأَنصاري، عن عبد الله بن ربيعة الدمشقي، قال: حدثنا عائذ الله، أَبو إدريس الخَولاني، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.

(1)

المسند الجامع (11041)، وتحفة الأشراف (10942)، ومَجمَع الزوائد 8/ 206.

والحديث؛ أخرجه البزار (4089).

ص: 171

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه بهذا اللفظ، إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد.

ومحمد بن سعد روى عنه محمد بن فضيل أحاديث لم يشاركه فيها غيره، إلا أنا لم نحفظ أحاديثه عن غيره، فذكرناها، وبينا ما فيها من علة. «مسنده» (4089).

ص: 171

12209 -

عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن، عن أبي الدرداء، قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليك بسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنها، يعني يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها» .

أخرجه ابن ماجة (3813) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11042)، وتحفة الأشراف (10972)، ومَجمَع الزوائد 10/ 90.

والحديث؛ أخرجه ابن شاهين في «الترغيب في فضائل الأعمال» (476).

ص: 172

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ عمر بن راشد، أَبو حفص اليمامي، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (15498).

- وقال أحمد بن حنبل: عمر بن راشد حديثه حديث ضعيف، حدث عن يحيى بن أبي كثير أحاديث مناكير، ليس حديثه حديثا مستقيما. «العلل» (4432).

- وقال البخاري: عمر بن راشد يضطرب في حديثه عن يحيى، يعني ابن أبي كثير. «التاريخ الكبير» 6/ 155.

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 6/ 28، في مناكير عمر بن راشد، وقال: ولعمر بن راشد غير ما ذكرت من الحديث، وعامة حديثه، وخاصة عن يحيى بن أبي كثير، لا يوافقه الثقات عليه، وينفرد عن يحيى بأحاديث عداد، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق.

- وقال ابن حجر: أَبو سلمة بن عبد الرَّحمَن بن عوف، ذكر المِزِّي أنه لم يسمع من طلحة، ولا من عبادة بن الصامت.

ولئن كان كذلك، فلم يسمع أيضا من عثمان، ولا من أبي الدرداء، فإن كلا منهما مات قبل طلحة، والله تعالى أعلم. «تهذيب التهذيب» 12/ 115.

ص: 172

12210 -

عن أبي الأحوص، حكيم بن عمير، وحبيب بن عبيد، عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

⦗ص: 173⦘

«لا يدع رجل منكم أن يعمل لله، عز وجل، ألف حسنة حين يصبح، يقول: سبحان الله وبحمده، مئة مرة، فإنها ألف حسنة، فإنه لن يعمل، إن شاء الله، مثل ذلك في يوم من الذنوب، ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرا»

(1)

.

أخرجه أحمد (22084) و 6/ 440 (28026) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا أَبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، قال: حدثنا أَبو الأحوص، حكيم بن عمير، وحبيب بن عبيد، فذكراه

(2)

.

(1)

لفظ (22084).

(2)

المسند الجامع (11043)، وأطراف المسند (7941)، ومَجمَع الزوائد 10/ 94 و 113، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6055 و 7145)، والمطالب العالية (3385 م).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1471).

ص: 172

- كتاب الرؤيا

12211 -

عن رجل من أهل مصر، قال: سألتُ أَبا الدرداء عن قول الله، عز وجل:{الذين آمنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فقال: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها غيرك، إلا رجلا واحدا؛

«سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها؟ فقال: ما سألني عنها أحد منذ أنزلت غيرك، إلا رجلا واحدا: الرؤيا الصالحة، يراها المسلم، أو ترى له»

(1)

.

- وفي رواية: «عن شيخ، عن أبي الدرداء؛ أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {الذين آمنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا}؟ قال: هي الرؤيا الصالحة، يراها المسلم، أو ترى له»

(2)

.

- وفي رواية: «عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء، قال: أتاه رجل، فقال: ما تقول في قول الله: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال: لقد

⦗ص: 174⦘

سألت عن شيء ما سمعت أحدا سأل عنه، بعد رجل سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بشراهم في الحياة الدنيا: الرؤيا الصالحة، يراها المسلم، أو ترى له، وبشراهم في الآخرة: الجنة»

(3)

.

(1)

اللفظ للحميدي (395).

(2)

اللفظ لأحمد (28070).

(3)

اللفظ لأحمد (28076).

ص: 173

أخرجه الحُميدي (395) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عَمرو بن دينار، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح. وفي (396) قال: حدثنا سفيان، قال: ثم لقيت عبد العزيز بن رفيع، فحدثنيه عن أبي صالح. و «ابن أبي شيبة» (31092) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح. و «أحمد» 6/ 447 (28070) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن ذكوان. وفي (28071) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن ابن المُنكدِر (ح) وعبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح. وفي 6/ 447 (28076) و 6/ 452 (28107) قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح. و «التِّرمِذي» (2273 و 3106) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المُنكدِر. وفي (3106 م 1) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح السَّمَّان.

كلاهما (أَبو صالح السَّمَّان ذكوان، ومحمد بن المُنكدِر) عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، فذكره.

- في رواية ابن أبي شيبة: «عن رجل كان يفتي بمصر» .

- في رواية أحمد (28070): «عن شيخ» .

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ.

• أخرجه أحمد (28060) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن ذكوان، عن رجل، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛

«في قوله عز وجل: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال: الرؤيا الصالحة، يراها المسلم، أو ترى له» .

ص: 174

ـ ليس فيه: «عطاء بن يسار»

⦗ص: 175⦘

• وأخرجه ابن أبي شيبة (31094) قال: حدثنا أَبو بكر بن عياش. و «التِّرمِذي» (3106) قال: حدثنا أحمد بن عَبدة الضبي، قال: حدثنا حماد بن زيد.

كلاهما (أَبو بكر بن عياش، وحماد بن زيد) عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، قال:

«سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن البشرى في الحياة الدنيا؟ قال: الرؤيا الحسنة يراها المسلم، أو ترى له»

(1)

.

- ليس فيه: «عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر»

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

المسند الجامع (11044)، وتحفة الأشراف (10932 و 10977)، وأطراف المسند (7988)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6023).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1069)، والطبري 12/ 216 و 217 و 219 و 220، والبيهقي في «شعب الإيمان» (4420 و 4421).

ص: 174

- فوائد:

- قال ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن مَعين عن أبي صالح، عن أبي الدرداء؟ قال: بينهما رجل. «تاريخه» 3/ 2/ 203.

- وقال أَبو حاتم الرازي: ذكوان، أَبو صالح السَّمَّان الزيات التيمي، لم يسمع من أبي الدرداء شيئا. «الجرح والتعديل» 3/ 450.

- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه الأعمش، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن شيخ من أهل مصر، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سألته عن قول الله عز وجل: {لهم البشرى في الحياة الدنيا} .

قلت لأبي: من هذا الشيخ الذي من أهل مصر؟ قال: لا يعرف. «علل الحديث» (1760).

- وقال الدارقُطني: يروى عن أبي صالح السَّمَّان، واختُلِف عنه؛

فرواه عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء

⦗ص: 176⦘

ورواه الأعمش، عن أبي صالح، واختُلِف عنه؛

فرواه سليمان التيمي، عن الأعمش، وعاصم، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء.

وقال يحيى بن هاشم: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء.

وقال الثوري، ووكيع، وأَبو معاوية الضرير، وشريك: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء.

ورواه عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، كذلك، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء.

ورواه محمد بن المُنكدِر، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء، وهو الصواب. «العلل» (1080).

- وقال الدارقُطني أيضا: يرويه الأعمش، واختُلِف عنه؛

فرواه عمار بن محمد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

وخالفه أَبو معاوية ووكيع، فروياه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وهو الصواب.

وكذلك رواه عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر، عن أبي الدرداء.

وهو محفوظ عن عبد العزيز، قاله ابن عُيينة، عن عَمرو بن دينار، عن عبد العزيز بن رفيع، قال ابن عُيينة: فلقيت محمد بن المُنكدِر، فسمعته يقول: أخبرني عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر. «العلل» (1978).

ص: 175

- كتاب القرآن

12212 -

عن علقمة بن قيس النَّخَعي، قال: لقيت أبا الدرداء، فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق، قال: من أيهم؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: هل

⦗ص: 177⦘

تقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود؟ قال: قلت: نعم، قال: فاقرأ: {والليل إذا يغشى} ، قال: فقرأت: (والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى)، قال: فضحك، ثم قال: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها

(1)

.

- وفي رواية: «عن إبراهيم، قال: أتى علقمة الشام، فصلى ركعتين، فقال: اللهم وفق لي جليسا صالحا، قال: فجلست إلى رجل، فإذا هو أَبو الدرداء، فقال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، فقال: هل تدري كيف كان عبد الله يقرأ هذا الحرف: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. وما خلق الذكر والأنثى}؟ فقلت: كان يقرؤها: (والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى)، فقال: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها، فما زال بي هؤلاء حتى كادوا يشككوني، ثم قال: أليس فيكم صاحب الوساد والسواك؟ يعني عبد الله بن مسعود، أليس فيكم الذي أجاره الله على لسان نبيه من الشيطان؟ يعني عمار بن ياسر، أليس فيكم الذي يعلم السر ولا يعلمه غيره؟ يعني حذيفة»

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم (1870).

(2)

اللفظ لأحمد (28100).

