المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌706 - أبو ذر الغفاري - المسند المصنف المعلل - جـ ٢٧

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الثاء

- ‌686 - أَبو ثعلبة الأشجعي

- ‌687 - أَبو ثعلبة الخشني

- ‌688 - أَبو ثور الفهمي

- ‌ حرف الجيم

- ‌689 - أَبو جبيرة بن الضحاك الأَنصاري

- ‌690 - أَبو الجعد الضمري

- ‌691 - أَبو جمعة

- ‌692 - أَبو جهيم بن الحارث الأَنصاري

- ‌ حرف الحاء

- ‌693 - أَبو حاتم المزني

- ‌694 - أَبو حازم البَجَلي الأحمسي

- ‌695 - أَبو حبة البدري

- ‌696 - أَبو الحجاج الثمالي

- ‌697 - أَبو حدرد الأسلمي

- ‌698 - أَبو حَريز الأزدي

- ‌699 - أَبو حسن المازني

- ‌700 - أَبو الحمراء مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌701 - أَبو حميد الساعدي الأَنصاري

- ‌ حرف الخاء

- ‌702 - أَبو خراش السلمي

- ‌703 - أَبو خلاد

- ‌ حرف الدال

- ‌704 - أَبو داود المازني

- ‌705 - أَبو الدرداء الأَنصاري

- ‌706 - أَبو ذر الغِفاري

- ‌حرف الراء

- ‌707 - أَبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌708 - أَبو رجاء العطاردي

- ‌709 - أَبو رفاعة العدوي

- ‌710 - أَبو رمثة التميمي

- ‌711 - أَبو ريحانة الأزدي

- ‌ حرف الزاي

- ‌712 - أَبو زهير الثقفي

- ‌713 - أَبو زهير النميري

- ‌حرف السين

- ‌714 - أَبو سبرة الجعفي

- ‌715 - أَبو سعد بن أبي فضالة الأَنصاري الحارثي

- ‌716 - أَبو سعيد بن زيد

- ‌717 - أَبو سعيد بن المعلى الأَنصاري

- ‌718 - أَبو سعيد الأَنصاري الزرقي

الفصل: ‌706 - أبو ذر الغفاري

‌706 - أَبو ذر الغِفاري

(1)

- كتاب الإيمان

• حديث أَبي زُرعَة، عن أبي هريرة، وأبي ذر، قالا:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهراني أصحابه، فيجيء الغريب، فلا يدري أيهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانا من طين، كان يجلس عليه، وإنا لجلوس، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه، إذ أقبل رجل، أحسن الناس وجها، وأطيب الناس ريحا، كأن ثيابه لم يمسها دنس، حتى سلم في طرف البساط، فقال: السلام عليك يا محمد، فرد عليه السلام، قال: أدنو يا محمد، قال: ادنه، فما زال يقول: أدنو، مرارا، ويقول له: ادن، حتى وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا محمد، أخبرني ما الإسلام؟ قال: الإسلام، أن تعبد الله، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضان، قال: إذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: نعم، قال: صدقت، فلما سمعنا قول الرجل صدقت أنكرناه، قال: يا محمد، أخبرني ما الإيمان؟ قال: الإيمان بالله، وملائكته، والكتاب، والنبيين، وتؤمن بالقدر، قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، قال: صدقت، قال: يا محمد، أخبرني ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: صدقت، قال: يا محمد، أخبرني متى الساعة؟ قال: فنكس، فلم يجبه شيئا، ثم أعاد، فلم يجبه شيئا، ثم أعاد، فلم يجبه شيئا، ورفع رأسه، فقال: ما

⦗ص: 221⦘

المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن لها علامات تعرف بها: إذا رأيت الرعاء البهم يتطاولون في البنيان، ورأيت الحفاة العراة ملوك الأرض، ورأيت المرأة تلد ربها، خمس لا يعلمها إلا الله:{إن الله عنده علم الساعة} إلى قوله: {إن الله عليم خبير} ثم قال: لا والذي بعث محمدا بالحق هدى وبشيرا، ما كنت بأعلم به من رجل منكم، وإنه لجبريل، عليه السلام، نزل في صورة دحية الكلبي».

يأتي في مسند أبي هريرة برقم ().

(1)

قال البخاري: جُندب بن جنادة، أَبو ذر الغِفاري، مات في زمن عثمان، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم. حجازي، ومات بالربذة. «التاريخ الكبير» 2/ 221.

- وقال أَبو حاتم الرازي: جُندب بن جنادة، أَبو ذر الغِفاري، له صحبة، نزل الربذة. «الجرح والتعديل» 2/ 510.

- وقال المِزِّي: أَبو ذر الغِفاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كبيرا. «تهذيب الكمال» 33/ 294.

ص: 220

12259 -

عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال:

«خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده، وليس معه إنسان، قال: فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني، فقال: من هذا؟ قلت: أَبو ذر، جعلني الله فداءك، قال: يا أبا ذر تعاله، قال: فمشيت معه ساعة، فقال: إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيرا، فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيرا، قال: فمشيت معه ساعة، فقال لي: اجلس هاهنا، قال: فأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي: اجلس هاهنا حتى أرجع إليك، قال: فانطلق في الحرة حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول: وإن سرق وإن زنى، قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله، جعلني الله فداءك، من تكلم في جانب الحرة؟ ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا، قال: ذلك جبريل، عليه السلام، عرض لي في جانب الحرة، قال: بشر أمتك؛ أنه من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، قلت: يا جبريل، وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، قال: قلت: وإن سرق، وإن زنى؟ قال: نعم، وإن شرب الخمر»

(1)

.

(1)

اللفظ للبخاري (6443).

ص: 221

- وفي رواية: «انطلق النبي صلى الله عليه وسلم نحو البقيع، وانطلقت أتلوه، فالتفت فرآني، فقال: يا أبا ذر، فقلت: لبيك يا رسول الله، وسعديك، وأنا فداؤك، فقال: إن

⦗ص: 222⦘

المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا في حق، قلت: الله ورسوله أعلم، فقال: هكذا ثلاثا، ثم عرض لنا أحد، فقال: يا أبا ذر، فقلت: لبيك رسول الله، وسعديك، وأنا فداؤك، قال: ما يسرني أن أحدا لآل محمد ذهبا، فيمسي عندهم دينار، أو قال: مثقال، ثم عرض لنا واد، فاستقبل، فظننت أن له حاجة، فجلست على شفير، وأبطأ علي، قال: فخشيت عليه، ثم سمعته كأنه يناجي رجلا، ثم خرج إلي وحده، فقلت: يا رسول الله، من الرجل الذي كنت تناجي؟ فقال: أو سمعته؟ قلت: نعم، قال: فإنه جبريل أتاني، فبشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: نعم»

(1)

.

- وفي رواية: «كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة، عشاء، ونحن ننظر إلى أحد، فقال: يا أبا ذر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ما أحب أن أحدا ذاك عندي ذهبا، أمسي ثالثة وعندي منه دينار، إلا دينارا أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا، وحثا عن يمينه، وبين يديه، وعن يساره، قال: ثم مشينا، فقال: يا أبا ذر، إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا، وهكذا، وهكذا، وحثا عن يمينه، وبين يديه، وعن يساره، قال: ثم مشينا، فقال: يا أبا ذر، كما أنت حتى آتيك، قال: فانطلق حتى توارى عني، قال: فسمعت لغطا وصوتا، قال: فقلت: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له، قال: فهممت أن أتبعه، ثم ذكرت قوله: لا تبرح حتى آتيك، فانتظرته، حتى جاء، فذكرت له الذي سمعت، فقال: ذاك جبريل أتاني، فقال: من مات من أمتك، لا يشرك بالله شيئا، دخل الجنة، قال: قلت: وإن زنى، وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سرق»

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري في «الأدب المفرد» .

(2)

اللفظ لأحمد (21674).

ص: 221

- وفي رواية: «انطلق النبي صلى الله عليه وسلم نحو بقيع الغرقد، فانطلقت خلفه، فقال: يا أبا ذر، فقلت: لبيك ثم سعديك، وأنا فداؤك، فقال: المكثرون هم المقلون يوم القيامة، إلا من قال بالمال هكذا، وهكذا، عن يمينه، وعن شماله، قالها ثلاثا،

⦗ص: 223⦘

ثم عرض لنا أحد، فقال: يا أبا ذر، ما يسرني أنه لآل محمد ذهبا، يمسي معهم دينار، أو مثقال، فقلت: الله ورسوله أعلم، ثم عرض لنا واد، فاستبطنه النبي صلى الله عليه وسلم ونزل فيه، وجلست على شفيره، فظننت أن له حاجة، فأبطأ علي وساء ظني، فسمعت مناجاة، فقال: ذلك جبريل يخبرني لأمتي؛ من شهد منهم أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، دخل الجنة، فقلت: يا رسول الله، وإن زنى، وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سرق»

(1)

.

- وفي رواية: «قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال لي جبريل: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، أو لم يدخل النار، قال: وإن زنى، وإن سرق؟ قال: وإن»

(2)

.

- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أخبرني الملك؛ أنه من مات يشهد أن لا إله إلا الله، فإن له الجنة، فما زلت أقول: وإن: حتى قلت: وإن زنى، وإن سرق، قال: نعم»

(3)

.

- وفي رواية: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، فقلت: وإن زنى، وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سرق»

(4)

.

أخرجه أحمد (21674) قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي 5/ 161 (21764) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. وفي 5/ 166 (21796) قال: حدثنا أَبو داود، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، وعبد العزيز بن رفيع، والأعمش. و «البخاري» 3/ 116 (2388) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أَبو شهاب، عن الأعمش. وفي 4/ 113 (3222) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت. وفي 8/ 60 (6268) قال: حدثنا عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا

⦗ص: 224⦘

الأعمش.

(1)

اللفظ لابن حبان (195).

(2)

اللفظ للبخاري (3222).

(3)

اللفظ للنسائي (10891).

(4)

اللفظ لابن حبان (169).

ص: 222

وفي 8/ 94 (6443) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع. وقال البخاري عقبه: قال النضر: أخبرنا شعبة، قال: وحدثنا حبيب بن أبي ثابت، والأعمش، وعبد العزيز بن رفيع. وفي 8/ 94 (6444) قال: حدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا أَبو الأحوص، عن الأعمش. وفي «الأدب المفرد» (803) قال: حدثنا معاذ بن فضالة، عن هشام، عن حماد. و «مسلم» 3/ 75 (2267) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأَبو بكر بن أبي شيبة، وابن نُمير، وأَبو كُريب، كلهم عن أبي معاوية، قال يحيى: أخبرنا أَبو معاوية، عن الأعمش. وفي 3/ 76 (2268) قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن عبد العزيز، وهو ابن رفيع. و «أَبو داود» (5226) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد (ح) وحدثنا مسلم، قال: حدثنا هشام، جميعا عن حماد، يعنيان ابن أبي سليمان. و «التِّرمِذي» (2644) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو داود، قال: أخبرنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، وعبد العزيز بن رفيع، والأعمش. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10891) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن بكر، قال: حدثنا حاتم، عن حبيب بن أبي ثابت. وفي (10892) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا غُندَر، عن شعبة، عن سليمان. وفي (10893) قال: أخبرني حسين بن منصور، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت. وفي (10894) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا ابن شميل، قال: أخبرنا شعبة، قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، وسليمان الأعمش، وعبد العزيز بن رفيع. وفي (10895) قال: أخبرني عمران بن بكار، قال: حدثنا يزيد بن عبد رَبِّه، قال: حدثنا بقية، عن شعبة، عن حبيب، وعن عبد العزيز بن رفيع، وسليمان بن مِهران، وبلال. وفي (10896) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن حماد. و «ابن حِبَّان» (169) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، قال: حدثنا إبراهيم بن بِسطام، قال: حدثنا أَبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، وحبيب بن أبي ثابت، وعبد العزيز بن رفيع. وفي (170) قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، بالرَّقَّة، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش. وفي (195) قال: أخبرنا أَبو خليفة،

⦗ص: 225⦘

قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن هشام بن أبي عبد الله، قال: حدثنا حماد بن أبي سليمان.

ص: 224

وفي (213) قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن مُكرَم

(1)

البزار، بالبصرة، قال: حدثنا خلاد بن أسلم، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، وسليمان، وعبد العزيز بن رفيع. وفي (3326) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، وعيسى بن يونس، قالا: حدثنا الأعمش.

خمستهم (سليمان الأعمش، وحبيب بن أبي ثابت، وعبد العزيز بن رفيع، وحماد بن أبي سليمان، وبلال غير منسوب) عن زيد بن وهب أبي سليمان الجهني، فذكره

(2)

.

- في رواية النَّسَائي (10891): «حبيب بن أبي ثابت، أن أبا سليمان الجهني حدثه» .

- وفي رواية النَّسَائي (10896): «عن حماد، قال: حدثني زيد بن وهب أَبو سليمان الجهني» .

- وفي رواية حفص عند البخاري (6268) قال الأعمش: قلت لزيد: إنه بلغني أنه أَبو الدرداء، فقال: أشهد لحدثنيه أَبو ذر بالربذة، قال الأعمش: وحدثني أَبو صالح، عن أبي الدرداء نحوه.

قال البخاري: وقال أَبو شهاب، عن الأعمش:«يمكث عندي فوق ثلاث» .

- وقال أَبو عبد الله البخاري عقب (6443): حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء مرسل، لا يصح، إنما أردنا للمعرفة، والصحيح حديث أبي ذر، قيل لأبي عبد الله: حديث

⦗ص: 226⦘

عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟ قال مرسل أيضا لا يصح، والصحيح حديث أبي ذر، وقال: اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا: إذا مات قال: لا إله إلا الله، عند الموت.

- وفي رواية ابن حبان (213): قال سليمان: فقلت لزيد: إنما يروى هذا عن أبي الدرداء.

- صرح الأعمش بالسماع في رواية البخاري (6268)، والتِّرمِذي، والنَّسَائي (10894 و 10895)، وابن حبان (213).

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

تصحف في المطبوع إلى: «محمد بن الحسن بن مُكرَم» ، وصوبناه عن «إتحاف المهرة» لابن حجر (17507) إذ نقله عن هذا الموضع، وهو على الصواب في مواضع كثيرة من المطبوع من «صحيح ابن حبان» ، وانظر ترجمته في «سير أعلام النبلاء» 14/ 286.

(2)

المسند الجامع (12239 و 12362)، وتحفة الأشراف (11915 و 11917)، وأطراف المسند (8027).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (445 و 447)، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (958)، والبزار (3975: 3978 و 3981 و 4122)، والبيهقي 10/ 189 و 190، والبغوي (53).

ص: 225

12260 -

عن المعرور بن سويد، قال: سمعت أبا ذر، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«أتاني جبريل، عليه السلام، فبشرني؛ أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا، دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: سمعته يقول: أتاني آت من ربي، عز وجل، فأخبرني، أو قال: فبشرني، شك مهدي، أنه من مات من أمتي، لا يشرك بالله شيئا، دخل الجنة، قلت: وإن زنى، وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سرق»

(2)

.

- وفي رواية: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له، فلما كان في بعض الليل تنحى، فلبث طويلا، ثم أتانا فقال: أتاني آت من ربي فأخبرني؛ أنه من مات يشهد أن لا إله إلا الله، أن له الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: نعم»

(3)

.

أخرجه أحمد (21744) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا مهدي. وفي 5/ 161 (21763) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» 2/ 71 (1237) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا مهدي بن ميمون. وفي 9/ 142 (7487) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُندَر، قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» 1/ 66 (185) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10889) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي (10890) قال:

⦗ص: 227⦘

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا السهمي، وهو عبد الله بن بكر، قال: حدثني مهدي بن ميمون

كلاهما (مهدي بن ميمون، وشعبة بن الحجاج) عن واصل بن حيان الأحدب، عن المعرور بن سويد، فذكره

(4)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

اللفظ لأحمد (21744).

(3)

اللفظ للنسائي (10890).

(4)

المسند الجامع (12240)، وتحفة الأشراف (11982)، وأطراف المسند (8087).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (959)، والبزار (3997 و 3998)، وابن خزيمة في «التوحيد» (535)، وأَبو عَوانة (35).

ص: 226

12261 -

عن أبي الأسود الديلي، أن أبا ذر حدثه، قال:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض، فإذا هو نائم، ثم أتيته أحدثه فإذا هو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فجلست إليه، فقال: ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، ثلاثا، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر، قال: فخرج أَبو ذر يجر إزاره وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر» .

قال: فخرج أَبو ذر يجر إِزاره، وهو يقول: وإِن رغم أَنف أَبي ذر.

قال: فكان أَبو ذر يحدث بهذا بعد ويقول: وإن رغم أنف أبي ذر

(1)

.

أخرجه أحمد (21798) قال: حدثنا عبد الصمد. و «البخاري» 7/ 149 (5827) قال: حدثنا أَبو مَعمَر. و «مسلم» 1/ 66 (186) قال: حدثني زهير بن حرب، وأحمد بن خراش، قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث.

كلاهما (عبد الصمد، وأَبو مَعمَر عبد الله بن عَمرو) عن عبد الوارث بن سعيد، عن حسين المُعَلِّم، عن عبد الله بن بُريدة، أن يحيى بن يَعمَر حدثه، أن أبا الأسود الديلي حدثه، فذكره

(2)

.

⦗ص: 228⦘

- في روايتي أحمد، ومسلم:«ابن بُريدة» غير مُسَمى.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12241)، وتحفة الأشراف (11930)، وأطراف المسند (8111).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (957)، والبزار (3920)، وأَبو عَوانة (36)، والبغوي (51).

ص: 227

12262 -

عن والد أبي كثير السحيمي، قال: سألتُ أَبا ذر، قلت: دلني على عمل، إذا عمل العبد به دخل الجنة، قال:

«سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يؤمن بالله، قال: فقلت: يا رسول الله، إن مع الإيمان عملا؟ قال: يرضخ مما رزقه الله، قلت: وإن كان معدما لا شيء له؟ قال: يقول معروفا بلسانه، قال: قلت: فإن كان عييا لا يبلغ عنه لسانه؟ قال: فيعين مغلوبا، قلت: فإن كان ضعيفا لا قدرة له؟ قال: فليصنع لأخرق، قلت: وإن كان أخرق؟ قال: فالتفت إلي وقال: ما تريد أن تدع في صاحبك شيئًا من الخير، فليدع الناس من أذاه، فقلت: يا رسول الله، إن هذه كلمة تيسير؟ فقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، ما من عبد يعمل بخصلة منها، يريد بها ما عند الله، إلا أخذت بيده يوم القيامة، حتى تدخله الجنة» .

أخرجه ابن حبان (373) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سَلم، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني أَبو كثير السحيمي، عن أبيه، فذكره

(1)

.

- قال أَبو حاتم بن حبان: أَبو كثير السحيمي اسمه يزيد بن عبد الرَّحمَن بن أذينة، من ثقات أهل اليمامة.

(1)

مَجمَع الزوائد 3/ 135.

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (3055).

ص: 228

- فوائد:

- الأوزاعي؛ هو عبد الرَّحمَن بن عَمرو، والوليد؛ هو ابن مسلم.

ص: 228

12263 -

عن مَرثد بن عبد الله الزِّمَّاني، قال: قال أَبو ذر:

«سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا ينجي العبد من النار؟ فقال: الإيمان بالله، قال: قلت: يا نبي الله، أو مع الإيمان عمل؟ فقال: ترضخ مما رزقك الله، أو يرضخ مما رزقه الله» .

أخرجه ابن أبي شيبة (30972) قال: حدثنا مصعب بن المقدام، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أَبو زميل، عن مالك بن مَرثد الزِّمَّاني، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 3/ 135، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (115)، والمطالب العالية (2885).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي شيبة في «الإيمان» (77)، والطبراني 2/ (1650)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3057).

ص: 229

- فوائد:

- أَبو زميل؛ هو سماك بن الوليد، الحنفي، اليمامي، ثم الكوفي.

ص: 229

12264 -

عن أبي مراوح الغِفاري، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله، قال: قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها أثمانا، وأنفسها عند أهلها، قلت: فإن لم أقدر على ذلك؟ قال: فتعين صانعا، أو تصنع لأخرق، قلت: فإن لم أستطع ذلك؟ قال: فتكف أذاك عن الناس، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك»

(1)

.

- وفي رواية: «أنه قال: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله، قال: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها، قال: أفرأيت إن لم أفعل؟ قال: تعين صانعا، أو تصنع لأخرق، قال: أرأيت إن ضعفت؟ قال: تمسك عن الشر، فإنه صدقة تصدق بها على نفسك»

(2)

.

- وفي رواية: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله، فقال: أي العتاقة أفضل؟ قال:

⦗ص: 230⦘

أنفسها، قال: أفرأيت إن لم أجد؟ قال: فتعين الصانع، أو تصنع لأخرق، قال: أفرأيت إن لم أستطع؟ قال: فدع الناس من شرك، فإنها صدقة تصدق بها عن نفسك»

(3)

.

- وفي رواية: «عن أبي ذر، رضي الله عنه، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله، قال: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها، قال: أرأيت إن لم أفعل؟ قال: تعين ضائعا، أو تصنع لأخرق، قال: أرأيت إن لم أفعل؟ قال: تدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها عن نفسك»

(4)

.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ لأحمد (21832).

(3)

اللفظ لأحمد (21780).

(4)

اللفظ للبخاري في «الأدب المفرد» (226).

ص: 229

- وفي رواية: «عن أبي ذر، قال: قلت: يا نبي الله، أي العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله، والجهاد في سبيله، قال: قلت: أي الرقاب أفضل يا نبي الله؟ قال: أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمنا، قال: قلت: أرأيت إن لم أفعل، قال: تعين ضعيفا، أو تصنع لأخرق، قال: قلت: أرأيت إن ضعفت، قال: تكف شرك عن الناس، فإنه صدقة منك على نفسك»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (16817) قال: أخبرنا معمر، والثوري، عن هشام بن عروة. وفي (20298) قال: أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن حبيب مولى عروة. وفي (20299) قال: أخبرنا معمر، عن هشام بن عروة. و «الحميدي» (131) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة. و «ابن أبي شيبة» (19653) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي 9/ 107 (27181) قال: حدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا هشام بن عروة. و «أحمد» 5/ 150 (21657) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة. وفي 5/ 163 (21780) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن حبيب مولى عروة بن الزبير. وفي 5/ 171 (21832) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام. و «الدَّارِمي» (2904) قال: أخبرنا جعفر بن

⦗ص: 231⦘

عون، قال: حدثنا هشام بن عروة و «البخاري» 3/ 144 (2518)، وفي «خلق أفعال العباد» (164) قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، عن هشام بن عروة. وفي «الأدب المفرد» (220) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن أبي الزناد، عن أبيه. وفي (226) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى، عن هشام بن عروة. وفي (305) قال: حدثنا الأويسي، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن أبي الزناد، عن أبيه. وفي «خلق أفعال العباد» (165) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثني الليث، عن عُبيد الله بن أبي جعفر

(2)

.

(1)

اللفظ لابن حبان (4310).

(2)

في النسخ الخطية، والمطبوع:«عن أبي جعفر» ، والحديث؛ أخرجه النَّسَائي 6/ 19، وفي «الكبرى» (4322 و 4875)، والطبراني في «الأوسط» (8723)، من طريق الليث، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن عروة، به، على الصواب.

ص: 230

و «مسلم» 1/ 62 (163) قال: حدثني أَبو الربيع الزهراني، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا هشام بن عروة (ح) وحدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن عروة. وفي (164) قال: حدثنا محمد بن رافع، وعَبد بن حُميد، قال عبد: أخبرنا، وقال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن حبيب مولى عروة بن الزبير. و «ابن ماجة» (2523) قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا هشام بن عروة. و «النَّسَائي» 6/ 19، وفي «الكبرى» (4322) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن عُبيد الله بن أبي جعفر. وفي «الكبرى» (4874) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (4875) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا أبي، وشعيب بن الليث، عن الليث، عن عُبيد الله بن أبي جعفر. و «ابن حِبَّان» (152) قال: أخبرنا الحسين بن إدريس الأَنصاري، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، قال: حدثنا سفيان، والدراوَرْدي، عن هشام بن عروة. وفي (4310) قال: أخبرنا ابن سلم، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث، عن هشام بن عروة. وفي (4596) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عَبدة بن سليمان، وأَبو معاوية، قالا: حدثنا هشام بن عروة

⦗ص: 232⦘

أربعتهم (هشام بن عروة، وحبيب مولى عروة، وأَبو الزناد، وعُبيد الله بن أبي جعفر) عن عروة بن الزبير، عن أبي مراوح

(1)

الغِفاري، فذكره

(2)

.

- قال البخاري تعليقا 9/ 160: قال أَبو ذر، وأَبو هريرة:«سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله» .

(1)

في المطبوعتين من «مصنف عبد الرزاق» (20298): «عن عروة بن الزبير، وعن أبي مراوح» ، وهو على الصواب في «مسند أحمد» (21780)، و «صحيح مسلم» 1/ 62 (164)، إذ روياه من طريق عبد الرزاق.

(2)

المسند الجامع (12242)، وتحفة الأشراف (12004)، وأطراف المسند (8126).

والحديث؛ أخرجه البزار (4037: 4039)، وابن الجارود (969)، وأَبو عَوانة (178: 181)، والطبراني في «الأوسط» (8723)، والبيهقي 6/ 81 و 273 و 9/ 272 و 10/ 273، والبغوي (2418).

ص: 231

- فوائد:

- قال المِزِّي: أَبو مراوح الغِفاري، ويقال: الليثي، المدني، قال مسلم: اسمه سعد، وذكره في موضع آخر، ولم يُسَمِّه. "تهذيب الكمال" 34/ 270.

ص: 232

• حديث أبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله» .

يأتي برقم ().

ص: 232

12265 -

عن أشياخ لشمر بن عطية، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها، قال: قلت: يا رسول الله، أمن الحسنات: لا إله إلا الله؟ قال: هي أفضل الحسنات» .

أخرجه أحمد (21819) قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن شمر بن عطية، عن أشياخه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12244)، وأطراف المسند (8136)، ومَجمَع الزوائد 10/ 81، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6107).

والحديث؛ أخرجه الطبري 10/ 42، والطبراني في «الدعاء» (1498: 1501).

ص: 232

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أحمد بن حنبل: الأعمش لم يسمع من شمر بن عطية. «المراسيل» لابن أبي حاتم (296).

ص: 233

12266 -

عن أبي الأسود، عن أبي ذر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ليس من رجل ادعى لغير أبيه، وهو يعلمه، إلا كفر، ومن ادعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه»

(1)

.

- وفي رواية: «ليس من رجل ادعى لغير أبيه، وهو يعلمه، إلا كفر، ومن ادعى قوما ليس له فيهم، فليتبوأ مقعده من النار»

(2)

.

- وفي رواية: «لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك»

(3)

.

أخرجه أحمد (21797) و 5/ 181 (21904) قال: حدثنا عبد الصمد. و «البخاري» 4/ 180 (3508) و 8/ 15 (6045)، وفي «الأدب المفرد» (432 و 433) قال: حدثنا أَبو مَعمَر. و «مسلم» 1/ 57 (129) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. و «ابن ماجة» (2319) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، أَبو عبيدة، قال: حدثني أبي.

كلاهما (عبد الصمد بن عبد الوارث، وأَبو مَعمَر عبد الله بن عَمرو) عن عبد الوارث بن سعيد، عن حسين بن ذكوان المعلم، عن عبد الله بن بُريدة، قال: حدثني يحيى بن يَعمَر، أن أبا الأسود الديلي حدثه، فذكره

(4)

.

⦗ص: 234⦘

- في روايتي أحمد، ومسلم:«ابن بُريدة» غير مُسَمى.

(1)

اللفظ لأحمد (21797).

(2)

اللفظ للبخاري (3508).

(3)

اللفظ للبخاري (6045).

(4)

المسند الجامع (12245)، وتحفة الأشراف (11929 و 11933)، وأطراف المسند (8108 و 8109)، ومَجمَع الزوائد 8/ 73.

والحديث؛ أخرجه البزار (3919)، وأَبو عَوانة (55 و 56)، والبيهقي 7/ 403، والبغوي (3552).

ص: 233

12267 -

عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته، قال: وما كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله: هل رأى ربه، عز وجل؟ قال:

«فإني قد سألته، فقال: قد رأيته نورا أنى أراه»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لأبي ذر: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته، قال: عن أي شيء؟ قلت: هل رأيت ربك؟ فقال: قد سألته، فقال: نور أنى أراه، يعني على طريق الإيجاب»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته، فقال: عن أي شيء كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله: هل رأيت ربك؟ قال أَبو ذر: قد سألت، فقال: رأيت نورا»

(3)

.

أخرجه أحمد (21638) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي (21639) قال: قال عفان: وبلغني عن ابن هشام، يعني معاذا، أنه رواه عن أبيه كما قال همام:«قد رأيته» . وفي 5/ 157 (21720) قال: حدثنا وكيع، وبَهز، قالا: حدثنا يزيد بن إبراهيم. وفي 5/ 171 (21830) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن يزيد بن إبراهيم. وفي 5/ 175 (21860) قال: حدثنا يزيد، يعني ابن هارون، قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم. و «مسلم» 1/ 111 (362) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم. وفي (363) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا همام. و «التِّرمِذي» (3282) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا وكيع، ويزيد بن هارون، عن يزيد بن إبراهيم التُّستَري. و «ابن حِبَّان»

⦗ص: 235⦘

(58)

قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا معاذ بن هشام، عن أبيه.

ثلاثتهم (همام بن يحيى، ويزيد بن إبراهيم التُّستَري، وهشام الدَّستوائي) عن قتادة بن دعامة، عن عبد الله بن شقيق، فذكره

(4)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ.

(1)

اللفظ لأحمد (21638).

(2)

اللفظ لأحمد (21720).

(3)

اللفظ لمسلم (363).

(4)

المسند الجامع (12246)، وتحفة الأشراف (11938)، وأطراف المسند (8036).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (476)، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (441)، والبزار (3905 و 3906)، وابن خزيمة في «التوحيد» (303: 305 و 307: 309)، وأَبو عَوانة (383 و 384).

ص: 234

- كتاب الطهارة

12268 -

عن عَمرو بن بجدان، عن أبي ذر، قال:

«اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا ذر، ابد فيها، فبدوت إلى الربذة، فكانت تصيبني الجنابة، فأمكث الخمس والست، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أَبو ذر؟ فسكت، فقال: ثكلتك أمك أبا ذر، لأمك الويل، فدعا لي بجارية سوداء، فجاءت بعس فيه ماء، فسترتني بثوب، واستترت بالراحلة، واغتسلت، فكأني ألقيت عني جبلا، فقال: الصعيد الطيب وضوء المسلم، ولو إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك، فإن ذلك خير»

⦗ص: 236⦘

وقال مُسدد: «غنيمة من الصدقة»

(1)

.

- وفي رواية: «الصعيد الطيب وضوء المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (913) عن الثوري، عن خالد الحَذَّاء. و «أحمد» 5/ 155 (21698) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن خالد الحَذَّاء. وفي 5/ 180 (21901) قال: حدثنا أَبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن خالد الحَذَّاء. و «أَبو داود» (332) قال: حدثنا عَمرو بن عون، قال: أخبرنا خالد (ح) وحدثنا مُسدد، قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله الواسطي، عن خالد الحَذَّاء. و «التِّرمِذي» (124) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمود بن غَيلان، قالا: حدثنا أَبو أحمد الزُّبَيري، قال: حدثنا سفيان، عن خالد الحَذَّاء.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

اللفظ للنسائي.

ص: 235

و «النَّسَائي» 1/ 171، وفي «الكبرى» (307) قال: أخبرنا عَمرو بن هشام، قال: حدثنا مخلد، عن سفيان، عن أيوب. و «ابن خزيمة» (2292) قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: أخبرنا يزيد بن زُريع، أَبو معاوية، قال: حدثنا خالد. و «ابن حِبَّان» (1311) قال: أخبرنا شباب بن صالح، قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، عن خالد. وفي (1312) قال: أخبرنا محمد بن علي الصيرفي، غلام طالوت بن عباد، بالبصرة، قال: حدثنا الفضيل بن الحسين الجَحدري، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا خالد الحَذَّاء. وفي (1313) قال: أخبرنا أحمد بن عيسى بن السكين، بواسط، وكان يحفظ الحديث ويذاكر به، قال: حدثنا عبد الحميد بن محمد بن المستام، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن أيوب السَّخْتِياني، وخالد الحَذَّاء.

كلاهما (خالد الحَذَّاء، وأيوب السَّخْتِياني) عن أبي قلابة الجَرْمي، عن عَمرو بن بجدان، فذكره

(1)

.

⦗ص: 237⦘

- قال أَبو داود: وحديث عَمرو أتم.

- وقال التِّرمِذي: وهكذا روى غير واحد عن خالد الحَذَّاء، عن أبي قلابة، عن عَمرو بن بجدان، عن أبي ذر، وقد روى هذا الحديث أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من بني عامر، عن أبي ذر، ولم يُسَمِّه، وهذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (12248)، وتحفة الأشراف (11971)، وأطراف المسند (8064)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (671).

والحديث؛ أخرجه البزار (3973 و 3974)، والدارقُطني (721 و 724 و 725)، والبيهقي 1/ 7 و 8 و 183 و 212 و 220.

ص: 236

- فوائد:

- قال البخاري: عَمرو بن بجدان، العامري، وقال بعضهم: ابن محجن، وهو وهم، عن أبي زيد الأَنصاري، رضي الله عنه، وهو القيسي.

قال هشام بن عبد الملك: عن يزيد بن زُريع، عن خالد، عن أبي قلابة، عن عَمرو بن بجدان، عن أبي ذر، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: الصعيد الطيب، وضوء المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين.

وقال قَبيصَة: عن سفيان، عن خالد، عن أبي قلابة، عن عَمرو بن محجن، عن أبي ذر، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال عبد الوَهَّاب: عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من بني عامر، قال: سمعت أبا ذر، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «التاريخ الكبير» 6/ 317.

- وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أَبو محمد عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم رحمه الله، قال: سألت أَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه قَبيصَة بن عُقبة، عن الثوري، عن خالد الحَذَّاء، عن أبي قلابة، عن عَمرو بن محجل، أو محجن، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الصعيد كافيك، ولو لم تجد الماء عشر سنين، فإذا أصبت الماء فأصبه بشرتك.

قال أَبو زُرعَة: هذا خطأ أخطأ فيه قَبيصَة، إنما هو أَبو قلابة، عن عَمرو بن بجدان، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «علل الحديث» (1).

- وقال الدارقُطني: يرويه أَبو قلابة، عن عَمرو بن بجدان، واختُلِف عنه؛

فرواه خالد الحَذَّاء، عن أبي قلابة، عن عَمرو بن بجدان، عن أبي ذر، ولم يختلف أصحاب خالد عنه.

ورواه أيوب السَّخْتِياني، عن أبي قلابة، واختُلِف عنه؛

⦗ص: 238⦘

فرواه مخلد بن يزيد، عن الثوري، عن أيوب، وخالد، عن أبي قلابة، عن عَمرو بن بجدان، عن أبي ذر.