ص: 176

- وفي رواية: «عن علقمة، قال: قدمنا إلى الشام، فأتانا أَبو الدرداء، فقال: أفيكم أحد يقرأ على قراءة عبد الله؟ فأشاروا إلي، قال: قلت: نعم أنا، فقال: كيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى}؟ قال: قلت: سمعته يقرأ: (والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى)، قال: وأنا والله، هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها، وهؤلاء يريدون أن أقرأ: {وما خلق} فلا أتابعهم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن إبراهيم، قال: ذهب علقمة إلى الشام، فلما دخل المسجد قال: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فجلس إلى أبي الدرداء، فقال أَبو الدرداء:

⦗ص: 178⦘

ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أليس فيكم، أو منكم، صاحب السر الذي لا يعلمه غيره؟ يعني حذيفة، قال: قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم، الذي أجاره الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم يعني من الشيطان؟ يعني عمارا، قلت: بلى، قال: أليس فيكم، أو منكم، صاحب السواك، والوساد، أو السرار؟ قال: بلى، قال: كيف كان عبد الله يقرأ: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى} ؟ قلت: والذكر والأنثى، قال: ما زال بي هؤلاء، حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (28105).

(2)

اللفظ للبخاري (3743).

ص: 177

- وفي رواية: «عن إبراهيم، قال: أتى علقمة الشام، فدخل المسجد فصلى فيه، ثم مال إلى حلقة فجلس فيها، قال: فجاء رجل فجلس إلى جنبي، فقلت: الحمد لله، إني لأرجو أن يكون الله قد استجاب دعوتي، قال: وذلك الرجل أَبو الدرداء، فقال: وما ذاك؟ فقال علقمة: دعوت الله أن يرزقني جليسا صالحا، فأرجو أن تكون أنت، فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، أو من أهل العراق، ثم من أهل الكوفة، فقال أَبو الدرداء: ألم يكن فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره أحد؟ يعني حذيفة، قال: ثم قال: أتحفظ كما كان عبد الله يقرأ؟ قلت: نعم، قال: {والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى}، قال علقمة: فقلت: والذكر والأنثى، فقال أَبو الدرداء: والله الذي لا إله إلا هو، هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من فيه إلى في، فما زال هؤلاء حتى كادوا يردونني عنها»

(1)

.

أخرجه الحُميدي (400) قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم. و «أحمد» 6/ 448 (28085) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا داود (ح) وابن أَبي عَدي، عن داود، عن الشعبي. وفي 6/ 449 (28088) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم. وفي (28089) قال: حدثنا عفان، قال:

⦗ص: 179⦘

حدثنا شعبة، قال: أخبرني مغيرة، قال: سمعت إبراهيم وفي 6/ 450 (28094) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن المغيرة، عن إبراهيم.

(1)

اللفظ لابن حبان (7127).

ص: 178

وفي 6/ 451 (28100) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة، أنه سمع إبراهيم يحدث. وفي (28105) قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم. و «البخاري» 4/ 125 (3287) و 5/ 25 (3742) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا إسرائيل، عن المغيرة، عن إبراهيم. وفي 4/ 125 (3287 م) و 5/ 25 (3743) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم. وفي 5/ 28 (3761) قال: حدثنا موسى، عن أبي عَوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم. وفي 6/ 170 (4943) قال: حدثنا قَبيصَة بن عُقبة، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم. وفي 8/ 62 (6278) قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: حدثنا يزيد، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم (ح) وحدثنا أَبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم. و «مسلم» 2/ 206 (1868) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وأَبو كُريب، قالا: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم. وفي (1869) قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم. وفي (1870) قال: حدثنا علي بن حُجْر السعدي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي. وفي (1871) قال: وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الأعلى، قال: حدثنا داود، عن عامر. و «التِّرمِذي» (2939) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8241 و 11612) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: أخبرنا مسكين بن بكير، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم. وفي (11613) قال: أخبرنا علي بن حُجْر، قال: أخبرنا إسماعيل، عن داود (ح) وأخبرنا الحسن بن قَزَعة، قال: أخبرنا مسلمة بن علقمة، عن داود، عن عامر.

ص: 179

و «ابن حِبَّان» (6330) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف، قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا مُعتَمِر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش، عن إبراهيم. وفي (6331) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا حفص بن عمر الحوضي، عن شعبة، عن مغيرة، قال: سمعت إبراهيم. وفي (7127) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطَّالْقَاني، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم.

⦗ص: 180⦘

كلاهما (إبراهيم بن يزيد النَّخَعي، وعامر الشعبي) عن علقمة، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وهكذا قراءة عبد الله بن مسعود:(والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى).

• أخرجه البخاري 6/ 170 (4944) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، قال:

«قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا، قال: فأيكم يحفظ؟ وأشاروا إلى علقمة، قال: كيف سمعته يقرأ: {والليل إذا يغشى} قال علقمة: (والذكر والأنثى)، قال: أشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدوني على أن أقرأ: {وما خلق الذكر والأنثى} والله لا أتابعهم» .

(1)

المسند الجامع (9307 و 11045)، وتحفة الأشراف (10955 و 10956)، وأطراف المسند (7957).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1066)، والطبري 24/ 456 و 457، وأَبو عَوانة (3959: 3966)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (6102)، والبغوي (3949).

ص: 179

12213 -

عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من الدجال»

(1)

.

- وفي رواية: «من قرأ عشر آيات من آخر الكهف، عصم من فتنة الدجال» .

قال حجاج: «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف»

(2)

.

- وفي رواية: «من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف، عصم من فتنة الدجال»

(3)

.

⦗ص: 181⦘

- وفي رواية: «من قرأ عشر آيات من سورة الكهف، عصم من فتنة الدجال»

(4)

.

أخرجه أحمد (22055) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا همام بن يحيى. وفي 6/ 446 (28066) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. وفي 6/ 449 (28090) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد. وفي (28091) قال: حدثنا حسين، في تفسير شَيبان. وفي (28092) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان، قالا: حدثنا همام. و «مسلم» 2/ 199 (1835) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. وفي (1836) قال: وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، قال: حدثنا همام. و «أَبو داود» (4323) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا همام.

(1)

اللفظ لأحمد (22055).

(2)

اللفظ لأحمد (28066).

(3)

اللفظ للترمذي (2886).

(4)

اللفظ لابن حبان (785).

ص: 180

و «التِّرمِذي» (2886) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2886 م) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (7971 و 10719) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (10720) قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرني شعبة. وفي (10721) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. و «ابن حِبَّان» (785) قال: أخبرنا أَبو صخرة عبد الرَّحمَن بن محمد، ببغداد، بين السورين، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، عن سعيد. وفي (786) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، بتستر، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.

خمستهم (همام، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عَروبَة، وشيبان بن عبد الرَّحمَن، وهشام الدَّستوائي) عن قتادة بن دعامة، قال: حدثنا سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره

(1)

.

⦗ص: 182⦘

- قال أَبو داود: وكذا قال هشام الدَّستوائي، عن قتادة، إلا أنه قال:«من حفظ من خواتيم سورة الكهف» ، وقال شعبة: عن قتادة؛ «من آخر الكهف» .

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- سالم بن أَبي الجعد لم يُصرح بالسماع.

- صرح قتادة بالسماع، عند أحمد (28066 و 28090 و 28091 و 28092)، والنَّسَائي (10720 و 10721).

(1)

المسند الجامع (11046)، وتحفة الأشراف (10963)، وأطراف المسند (7967)، ومَجمَع الزوائد 7/ 53، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5755 و 7628).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (3780: 3784 و 3940 و 3941)، والبيهقي 3/ 249، والبغوي (1204).

ص: 181

- فوائد:

- رواه خالد بن الحارث، عن شعبة، عن قتادة، عن سالم، عن معدان، عن ثوبان، وسلف في مسنده.

ص: 182

12214 -

عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«أَيَعْجِزُ أَحدُكُم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فقيل: ومن يطيق ذلك؟ قال: اقرأ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}»

(1)

.

- وفي رواية: «أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ قالوا: نحن أضعف من ذلك وأعجز، قال: إن الله، عز وجل، جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} جزءا من أجزاء القرآن»

(2)

.

- وفي رواية: «أَيَعْجِزُ أَحدُكُم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن»

(3)

.

أخرجه أحمد (22048) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. وفي 6/ 442 (28043) قال: حدثنا سليمان بن داود، يعني أبا داود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة. وفي 6/ 443 (28046) قال: حدثنا محمد بن بكر، وعبد الوَهَّاب، قالا: أخبرنا سعيد. وفي 6/ 447 (28072) قال: حدثنا بَهز، قال: حدثني بكير بن أبي السميط

(1)

اللفظ لأحمد (28043).

(2)

اللفظ لأحمد (28046).

(3)

اللفظ لمسلم (1838).

ص: 182

وفي (28073) قال: وحدثناه عفان، قال: حدثنا أبان. وفي (28074) قال: وقال عفان: حدثنا بكير بن أبي السميط، بهذا الإسناد بمثله سواء. و «عَبد بن حُميد» (211) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن شعبة. و «الدَّارِمي» (3696) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، عن أَبَان بن يزيد العطار. و «مسلم» 2/ 199 (1838) قال: وحدثني زهير بن حرب، ومحمد بن بشار، قال زهير: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. وفي (1839) قال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن بكر، قال: حدثنا سعيد بن أبي عَروبَة (ح) وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أَبَان العطار. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10469) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا سعيد

(1)

.

أربعتهم (شعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عَروبَة، وبكير، وأبان العطار) عن قتادة بن دعامة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، فذكره

(2)

.

- سالم بن أَبي الجعد لم يُصرح بالسماع.

- صرح قتادة بالسماع، في رواية سليمان بن داود، عن شعبة، عنه.

(1)

قال المِزِّي: «وفي نسخة: عن شعبة» . «تحفة الأشراف» .

(2)

المسند الجامع (11047)، وتحفة الأشراف (10966)، وأطراف المسند (7966).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1067)، وأَبو عَوانة (3942: 3944)، والطبراني في «الأوسط» (2105)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2304).

ص: 183

12215 -

عن راشد بن سعد، أخ لأم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من قرأ مئة آية في ليلة، لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ بمئتي آية كتب من القانتين، ومن قرأ بخمس مئة آية إلى ألف آية، أصبح له قنطار من الأجر، القيراط منه مثل التل العظيم» .

أخرجه ابن أبي شيبة (30705) قال: حدثنا زيد بن حباب، عن موسى بن عُبيدة، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن يحنس أبي موسى، عن راشد بن سعد، أخ لأم الدرداء، فذكره

⦗ص: 184⦘

• أخرجه الدَّارِمي (3716) قال: أخبرنا محمد بن القاسم، قال: حدثنا موسى بن عُبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن يحنس مولى الزبير، عن سالم أخي أم الدرداء في الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من قرأ بمئة آية في ليلة، لم يكتب من الغافلين» .

- قال أَبو محمد الدَّارِمي: منهم من يقول مكان سالم: راشد بن سعد.

• وأخرجه الدَّارِمي (3725) قال: أخبرنا محمد بن القاسم، قال: حدثنا موسى بن عُبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن يحنس مولى الزبير، عن سالم أخي أم الدرداء في الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من قرأ مئتي آية في ليلة، كتب من القانتين» .

ص: 183

• وأخرجه الدَّارِمي (3733) قال: أخبرنا محمد بن القاسم، قال: حدثنا موسى بن عُبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن يحنس مولى الزبير، عن سالم أخي أم الدرداء، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من قرأ ألف آية إلى خمس مئة، كتب له قنطار من الأجر، القيراط منه مثل التل العظيم» .

- هكذا فرق الدَّارِمي متن الحديث إلى ثلاثة أحاديث، وزاد فيه:«عن أم الدرداء» .

• وأخرجه عَبد بن حُميد (200) قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى، عن موسى بن عُبيدة الربذي، عن محمد بن إبراهيم، عن يحنس، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من قرأ في ليلة بمئة آية، لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ بمئتي آية، بعث من القانتين، ومن قرأ خمس مئة آية إلى ألف، أصبح وله قنطار أجر، القيراط منه مثل التل العظيم» .

ليس فيه: «راشد بن سعد»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11048)، ومَجمَع الزوائد 2/ 268، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5960)، والمطالب العالية (3472).

ص: 184

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، ليس بثقةٍ. انظر فوائد الحديث رقم (10561).

ص: 184

12216 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء؛

«عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وكان تحته كنز لهما} قال: ذهب وفضة» .

أخرجه التِّرمِذي (3152) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل الجزري، وغير واحد، قالوا: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن يوسف الصَّنْعاني، عن مكحول، عن أم الدرداء، فذكرته.

• أخرجه التِّرمِذي (3152 م) قال: حدثنا الحسن بن علي الخَلَّال، قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن يوسف الصَّنْعاني، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، بهذا الإسناد نحوه.

- زاد فيه: «يزيد بن يزيد بن جابر»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11049)، وتحفة الأشراف (10996).

والحديث؛ أخرجه البزار (4082)، والطبراني في «الأوسط» (6996).

ص: 185

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ أخرجه ابن عَدي في «الكامل» 9/ 151، في مناكير يزيد بن يوسف، وقال: غير محفوظ.

ص: 185

12217 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء؛

«عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {كل يوم هو في شأن} قال: من شأنه أن يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويرفع قوما، ويخفض آخرين»

(1)

.

- في رواية ابن حبان: «ويضع آخرين» .

أخرجه ابن ماجة (202). وابن حبان (689) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل

⦗ص: 186⦘

كلاهما (ابن ماجة، وإسحاق) عن هشام بن عمار، قال: حدثنا الوزير بن صبيح، قال: حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدرداء، فذكرته

(2)

.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (11050)، وتحفة الأشراف (11005).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (301)، والبزار (4137)، والطبراني في «الأوسط» (3140)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1066).

ص: 185

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال الدارقُطني: يرويه يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

حدث به أَبو روح الوزير بن صبيح، عنه.

وتابعه عبد الرَّحمَن بن يحيى بن إسماعيل بن عُبيد الله المخزومي، فرواه عن الوليد بن مسلم، عن يحيى بن إسماعيل بن عُبيد الله، عن أبيه، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، مرفوعًا أيضا.

ورواه أصحاب الوليد بن مسلم عنه بهذا الإسناد موقوفا.

وكذلك رواه سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عُبيد الله موقوفًا، وهو الصواب. «العلل» (1093).

ص: 186

12218 -

عن ثابت، أو عن أبي ثابت؛ أن رجلا دخل مسجد دمشق، فقال: اللهم آنس وحشتي، وارحم غربتي، وارزقني جليسا حبيبا صالحا، فسمعه أَبو الدرداء، فقال: لئن كنت صادقا لأنا أسعد بما قلت منك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«{فمنهم ظالم لنفسه} قال: الظالم يؤخذ منه في مقامه ذلك، فذلك الهم والحزن {ومنهم مقتصد} قال: يحاسب حسابا يسيرا {ومنهم سابق بالخيرات} قال: الذين يدخلون الجنة بغير حساب»

(1)

.

⦗ص: 187⦘

أخرجه أحمد (22040) و 6/ 444 (28054) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن ثابت، أو عن أبي ثابت، فذكره

(2)

.

• أخرجه أحمد (28056) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال: أبي: وقال الأشجعي، يعني عن سفيان: عن الأعمش، عن أبي زياد؛ دخلت مسجد دمشق

(3)

.

(1)

لفظ (28054).

(2)

المسند الجامع (11051)، وأطراف المسند (7934)، ومَجمَع الزوائد 7/ 95 و 96.

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «البعث والنشور» (60).

وأخرجه الطبري 19/ 375، عن الأعمش، قال: ذكر أَبو ثابت قال: دخل رجل المسجد.

(3)

ورد هذا الطريق في جميع النسخ الخطية، و «جامع المسانيد والسنن» 5/ الورقة (103)، في غير موضعه من «المسند» ، وقد أشكل على ابن حجر، فقال: كذا وجدت فيه، وما عرفت مراده. «أطراف المسند» ، و «إتحاف المهرة» لابن حجر (16154).

- وكتب على حاشية نسخة عبد الله بن سالم البصري: قوله هذا محله عقب الحديث الذي قبله (28054)، لكنه هكذا مذكور هنا.

- ونحو هذا ورد على حاشية النسخة الظاهرية (2)، والقادرية، وحاشية السندي.

- وأورده ابن عساكر على الصواب، فقال: أَبو زياد، أو أَبو ثابت، أو ثابت، روى عن أبي الدرداء، أو عن رجل، عن أبي الدرداء، روى عنه الأعمش.

ثم ساق الحديث (28054)، من طريق أحمد بن جعفر، وهو القطيعي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن ثابت، أو عن أبي ثابت، وذكر الحديث، ثم قال:

قال عبد الله: قال أبي: قال الأشجعي: يعني، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي زياد؛ دخلت مسجد دمشق. «تاريخ دمشق» 66/ 252.

- وكذلك ورد في «غاية المَقصد في زوائد المسند» الورقة (274)، مثل رواية ابن عساكر.

ص: 186

- فوائد:

- قال البخاري: قال محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن أبي ثابت، قال: قال لي أَبو الدرداء سمعت النبي صلى الله عليه وسلم؛ {ومنهم سابق بالخيرات} قال بغير حساب.

قال وكيع: عن سفيان، عن الأعمش، عن ثابت، أو أبي ثابت.

وقال أَبو نُعيم: عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل

⦗ص: 188⦘

وقال بعضهم: عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي زياد، عن أبي الدرداء، ولا يصح.

وقال الحميدي: عن ابن عُيينة، عن طعمة بن عَمرو، عن رجل، عن أبي الدرداء، ولم يصح حديثه.

وقال محمد بن علي: حدثنا سعيد بن عبد الحميد، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عُقبة، عن عبد الله بن علي الأزدي، عن أبي خالد البكري، أن رجلا جاء المدينة، فلقي أبا الدرداء نحوه. «الكنى» 1/ 17.

ص: 187

12219 -

عن علي بن عبد الله الأزدي، عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«قال الله، عز وجل: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} فأما الذين سبقوا، فأولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وأما الذين اقتصدوا، فأولئك يحاسبون حسابا يسيرا، وأما الذين ظلموا أنفسهم، فأولئك الذين يحبسون في طول المحشر، ثم هم الذين تلافاهم الله برحمته، فهم الذين يقولون: {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور} إلى قوله: {لغوب}» .

أخرجه أحمد (22070) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثني أَنس بن عياض الليثي، أَبو ضمرة، عن موسى بن عُقبة، عن علي بن عبد الله الأزدي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11052)، وأطراف المسند (7934)، ومَجمَع الزوائد 7/ 95.

ص: 188

12220 -

عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؛

«أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقص على المنبر، يقول:{ولمن خاف مقام ربه جنتان} فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الثانية: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فقلت الثانية: وإن زنى وإن سرق يا رسول

⦗ص: 189⦘

الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثالثة: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فقلت الثالثة: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: وإن رغم أنف أبي الدرداء»

(1)

.

أخرجه أحمد (8668) قال: حدثنا سليمان. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (11496) قال: أخبرنا علي بن حُجْر.

كلاهما (سليمان بن داود، وعلي) عن إسماعيل بن جعفر، قال: أخبرنا محمد بن أبي حَرملة، عن عطاء بن يسار، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ للنسائي.

(2)

المسند الجامع (11053)، وتحفة الأشراف (10954)، وأطراف المسند (7956)، ومَجمَع الزوائد 7/ 118.