ص: 237

وأحسبه حمل حديث أيوب على حديث خالد، لأن أيوب يرويه عن أبي قلابة، عن رجل لم يُسَمِّه، عن أبي ذر.

ورواه عبد الرزاق، عن الثوري عنهما، فضبطه، وبين قول كل واحد منهما من صاحبه، وأتى بالصواب.

وتابعه على ذلك إبراهيم بن خالد، عن الثوري، عن أيوب، وخالد بين قول كل واحد على الصواب.

ورواه أَبو أحمد الزُّبَيري، وعبد الغفار بن الحسن جميعا، عن الثوري، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي ذر، مُرسلًا.

ورواه الفريابي، ووكيع، وأَبو حذيفة، عن الثوري، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل، عن أبي ذر.

وكذلك قال معمر، وعُبيد الله بن عَمرو، وعبد الوَهَّاب الثقفي، وإسماعيل ابن عُلَية، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ووهيب: عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من بني عامر، عن أبي ذر.

ورواه موسى بن خلف العمي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب عمه، عن أبي ذر، ولم يتابع على هذا القول.

وأرسله ابن عُيينة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي ذر، ولم يذكر بينهما أحدا.

ورواه سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة، فقال: عن رجاء بن عامر، عن أبي ذر، وإنما أراد أن يقول: عن رجل من بني عامر.

وقال هشام الدَّستوائي: عن قتادة، عن أبي قلابة، أن رجلا من بني قشير، قال: يا نبي الله، ولم يذكر أبا ذر، وأرسله.

والقول قول خالد الحَذَّاء. «العلل» (1113).

- وقال الدارقُطني: تفرد به مخلد بن يزيد، عن الثوري، عن أيوب وخالد الحَذَّاء، عن أبي قلابة، عنه، (يعني عن عَمرو بن بجدان). «أطراف الغرائب والأفراد» (4704).

ص: 238

12269 -

عن رجل من بني قشير، قال: كنت أعزب عن الماء، فتصيبني الجنابة، فلا أجد الماء فأتيمم، فوقع في نفسي من ذلك، فأتيت أبا ذر في منزله، فلم أجده، فأتيت المسجد، وقد وصفت لي هيئته، فإذا هو يصلي، فعرفته بالنعت، فسلمت، فلم يرد علي حتى انصرف، ثم رد علي، فقلت: أنت أَبو ذر؟ قال: إن أهلي يزعمون ذاك، فقلت: ما كان أحد من الناس أحب إلي رؤيته منك، فقال: قد رأيتني، فقلت: إني كنت أعزب عن الماء، فتصيبني الجنابة، فلبثت أياما أتيمم، فوقع في نفسي من ذلك، أو أشكل علي، فقال: تعرف أبا ذر؟

«كنت بالمدينة فاجتويتها، فأمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بغنيمة، فخرجت فيها، فأصابتني جنابة، فتيممت بالصعيد، فصليت أياما، فوقع في نفسي من ذلك، حتى ظننت أني هالك، فأمرت بناقة لي، أو قعود، فشد عليها، ثم ركبت، فأقبلت حتى قدمت المدينة، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل المسجد، في نفر من أصحابه، فسلمت عليه، فرفع رأسه، وقال: سبحان الله، أَبو ذر، فقلت: نعم يا رسول الله، إني أصابتني جنابة، فتيممت أياما، فوقع في نفسي من ذلك، حتى ظننت أني هالك، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لي بماء، فجاءت به أمة سوداء في عس يتخضخض، فاستترت بالراحلة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فسترني، فاغتسلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، إن الصعيد الطيب طهور، ما لم تجد الماء، ولو في عشر حجج، فإذا قدرت على الماء فأمسه بشرتك»

(1)

.

- في رواية عبد الرزاق: «فإذا وجدت الماء، فأمسه بشرتك. قال: وكانت جنابة أبي ذر من جماع» .

- وفي رواية: «عن رجل من بني عامر، قال: كنت كافرا فهداني الله للإسلام، وكنت أعزب عن الماء، ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فوقع ذلك في نفسي، وقد نعت لي أَبو ذر، فحججت، فدخلت مسجد منى، فعرفته بالنعت،

⦗ص: 240⦘

فإذا شيخ معروق آدم، عليه حلة قطري، فذهبت حتى قمت إلى جنبه وهو يصلي، فسلمت عليه، فلم يرد علي،

(1)

اللفظ لأحمد (21630).

ص: 239

ثم صلى صلاة أتمها وأحسنها وأطولها، فلما فرغ رد علي، قلت: أنت أَبو ذر؟ قال: إن أهلي ليزعمون ذاك، قال: كنت كافرا فهداني الله للإسلام، وأهمني ديني، وكنت أعزب عن الماء، ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فوقع ذلك في نفسي، قال: هل تعرف أبا ذر؟ قلت: نعم، قال: فإني اجتويت المدينة ـ قال أيوب: أو كلمة نحوها ـ فأمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود من إبل وغنم، فكنت أكون فيها، فكنت أعزب عن الماء، ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فوقع في نفسي أني قد هلكت، فقعدت على بعير منها، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف النهار، وهو جالس في ظل المسجد، في نفر من أصحابه، فنزلت عن البعير، ثم قلت: يا رسول الله، هلكت، قال: وما أهلكك؟ فحدثته فضحك، فدعا إنسانا من أهله، فجاءت جارية سوداء، بعس فيه ماء، ما هو بملآن إنه ليتخضخض، فاستترت بالبعير، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من القوم فسترني، فاغتسلت ثم أتيته، فقال: إن الصعيد الطيب طهور، ما لم تجد الماء ولو إلى عشر حجج، فإذا وجدت الماء فأمس بشرتك»

(1)

.

- وفي رواية: «عن رجل من بني عامر، قال: دخلت في الإسلام، فأهمني ديني، فأتيت أبا ذر، فقال أَبو ذر: إني اجتويت المدينة، فأمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وبغنم، فقال لي: اشرب من ألبانها، وأشك في أَبوالها ـ فقال أَبو ذر: فكنت أعزب عن الماء، ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فأصلي بغير طهور، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف النهار، وهو في رهط من أصحابه، وهو في ظل المسجد، فقال: أَبو ذر؟ فقلت: نعم، هلكت يا رسول الله، قال: وما أهلكك؟ قلت: إني كنت أعزب عن الماء، ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فأصلي بغير طهور، فأمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء، فجاءت جارية سوداء بعس يتخضخض، ما هو بملآن،

⦗ص: 241⦘

فتسترت إلى بعير فاغتسلت، ثم جئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، إن الصعيد الطيب طهور، وإن لم تجد الماء إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21629).

(2)

اللفظ لأبي داود.

ص: 240

أخرجه عبد الرزاق (912) عن مَعمَر. و «ابن أبي شيبة» (1673) قال: حدثنا ابن عُلَية. و «أحمد» 5/ 146 (21629) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (21630) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي 5/ 155 (21698) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. و «أَبو داود» (333) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد.

خمستهم (معمر، وإسماعيل ابن عُلَية، وشعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد) عن أيوب السَّخْتِياني، عن أبي قلابة، عن رجل من بني قشير، فذكره

(1)

.

- في رواية معمر، وشعبة:«عن رجل من بني قشير» .

- وفي رواية ابن عُلَية، وحماد بن زيد:«عن رجل من بني عامر» .

- وفي رواية سفيان: «عن رجل» ولم ينسبه.

- قال أَبو داود: رواه حماد بن زيد، عن أيوب لم يذكر:«أَبوالها» ، هذا ليس بصحيح، وليس في «أَبوالها» إلا حديث أنس، تفرد به أهل البصرة.

(1)

المسند الجامع (12247)، وتحفة الأشراف (12008)، وأطراف المسند (8064)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (671).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (486)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2713)، والدارقُطني (722)، والبيهقي 1/ 179 و 217.

ص: 241

- فوائد:

- انظر الخلاف في هذا الحديث في فوائد الحديث السابق.

ص: 241

12270 -

عن أبي الفيض الأزدي، عن أبي ذر، قال:

«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء، قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني»

⦗ص: 242⦘

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9825) عن حسين بن منصور، عن يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن منصور، عن أبي الفيض، فذكره

(1)

.

• أخرجه ابن أبي شيبة (10) و 10/ 454 (30527) قال: حدثنا عَبدة بن سليمان، ووكيع. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9827) عن بُندَار، عن ابن مهدي (ح) وعن أحمد بن سليمان، عن محمد بن بشر.

أربعتهم (عبدة، ووكيع بن الجراح، وعبد الرَّحمَن بن مهدي، وابن بشر) عن سفيان، عن منصور، عن أبي علي الأزدي؛ أن أبا ذر كان يقول، إذا خرج من الخلاء: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني. «موقوف» .

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9826) عن بُندَار، عن غُندَر، عن شعبة، عن منصور، قال: سمعت رجلا يرفع الحديث إلى أبي ذر، قوله.

(1)

المسند الجامع (12249)، وتحفة الأشراف (12003).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الدعاء» (372).

ص: 241

- فوائد:

- قال البخاري: عبيد بن علي، عن أبي ذر، رضي الله عنه، قوله.

قاله وكيع، عن سفيان، عن منصور.

وقال شعبة: عن منصور، عن أبي الفيض. «التاريخ الكبير» 5/ 455.

- وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأَبا زُرعَة عن حديث؛ رواه شعبة، عن منصور، عن الفيض، عن ابن أبي حثمة، عن أبي ذر؛ أنه كان إذا خرج من الخلاء، قال: الحمد لله الذي عافاني وأذهب عني الأذى.

فقال أَبو زُرعَة: وهم شعبة في هذا الحديث.

ورواه الثوري، فقال: عن منصور، عن أبي علي عبيد بن علي، عن أبي ذر، وهذا الصحيح، وكان أكثر وهم شعبة في أسماء الرجال.

وقال أبي: كذا قال سفيان، وكذا قال شعبة، والله أعلم أيهما الصحيح، والثوري أحفظ، وشعبة ربما أخطأ في أسماء الرجال، ولا ندري هذا منه أم لا. «علل الحديث» (45)

⦗ص: 243⦘

- وقال الدارقُطني: يرويه شعبة، واختُلِف عنه؛

فرواه عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن شعبة، عن منصور، عن أبي الفيض، عن سهل بن أبي حثمة، وأبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس هذا القول بمحفوظ.

وغيره يرويه عن شعبة، عن منصور، عن رجل، يقال له الفيض، عن ابن أبي حثمة، عن أبي ذر موقوفًا، وهو أصح.

وسئل عن سهل بن أبي حثمة، فقال: صحبته ثابتة. «العلل» (1096).

ص: 242

- كتاب الصلاة

12271 -

عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر، قال:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر، هل صليت؟ قلت: لا، قال: قم فصل، قال: فقمت فصليت، ثم أتيته فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر، استعذ بالله من شر شياطين الإنس والجن، قال: قلت: يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم، يا أبا ذر، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قال: قلت: بلى، بأبي أنت وأمي، قال: قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة، قال: قلت: يا رسول الله، فما الصلاة؟ قال: خير موضوع، فمن شاء أكثر، ومن شاء أقل، قال: قلت: فما الصيام يا رسول الله؟ قال: قرض مجزي، قال: قلت: يا رسول الله، فما الصدقة؟ قال: أضعاف مضاعفة، وعند الله مزيد، قال: قلت: أيها أفضل يا رسول الله؟ قال: جهد من مقل، أو سر إلى فقير، قلت: فأيما أنزل الله، عز وجل، عليك أعظم؟ قال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى ختم الآية، قلت: فأي الأنبياء كان أول؟ قال: آدم، قلت: أونبي كان يا رسول الله؟ قال: نعم، نبي مكلم، قلت: فكم المرسلون يا رسول الله؟ قال: ثلاث مئة وخمسة عشر جما غفيرا»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21885).

ص: 243

- وفي رواية: «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، فقال لي: يا أبا ذر، صليت؟ قلت: لا، قال: فقم فصل ركعتين»

(1)

.

- وفي رواية: «دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فجئت فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر، تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس، قلت: أوللإنس شياطين؟ قال: نعم»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (3442) و 14/ 116 (37083) قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «أحمد» 5/ 178 (21879) قال: حدثنا وكيع. وفي 5/ 179 (21885) قال: حدثنا يزيد. و «النَّسَائي» 8/ 275، وفي «الكبرى» (7891) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عَون.

ثلاثتهم (يزيد، ووكيع، وجعفر) عن عبد الرَّحمَن بن عبد الله المَسعودي، عن أبي عمر الدمشقي، عن عبيد بن الخشخاش، فذكره

(3)

.

- في رواية ابن أبي شيبة (37083): «عن أبي عَمرو»

(4)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (3442).

(2)

اللفظ للنسائي 8/ 275.

(3)

المسند الجامع (12250)، وتحفة الأشراف (11968)، وأطراف المسند (8058)، ومَجمَع الزوائد 1/ 159 و 196 و 3/ 115 و 8/ 210، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (337 و 6515)، والمطالب العالية (3443).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (480)، والبزار (4034)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (129 و 2172 و 3298).

(4)

قال المِزِّي: أَبو عمر الدمشقي، وقيل: أَبو عَمرو. «تهذيب الكمال» 34/ 109.

ص: 244

- فوائد:

- قال البخاري: عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: آدم نبي مكلم.

قاله أَبو نُعيم، عن المَسعودي، عن أبي عمر.

لم يذكر سماعا من أبي ذر، رضي الله عنه. «التاريخ الكبير» 5/ 447

⦗ص: 245⦘

- وقال الدارقُطني: عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر، متروك. «سؤالات البَرقاني» (327).

ص: 244

12272 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر، قال:

«دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده، قال: يا أبا ذر، إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان، فقم فاركعهما، قال: فقمت فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله، إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: خير موضوع، استكثر، أو استقل، قال: قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله، قال: قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال أحسنهم خلقا، قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أسلم؟ قال: من سلم الناس من لسانه ويده، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السيئات، قال: قلت: يا رسول الله، فما الصيام؟ قال: فرض مجزئ، وعند الله أضعاف كثيرة، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده، وأهريق دمه، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل يسر إلى فقير، قلت: يا رسول الله، فأي ما أنزل الله عليك أعظم؟ قال: آية الكرسي، ثم قال: يا أبا ذر، ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأَرضِ فلاةٍ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة، قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال: مئة ألف وعشرون ألفا، قلت: يا رسول الله، كم الرسل من ذلك؟ قال: ثلاث مئة وثلاثة عشر جما غفيرا، قال: قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟ قال: آدم، قلت: يا رسول الله، أنبي مرسل؟ قال: نعم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قبلا، ثم قال: يا أبا ذر، أربعة سريانيون: آدم، وشيث، وأخنوخ، وهو إدريس، وهو أول من خط بالقلم، ونوح، وأربعة من العرب: هود، وشعيب، وصالح، ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، كم

⦗ص: 246⦘

كتابا أنزله الله؟ قال: مئة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن،

ص: 245

قال: قلت: يا رسول الله، ما كانت صحيفة إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله، أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه، قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت، ثم هو يفرح، وعجبت لمن أيقن بالنار، ثم هو يضحك، وعجبت لمن أيقن بالقدر، ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها، ثم اطمأن إليها، وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل، قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله، فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: عليك بالجهاد، فإنه رهبانية أمتي، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: أحب المساكين وجالسهم، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: انظر إلى من تحتك، ولا تنظر إلى من فوقك، فإنه أجدر أن لا تزدرى نعمة الله عندك، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: قل الحق وإن كان مرا، قلت: يا رسول

⦗ص: 247⦘

الله، زدني، قال: ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك، أو تجد عليهم فيما تأتي، ثم ضرب بيده على صدري، فقال: يا أبا ذر، لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق»

(1)

.

(1)

اللفظ لابن حبان.

ص: 246

- وفي رواية: «لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق» .

أخرجه ابن ماجة (4218) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن رُمح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن الماضي بن محمد، عن علي بن سليمان، عن القاسم بن محمد. و «ابن حِبَّان» (361) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، والحسين بن عبد الله القطان، بالرَّقَّة، وابن قتيبة، واللفظ للحسن، قالوا: حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، قال: حدثنا أبي، عن جدي.

كلاهما (القاسم بن محمد، ويحيى بن يحيى الغساني) عن أبي إدريس الخَولاني، فذكره

(1)

.

- قال أَبو حاتم بن حبان: أَبو إدريس الخَولاني هذا، هو عائذ الله بن عبد الله، ولد عام حنين في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بالشام سنة ثمانين، ويحيى بن يحيى الغساني من كندة، من أهل دمشق، من فقهاء أهل الشام وقرائهم، سمع أبا إدريس الخَولاني، وهو ابن خمس عشرة سنة، ومولده يوم راهط، في أيام معاوية بن يزيد، سنة أربع وستين، وولاه سليمان بن عبد الملك قضاء الموصل، سمع سعيد بن المُسَيب، وأهل الحجاز، فلم يزل على القضاء بها حتى ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، فأقره على الحكم، فلم يزل عليها أيامه، وعمر حتى مات بدمشق سنة ثلاث وثلاثين ومئة.

(1)

المسند الجامع (12380)، وتحفة الأشراف (11937)، ومَجمَع الزوائد 4/ 216.

والحديث؛ أخرجه الطبراني (1651)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (4325 و 7668).

ص: 247

(1)

المسند الجامع (12251)، وأطراف المسند (8077)، ومَجمَع الزوائد 2/ 248.

ص: 248

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: مزاحم بن معاوية الضبي، روى عن أبي ذر، روى عنه عبد الجليل بن عطية، هو مجهول. «الجرح والتعديل» 8/ 404.

ص: 248

12274 -

عن المخارق، قال: خرجنا حجاجا، فلما بلغنا الربذة قلت لأصحابي: تقدموا وتخلفت، فأتيت أبا ذر وهو يصلي، فرأيته يطيل القيام، ويكثر الركوع والسجود، فذكرت ذلك له، فقال: ما ألوت أن أحسن، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من ركع ركعة، أو سجد سجدة، رفع بها درجة، وحطت عنه بها خطيئة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن مخارق، قال: مررت بأبي ذر بالربذة وأنا حاج، فدخلت عليه منزله، فرأيته يصلي، يخفف القيام قدر ما يقرأ: {إنا أعطيناك الكوثر} و {إذا جاء نصر الله}، ويكثر الركوع والسجود، فلما قضى صلاته قلت: يا أبا ذر، رأيتك تخفف القيام، وتكثر الركوع والسجود؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يسجد لله سجدة، أو يركع له ركعة، إلا حط الله بها عنه خطيئة، ورفع له بها درجة»

⦗ص: 249⦘

أخرجه ابن أبي شيبة (4662) قال: حدثنا أَبو الأحوص. و «أحمد» 5/ 147 (21633) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير.

كلاهما (أَبو الأحوص سَلَّام بن سليم، وزهير بن معاوية) عن أبي إسحاق، عن المخارق، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12252)، وأطراف المسند (8075)، ومَجمَع الزوائد 2/ 248، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1641).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 3/ 10.

ص: 248

12275 -

عن مطرف، قال: قعدت إلى نفر من قريش، فجاء رجل فجعل يصلي، يركع ويسجد، ثم يقوم، ثم يركع ويسجد، لا يقعد، فقلت: والله، ما أرى هذا يدري ينصرف على شفع، أو وتر، فقالوا: ألا تقوم إليه فتقول له، قال: فقمت فقلت: يا عبد الله، ما أراك تدري تنصرف على شفع، أو على وتر، قال: ولكن الله يدري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من سجد لله سجدة، كتب الله له بها حسنة، وحط بها عنه خطيئة، ورفع له بها درجة» .

فقلت: من أنت؟ فقال: أَبو ذر، فرجعت إلى أصحابي، فقلت: جزاكم الله من جلساء شرا، أمرتموني أن أعلم رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (21643) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن مطرف، فذكره

(1)

.

• أخرجه عبد الرزاق (3562) عن إسماعيل بن عبد الله، عن داود بن أبي هند، وخالد الحَذَّاء. و «ابن أبي شيبة» (4664) قال: حدثنا علي بن مُسهِر، عن داود.

كلاهما (داود بن أبي هند، وخالد الحَذَّاء) عن أبي عثمان النهدي، عن مطرف، قال: كنت أمشي مع كعب، فمررنا برجل يركع ويسجد، لا يدري أعلى شفع هو أم على

⦗ص: 250⦘

وتر؟ قال: قلت: لأرشدن هذا،

(1)

المسند الجامع (12253)، وأطراف المسند (8078)، ومَجمَع الزوائد 2/ 248.

والحديث؛ أخرجه المَرْوَزي في «تعظيم قدر الصلاة» (286).

ص: 249

فتخلفت فقلت: يا أبا عبد الله

(1)

، أعلى شفع أنت أم على وتر؟ قال: قد كفيت، قلت: من كفاك؟ قال: الكرام الكاتبون قال: ثم قال: من سجد لله سجدة كتب الله له بها حسنة، ورفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة. قال: ثم قلت: من أنت؟ قال: أَبو ذر، قال: فقلت: ثكلت مطرفا أمه أبي ذر يعرف السنة، قال: فقال كعب: أين مطرف؟ قال: قيل: تخلف يرشد رجلا رآه لا يدري أعلى شفع هو أم على وتر؟ فقال كعب: من سجد لله سجدة، كتب الله له بها حسنة، ورفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة

(2)

.

- وفي رواية: «عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، قال: أتيت الشام، فإذا أنا برجل يصلي، يركع ويسجد ولا يفصل، فقلت: لو قعدت حتى أرشد هذا الشيخ، قال: فجلست، فلما قضى الصلاة قلت له: يا عبد الله، أعلى شفع انصرفت أم على وتر؟ قال: قد كفيت ذلك، قلت: ومن يكفيك؟ قال: الكرام الكاتبون، ما سجدت سجدة إلا رفعني الله بها درجة، وحط عني بها خطيئة، قلت: من أنت يا عبد الله؟ قال: أَبو ذر، قلت: ثكلت مطرفا أمه، يعلم أبا ذر السنة! فلما أتيت منزل كعب، قيل لي: قد سأل عنك، فلما لقيته ذكرت له أمر أبي ذر، وما قال لي، قال: فقال لي مثل قوله» .

«موقوف» .

(1)

كذا في المطبوعتين نقلا عن النسخ الخطية، ولعل الصواب:«يا عبد الله» كما ورد في «مسند أحمد» (21643).

(2)

اللفظ لعبد الرزاق.

أخرجه من هذا الوجه؛ البخاري في «التاريخ الكبير» 7/ 397.

ص: 250

12276 -

عن الأحنف بن قيس، قال: دخلت بيت المقدس، فوجدت فيه رجلا يكثر السجود، فوجدت في نفسي من ذلك، فلما انصرف قلت: أتدري على شفع انصرفت أم على وتر؟ قال: إن أك لا أدري فإن الله، عز وجل، يدري، ثم قال: أخبرني حبي أَبو القاسم صلى الله عليه وسلم ثم بكى، ثم قال: أخبرني حبي أَبو القاسم صلى الله عليه وسلم ثم بكى، ثم قال: أخبرني حبي أَبو القاسم صلى الله عليه وسلم أنه قال:

⦗ص: 251⦘

«ما من عبد يسجد لله سجدة، إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة» .

قال: قلت: أخبرني من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا أَبو ذر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقاصرت إلي نفسي

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (3561 و 4847). وأحمد (21783) قال: حدثنا عبد الرزاق. و «الدَّارِمي» (1582) قال: حدثنا محمد بن كثير.

كلاهما (عبد الرزاق، ومحمد بن كثير) عن عبد الرَّحمَن بن عَمرو الأوزاعي، قال: أخبرني هارون بن رئاب، عن الأحنف بن قيس، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12254)، وأطراف المسند (8007).

والحديث؛ أخرجه البزار (3903)، والبيهقي 2/ 489.

ص: 250

12277 -

عن محمد بن مسلم بن شهاب الزُّهْري، قال: سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث، يحدثنا في مجلس ابن المُسَيب، وابن المُسَيب جالس، أنه سمع أبا ذر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يزال الله، عز وجل، مقبلا على العبد في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه انصرف عنه»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن شهاب، قال: سمعت أبا الأحوص يحدثنا، في مجلس سعيد بن المُسَيب، قال: قال أَبو ذر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الله، عز وجل، مقبلا على العبد، وهو في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه»

(2)

.

أخرجه أحمد (21840) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: قال عبد الله. و «الدَّارِمي» (1542) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لأبي داود.

ص: 251

و «أَبو داود»

⦗ص: 252⦘

(909)

قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب. و «النَّسَائي» 3/ 8، وفي «الكبرى» (532 و 1119) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. و «ابن خزيمة» (481) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرَّحمَن بن وهب، قال: حدثني عمي. وفي (482) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أَبو صالح، قال: حدثني الليث.

ثلاثتهم (عبد الله بن المبارك، والليث بن سعد، وعبد الله بن وهب) عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث، يحدثنا في مجلس ابن المُسَيب

(1)

، وابن المُسَيب جالس، فذكره

(2)

.

(1)

تصحف في طبعات «سنن الدَّارِمي» الثلاث؛ طبعة البشائر، والمغني (1463)، والريان (1423) إلى:«سمعت أبا الأحوص يحدث عن ابن المُسَيب» ، وهو على الصواب في «إتحاف المهرة» لابن حجر (17650) إذ نقله عن هذا الموضع.

(2)

المسند الجامع (12257)، وتحفة الأشراف (11998)، وأطراف المسند (8101).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 2/ 281 و 282، والبغوي (733 و 734).

ص: 251

- فوائد:

- انظر فوائد الحديث التالي.

ص: 252

12278 -

عن أبي الأحوص، أنه سمع أبا ذر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فإن الرحمة تواجهه، فلا يمسح الحصى»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن شهاب، قال: سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث، يحدثنا في مجلس ابن المُسَيب، وابن المُسَيب جالس، أنه سمع أبا ذر يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فإن الرحمة تواجهه، فلا يحرك الحصى، أو لا يمس الحصى»

(2)

.

- وفي رواية: «إذا قام أحدكم إلى الصلاة استقبلته الرحمة، فلا يمس الحصى، ولا يحركها»

(3)

.

⦗ص: 253⦘

أخرجه عبد الرزاق (2398) عن مَعمَر. وفي (2399) عن ابن جُريج. و «الحميدي» (128) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «ابن أبي شيبة» (7903) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «أحمد» 5/ 150 (21656) قال: حدثنا سفيان. وفي (21658) قال: حدثنا هارون، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي 5/ 163 (21779) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر (ح) وعبد الأعلى، عن معمر. وفي 5/ 179 (21886) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا ابن أبي ذِئب.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ لأحمد (21658).

(3)

اللفظ لأحمد (21886).

ص: 252

و «الدَّارِمي» (1505) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا ابن عُيينة. و «ابن ماجة» (1027) قال: حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «أَبو داود» (945) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا سفيان. و «التِّرمِذي» (379) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرَّحمَن المخزومي، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «النَّسَائي» 3/ 6، وفي «الكبرى» (537 و 1115) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، والحسين بن حريث، عن سفيان. و «ابن خزيمة» (913) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا علي بن خَشرَم، قال: أخبرنا ابن عُيينة (ح) وحدثنا المخزومي، قال: حدثنا سفيان. وفي (914) قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زُريع، قال: حدثنا معمر. و «ابن حِبَّان» (2273) قال: أخبرنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك، ببغداد، قال: حدثنا إبراهيم بن زياد، قال: حدثنا سفيان. وفي (2274) قال: أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا حَرملة، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا يونس.

خمستهم (معمر، وابن جُريج، وسفيان بن عُيينة، ويونس بن يزيد، وابن أبي ذِئب) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن أبي الأحوص، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12255)، وتحفة الأشراف (11997)، وأطراف المسند (8101)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1425).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (478)، وابن الجارود (219)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1804)، والبيهقي 2/ 284، والبغوي (662 و 663).

ص: 253

ـ في رواية الحميدي، قال سفيان: فقال له سعد بن إبراهيم: من أَبو الأحوص، كالمغضب عليه حين حدث عن رجل مجهول لا يعرفه؟ فقال له الزُّهْري: أما تعرف الشيخ مولى بني غفار الذي كان يصلي في الروضة، وجعل يصفه له وسعد لا يعرفه.

⦗ص: 254⦘

- وفي رواية عبد الجبار بن العلاء، قال سفيان: فقال له سعد بن إبراهيم: من أَبو الأحوص؟ قال: رأيت الشيخ الذي صفته كذا وكذا.

- وفي رواية أحمد (21658)، وابن حبان (2274):«عن أبي الأحوص مولى بني ليث» .

- وفي رواية ابن ماجة، وابن خزيمة (914):«عن أبي الأحوص الليثي» .

- وفي رواية أبي داود: «عن أبي الأحوص، شيخ من أهل المدينة» .

- وفي رواية ابن أبي شيبة: «عن أبي الأحوص، عن أبي ذر، قيل لسفيان: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم» .

- قال التِّرمِذي: حديث أبي ذر حديثٌ حسنٌ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كره المسح في الصلاة، وقال: إن كنت لا بد فاعلا فمرة واحدة، كأنه روي عنه رخصة في المرة الواحدة.

ص: 253

- فوائد:

- قال عباس الدُّوري: سمعت يحيى بن مَعين، يقول: حديث أبي الأحوص، عن أبي ذر، في قصة مسح الحصى، ليس هو أَبو الأحوص الكوفي. «تاريخه» (2496).

- وقال عباس الدُّوري: سمعت يحيى بن مَعين، يقول: أَبو الأحوص الذي يروي عنه الزُّهْري، ليس بشيء. «تاريخه» (5217).

- وقال الدارقُطني: يرويه أصحاب الزُّهْري معمر، ويونس، وابن عُيينة، وعقيل، وابن جُريج، عن الزُّهْري، عن أبي الأحوص، عن أبي ذر.

وقال قائل: عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، عن أبي ذر، ووهم.

والصواب: عن الزُّهْري، سمعت أبا الأحوص يحدث سعيد بن المُسَيب، عن أبي ذر. «العلل» (1143).

ص: 254

12279 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن أبي ذر، قال:

«سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كل شيء، حتى سألته عن مسح الحصى، فقال: واحدة، أو دع»

⦗ص: 255⦘

قال مؤمل: «عن تسوية الحصى، أو مسح»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (2403) عن الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن عيسى. و «ابن أبي شيبة» (7908) قال: حدثنا عبد الله بن نُمير، عن ابن أبي ليلى، عن عيسى بن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى. و «أحمد» 5/ 163 (21777) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن عيسى (ح) ومُؤَمل، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه. و «ابن خزيمة» (916) قال: حدثنا سعيد بن أبي زيدون

(2)

، وراق الفريابي، بالرملة، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرَّحمَن، عن عبد الله بن عيسى.

كلاهما (عيسى بن عبد الرَّحمَن، وعبد الله بن عيسى) عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

تصحف في المطبوع إلى: «سعيد بن أبي زيد» ، وهو: سعيد بن عبدوس بن أبي زيدون، الرملي، كاتب الفريابي، نزيل قيسارية. انظر «الجرح والتعديل» 4/ 53، و «الأنساب» للسمعاني 10/ 309.

(3)

المسند الجامع (12256)، وأطراف المسند (8057)، ومَجمَع الزوائد 2/ 87.

والحديث؛ أخرجه البزار (4021).

ص: 254

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه يزيد بن عطاء، عن محمد بن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أترك شيئا، حتى سألته عن مسح الحصى وأنا في الصلاة، فقال بيده هكذا على الحصى؛ امسح واحدة، أو ذر.

وروى هذا الحديث محمد بن ربيعة، ووكيع، عن ابن أبي ليلى، عن هلال، عن حذيفة، سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأيهما أصح؟ فقال: ابن أبي ليلى في حديثه مثل هذا كثير، هذا من ابن أبي ليلى، مرة يقول كذا، ومرة يقول كذا.

وقد تابع يزيدَ بن عطاء الثوريُّ في روايته عن ابن أبي ليلى، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي ذر، وهو أشبه. «علل الحديث» (263).

ص: 255

12280 -

عن مجاهد، قال: قال أَبو ذر:

«سألت خليلي عن كل شيء، حتى مسح الحصى؟ قال: واحدة» .

أخرجه عبد الرزاق (2404) عن ابن عُيينة، عن ابن أَبي نَجيح، قال: قال مجاهد، فذكره

(1)

.

(1)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (1425).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (472).

ص: 256

- فوائد:

- قال أَبو داود الطيالسي: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن ابن أَبي نَجيح، عن مجاهد، عن أبي ذر، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شيء، حتى مسح الحصى، فقال: واحدة.

وقال سفيان: عن الأعمش: عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. «مسنده» (472).

- وقال أَبو حاتم الرازي: مجاهد، عن عائشة، مرسل، وعن أبي ذر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (758).

- وقال البزار: لا نعلم سمع مجاهد من أبي ذر. «مسنده» (4076).

- وقال ابن خزيمة: أنا أشك في سماع مجاهد من أبي ذر. «صحيحه» (2748).

- وقال الدارقُطني: يرويه ابن عُيينة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبي ذر.

وخالفه ابن أَبي نَجيح، فرواه عن مجاهد، عن أبي ذر، مُرسلًا.

وحديث الأعمش أصح. «العلل» (1111).

ص: 256

12281 -

عن أيوب، رفع إلى أبي ذر قال:

«رخص في مسحة للسجود»

⦗ص: 257⦘

وتركها خير من مئة ناقة سود العين.

أخرجه عبد الرزاق (2401) عن مَعمَر، عن أيوب، فذكره.

ص: 256

- فوائد:

أيوب؛ هو ابن أبي تميمة، السَّخْتِياني، ومعمر، هو ابن راشد.

ص: 257

12282 -

عن يزيد بن شريك التيمي، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من بنى لله مسجدا، ولو كمفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنة»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (3174) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا يزيد بن عبد العزيز

(2)

. و «ابن حِبَّان» (1610) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا قطبة بن عبد العزيز. وفي (1611) قال: أخبرنا الخليل بن محمد البزار، ابن ابنة تميم بن المنتصر، بواسط، قال: حدثنا محمد بن حرب النشائي، قال: حدثنا محمد بن عبيد، عن أخيه يَعلى بن عبيد.

ثلاثتهم (يزيد بن عبد العزيز، وقطبة بن عبد العزيز، ويَعلى) عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، فذكره

(3)

.

• أخرجه ابن أبي شيبة (3173) قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: من بنى لله مسجدا، ولو مثل مفحص قطاة، بني له بيت في الجنة. «موقوف»

(1)

اللفظ لابن حبان.

(2)

قال البزار: رواه يحيى بن آدم، عن يزيد بن عبد العزيز. «مسنده» (4017).

(3)

مَجمَع الزوائد 2/ 7، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (938)، والمطالب العالية (351).

والحديث؛ أخرجه البزار (4016 و 4017)، والطبراني في «الصغير» (1105 و 1159)، والبيهقي 2/ 437.

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (463)، والبيهقي 2/ 437.

ص: 257

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي، وأَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه علي بن حكيم، عن شريك، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، رفعه، قال: من بنى مسجدا، ولو مثل مفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنة.

فقالا: هكذا رواه عدة من أصحاب شريك، فلم يرفعوه، والصحيح عن أبي ذر من حديث شريك، موقوف.

وقال أبي: ورواه أَبو بكر بن عياش، عن الأعمش، ورفعه، ونفس الحديث موقوف، وهو أصح.

قال أَبو محمد، يعني ابن أبي حاتم: وحدثني أبي، قال: حدثنا حماد بن زاذان، قال: سمعت ابن مهدي، قال: حديث الأعمش؛ من بنى لله مسجدا، ولو كمفحص قطاة، ليس من صحيح حديث الأعمش. «علل الحديث» (261).

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ رواه الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، واختلف عن الأعمش؛

فرواه شريك، وقطبة بن عبد العزيز، وأَبو بكر بن عياش، ويَعلى بن عبيد، من رواية أخيه محمد عنه، وجرير بن عبد الحميد من رواية بشر بن آدم عنه، وشيبان، وقيل: عن شعبة، ولا يثبت، فرووه عن الأعمش، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

واختلف عن الثوري؛

فرواه أَبو السائب سَلْم بن جُنادة، عن وكيع، عن الثوري، عن الأعمش، مرفوعًا.

وكذلك قال مُؤَمَّل بن إسماعيل، عن الثوري.

وخالفه أصحاب وكيع، فرووه عن وكيع، موقوفا.

وكذلك رواه يحيى القطان، وأَبو حذيفة، وغيرهما، عن الثوري، موقوفا.

وكذلك رواه علي بن المديني، وإسحاق بن رَاهَوَيْه، عن جَرير بن عبد الحميد، موقوفا

⦗ص: 259⦘

وكذلك رواه حفص بن غياث، وعيسى بن يونس، وغيرهما، عن الأعمش، موقوفا.

ورواه إسحاق الأزرق، عن شريك، عن الأعمش، عن أَنس بن مالك، ولم يُتَابَع عليه.

وروى هذا الحديث الحكم بن عتيبة، واختُلِف عنه؛

فرواه منصور بن زاذان، عن الحكم، عن يزيد بن شريك، عن أبي ذر، موقوفا.

ورواه عباد بن العوام، عن حجاج، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، مرفوعًا.

ورواه معتمر، عن حجاج، عن الحكم، عن إبراهيم التيمي، مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والموقوف أشبههما بالصواب. «العلل» (1134).

ص: 258

12283 -

عن يزيد بن شريك التيمي، عن أبي ذر؛

«عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه سأله عن أول مسجد وضع للناس؟ قال: مسجد الحرام، ثم بيت المقدس، فسئل: كم بينهما؟ قال: أربعون عاما، وحيثما أدركتك الصلاة فصل، فثم مسجد»

(1)

.

- وفي رواية: «عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: كنت أعرض عليه، ويعرض علي، في السكة، فيمر بالسجدة فيسجد، قال: قلت: أتسجد في السكة؟ قال: نعم، سمعت أبا ذر، يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ثم المسجد الأقصى، قال: قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة قال: ثم أينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد

⦗ص: 260⦘

وقد قال أَبو عَوانة: كنت أقرأ عليه، ويقرأ علي»

(2)

.

- وفي رواية: «قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قال: قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21800).

(2)

اللفظ لأحمد (21711).

(3)

اللفظ للبخاري (3366).

ص: 259

- وفي رواية: «قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع أول؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: ثم المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون، ثم قال: حيثما أدركتك الصلاة فصل، والأرض لك مسجد»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (1578) عن مَعمَر، والثوري. وفي (5925) عن مَعمَر. و «الحميدي» (134) قال: حدثنا سفيان. و «ابن أبي شيبة» (7835) و 14/ 116 (37082) قال: حدثنا أَبو معاوية. و «أحمد» 5/ 150 (21659) قال: حدثنا سفيان. وفي 5/ 156 (21711) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أَبو عَوانة. وفي 5/ 157 (21718) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (21719) قال: حدثنا عبدة

(2)

. وفي 5/ 160 (21751) قال: حدثنا أَبو معاوية. وفي 5/ 160 (21752) و 5/ 166 (21800) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» 4/ 145 (3366) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد. وفي 4/ 162 (3425) قال: حدثني عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي. و «مسلم» 2/ 63 (1097) قال: حدثني أَبو كامل الجَحدري، قال: حدثنا عبد الواحد (ح) قال: وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وأَبو كُريب، قالا: حدثنا أَبو معاوية. وفي (1098) قال: حدثني علي بن حُجْر السعدي، قال: أخبرنا علي بن مُسهِر.

(1)

اللفظ للبخاري (3425).

(2)

في «أطراف المسند» 6/ 196: «عبيدة» قلنا: وكلاهما يروي عنه الإمام أحمد، وكلاهما أيضا يروي عن الأعمش.

ص: 260

و «ابن ماجة» (753) قال: حدثنا علي بن ميمون الرَّقِّي، قال: حدثنا محمد بن عبيد (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أَبو معاوية.

⦗ص: 261⦘

و «النَّسَائي» 2/ 23، وفي «الكبرى» (771 و 11217) قال: أخبرنا علي بن حُجْر، قال: حدثنا علي بن مُسهِر. وفي «الكبرى» (11003) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا غُندَر، عن شعبة. و «ابن خزيمة» (787) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا بُندَار، وأَبو موسى، قالا: حدثنا ابن أَبي عَدي، عن شعبة (ح) وحدثنا سَلْم بن جُنادة، قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان (ح) وحدثنا سَلْم بن جُنادة، قال: أخبرنا أَبو معاوية. وفي (1290) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جَرير. و «ابن حِبَّان» (1598) قال: أخبرنا أَبو عَروبَة، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، عن شعبة. وفي (6228) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس.

جميعهم (مَعمَر بن راشد، وسفيان الثوري، وسفيان بن عُيينة، وأَبو معاوية الضرير، وأَبو عَوانة الوضاح، وعَبدة بن سليمان، وشعبة بن الحجاج، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن غياث، وعلي بن مُسهِر، ومحمد بن عبيد، وجرير بن عبد الحميد، وعيسى بن يونس) عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، عن أبيه، فذكره

(1)

.

- صرح الأعمش بالسماع في رواية أحمد (21752 و 21800)، والبخاري (3366 و 3425)، والنَّسَائي (11003).

(1)

المسند الجامع (12258)، وتحفة الأشراف (11994)، وأطراف المسند (8099).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (464)، والبزار (4015)، وأَبو عَوانة (1158: 1161)، والبيهقي 2/ 433.

ص: 260

12284 -

عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«عرضت علي أعمال أمتي، حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها: الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها: النخاعة تكون في المسجد لا تدفن»

(1)

.

أَخرجه أَحمد (21882) قال: حدثنا عفان. وفي (21968) قال: حدثنا وهب بن جَرير، وعارم، ويونس. و «البخاري» في «الأَدب المُفرد» (230) قال: حدثنا

⦗ص: 262⦘

موسى. و «مسلم» 2/ 77 (1170) قال: وحدثنا عبد الله بن محمد بن أَسماء الضُّبَعي، وشَيبان بن فَرُّوخ. و «ابن خزيمة» (1308) قال: حدثنا أَبو قُدامة، قال: حدثنا وهب بن جَرير. و «ابن حِبان» (1641) قال: أَخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أَسماء.

سبعتهم (عفان بن مسلم، ووهب بن جَرير، ومحمد بن الفضل عارم، ويونس بن محمد، وموسى بن إسماعيل، وعبد الله بن محمد بن أَسماء، وشَيبان بن فَرُّوخ) عن مهدي بن ميمون، عن واصِل مولى أَبي عُيينة، عن يحيى بن عُقيل، عن يحيى بن يعمَر، عن أَبي الأَسود الدِّيلي، فذكره.

- في رواية عفان، قال: حدثنا مهدي، حدثنا واصل، عن يَحيى بن عُقيل، عن يَحيى بن يَعمَر وكان واصل ربما ذَكر أَبا الأَسود الدِّيلي عن أَبي ذَر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

اللفظ لمسلم.

ص: 261

• أخرجه ابن حبان (1640) قال: أَخبرنا إِسحاق بن إِبراهيم بن إِسماعيل، ببست، قال: حدثنا محمد بن عبد الأَعلى، قال: حدثنا مُعتَمِر بن سليمان، قال: سمعت هشاما عن يحيى بن عُقَيل

(1)

، عن يحيى بن يَعمَر، عن أَبي الأَسود، عن أَبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال:

«عرضت علي أُمتي بأَعمالها، حسنة وسيئَة، فرأَيت في محاسن أَعمالهم الأَذى يماط عن الطريق، ورأَيت في مساوئِ أَعمالهم النخاعة في المسجد لا تدفن» .

⦗ص: 263⦘

- ليس فيه واصل مولى أَبي عُيينة.

• وأخرجه ابن أَبي شيبة (26876). وأحمد (21883). وابن ماجة (3683) قال: حدثنا أَبو بكر بن أَبي شيبة.

كلاهما (ابن أَبي شيبة، وأَحمد بن حنبل) عن يزيد بن هارون، قال: أَخبرنا هشام بن حسان، عن واصل مولى أَبي عُيينة، عن يحيى بن عُقيل، عن يحيى بن يعمَر، عن أَبي ذَر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«عرضت علي أمتي بأعمالها حسنها وسيئها، فرأيت في محاسن أعمالها: الأذى ينحى عن الطريق، ورأيت في سيئ أعمالها: النخامة في المسجد لا تدفن»

(2)

.

- ليس فيه: «أَبو الأسود»

(3)

.

(1)

كذا جاء الإسناد في النسخ الخطية «للإحسان» ، و «التقاسيم والأنواع» ، ومطبوعة «التقاسيم والأنواع» (2910)، و «إتحاف المَهَرة» لابن حَجَر (17522)، وطبعة التأصيل، ووقع في طبعة الرسالة:«سمعت هشاما، عن واصل مولى أبي عُيينة، عن يَحيى بن عُقيل» ، زاد فيه محققه:«عن واصل مولى أبي عُيينة» ، مع إقراره بأنه لم يرد في النسخ الخطية.

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة في «المُصَنَّف» .

(3)

المسند الجامع (12259)، وتحفة الأشراف (11931 و 11992)، وأطراف المسند (8096 و 8106).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (485)، والبزار (3916)، وأَبو عَوانة (1211)، والبيهقي 2/ 291، والبغوي (489).

ص: 262

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه واصل مولى أبي عُيينة، واختُلِف عنه؛

فرواه مهدي بن ميمون، عن واصل، عن يحيى بن عُقَيل، عن يحيى بن يَعمَر، عن أبي الأسود الدؤلي، عن أبي ذر.

وخالفه هشام بن حسان، وحماد بن زيد، فروياه عن واصل، عن يحيى بن عُقَيل، عن يحيى بن يَعمَر، عن أبي ذر، ولم يذكرا فيه أبا الأسود.

وقول مهدي بن ميمون أصح، لأنه زاد عليهما، وهو ثقة حافظ. «العلل» (1137).

ص: 263

12285 -

عن عبد الله بن الصامت، قال: لما قدم أبو ذر على عثمان من الشام، فقال:

«أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: اسمع وأطع، ولو عبدا مجدع الأطراف، وإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها، ثم انظر أهل بيت من جيرتك فأصبهم منها بمعروف، وصل الصلاة لوقتها، فإن وجدت الإمام قد صلى فقد أحرزت صلاتك، وإلا فهي نافلة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن الصامت، قال: قدم أبو ذر على عثمان من الشام، فقال: يا أمير المؤمنين، افتح الباب حتى يدخل الناس، أتحسبني من قوم

⦗ص: 264⦘

يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم على فوقه، هم شر الخلق والخليقة؟ والذي نفسي بيده، لو أمرتني أن أقعد لما قمت، ولو أمرتني أن أكون قائما لقمت ما أمكنتني رجلاي، ولو ربطتني على بعير لم أطلق نفسي حتى تكون أنت الذي تطلقني، ثم استأذنه أن يأتي الربذة، فأذن له، فأتاها، فإذا عبد يؤمهم، فقالوا: أبو ذر، فنكص العبد، فقيل له: تقدم، فقال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث؛ أن أسمع وأطيع، ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف، وإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها، ثم انظر جيرانك فأنلهم منها بمعروف، وصل الصلاة لوقتها، فإن أتيت الإمام وقد صلى، كنت قد أحرزت صلاتك، وإلا فهي لك نافلة»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21833).

(2)

اللفظ لابن حبان (5964).

ص: 263

أخرجه أحمد (21758) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وفي (21833) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (113) قال: حدثنا بشر بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله. و «مسلم» 2/ 120 (1411) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «ابن حِبَّان» (1718) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا عبد الله. وفي (5964) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل.

ستتهم (محمد بن جعفر، وحجاج بن محمد المِصِّيصي، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن إدريس، والنضر) عن شعبة بن الحجاج، عن أَبي عمران الجَوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره.

أخرجه عبد الرزاق (3780) قال: أخبرنا مَعمَر، عن أيوب، عن ابن سِيرين، عن أبي العالية. وفي (3781) عن الثوري، عن أيوب، عن أبي العالية. وفي (3783) قال: أخبرنا معمر، عن أبي عمران الجَوني. و «ابن أبي شيبة» (7674) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجَوني. وفي

⦗ص: 265⦘

(7681)

قال: حدثنا ابن إدريس، عن شعبة، عن أبي عمران الجَوني.

ص: 264

و «أحمد» (21631) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن أيوب، عن أبي العالية. وفي (21650) قال: حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار، قال: حدثني أَبو عمران الجَوني. وفي (21717) قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي عمران الجَوني. وفي (21747) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا المبارك بن فضالة، عن أبي نَعامة. وفي (21748) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا المبارك، قال: حدثني أَبو نَعامة. وفي (21753) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، عن أبي العالية البَرَّاء. وفي (21810) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أيوب، عن أبي العالية البَرَّاء. وفي (21811) قال: حدثنا أَبو عامر، قال: حدثنا شعبة، عن بديل بن ميسرة، قال: سمعت أبا العالية البَرَّاء. وفي (21822) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا صالح ابن رستم، عن أبي عمران الجَوني. و «الدَّارِمي» (1345) قال: أخبرنا سهل بن حماد، قال: حدثنا شعبة، عن بديل، عن أبي العالية البَرَّاء. وفي (1346) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا همام، قال: حدثنا أَبو عمران الجَوني. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (954) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أيوب، عن أبي العالية. و «مسلم» 2/ 120 (1409) قال: حدثنا خلف ابن هشام، قال: حدثنا حماد بن زيد (ح) قال: وحدثني أَبو الربيع الزهراني، وأَبو كامل الجَحدري، قالا: حدثنا حماد، عن أبي عمران الجَوني. وفي (1410) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجَوني. وفي 2/ 121 (1412) قال: وحدثني يحيى بن حبيب الحارثي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن بديل، قال: سمعت أبا العالية يحدث. وفي (1413) قال: وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي العالية البَرَّاء. وفي (1415) قال: وحدثني أَبو غسان المسمعي، قال: حدثنا معاذ، وهو ابن هشام، قال: حدثني أبي، عن مطر، عن أبي العالية البَرَّاء. و «ابن ماجة» (1256) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر،

⦗ص: 266⦘

قال: حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجَوني و «أَبو داود» (431) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران، يعني الجَوني. و «التِّرمِذي» (176) قال: حدثنا محمد بن موسى البصري، قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي عمران الجَوني.

ص: 265

و «النَّسَائي» 2/ 75، وفي «الكبرى» (856) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية، قال: حدثنا أيوب، عن أبي العالية البَرَّاء. وفي 2/ 113، وفي «الكبرى» (934) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن إبراهيم بن صُدْران، عن خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن بديل، قال: سمعت أبا العالية يحدث. و «ابن خزيمة» (1637) قال: حدثنا محمد بن بشار، ويحيى بن حكيم، قالا: حدثنا عبد الوَهَّاب (ح) وحدثنا عمران ابن موسى القزاز، قال: حدثنا عبد الوارث، قالا: حدثنا أيوب (ح) وحدثنا أَبو هاشم، زياد بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن عُلَية، قال: أخبرنا أيوب، عن أبي العالية البَرَّاء. وفي (1639) قال: حدثنا محمد بن بشار، ويحيى بن حكيم، وهذا حديث يحيى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أيوب، عن أبي العالية البَرَّاء. و «ابن حِبَّان» (1482) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أيوب، عن أبي العالية البَرَّاء. وفي (1719) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا مرحوم بن عبد العزيز القرشي، قال: حدثنا أَبو عمران الجَوني. وفي (2406) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب، عن أبي العالية البَرَّاء.

ثلاثتهم (أَبو العالية البَرَّاء، وأَبو عمران الجَوني عبد الملك بن حبيب، وأَبو نَعامة السعدي) عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال:

«إِن خليلي صلى الله عليه وسلم أَوصاني أَن أُصلي الصلاة لوقتها، فإِن أَدركت القوم قد صلوا، كنت قد أَحرزت صلاتك، وإِلا كانت نافلة»

(1)

.

⦗ص: 267⦘

- وفي رواية: «عن أَبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أَبا ذر، صل الصلاة لوقتها، فإِن أَتيت الناس وقد صلوا كنت قد أَحرزت صلاتك، وإِن لم يكونوا صلوا صليت معهم، وكانت لك نافلة»

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (7681).

(2)

اللفظ لأحمد (21650).

ص: 266

- وفي رواية: «عن أَبي العالية البراء، قال: أَخر ابن زياد الصلاة، فأَتاني عبد الله بن الصامت، فأَلقيت له كرسيا فجلس عليه، فذكرت له صنيع ابن زياد، فعض على شفته وضرب فخذي، وقال: إِني سأَلت أَبا ذر كما سأَلتني، فضرب فخذي كما ضربت فخذك، وقال: إِني سأَلت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سأَلتني، فضرب فخذي كما ضربت فخذك، فقال: صل الصلاة لوقتها، فإِن أَدركتك معهم فصل، ولا تقل: إِني قد صليت ولا أُصلي»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أَبي ذر، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أَبا ذر، إِنه سيكون عليكم أُمراء يؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فإِن أَنت أَدركتهم فصل الصلاة لوقتها، وربما قال: في رحلك، ثم ائتهم، فإِن وجدتهم قد صلوا كنت قد صليت، وإِن وجدتهم لم يصلوا صليت معهم، فتكون لك نافلة»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أَبي ذر، قال: أَتيت النبي صلى الله عليه وسلم بوضوء، فحرك رأسه، وعض على شفتيه، قلت: بأَبي أَنت وأُمي، آذيتك؟ قال: لا، ولكنك تدرك أُمراء، أَو أَئمة، يؤخرون الصلاة لوقتها، قلت: فما تأمرني؟ قال: صل الصلاة لوقتها، فإِن أَدركت معهم فصل، ولا تقولن: صليت، فلا أُصلي»

(3)

.

- وفي رواية: «عن أَبي ذر، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أَنت إِذا كانت عليك أُمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها؟ أَو يميتون الصلاة عن وقتها؟ قال: قلت: فما تأمرني؟ قال: صل الصلاة لوقتها، فإِن أَدركتها معهم، فصل، فإِنها لك نافلة»

(4)

.

⦗ص: 268⦘

- وفي رواية: «عن أَبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضرب فخذي: كيف أَنت إِذا بقيت في قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها؟ قال: قال: ما تأمر؟ قال: صل الصلاة لوقتها، ثم اذهب لحاجتك، فإِن أُقيمت الصلاة وأَنت في المسجد فصل»

(5)

.

(1)

اللفظ لأَحمد (21753).

(2)

اللفظ لأَحمد (21822).

(3)

اللفظ للبخاري في «الأَدَب المُفرَد» (954).

(4)

اللفظ لمُسلم (1409).

(5)

اللفظ لمُسلم (1412).

ص: 267

- وفي رواية: «عن أَبي العالية البراء، قال: قلت لعبد الله بن الصامت: نصلي يوم الجمعة خلف أُمراء فيؤخرون الصلاة؟ قال: فضرب فخذي ضربة أَوجعتني، وقال: سأَلت أَبا ذر عن ذلك، فضرب فخذي، وقال: سأَلت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: صلوا الصلاة لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم نافلة» .

قال: وقال عبد الله: ذكر لي أَن نبي الله صلى الله عليه وسلم، ضرب فخذ أَبي ذر

(1)

.

- مُختَصرٌ على الأَمر بالصلاة لوقتها

(2)

.

- قال أَبو محمد الدارِمي: ابن الصامت، هو ابن أَخي أَبي ذَر.

- وقال التِّرمِذي: حديث أَبي ذَر حديثٌ حسنٌ، وأَبو عمران الجَوني اسمُه عبد الملك بن حبيب.

• أَخرجه مسلم 2/ 120 (1414) قال: حدثنا عاصم بن النضر التيمي، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن أَبي نَعامة، عن عبد الله بن الصامت، عن أَبي ذَر، قال: قال

(3)

: كيف أَنتم، أَو قال: كيف أَنت، إِذا بَقيتَ في قومٍ يُؤخِّرون الصلاةَ عن وقتها؟ فَصلِّ الصلاةَ لوقتها، ثم إِن أُقيمت الصلاةُ فَصلِّ معهم، فإِنها زِيادةُ خَيْرٍ. «موقوف»

(4)

.

وأَخرجه البخاري في «الأَدب المُفرد» (957) قال: حدثنا أَبو مَعمَر، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أَيوب بن أَبي تميمة، عن أَبي العالية البَرَّاء، قال: مَرَّ بي

⦗ص: 269⦘

عبدُ الله بن الصَّامِت، فأَلقَيتُ له كُرسيًّا فَجَلسَ، فقلتُ له: إِن ابن زياد قد أَخَّرَ الصلاةَ، فما تَأْمرُ؟ فَضرب فَخِذي ضربةً، أَحسبُه قال: حتى أَثَّرَ فيها، ثم قال: سألتُ أَبَا ذَرٍّ كما سألتني، فضرب فَخِذي كما ضربتُ فَخِذَك، فقال: صَلِّ الصلاةَ لوقتها، فإِن أَدرَكتَ معهم فَصلِّ، ولا تقل: قد صَليتُ، فلا أُصلي. «موقوفٌ» .

(1)

اللفظ لمسلم (1415).

(2)

المسند الجامع (12260)، وتحفة الأشراف (11948 و 11950)، وأطراف المسند (8038).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (450 و 455)، والبزار (3952: 3954 و 3957)، وأَبو عَوانة (1005: 1007 و 1522: 1527 و 2404: 2409 و 7101)، والطبراني (1633)، والبيهقي 2/ 299 و 300 و 301 و 3/ 124 و 128، والبغوي (390: 392).

(3)

كذا ورد طريق خالد بن الحارث، موقوفًا في طبعات العامرة، والتأصيل لـ «صحيح مسلم» ، و «المُستخرج على صحيح مسلم» (1442) لأبي نُعيم، ووقع على هامش الطبعة العامرة:«قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أنتم» ، وإشارة إلى نسخة، أما في «المُستخرج» لأَبي عوانة (2462)، فقد أورده من طريق مسلم، وفيه:«عن أَبي ذَر، قال: قال، يعني النبي صلى الله عليه وسلم: كيف بك» ، فزاد فيه:«يعني النبي صلى الله عليه وسلم» ، وكذلك أخرجه البغوي في «شرح السنة» (392) من طريق أبي عَوانة.

- ونقله عبد الحق الإشبيلي عن «صحيح مسلم» فقال: وعن أبي ذر موقوفًا: «ثم إن أُقيمت الصلاةُ فَصلِّ معهم، فإنها زيادةُ خيرٍ. «الجمع بين الصحيحين» (908).

(4)

المسند الجامع (12260)، وتحفة الأشراف (11957).

ص: 268

• أخرجه مسلم 6/ 14 (4783) قال: وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد الأشعري، وأَبو كُريب، قالوا: حدثنا ابن إدريس. وفي (4784) قال: وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا النضر بن شميل. وفي (4785) قال: وحدثناه عُبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. و «ابن ماجة» (2862) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر.

أربعتهم (عبد الله بن إدريس، ومحمد بن جعفر، والنضر، ومعاذ بن معاذ) عن شعبة بن الحجاج، عن أبي عمران الجَوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال:

«إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدًا مجدع الأطراف»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر؛ أنه انتهى إلى الربذة، وقد أقيمت الصلاة، فإذا عبد يؤمهم، فقيل: هذا أَبو ذر، فذهب يتأخر، فقال أَبو ذر: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدًا حبشيا مجدع الأطراف»

(2)

.

مختصر على السمع والطاعة

(3)

.

• وأخرجه الحُميدي (139) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي. و «أحمد» 5/ 149 (21652) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي 5/ 156

⦗ص: 270⦘

(21709)

قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة و «الدَّارِمي» (2214) قال: أخبرنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (114) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا أَبو عبد الصمد العَمِّي. و «مسلم» 8/ 37 (6781) قال: حدثنا أَبو كامل الجَحدري، وإسحاق بن إبراهيم، واللفظ لإسحاق، قال أَبو كامل: حدثنا، وقال إسحاق: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي. وفي (6782) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا شعبة (ح) وحدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا شعبة. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (6656) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي (11807) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن شعبة. و «ابن حِبَّان» (513) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة. وفي (514) قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة.

(1)

اللفظ لمسلم (4783).

(2)

اللفظ لابن ماجة.

(3)

المسند الجامع (12347)، وتحفة الأشراف (11950 و 11956)، وأطراف المسند (8042). والحديث؛ أخرجه الطيالسي (453)، والبزار (3957)، وأَبو عَوانة (7102: 7104)، والبيهقي 3/ 88 و 224 و 8/ 155 و 185.

ص: 269

ثلاثتهم (عبد العزيز بن عبد الصمد، أَبو عبد الصمد، وحماد بن سلمة، وشعبة بن الحجاج) عن أبي عمران الجَوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا ذر، إذا طبخت فأكثر المرقة، وتعاهد جيرانك، أو اقسم بين جيرانك»

(1)

.

- وفي رواية: «أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا طبخت قدرا أن أكثر مرقتها، فإنها أوسع للجيران»

(2)

.

- وفي رواية: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم فقال: إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، ثم انظر أهل بيت من جيرتك، فاغرف لهم منها»

(3)

.

- وفي رواية: «إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني: إذا طبخت مرقا فأكثر ماءه، ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروف»

(4)

.

⦗ص: 271⦘

- وفي رواية: «إذا صنعت مرقة فأكثر ماءها، ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فاحسهم منها بمعروف»

(5)

.

- وفي رواية: «إذا طبخت قدرا فأكثر مرقتها، فإنه أوسع للأهل والجيران»

(6)

.

- مختصر على أمر المرق

(7)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21652).

(2)

اللفظ لأحمد (21709).

(3)

اللفظ للدارمي.

(4)

اللفظ لمسلم (6782).

(5)

اللفظ لابن حبان (514).

(6)

اللفظ لابن حبان (513).

(7)

المسند الجامع (12317)، وتحفة الأشراف (11951)، وأطراف المسند (8042).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (451)، والبزار (3961)، وأَبو عَوانة (1526)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3159 و 9092 و 9093).

ص: 270

12286 -

عن مجاهد، عن أبي ذر، أنه أخذ بحلقة باب الكعبة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا بعد الفجر حتى تطلع الشمس، إلا بمكة، إلا بمكة»

(1)

.

- وفي رواية: «لا صلاة بعد الصبح، ولا بعد العصر، إلا بمكة، إلا بمكة، إلا بمكة» .

أخرجه أحمد (21794) قال: حدثنا يزيد، عن عبد الله بن المؤمل، عن قيس بن سعد. و «ابن خزيمة» (2748) قال: حدثنا عبد الله بن عمران العابدي، قال: حدثنا سعيد بن سالم القداح، عن عبد الله بن مؤمل، يعني المخزومي، عن حميد مولى عفراء

(2)

.

⦗ص: 272⦘

كلاهما (قيس بن سعد، وحميد بن قيس مولى عفراء) عن مجاهد، فذكره

(3)

.

- قال ابن خزيمة: أنا أشك في سماع مجاهد من أبي ذر.

(1)

اللفظ لأحمد (21758).

(2)

تحرف في النسخة الخطية، الورقة (272/ ب) إلى:«حُميد مولى غُفرَة» ، وفي طبعة الريان (17598)، وطبعات: الأعظمي الثالثة واللحام والتأصيل، ومصادر التخريج المذكورة أدناه، وكذلك مصادر ترجمته خاصةً «تهذيب الكمال» 7/ 384.

(3)

المسند الجامع (12261)، وأطراف المسند (8071)، ومَجمَع الزوائد 2/ 228، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (857).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (847)، والدارقُطني (1571 و 2636)، والبيهقي 2/ 461 و 462.

والحديث؛ أخرجه الفاكهي في «أخبار مكة» (491 و 492)، و «الطبراني» في «الأوسط» (847)، وابن عَدي في «الكامل» 5/ 224، والدارقُطني (1571 و 2636)، وأَبو نُعيم في «الحلية» 9/ 159، والبيهقي 2/ 461.

ص: 271

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: مجاهد، عن أبي ذر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (758).

- وقال البزار: لا نعلم سمع مجاهد من أبي ذر. «مسنده» (4076).

- أخرجه ابن عَدي في «الكامل» 5/ 224، في مناكير عبد الله بن المؤمل، وقال: ما أمليت من أحاديث ابن المؤمل فكلها غير محفوظة.

ص: 272

12287 -

عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، قال:

«أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظهر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبرد أبرد، أو قال: انتظر انتظر، وقال: إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة»

⦗ص: 273⦘

قال أَبو ذر: حتى رأينا فيء التلول

(1)

.

- وفي رواية: «عن مهاجر أبي الحسن، من بني تيم الله مَولًى لهم، قال: رجعنا من جِنازة، فمررنا بزيد بن وهب، فحدث عن أبي ذر، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأراد المؤذن أن يؤذن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبرد، ثم أراد أن يؤذن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبرد، قالها ثلاث مرات، قال: حتى رأينا فيء التلول، فصلى، ثم قال: إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة»

(2)

.

- وفي رواية: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأراد المؤذن أن يؤذن، فقال له: أبرد، ثم أراد أن يؤذن، فقال له: أبرد، ثم أراد أن يؤذن، فقال له: أبرد، حتى ساوى الظل التلول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن شدة الحر من فيح جهنم»

(3)

.

- وفي رواية: «كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال: أبرد، ثم قال: أبرد، حتى فاء الفيء، يعني للتلول، ثم قال: أبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم»

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21866).

(2)

اللفظ لأحمد (21772).

(3)

اللفظ للبخاري (629).

(4)

اللفظ للبخاري (3258).

ص: 272

- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه بلال، فأراد أن يقيم، فقال: أبرد، ثم أراد أن يقيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبرد في الظهر، قال: حتى رأينا فيء التلول، ثم أقام، فصلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شدة الحر من فيح جهنم، فأبردوا عن الصلاة»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (3301) قال: حدثنا شَبَابة بن سَوَّار. و «أحمد» (21704) قال: حدثنا عفان. وفي (21772) قال: حدثنا حجاج. وفي (21866) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «البخاري» (535) قال: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا غُندَر. وفي (539) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. وفي

⦗ص: 274⦘

(629)

قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (3258) قال: حدثنا أَبو الوليد. و «مسلم» 2/ 108 (1345) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «أَبو داود» (401) قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي. و «التِّرمِذي» (158) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو داود. و «ابن خزيمة» (328) قال: حدثنا بندار بن بشار

(2)

، قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (394) قال: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. و «ابن حِبَّان» (1509) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

تصحف في طبعة الريان إلى: «بندار محمد بن بشار» ، أضاف محقق طبعة الريان من عند نفسه لفظة «محمد» وقال: زيادة مني يقتضيها السياق، فإن بُندارًا لقب محمد بن بشار؟!.

قلنا فإذا كان ذلك لقبه، فإن الزيادة لا يقتضيها السياق: وهو على الصواب في النسخة الخطية، الورقة (49/ أ)، وطبعات الأعظمي الثلاث.

وقد تكرر كثيرا في كتب الحديث والرجال، قولهم:«حدثنا بندار بن بشار» .

ص: 273

تسعتهم (شَبَابة، وعفان بن مسلم، وحجاج بن محمد، ومحمد بن جعفر غُندَر، وآدم، ومسلم بن إبراهيم، وأَبو الوليد الطيالسي، وأَبو داود الطيالسي، وعبد الرَّحمَن بن مهدي) عن شعبة بن الحجاج، عن مهاجر أبي الحسن مولى بني تيم الله، عن زيد بن وهب، فذكره

(1)

.

- في رواية أبي الوليد الطيالسي: «أخبرني أَبو الحسن» لم يُسَمِّه.

- قال أَبو داود: أَبو الحسن هو: مهاجر.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- وقال أَبو حاتم بن حبان: أَبو الحسن عبيد بن الحسن، مهاجر كوفي

(2)

.

(1)

المسند الجامع (12262)، وتحفة الأشراف (11914)، وأطراف المسند (8029).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (446)، والبزار (3982)، وأَبو عَوانة (1017 و 1019)، والبيهقي 1/ 438، والبغوي (363).

(2)

هذا وهم من ابن حبان، فقد خلط هنا بين ترجمتين، كنية كل منهما أَبو الحسن؛

أما عبيد بن الحسن، فقال البخاري: عبيد بن الحسن، أَبو الحسن، المزني، سمع عبد الله بن أَبي أَوفَى، روى عنه مسعر، وشعبة، والأعمش، وسفيان. «التاريخ الكبير» 5/ 446.

وتبعه ابن حبان في ذلك في «الثقات» 5/ 134.

وأما الثاني، فقال البخاري: مهاجر، أَبو الحسن مولى بني تيم، الصائغ، يعد في الكوفيين.

سمع البراء بن عازب، وزيد بن وهب، روى عنه: الثوري، وشعبة. «التاريخ الكبير» 7/ 380.

وتبعه ابن حبان في ذلك في «الثقات» 5/ 428.

والمذكور هنا هو مهاجر أَبو الحسن، كما ورد التصريح باسمه في جميع المصادر التي خرجت هذا الحديث، ومهاجر اسم علم، وليس بصفة.

ص: 274

12288 -

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا قام أحدكم يصلي، فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل، فإنه يقطع صلاته الحمار، والمرأة، والكلب الأسود، قلت: يا أبا ذر، ما بال الكلب الأسود، من الكلب الأحمر، من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، فقال: الكلب الأسود شيطان»

(1)

.

- وفي رواية: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلى الرجل وليس بين يديه كآخرة الرحل، أو كواسطة الرحل، قطع صلاته الكلب الأسود، والمرأة، والحمار، فقلت لأبي ذر: ما بال الأسود، من الأحمر، من الأبيض؟ فقال: يا ابن أخي، سألتني كما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الكلب الأسود شيطان»

(2)

.

- وفي رواية: «عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعاد الصلاة من ممر الحمار، والمرأة، والكلب الأسود، قلت: ما بال الأسود، من الكلب الأصفر، من الكلب الأحمر؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، فقال: الكلب الأسود شيطان»

(3)

.