والحديث؛ أخرجه الطبري 22/ 237، والبغوي (4189).

ص: 188

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قيل للبخاري: حديث عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟ قال: مرسل. «صحيحه» (6443).

ص: 189

12221 -

عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، أن أبا الدرداء قال:

«عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قرأها: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال: قلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} وإن زنى وإن سرق، ورغم أنف أبي الدرداء، فلا أزال أقرؤها كذلك حتى ألقاه» .

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (11497) قال: أخبرنا مُؤَمَّل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل، عن الجُريري، قال: حدثني موسى، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، فذكره

(1)

.

(1)

تحفة الأشراف (10961)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5847)، والمطالب العالية (3739 و 3740).

والحديث؛ أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (533).

ص: 189

- فوائد:

- قال البخاري: قال لي زهير: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا صدقة بن هُرمُز، عن الجُريري، عن محمد.

وحدثني مؤمل، قال: حدثنا إسماعيل، عن الجُريري، قال: حدثني موسى، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، أن أبا الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قرأ:{جنتان} .

حدثني جراح بن مخلد، قال: حدثنا سالم بن نوح، قال: حدثنا الجُريري، عن أخيه، عن محمد بن سعد، عن أبي الدرداء، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {جنتان} . «التاريخ الكبير» 1/ 89.

ص: 190

- كتاب العلم

12222 -

عن كثير بن قيس، قال: كنت جالسا عند أبي الدرداء في مسجد دمشق، فأتاه رجل، فقال: يا أبا الدرداء، أتيتك من المدينة، مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدث به، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فما جاء بك تجارة؟ قال: لا، قال: ولا جاء بك غيره؟ قال: لا، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض، حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر»

(1)

.

أخرجه أحمد (22059) قال: حدثنا الحكم بن موسى، قال: حدثنا ابن عياش. و «الدَّارِمي» (358) قال: أخبرنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن داود. و «ابن ماجة» (223) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الله بن داود و «أَبو داود» (3641) قال: حدثنا مُسَدد بن مُسَرهد، قال: حدثنا عبد الله بن داود.

⦗ص: 191⦘

و «ابن حِبَّان» (88) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا عبد الله بن داود الخريبي.

كلاهما (إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن داود) عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، فذكره.

• أخرجه أحمد (22058). والتِّرمِذي (2682) قال: حدثنا محمود بن خِداش البغدادي.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

ص: 190

كلاهما (أحمد بن حنبل، ومحمود) عن محمد بن يزيد الواسطي، قال: أخبرنا عاصم بن رجاء بن حَيْوَة عن قيس بن كثير، قال: قَدِم رجلٌ من المدينة إلى أبي الدرداء وهو بدمشق، فقال: ما أَقدمك أَي أَخي؟ قال: حديثٌ بلغني أنك تُحَدِّث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أَمَا قَدِمتَ لتجارةٍ؟ قال: لا، قال: أَمَا قَدِمتَ لحاجةٍ؟ قال: لا، قال: أَمَا قَدِمتَ إلَّا في طلب هذا الحديث؟ قال: نعم، قال فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إِلى الجنة، وإِن الملائكة لتضع أَجنحتها رضا لطالب العلم، وإِنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأَرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إِن العلماء هم ورثة الأَنبياء، لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإِنما ورثوا العلم، فمن أَخذ به أَخذ بحظ وافر»

(1)

.

- ليس فيه: «داود بن جميل» وقال: «قيس بن كثير»

(2)

.

- قال التِّرمِذي: ولا نعرف هذا الحديث إِلا من حديث عاصم بن رجاء بن حَيْوة، وليس إِسناده عندي بمتصل، هكذا حدثنا محمود بن خِداش هذا الحديث.

⦗ص: 192⦘

وإِنما يُروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حَيْوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، عن أَبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أَصح من حديث محمود ابن خِداش.

ورَأى محمد بن إسماعيل، يعني البخاري، هذا أَصح.

• أخرجه أَبو داود (3642) قال: حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي، قال: حدثنا الوليد، قال: لقيت شبيب بن شيبة، فحدثني به عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي الدرداء، بمعناه، يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11054)، وتحفة الأشراف (10958)، وأطراف المسند (7960).

والحديث؛ أخرجه البزار (4145)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1231)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1573)، والبغوي (129).

(3)

المسند الجامع (11055)، وتحفة الأشراف (10951).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (348).

ص: 191

- فوائد:

- قال البخاري: يزيد بن سَمُرَة، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.

وقال أحمد بن عيسى: حدثنا بشر بن بكر، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: وحدثني عبد السلام بن سليم، عن يزيد بن سَمُرَة، وغيره من أهل العلم.

وقال إسحاق: عن عبد الرزاق، عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن كثير بن قيس، عن يزيد بن سَمُرَة، عن أبي الدرداء.

والأول أصح.

وقال مُسدد: عن عبد الله بن داود، عن عاصم بن رجاء، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، سمع أبا الدرداء، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال أَبو نُعيم: عن عاصم بن رجاء، عَمَّن حدثه، عن كثير. «التاريخ الكبير» 8/ 337.

- وقال الدارقُطني: يرويه عاصم بن رجاء بن حيوة، واختُلِف عنه؛

فرواه عنه أَبو نُعيم، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عَمَّن حدثه، عن كثير بن قيس.

ورواه عبد الله بن داود الخريبي، عن عاصم، فقال: عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، وداود هذا مجهول

⦗ص: 193⦘

ورواه محمد بن يزيد الواسطي، عن عاصم بن رجاء، عن كثير بن قيس، لم يذكر بينهما أحدا، وعاصم بن رجاء، ومن فوقه، إلى أبي الدرداء، ضعفاء، ولا يثبت.

ورواه الأوزاعي، عن كثير بن قيس، عن يزيد بن سَمُرَة، عن أبي الدرداء، وليس بمحفوظ. «العلل» (1083).

ص: 192

12223 -

عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر» .

أخرجه ابن ماجة (239) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حفص بن عمر، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11056)، وتحفة الأشراف (10952).

والحديث؛ أخرجه الآجري في «أخلاق العلماء» (25).

ص: 193

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن مَعين؛ أنه قيل له: عطاء الخراساني لقي أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أعلمه. «المراسيل» (576).

ص: 193

12224 -

عن عامر بن إبراهيم، قال: كان أَبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم، قال: مرحبا بطلبة العلم، وكان يقول:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بكم» .

أخرجه الدَّارِمي (364) قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا يعقوب، هو القمي، عن عامر بن إبراهيم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11057).

ص: 193

12225 -

عن أبي العَجلان، عن أبي الدرداء، قال:

«خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نضر الله امرءا سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لكل مسلم، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعاءهم يحيط من ورائهم» .

أخرجه الدَّارِمي (241) قال: أخبرنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عَمرو بن محمد القرشي، قال: أخبرنا إسرائيل، عن عبد الرَّحمَن بن زبيد اليامي، عن أبي العَجلان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11058)، ومَجمَع الزوائد 1/ 137.

ص: 194

- فوائد:

- إسرائيل؛ هو ابن يونس بن أبي إسحاق، السبيعي.

ص: 194

12226 -

عن عطاء بن أبي رباح، قال: قال أَبو الدرداء:

«لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في السماء طير يطير بجناحيه، إلا ذَكَّرنا منه علما» .

أخرجه أَبو يَعلى (5109) قال: حدثنا محمد بن أَبي بكر، قال: حدثنا يحيى، عن فطر بن خليفة، عن عطاء، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (60)، ومَجمَع الزوائد 8/ 264، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (237)، والمطالب العالية (3846).

ص: 194

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن حجر: عطاء بن أبي رباح، على تقدير مولده، لا يصح سماعه من أبي الدرداء. «تهذيب التهذيب» 7/ 199.

- وقال يحيى بن سعيد القطان: فطر لم يسمع عن عطاء. «الضعفاء» للعقيلي 5/ 110.

⦗ص: 195⦘

- وفِطر بن خليفة شيعيٌّ خبيثٌ ليس بثقة؛ انظر فوائد الحديث رقم (2301).

ص: 194

12227 -

عن جُبير بن نُفير، عن أبي الدرداء، قال:

«كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال: هذا أوان يختلس العلم من الناس، حتى لا يقدروا منه على شيء، فقال زياد بن لبيد الأَنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه، ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا، فقال: ثكلتك أمك يا زياد، إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى، فماذا تغني عنهم؟» .

قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت، قلت: ألا تسمع إلى ما يقول أخوك أَبو الدرداء؟ فأخبرته بالذي قال أَبو الدرداء، قال: صدق أَبو الدرداء، إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد جماعة، فلا ترى فيه رجلا خاشعا

(1)

.

أَخرجه عبد الله بن عبد الرَّحمن الدارِمي (300). والتِّرمِذي (2653) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن، قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرَّحمَن بن جُبير بن نُفير، عن أبيه جُبير بن نُفير، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، ومعاوية بن صالح ثقة عند أهل الحديث، ولا نعلم أحدًا تكلم فيه غير يحيى بن سعيد القطان، وقد روي عن معاوية بن صالح نحو هذا، وروى بعضهم هذا الحديث، عن عبد الرَّحمَن بن جُبير بن نُفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

المسند الجامع (11059)، وتحفة الأشراف (10928).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (2022).

ص: 195

- كتاب الجهاد

12228 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من أقام الصلاة، وآتى الزكاة، ومات لا يشرك بالله شيئا، كان حقا على الله، عز وجل، أن يغفر له هاجر، أو مات

(1)

في مولده، فقلنا: يا رسول الله، ألا نخبر بها الناس فيستبشروا بها؟ فقال: إن للجنة مئة درجة، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ولولا أن أشق على المؤمنين، ولا أجد ما أحملهم عليه، ولا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا بعدي، ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل»

(2)

.