- وفي رواية: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلب الأسود البهيم؟ فقال: شيطان»

(4)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (2862) و 1/ 281 (2913) قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية، عن يونس. و «أحمد» 5/ 149 (21649) قال: حدثنا عفان، قال:

⦗ص: 276⦘

حدثنا شعبة. وفي 5/ 151 (21669) و 5/ 160 (21754) قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس. وفي 5/ 155 (21706) قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي 5/ 158 (21731) قال: حدثنا وكيع، عن سليمان بن المغيرة.

(1)

اللفظ لأحمد (21669).

(2)

اللفظ للترمذي.

(3)

اللفظ لابن خزيمة (831).

(4)

اللفظ لأحمد (21731).

ص: 275

وفي 5/ 161 (21760) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. و «الدَّارِمي» (1533) قال: أخبرنا أَبو الوليد، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة. و «مسلم» 2/ 59 (1072) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية (ح) قال: وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس. وفي (1073) قال: حدثنا شَيبان بن فَرُّوخ، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة (ح) قال: وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) قال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي (ح) قال: وحدثنا إسحاق أيضا، قال: أخبرنا المُعتَمِر بن سليمان، قال: سمعت سلم بن أبي الذيال (ح) قال: وحدثني يوسف بن حماد المعني، قال: حدثنا زياد البكائي، عن عاصم الأحول. و «ابن ماجة» (952) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3210) قال: حدثنا عَمرو بن عبد الله، قال: حدثنا وكيع، عن سليمان بن المغيرة. و «أَبو داود» (702) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا عبد السلام بن مطهر، وابن كثير، المَعنَى، أن سليمان بن المغيرة أخبرهم. و «التِّرمِذي» (338) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا هُشيم، قال: أخبرنا يونس، ومنصور بن زاذان. و «النَّسَائي» 2/ 63، وفي «الكبرى» (828) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: أنبأنا يزيد، قال: حدثنا يونس. و «ابن خزيمة» (806) قال: حدثنا الدورقي، قال: حدثنا ابن عُلَية، عن يونس. وفي (806 م) قال: حدثنا أَبو الخطاب، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المُفَضَّل، قال: حدثنا يونس. وفي (830) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا ابن عُلَية، عن يونس (ح) وحدثنا أَبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المُفَضَّل، قال: حدثنا يونس (ح) وحدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا هُشيم، قال: أخبرنا يونس، ومنصور، وهو ابن زاذان (ح) وحدثنا بُندَار، قال: حدثنا محمد بن الزِّبْرِقان، قال: حدثنا يونس (ح) وحدثنا بُندَار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال:

⦗ص: 277⦘

حدثنا شعبة (ح) وحدثنا هلال بن بشر، قال: حدثنا سالم بن نوح، عن عمر بن عامر (ح) وحدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا أسد، يعني ابن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، ويونس بن عبيد، وحبيب بن الشهيد (ح) وحدثنا الدورقي، قال: حدثنا المُعتَمِر بن سليمان، عن سلم، وهو ابن أبي الذيال (ح) وحدثنا أَبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا سهل بن أسلم، يعني العدوي.

ص: 276

وفي (831) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، قال: حدثنا هشام. و «ابن حِبَّان» (2383) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح البخاري، ببغداد، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق الأذرمي، قال: حدثنا عبد الوَهَّاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عَروبَة، عن قتادة. وفي (2384) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين، قال: حدثنا شَيبان بن فَرُّوخ، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (2385) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا شعبة. وفي (2388) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، بخبر غريب، قال: حدثنا ابن أبي السري، قال: حدثنا مُعتَمِر بن سليمان، قال: حدثنا سلم بن أبي الذيال. وفي (2389) قال: حدثنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، وحبيب بن الشهيد، ويونس بن عبيد. وفي (2391) قال: أخبرنا ابن خزيمة، قال: حدثنا محمد بن الوليد البسري، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا هشام بن حسان. وفي (2392) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية، عن يونس بن عبيد.

جميعهم (يونس بن عبيد، وشعبة بن الحجاج، وسليمان بن المغيرة، وجرير بن حازم، وسلم بن أبي الذيال، وعاصم الأحول، ومنصور بن زاذان، وعمر بن عامر، وأيوب، وحبيب بن الشهيد، وسهل بن أسلم، وهشام بن حسان، وقتادة بن دعامة) عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره

(1)

.

⦗ص: 278⦘

- قال التِّرمِذي: حديث أبي ذر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- وقال أَبو حاتم بن حبان: الأذرمة قرية من قرى نصيبين.

(1)

المسند الجامع (12263)، وتحفة الأشراف (11939)، وأطراف المسند (8040).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (454)، والبزار (3930 و 3932: 3945)، وأَبو عَوانة (1398: 1402)، والطبراني (1635 و 1636)، والبيهقي 2/ 274، والبغوي (551).

ص: 277

12289 -

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال:

«يقطع الصلاة الكلب الأسود، أحسبه قال: والمرأة الحائض، قال: قلت لأبي ذر: ما بال الكلب الأسود؟ قال: أما إني قد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذاك؟ فقال: إنه شيطان»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (2348). وأحمد (21787) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عبد الله بن الصامت، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12264)، وأطراف المسند (8040).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 2/ (1632).

ص: 278

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ علي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).

ص: 278

12290 -

عن عاصم بن سفيان الثقفي، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، سبق أهل الأموال الدثر بالأجر، يقولون كما نقول، وينفقون ولا ننفق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أدلك على عمل إذا قلته أدركت من قبلك، وفت من بعدك، إلا من قال مثل قولك: تسبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمد الله ثلاثا وثلاثين، وتكبر أربعا وثلاثين، (قال الحميدي: ثم قال سفيان: إحداهن أربع وثلاثون)، وعند منامك مثل ذلك»

(1)

.

- وفي رواية: «قيل للنبي صلى الله عليه وسلم وربما قال سفيان: قلت: يا رسول الله ـ ذهب أهل الأموال والدثور بالأجر، يقولون كما نقول، وينفقون ولا ننفق، قال لي: ألا أخبركم بأمر إذا فعلتموه أدركتم من قبلكم، وفتم من بعدكم: تحمدون الله في دبر كل صلاة، وتسبحونه، وتكبرونه، ثلاثا وثلاثين، وثلاثا وثلاثين، وأربعا وثلاثين»

⦗ص: 279⦘

قال سفيان: لا أدري أيتهن أربع

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي ذر، قال: يا رسول الله، ذهب أهل الأموال الدثور بالأجور، يقولون كما نقول، وينفقون ولا ننفق، قال: أولا أخبرك بعمل إذا أنت عملته أدركت من قبلك، وفت من بعدك، إلا من قال مثل قولك: تقول في دبر كل صلاة، تسبح ثلاثا وثلاثين، وتحمد وتكبر مثل ذلك، وإذا أويت إلى فراشك»

(3)

.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ لابن ماجة.

(3)

اللفظ لابن خزيمة.

ص: 278

أخرجه الحُميدي (133) قال: حدثنا سفيان

(1)

. و «أحمد» 5/ 158 (21740) قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، عن عمر بن سعيد. و «ابن ماجة» (927) قال: حدثنا الحسين بن الحسن المَرْوَزي، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «ابن خزيمة» (748) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان.

كلاهما (سفيان بن عُيينة، وعمر بن سعيد) عن بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي، عن أبيه، فذكره

(2)

.

- في رواية عبد الله بن الحارث: «عن بشر بن عاصم، عن عاصم، قال: قال عبد الله بن الحارث: أَبوه» .

(1)

قوله: «حدثنا سفيان» سقط من المطبوع، وهو ثابت على الصواب في نسخة الظاهرية الخطية، الورقة (17/ ب)، وكذلك في آخر الحديث، إذ قال الحميدي:«ثم قال سفيان: إحداهن أربع وثلاثون» ، والحديث أخرجه ابن المنذر في «الأوسط» (1558) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي، به.

(2)

المسند الجامع (12265)، وتحفة الأشراف (11934)، وأطراف المسند (8035).

والحديث؛ أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (1157).

وأخرجه البزار (4054)، عن عاصم، أنه سمع أبا الدرداء، أو أبا ذر، به.

ص: 279

12291 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من قال دبر صلاة الفجر، وهو ثاني رجله، قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل

⦗ص: 280⦘

شيء قدير، عشر مرات، كتب الله له بكل واحدة قالها منهن حسنة، ومحى عنه سيئة، ورفع بها درجة، وكان له بكل واحدة قالها عتق رقبة، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم، إلا الشرك بالله».

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9878) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا حكيم بن سيف، قال: حدثنا عُبيد الله بن عَمرو، عن زيد، عن عبد الله بن عبد الرَّحمَن، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(1)

.

• أخرجه التِّرمِذي (3474) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا علي بن مَعبد، قال: حدثنا عُبيد الله بن عَمرو الرَّقِّي، عن زيد بن أَبي أُنيسة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من قال في دبر صلاة الفجر، وهو ثاني رجليه، قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتبت له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم، إلا الشرك بالله» .

- ليس فيه: عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حسين.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (12266)، وتحفة الأشراف (11963).

والحديث؛ أخرجه البزار (4050).

ص: 279

- فوائد:

- قال المِزِّي، عقب رواية النَّسَائي: وهذا أولى بالصواب من حديث التِّرمِذي. «تحفة الأشراف» (11963).

- رواه عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ بن جبل

⦗ص: 281⦘

- ورواه عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حسين، وليث بن أبي سُلَيم، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وسلف ذلك في مسند معاذ بن جبل.

ص: 280

12292 -

عن عبد الله بن وَديعة، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من اغتسل، فأحسن الغسل، يوم الجمعة، أو تطهر، فأحسن الطهور، ثم لبس من صالح ثيابه، ومس ما كتب الله له من طيب أهله، ثم راح إلى الجمعة، ولم يفرق بين اثنين، غفر له ما بين الجمعتين، وزيادة ثلاثة أيام»

(1)

.

- وفي رواية: «من اغتسل يوم الجمعة فأحسن الغسل، ثم لبس من صالح ثيابه، ثم مس من دهن بيته ما كتب، أو من طيبه، ثم لم يفرق بين اثنين، كفر الله عنه ما بينه وبين الجمعة» .

قال محمد: فذكرته لعبادة بن عامر بن عَمرو بن حزم، فقال: صدق، وزيادة ثلاثة أيام

(2)

.

- في رواية ابن خزيمة: «قال سعيد: فذكرتها لعمارة بن عَمرو بن حزم، قال: صدق، وزيادة ثلاثة أيام» .

أخرجه الحُميدي (138) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» 5/ 177 (21872) قال: حدثنا يحيى. وفي 5/ 180 (21902) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث. و «ابن ماجة» (1097) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، وحوثرة بن محمد، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. و «ابن خزيمة» (1763) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثنا الليث. وفي (1764 و 1812) قال: حدثنا بُندَار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ لأحمد (21902).

ص: 281

ثلاثتهم (سفيان بن عُيينة، ويحيى بن سعيد، والليث بن سعد) عن محمد بن عَجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن وَديعة، فذكره

(1)

.

- في رواية الحميدي: «حدثنا سفيان، عن محمد بن عَجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري، أراه عن أبيه» .

- قال ابن خزيمة: قال لنا بندار: أحفظه من فيه: وعن أبيه، وهذا عندي وهم، والصحيح: عن سعيد، عن أبيه.

- وقال أيضا: قال بندار: أحفظه من فيه: عن أبيه.

قال أَبو بكر: لا أعلم أحدا تابع بُندارًا في هذا، والجواد قد يعثر في بعض الأوقات.

• أخرجه عبد الرزاق (5589) عن ابن عُيينة، عن ابن عَجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الله بن وَديعة

(2)

، عن أبي ذر، قال

(3)

:

«من اغتسل يوم الجمعة، فأحسن غسله، ولبس من صالح ثيابه، ومس ما كتب الله له من طيب أهله، أو دهنه، ثم راح إلى الجمعة، فلم يفرق بين اثنين، غفر له ما بين الجمعتين، وزيادة ثلاثة أيام» .

- موقوف، ولم يقل فيه سعيد:«عن أبيه» .

(1)

المسند الجامع (12267)، وتحفة الأشراف (11959)، وأطراف المسند (8051)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1477).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (479).

(2)

في المطبوعتين: «عبد الله بن وَديعة الحرزي» ، ولم تعرف هذه النسبة في مصادر ترجمته.

(3)

في طبعة المجلس العلمي: «عن أبي ذر، قال: وسمعت عبد الوَهَّاب بن أبي ذِئب، عن أبي ذر، قال» ، وفي طبعة الكتب العلمية (5606):«عن أبي ذر قال: وسمعه عبد الوَهَّاب من ابن أبي ذِئب، عن أبي ذر» .

- وابن أبي ذِئب لا رواية له عن أبي ذر، ولا عن الصحابة، لكنه روى الحديث عن سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن وَديعة، عن سلمان الفارسي، والله أعلم.

ص: 282

- فوائد:

- رواه ابن أبي ذِئب، عن سعيد المَقبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن وَديعة، عن سلمان الفارسي، وسلف برقم (4491).

- وانظر فوائده، وأقوال ابن أبي حاتم في «علل الحديث» (580 و 581)، والدارقُطني في «العلل» (1108 و 2045)، و «التتبع» (75)، هناك، لزاما.

- ورواه صالح بن كَيسان، عن سعيد المَقبُري، عن أَبيه، عن أَبي هريرة، ويأتي برقم (14169).

ص: 283

12293 -

عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، وكل تسبيحة صدقة، وتهليلة صدقة، وتكبيرة صدقة، وتحميدة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ أحدكم من ذلك كله، ركعتان يركعهما من الضحى»

(1)

.

⦗ص: 284⦘

- وفي رواية: «عن أبي الأسود الديلي، قال: بينما نحن عند أبي ذر، قال: يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقة، فله بكل صلاة صدقة، وصيام صدقة، وحج صدقة، وتسبيح صدقة، وتكبير صدقة، وتحميد صدقة، فعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الأعمال الصالحة، ثم قال: يجزئ أحدكم من ذلك ركعتا الضحى»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (30033 و 36190) قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا مهدي بن ميمون. و «أحمد» 5/ 167 (21807) قال: حدثنا عارم، وعفان، قالا: حدثنا مهدي بن ميمون. و «مسلم» 2/ 158 (1618) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، قال: حدثنا مهدي، وهو ابن ميمون. و «أَبو داود» (1286 و 5244) قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد. و «ابن خزيمة» (1225) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا مهدي، وهو ابن ميمون.

كلاهما (مهدي بن ميمون، وخالد بن عبد الله) عن واصل مولى أبي عُيينة، عن يحيى بن عُقَيل، عن يحيى بن يَعمَر، عن أبي الأسود الديلي، فذكره.

- قال ابن خزيمة تعليقا 2/ 372: وفي خبر أبي ذر: يصبح على كل سلامى من بني آدم صدقة، وقال في الخبر: ويجزئ من ذلك ركعتا الضحى.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لأبي داود (1286).

ص: 283

• أخرجه أحمد (21881) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام. و «أَبو داود» (1285 و 5243) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، عن عباد بن عباد (ح) وحدثنا مُسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، المعنى. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8979) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا هشام.

ثلاثتهم (هشام بن حسان، وعباد بن عباد، وحماد بن زيد) عن واصل مولى أبي عُيينة، عن يحيى بن عُقَيل، عن يحيى بن يَعمَر، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

⦗ص: 285⦘

«يصبح كل يوم على كل سلامى من ابن آدم صدقة، ثم قال: إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وتسليمك على الناس صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، ومباضعتك أهلك صدقة، قال: قلنا: يا رسول الله، أيقضي الرجل شهوته وتكون له صدقة؟ قال: نعم، أرأيت لو جعل تلك الشهوة فيما حرم الله عليه، ألم يكن عليه وزر؟ قلنا: بلى، قال: فإنه إذا جعلها فيما أحل الله، عز وجل، فهي صدقة، قال: وذكر أشياء صدقة صدقة، قال: ثم قال: ويجزئ من هذا كله ركعتا الضحى»

(1)

.

- وفي رواية: «يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة، تسليمه على من لقي صدقة، وأمره بالمعروف صدقة، ونهيه عن المنكر صدقة، وإماطته الأذى عن الطريق صدقة، وبضعه أهله صدقة، قالوا: يا رسول الله، يأتي شهوته، وتكون له صدقة؟ قال: أرأيت لو وضعها في غير حقها، أكان يأثم؟ قال: ويجزئ من ذلك كله ركعتان من الضحى» .

قال أَبو داود: ولم يذكر حماد الأمر والنهي

(2)

.

- ليس فيه: «عن أبي الأسود»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لأبي داود (5243).

(3)

المسند الجامع (12269)، وتحفة الأشراف (11928)، وأطراف المسند (8095 و 8105). والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (2121)، والبيهقي 3/ 47 و 10/ 94، والبغوي (1007).

ص: 284

• حديث جُبير بن نُفير، عن أبي الدرداء، وأبي ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

«عن الله، تبارك وتعالى، أنه قال: ابن آدم، اركع لي أربع ركعات من أول النهار، أكفك آخره» .

سلف في مسند عويمر أبي الدرداء، رضي الله عنه.

ص: 285

12294 -

عن عطاء بن يسار، عن أبي ذر، قال:

«أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة، لا أدعهن إن شاء الله تعالى أبدا: أوصاني بصلاة الضحى، وبالوتر قبل النوم، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر»

(1)

.

أخرجه أحمد (21851) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. و «النَّسَائي» 4/ 217، وفي «الكبرى» (2725) قال: أخبرنا علي بن حُجْر. و «ابن خزيمة» (1083 و 1221 و 2122) قال: حدثنا علي بن حُجْر السعدي.

كلاهما (سليمان، وعلي) عن إسماعيل بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن أبي حَرملة، عن عطاء بن يسار، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ للنسائي 4/ 217.

(2)

المسند الجامع (12270)، وتحفة الأشراف (11970)، وأطراف المسند (8063).

والحديث؛ أخرجه ابن المنذر في «الأوسط» (2614).

ص: 286

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن أَبي زُرعَة العراقي: عطاء بن يسار؛ قال الذهبي في «مختصر المستدرك» : ما أحسبه أدرك أبا ذر. «تحفة التحصيل» 1/ 230.

ص: 286

12295 -

عن أهبان، ابن امرأة أبي ذر، قال: سألتُ أَبا ذر: أي الرقاب أزكى؟ وأي الليل خير؟ وأي الأشهر أفضل؟ فقال أَبو ذر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، وأخبرك كما أخبرني؛

«قلت: يا رسول الله، أي الرقاب أزكى؟ وأي الليل خير؟ وأي الأشهر أفضل؟ فقال لي: أزكى الرقاب: أغلاها ثمنا، وخير الليل: جوفه، وأفضل الأشهر: شهر الله الذي تدعونه المحرم» .

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (4202) قال: أخبرنا الحسن بن مدرك، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أَبو عَوانة، عن داود بن عبد الله الأَوْدي، قال: حدثني حميد بن عبد الرَّحمَن الحميري، قال: حدثني أهبان ابن امرأة أبي ذر، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12271)، وتحفة الأشراف (11902).

والحديث؛ أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» 2/ 45.

ص: 286

- فوائد:

- قال البخاري: قال لي الصلت بن محمد: أخبرني ابن مهدي، سمع أبا عَوانة، عن داود بن عبد الله، عن حميد بن عبد الرَّحمَن، عن أهبان، ابن أخت أبي ذر؛ سألتُ أَبا ذر، أي الرقاب أزكى؟ قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أغلاها ثمنا، وخير الليل جوفه، وأفضل الشهور المحرم.

وقال لنا مُسدد: عن أبي عَوانة، عن عبد الملك، عن محمد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرَّحمَن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وعن أبي عَوانة، عن أبي بشر، عن حميد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ في الصلاة، والمحرم.

وقال ابن المبارك، وغُندَر: عن شعبة، عن أبي بشر، عن حميد، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل. «التاريخ الكبير» 2/ 45.

ص: 287

12296 -

عن أبي مسلم، قال: قلت لأبي ذر: أي قيام الليل أفضل؟ قال أَبو ذر:

«سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، (شك عوف) فقال: جوف الليل الغابر، أو نصف الليل، وقليل فاعله»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي مسلم، قال: قلت لأبي ذر: أي صلاة الليل أفضل؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نصف الليل، وقليل فاعله»

(2)

.

أخرجه أحمد (21888) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (1310) قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا إسحاق، وهو ابن يوسف الأزرق. و «ابن حِبَّان» (2564) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حِبَّان بن موسى، قال: حدثنا عبد الله.

⦗ص: 288⦘

ثلاثتهم (محمد بن جعفر، وإسحاق بن يوسف، وعبد الله بن المبارك) عن عوف بن أَبي جَميلة الأعرابي، عن مهاجر أبي خالد، عن أبي العالية، قال: حدثني أَبو مسلم، فذكره

(3)

.

- في رواية النَّسَائي: «عن أبي خالد، واسمه عندي مهاجر، وغيره يقول: أَبو مخلد» .

- وفي رواية ابن حبان: «عن المهاجر أبي مخلد» .

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للنسائي.

(3)

المسند الجامع (12272)، وتحفة الأشراف (12005)، وأطراف المسند (8127).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (2624)، والبيهقي 3/ 4، والبغوي (944).

ص: 287

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال عباس الدُّوري: قلت ليحيى بن مَعين: سمع أَبو العالية من أبي ذر؟ قال: لا، إنما يروي أَبو العالية عن أبي مسلم، عن أبي ذر.

قال: قلت ليحيى: من أَبو مسلم هذا؟ قال: لا أدري. «تاريخه» (3467).

ص: 288

12297 -

عن جَسْرة بنت دِجاجة؛ أنها انطلقت معتمرة، فانتهت إلى الربذة، فسمعت أبا ذر يقول:

«قام النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي في صلاة العشاء، فصلى بالقوم، ثم تخلف أصحاب له يصلون، فلما رأى قيامهم وتخلفهم انصرف إلى رحله، فلما رأى القوم قد أخلوا المكان رجع إلى مكانه فصلى، فجئت فقمت خلفه، فأومأ إلي بيمينه، فقمت عن يمينه، ثم جاء ابن مسعود، فقام خلفي وخلفه، فأومأ إليه بشماله، فقام عن شماله، فقمنا ثلاثتنا يصلي كل رجل منا بنفسه، ويتلو من القرآن ما شاء الله أن يتلو، فقام بآية من القرآن يرددها حتى صلى الغداة، فبعد أن أصبحنا أومأت إلى عبد الله بن مسعود: أن سله ما أراد إلى ما صنع البارحة، فقال ابن مسعود بيده: لا أسأله عن شيء حتى يحدث إلي، فقلت: بأبي أنت وأمي، قمت بآية من القرآن ومعك القرآن؟ لو فعل هذا بعضنا وجدنا عليه، قال: دعوت لأمتي، قال: فماذا أجبت، أو ماذا رد عليك؟ قال: أجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم طلعة تركوا الصلاة، قال: أفلا أبشر الناس؟ قال: بلى، فانطلقت معنقا قريبا من قذفة بحجر،

⦗ص: 289⦘

فقال عمر: يا رسول الله، إنك إن تبعث إلى الناس بهذا نكلوا عن العبادة، فناداه: أن ارجع، فرجع، وتلك الآية:{إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} »

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21827).

ص: 288

- وفي رواية: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقرأ بآية حتى أصبح، يركع بها، ويسجد بها: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} فلما أصبح قلت: يا رسول الله، ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت، تركع بها، وتسجد بها؟ قال: إني سألت ربي، عز وجل، الشفاعة لأمتي، فأعطانيها، وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله، عز وجل، شيئا»

(1)

.

- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية، فرددها حتى أصبح: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (8454) قال: حدثنا وكيع. وفي 11/ 498 (32427) قال: حدثنا محمد بن فضيل. و «أحمد» 5/ 149 (21654) قال: حدثنا محمد بن فضيل. وفي 5/ 156 (21716) قال: حدثنا وكيع. وفي 5/ 170 (21827) و 5/ 177 (21871) قال: حدثنا يحيى. وفي 5/ 170 (21828) قال: حدثنا مروان. و «ابن ماجة» (1350) قال: حدثنا بكر بن خلف، أَبو بشر، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «النَّسَائي» 2/ 177، وفي «الكبرى» (1084 و 11096) قال: أخبرنا نوح بن حبيب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان.

(1)

اللفظ لأحمد (21654).

(2)

اللفظ لأحمد (21716).

ص: 289

أربعتهم (وكيع بن الجراح، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن سعيد القطان، ومروان بن معاوية الفزاري) عن قدامة بن عبد الله العامري البكري، عن جَسْرة بنت دِجاجة، فذكرته

(1)

.

⦗ص: 290⦘

- في رواية محمد بن فضيل: «فليت العامري»

(2)

.

- قال ابن خزيمة تعليقا 1/ 585: باب إباحة ترديد الآية الواحدة في الصلاة مرارا عند التدبر والتفكر في القرآن، إن صح الخبر، فإن جَسْرة بنت دِجاجة قالت: سمعت أبا ذر يقول:

«قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح، يرددها، والآية: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}» .

(1)

المسند الجامع (12273)، وتحفة الأشراف (12012)، وأطراف المسند (8144)، ومَجمَع الزوائد 2/ 273، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1085).

والحديث؛ أخرجه البزار (4061 و 4062)، والبيهقي 3/ 14، والبغوي (915).

(2)

قال المِزِّي في «تهذيب الكمال» 23/ 547: قال أَبو نصر بن ماكولا: فليت العامري، عن جَسْرة بنت دِجاجة، واسمه قدامة بن عبد الله، وفيما قاله نظر، فإنه فليت بن خليفة، وكنيته أَبو حسان كما تقدم في ترجمته، والله أعلم. وقال ابن حجر في «تهذيب التهذيب» 8/ 364: لم ينفرد بذلك ابن ماكولا فقد سبقه إليه الدارقُطني، وفرق بينه وبين فليت بن خليفة الذي يكنى أبا حسان، وذكر ابن أبي خيثمة أن سفيان الثوري كان يسمي قدامة بن عبد الله العامري، فليتا.

ص: 289

- فوائد:

- قال البزار: هذا الكلام لا نعلم أحدًا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أَبو ذر، ولا نعلم له طريقا غير هذا الطريق، وقدامة بن عبد الله روى عنه عبد الواحد بن زياد، ومحمد بن عبيد، ومحمد بن فضيل وغيرهما، وجَسْرة بنت دِجاجة هذه فلا نعلم حدث عنها غير قدامة. «مسنده» (4062).

ص: 290

- كتاب الجنائز

12298 -

عن صعصعة بن معاوية، قال: أتيت أبا ذر قلت: ما مالك؟ قال: لي عملي، قلت: حدثني، قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من مُسلِمَيْن يموت بينهما ثلاثة من أولادهما، لم يبلغوا الحنث، إلا غفر الله لهما» .

قلت: حدثني، قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 291⦘

«ما من مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله، عز وجل، إلا استقبلته حجبة الجنة، كلهم يدعوه إلى ما عنده» .

قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن كانت رجالا فرجلين، وإن كانت إبلا فبعيرين، وإن كانت بقرا فبقرتين»

(1)

.

- وفي رواية: «عن صعصعة بن معاوية، قال: انتهيت إلى الربذة، فإذا أنا بأبي ذر قد تلقاني برواحل قد أوردها ثم أصدرها، وقد أعلق قربة في عنق بعير منها ليشرب، ويسقي أصحابه، وكان خلقا من أخلاق العرب، قلت: يا أبا ذر، ما لك؟ قال: لي عملي، قلت: إيه يا أبا ذر، ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنفق زوجين من ماله، ابتدرته حجبة الجنة» .

(1)

اللفظ لأحمد (21667 و 21668).

ص: 290

قلنا: ما هذان الزوجان؟ قال: إن كانت رجالا فرجلان، وإن كانت خيلا ففرسان، وإن كانت إبلا فبعيران، حتى عد أصناف المال كله.

قلت: يا أبا ذر إيه، ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من مُسلِمَيْن يتوفى لهما ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهم الله الجنة بفضل رحمته للصبية»

(1)

.

- وفي رواية: «عن صعصعة بن معاوية، قال: لقيت أبا ذر وهو يسوق جملا، أو يقوده، في عنقه قربة، فقلت: يا أبا ذر، ما مالك؟ قال: لي عملي، فقلت: ما مالك؟ قال: لي عملي، قلت: حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم أنفق زوجين من مال في سبيل الله، إلا ابتدرته حجبة الجنة»

(2)

.

⦗ص: 292⦘

- وفي رواية: «عن صعصعة بن معاوية؛ أنه لقي أبا ذر متوشحا قربة، قال: ما لك من الولد يا أبا ذر؟ قال: ألا أحدثك؟ قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم، وما من رجل أعتق مسلما، إلا جعل الله، عز وجل، كل عضو منه فكاكه لكل عضو منه»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21742 و 21743).

(2)

اللفظ للدارمي.

(3)

اللفظ للبخاري.

ص: 291

- وفي رواية: «عن صعصعة بن معاوية، عم الأحنف بن قيس، قال: قدمت الربذة فلقيت أبا ذر، فقلت: يا أبا ذر، ما مالك؟ قال: مالي عملي، قلت: يا أبا ذر، ألا تحدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مُسلِمَيْن يموت لهما ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم» .

وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من رجل أنفق زوجين من ماله في سبيل الله، إلا ابتدرته حجبة الجنة» .

قلت: وما زوجان من ماله؟ قال: عبدان من رقيقه، فرسان من خيله، بعيران من إبله

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (12006) و 5/ 348 (19894) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام بن حسان. و «أحمد» 5/ 151 (21667 و 21668) قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس. وفي 5/ 153 (21685 و 21686) قال: حدثنا عبد الملك بن عَمرو، قال: حدثنا قرة. وفي 5/ 159 (21742 و 21743) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن قرة. وفي 5/ 164 (21784 و 21785) قال: حدثنا عبد الرزاق، ويزيد، قالا: حدثنا هشام. و «الدَّارِمي» (2556) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا هشام.

(1)

اللفظ لابن حبان (4643).

ص: 292

و «البخاري» في «الأدب المفرد» (150) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا معتمر، قال: قرأت على الفضيل: عن أبي حريز. و «النَّسَائي» 4/ 24 و 6/ 48، وفي

⦗ص: 293⦘

«الكبرى» (2014 و 4379) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المُفَضَّل، عن يونس. و «ابن حِبَّان» (2940 و 4644) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين، قال: حدثنا شَيبان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جَرير بن حازم. وفي (4643) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حِبَّان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا جَرير بن حازم. وفي (4645) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أَبو عامر العَقَدي، قال: حدثنا قرة بن خالد.

خمستهم (هشام بن حسان، ويونس بن عبيد، وقرة بن خالد، وأَبو حَريز عبد الله بن الحسين، وجرير بن حازم) عن الحسن البصري، قال: حدثني صعصعة بن معاوية، فذكره

(1)

.

- صرح الحسن بالسماع عند ابن أبي شيبة، وأحمد (21742 و 21743 و 21784 و 21785)، والبخاري، وابن حبان (4645).

(1)

المسند الجامع (12274)، وتحفة الأشراف (11923 و 11924)، وأطراف المسند (8034)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1855).

والحديث؛ أخرجه البزار (3909: 3915)، وأَبو عَوانة (7482: 7487)، والطبراني (1644 و 1645)، والبيهقي 9/ 171.

ص: 292

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه الحسن البصري، واختُلِف عنه؛

فقال السري بن يحيى: عن الحسن، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مُرسلًا.

ورواه يونس بن عبيد، وحميد، وجرير بن حازم، وعَمرو بن صالح، وعامر بن عبد الواحد، وغيرهم، عن الحسن، عن صعصعة بن معاوية عم الأحنف بن قيس، عن أبي ذر، مرفوعًا.

وروي عن الوليد بن مسلم، عن سالم الخياط، عن الحسن، عن صعصعة بن معاوية، عن الأحنف بن قيس، عن أبي ذر، وهذا وهم، وإنما أراد أن يقول: عم الأحنف.

ورواه أشعث، عن الحسن، واختُلِف عنه؛

فقال أسباط: عن الأشعث، عن الحسن، عن صعصعة، عن أبي ذر، موقوفا

⦗ص: 294⦘

ورفعه قريش بن أنس، عن أشعث، عن الحسن، بهذا الإسناد.

والصواب: عن الحسن، عن صعصعة، عن أبي ذر متصلا. «العلل» (1151).

ص: 293

12299 -

عن أم ذر، قالت: لما حضرت أبا ذر الوفاة، قالت: بكيت، فقال: ما يبكيك؟ قالت: وما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض، ولا يد لي بدفنك، وليس عندي ثوب يسعك فأكفنك فيه، قال: فلا تبكي وأبشري، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان، أو ثلاثة، فيصبران ويحتسبان، فيريان النار أبدا» .

وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، يشهده عصابة من المؤمنين» .

وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية، أو جماعة، وإني أنا الذي أموت بفلاة، والله ما كذبت ولا كذبت

(1)

.

- وفي رواية: «عن أم ذر، قالت: لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: ما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض، وليس عندي ثوب يسعك كفنا، قال: فلا تبكي وأبشري، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، يشهده عصابة من المؤمنين» .

وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة

(2)

، وأنا الذي أموت بفلاة، والله ما كذبت ولا كذبت.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

تصحف في المطبوع إلى: «قرية جماعة» ، ويتكرر على الصواب بعد عدة أسطر.

ص: 294

فأبصري الطريق، قالت: وأنى، وقد ذهب الحاج، وانقطعت الطرق؟ قال: اذهبي فتبصري، قالت: فكنت أجيء إلى كثيب فأتبصر، ثم أرجع إليه فأمرضه،

⦗ص: 295⦘

فبينما أنا كذلك، إذا أنا برجال على رحالهم، كأنهم الرخم، فأقبلوا حتى وقفوا علي، وقالوا: ما لك أمة الله؟ قلت لهم: امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه؟ قالوا: من هو، فقلت: أَبو ذر، قالوا: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم، قالت: ففدوه بآبائهم وأمهاتهم، وأسرعوا إليه فدخلوا عليه، فرحب بهم، وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم:

«ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض، يشهده عصابة من المؤمنين» .

وليس من أولئك النفر أحد إلا هلك في قرية وجماعة، وأنا الذي أموت بفلاة، أنتم تسمعون إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي، أو لامرأتي، لم أكفن إلا في ثوب لي، أو لها، أنتم تسمعون إني أشهدكم أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا، أو عَرِيفا، أو بريدا، أو نقيبا، فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ذلك، إلا فتى من الأنصار، فقال: يا عم، أنا أكفنك، لم أصب مما ذكرت شيئا، أكفنك في ردائي هذا، وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي، فكفنه الأَنصاري في النفر الذين شهدوه منهم حجر بن الأدبر، ومالك بن الأشتر، في نفر كلهم يمان

(1)

.

أخرجه أحمد (21700 و 21701) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى. و «ابن حِبَّان» (6670) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح. وفي (6671) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا علي بن المديني.

ثلاثتهم (إسحاق، والحسن، وعلي) عن يحيى بن سليم، قال: حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر، عن أبيه، عن أم ذر، فذكرته.

(1)

اللفظ لابن حبان (6670).

ص: 294

• أخرجه أحمد (21799) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن إبراهيم، يعني ابن الأشتر؛ أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة، فبكت امرأته، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: أبكي أنه لا يد لي بنفسك، وليس عندي ثوب يسع لك كفنا، فقال: لا تبكي؛

⦗ص: 296⦘

«فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وأنا عنده في نفر، يقول: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، يشهده عصابة من المؤمنين» .

قال: فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وفرقة، فلم يبق منهم غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت، فراقبي الطريق، فإنك سوف ترين ما أقول، فإني والله ما كذبت ولا كذبت، قالت: وأنى ذلك وقد انقطع الحاج؟ قال: راقبي الطريق، قال: فبينا هي كذلك، إذا هي بالقوم تخد بهم رواحلهم، كأنهم الرخم، فأقبل القوم حتى وقفوا عليها، فقالوا: ما لك؟ قالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه وتؤجرون فيه، قالوا: ومن هو؟ قالت: أَبو ذر، ففدوه بآبائهم وأمهاتهم، ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه، فقال: أبشروا، أنتم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ما قال، أبشروا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من امرأين مسلمين هلك بينهما ولدان، أو ثلاثة، فاحتسبا وصبرا، فيريان النار أبدا» .

ثم قد أصبحت اليوم حيث ترون، ولو أن ثوبا من ثيابي يسعني لم أكفن إلا فيه، فأنشدكم الله، أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا، أو عَرِيفا، أو بريدا، فكل القوم كان قد نال من ذلك شيئا، إلا فتى من الأنصار كان مع القوم، قال: أنا صاحبك، ثوبان في عيبتي من غزل أمي، وأحد ثوبي هذين اللذين علي، قال: أنت صاحبي فكفني.

- لم يقل فيه إبراهيم بن الأشتر: «عن أبيه» ، وليس فيه:«أم ذر»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12275)، وأطراف المسند (8003 و 8145)، ومَجمَع الزوائد 9/ 331، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6921).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (984)، والبزار (4060)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 6/ 401.

ص: 295

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن عثمان بن خثيم مُنكر الحديث. انظر فوائد الحديث رقم (6590).

ص: 296

12300 -

عن شيخ بمكة، كان أصله روميا، عن أبي ذر، قال:

⦗ص: 297⦘

«كان رجل يطوف بالبيت يقول: أوه أوه، قال أَبو ذر: فخرجت ذات ليلة، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم في المقابر يدفن ذلك الرجل، ومعه مصباح» .

أخرجه ابن أبي شيبة (11947) قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي يونس الباهلي، قال: سمعت شيخا بمكة، كان أصله روميا يحدث، فذكره

(1)

.

(1)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (1964)، والمطالب العالية (822).

والحديث؛ أخرجه الطبري 12/ 42، والبيهقي في «شعب الإيمان» (580).

ص: 296

- كتاب الزكاة

12301 -

عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر، قال:

«انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني مقبلا، قال: هم الأخسرون ورب الكعبة، فقلت: ما لي؟ لعلي أنزل في شيء، من هم فداك أبي وأمي؟ قال: الأكثرون أموالا، إلا من قال هكذا، فحثا بين يديه، وعن يمينه، وعن شماله، قال: ثم قال: والذي نفسي بيده، لا يموت أحد منكم، فيدع إبلا، أو بقرا، أو غنما، لم يؤد زكاتها، إلا جاءته يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه، تطؤه بأخفافها، وتنطحه بقرونها، كلما نفدت أخراها، أعيدت عليه أولاها، حتى يقضى بين الناس»

(1)

.

- وفي رواية: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل الكعبة، فقال: هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة، فأخذني غم وجعلت أتنفس، قال: قلت: هذا شيء حدث في، قال: قلت: من هم فداك أبي وأمي؟ قال: الأكثرون، إلا من قال في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا، وقليل ما هم، ما من رجل يموت فيترك غنما، أو إبلا، أو بقرا، لم يؤد زكاتها، إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما تكون وأسمن، حتى تطأه بأظلافها، وتنطحه بقرونها، حتى يقضى بين الناس، ثم تعود أولاها على أخراها»

⦗ص: 298⦘

وقال ابن نُمير: «كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها»

(2)

.

- وفي رواية: «انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني، قال: هم الأخسرون ورب الكعبة، قال: فجئت حتى جلست، فلم أتقار أن قمت، فقلت: يا رسول الله، فداك أبي وأمي، من هم؟ قال: هم الأكثرون أموالا، إلا من قال هكذا، وهكذا، وهكذا، من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، وقليل ما هم، ما من صاحب إبل، ولا بقر، ولا غنم، لا يؤدي زكاتها، إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت، وأسمنه، تنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها، كلما نفدت أخراها، عادت عليه أولاها، حتى يقضى بين الناس»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21823).

(2)

اللفظ لأحمد (21678).

(3)

اللفظ لمسلم (2263).

ص: 297

- وفي رواية: «انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده، أو والذي لا إله غيره، أو كما حلف، ما من رجل تكون له إبل، أو بقر، أو غنم، لا يؤدي حقها، إلا أتي بها يوم القيامة أعظم ما تكون وأسمنه، تطؤه بأخفافها، وتنطحه بقرونها، كلما جازت أخراها ردت عليه أولاها، حتى يقضى بين الناس»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي ذر، قال: انتهيت إليه وهو يقول، في ظل الكعبة: هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة، قلت: ما شأني؟ أيرى في شيء، ما شأني؟ فجلست إليه، وهو يقول، فما استطعت أن أسكت، وتغشاني ما شاء الله، فقلت: من هم بأبي أنت وأمي، يا رسول الله؟ قال: الأكثرون أموالا، إلا من قال هكذا، وهكذا، وهكذا»

(2)

.

- وفي رواية: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: هم الأسفلون ورب الكعبة، قلت: من هم يا رسول الله؟ قال: الأكثرون، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا، وقليل ما هم»

(3)

.

⦗ص: 299⦘

- وفي رواية: «والذي نفسي بيده، لا يموت رجل فيدع إبلا، أو بقرا، أو غنما، لم يؤد زكاتها، إلا مثلت له يوم القيامة أعظم ما تكون وأسمنه، تنطحه بقرونها، وتطؤه بأخفافها، كلما ذهب أخراها رجع أولاها، كذلك حتى يقضي الله بين الناس»

(4)

.

أخرجه الحُميدي (140) قال: حدثنا سفيان. و «ابن أبي شيبة» (35527) قال: حدثنا أَبو معاوية، وابن نُمير، ووكيع. و «أحمد» 5/ 152 (21678) قال: حدثنا محمد بن عبيد، وابن نُمير، المعنى.

(1)

اللفظ للبخاري (1460).

(2)

اللفظ للبخاري (6638).

(3)

اللفظ للحميدي.

(4)

اللفظ لابن حبان.

ص: 298

وفي 5/ 157 (21728 و 21730) و 5/ 158 (21741) قال: حدثنا وكيع. وفي 5/ 169 (21823) قال: حدثنا أَبو معاوية. و «الدَّارِمي» (1742) قال: أخبرنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا أَبو الأحوص. و «البخاري» 2/ 119 (1460) و 8/ 130 (6638) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي. و «مسلم» 3/ 74 (2263) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وفي 3/ 75 (2264) قال: وحدثناه أَبو كُريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «ابن ماجة» (1785) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. و «التِّرمِذي» (617) قال: حدثنا هَنَّاد بن السَّري، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «النَّسَائي» 5/ 10، وفي «الكبرى» (2232) قال: أخبرنا هَنَّاد بن السَّري، في حديثه، عن أبي معاوية. وفي 5/ 29، وفي «الكبرى» (2248) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا وكيع. و «ابن خزيمة» (2251) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وجعفر بن محمد الثعلبي، قالا: حدثنا وكيع. و «ابن حِبَّان» (3256) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، قال: حدثنا داود الطائي.

ثمانيتهم (سفيان بن عُيينة، وأَبو معاوية، وابن نُمير، ووكيع، ومحمد بن عبيد، وأَبو الأحوص، وحفص بن غياث، وداود الطائي) عن سليمان الأعمش، عن المعرور بن سويد، فذكره

(1)

.

⦗ص: 300⦘

- قال التِّرمِذي: حديث أبي ذر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، واسم أبي ذر: جُندب بن السكن، ويقال: ابن جنادة.

- سليمان بن مهران الأَعمش لم يُصرح بالسماع.

(1)

المسند الجامع (12276)، وتحفة الأشراف (11981)، وأطراف المسند (8084).

والحديث؛ أخرجه البزار (3993)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (1715)، والبيهقي 4/ 97 و 10/ 27، والبغوي (1559).

ص: 299

12302 -

عن الأحنف بن قيس، قال: قدمت المدينة، فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش، إذ جاء رجل أخشن الثياب، أخشن الجسد، أخشن الوجه، فقام عليهم، فقال: بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم، فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه، ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل، قال: فوضع القوم رؤوسهم، فما رأيت أحدا منهم رجع إليه شيئا، قال: فأدبر، واتبعته حتى جلس إلى سارية، فقلت: ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم، قال: إن هؤلاء لا يعقلون شيئا؛

«إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم دعاني فأجبته، فقال: أترى أحدا؟ فنظرت ما علي من الشمس، وأنا أظن أنه يبعثني في حاجة له، فقلت: أراه، فقال: ما يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقه كله، إلا ثلاثة دنانير» .

ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئا، قال: قلت: ما لك ولإخوتك من قريش، لا تعتريهم، وتصيب منهم؟ قال: لا، وربك لا أسألهم عن دنيا، ولا أستفتيهم عن دين، حتى ألحق بالله ورسوله

(1)

.

- وفي رواية: «عن الأحنف بن قيس، قال: كنت في نفر من قريش، فمر أَبو ذر وهو يقول: بشر الكانزين بكي في ظهورهم يخرج من جنوبهم، وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم، قال: ثم تنحى فقعد، قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أَبو ذر، قال: فقمت إليه، فقلت: ما شيء سمعتك تقول قبيل؟ قال: ما قلت إلا شيئًا قد سمعته من نبيهم صلى الله عليه وسلم قال: قلت: ما تقول في هذا العطاء؟ قال: خذه، فإن فيه اليوم معونة، فإذا كان ثمنا لدينك فدعه»

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم (2269).

(2)

اللفظ لمسلم (2270).

ص: 300

- وفي رواية: «عن الأحنف بن قيس: قال: قدمت المدينة، وأنا أريد العطاء من عثمان بن عفان، فجلست إلى حلقة من حلق قريش، فجاء رجل عليه أسمال له، قد لف ثوبا على رأسه، قال: بشر الكنازين بكي في الجباه، وبكي في الظهور، وبكي في الجنوب، ثم تنحى إلى سارية فصلى خلفها ركعتين، فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا أَبو ذر، فقلت له: ما شيء سمعتك تنادي به؟ قال: ما قلت لهم إلا شيئًا سمعوه من نبيهم صلى الله عليه وسلم فقلت: يرحمك الله، إني كنت آخذ العطاء من عمر، فما ترى؟ قال: خذه، فإن فيه اليوم معونة، ويوشك أن يكون دينا، فإذا كان دينا فارفضه»

(1)

.

أخرجه أحمد (21755) قال: حدثنا إسماعيل، عن الجُريري، عن أبي العلاء بن الشخير. وفي 5/ 167 (21802) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أَبو الأشهب، قال: حدثنا خليد العصري. قال أَبو جزي: أين لقيت خليدا؟ قال: لا أدري. وفي 5/ 169 (21817) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا أَبو نَعامة. وفي (21818) قال: حدثنا أَبو كامل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا أَبو نَعامة السعدي، فذكره بإسناده ومعناه، ولم يذكر:«إلا شيئًا سمعوه من نبيهم صلى الله عليه وسلم» ، ولا أرى عفان إلا وهم، وذهب إلى حديث أبي الأشهب، لأن عفان زاده، ولم يكن عندنا. و «البخاري» 2/ 107 (1407 و 1408) قال: حدثنا عياش، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا الجُريري، عن أبي العلاء (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الجُريري، قال: حدثنا أَبو العلاء بن الشخير. و «مسلم» 3/ 76 (2269) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجُريري، عن أبي العلاء. وفي 3/ 77 (2270) قال: وحدثنا شَيبان بن فَرُّوخ، قال: حدثنا أَبو الأشهب، قال: حدثنا خليد العصري. و «ابن حِبَّان» (3259) قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا مُؤَمَّل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن الجُريري، عن أبي العلاء. وفي (3260) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا شَيبان بن فَرُّوخ، قال: حدثنا أَبو الأشهب، قال: حدثنا خليد العصري

⦗ص: 302⦘

ثلاثتهم (أَبو العلاء بن الشخير، يزيد بن عبد الله، وخليد، وأَبو نَعامة السعدي) عن الأحنف بن قيس، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21817).

(2)

المسند الجامع (12277)، وتحفة الأشراف (11900)، وأطراف المسند (8004 و 8006).

والحديث؛ أخرجه البزار (3901 و 3902)، والبيهقي 6/ 359.

ص: 301

12303 -

عن الأحنف بن قيس، قال: كنت بالمدينة، فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه، قال: قلت: من أنت؟ قال: أنا أَبو ذر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت: ما يفر الناس؟ قال: إني أنهاهم عن الكنوز، بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

- وفي رواية: «عن الأحنف بن قيس، قال: بينما أنا في حلقة إذ جاء أَبو ذر، فجعلوا يفرون منه، فقلت: لم يفر منك الناس؟ قال: إني أنهاهم عن الكنوز الذي كان ينهاهم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

أخرجه أحمد (21782) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي 5/ 176 (21867) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي.

كلاهما (عبد الرزاق، وعبد الرَّحمَن) عن سفيان الثوري، عن المغيرة بن النعمان، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد بن الأقنع الباهلي، قال: حدثنا الأحنف بن قيس، فذكره

(2)

.

• أَخرجه ابن أَبي شيبة (10798 و 35836 و 38455) قال: حدثنا محمد ابن بشر، قال: حدثنا سفيان، عن المغيرة بن النعمان، عن عبد الله بن الأَقنَع الباهلي، عن الأَحنف بن قيس، قال: كُنتُ جَالسًا في مسجد المدينة، فأَقبل رجل لا تَراه حَلْقَةٌ إِلا فَروا منه، حتى انتهى إِلى الحَلْقة التي كُنتُ فيها، فَثَبَتُّ وفَرُّوا، فقلتُ: من أَنت؟ قال: أَبو ذَر، صَاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقلتُ: ما يُفِرُّ الناسَ منك؟ قال: إِني أَنهاهم عن الكُنوز، قال: قلتُ: إِن أُعطياتِنا قد بلغت وارتَفَعت،

⦗ص: 303⦘

فَتخافُ علينا منها؟ قال: أَما اليوم فلا، ولكنها يُوشِك أَن تكون أَثمانَ دينِكم، فَدعوهم وإياها. «موقوف» .

(1)

لفظ (21782).

(2)

المسند الجامع (12278)، وأطراف المسند (8005).

ص: 302

12304 -

عن مَرثد، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا، وكسبه من طيب»

(1)

.

أخرجه ابن ماجة (4130) قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري. و «ابن حِبَّان» (3331) قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا عبد الله بن الرومي.

كلاهما (العباس، وعبد الله بن الرومي) عن النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل سماك بن الوليد الحنفي، عن مالك بن مَرثد، عن أبيه، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (12279)، وتحفة الأشراف (11978).

والحديث؛ أخرجه البزار (4071).

ص: 303

12305 -

عن النعمان الغِفاري، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«يا أبا ذر، اعقل ما أقول لك، لعناق يأتي رجلا من المسلمين خير له من أحد ذهبا يتركه وراءه، يا أبا ذر، اعقل ما أقول لك، إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال كذا وكذا، اعقل يا أبا ذر ما أقول لك، إن الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، أو إن الخيل في نواصيها الخير» .

أخرجه أحمد (21903) قال: حدثنا هارون بن معروف، (قال عبد الله بن أحمد: وسمعتُه أنا من هارون)، قال: وحدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عَمرو، عن الحارث بن يعقوب، عن أبي الأسود الغِفاري، عن النعمان الغِفاري، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12280)، وأطراف المسند (8092)، ومَجمَع الزوائد 3/ 133 و 5/ 258.

والحديث؛ أخرجه سعيد بن منصور (2432)، والطبري في «تهذيب الآثار» (405).

ص: 303

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال الدَّارِمي: قلت ليحيى بن مَعين: أَبو الأسود الغِفاري، عن النعمان الغِفاري، عن أبي ذر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا ذر، اعقل، من هما؟ فقال: ما أعرفهما. «تاريخه» (954).

ص: 304

12306 -

عن عبد الله بن صامت، قال: كنت مع أبي ذر، وقد خرج عطاؤه، ومعه جارية له، فجعلت تقضي حوائجه، وقال مرة: نقضي، قال: ففضل معه فضل، قال: أحسبه قال: سبع، قال: فأمرها أن تشتري بها فلوسا، قلت: يا أبا ذر، لو ادخرته للحاجة تنوبك، وللضيف يأتيك، فقال:

«إن خليلي عهد إلي أن: أيما ذهب، أو فضة، أوكي عليه، فهو جمر على صاحبه يوم القيامة، حتى يفرغه إفراغا في سبيل الله»

(1)

.

أخرجه أحمد (21712) قال: حدثنا عفان. وفي 5/ 165 (21793) و 5/ 175 (21861) قال: حدثنا يزيد.

كلاهما (عفان، ويزيد بن هارون) عن همام بن يحيى، عن قتادة بن دعامة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن عبد الله بن الصامت، فذكره

(2)

.

(1)

لفظ (21861).

(2)

المسند الجامع (12281)، وأطراف المسند (8046)، ومَجمَع الزوائد 10/ 240، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7270).

والحديث؛ أخرجه البزار (3926)، والطبراني (1634).

ص: 304

12307 -

عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن أبي ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو حبيبي، يقول:

«في الإبل صدقتها، من جمع دينارا، أو درهما، أو تبرا، أو فضة، لا يعده لغريم، ولا ينفقه في سبيل الله، فهو كي يكوى به يوم القيامة»

(1)

.

⦗ص: 305⦘

- وفي رواية: «في الإبل صدقتها، وفي الغنم صدقتها، وفي البقر صدقتها،

وفي البر

(2)

صدقته».

أخرجه ابن أبي شيبة (10803) قال: حدثنا زيد بن حباب، قال: حدثني موسى بن عُبيدة. و «أحمد» 5/ 179 (21890) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جُريج.

كلاهما (موسى بن عُبيدة، وابن جُريج) عن عمران بن أبي أنس، عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري، فذكره

(3)

.

- في رواية ابن جُريج: «عن عمران بن أبي أنس، بلغه عنه» .

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

في جميع النسخ الخطية، و «غاية المَقصد في زوائد المسند» الورقة (98)، و «جامع المسانيد والسنن» 5/ الورقة (145)، و «أطراف المسند» (8069)، وطبعتي عالم الكتب، والمكنز (21958):«البر» ، بالراء، وعلى حاشية النسخة الخطية الظاهرية (5)، وطبعة الرسالة (21557):«البز» ، بالزاي.

- والحديث؛ أخرجه الدارقُطني في «السنن» (1932)، وعنده:«وفي البز صدقته، قالها بالزاي» .

(3)

المسند الجامع (12286)، وأطراف المسند (8069)، ومَجمَع الزوائد 3/ 62 و 3/ 72، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2058).

والحديث؛ أخرجه البزار (3895 و 3896)، والدارقُطني (1932: 1934)، والبيهقي 4/ 147.

ص: 304

- فوائد:

- قال التِّرمِذي: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جُريج، عن عمران بن أبي أنس، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن أبي ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في الإبل صدقتها، وفي البر صدقته.

سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا الحديث؟ فقال: ابن جُريج لم يسمع من عمران بن أبي أنس، يقول: حدثت عن عمران بن أبي أنس. «ترتيب علل التِّرمِذي» (171).

ص: 305

- كتاب الحج

12308 -

عن يزيد بن شريك، عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال:

«كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة»

(1)

.

- وفي رواية: «قال أَبو ذر، رضي الله عنه: لا تصلح المتعتان إلا لنا خاصة، يعني متعة النساء، ومتعة الحج»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي ذر، قال في متعة الحج: ليست لكم، ولستم منها في شيء، إنما كانت رخصة لنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم»

(3)

.

- وفي رواية: «عن عبد الرَّحمَن بن أبي الشعثاء، قال: كنت مع إبراهيم النَّخَعي، وإبراهيم التيمي، فقلت: لقد هممت أن أجمع العام الحج والعمرة، فقال

⦗ص: 307⦘

إبراهيم: لو كان أَبوك لم يهم بذلك، قال: وقال إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: إنما كانت المتعة لنا خاصة»

(4)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (13894 و 16032) قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش. وفي (13895) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، عن سفيان، عن عياش العامري.

(1)

اللفظ لمسلم (2937).

(2)

اللفظ لمسلم (2939).

(3)

اللفظ للنسائي 5/ 179 (3778).

(4)

اللفظ للنسائي 5/ 180.

ص: 306

و «مسلم» 4/ 46 (2937) قال: حدثنا سعيد بن منصور، وأَبو بكر بن أبي شيبة، وأَبو كُريب، قالوا: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش. وفي (2938) قال: وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، عن سفيان، عن عياش العامري. وفي (2939) قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن فضيل، عن زبيد. وفي 4/ 47 (2940) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جرير، عن بيان. و «ابن ماجة» (2985) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش. و «النَّسَائي» 5/ 179، وفي «الكبرى» (3777) قال: أخبرنا عَمرو بن يزيد، عن عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، وعياش العامري. وفي 5/ 179، وفي «الكبرى» (3778) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت عبد الوارث بن أبي حنيفة. وفي 5/ 179، وفي «الكبرى» (3779) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: أنبأنا غُندَر، عن شعبة، عن سليمان. وفي 5/ 180، وفي «الكبرى» (3780) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل بن مهلهل، عن بيان، عن عبد الرَّحمَن بن أبي الشعثاء.

ستتهم (سليمان الأعمش، وعياش العامري، وزبيد الإيامي، وبيان بن بشر، وعبد الوارث بن أبي حنيفة، وعبد الرَّحمَن بن أبي الشعثاء) عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12287)، وتحفة الأشراف (11995).

والحديث؛ أخرجه البزار (4001: 4009)، وأَبو عَوانة (3343: 3348)، والطبراني في «الأوسط» (1721 و 2120 و 3320)، والدارقُطني (2520 و 2522)، والبيهقي 5/ 22.

ص: 307

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه الأعمش، وعياش بن عَمرو العامري، وأَبو حصين، وعبد الرَّحمَن بن أبي الشعثاء المحاربي، وأَبو سعد البقال، وحبيب بن حسان، عن إبراهيم بن يزيد، عن أبيه، عن أبي ذر.

واختلف عن عبد الرَّحمَن بن الأسود؛

فرواه مالك بن مِغْوَل، عن عبد الرَّحمَن بن الأسود، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر.

وخالفه محمد بن إسحاق، فرواه عن عبد الرَّحمَن بن الأسود، عن عبد الرَّحمَن بن سليم المحاربي، وهو عبد الرَّحمَن بن أبي الشعثاء، عن يزيد بن شريك، عن أبي ذر.

ورواه معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عُبيد الله، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عثمان بن عفان، ووهم فيه.

والصحيح حديث أبي ذر.

وقد ذكرنا حديث معاوية بن إسحاق في مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه.

واختلف عن الأعمش فيه؛

فقال صالح بن موسى: عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر.

وهذا وهم، والصواب ما رواه أصحاب الأعمش عنه، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر.

كذلك قال مفضل بن مهلهل، وأسباط بن محمد، وأَبو معاوية، والثوري، وحفص بن غياث، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وداود الطائي، وغيرهم. «العلل» (281 و 1127، وهذا لفظه).

ص: 308

12309 -

عن المُرَقِّع، عن أبي ذر، أنه قال:

«إنما كان فسخ الحج من رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا خاصة»

(1)

.

⦗ص: 309⦘

- وفي رواية: «عن المُرَقِّع، عن أبي ذر، قال: ليس لأحد أن يهل بالحج، ثم يجعلها عمرة، إلا للركب الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم» .

أخرجه الحُميدي (132 و 135) قال: حدثنا سفيان. و «ابن أبي شيبة» (16033) قال: حدثنا أَبو خالد الأحمر.

كلاهما (سفيان بن عُيينة، وأَبو خالد الأحمر سليمان بن حَيَّان) عن يحيى بن سعيد، عن المُرَقِّع، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

المسند الجامع (12288).

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (2523: 2525)، والبيهقي 4/ 345 و 5/ 41.

ص: 308

12310 -

عن سليم بن الأسود؛ أن أبا ذر كان يقول فيمن حج ثم فسخها بعمرة:

«لم يكن ذلك إلا للركب الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

أخرجه أَبو داود (1807) قال: حدثنا هَنَّاد، يعني ابن السَّري

(1)

، عن ابن أبي زائدة، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرَّحمَن بن الأسود، عن سليم بن الأسود، فذكره

(2)

.

(1)

في «تحفة الأشراف» : «مُسدد» ، بدل «هناد» .

(2)

المسند الجامع (12289)، وتحفة الأشراف (11920).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 5/ 22.

ص: 309

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ محمد بن إِسحاق بن يسار، صاحب السِّيرة، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (9425).

ص: 309

- كتاب الصيام

12311 -

عن عوف بن مالك، عن أبي ذر، أنه قال:

«يا رسول الله، ما الصوم؟ قال: قرض مجزي» .

أخرجه أحمد (21693) قال: حدثنا أَبو كامل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن معبد بن هلال، قال: حدثني رجل في مسجد دمشق، عن عوف بن مالك، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12290)، وأطراف المسند (8066)، ومَجمَع الزوائد 3/ 181، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (337)، والمطالب العالية (646).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (53).

ص: 309

- فوائد:

- سلف من رواية عبيد بن الخشخاش، وأبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر، ضمن حديث طويل.

ص: 310

12312 -

عن حاتم بن أَبي عَدي، أو عَدي بن حاتم الحِمصي، عن أبي ذر، قال:

«قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أريد أن أبيت عندك الليلة، فأصلي بصلاتك، قال: لا تستطيع صلاتي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل، فستر بثوب وأنا محول عنه، فاغتسل، ثم فعلت مثل ذلك، ثم قام يصلي، وقمت معه، حتى جعلت أضرب برأسي الجدرات من طول صلاته، ثم أتاه بلال للصلاة، فقال: أفعلت؟ قال: نعم، قال: إنك يا بلال لتؤذن إذا كان الصبح ساطعا في السماء، وليس ذلك الصبح، إنما الصبح هكذا معترضا، ثم دعا بسحور فتسحر»

(1)

.

- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال: أنت يا بلال تؤذن إذا كان الصبح ساطعا في السماء، فليس ذلك بالصبح، إنما الصبح هكذا معترضا، ثم دعا بسحوره فتسحر، وكان يقول: لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور، وعجلوا الفطر»

(2)

.

- وفي رواية: «لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار، وأخروا السحور» .

أخرجه أحمد (21637) و 5/ 172 (21839) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، عن سالم بن غَيلان. وفي 5/ 171 (21835) قال: حدثنا يحيى بن غَيلان، قال: حدثنا رِشْدِين، يعني ابن سعد، قال: حدثني عَمرو بن الحارث (ح) قال

(3)

: وحدثني رِشْدِين، عن سالم بن غَيلان التجيبي حدثه

⦗ص: 311⦘

كلاهما (سالم بن غَيلان، وعَمرو بن الحارث) عن سليمان بن أبي عثمان، عن عَدي بن حاتم الحِمصي، فذكره

(4)

.

- في رواية رِشْدِين: «حاتم بن أَبي عَدي، أو عَدي بن حاتم الحِمصي» .

(1)

لفظ (21835).

(2)

لفظ (21839).

(3)

القائل؛ هو يحيى بن غَيلان.

(4)

المسند الجامع (12291)، وأطراف المسند (8061)، ومَجمَع الزوائد 3/ 172، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2277).

والحديث؛ أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» 4/ 117.

ص: 310

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: سليمان بن أبي عثمان، التجيبي، عن حاتم بن عَدي، روى عنه سالم بن غَيلان، إسناده مجهول. «التاريخ الكبير» 4/ 29.

- وتبعه ابن أبي حاتم، فقال: سليمان بن أبي عثمان، التجيبي، روى عن حاتم بن عَدي، روى عنه سالم بن غَيلان، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هؤلاء مجهولون. «الجرح والتعديل» 4/ 29.

ص: 311

12313 -

عن أبي عثمان، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من صام ثلاثة أيام من كل شهر، فذلك صوم الدهر، فأنزل الله، عز وجل، تصديق ذلك في كتابه: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} فاليوم بعشرة أيام»

(1)

.

- وفي رواية: «من صام ثلاثة أيام من كل شهر، فقد صام الدهر كله»

(2)

.

أخرجه أحمد (21626) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل. و «ابن ماجة» (1708) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «التِّرمِذي» (762) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «النَّسَائي» 4/ 219، وفي «الكبرى» (2730) قال: أخبرنا علي بن الحسن اللاني، بالكوفة، عن عبد الرحيم، وهو ابن سليمان.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

اللفظ لأحمد.

ص: 311

ثلاثتهم (إسرائيل بن يونس، وأَبو معاوية الضرير، وعبد الرحيم) عن عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي عثمان النهدي، فذكره.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ، وقد روى شعبة هذا الحديث، عن أبي شمر، وأبي التياح، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

• أخرجه النَّسَائي 4/ 219، وفي «الكبرى» (2731) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: حدثنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن رجل، قال: قال أَبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من صام ثلاثة أيام من كل شهر، فقد تم له صوم الشهر، أو فله صوم الشهر» . شك عاصم.

- زاد فيه: «عن رجل»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12292)، وتحفة الأشراف (11967)، وأطراف المسند (8121).

والحديث؛ أخرجه البزار (3904)، والبغوي (1801).

ص: 312

- فوائد:

- قال البزار: هكذا رواه عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي ذر.

ورواه ثابت البُنَاني، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة. «مسنده» (3904).

- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام ثلاثة أيام فقد صام الشهر.

ورواه ثابت، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبي: حديث أبي ذر أشبه؛ لأنه يروى هذا الكلام عن أبي ذر بإسناد آخر، وثابت أحفظ من عاصم. «علل الحديث» (690).

- وقال الدارقُطني: يرويه عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي عثمان، عن أبي ذر.

يرويه أصحاب عاصم عنه كذلك.

وخالفهم شَيبان، فرواه عن عاصم، وأدخل بين أبي عثمان وبين أبي ذر رجلا لم يُسَمِّه

⦗ص: 313⦘

ورواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة.

وحديث أبي ذر أشبه بالصواب.

لم يحفظ الشيخ في الوقت، ثم قال: حماد، عن ثابت. «العلل» (1141).

- قال ابن حجر: عبد الرَّحمَن بن مل، أَبو عثمان النهدي، قال ابن المديني: هاجر إلى المدينة بعد موت أَبي بكر، ووافق استخلاف عمر، فسمع منه، ولم يسمع من أبي ذر. «تهذيب التهذيب» 6/ 278.

ص: 312

12314 -

عن رجل من بني تميم، قال: كنا عند باب معاوية بن أبي سفيان، وفينا أَبو ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، صوم الدهر، ويذهب مغلة الصدر، قال: قلت: وما مغلة الصدر؟ قال: رجس الشيطان» .

أخرجه أحمد (21692) قال: حدثنا أَبو كامل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن رجل من بني تميم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12293)، وأطراف المسند (8138)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2203).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (484)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3573).

ص: 313

12315 -

عن مَرثد بن عبد الله، قال: سألتُ أَبا ذر، قلت: كنت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر؟ قال: أنا كنت أسأل الناس عنها، قال:

«قلت: يا رسول الله، أخبرني عن ليلة القدر، أفي رمضان هي، أو في غيره؟ قال: بل هي في رمضان، قال: قلت: تكون مع الأنبياء ما كانوا، فإذا قبضوا رفعت، أم هي إلى يوم القيامة؟ قال: بل هي إلى يوم القيامة، قال: قلت: في أي رمضان هي؟ قال: التمسوها في العشر الأول، أو العشر الأواخر، ثم حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث، ثم اهتبلت غفلته، فقلت: في أي العشرين هي؟ قال: ابتغوها في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها، ثم حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث، ثم اهتبلت غفلته، فقلت: يا رسول الله، أقسمت عليك بحقي عليك، لما أخبرتني في أي العشر هي؟ قال: فغضب علي غضبا لم يغضب مثله منذ صحبته، أو صاحبته، كلمة نحوها، قال: التمسوها في السبع الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها»

(1)

.

- في رواية ابن خزيمة: «أقسمت عليك لتخبرني، أو لما أخبرتني: في أي العشرين هي؟ قال: فغضب علي ما غضب علي مثله قبله ولا بعده، ثم قال: إن الله لو شاء أطلعكم عليها، التمسوها في السبع الأواخر» .

أخرجه أحمد (21831) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (3413) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. و «ابن خزيمة» (2170) قال: حدثنا أَبو موسى، محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، يعني ابن مهدي.

كلاهما (يحيى، وابن مهدي) عن عكرمة بن عمار، قال: حدثني أَبو زميل، سماك الحنفي، قال: حدثني مالك بن مَرثد بن عبد الله الزِّمَّاني، قال: حدثني أبي مَرثد، فذكره.

• أخرجه ابن أبي شيبة (8755 و 9606) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. و «ابن حِبَّان» (3683) قال: أخبرنا ابن سلم، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم.

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 314

كلاهما (سفيان، والوليد) عن عبد الرَّحمَن بن عَمرو الأَوزاعي، عن مَرثد بن أبي مَرثد، عن أبيه، قال: كنت مع أبي ذر عند الجمرة الوسطى، فسألته عن ليلة القدر؟ فقال: كان أسأل الناس عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا؛

«قلت: يا رسول الله، ليلة القدر كانت تكون على عهد الأنبياء، فإذا ذهبوا رفعت؟ قال: لا، ولكن تكون إلى يوم القيامة، قال: قلت: يا رسول الله، فأخبرنا بها، قال: لو أذن لي فيها لأخبرتكم، ولكن التمسوها في أحد السبعين، ثم لا تسألني عنها بعد مقامي، أو مقامك هذا، ثم أخذ في حديث، فلما انبسط قلت: يا رسول الله، أقسمت عليك إلا حدثتني بها، قال أَبو ذر: فغضب علي غضبة لم يغضب علي قبلها، ولا بعدها مثلها»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي مَرثد، قال: جلست عند أبي ذر عند الجمرة الوسطى، فدنوت منه حتى كادت ركبتي تمس ركبتيه، فقلت: أخبرني عن ليلة القدر، فقال: أنا كنت أسأل الناس عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقلت: يا رسول الله، أخبرني عن ليلة القدر تكون في زمان الأنبياء، ينزل عليهم الوحي، فإذا قبضوا رفعت؟ فقال: بل هي إلى يوم القيامة، فقلت: يا رسول الله، فأخبرني في أي الشهر هي؟ فقال: إن الله لو أذن لأخبرتكم بها، فالتمسوها في العشر الأواخر في إحدى السبعين، ولا تسألني عنها بعد مرتك هذه، قال: وأقبل على أصحابه يحدثهم، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استطلق به الحديث، فقلت: أقسمت عليك يا رسول الله، لتخبرني في أي السبعين هي؟ قال: فغضب علي غضبا لم يغضب علي مثله، وقال: لا أم لك، هي تكون في السبع الأواخر»

(2)

.