أخرجه النَّسَائي 6/ 20، وفي «الكبرى» (4325 و 10900) قال: أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع، قال: حدثنا زيد بن واقد، قال: حدثني بُسر بن عُبيد الله، عن أبي إدريس الخَولاني، فذكره

(3)

.

(1)

تصحف في المطبوع من «المجتبى» إلى: «هاجرا ومات» ، وهو على الصواب في «السنن الكبرى» (4325 و 10900).

(2)

اللفظ للنسائي 6/ 20.

(3)

المسند الجامع (11060)، وتحفة الأشراف (10943).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1200).

ص: 196

• حديث الحسن البصري، عن علي بن أبي طالب، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وأَبي أُمامة الباهلي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عَمرو، وجابر بن عبد الله، وعمران بن الحصين، كلهم يحدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«من أرسل بنفقة في سبيل الله، وأقام في بيته، فله بكل درهم سبع مئة درهم، ومن غزا بنفسه في سبيل الله، وأنفق في وجهه ذلك، فله بكل درهم سبع مئة ألف درهم، ثم تلا هذه الآية: {والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}» .

سلف في مسند جابر بن عبد الله الأَنصاري، رضي الله عنهما، برقم (3178).

ص: 196

12229 -

عن أم الدرداء، قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته»

(1)

.

- وفي رواية: «عن نمران بن عُتبة الذِّمَاري، قال: دخلنا على أم الدرداء، ونحن أيتام صغار، فمسحت رؤوسنا، وقالت: أبشروا يا بني، فإني أرجو أن تكونوا في شفاعة أبيكم، فإني سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته» .

أخرجه أَبو داود (2522) قال: حدثنا أحمد بن صالح. و «ابن حِبَّان» (4660) قال: أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان المعدل، بالفسطاط، قال: حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي.

كلاهما (أحمد بن صالح، وجعفر بن مسافر) عن يحيى بن حسان، قال: حدثنا الوليد بن رباح الذِّمَاري، قال: حدثني عمي نمران بن عُتبة الذِّمَاري، قال: دخلنا على أم الدرداء، ونحن أيتام، فقالت: أبشروا، فإني سمعت أبا الدرداء يقول، فذكره

(2)

.

- قال أَبو داود: صوابه رباح بن الوليد.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

المسند الجامع (11061)، وتحفة الأشراف (10999).

والحديث؛ أخرجه البزار (4085)، والبيهقي 9/ 164.

ص: 197

12230 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«غزوة في البحر مثل عشر غزوات في البر، والذي يسدر في البحر، كالمتشحط في دمه في سبيل الله سبحانه» .

أخرجه ابن ماجة (2777) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا بقية، عن معاوية بن يحيى، عن ليث بن أبي سُلَيم، عن يحيى بن عباد، عن أم الدرداء، فذكرته

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11062)، وتحفة الأشراف (11001).

ص: 197

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ ليث بن أَبي سُليم ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم ().

- ومعاوية بن يحيى الصَّدَفي، أَبو رَوح الدِّمَشقي، متروك، انظر فوائد الحديث رقم (10131).

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 8/ 144، في مناكير معاوية بن يحيى، وقال: في بعض رواياته ما لا يُتابَع عليه.

ص: 198

12231 -

عن خالد بن دريك، عن أبي الدرداء، يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يجمع الله في جوف رجل غبارا في سبيل الله ودخان جهنم، ومن اغبرت قدماه في سبيل الله حرم الله سائر جسده على النار، ومن صام يوما في سبيل الله، باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل، ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء، له نور يوم القيامة، لونها مثل لون الزعفران، وريحها مثل المسك، يعرفه بها الأولون والآخرون، يقولون: فلان عليه طابع الشهداء، ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة، وجبت له الجنة» .

أخرجه أحمد (28052) قال: حدثنا أَبو سعيد، قال: حدثنا أَبو يعقوب، يعني إسحاق بن عثمان الكلابي، قال: سمعت خالد بن دريك يحدث، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11063)، وأطراف المسند (7943)، ومَجمَع الزوائد 5/ 285.

ص: 198

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله ثقات، إلا أن خالد بن دريك لم يسمع من أبي الدرداء، ولم يدركه. «مَجمَع الزوائد» 5/ 285.

ص: 198

12232 -

عن يزيد بن خمير، قال: حدثني أَبو الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من أخذ أرضا بجزيتها فقد استقال هجرته، ومن نزع صغار كافر من عنقه فجعله في عنقه، فقد ولى الإسلام ظهره»

⦗ص: 199⦘

أخرجه أَبو داود (3082) قال: حدثنا حَيْوَة بن شُرَيح الحضرمي، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني عمارة بن أبي الشعثاء، قال: حدثني سنان بن قيس، قال: حدثني شبيب بن نعيم، قال: حدثني يزيد بن خمير، فذكره

(1)

.

قال

(2)

: فسمع مني خالد بن مَعدان هذا الحديث، فقال لي: أشبيب حدثك؟ قلت: نعم، قال: فإذا قدمت فسله فليكتب إلي بالحديث، قال: فكتبه له، فلما قدمت سألني خالد بن مَعدان القرطاس، فأعطيته، فلما قرأه ترك ما في يديه من الأرضين حين سمع ذلك.

- قال أَبو داود: هذا يزيد بن خمير اليزني، ليس هو صاحب شعبة.

(1)

المسند الجامع (11064)، وتحفة الأشراف (10969).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (8244)، والبيهقي 9/ 139.

(2)

القائل: سنان بن قيس.

ص: 198

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ، إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد، وعمارة بن أبي الشعثاء، وسنان بن قيس، وشبيب بن نعيم الكَلاعي، ويزيد بن نمران (كذا)، ليسوا بمعروفين بالنقل، وإنما كتبنا هذا الحديث على ما فيه من العلة لأنا لم نحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، فكتبناه وبينا ما فيه من علة. «مسنده» (4131).

ص: 199

- كتاب الإمارة

12233 -

عن عَدي بن عَدي الكندي، قال: بينا أَبو الدرداء يوما يسير شاذا من الجيش، إذ لقيه رجلان شاذان من الجيش، فقال: يا هذان، إنه لم يكن ثلاثة في مثل هذا المكان إلا امروا عليهم، فليتأمر أحدكم، قالا: أنت يا أبا الدرداء، قال: بل أنتما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من والي ثلاثة، إلا لقي الله مغلولة يمينه، فكه عدله، أو غله جوره»

⦗ص: 200⦘

أخرجه ابن حبان (4525) قال: أخبرنا ابن قتيبة، والحسن بن سفيان، قالا: حدثنا إبراهيم بن هشام الغساني، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عَمرو بن قيس السَّكوني، عن عَدي بن عَدي الكندي، فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 5/ 206.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (659 و 7003).

ص: 199

- كتاب المناقِب

12234 -

عن جُبير بن نُفير، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لقد قبض الله داود من بين أصحابه، فما فتنوا ولا بدلوا، ولقد مكث أصحاب المسيح على سنته وهديه مئتي سنة» .

أخرجه ابن حبان (6236) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أَبو همام، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الهيثم بن حميد، عن الوضين بن عطاء، عن نصر بن علقمة، عن جُبير بن نُفير، فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 1/ 191 و 8/ 207.

والحديث؛ أخرجه البزار (4103)، والطبراني في «مسند الشاميين» (653 و 1564).

ص: 200

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن أبي حاتم: سألت أبي، عن حديث يرويه نصر بن علقمة، عن جُبير بن نُفير، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولقد قبض الله داود بين أصحابه، فما افتتنوا، ولا بدلوا .. فذكر الحديث؟.

قال أبي: نصر بن علقمة، عن جُبير بن نُفير، مرسل.

وفي موضع آخر نصر بن علقمة لم يدرك جُبير بن نُفير. «المراسيل» (850).

ص: 200

12235 -

عن أبي حَبيبة الطائي، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 201⦘

«أنا حظكم من الأنبياء، وأنتم حظي من الأمم» .

أخرجه ابن حبان (7214) قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي، أَبو الطاهر، بأنطاكية، قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كُريب، قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي حَبيبة الطائي، فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 10/ 68.

والحديث؛ أخرجه البزار (4092).

ص: 200

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال عباس الدُّوري: سألت يحيى، يعني ابن مَعين، عن حديث أبي إسحاق، عن أبي حَبيبة، عن أبي الدرداء: من أَبو حبيبة؟ فقال: لا أدري. «تاريخه» (2500).

- وقال أيوب بن إسحاق بن سافري: سمعت يحيى بن مَعين يقول: أحاديث زيد بن الحُبَاب عن سفيان الثوري مقلوبة. «الكامل» 4/ 166.

- وقال البزار: وهذا الحديث لانعلم أحدا رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أَبو الدرداء، ولا نعلم رواه عن أبي الدرداء إلا أَبو حبيبة، ولا عن أبي حَبيبة إلا أَبو إسحاق، ولا عن أبي إسحاق إلا الثوري، ولا عن الثوري إلا زيد، ولا عن زيد إلا أَبو كُريب، ولا نعلم أحدًا تابعه على هذا الحديث. «مسنده» (4092).

ص: 201

12236 -

عن عُبادة بن نُسَي، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، فإنه مشهود تشهده الملائكة، وإن أحدا لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها، قال: قلت: وبعد الموت؟ قال: وبعد الموت، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، فنبي الله حي يرزق» .

أخرجه ابن ماجة (1637) قال: حدثنا عَمرو بن سواد المصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عَمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أيمن، عن عُبادة بن نُسَي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11065)، وتحفة الأشراف (10947).

والحديث؛ أخرجه الطبري 24/ 270.

ص: 201

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: زيد بن أيمن، عن عُبادة بن نُسَي، مرسل، روى عنه سعيد بن أبي هلال. «التاريخ الكبير» 3/ 387.

ص: 202

12237 -

عن أم الدرداء، قالت: كان أَبو الدرداء لا يحدث بحديث إلا تبسم فيه، فقلت له: إني أخشى أن يحمقك الناس، فقال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدث بحديث إلا تبسم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أم الدرداء، قالت: كان أَبو الدرداء إذا حدث حديثا تبسم، فقلت: لا يقول الناس إنك أي أحمق، فقال: ما رأيت، أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا إلا تبسم» .

أخرجه أحمد (22075) قال: حدثنا زكريا بن عَدي. وفي 5/ 199 (22078) قال: حدثنا يونس.

كلاهما (زكريا، ويونس بن محمد) عن بَقيَّة بن الوليد، عن حبيب بن عمر الأَنصاري، عن أبي عبد الصمد، عن أم الدرداء، فذكرته

(2)

.

- في رواية زكريا بن عَدي: «عن شيخ يكنى أبا عبد الصمد» .

(1)

لفظ (22078).

(2)

المسند الجامع (11066)، وأطراف المسند (7997)، ومَجمَع الزوائد 1/ 131.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مكارم الأخلاق» (21).

ص: 202

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ بَقِيَّة بن الوليد ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (7488).

ص: 202

12238 -

عن عبد الرَّحمَن بن جبير، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة، وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه، فأنظر إلى بين يدي، فأعرف أمتي من بين الأمم، ومن خلفي مثل ذلك، وعن يميني مثل ذلك، وعن شمالي مثل ذلك، فقال رجل: يا رسول الله، كيف

⦗ص: 203⦘

تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم، فيما بين نوح إلى أمتك؟ قال: هم غر محجلون من أثر الوضوء، ليس أحد كذلك غيرهم، وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم يسعى بين أيديهم ذريتهم»

أخرجه أحمد (22080) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرَّحمَن بن جبير، فذكره.

• أخرجه أحمد (22081) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق

(1)

، شك فيه، قال: سمعت أبا ذر، أو أبا الدرداء، وقال يحيى: فيقول:

«فأعرفهم أن نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم» .

(1)

يعني عن عبد الله بن لَهيعَة، عن يزيد بن أَبي حبيب، عن عبد الرَّحمَن بن جُبير، قال: سمعتُ أَبا ذَر، أَو أَبا الدرداء. «أَطراف المسند» .

ص: 202

• وأخرجه أحمد (22082) قال: حدثنا يعمر، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا ابن لَهِيعة، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرَّحمَن بن جُبير بن نُفير، أنه سمع أبا ذر، وأبا الدرداء، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أنا أول من يؤذن له في السجود» فذكر معناه.

• وأخرجه أحمد (22083) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرَّحمَن بن جبير، أنه سمع من أبي ذر، وأبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إني لأعرف أمتي يوم القيامة من بين الأمم، قالوا: يا نبي الله، وكيف تعرف أمتك؟ قال: أعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود، وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11067)، وأطراف المسند (7953)، ومَجمَع الزوائد 1/ 225 و 2/ 250 و 10/ 344.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3234)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2490).

ص: 203

12239 -

عن عائذ الله أبي إدريس، عن أبي الدرداء، رضي الله عنه، قال:

«كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أَبو بكر آخذا بطرف ثوبه، حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر، فسلم، وقال: إني كان بيني وبين

⦗ص: 204⦘

ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه، ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي، فأقبلت إليك، فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر، ثلاثا، ثم إن عمر ندم، فأتى منزل أَبي بكر، فسأل: أثم أَبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر، حتى أشفق أَبو بكر، فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم، مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت، وقال أَبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي، مرتين، فما أوذي بعدها»

(1)

.

(1)

لفظ (3661).

ص: 203

- وفي رواية: «كانت بين أَبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أَبو بكر عمر، فانصرف عنه عمر مغضبا، فاتبعه أَبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أَبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أَبو الدرداء، ونحن عنده: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم هذا فقد غامر، قال: وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، قال أَبو الدرداء: وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أَبو بكر يقول: والله يا رسول الله، لأنا كنت أظلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ إني قلت: يا أيها الناس، إني رسول الله إليكم جميعا، فقلتم: كذبت، وقال أَبو بكر: صدقت» .

أخرجه البخاري 5/ 5 (3661) قال: حدثني هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا زيد بن واقد. وفي 6/ 59 (4640) قال: حدثنا عبد الله

(1)

، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرَّحمَن، وموسى بن هارون، قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر.

كلاهما (زيد بن واقد، وعبد الله بن العلاء) عن بُسر بن عُبيد الله، قال: حدثني أَبو إدريس الخَولاني، فذكره

(2)

.

(1)

قال المِزِّي: «قيل: إنه ابن حماد الآملي» . «تحفة الأشراف» .

(2)

المسند الجامع (11068)، وتحفة الأشراف (10941).

والحديث؛ أخرجه البزار (4129)، والطبراني في «مسند الشاميين» (789)، والبيهقي 10/ 236.

ص: 204

12240 -

عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد أفضل، أو أخير، من أَبي بكر، إلا أن يكون نبي» .

أخرجه عَبد بن حُميد (212) قال: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، قال: حدثنا أَبو سعيد البكري

(1)

، عن ابن جُريج، عن عطاء، فذكره

(2)

.

(1)

أخرجه ابن عساكر، من طريق عَبد بن حُميد، وفيه أيضا:«أَبو سعيد البكري» ، وقال ابن عساكر: كذا كان في كتابي «البكري» ، وإنما هو العسكري، واسمه أبان. «تاريخ دمشق» 30/ 208.

(2)

المسند الجامع (11069)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6541).

والحديث؛ أخرجه عبد الله بن أحمد في «فضائل الصحابة» (135 و 508 و 662).

ص: 205

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه ابن جُريج، واختُلِف عنه؛

فرواه إسماعيل بن يحيى التميمي، وهو ضعيف، عن ابن جُريج، عن عطاء، عن جابر.

وغيره يرويه عن عطاء، عن أبي الدرداء.

والحديث غير ثابت، يحدث إسماعيل بن يحيى التميمي، عن الثقات بما لا يُتابَع عليه. «العلل» (3270).

- قال ابن حجر: عطاء بن أبي رباح، على تقدير مولده، لا يصح سماعه من أبي الدرداء. «تهذيب التهذيب» 7/ 199.

ص: 205

12241 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم؛ أنه زار أبا الدرداء بحمص، فمكث عنده ليالي، فأمر بحماره فأوكف له، فقال أَبو الدرداء: لا أراني إلا متبعك، فأمر بحماره فأسرج، فسارا جميعا على حماريهما، فلقيا رجلا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية، فعرفهما الرجل، ولم يعرفاه، فأخبرهما خبر الناس، ثم إن الرجل، قال: وخبر آخر كرهت أن أخبركما، أراكما تكرهانه، فقال أَبو الدرداء: فلعل أبا ذر نفي؟ قال: نعم والله، فاسترجع أَبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات، ثم

⦗ص: 206⦘

قال أَبو الدرداء: ارتقبهم واصطبر، كما قيل لأصحاب الناقة، اللهم إن كذبوا أبا ذر، فإني لا أكذبه، اللهم وإن اتهموه، فإني لا أتهمه، اللهم وإن استغشوه، فإني لا أستغشه

«فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا، ويسر إليه حين لا يسر إلى أحد» .

أما والذي نفس أبي الدرداء بيده، لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته، بعد الذي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء، من ذي لهجة، أصدق من أبي ذر» .

أخرجه أحمد (22067) قال: حدثنا أَبو النضر، قال: حدثنا عبد الحميد بن بَهرام، قال: حدثنا شهر بن حوشب، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11070)، وأطراف المسند (7933)، ومَجمَع الزوائد 9/ 329.

ص: 205

12242 -

عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء، من ذي لهجة، أصدق من أبي ذر»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (32932) قال: حدثنا الحسن بن موسى. و «أحمد» 6/ 442 (28041) قال: حدثنا حسن بن موسى، وسليمان بن حرب. و «عَبد بن حُميد» (209) قال: حدثني فهد بن عوف.

ثلاثتهم (حسن، وسليمان، وفهد) عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن بلال بن أبي الدرداء، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11071)، وأطراف المسند (7933)، ومَجمَع الزوائد 9/ 329، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6923).

والحديث؛ أخرجه البزار (4128).

ص: 206

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ علي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).

ص: 206

12243 -

عن أم الدرداء، قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول، ما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها، يقول:

⦗ص: 207⦘

«إن الله، عز وجل، يقول: يا عيسى، إني باعث من بعدك أمة، إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حلم ولا علم، قال: يا رب، كيف هذا لهم، ولا حلم ولا علم؟ قال: أعطيهم من حلمي وعلمي» .

أخرجه أحمد (28095) قال: حدثنا أَبو العلاء، الحسن بن سوار، قال: حدثنا ليث، عن معاوية، عن أبي حلبس، يزيد بن ميسرة، قال: سمعت أم الدرداء، فذكرته

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11072)، وأطراف المسند (8002)، ومَجمَع الزوائد 10/ 67، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7035).

والحديث؛ أخرجه البزار (4088)، والطبراني في «الأوسط» (3252)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (4165 و 9480).

ص: 206

12244 -

عن جُبير بن نُفير، عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة، إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق، من خير مدائن الشام»

(1)

.