- جعله من رواية مَرثد بن أبي مَرثد، عن أبيه.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (8755).

(2)

اللفظ لابن حبان.

ص: 315

• وأخرجه ابن خزيمة (2169) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا

⦗ص: 316⦘

أَبو عاصم، عن الأوزاعي، عن مَرثد، أو أبي

(1)

مَرثد، شك أَبو عاصم، عن أبيه، قال: لقينا أبا ذر وهو عند الجمرة الوسطى، فسألته عن ليلة القدر؟ فقال:

«ما كان أحد بأسأل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم مني، قلت: يا رسول الله، ليلة القدر أنزلت على الأنبياء بوحي إليهم فيها ثم ترجع؟ فقال: بل هي إلى يوم القيامة، فقلت: يا رسول الله، أيتهن هي؟ قال: لو أذن لي لأنبأتكم، ولكن التمسوها في السبعين، ولا تسألني بعدها، قال: ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس، فجعل يحدث، فقلت: يا رسول الله، في أي السبعين هي؟ فغضب علي غضبة لم يغضب علي قبلها ولا بعدها مثلها، ثم قال: ألم أنهك أن تسألني عنها؟! لو أذن لي لأنبأتكم عنها، أو لأنبأتكم بها، ولكن لا آمن أن تكون في السبع الآخر» .

- جعله من رواية مَرثد، أو أبي مَرثد، عن أبيه

(2)

.

• وأخرجه عبد الرزاق (7709) عن ابن جُريج، قال: حدثت أن شيخا من أهل المدينة، سأل أبا ذر بمنى، فقال: رفعت ليلة القدر، أم هي في كل رمضان؟ فقال أَبو ذر:

«سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، رفعت ليلة القدر؟ قال: بل هي في كل رمضان» .

(1)

في جميع طبعات ابن خزيمة: «أو أَبو» كذا.

(2)

المسند الجامع (12295)، وتحفة الأشراف (11977)، وأطراف المسند (8076)، ومَجمَع الزوائد 3/ 177، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2369)، والمطالب العالية (1117).

والحديث؛ أخرجه البزار (4067 و 4068)، والبيهقي 4/ 307.

ص: 315

- فوائد:

- قال البخاري: مالك بن مَرثد، ويقال: مَرثد بن أبي مَرثد، الزِّمَّاني، نسبه مصعب بن المقدام، عن الأوزاعي، عن مَرثد بن أبي مَرثد، عن أبيه، سمع أبا ذر؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: التمسوها في إحدى السبعين.

وقال مُسدد: حدثنا يحيى، عن عكرمة بن عمار، سمع سماكا أبا زميل، سمع مالك بن مَرثد، سمع أباه، سمع أبا ذر، سمع النبي صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 317⦘

وقال ابن المبارك: عن الأوزاعي، عن أبي مَرثد، أو ابن مَرثد، عن أبيه.

وقال بعضهم: كنيته أَبو كثير. «التاريخ الكبير» 7/ 311.

ص: 316

12316 -

عن جُبير بن نُفير، عن أبي ذر، قال:

«صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئًا من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله، لو نفلتنا قيام هذه الليلة، قال: فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام، حتى ينصرف، حسب له قيام ليلة، قال: فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا، حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بقية الشهر»

(1)

.

- وفي رواية: «صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئًا من الشهر، حتى إذا كانت ليلة أربع وعشرين، قام بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد أن يذهب ثلث الليل، فلما كانت الليلة التي تليها لم يقم بنا، فلما كانت ليلة ست وعشرين، قام بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد أن يذهب شطر الليل، قال: قلت: يا رسول الله، لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه، قال: لا، إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف، حسب له قيام ليلة، فلما كانت الليلة التي تليها لم يقم بنا، فلما أن كانت ليلة ثمان وعشرين، جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله، واجتمع له الناس، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح؟ قال السحور، ثم لم يقم بنا يا ابن أخي شيئًا من الشهر»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (7706) عن الثوري. و «ابن أبي شيبة» (7777) قال: حدثنا ابن فضيل. و «أحمد» 5/ 159 (21749) قال: حدثنا علي بن عاصم. وفي

⦗ص: 318⦘

5/ 163 (21778) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

اللفظ لأحمد (21749).

ص: 317

و «الدَّارِمي» (1905) قال: أخبرنا زكريا بن عَدي، قال: أخبرنا يزيد بن زُريع. وفي (1906) قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، عن سفيان. و «ابن ماجة» (1327) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا مسلمة بن علقمة. و «أَبو داود» (1375) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يزيد بن زُريع. و «التِّرمِذي» (806) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا محمد بن الفضيل. و «النَّسَائي» 3/ 83، وفي «الكبرى» (1289) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر، وهو ابن المُفَضَّل. وفي 3/ 202، وفي «الكبرى» (1300) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن الفضيل. و «ابن خزيمة» (2206) قال: حدثنا أَبو قدامة، عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن فضيل. و «ابن حِبَّان» (2547) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا أَبو قدامة، عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا ابن فضيل.

ستتهم (سفيان الثوري، ومحمد بن فضيل، وعلي بن عاصم، ويزيد بن زُريع، ومسلمة بن علقمة، وبشر بن المُفَضَّل) عن داود بن أبي هند، عن الوليد بن عبد الرَّحمَن الجرشي، عن جُبير بن نُفير الحضرمي، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ حسنٌ.

- وقال ابن خزيمة تعليقا (2210): وفي خبر جُبير بن نُفير، عن أبي ذر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» .

وجاء في الخبر: «فقام بنا في الثالثة، فجمع أهله ونساءه، فقام حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح» .

وبعض أصحابه صلى الله عليه وسلم ممن قد صلى معه قارئ للقرآن، ليس كلهم أميين.

(1)

المسند الجامع (12296)، وتحفة الأشراف (11903)، وأطراف المسند (8013).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (468)، والبزار (4041: 4043)، وابن الجارود (403)، والبيهقي 2/ 494، والبغوي (991).

ص: 318

12317 -

عن جُبير بن نُفير، عن أبي ذر، قال:

«قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قال: لا أحسب ما تطلبون إلا وراءكم، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قال: لا أحسب ما تطلبون إلا وراءكم، فقمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى أصبح، وسكت»

(1)

.

أخرجه أحمد (21899). وابن خزيمة (2205) قال: حدثنا عبدة بن عبد الله.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وعبدة) عن زيد بن الحُبَاب، قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: حدثني أَبو الزاهرية، عن جُبير بن نُفير، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12297)، وأطراف المسند (8013).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1957).

ص: 319

12318 -

عن شريح بن عُبيد الحضرمي، يرده إلى أبي ذر، أنه قال:

«لما كان العشر الأواخر، اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر من يوم اثنين وعشرين، قال: إنا قائمون الليلة إن شاء الله، فمن شاء منكم أن يقوم فليقم، وهي ليلة ثلاث وعشرين، فصلاها النبي صلى الله عليه وسلم جماعة بعد العتمة، حتى ذهب ثلث الليل، ثم انصرف، فلما كان ليلة أربع وعشرين، لم يصل شيئًا ولم يقم، فلما كان ليلة خمس وعشرين، قام بعد صلاة العصر يوم أربع وعشرين، فقال: إنا قائمون الليلة إن شاء الله، يعني ليلة خمس وعشرين، فمن شاء فليقم، فصلى بالناس حتى ذهب ثلث الليل، ثم انصرف، فلما كان ليلة ست وعشرين، لم يقل شيئًا ولم يقم، فلما كان عند صلاة العصر من يوم ست وعشرين قام، فقال: إنا قائمون إن شاء الله، يعني ليلة سبع وعشرين، فمن شاء أن يقوم فليقم، قال أَبو ذر: فتجلدنا للقيام، فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهب ثلثا

⦗ص: 320⦘

الليل، ثم انصرف إلى قبته في المسجد، فقلت له: إن كنا لقد طمعنا يا رسول الله، أن تقوم بنا حتى تصبح، فقال: يا أبا ذر، إنك إذا صليت مع إمامك وانصرفت إذا انصرف، كتب لك قنوت ليلتك»

أخرجه أحمد (21842) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: حدثنا صفوان بن عَمرو، عن شريح بن عُبيد الحضرمي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12298)، وأطراف المسند (8033).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (442)، وفي «مسند الشاميين» (972).

ص: 319

- فوائد:

- قال المِزِّي: شريح بن عبيد بن شريح، روى عن أبي ذر الغِفاري، ولم يدركه. «تهذيب الكمال» 12/ 447.

ص: 320

- كتاب النكاح

12319 -

عن نعيم بن قعنب الرياحي، قال: أتيت أبا ذر فلم أجده، ورأيت المرأة فسألتها، فقالت: هو ذاك في ضيعة له، فجاء يقود، أو يسوق بعيرين، قاطرا أحدهما في عجز صاحبه، في عنق كل واحد منهما قربة، فوضع القربتين، قلت: يا أبا ذر، ما كان من الناس أحد أحب إلي أن ألقاه منك، ولا أبغض أن ألقاه منك، قال: لله أَبوك، وما يجمع هذا؟ قال: قلت: إني كنت وأدت في الجاهلية، وكنت أرجو في لقائك أن تخبرني أن لي توبة ومخرجا، وكنت أخشى في لقائك أن تخبرني أنه لا توبة لي، فقال: أفي الجاهلية؟ قلت: نعم، فقال: عفا الله عما سلف، ثم عاج برأسه إلى المرأة، فأمر لي بطعام، فالتوت عليه، ثم أمرها فالتوت عليه، حتى ارتفعت أصواتهما، قال: إيها دعينا عنك، فإنكن لن تعدون ما قال لنا فيكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: وما قال لكم فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

«المرأة ضلع، فإن تذهب تقومها تكسرها، وإن تدعها ففيها أود وبلغة»

⦗ص: 321⦘

فولت، فجاءت بثريدة كأنها قطاة، فقال: كل ولا أهولنك، إني صائم، ثم قام يصلي، فجعل يهذب الركوع ويخفه، ورأيته يتحرى أن أشبع، أو أقارب، ثم جاء فوضع يده معي، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال: ما لك؟ فقلت: من كنت أخشى من الناس أن يكذبني، فما كنت أخشى أن تكذبني، قال: لله أَبوك، إن كذبتك كِذْبةً منذ لقيتني، فقال: ألم تخبرني أنك صائم، ثم أراك تأكل؟ قال: بلى، إني صمت ثلاثة أيام من هذا الشهر، فوجب لي أجره، وحل لي الطعام معك

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21665).

ص: 320

- وفي رواية: «عن نعيم بن قعنب، قال: خرجت إلى الربذة أطلب أبا ذر، فلم أجده، فسلمت على امرأته، فقلت: أين أَبو ذر؟ قالت: ذهب يمتهن، قال: فقعدت، فإذا أَبو ذر قد جاء يقود جملين، قد قطر أحدهما إلى ذنب الآخر، في عنق كل واحد منهما قربة، فأناخ الجملين، وحمل القربتين، فسلمت عليه، فكلم امرأته في شيء، فكأنها ردت إليه، فعاد وعادت، فقال: ما تزدن على ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما المرأة كالضلع، فإن أثنيتها انكسرت، وفيها بلغة وأود، ثم جاء بصحفة فيها مثل القطاة، فقال: كل فإني صائم، ثم قام يصلي، ثم رجع فأكل معه، فقال نعيم: إنا لله يا أبا ذر، من كذبني من الناس، أما أنت فلم أكن أظن أن تكذبني، قال: وما كذبتك، بل قلت: إني صائم، ثم أكلت، والآن أقول لك: إني صائم، إني صمت من هذا الشهر ثلاثة أيام، فوجب لي صومه، وحل لي فطره»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (7878) عن مَعمَر، عن سعيد الجُريري، عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير. و «أحمد» 5/ 150 (21665) قال: حدثنا إسماعيل، عن الجُريري، عن أبي السليل. وفي 5/ 164 (21786) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر، عن سعيد الجُريري، عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير. و «الدَّارِمي» (2362) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الرَّقَاشي، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا الجُريري، عن أبي العلاء. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (747) قال: حدثنا أَبو مَعمَر، قال: حدثنا

⦗ص: 322⦘

عبد الوارث، قال: حدثني الجُريري، قال: حدثنا أَبو العلاء بن عبد الله و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9107) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: أخبرنا ابن عُلَية، عن سعيد الجُريري، عن أبي السليل.

كلاهما (أَبو العلاء بن عبد الله، وأَبو السليل) عن نعيم بن قعنب، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق.

(2)

المسند الجامع (12299)، وتحفة الأشراف (11990)، وأطراف المسند (8093)، ومَجمَع الزوائد 1/ 31 و 4/ 303، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3182).

والحديث؛ أخرجه البزار (3969 و 3970).

ص: 321

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي وأَبا زُرعَة، عن حديث، رواه إسماعيل ابن عُلَية، عن سعيد الجُريري، عن أبي السَّليل، عن نعيم بن قعنب الرياحي، قال: أتيت أبا ذر، فدعا لي بطعام، فقال لي: إني صائم، ثم قام فصلى، ثم طعم، فقلت: أليس قلت إني صائم .. فذكر الحديث.

قلت: وروى هذا الحديث عبد الوارث، عن سعيد الجُريري، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير عن نعيم بن قعنب.

قلت لهما: فأيهما الصحيح؟ فقال أبي: حديث أبي العلاء أصح.

وقال أَبو زُرعة: حديث أبي العلاء الصحيح كذا رواه حماد بن سلمة. «علل الحديث» (686).

- وقال البزار: لا نعلمه عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ونعيم بصري مجهول. «كشف الأستار» (1478).

- وقال الدارقُطني: يرويه الجُريري، عن أبي العلاء يزيد بن الشخير، عن ابن قعنب.

وقال جعفر الأحمر: عن الجُريري، عن رجل لم يُسَمِّه، وكناه غيره أبا العلاء، وهو الصواب. «العلل» (1124).

ص: 322

12320 -

عن رجل، عن أبي ذر، قال:

⦗ص: 323⦘

«دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: عكاف بن بشر التميمي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا عكاف، هل لك من زوجة؟ قال: لا، قال: ولا جارية؟ قال: ولا جارية، قال: وأنت موسر بخير؟ قال: وأنا موسر بخير، قال: أنت إذا من إخوان الشياطين، ولو كنت من النصارى كنت من رهبانهم، إن سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم، أبالشيطان تمرسون، ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء، إلا المتزوجون، أولئك المطهرون المبرؤون من الخنا، ويحك يا عكاف، إنهن صواحب أيوب وداود ويوسف وكرسف، فقال له بشر بن عطية: ومن كرسف يا رسول الله؟ قال: رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاث مئة عام، يصوم النهار، ويقوم الليل، ثم إنه كفر بالله العظيم في سبب امرأة عشقها، وترك ما كان عليه من عبادة الله، عز وجل، ثم استدركه الله ببعض ما كان منه فتاب عليه، ويحك يا عكاف تزوج، وإلا فأنت من المذبذبين، قال: زوجني يا رسول الله، قال: قد زوجتك كريمة بنت كلثوم الحميري»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (10387). وأحمد (21781) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا محمد بن راشد، عن مكحول، عن رجل، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12300)، وأطراف المسند (8142)، ومَجمَع الزوائد 4/ 250.

ص: 322

- فوائد:

- قال أَبو داود السجستاني: سمعت أحمد بن حنبل، قال: حديث عكاف كان عند عبد الرزاق، عن محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، قال: قال عبد الرزاق، من حفظه:«قال: حدثنا مكحول» ، يعني: عن سليمان بن موسى، قال: حدثنا مكحول؛ فلما أخرج، يعني الكتاب، لم يكن فيه:«حدثنا» ، قال: عن مكحول، عن رجل، عن أبي ذر. «مسائل أحمد» (2047).

- قلنا: رواه سليمان بن موسى، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن عطية بن بُسْر المازني، رضي الله عنه، وسلف في مسنده.

ص: 323

- كتاب البيوع

12321 -

عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار، قال: فقال أَبو ذر: خابوا وخسروا، وخابوا وخسروا، وخابوا وخسروا، قال: من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب»

(1)

.

- وفي رواية: «ثلاثة لا يكلمهم الله: المنان الذي لا يعطي شيئًا إلا منه، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر»

(2)

.

- وفي رواية: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أَبو ذر: خابوا وخسروا، خابوا وخسروا، قال: المسبل إزاره خيلاء، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، والمنان عطاءه»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (22640) و 8/ 201 (25310) و 9/ 92 (27123) قال: حدثنا غُندَر، عن شعبة، عن علي بن مدرك، عن أَبي زُرعَة. و «أحمد» 5/ 148 (21644) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، قال: علي بن مدرك أخبرني، قال: سمعت أَبا زُرعَة يحدث. وفي 5/ 158 (21735) و 5/ 168 (21813) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت سليمان بن مُسهِر. وفي 5/ 158 (21737) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن سليمان بن مُسهِر. وفي 5/ 162 (21766) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أَبي زُرعَة. و «الدَّارِمي» (2768) قال: أخبرنا أَبو الوليد، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة، قال:

⦗ص: 325⦘

حدثني علي بن مدرك، قال: سمعت أَبا زُرعَة يحدث و «مسلم» 1/ 71 (208) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، قالوا: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن علي بن مدرك، عن أَبي زُرعَة. وفي (209) قال: وحدثني أَبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا يحيى، وهو القطان، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا سليمان الأعمش، عن سليمان بن مُسهِر. وفي (210) قال: وحدثنيه بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر، عن شعبة، قال: سمعت سليمان، بهذا الإسناد.

(1)

اللفظ لأحمد (21766).

(2)

اللفظ لأحمد (21737).

(3)

اللفظ للنسائي (2355).

ص: 324

و «ابن ماجة» (2208) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أَبي زُرعَة بن عَمرو بن جرير. و «أَبو داود» (4087) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أَبي زُرعَة بن عَمرو بن جرير. وفي (4088) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن الأعمش، عن سليمان بن مُسهِر. و «التِّرمِذي» (1211) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو داود، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني علي بن مدرك، قال: سمعت أَبا زُرعَة بن عَمرو بن جَرير يحدث. و «النَّسَائي» 5/ 81 و 7/ 245، وفي «الكبرى» (2355 و 6007 و 9621 و 10946) قال: أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد، قال: حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أَبي زُرعَة بن عَمرو بن جرير. وفي 5/ 81، و 8/ 208، وفي «الكبرى» (2356 و 9622) قال: أخبرنا بشر بن خالد، قال: حدثنا غُندَر، عن شعبة، قال: سمعت سليمان، وهو الأعمش، عن سليمان بن مُسهِر. وفي 7/ 246، وفي «الكبرى» (6008) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني سليمان الأعمش، عن سليمان بن مُسهِر. و «ابن حِبَّان» (4907) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا أَبو الوليد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا علي بن مدرك، قال: سمعت أَبا زُرعَة يحدث.

كلاهما (أَبو زُرعَة بن عَمرو، وسليمان بن مُسهِر) عن خرشة بن الحر، فذكره.

- قال التِّرمِذي: حديث أبي ذر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

• أخرجه أحمد (21733) و 5/ 177 (21877) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن رجل، عن خرشة (ح) والمَسعودي، عن علي بن مدرك،

⦗ص: 326⦘

عن خرشة و «ابن ماجة» (2208) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا وكيع، عن المَسعودي، عن علي بن مدرك، عن خرشة، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، قلت: يا رسول الله، من هم، فقد خابوا وخسروا؟ قال: المنان، والمسبل، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر»

(1)

.

- ليس فيه: «أَبو زُرعَة بن عَمرو بن جرير»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21733).

(2)

المسند الجامع (12303)، وتحفة الأشراف (11909)، وأطراف المسند (8020).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (469)، والبزار (4024)، وأَبو عَوانة (111: 113 و 115: 117)، والبيهقي 4/ 191 و 5/ 265.

ص: 325

- كتاب الحدود والدِّيَات

12322 -

عن ثابت بن سعد، أو سعيد، عن أبي ذر؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم امرأة، فأمرني أن أحفر لها، فحفرت لها إلى سرتي» .

أخرجه أحمد (21878) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن ثابت بن سعد، أو سعيد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12304)، وأطراف المسند (8012)، ومَجمَع الزوائد 6/ 269.

ص: 326

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ جابر بن يزيد بن الحارث الجُعْفي، متروك، رافضي خبيثٌ، متهمٌ بالكذب. انظر فوائد الحديث رقم (5207).

- إسرائيل؛ هو ابن يونس، ووكيع؛ هو ابن الجراح.

ص: 326

12323 -

عن ابن شداد، عن أبي ذر، قال:

«كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأتاه رجل فقال: إن الآخر قد زنى، فأعرض عنه، ثم ثلث، ثم ربع، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وقال مرة: فأقر عنده بالزنا، فردده أربعا،

⦗ص: 327⦘

ثم نزل، فأمرنا فحفرنا له حفيرة ليست بالطويلة، فرجم، فارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم كئيبا حزينا، فسرنا حتى نزل منزلا، فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا أبا ذر، ألم تر إلى صاحبكم غفر له وأدخل الجنة»

أخرجه أحمد (21887) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حجاج بن أَرطَاة، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي، عن عبد الله بن المقدام، عن ابن شداد، فذكره.

• أخرجه ابن أبي شيبة (29369) قال: حدثنا أَبو خالد الأحمر، عن حجاج، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي، عن ابن شداد، عن أبي ذر، قال:

«كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فجاء رجل فأقر أنه قد زنى، فرده النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا، فلما كانت الرابعة ونزل، أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرجم، وشق ذلك عليه حتى عرفته في وجهه، فلما سري عنه الغضب، قال: يا أبا ذر، إن صاحبكم قد غفر له» .

قال: وكان يقال: إن توبته أن يقام عليه الحد.

- ليس فيه: «عبد الله بن المقدام»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12305)، وأطراف المسند (8130)، ومَجمَع الزوائد 6/ 266، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3493).

والحديث؛ أخرجه البزار (4035 و 4036).

ص: 326

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ حَجاج بن أَرطاة، النَّخَعي الكوفي، لا يُحتج بحديثه، انظر فوائد الحديث رقم (8607).

- وقال البزار: هذا الكلام لا نعلم أحدًا يرويه بهذا اللفظ إلا أَبو ذر، وعبد الملك بن المغيرة معروف، وعبد الله بن المقدام، ونسعة بن شداد فلا نعلمهما ذكرا في حديث مسند إلا هذا الحديث. «مسنده» (4036).

- وقال الدارقُطني: أما نسعة، فهو نسعة بن شداد، يروي عن أبي ذر، روى عنه عبد الله بن المقدام بن الورد. «المُؤْتَلِف والمُختَلِف» 4/ 2279.

ص: 327

12324 -

عن أبي طالب، عن أبي ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من زنى أمة لم يرها تزني، جلده الله يوم القيامة بسوط من نار»

⦗ص: 328⦘

أخرجه أحمد (21703) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن الحِمصي، عن أبي طالب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12306)، وأطراف المسند (8119).

والحديث؛ أخرجه البخاري في «الكنى» (390).

ص: 327

- فوائد:

- قال ابن حجر: أَبو طالب، عن أبي ذر، وعنه الحِمصي.

قلت: كذا رأيته في «المسند» ، ووقع في «الكنى» لأبي أحمد، تبعا للبخاري:«الجهضمي» ، ولم يذكر له اسما، ولا حالا، ولا لأبي طالب، وفي «الثقات» لابن حبان: أَبو طالب الضبعي، عن ابن عباس. «تعجيل المنفعة» (1313).

- وقال أَبو أحمد الحاكم: أَبو طالب، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قاله يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن الجهضمي، عن أبي طالب. «الأسامي والكنى» 1/ الورقة (221).

ص: 328

- كتاب الأَقضية

12325 -

عن شهر بن حوشب، عن أبي ذر الغِفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه» .

أخرجه ابن ماجة (2043) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، قال: حدثنا أيوب بن سويد، قال: حدثنا أَبو بكر الهذلي، عن شهر بن حوشب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12307)، وتحفة الأشراف (11922).

ص: 328

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ أَيوب بن سويد الرملي، أَبو مسعود الحِميري السَّيباني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5645).

- وقال ابن حَجر: رواه ابن ماجة، من حديث أبي ذر، وفيه شهر بن حوشب، وفي الإسناد انقطاع أيضا. «التلخيص الحبير» 1/ 282.

ص: 328

- كتاب الأشربة

12326 -

عن ابن عم لأبي ذر، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من شرب الخمر، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد كان مثل ذلك ـ فما أدري أفي الثالثة أم في الرابعة ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن عاد كان حتما على الله، عز وجل، أن يسقيه من طينة الخبال، قالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار» .

أخرجه أحمد (21834) قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدثنا عُبيد الله بن أبي زياد، عن شهر بن حوشب، عن ابن عم لأبي ذر، فذكره

(1)

.

• أخرجه عبد الرزاق (17066) عن مَعمَر، عن أَبَان، عن شهر بن حوشب، عن أبي ذر، قال: من شرب مسكرا من الشراب فهو رجس، ورجس صلاته أربعين ليلة، فإن تاب تاب الله عليه، (فإن شرب أيضا فهو رجس، ورجس صلاته أربعين ليلة، فإن تاب تاب الله عليه)

(2)

فإن عاد لها في الثالثة، أو الرابعة، كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال. «موقوف» .

(1)

المسند الجامع (12308)، وأطراف المسند (8132)، ومَجمَع الزوائد 5/ 68.

والحديث؛ أخرجه البزار (4074).

(2)

ما بين القوسين أثبتناه عن طبعة دار الكتب العلمية (17378).

ص: 329

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث قد رواه غير عُبيد الله، عن شهر بن حوشب، عن رجل، عن أبي ذر، وسمى عُبيد الله الرجل. «مسنده» (4074).

ص: 329

- اللباس والزينة

12327 -

عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن من أحسن ما غيرتم به الشيب، الحناء، والكتم»

(1)

.

⦗ص: 330⦘

- وفي رواية: «إن أحسن ما غير هذا الشعر، الحناء، والكتم»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (20174) قال: أخبرنا معمر، عن سعيد الجُريري. و «ابن أبي شيبة» (25503) قال: حدثنا ابن إدريس، عن الأجلح. و «أحمد» 5/ 147 (21632) و 5/ 150 (21664) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن سعيد الجُريري. وفي 5/ 150 (21663) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: سمعت الأجلح. وفي 5/ 154 (21690)، و 5/ 169 (21821) قال: حدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا الأجلح. وفي 5/ 156 (21714) قال: حدثنا يحيى، عن الأجلح. و «ابن ماجة» (3622) قال: حدثنا أَبو بكر، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن الأجلح.

(1)

اللفظ لأحمد (21663).

(2)

اللفظ لعبد الرزاق.

ص: 329

و «أَبو داود» (4205) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن سعيد الجُريري. و «التِّرمِذي» (1753) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن الأجلح. و «النَّسَائي» 8/ 139، وفي «الكبرى» (9297) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأجلح. وفي 8/ 139، وفي «الكبرى» (9299) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرَّحمَن بن أشعث، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثنا هُشيم، قال: أخبرني ابن أبي ليلى، عن الأجلح، فلقيت الأجلح

(1)

فحدثني. وفي 8/ 139، وفي «الكبرى» (9298) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا عبثر، عن الأجلح. و «ابن حِبَّان» (5474) قال: أخبرنا عمر بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجوية، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر بن راشد، عن الجُريري.

كلاهما (سعيد الجُريري، والأجلح) عن عبد الله بن بُريدة الأسلمي، عن أبي الأسود الديلي، فذكره

(2)

.

(1)

القائل: «فلقيت الأجلح» هو هُشيم بن بشير.

(2)

المسند الجامع (12309)، وتحفة الأشراف (11927)، وأطراف المسند (8107).

والحديث؛ أخرجه البزار (3921 و 3922)، والطبراني (1638)، والبيهقي 7/ 310، والبغوي (3178).

ص: 330

ـ في رواية أحمد (21663)، والنَّسَائي 8/ 139، وفي «الكبرى» (9299):«ابن بُريدة» غير مُسَمى.

⦗ص: 331⦘

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وأَبو الأسود الديلي اسمه ظالم بن عَمرو بن سفيان.

• أخرجه النَّسَائي 8/ 140، وفي «الكبرى» (9302) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المُعتَمِر، قال: سمعت كهمسا يحدث، عن عبد الله بن بُريدة، أنه بلغه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن أحسن ما غيرتم به الشيب: الحناء، والكتم» .

• وأخرجه النَّسَائي 8/ 139، وفي «الكبرى» (9300) قال أخبرنا حميد بن مَسعَدة، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا الجُريري. وفي «الكبرى» (9301) قال: أخبرنا حميد بن مَسعَدة، قال: حدثنا سفيان، وهو ابن حبيب، عن كهمس.

كلاهما (الجُريري، وكهمس بن الحسن) عن عبد الله بن بُريدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن أحسن ما غيرتم به الشيب: الحناء، والكتم» ، «مُرسَل» .

ص: 330

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه عبد الرزاق، عن مَعمَر، عن الجُريري، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم.

قال أبي: إنما هو الأجلح، وليس للجريري معنى. «علل الحديث» (2418).

- وقال الدارقُطني: يرويه عبد الله بن بُريدة، واختُلِف عنه؛

فرواه سعيد الجُريري، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبي الأسود، عن أبي ذر.

تفرد به مَعمَر بن راشد عنه، وأغرب به.

ورواه الأجلح بن عبد الله، عن ابن بُريدة، واختُلِف عنه؛

فرواه الثوري، وعلي بن صالح، ويحيى القطان، وزهير بن معاوية، وعبد الرَّحمَن بن مغراء أَبو زهير، وغيرهم، عن الأجلح، عن ابن بُريدة، عن أبي الأسود، عن أبي ذر.

ورواه أَبو حنيفة، عن الأجلح، واختُلِف عنه؛

⦗ص: 332⦘

فرواه المُقرِئ، عن أبي حنيفة، عن أبي حجية، وهو أجلح، عن ابن بُريدة، عن أبي الأسود، عن أبي ذر.

وكذلك رواه محمد بن الحسن، عن أبي حنيفة.

وغيره يرويه عن أبي حنيفة، عن أبي حجية، عن أبي الأسود، لا يذكر بينهما ابن بُريدة.

ورواه ابن عُيينة، عن عبد الرَّحمَن المَسعودي، عن الأجلح، فقال: عن ابن بُريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والصواب قول من قال: عن أبي الأسود، عن أبي ذر. «العلل» (1136).

ص: 331

12328 -

عن ابن أبي ليلى، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«أفضل ما غيرتم به الشمط، الحناء، والكتم» .

أخرجه النَّسَائي 8/ 139، وفي «الكبرى» (9296) قال أخبرنا محمد بن مسلم بن وارة الرازي، قال: حدثنا يحيى بن يَعلى، قال: حدثنا به أبي، عن غَيلان بن جامع، عن أبي إسحاق، عن ابن أبي ليلى، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12310)، وتحفة الأشراف (11966).

ص: 332

12329 -

عن زِرّ بن حُبَيش، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من لبس ثوب شهرة، أعرض الله عنه حتى يضعه متى وضعه» .

أخرجه ابن ماجة (3608) قال: حدثنا العباس بن يزيد البحراني، قال: حدثنا وكيع بن محرز الناجي، قال: حدثنا عثمان بن جهم، عن زِرّ بن حُبَيش، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12311)، وتحفة الأشراف (11912).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (5820).

ص: 332

- فوائد:

- أخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 6/ 239، في مناكير وكيع بن محرز السامي، وقال: الرواية في هذا الباب فيها لين.

ص: 332

12330 -

عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، قال:

«بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، إذ قام إليه أعرابي فيه جفاء، فقال: يا رسول الله، أكلنا الضبع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: غير ذلك أخوف لي عليكم، حين تصب عليكم الدنيا صبا، فيا ليت أمتي لا يتحلون الذهب»

(1)

.

- وفي رواية: «قام رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: يا رسول الله، أكلتنا الضبع، قال: فدفعه الناس حتى وقع، ثم قام أيضا فنادى بصوته، ثم التفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخوف عليكم عندي من ذلك: أن تصب عليكم الدنيا صبا، فليت أمتي لا تلبس الذهب» .

فقلت لزيد: ما الضبع؟ قال: السنة

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (35526) قال: حدثنا محمد بن فضيل. و «أحمد» 5/ 152 (21680) قال: حدثنا أَبو سعيد، قال: حدثنا زائدة. وفي 5/ 154 (21697) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان. وفي 5/ 178 (21880) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان.

(1)

اللفظ لأحمد (21680).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

ص: 333

ثلاثتهم (محمد بن فضيل، وزائدة بن قُدَامة، وسفيان الثوري) عن يزيد بن أبي زياد

(1)

، عن زيد بن وهب، فذكره

(2)

.

⦗ص: 334⦘

• أخرجه أحمد (23510) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب، عن رجل؛

«أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أكلتنا الضبع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غير الضبع عندي أخوف عليكم من الضبع، إن الدنيا ستصب عليكم صبا، فيا ليت أمتي لا تلبس الذهب»

(3)

.

(1)

تصحف في طبعة دار القبلة، لمصنف ابن أبي شيبة، إلى:«محمد بن فضيل، عن زيد بن وهب» ، وفي طبعة الرشد إلى:«محمد بن فضيل، عن يزيد بن وهب» ، والذي في طبعة الفاروق:«محمد بن فضيل، عن يزيد، عن ابن وهب» .

- والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الزهد» (175)، وورد في «إتحاف الخِيرَة المَهَرة» (3978) من طريق ابن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب، به، على الصواب.

(2)

المسند الجامع (12312)، وأطراف المسند (8028)، ومَجمَع الزوائد 5/ 147 و 10/ 237، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3978).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (448)، والبزار (3984 و 3985)، والطبراني في «الأوسط» (3964)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (9833).

(3)

المسند الجامع (15471)، وأطراف المسند (11034)، ومَجمَع الزوائد 5/ 147، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3978).

والحديث؛ أخرجه البزار (3986).

ص: 333

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ يزيد بن أَبي زياد القرشي الهاشمي، مولاهم، أَبو عبد الله الكوفي ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5906).

ص: 334

- الطب والمرض

12331 -

عن محجن، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن العين لتولع الرجل بإذن الله، حتى يصعد حالقا ثم يتردى منه»

(1)

.

أخرجه أحمد (21627) قال: حدثنا يونس بن محمد. وفي 5/ 167 (21803) قال: حدثنا عفان، وعارم أَبو النعمان.

ثلاثتهم (يونس، وعفان بن مسلم، وعارم) عن ديلم بن غزوان العطار العبدي، عن وهب بن أبي دبي، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن محجن، فذكره

(2)

.

(1)

لفظ (21627).