أخرجه أحمد (22068) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. و «أَبو داود» (4298) قال: حدثنا هشام بن عمار.

كلاهما (إسحاق، وهشام) عن يحيى بن حمزة، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني زيد بن أَرطَاة، قال: سمعت جُبير بن نُفير يحدث، فذكره

(2)

.

- في رواية أبي داود: «ابن جابر» لم يُسَمِّه.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

المسند الجامع (11073)، وتحفة الأشراف (10926)، وأطراف المسند (7937).

والحديث؛ أخرجه البزار (4127)، والطبراني في «الأوسط» (3205).

ص: 207

- الزهد والرقاق

12245 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله، عز وجل، فرغ إلى كل عبد من خلقه من خمس: من أجله، وعمله، ومضجعه، وأثره، ورزقه»

(1)

.

- وفي رواية: «فرغ الله إلى كل عبد من خمس: من أجله، ورزقه، وأثره، وشقي، أم سعيد»

(2)

.

أخرجه أحمد (22065) قال: حدثنا أَبو النضر، قال: حدثنا الفرج بن فضالة، قال: حدثنا خالد بن يزيد، عن أبي حلبس. وفي (22066) قال: حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي، قال: حدثنا خالد بن صبيح المري، قاضي البلقاء، قال: حدثنا إسماعيل بن عُبيد الله. و «ابن حِبَّان» (6150) قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان، بالرَّقَّة، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوزير بن صبيح، قال: حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس.

كلاهما (أَبو حلبس، يونس بن ميسرة، وإسماعيل) عن أم الدرداء، فذكرته

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22065).

(2)

اللفظ لأحمد (22066).

(3)

المسند الجامع (11074)، وأطراف المسند (7996)، ومَجمَع الزوائد 7/ 195، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (188).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1077)، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (303 م: 308)، والبزار (4137)، والطبراني في «الأوسط» (3120).

ص: 208

12246 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من أصبح معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا» .

أخرجه ابن حبان (671) قال: أخبرنا مكحول، ببيروت، وابن سلم، وابن

⦗ص: 209⦘

قتيبة، قالوا: حدثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرَّحمَن بن أبي عبلة، قال: حدثنا أبي

(1)

، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة، عن أم الدرداء، فذكرته

(2)

.

(1)

تصحف في المطبوع إلى: «قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبي» ، وأثبتناه عن «روضة العقلاء» لابن حبان، صفحة (207)، و «موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان» (2503)، و «إتحاف المهرة» لابن حجر (16206)، ومصادر التخريج التالية.

(2)

مَجمَع الزوائد 10/ 289.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (22)، وأَبو نُعيم في «حلية الأولياء» 5/ 249، والقُضاعي (539)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (9874).

ص: 208

12247 -

عن صاحب لمعمر؛ أن أبا الدرداء، كتب إلى سلمان: أن يا أخي اغتنم صحتك وفراغك، قبل أن ينزل بك من البلاء ما لا يستطيع العباد رده، واغتنم دعوة المبتلى، ويا أخي ليكن المسجد بيتك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن المسجد بيت كل تقي، وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم، بالروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى رضوان الله» .

ويا أخي ارحم اليتيم، وأدنه منك، وامسح برأسه، وأطعمه من طعامك.

«فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل يشكو قسوة قلبه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتحب أن يلين قلبك؟ قال: نعم، قال: فأدن اليتيم إليك، وامسح برأسه، وأطعمه من طعامك، فإن ذلك يلين قلبك، وتقدر على حاجتك» .

ويا أخي لا تجمع ما لا تستطيع شكره، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«يجاء بصاحب الدنيا يوم القيامة، الذي أطاع الله فيها، هو بين يدي ماله، وماله خلفه، فكلما تكفأ به الصراط قال له: امض، فقد أديت الحق الذي عليك، قال: ويجاء بالآخر الذي لم يطع الله فيه، وماله بين كتفيه، فيعثره ماله، ويقول: ويلك، هلا عملت بطاعة الله في مالك؟ فلا يزال كذلك يدعو بالويل والثبور»

⦗ص: 210⦘

ويا أخي، إني حدثت أنك اشتريت خادما، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يزال العبد من الله وهو منه ما لم يخدم، فإذا خدم، وجب عليه الحساب» .

وإن أم الدرداء سألتني خادما، وأنا يومئذ موسر، فكرهت ذلك لها، خشيت من الحساب، ويا أخي من لي ولك بأن نوافي يوم القيامة، ولا نخاف حسابا، ويا أخي لا تغترن بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا قد عشنا بعده دهرا طويلا، والله أعلم بالذي أصبنا بعده.

أخرجه عبد الرزاق (20029) عن مَعمَر، عن صاحب له، فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 2/ 22 و 8/ 160.

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (9918 و 10175).

ص: 209

12248 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمنى، فأخرج ذرية بيضاء، كأنهم الذر، وضرب كتفه اليسرى، فأخرج ذرية سوداء، كأنهم الحمم، فقال للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أبالي، وقال للذي في كفه اليسرى: إلى النار ولا أبالي» .

أخرجه أحمد (28036) قال: حدثنا هيثم، (قال عبد الله بن أحمد: وسمعتُه أنا منه) قال: حدثنا أَبو الربيع، عن يونس، عن أبي إدريس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11076)، وأطراف المسند (7976)، ومَجمَع الزوائد 7/ 185، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7933).

والحديث؛ أخرجه البزار (4143)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2213).

ص: 210

- فوائد:

- يونس؛ هو ابن ميسرة بن حلبس، وأَبو الربيع؛ هو سليمان بن عُتبة بن ثور بن يزيد بن الأخنس، أَبو الربيع الداراني، وهيثم؛ هو ابن خارجة.

ص: 210

12249 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الله تعالى يقول يوم القيامة لآدم، عليه السلام: قم فجهز من ذريتك تسع مئة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحدا إلى الجنة، فبكى أصحابه وبكوا، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارفعوا رؤوسكم، فوالذي نفسي بيده، ما أمتي في الأمم إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، فخفف ذلك عنهم» .

أخرجه أحمد (28037) قال: حدثنا هيثم، قال: أخبرنا أَبو الربيع، عن يونس، عن أبي إدريس، فذكره

(1)

.

- قال عبد الله بن أحمد: حدثني الهيثم بن خارجة، عن أبي الربيع الأحاديث كلها، إلا أنه أوقف منها حديث: لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم، وقد حدثناه أبي عنه مرفوعا. (28038).

(1)

المسند الجامع (11077)، وأطراف المسند (7975)، ومَجمَع الزوائد 10/ 393.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (2215).

ص: 211

12250 -

عن جُبير بن نُفير، عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ابغوني ضعفاءكم، فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم»

(1)

.

- وفي رواية: «ابغوا لي ضعفاءكم، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم»

(2)

.

أخرجه أحمد (22074) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا ابن المبارك (ح) وعلي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. و «أَبو داود» (2594) قال: حدثنا مُؤَمَّل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا الوليد. و «التِّرمِذي» (1702) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. و «النَّسَائي» 6/ 45، وفي «الكبرى» (4373) قال: أخبرنا يحيى بن عثمان، قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد

⦗ص: 212⦘

و «ابن حِبَّان» (4767) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا عبد الله.

ثلاثتهم (عبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم، وعمر) عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني زيد بن أَرطَاة، عن جُبير بن نُفير، فذكره

(3)

.

- في روايتي أبي داود، والنَّسَائي:«ابن جابر» .

- قال أَبو داود: زيد بن أَرطَاة أخو عَدي بن أَرطَاة.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن حبان.

(3)

المسند الجامع (11078)، وتحفة الأشراف (10923)، وأطراف المسند (7938).

والحديث؛ أخرجه البزار (4139)، والطبراني في «مسند الشاميين» (590) والبيهقي 3/ 345 و 6/ 331.

ص: 211

12251 -

عن سليمان بن مَرثد، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا، وضحكتم قليلا، ولخرجتم تجأرون، لا تدرون تنجون، أو لا تنجون» .

أخرجه عَبد بن حُميد (210) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا يزيد بن خمير، عن سليمان بن مَرثد، فذكره

(1)

.

• أخرجه ابن أبي شيبة (35745) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرنا يزيد بن خمير الشامي، قال: أخبرني سليمان بن مَرثد، قال: سمعت ابنة أبي الدرداء تحدث، عن أبي الدرداء، قال: لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، ولخرجتم تبكون، لا تدرون تنجون، أو لا تنجون. «موقوف» .

(1)

المسند الجامع (11079)، ومَجمَع الزوائد 10/ 230، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7092)، والمطالب العالية (3315).

والحديث؛ أخرجه البزار (4124)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (772).

ص: 212

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن سليمان بن مَرثد، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.

قال أبي: كذا حدثنا مسلم.

وحدثنا أَبو عمر الحوضي، عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن سليمان، عن ابن ابنة أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: لو تعلمون موقوفا.

قال أبي: وهذا أشبه، وموقوف أصح، وأصحاب شعبة لا يرفعون هذا الحديث. «علل الحديث» (1792).

- وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي الدرداء إلا من هذا الوجه، وقد روي عن غير أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أصح من هذا، وإنما كتبنا هذا الحديث عن أبي الدرداء وإن كان غيره أصح إسنادا منه، لأن فيه زيادة في كلامه.

وقال: ولا نعلم هذا الحديث أسنده عن شعبة إلا مسلم، وقد رواه جماعة غير مسلم، عن شعبة فأوقفوه عن أبي الدرداء. «مسنده» (4124).

- وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 2/ 542، في مناكير سليمان بن مَرثد، وقال: روى عن أبي الدرداء ولا يثبتن فيه السماع، وأتبع العُقيلي هذا الحديث بالرواية الموقوفة، وقال: هذا أولى.