(2)

المسند الجامع (12313)، وأطراف المسند (8073)، ومَجمَع الزوائد 5/ 106، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3933).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (566)، والبزار (3972)، والطبراني في «الأوسط» (5977).

ص: 334

- فوائد:

- أخرجه ابن عَدي في «الكامل» 3/ 581، في مناكير ديلم بن غزوان، وقال: ولعل أبا حرب هو محجن.

ص: 335

- كتاب الأدب

12332 -

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:

«لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»

(1)

.

- وفي رواية: «لا يحقرن أحدكم شيئًا من المعروف، وإن لم يجد فليلق أخاه بوجه طلق، وإن اشتريت لحما، أو طبخت قدرا، فأكثر مرقته، واغرف لجارك منه»

(2)

.

- وفي رواية: «لا تحقرن من المعروف شيئا، فإن لم تجد فلاين الناس ووجهك إليهم منبسط»

(3)

.

- وفي رواية: «إذا عملت مرقة، فأكثر ماءها، واغترف لجيرانك منها»

(4)

.

أخرجه أحمد (21852) قال: حدثنا روح. و «مسلم» 8/ 37 (6783) قال: حدثني أَبو غسان المسمعي، قال: حدثنا عثمان بن عمر. و «ابن ماجة» (3362) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عثمان بن عمر. و «التِّرمِذي» (1833) قال: حدثنا الحسين بن علي بن الأسود البغدادي، قال: حدثنا عَمرو بن محمد العنقزي، قال: حدثنا إسرائيل. و «ابن حِبَّان» (468) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرَّحمَن الدغولي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ، قال: حدثنا النضر بن شميل. وفي (523) قال: أخبرنا محمد بن يعقوب الخطيب، بالأهواز، قال: حدثنا عبد الملك بن هوذة بن خليفة، قال: حدثنا عثمان بن عمر

⦗ص: 336⦘

أربعتهم (روح بن عبادة، وعثمان بن عمر، وإسرائيل، والنضر بن شميل) عن صالح بن رستم أبي عامر الخزاز، عن أبي عمران الجَوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره

(5)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد روى شعبة، عن أبي عمران الجَوني.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

اللفظ للترمذي.

(3)

اللفظ لابن حبان (468).

(4)

اللفظ لابن ماجة.

(5)

المسند الجامع (12314 و 12318)، وتحفة الأشراف (11951 و 11952)، وأطراف المسند (8047).

والحديث؛ أخرجه البزار (3962)، والبيهقي 4/ 188، والبغوي (1689).

ص: 335

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث زاد فيه أَبو عامر، عن أبي عمران، على سائر أصحاب أبي عمران:«لا تحقرن من المعروف شيئا» فصار كأنه حديثا برأسه. «مسنده» (3962).

- وله روايات، من طريق عبد الله بن الصامت أيضا، في موضوع المرق، سلفت.

ص: 336

12333 -

عن أبي البَختَري، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، ذهب الأغنياء بالأجر، يصلون ويصومون ويحجون، قال: وأنتم تصلون وتصومون وتحجون، قلت: يتصدقون ولا نتصدق، قال: وأنت فيك صدقة، رفعك العظم عن الطريق صدقة، وهدايتك الطريق صدقة، وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة، وبيانك عن الأرثم صدقة، ومباضعتك امرأتك صدقة، قال: قلت: يا رسول الله، نأتي شهوتنا ونؤجر؟ قال: أرأيت لو جعلته في حرام أكان تأثم؟ قال: قلت: نعم، قال: فتحتسبون بالشر ولا تحتسبون بالخير»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر أشياء يؤجر فيها الرجل، حتى ذكر لي غشيان أهله، فقالوا: يا رسول الله، أيؤجر في شهوته يصيبها؟ قال: أرأيت لو كان آثما أليس كان يكون عليه الوزر؟ فقالوا: نعم، قال: فكذلك يؤجر»

(2)

.

⦗ص: 337⦘

أخرجه أحمد (21691) قال: حدثنا يَعلى بن عبيد، قال: حدثنا الأعمش. وفي 5/ 161 (21757) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي 5/ 167 (21801) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش.

كلاهما (سليمان الأعمش، وشعبة بن الحجاج) عن عَمرو بن مُرَّة، عن أبي البَختَري، فذكره

(3)

.

(1)

لفظ (21691).

(2)

لفظ (21757).

(3)

المسند الجامع (12282)، وأطراف المسند (8112)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3165).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 6/ 82.

ص: 336

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: أَبو البَختَري الطائي لم يدرك أبا ذر. «المراسيل» لابن أبي حاتم (271).

ص: 337

12334 -

عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر؛

«أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون، إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر»

(1)

.

أخرجه أحمد (21805) قال: حدثنا عارم، وعفان. وفي 5/ 168 (21814) قال: حدثنا وهب بن جرير. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (227) قال: حدثنا أَبو النعمان. و «مسلم» 3/ 82 (2292) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي. و «ابن حِبَّان» (838 و 4167) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء

⦗ص: 338⦘

أربعتهم (محمد بن الفضل، أَبو النعمان عارم، وعفان، ووهب بن جرير، وعبد الله بن محمد) عن مهدي بن ميمون، قال: حدثنا واصل مولى أبي عُيينة، عن يحيى بن عُقَيل، عن يحيى بن يَعمَر، عن أبي الأسود الديلي، فذكره

(2)

.

• أخرجه أحمد (21806) قال: حدثنا أَبو النضر، قال: حدثنا مهدي

، ولم يذكر أبا الأسود.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

المسند الجامع (12283)، وتحفة الأشراف (11932)، وأطراف المسند (8104 و 8105).

والحديث؛ أخرجه البزار (3918)، والطبراني في «الدعاء» (1728)، والبيهقي 4/ 188، والبغوي (1644).

ص: 337

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه واصل مولى أبي عُيينة، واختُلِف عنه؛

فرواه مهدي بن ميمون، عن واصل، عن يحيى بن عُقَيل، عن يحيى بن يَعمَر، عن أبي الأسود، عن أبي ذر.

ورواه هشام بن حسان، وحماد بن زيد، وعباد بن عباد المهلبي، عن واصل، عن يحيى بن عُقَيل، عن يحيى بن يَعمَر، عن أبي ذر.

وقول مهدي هو الصحيح، وأَبو الأسود الدؤلي اسمه ظالم بن عَمرو. «العلل» (1139).

ص: 338

12335 -

عن أبي سلام، قال: قال أَبو ذر، قال: كأنه، يعني النبي صلى الله عليه وسلم:

«إن على كل نفس، كل يوم طلعت فيه الشمس، صدقة منه على نفسه، قلت: يا رسول الله، من أين أتصدق وليس لنا أموال؟ قال: أوليس من أَبواب الصدقة التكبير، والحمد لله، وسبحان الله، وتستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة عن طريق المسلمين، والعظم، والحجر، وتهدي الأعمى، وتدل المستدل على حاجة له، قد علمت مكانها، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف، كل ذلك من أَبواب الصدقة منك على نفسك، ولك في جماعك

⦗ص: 339⦘

زوجتك أجر، قلت: كيف يكون لي الأجر في شهوتي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو كان لك ولد، فأدرك، ورجوت خيره، ثم مات، أكنت تحتسبه؟ قال: نعم، قال: فأنت خلقته؟ قال: بل الله خلقه، قال: فأنت هديته؟ قال: بل الله هداه، قال: فأنت كنت ترزقه؟ قال: بل الله رزقه، قال: كذلك فضعه في حلاله، وجنبه حرامه، فإن شاء الله أحياه، وإن شاء أماته، ولك أجر»

(1)

.

أخرجه أحمد (21816). والنَّسَائي في «الكبرى» (8978) قال: أخبرنا محمد بن المثنى.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وابن المثنى) عن عبد الملك بن عَمرو أبي عامر العَقَدي، قال: حدثنا علي، يعني ابن مبارك، عن يحيى، عن زيد بن سلَّام، عن أبي سلام، فذكره

(2)

.

- في رواية أحمد: «عن أبي سلام، قال أَبو ذر: على كل نفس، في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه، قلت: يا رسول الله، من أين أتصدق وليس لنا أموال؟» الحديثَ.

(1)

اللفظ للنسائي.

(2)

المسند الجامع (12284)، وتحفة الأشراف (11985)، وأطراف المسند (8118).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (10657).

ص: 338

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه يحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنه؛

فرواه علي بن المبارك، عن يحيى، عن زيد بن سلَّام، عن أبي سلام، عن أبي ذر.

وخالفه معمر، فرواه عن يحيى، عن ابن معانق، أو أبي معانق، عن أبي مالك الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم. «العلل» (1146).

ص: 339

12336 -

عن أبي سعيد مولى المهري، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لك في جماع زوجتك أجر، فقيل: يا رسول الله، وفي شهوة يكون من

⦗ص: 340⦘

أجر؟! قال: نعم، أرأيت لو كان لك ولد قد أدرك، ثم مات، أكنت محتسبه؟ قال: نعم، قال: أنت كنت خلقته؟ قال: بل الله خلقه، قال: أنت كنت هديته؟ قال: بل الله هداه، قال: أكنت ترزقه؟ قال: بل الله كان رزقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضعه في حلاله، وجنبه حرامه، وأقرره، فإن شاء الله أحياه، وإن شاء أماته، ولك أجر».

أخرجه ابن حبان (4192) قال: أخبرنا ابن سلم، قال: حدثنا حَرملة، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال حدثه، عن أبي سعيد مولى المهري، فذكره

(1)

.

(1)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (3165).

ص: 339

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو بكر الأَثرم: سمعتُ أَبا عبد الله، يعني أَحمد بن حنبل، يقول: سعيد بن أَبي هلال، ما أَدري أَي شيء حديثه، يُخَلِّط في الأَحاديث. «سؤالات الأَثرم» (69).

- وقال أَبو حاتم الرازي: سعيد بن أَبي هلال لم يُدرك أَبا سعيد المهري، وأَدرك سعيد بن أَبي سعيد المهري. «الجرح والتعديل» 4/ 71.

- ابن وهب؛ هو عبد الله، وحَرملة؛ هو ابن يحيى، وابن سَلم؛ هو عبد الله بن محمد بن سَلْم المَقدسي.

ص: 340

12337 -

عن أبي سعيد المهري، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس، قيل: يا رسول الله، ومن أين لنا صدقة نتصدق بها؟ فقال: إن أَبواب الخير لكثيرة: التسبيح، والتحميد، والتكبير، والتهليل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى، وتدل المستدل على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف، فهذا كله صدقة منك على نفسك» .

أخرجه ابن حبان (3377) قال: أخبرنا ابن سلم، قال: حدثنا حَرملة، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال حدثه، عن أبي سعيد المهري، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه الطبراني في «الدعاء» (1729)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (7212).

ص: 340

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ انظر فوائد الحديث السابق.

ص: 341

12338 -

عن مَرثد بن عبد الله، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة»

(1)

.

- وفي رواية: «إفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة

(2)

، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن طريق الناس لك صدقة، وهدايتك الرجل في أرض الضالة صدقة»

(3)

.

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (891) قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن رجاء. و «التِّرمِذي» (1956) قال: حدثنا عباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا النضر بن محمد الجرشي اليمامي. و «ابن حِبَّان» (474) قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ببغداد، قال: حدثنا عبد الله بن الرومي، قال: حدثنا النضر بن محمد. وفي (529) قال: أخبرنا محمد بن نصر بن نوفل، بمرو، بقرية سنج، قال: حدثنا أَبو داود السنجي، قال: حدثنا النضر بن محمد.

كلاهما (عبد الله بن رجاء، والنضر بن محمد) عن عكرمة بن عمار، قال: حدثنا أَبو زميل، عن مالك بن مَرثد، عن أبيه، فذكره

(4)

.

⦗ص: 342⦘

- في رواية عبد الله بن رجاء: «عن أبي ذر يرفعه، قال، ثم قال بعد ذلك: لا أعلمه إلا رفعه» .

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.

وأَبو زُميل؛ سِماك بن الوليد الحنفي، والنضر بن محمد؛ هو الجُرَشي اليَمامي.

- وقال أَبو حاتم بن حبان: أَبو زميل هذا هو سماك بن الوليد الحنفي، يماني ثقة، والنضر بن محمد هذا هو الجرشي اليمامي، والنضر بن محمد القرشي، مروزي، صاحب الرأي، وكانا في زمن واحد.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

قوله: «صدقة» لم يرد في طبعة مكتبة المعارف، وأثبتناه عن طبعتي دار البشائر والمكتبة السلفية.

(3)

اللفظ للبخاري.

(4)

المسند الجامع (12285)، وتحفة الأشراف (11975).

والحديث؛ أخرجه البزار (4070)، والطبراني في «الأوسط» (4840)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3056 و 3105).

ص: 341

12339 -

عن ميمون بن أبي شبيب، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«اتق الله حيثما كنت، وخالق الناس بخلق حسن، وإذا عملت سيئة، فاعمل حسنة تمحها»

(1)

.

- وفي رواية: «قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»

(2)

.

أخرجه أحمد (21681) قال: حدثنا وكيع. وفي (21732) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرَّحمَن. وفي (21869) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «الدَّارِمي» (2957) قال: أخبرنا أَبو نُعيم. و «التِّرمِذي» (1987) قال: حدثنا بُندار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. وفي (1987 م 1) قال: وحدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو أحمد، وأَبو نُعيم.

خمستهم (وكيع بن الجراح، وعبد الرَّحمَن بن مهدي، ويحيى بن سعيد، وأَبو نُعيم المُلَائي، وأَبو أحمد الزُّبَيري) عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، فذكره

(3)

.

⦗ص: 343⦘

- قال وكيع (21681): وقال سفيان مَرةً: «عن معاذ» فوجَدتُ في كتابي: «أَبي ذَر» وهو السماع الأَول.

- وقال أَحمد بن حَنبل (21732): وكان حدثنا به وكيع، عن ميمون بن أَبي شَبيب، عن معاذ، ثم رجع.

- وقال الترمذي (1987): هذا حديثٌ حسنٌ.

- وقال التِّرمِذي: قال محمود: وحدثنا وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.

قال محمود: والصحيح حديث أبي ذر.

(1)

اللفظ لأحمد (21869).

(2)

اللفظ لأحمد (21732).

(3)

المسند الجامع (12315)، وتحفة الأشراف (11989)، وأطراف المسند (8091).

والحديث؛ أخرجه البزار (4022)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (7663).

ص: 342

• أخرجه أحمد (22337) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي 5/ 236 (22409) قال: حدثنا إسماعيل، عن ليث. و «التِّرمِذي» (1987 م 2) قال: قال محمود: وحدثنا وكيع، عن سفيان.

كلاهما (سفيان الثوري، وليث بن أبي سُلَيم) عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا معاذ، أتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»

(1)

.

- وفي رواية: «عن معاذ، أنه قال: يا رسول الله، أوصني، قال: اتق الله حيثما كنت، أو أينما كنت، قال: زدني، قال: أتبع السيئة الحسنة تمحها، قال: زدني، قال: خالق الناس بخلق حسن»

(2)

.

- جعله من مسند معاذ بن جبل

(3)

.

⦗ص: 344⦘

- قال أحمد بن حنبل: وقال وكيع: وجدته في كتابي: «عن أبي ذر» وهو السماع الأول، وقال وكيع: وقال سفيان مرة: «عن معاذ» .

- قال التِّرمِذي: قال محمود: والصحيح حديث أبي ذر.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (25833) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معاذ، وقد قال وكيع بأخرة: يا أبا ذر ـ أتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس خلقا حسنا» ، «مُرسَل» .

(1)

اللفظ لأحمد (22337).

(2)

اللفظ لأحمد (22409).

(3)

المسند الجامع (11539)، وتحفة الأشراف (11366)، وأطراف المسند (7208).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (296:298)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (7660 و 7661).

ص: 343

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: ميمون بن أبي شبيب روى عن أبي ذر مرسلا، وعن معاذ بن جبل مُرسلًا. «الجرح والتعديل» 8/ 234.

- وقال الدارقُطني: يرويه حبيب بن أبي ثابت، واختُلِف عنه؛

فرواه حماد بن شعيب، وليث بن أبي سُلَيم، وإسماعيل بن مسلم المكي، عن حبيب، عن ميمون، عن معاذ.

واختلف عن الثوري، فرواه وكيع، عن الثوري، عن حبيب، عن ميمون، عن معاذ.

وأرسله جماعة عن وكيع، فلم يذكروا فيه معاذا.

وكذلك رواه أَبو سنان، واسمه سعيد بن سنان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون، مُرسلًا.

وقيل: عن الثوري، عن حبيب، عن ميمون، عن أبي ذر.

ورواه أَبو مريم عبد الغفار، عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون، عن معاذ، وغيره، يرويه عن الحكم مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكأن المرسل أشبه بالصواب. «العلل» (987).

ص: 344

• حديث أبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر، قال:

⦗ص: 345⦘

«قلت: يا رسول الله، أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال أحسنهم خلقا» .

سلف برقم ().

• وحديث أبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، أي المؤمنين أسلم؟ قال: من سلم الناس من لسانه ويده» .

سلف برقم ().

• وحديث أبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، أي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السيئات» .

سلف برقم ().

ص: 344

12340 -

عن أبي الأسود، عن أبي ذر، قال: كان يسقي على حوض له، فجاء قوم، فقال: أيكم يورد على أبي ذر، ويحتسب شعرات من رأسه، فقال رجل: أنا، فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه، وكان أَبو ذر قائمًا فجلس، ثم اضطجع، فقيل له: يا أبا ذر، لم جلست ثم اضطجعت؟ قال: فقال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع» .

أخرجه أحمد (21675) قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبي الأسود، فذكره.

• أخرجه أَبو داود (4782) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل. و «ابن حِبَّان» (5688) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا سريج بن يونس.

ص: 345

كلاهما (أحمد بن حنبل، وسريج) عن أبي معاوية محمد بن خازم، قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبي ذر؛

⦗ص: 346⦘

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع»

(1)

.

- ليس فيه: «أَبو الأسود»

(2)

.

• وأخرجه أَبو داود (4783) قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن داود، عن بكر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا ذر، بهذا الحديث.

- قال أَبو داود: وهذا أصح الحديثين

(3)

.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

المسند الجامع (12316)، وتحفة الأشراف (12001)، وأطراف المسند (8107 م)، ومَجمَع الزوائد 8/ 70، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5320).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (7932 و 7933)، والبغوي (3584).

(3)

قال المِزِّي: قال أَبو داود: وهذا أصح الحديثين، إنما يروي أَبو حرب عن عمه، عن أبي ذر، ولا يحفظ له سماع من أبي ذر. «تحفة الأشراف» (12001).

ص: 345

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه داود بن أبي هند، واختُلِف عنه؛

فرواه أَبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن أبي ذر.

قال ذلك العباس بن يزيد، عن أبي معاوية.

وخالفه غير واحد، عن أبي معاوية، فأرسله.

وقيل: عن داود بن أبي هند، عن بكر المزني، عن أبي ذر.

قاله حفص بن غياث، وخالد الواسطي، عن داود.

والصحيح حديث أبي حرب بن أبي الأسود، المرسل عن أبي ذر. «العلل» (1135).

ص: 346

12341 -

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر؛

«أنه قال: يا رسول الله، الرجل يحب القوم، ولا يستطيع أن يعمل كعملهم؟

⦗ص: 347⦘

قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت، قال: فإني أحب الله، ورسوله، قال: فإنك مع من أحببت، قال: فأعادها أَبو ذر، فأعادها رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

أخرجه أحمد (21707) قال: حدثنا بَهز. وفي 5/ 166 (21795) قال: حدثنا روح، وهاشم. و «الدَّارِمي» (2953) قال: أخبرنا سعيد بن سليمان. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (351) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة. و «أَبو داود» (5126) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «ابن حِبَّان» (556) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا شَيبان بن أبي شيبة.

سبعتهم (بَهز بن أسد، وروح بن عبادة، وهاشم بن القاسم، وسعيد بن سليمان، وعبد الله بن مَسلَمة، وموسى بن إسماعيل، وشيبان) عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

المسند الجامع (12319)، وتحفة الأشراف (11943)، وأطراف المسند (8045).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (1107)، والبزار (3950 و 3951).

ص: 346

12342 -

عن يزيد بن أبي حبيب؛ أن أبا سالم الجيشاني أتى إلى أبي أُمية في منزله، فقال: إني سمعت أبا ذر يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إذا أحب أحدكم صاحبه، فليأته في منزله، فليخبره أنه يحبه لله» .

وقد جئتك في منزلك

(1)

.

أخرجه أحمد (21619) قال: حدثنا أحمد بن الحجاج، قال: حدثنا عبد الله. وفي 5/ 173 (21846) قال: حدثنا حسن.

كلاهما (عبد الله بن المبارك، وحسن بن موسى) عن عبد الله بن لَهِيعة، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، فذكره

(2)

.

(1)

لفظ (21619).

(2)

المسند الجامع (12320)، وأطراف المسند (8115)، ومَجمَع الزوائد 10/ 281، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5434 و 7921).

والحديث؛ أخرجه ابن المبارك (6).

ص: 347

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 347

12343 -

عن رجل، عن أبي ذر، قال:

«خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتدرون أي الأعمال أحب إلى الله، عز وجل؟ قال قائل: الصلاة، والزكاة، وقال قائل: الجهاد، قال: إن أحب الأعمال إلى الله، عز وجل: الحب في الله، والبغض في الله»

(1)

.

- وفي رواية: «أفضل الأعمال: الحب في الله، والبغض في الله» .

أخرجه أحمد (21628) قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن عطاء. و «أَبو داود» (4599) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا خالد بن عبد الله.

كلاهما (يزيد بن عطاء، وخالد بن عبد الله) عن يزيد بن أبي زياد الكوفي، عن مجاهد، عن رجل، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12321)، وتحفة الأشراف (12009)، وأطراف المسند (8140)، ومَجمَع الزوائد 1/ 90.

ص: 348

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ يزيد بن أَبي زياد القرشي الهاشمي، مولاهم، أَبو عبد الله الكوفي ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5906).

ص: 348

12344 -

عن ابن طهفة الغِفاري، عن أبي ذر قال:

«مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع على بطني، فركضني برجله، وقال: يا جنيدب، إنما هذه ضجعة أهل النار» .

أخرجه ابن ماجة (3724) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبيه، عن ابن طهفة الغِفاري، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12324)، وتحفة الأشراف (11926).

والحديث؛ أخرجه الدولابي في «الكنى» 1/ 80 و 210.

ص: 348

- فوائد:

- سلف هذا الحديث من رواية ابن طخفة الغِفاري، عن أبيه، رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

- قال المِزِّي: طهفة الغِفاري، عن أبي ذر، وهو وهم.

ثم ساق إسناد ابن ماجة هكذا: ابن ماجة، في الأدب، عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن إسماعيل بن عبد الله، عن محمد بن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبيه، عن طهفة، به.

قال المِزِّي: كذا فيه، وفي نسخة أخرى:«عن ابن طهفة، عن أبي ذر» ، والمحفوظ حديث طهفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «تحفة الأشراف» (11926).

ص: 349

12345 -

عن المعرور بن سويد، قال: لقيت أبا ذر بالربذة، وعليه حلة، وعلى غلامه حلة، فسألته عن ذلك؟ فقال:

«إني ساببت رجلا، فعيرته بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، أعيرته بأمه، إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن المعرور، عن أبي ذر، قال: رأيت عليه بردا، وعلى غلامه بردا، فقلت: لو أخذت هذا فلبسته كانت حلة، وأعطيته ثوبا آخر، فقال: كان بيني وبين رجل كلام، وكانت أمه أعجمية، فنلت منها، فذكرني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: أساببت فلانا؟ قلت: نعم، قال: أفنلت من أمه؟ قلت: نعم، قال: إنك امرؤ فيك جاهلية، قلت: وعلى حين ساعتي هذه من كبر السن؟ قال: نعم، هم إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل الله أخاه تحت يده،

⦗ص: 350⦘

فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا يكلفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه»

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري (30).

(2)

اللفظ للبخاري (6050).

ص: 349

- وفي رواية: «عن المعرور بن سويد، قال: مررنا بأبي ذر بالربذة، وعليه برد، وعلى غلامه مثله، فقلنا: يا أبا ذر، لو جمعت بينهما كانت حلة، فقال: إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام، وكانت أمه أعجمية، فعيرته بأمه، فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية، قلت: يا رسول الله، من سب الرجال سبوا أباه وأمه، قال: يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية، هم إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن المعرور بن سويد، قال: رأيت أبا ذر بالربذة، وعليه برد غليظ، وعلى غلامه مثله، قال: فقال القوم: يا أبا ذر، لو كنت أخذت الذي على غلامك، فجعلته مع هذا فكانت حلة، وكسوت غلامك ثوبا غيره، قال: فقال أَبو ذر: إني كنت ساببت رجلا، وكانت أمه أعجمية، فعيرته بأمه، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية، وقال: إنهم إخوانكم، فضلكم الله عليهم، فمن لم يلائمكم فبيعوه، ولا تعذبوا خلق الله»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (17965) قال: أخبرنا يحيى، قال: حدثنا الأعمش. و «أحمد» 5/ 158 (21738) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن سفيان، عن واصل. وفي 5/ 161 (21761) قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا شعبة، قال: واصل الأحدب أخبرني. وفي (21762) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب. و «البخاري» 1/ 15 (30) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب.

(1)

اللفظ لمسلم (4326).

(2)

اللفظ لأبي داود (5157).

ص: 350

وفي 3/ 149 (2545)، وفي «الأدب المفرد» (189) قال:

⦗ص: 351⦘

حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا واصل الأحدب وفي 8/ 16 (6050) قال: حدثني عمر بن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. وفي «الأدب المفرد» (194) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى، عن الأعمش. و «مسلم» 5/ 92 (4326) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي 5/ 93 (4327) قال: وحدثناه أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير (ح) وحدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا أَبو معاوية (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد. وفي (4328) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب. و «ابن ماجة» (3690) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. و «أَبو داود» (5157) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش. وفي (5158) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأعمش. (قال أَبو داود: رواه ابن نُمير، عن الأعمش نحوه). و «التِّرمِذي» (1945) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن واصل.

كلاهما (سليمان الأعمش، وواصل بن حيان الأحدب) عن المعرور بن سويد، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (12301)، وتحفة الأشراف (11980)، وأطراف المسند (8086).

والحديث؛ أخرجه البزار (3992 و 3996)، وأَبو عَوانة (6068: 6072)، والبيهقي 8/ 7، والبغوي (2402).

ص: 350

12346 -

عن مورق العجلي، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من لاءمكم من خدمكم، فأطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، أو قال: تكتسون، ومن لا يلائمكم فبيعوه، ولا تعذبوا خلق الله، عز وجل»

(1)

.

⦗ص: 352⦘

أخرجه أحمد (21815) قال: حدثنا عبد الملك بن عَمرو، قال: حدثنا سفيان. وفي 5/ 173 (21847) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، قال: حدثنا سفيان. و «أَبو داود» (5161) قال: حدثنا محمد بن عَمرو الرازي، قال: حدثنا جَرير.

كلاهما (سفيان، وجرير) عن منصور، عن مجاهد، عن مورق العجلي، فذكره.

• أخرجه عبد الرزاق (17966) عن إبراهيم بن عمر، عن عبد الكريم، عن مجاهد؛ أن أبا ذر كان يصلي، وعليه برد قطن وشملة، وله غنيمة، وعلى غلامه برد قطن وشملة، فقيل له؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإن فعلتم فأعينوهم، وإن كرهتموهم فبيعوهم، واستبدلوهم، ولا تعذبوا خلقا أمثالكم» .

- ليس فيه: «عن مورق»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21815).

(2)

المسند الجامع (12302)، وتحفة الأشراف (11987)، وأطراف المسند (8088).

والحديث؛ أخرجه البزار (3923)، والبيهقي 8/ 7.

ص: 351

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: مجاهد، عن أبي ذر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (758).

- وقال البزار: لا نعلم سمع مجاهد من أبي ذر. «مسنده» (4076).

- وقال ابن خزيمة: أنا أشك في سماع مجاهد من أبي ذر. «صحيحه» (2748).

- وقال الدارقُطني: يرويه منصور بن المُعتَمِر، واختُلِف عنه؛

فرواه الثوري، وعَبيدة بن حُميد، وإسرائيل، عن منصور، عن مجاهد، عن مورق، عن أبي ذر.

ورواه ورقاء، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي ذر، ولم يذكر بينهما أحدا.

وقول الثوري ومن تابعه أصح، ومورق لم يسمع من أبي ذر. «العلل» (1120).

ص: 352

- وفي رواية: «أوصاني خليلي أَبو القاسم صلى الله عليه وسلم أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة»

(1)

.

أخرجه أحمد (21745) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا سلام أَبو المنذر. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10114) قال: أخبرنا أحمد بن بكار الحراني، قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا أَبو حرة. و «ابن حِبَّان» (449) قال: أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكَرَج

(2)

، قال: حدثنا إسماعيل بن يزيد القطان، قال: حدثنا أَبو داود، عن الأسود بن شَيبان.

ثلاثتهم (سلام أَبو المنذر، وأَبو حرة، واصل بن عبد الرَّحمَن، والأسود بن شَيبان) عن محمد بن واسع، عن عبد الله بن الصامت، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ للنسائي.

(2)

الكَرَج، بفتح الكاف والراء وفي آخرها جيم، قال ياقوت: هي مدينة بين همذان وأصبهان في نصف الطريق وإلى همذان أقرب. «معجم البلدن» 4/ 446، والأنساب 10/ 379.

- وقال ابن الأثير: الكَرَج هي مدينة ببلاد الجبل، بين أصبهان وهمذان. «اللباب في تهذيب الأنساب» 3/ 90.

(3)

المسند الجامع (12325)، وتحفة الأشراف (11946)، وأطراف المسند (8044)، ومَجمَع الزوائد 7/ 265 و 10/ 263، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3005 و 6128).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (467)، والطبراني في «الصغير» (758)، والبيهقي 10/ 91.

ص: 353

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه إسماعيل بن أبي خالد، واختُلِف عنه؛

فرواه عَمرو بن جَرير البَجَلي، وكان ضعيفا، عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي ذر، ووهم فيه.

وخالفه الثوري، ومحمد بن عبيد، فروياه عن إسماعيل، عن شيخ لم يُسَمِّه، عن أبي ذر.

وقال خلف بن خليفة: عن إسماعيل، عن محمد بن واسع، عن رجل، عن أبي ذر.

وقال أَبو أمية: عُبيد الله بن فضالة، عن محمد بن واسع، عن أبي ذر.

وقال زياد بن خيثمة: عن محمد بن جحادة، عن محمد بن واسع، عن أبي الدرداء، ووهم.

وإنما هو حديث أبي ذر.

ورواه النضر بن مَعبد أَبو قحذم، عن محمد بن واسع، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر.

وتابعه هشام بن حسان، والحسن بن دينار، وصالح المري، وسلام أَبو المنذر، وأَبو حرة، عن محمد بن واسع.

ورواه أَبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني، عن إسماعيل، فقال: عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر.

ولم يتابع على هذا القول.

والصحيح قول من قال: عن إسماعيل، عن محمد بن واسع، مرسل.

واسم أبي حُرَّة واصل بن عبد الرَّحمَن. «العلل» (1117).

ص: 354

12348 -

عن عامر الشعبي، قال: وربما قال: قال أصحابنا: عن أبي ذر، قال:

«أوصاني خليلي بسبع: حب المساكين وأن أدنو منهم، وأن أنظر إلى من أسفل مني، ولا أنظر إلى من فوقي، وأن أصل رحمي وإن جفاني، وأن أكثر من لا

⦗ص: 355⦘

حول ولا قوة إلا بالله، وأن أتكلم بمر الحق، لا تأخذني

(1)

في الله لومة لائم، وأن لا أسأل الناس شيئا».

أخرجه ابن أبي شيبة (35491) قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا إسماعيل، عن عامر، فذكره

(2)

.

(1)

في طبعة دار القبلة: «وأن لا تأخذني» ، وقال محقق الكتاب:«وأن» زيادة مني على ما في النسخ، زدتها ليتم العدد سبعة، واعتمدت على رواية أحمد الأولى 5/ 159، كذا قال، ولا يصح هذا العبث بالتراث، وهو على الصواب في طبعتي الرشد (35353)، والفاروق (35354)، و «مَجمَع الزوائد» 3/ 93، و «المعجم الكبير» للطبراني (1649)، إذ أخرجه من طريق محمد بن بشر.

(2)

مَجمَع الزوائد 3/ 93، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3005).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (1649).

ص: 354

- فوائد:

- قال الهيثمي: رواه الطبراني في «الكبير» ، و «الصغير» ، بنحوه، وأظنه رواه أحمد، وله طريق تأتي في مواضعها إن شاء الله، ورجاله ثقات، إلا أن الشعبي لم أجد له سماعا من أبي ذر. «مَجمَع الزوائد» 3/ 93.

- إسماعيل؛ هو ابن أبي خالد.

ص: 355

12349 -

عن ابن كعب، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«أوصاني حبي بخمس: أرحم المساكين وأجالسهم، وأنظر إلى من هو تحتي، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أصل الرحم وإن أدبرت، وأن أقول بالحق وإن كان مرا، وأن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله» .

يقول مولى غفرة: لا أعلم بقي فينا من الخمس إلا هذه، قولنا: لا حول ولا قوة إلا بالله.

أخرجه أحمد (21849 و 21850) قال: حدثنا الحكم بن موسى، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن أبي الرجال المدني، قال: أخبرنا عمر مولى غفرة، عن ابن كعب، فذكره

(1)

.

⦗ص: 356⦘

- قال أَبو عبد الرَّحمَن عبد الله بن أحمد: وسمعتُه أنا من الحكم بن موسى، وقال: عن محمد بن كعب، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مِثلَه.

(1)

المسند الجامع (12326)، وأطراف المسند (8074)، ومَجمَع الزوائد 10/ 263، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3005).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (468).

ص: 355

- فوائد:

- قال المِزِّي: محمد بن كعب القرظي، روى عن أبي الدرداء، يقال: مرسل، وأبي ذر الغِفاري، كذلك. «تهذيب الكمال» 26/ 341.

- وقال الهيثمي: محمد بن كعب لم يدرك أبا ذر. «مَجمَع الزوائد» 9/ 332.

ص: 356

12350 -

عن رجل من عنزة، أنه قال لأبي ذر حيث سير من الشام: إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أخبرك به إلا أن يكون سرا، قلت: إنه ليس بسر، هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافحكم إذا لقيتموه؟ قال:

«ما لقيته قط إلا صافحني، وبعث إلي ذات يوم، ولم أكن في أهلي، فلما جئت أخبرت أنه أرسل إلي، فأتيته وهو على سريره، فالتزمني، فكانت تلك أجود وأجود»

(1)

.