- وقال الذهبي: سليمان بن مَرثد، عن عائشة، وأبي الدرداء، لا يعرف له سماع منهما. «ميزان الاعتدال» 2/ 222.

ص: 213

12252 -

عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«من فقه الرجل رفقه في معيشته» .

أخرجه أحمد (22038) قال: حدثنا عصام بن خالد، قال: حدثني أَبو بكر بن عبد الله، عن ضمرة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11080)، وأطراف المسند (7948)، ومَجمَع الزوائد 4/ 74.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1482)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (6145).

ص: 213

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ أخرجه ابن عَدي في «الكامل» 2/ 211، في مناكير أَبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، وقال: ولأَبي بكر بن أبي مريم غير ما ذكرت من الحديث، والغالب على حديثه الغرائب، وقلما يوافقه عليه من الثقات، وأحاديثه صالحة، وهو ممن لا يحتج بحديثه ولكن يكتب حديثه.

ص: 214

12253 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله» .

أخرجه ابن حبان (3238) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، ببست، والحسن بن سفيان الشيباني، بنسا، ومحمد بن العباس المزني، بجرجان، وعمر بن محمد بن بجير

(1)

الهمداني، بصغد، ومحمد بن المعافى بن أبي حنظلة، بصيدا، ومحمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي، بعسقلان، وعبد الله بن سلم، ببيت المقدس، وعمر بن سعيد بن سنان الطائي، بِمَنْبِج، والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، بالرَّقَّة، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض، بدمشق، في آخرين، قالوا: حدثنا هشام بن خالد الأزرق، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن إسماعيل بن عُبيد الله بن أبي المهاجر، عن أم الدرداء، فذكرته

(2)

.

(1)

في المطبوع: «عمر بن محمد بن بحر» وصوبه المحقق في آخر المجلد، وانظر:«تبصير المنتبه بتحرير المشتبه» 1/ 123، و «الأنساب» 1/ 286، و «اللباب في تهذيب الأنساب» 1/ 122، حيث ذكروه تحت نسبة البجيري، وقال صاحب اللباب: البجيري، بضم الباء الموحدة وفتح الجيم وسكون الياء المثناة من تحت والراء المهملة، هذه النسبة إلى الجد، وهو بجير، والمشهور منهم: أَبو حفص، عمر بن محمد بن بجير بن حازم الهمداني، المعروف بالبجيري.

(2)

مَجمَع الزوائد 4/ 72.

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (264)، والبزار (4099)، والطبراني، «مسند الشاميين» (560)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1147).

ص: 214

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال الدارقُطني: يرويه إسماعيل بن عُبيد الله، واختُلِف عنه؛

فرواه عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل مرفوعا

⦗ص: 215⦘

قال ذلك هشام بن خالد، عن الوليد، عن ابن جابر.

وغيره، يرويه عنه موقوفا.

وقيل: عن هشام بن خالد أيضا، عن الوليد، عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عُبيد الله، ولا يصح فيه الأوزاعي.

ورواه الهيثم بن خارجة، عن عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عُبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء موقوفًا، وهو الصواب. «العلل» (1089).

ص: 214

12254 -

عن جُبير بن نُفير، عن أبي الدرداء، قال:

«خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر الفقر ونتخوفه، فقال: آلفقر تخافون؟ والذي نفسي بيده، لتصبن عليكم الدنيا صبا، حتى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة، إلا هيه، وايم الله، لقد تركتكم على مثل البيضاء، ليلها ونهارها سواء» .

قال أَبو الدرداء: صدق والله رسول الله صلى الله عليه وسلم تركنا والله على مثل البيضاء، ليلها ونهارها سواء.

أخرجه ابن ماجة (5) قال: حدثنا هشام بن عمار الدمشقي، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن سميع، قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان الأفطس، عن الوليد بن عبد الرَّحمَن الجرشي، عن جُبير بن نُفير، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11081)، وتحفة الأشراف (10929).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (47)، والبزار (4141).

ص: 215

- كتاب الفتن

12255 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام»

⦗ص: 216⦘

أخرجه أحمد (22076) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن زيد بن واقد، قال: حدثني بُسر بن عُبيد الله، قال: حدثني أَبو إدريس الخَولاني، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11082)، وأطراف المسند (7971)، ومَجمَع الزوائد 7/ 289 و 10/ 57.

والحديث؛ أخرجه البزار، «كشف الأستار» (3332)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1198)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 6/ 447.

ص: 215

12256 -

عن بعض إخوان زيد بن أَرطَاة، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«كل شيء ينقص إلا الشر، فإنه يزاد فيه» .

أخرجه أحمد (28031) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثني أَبو بكر، عن زيد بن أَرطَاة، عن بعض إخوانه، فذكروه

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11083)، وأطراف المسند (7992)، ومَجمَع الزوائد 7/ 220، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7515).

والحديث؛ أخرجه عثمان بن سعيد المُقرِئ في «السنن الواردة في الفتن» (301).

وأخرجه أَبو يَعلى في «معجمه» (34)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1474).

ص: 216

- فوائد:

- أَبو بكر؛ هو ابن عبد الله بن أبي مريم.

ص: 216

12257 -

عن رجل، عن أبي الدرداء، قال:

«عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون» .

أخرجه أحمد (28033) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، قال: حدثني أخ لعَدي بن أَرطَاة، عن رجل، فذكره.

• أخرجه الدَّارِمي (222) قال: أخبرنا محمد بن الصلت، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أخ لعَدي بن أَرطَاة، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 217⦘

«إن أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون»

- ليس فيه: «عن رجل»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11084)، وأطراف المسند (7990)، ومَجمَع الزوائد 5/ 239، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4183).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1068).

ص: 216

- كتاب النار

12258 -

عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يلقى على أهل النار الجوع، فيعدل ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون، فيغاثون بطعام من ضريع، لا يسمن ولا يغني من جوع، فيستغيثون بالطعام، فيغاثون بطعام ذي غصة، فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب، فيستغيثون بالشراب، فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد، فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم، فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم، فيقولون: ادعوا خزنة جهنم، فيقولون: {أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} قال: فيقولون: ادعوا مالكا، فيقولون: {يا مالك ليقض علينا ربك} قال: فيجيبهم: {إنكم ماكثون} ـ قال الأعمش: نبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام ـ قال: فيقولون: ادعوا ربكم، فلا أحد خير من ربكم، فيقولون: {ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين. ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون} قال: فيجيبهم: {اخسؤوا فيها ولا تكلمون} قال: فعند ذلك يئسوا من كل خير، وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل» .

أخرجه التِّرمِذي (2586) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن، قال: أخبرنا عاصم بن يوسف، قال: حدثنا قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، فذكرته

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11085)، وتحفة الأشراف (10984).

والحديث؛ أخرجه الطبري 17/ 123.

ص: 217

ـ قال عبد الله بن عبد الرَّحمَن الدَّارِمي: والناس لا يرفعون هذا الحديث.

وإنما روي هذا الحديث

(1)

عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قوله، وليس بمرفوع، وقطبة بن عبد العزيز هو ثقة عند أهل الحديث.

• أخرجه ابن أبي شيبة (35266) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: يُلقَى على أَهل النار الجوعُ، حتى يعدِل عندهم ما هم فيه من العَذَاب، قال: فيستَغيثونَ فيغاثونَ بالضَّريع، لا يسمن ولا يغني من جوعٍ فيستَغيثونَ فيغاثونَ بِطَعامٍ ذي غصَّة فيذكرونَ أَنهم كانوا يجيزونَ الغصَصَ بالشَّراب فيستَغيثونَ فيغاثونَ بِماءٍ من حَميمٍ في كَلاليبَ من حَديدٍ، فإِذا أَدنَوهُ إِلى وجوهِهم شَوى وجوهَهم، فإِذا أَدخَلوهُ بُطونَهم قَطَّعَ ما في بُطونِهم، قال: فينادونَ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} قال: فيجابونَ: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} قال: فيقولونَ: نادوا مالكا، قال: فينادونَ: {يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} قال: فَأَجابهم: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} قال: فيقولونَ: ادعوا رَبَّكُم، فَلا شَيءَ أَرحَمُ بِكُم من رَبِّكُم، قال: فيقولونَ: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} قال: فيجيبهم: {اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} قال: فَعندَ ذلك يئسوا من كُل خَيرٍ، ويأخُذونَ في الويل والشَّهيقِ والثُّبورِ. «موقوف» .

(1)

في طبعة دار الغرب: «إنما نعرف هذا الحديث» ، والمثبت عن «تحفة الأشراف» (10984)، وطبعة الرسالة.

ص: 218

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أحمد بن حنبل: الأعمش لم يسمع من شمر بن عطية. «المراسيل» (296).

- وقال الدارقُطني: يرويه الأعمش، واختُلِف عنه؛

فرواه قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 219⦘

وخالفه عبد السلام بن حرب، فرواه عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن شهر، عن أم الدرداء، ولم يجاوز به، ولم يسنده.

وخالفه زائدة، فرواه عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن شهر، عن أبي الدرداء موقوفًا، ولم يذكر أم الدرداء.

ولم يسنده غير قطبة، وهو صالح الحديث، فإن كان حفظه، فهو أحسنها إسنادا.

وقد وافق زائدة على روايته محمد بن فضيل، فرواه عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن شهر، إلا أنه قال: عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، ووقفه أيضا.

وقيل: عن زائدة، عن الأعمش، عن شمر، عن شهر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم بموافقة قطبة.

ورواه معمر بن زائدة، قائد الأعمش، عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، وشمر بن عطية، عن شهر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. «العلل» (1086).

ص: 218