- وفي رواية: «عن فلان العنزي، ولم يقل الغبري؛ أنه أقبل مع أبي ذر، فلما رجع تقطع الناس عنه، فقلت: يا أبا ذر، إني سائلك عن بعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن كان سرا من سر رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أحدثك به، قلت: ليس بسر، ولكن كان إذا لقي الرجل يأخذ بيده يصافحه، قال على الخبير سقطت، لم يلقني قط إلا أخذ بيدي غير مرة واحدة، وكانت تلك آخرهن، أرسل إلي، فأتيته في مرضه الذي توفي فيه، فوجدته مضطجعا، فأكببت عليه، فرفع يده فالتزمني صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

أخرجه أحمد (21774) قال: حدثنا بشر بن المُفَضَّل. وفي 5/ 162 (21775) و 5/ 167 (21808) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. و «أَبو داود» (5214) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد

⦗ص: 357⦘

كلاهما (بشر بن المُفَضَّل، وحماد بن سلمة) عن أبي الحسين، خالد بن ذكوان، عن أيوب بن بشير بن كعب العدوي، عن رجل من عنزة، فذكره

(3)

.

- في رواية بشر بن المُفَضَّل: «عن فلان العنزي، ولم يقل الغبري» .

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

اللفظ لأحمد (21774).

(3)

المسند الجامع (12327)، وتحفة الأشراف (12007)، وأطراف المسند (8133)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1799)، والمطالب العالية (2703).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 7/ 99.

ص: 356

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: روى بشر بن المُفَضَّل، عن خالد بن ذكوان، عن أيوب بن بشير، عن فلان العنزي، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ في المصافحة، مرسل. «التاريخ الكبير» 1/ 409.

ص: 357

12351 -

عن أبي عبد الرَّحمَن الحبلي، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أيما رجل كشف سترا، فأدخل بصره من قبل أن يؤذن له، فقد أتى حدا لا يحل له أن يأتيه، ولو أن رجلا فقأ عينه لهدرت، ولو أن رجلا مر على باب لا ستر له، فرأى عورة أهله، فلا خطيئة عليه، إنما الخطيئة على أهل البيت»

(1)

.

- وفي رواية: «من كشف سترا، فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له، فرأى عورة أهله، فقد أتى حدا لا يحل له أن يأتيه، لو أنه حين أدخل بصره استقبله رجل ففقأ عينيه، ما عيرت عليه، وإن مر الرجل على باب لا ستر له غير مغلق، فنظر فلا خطيئة عليه، إنما الخطيئة على أهل البيت»

(2)

.

أخرجه أحمد (21687) قال: حدثنا حسن بن موسى. وفي 5/ 181 (21905) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق (ح) وموسى. و «التِّرمِذي» (2707) قال: حدثنا قتيبة.

⦗ص: 358⦘

أربعتهم (حسن بن موسى، ويحيى بن إسحاق، وموسى بن داود، وقتيبة بن سعيد) عن عبد الله بن لَهِيعة، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي عبد الرَّحمَن الحبلي، فذكره

(3)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث ابن لَهِيعة، وأَبو عبد الرَّحمَن الحبلي اسمه عبد الله بن يزيد.

(1)

اللفظ لأحمد (21905).

(2)

اللفظ للترمذي.

(3)

المسند الجامع (12328)، وتحفة الأشراف (11960)، وأطراف المسند (8120)، ومَجمَع الزوائد 6/ 295 و 8/ 43.

والحديث؛ أخرجه الفريابي في «القدر» (247).

ص: 357

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 358

- كتاب الذكر والدعاء

12352 -

عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر، قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل، قال: اللهم باسمك نموت ونحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور»

(1)

.

- وفي رواية: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل، قال: اللهم باسمك أموت وأحيا، فإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور»

(2)

.

- وفي رواية: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام، قال: باسمك أموت وأحيا»

(3)

.

أخرجه أحمد (21694) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شَيبان. و «البخاري» 8/ 71 (6325) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة. وفي 9/ 119 (7395) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شَيبان. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10518) قال: أخبرني محمد بن إدريس، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شَيبان. وفي (10630) قال: أخبرنا ميمون بن العباس، قال: حدثني سعد بن حفص كوفي، قال: حدثنا شَيبان.

⦗ص: 359⦘

كلاهما (شيبان بن عبد الرَّحمَن النحوي، وأَبو حمزة السُّكري محمد بن ميمون) عن منصور، عن رِبعي بن حِراش، عن خرشة بن الحر، فذكره

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للبخاري (6325).

(3)

اللفظ للنسائي (10518).

(4)

المسند الجامع (12329)، وتحفة الأشراف (11910)، وأطراف المسند (8022).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (9309)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (4076).

ص: 358

- فوائد:

- روي عن رِبعي بن حِراش، عن حذيفة بن اليمان، وقد سلف في مسنده.

ص: 359

12353 -

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ قال: قلت: بلى، يا رسول الله، أخبرني بأحب الكلام إلى الله، قال: أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده»

(1)

.

- وفي رواية: «أحب الكلام إلى الله: سبحان الله، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ولاحول

(2)

ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده»

(3)

.

- وفي رواية: «قلت: يا رسول الله، أي الكلام أحب إلى الله، عز وجل؟ قال: ما اصطفاه لملائكته: سبحان الله وبحمده، سبحان الله وبحمده، ثلاثا تقولها»

(4)

.

- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته، أو لعباده: سبحان الله وبحمده»

(5)

.

⦗ص: 360⦘

- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاده، أو أن أبا ذر عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أي الكلام أحب إلى الله، عز وجل؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته: سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده»

(6)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (36191).

(2)

تصحف في طبعة مكتبة المعارف إلى: «لا حول» ، وهو على الصواب في طبعتي المكتبة السلفية ودار البشائر الإسلامية.

(3)

اللفظ للبخاري.

(4)

اللفظ لأحمد (21862).

(5)

اللفظ لمسلم (7025).

(6)

اللفظ للترمذي.

ص: 359

أخرجه ابن أبي شيبة (30031 و 36191) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن الجُريري، عن أبي عبد الله الجسري. و «أحمد» 5/ 148 (21646) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أَبو مسعود الجُريري، عن أبي عبد الله الجسري. وفي 5/ 161 (21759) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج، قال: سمعت شعبة، عن أبي مسعود، عن أبي عبد الله الجسري. وفي 5/ 176 (21862) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الجُريري أَبو مسعود، عن أبي عبد الله العنزي. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (638) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، عن الجُريري، عن أبي عبد الله العنزي

(1)

. و «مسلم» 8/ 85 (7025) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا حَبَّان بن هلال، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا سعيد الجُريري، عن أبي عبد الله الجسري. وفي 8/ 86 (7026) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن الجُريري، عن أبي عبد الله الجسري، من عنزة. و «التِّرمِذي» (3593) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا الجُريري، عن أبي عبد الله الجسري. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10592) قال: أخبرنا مالك بن سعد، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، عن سعيد الجُريري، قال: سمعت سوادة بن عاصم العنزي.

(1)

تصحف في طبعة مكتبة المعارف إلى: «الغنوي» ، وهو على الصواب في طبعتي المكتبة السلفية ودار البشائر الإسلامية، وانظر ترجمته في «تهذيب الكمال» 7/ 419، فهو: حميري بن بشير الحميري البصري، أَبو عبد الله الجسري، جسر عنزة.

ص: 360

كلاهما (أَبو عبد الله الجسري، العنزي، حميري بن بشير، وسوادة بن عاصم) عن عبد الله بن الصامت، فذكره

(1)

.

⦗ص: 361⦘

- في رواية أحمد (21862)، ومسلم (7025):«ابن الصامت» غير مُسَمى.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

• أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (10591) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، عن إسرائيل، عن عبد الله بن المختار، عن الجُريري، عن أبي عبد الله الجسري، عن أبي ذر، قال:

«سألت النبي صلى الله عليه وسلم: ما نقول في سجودنا؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته: سبحان الله وبحمده» .

- ليس فيه: «عبد الله بن الصامت» ، وخص هذا الذكر بالسجود

(2)

.

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: رواه حماد بن سلمة، عن الجُريري، عن أبي عبد الله، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر.

(1)

المسند الجامع (12330)، وتحفة الأشراف (11945 و 11949)، وأطراف المسند (8039).

والحديث؛ أخرجه البزار (3967 و 3968)، والطبراني في «الدعاء» (1677 و 1678)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (586).

(2)

تحفة الأشراف (11907).

ص: 360

- فوائد:

- قال أَبو الحسن الدارقُطني: يرويه سعيد الجُريري، عن أبي عبد الله الجسري، جسر عنزة، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر.

قاله إسماعيل ابن عُلَية.

ورواه عبد الله بن المختار، عن الجُريري، عن أبي عبد الله الجسري، عن أبي ذر، ولم يذكر بينهما عبد الله بن الصامت.

والصواب قول ابن عُلَية، ومن تابعه.

قيل للشيخ أبي الحسن: فحديث حميد بن أبي زياد الصائغ، عن شعبة، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر بذلك.

فقال: الخطأ من حميد بن أبي زياد، وحميد من أهل البصرة. «العلل» (1107).

- وقال الدارقُطني: تفرد به إسرائيل، عن عبد الله بن المختار، عن الجُريري.

ورواه شعبة بن وهب، عن الجُريري وزاد فيه: عبد الله بن الصامت، وهو الصواب. «أطراف الغرائب والأفراد» (4715).

⦗ص: 362⦘

- وقال المِزِّي: حميري بن بشير الحميري البصري، أَبو عبد الله الجسري، جسر عنزة، روى عن أبي ذر، ولم يسمع منه. «تهذيب الكمال» 7/ 419.

ص: 361

12354 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن أبي ذر، قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت: بلى، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله»

(1)

.

- وفي رواية: «لا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز الجنة»

(2)

.

أخرجه أحمد (21623) قال: حدثنا عمار بن محمد. وفي 5/ 151 (21673) و 5/ 156 (21715) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي 5/ 157 (21722) قال: حدثنا وكيع. و «ابن ماجة» (3825) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9788) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان. وفي «الكبرى» (11240) قال: أخبرنا أَبو صالح المكي، قال: حدثنا فضيل.

أربعتهم (عمار بن محمد، وسفيان الثوري، ووكيع بن الجراح، وفُضيل بن عِياض) عن سليمان الأعمش، عن مجاهد بن جبر، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، فذكره

(3)

.

- في رواية أحمد (21673 و 21715)، والنَّسَائي (11240):«ابن أبي ليلى» غير مُسَمى.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

اللفظ للنسائي (9788).

(3)

المسند الجامع (12331)، وتحفة الأشراف (11965)، وأطراف المسند (8056).

والحديث؛ أخرجه البزار (4020)، والطبراني في «الدعاء» (1645: 1647)، والبغوي (1284).

ص: 362

12355 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن أبي ذر، قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله» .

أخرجه أحمد (21723) قال: حدثنا يَعلى، قال: حدثنا الأعمش، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12332)، وأطراف المسند (8054).

والحديث؛ أخرجه البزار (4049).

ص: 363

- فوائد:

- قال البزار: رواه يَعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن أبي ذر، فخالف أبا عَوانة وغيره في هذه الرواية. «مسنده» (4020).

ص: 363

12356 -

عن عَمرو بن ميمون، عن أبي ذر، قال:

«كنت أمشي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت: بلى، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله»

(1)

.

أخرجه الحُميدي (130). وابن أبي شَيبة (36408). وأحمد (21662). والنَّسَائي في «الكبرى» (9758) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. و «ابن حِبَّان» (820) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار.

⦗ص: 364⦘

خمستهم (الحميدي، وابن أبي شَيبة، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله، وإبراهيم بن بشار) عن سفيان، سمع محمد بن السائب بن بركة، عن عَمرو بن ميمون، فذكره

(2)

.

- في رواية الحميدي: حدثنا سفيان، قال: قلت لمحمد بن السائب بن بركة: هل رأيت عَمرو بن ميمون الأَوْدي؟ فقال: نعم، كان ينزل علينا، فقلت: هل سمعتَ منه شيئا؟ قال: نعم.

- وفي رواية ابن أبي شيبة: «ابن السائب بن بركة» ، لم يُسَمِّه.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12333)، وتحفة الأشراف (11972)، وأطراف المسند (8065)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6128).

والحديث؛ أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» 1/ 100.

ص: 363

- فوائد:

- قال البخاري: قال لنا الحميدي: حدثنا ابن عُيينة، قال: حدثنا محمد، سمع عَمرو بن ميمون، سمع أبا ذر؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز الجنة.

وقال شعبة: عن أبي بَلْج، عن عَمرو بن ميمون، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال سويد بن عبد العزيز: عن أبي بَلْج، عن عَمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والأول أشبه. «التاريخ الكبير» 1/ 100.

- وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأَبا زُرعَة عن حديث؛ رواه شعبة، عن أبي بَلْج، عن عَمرو بن ميمون، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في: لا حول ولا قوة إلا بالله.

قال أَبو محمد، يعني ابن أبي حاتم: ورواه ابن عُيينة، عن محمد بن السائب بن بركة، عن عَمرو بن ميمون، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت لهما: أيهما أصح؟ قال أبي: حديث ابن عُيينة أصح.

وقال أَبو زُرعَة: عن أبي هريرة غامض.

قلت: فأيهما أصح؟ قال: في هذا نظر. «علل الحديث» (2000)

⦗ص: 365⦘

- وقال الدارقُطني: حدث به محمد بن السائب بن بركة، عن عَمرو بن ميمون، عن أبي ذر.

واختلف عن عَمرو بن ميمون؛

فرواه حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي بَلْج، عن عَمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عَمرو.

ورواه شعبة، عن أبي بَلْج، عن عَمرو بن ميمون، عن أبي هريرة.

والله أعلم بالصواب. «العلل» (1114 و 1597).

ص: 364

12357 -

عن بشير بن كعب العدوي، عن أبي ذر، قال:

«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك في كنز من كنوز الجنة؟ قال: فقلت: نعم، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله»

(1)

.

أخرجه أحمد (21676) قال: حدثنا يحيى بن حماد. وفي 5/ 172 (21836) قال: حدثنا عفان.

كلاهما (يحيى بن حماد، وعفان) عن أَبي عَوانة، عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن طلق بن حبيب، عن بشير بن كعب العدوي، فذكره

(2)

.

(1)

لفظ (21836).

(2)

المسند الجامع (12334)، وأطراف المسند (8010).

والحديث؛ أخرجه المحاملي في «أماليه» (285)، والكلاباذي في «معاني الأخبار» 1/ 286.

وأخرجه البزار (4031)، من طريق طلق بن حبيب، عن أبي ذر.

ص: 365

• حديث عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر، قال:

«دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فجئت فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر، تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس، قلت: أوللإنس شياطين؟ قال:

⦗ص: 366⦘

نعم، يا أبا ذر، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قال: قلت: بلى، بأبي أنت وأمي، قال: قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة».

سلف برقم ().

ص: 365

- كتاب التوبة

12358 -

عن أُسامة بن سلمان، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله، عز وجل، ليغفر لعبده ما لم يقع الحجاب، قالوا: يا رسول الله، وما الحجاب؟ قال: أن تموت النفس وهي مشركة»

(1)

.

أخرجه أحمد (21856) قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب. وفي (21857) قال: حدثنا علي بن عياش، وعصام بن خالد. و «ابن حِبَّان» (627) قال: أخبرنا عمر بن محمد، قال: حدثنا عَمرو بن عثمان، قال: حدثنا أبي.

أربعتهم (زيد، وعلي، وعصام، وعثمان بن سعيد أَبو عمرو الحِمصي) عن عبد الرَّحمَن بن ثابت بن ثَوبان، عن أَبيه، عن مَكحول، عن عمر بن نُعيم، عن أُسامة بن سَلمان، فذكره.

⦗ص: 367⦘

- وفي رواية ابن حبان: «ابن ثوبان» لم يُسَمِّه.

- قال أَبو حاتم بن حبان: ذكر البيان بأن مكحولا سمع هذا الخبر من عمر بن نعيم، عن أُسامة كما سمعه من أُسامة سواء.

• أَخرجه أحمد (21923) قال: حدثنا سليمان بن داود أَبو داود، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، حدثني أَبي، عن مكحول، أَن ابن نعيم حدثه، أَن أَبا ذر حدثهم، أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إِن الله يقبل توبة عبده، أَو يغفر لعبده، ما لم يقع الحجاب، قيل: وما وقوع الحجاب؟ قال: تخرج النفس وهي مشركة» .

ليس فيه: «أُسامة بن سلمان» .

• وأخرجه ابن حبان (626) قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، قال: حدثنا الوليد بن عُتبة، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن أُسامة بن سلمان، قال: حدثنا أَبو ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الله يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب، قيل: وما يقع الحجاب؟ قال: أن تموت النفس وهي مشركة» .

- ليس فيه: «عمر بن نعيم»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21856).

(2)

المسند الجامع (12335)، وأطراف المسند (8008)، ومَجمَع الزوائد 10/ 198، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (166 و 7213).

والحديث؛ أخرجه البزار (4055 و 4056)، والطبراني في «مسند الشاميين» (195 و 3577).

ص: 366

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ لضعف عبد الرَّحمَن بن ثابت بن ثوبان العَنسي، الدمشقي. انظر فوائد الحديث رقم (2239).

- وقال البخاري: قال أَبو داود: حدثنا عبد الرَّحمَن بن ثابت بن ثوبان، سمع أباه، عن مكحول، أن ابن نعيم أخبره، أن أبا ذر أخبره، سمع النبي صلى الله عليه وسلم؛ إن الله، عز وجل، يقبل توبة عبده، ما لم يقع الحجاب؛ أن تخرج النفس وهي مشركة.

وقال لنا علي بن عياش، قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نعيم، عن أُسامة بن سلمان، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا. «التاريخ الكبير» 2/ 161.

ص: 367

12359 -

عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«تعبد عابد من بني إسرائيل، فعبد الله في صومعته ستين عاما، فأمطرت الأرض، فاخضرت، فأشرف الراهب من صومعته، فقال: لو نزلت فذكرت الله لازددت خيرا، فنزل ومعه رغيف، أو رغيفان، فبينما هو في الأرض لقيته امرأة، فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها، ثم أغمي عليه، فنزل الغدير يستحم، فجاءه سائل، فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين، أو الرغيف، ثم مات، فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزَنْيَة، فرجحت الزَنْيَة بحسناته، ثم وضع الرغيف، أو الرغيفان مع حسناته، فرجحت حسناته، فغفر له»

⦗ص: 368⦘

أخرجه ابن حبان (378) قال: أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا غالب بن وزير الغزي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني الأعمش، عن المعرور بن سويد، فذكره.

- قال أَبو حاتم بن حِبَّان: سمع هذا الخبر غالب بن وزير، عن وكيع، ببيت المقدس، ولم يحدث به بالعراق، وهذا مما تفرد به أهل فلسطين عن وكيع.

ص: 367

- كتاب القرآن

12360 -

عن سعيد بن المُسَيب، عن أبي ذر، قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله، خير لك من أن تصلي مئة ركعة، ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم، عمل به، أو لم يعمل، خير من أن تصلي ألف ركعة» .

أخرجه ابن ماجة (219) قال: حدثنا العباس بن عبد الله الواسطي، قال: حدثنا عبد الله بن غالب العباداني، عن عبد الله بن زياد البحراني، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المُسَيب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12337)، وتحفة الأشراف (11918).

والحديث؛ أخرجه ابن شاهين في «الترغيب في فضائل الأعمال» (218).

ص: 368

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال العلائي: سعيد بن المُسَيب، أرسل عن أُبي بن كعب، وأبي ذر، وغيرهما. «جامع التحصيل» (244).

- وعلي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).

ص: 368

12361 -

عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أعطيت خواتيم سورة البقرة، من بيت كنز، من تحت العرش، لم يعطهن نبي قبلي»

(1)

.

أخرجه أحمد (21672) قال: حدثنا حسين. وفي 5/ 180 (21897) قال: حدثنا حجاج.

كلاهما (حسين بن محمد، وحجاج بن محمد) عن شَيبان، عن منصور، عن رِبعي بن حِراش، عن خرشة بن الحر، أو عن المعرور بن سويد

(2)

، فذكره.

(1)

لفظ (21672).

(2)

في عامة النسخ الخطية، وطبعتي عالم الكتب (21672 و 21897)، والرسالة (21345 و 21564)، وطبعة المكنز، في الموضع الأول (21741):«عن خرشة بن الحر، عن المعرور بن سويد» .

وفي نسخة مكتبة (لا له لي) الخطية، و «جامع المسانيد والسنن» 5/ الورقة (127)، و «أطراف المسند» (8019)، و «إتحاف المهرة» لابن حجر (17497)، والموضع الثاني من طبعة المكنز (21965):«عن خرشة بن الحر، أو عن المعرور» .

- قال الدارقُطني: رواه شَيبان، عن منصور، عن رِبعي، عن خرشة بن الحر، والمعرور، عن أبي ذر. «العلل» (1101).

ص: 369

• أخرجه أحمد (21670) قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن رِبعي بن حِراش، عَمَّن حدثه، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إني أوتيتهما من كنز من بيت تحت العرش، ولم يؤتهما نبي قبلي، يعني الآيتين من آخر سورة البقرة» .

• وأخرجه أحمد (21671) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير، عن منصور، عن رِبعي بن حِراش، قال منصور: عن زيد بن ظبيان، أو عن رجل، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، لم يعطهن نبي قبلي»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12336)، وأطراف المسند (8019 و 8025)، ومَجمَع الزوائد 6/ 312، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5644).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (2182).

ص: 370

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه منصور بن المُعتَمِر، واختُلِف عنه؛

فرواه شَيبان، عن منصور، عن رِبعي، عن خرشة بن الحر، والمعرور، عن أبي ذر.

وقال جرير: عن منصور، عن رِبعي، عن أبي ذر.

وقال فُضيل بن عِياض: عن منصور، عن رِبعي، فرفعه إلى أبي ذر، وربعي لم يسمع من أبي ذر شيئا.

والقول قول شَيبان. «العلل» (1101).

ص: 370

12362 -

عن زيد بن وهب، قال: مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر، رضي الله عنه، فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام، فاختلفت أنا ومعاوية في:{الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله} قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذاك، وكتب إلى

⦗ص: 371⦘

عثمان، رضي الله عنه، يشكوني، فكتب إلي عثمان: أن اقدم المدينة، فقدمتها، فكثر علي الناس، حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذاك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريبا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت

(1)

.

- وفي رواية: «عن زيد بن وهب، قال: مررت على أبي ذر بالربذة، فقلت: ما أنزلك بهذه الأرض؟ قال: كنا بالشام فقرأت: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم} قال معاوية: ما هذه فينا، ما هذه إلا في أهل الكتاب، قال: قلت: إنها لفينا وفيهم»

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري (1406).

(2)

اللفظ للبخاري (4660).

ص: 370

- وفي رواية: «عن زيد بن وهب، قال: مررنا على أبي ذر بالربذة، فسألناه عن منزله؟ قال: كنت بالشام فقرأت هذه الآية: {الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله}، فقال معاوية: إنما هي في أهل الكتاب، فقلت: إنها لفينا وفيهم، فكتبت إلى عثمان، قال: فكتب إلي عثمان: أن أقبل، فلما قدمت ركبني الناس، كأنهم لم يروني قبل ذلك، فشكوت ذلك إلى عثمان، فقال: لو اعتزلت فكنت قريبا، فنزلت هذا المنزل، فلا أدع قوله، ولو أمروا علي عبدًا حبشيا»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (10799 و 31252) قال: حدثنا ابن إدريس. و «البخاري» 2/ 107 (1406) قال: حدثنا علي

(2)

، سمع هُشيما. وفي 6/ 65 (4660) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جَرير. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (11154) قال: أخبرنا أَبو صالح المكي، قال: حدثنا فضيل، يعني ابن عياض

(3)

.

⦗ص: 372⦘

أربعتهم (عبد الله بن إدريس، وهُشيم بن بشير، وجرير بن عبد الحميد، وفضيل) عن حصين بن عبد الرَّحمَن، عن زيد بن وهب، فذكره

(4)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (31252).

(2)

في «تحفة الأشراف» : «علي بن عبد الله» ، قال ابن حجر: لم ينسب في أكثر الروايات، ووقع في رواية أبي ذر، عن شيوخه: حدثنا علي بن أبي هاشم، سمع هُشيما. «النكت الظراف» (11916).

(3)

في «تحفة الأشراف» : «محمد بن فضيل» .

(4)

المسند الجامع (12338)، وتحفة الأشراف (11916).

والحديث؛ أخرجه الطبري 11/ 434 و 435.

ص: 371

12363 -

عن قيس بن عُبَاد، قال: سمعت أبا ذر يقسم قسما؛ إن هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة، وعلي، وعبيدة بن الحارث، وعتبة، وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عُتبة

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: نزلت {هذان خصمان اختصموا في ربهم} في ستة من قريش: علي، وحمزة، وعبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عُتبة»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي ذر، رضي الله عنه؛ أنه كان يقسم فيها إن هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} نزلت في حمزة وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه، يوم برزوا في يوم بدر»

(3)

.

- وفي رواية: «عن قيس بن عُبَاد، قال: سمعت أبا ذر يقسم لنزلت هذه الآيات في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر: {هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار}، إلى قوله: {إن الله يفعل ما يريد}، في حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عُتبة، اختصموا في الحجج، يوم بدر»

(4)

.

- وفي رواية: «عن أبي ذر، في هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} قال: نزلت في الذين تبارزوا»

(5)

.

(1)

اللفظ للبخاري (3969).

(2)

اللفظ للبخاري (3966).

(3)

اللفظ للبخاري (4743).

(4)

اللفظ لابن ماجة.

(5)

اللفظ للنسائي (8594).

ص: 372

أخرجه ابن أبي شيبة (37838) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. و «البخاري» 5/ 75 (3966) قال: حدثنا قَبيصَة، قال: حدثنا سفيان. وفي 5/ 75 (3968) قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان. وفي (3969) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هُشيم. وفي 6/ 98 (4743) قال: حدثنا حجاج بن مِنهال، قال: حدثنا هُشيم. و «مسلم» 8/ 245 (7665) قال: حدثنا عَمرو بن زُرارة، قال: حدثنا هُشيم. وفي 8/ 246 (7666) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، جميعا عن سفيان. و «ابن ماجة» (2835) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، وحفص بن عَمرو، قالا: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي (ح) وحدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أخبرنا وكيع، قالا: حدثنا سفيان. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8098 و 8595) قال: وفيما قرأ علينا أحمد بن مَنيع، عن هُشيم. وفي (8116 و 8146 و 11278) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان. وفي (8594) قال: أخبرني سليمان بن عُبيد الله بن عَمرو، قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا شعبة.

ثلاثتهم (سفيان الثوري، وهُشيم بن بشير، وشعبة بن الحجاج) عن أبي هاشم

(1)

الرماني الواسطي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُبَاد، فذكره

(2)

.

- قال البخاري عقب (4743): رواه سفيان، عن أبي هاشم، وقال عثمان: عن جرير، عن منصور، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، قوله.

- في رواية ابن ماجة: «عن أبي هاشم الرماني» ، قال أَبو عبد الله بن ماجة: هو يحيى بن الأسود.

- وفي رواية النَّسَائي (8594): «حدثني أَبو هاشم، هو يحيى بن دينار، واسطي، عن أبي مجلز، هو لاحق بن حميد» .

(1)

تصحف في المطبوع من «السنن الكبرى» (8594) إلى: «حدثنا أَبو هشام» وهو على الصواب في: «تحفة الأشراف» (11974).

(2)

المسند الجامع (12339)، وتحفة الأشراف (11974 و 19526).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (483)، والطبراني (2954)، والبيهقي 3/ 276 و 9/ 130، والبغوي (2707).

ص: 373

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه أَبو هاشم الرماني، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُبَاد، عن أبي ذر.

قاله هُشيم عنه.

وقيل: عن الثوري، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُبَاد، عن علي.

وقيل: عن أبي ذر.

كذلك قال يوسف بن يعقوب الضبعي، عن التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس، عن علي.

والصحيح: عن التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُبَاد، عن علي؛ أنا أول من يجثو للخصومة، قال قيس: وفيهم نزلت: صلى الله عليه وسلم هذان خصمان اختصموا في ربهم}.

وحديث هُشيم، عن أبي هاشم صحيح. «العلل» (1118).

- وقال الدارقُطني أيضا: اتفقا، يعني البخاري ومسلما، فأخرجا حديث الثوري، وهُشيم، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُبَاد، عن أبي ذر؛ أنه يقسم قسما، أن صلى الله عليه وسلم هذان خصمان اختصموا}، نزلت في الستة المتبارزين يوم بدر.

وأخرجا أيضا من حديث التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُبَاد، عن علي، قال: أنا أول من يجثو للخصومة، قال قيس: وفيهم نزلت صلى الله عليه وسلم هذان خصمان اختصموا} ولم يجاوز به قيسا.

ثم قال البخاري: وقال عثمان: عن جرير، عن منصور، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، قوله، فاضطرب الحديث. «التتبع» (183).

⦗ص: 375⦘

- قلنا: رواه سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عُبَاد، عن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، وسلف برقم (9773).

ص: 374

12364 -

عن يزيد بن شريك، عن أبي ذر، قال:

«رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه، تبارك وتعالى، بقلبه، ولم يره ببصره» .

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (11472) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هُشيم، عن منصور، عن الحكم، عن يزيد بن شريك، فذكره

(1)

.

(1)

تحفة الأشراف (11996)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6351).

والحديث؛ أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (310)، والطبراني في «الأوسط» (1141).

ص: 375

- فوائد:

- الحكم؛ هو ابن عتيبة، ومنصور؛ هو ابن زاذان الواسطي، وهُشيم؛ هو ابن بشير.

ص: 375

- كتاب العلم

12365 -

عن مجاهد، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لم يبعث الله نبيا إلا بلغة قومه» .

أخرجه أحمد (21739) قال: حدثنا وكيع، عن عمر بن ذَر، قال: قال مجاهد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12340)، وأطراف المسند (8072)، ومَجمَع الزوائد 7/ 43.

ص: 375

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: مجاهد، عن أبي ذر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (758).

- وقال البزار: لا نعلم سمع مجاهد من أبي ذر. «مسنده» (4076).

- وقال ابن خزيمة: أنا أشك في سماع مجاهد من أبي ذر. «صحيحه» (2748).

ص: 376

12366 -

عن أشياخ من التيم، قالوا: قال أَبو ذر:

«لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء، إلا أذكرنا منه علما»

(1)

.

- وفي رواية: «لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتقلب في السماء طائر، إلا ذكرنا منه علما» .

أخرجه أحمد (21689) قال: حدثنا ابن نُمير. وفي 5/ 162 (21770) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.

كلاهما (عبد الله بن نُمير، وشعبة بن الحجاج) عن سليمان الأعمش، عن منذر الثوري، قال: حدثنا أشياخ من التيم، فذكروه

(2)

.

- في رواية شعبة: «المنذر الثوري، عن أشياخ لهم» .

• أخرجه أحمد (21771) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا فطر، عن المنذر، عن أبي ذر، المعنى.

(1)

لفظ (21689).

(2)

المسند الجامع (12341)، وأطراف المسند (8134)، ومَجمَع الزوائد 8/ 263، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (236).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (481).

ص: 376

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث رواه ابن عُيينة، عن فطر، عن منذر الثوري، قال: قال أَبو ذر: ومنذر الثوري لم يدرك أبا ذر. «مسنده» (3897)

⦗ص: 377⦘

- وقال الدارقُطني: يرويه ابن عُيينة، عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر.

وقيل: عن الثوري أيضا، وليس بصحيح عنه.

وغير ابن عُيينة يرويه، عن فطر، عن منذر الثوري، عن أبي ذر، مرسلا، وهو الصحيح.

وقال شعبة، والثوري، وابن نُمير: عن الأعمش، عن منذر الثوري، عن أشياخ لهم، عن أبي ذر. «العلل» (1148).

ص: 376

12367 -

عن أبي الطفيل، عن أبي ذر، قال:

«تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يطير بجناحيه، إلا عندنا منه علم» .

أخرجه ابن حبان (65) قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بن بِسطام، بالأبلة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سفيان، عن فطر، عن أبي الطفيل، فذكره

(1)

.

- قال أَبو حاتم بن حبان: معنى: «عندنا منه» يعني بأوامره ونواهيه، وأخباره، وأفعاله، وإباحاته صلى الله عليه وسلم.

(1)

أخرجه البزار (3897)، والطبراني (1647).

ص: 377

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ فِطر بن خليفة شيعيٌّ خبيثٌ ليس بثقة؛ انظر فوائد الحديث رقم (2301).

- وقال الدارقُطني: غريبٌ من حديث أبي الطفيل عنه، يعني عن أبي ذر، وغريب من حديث فطر عنه، تفرد به سفيان بن عُيينة.

وغير ابن عُيينة يرويه عن فطر، عن منذر الثوري، عن أبي ذر، مُرسلًا.

وروي عن يحيى بن أبي بكير، عن الثوري، عن فطر، وما كتبناه إلا عن ابن عُيينة، والله أعلم. «أطراف الغرائب والأفراد» (4712).

- انظر فوائد الحديث السابق.

ص: 377

• حديث أبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: قل الحق وإن كان مرا» .

سلف برقم ().

ص: 377

- كتاب الخيل

12368 -

عن معاوية بن حديج، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من فرس عربي، إلا يؤذن له عند كل سحر بدعوتين: اللهم خولتني من خولتني من بني آدم، وجعلتني له، فاجعلني أحب أهله وماله إليه، أو من أحب ماله وأهله إليه»

(1)

.

أخرجه أحمد (21829). والنَّسَائي 6/ 223، وفي «الكبرى» (4390) قال: أخبرنا عَمرو بن علي.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وعَمرو بن علي) عن يحيى بن سعيد، عن عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، فذكره

(2)

.

- قال أحمد بن حنبل: خالفه عَمرو بن الحارث، فقال: عن يزيد، عن عبد الرَّحمَن بن شِمَاسة، وقال ليث: عن ابن شِمَاسة أيضا.

• أخرجه أحمد (21773) قال: حدثنا حجاج، وهاشم، قالا: حدثنا ليث، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شِمَاسة؛ أن معاوية بن حديج مر على أبي ذر، وهو قائم عند فرس له، فسأله ما تعالج من فرسك هذا؟ فقال: إني أظن أن هذا الفرس قد استجيب له دعوته، قال: وما دعاء البهيمة من البهائم؟ قال: والذي نفسي بيده، ما من فرس إلا وهو يدعو كل سحر، فيقول: اللهم أنت خولتني عبدًا من عبادك، وجعلت رزقي بيده، فاجعلني أحب إليه من أهله وماله وولده. «موقوف» .

- قال أحمد بن حنبل: ووافقه عَمرو بن الحارث، عن ابن شِمَاسة.

(1)

اللفظ للنسائي.

(2)

المسند الجامع (12342)، وتحفة الأشراف (11979)، وأطراف المسند (8080).

والحديث؛ أخرجه البزار (3893)، والبيهقي 6/ 330.

ص: 378

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه يزيد بن أبي حبيب، واختُلِف عنه؛

⦗ص: 379⦘

فرواه عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ذلك يحيى القطان، عن عبد الحميد.

ووقفه غير يحيى، عن عبد الحميد.

وكذلك رواه الليث، عن يزيد بن أبي حبيب موقوفا أيضا، وهو المحفوظ. «العلل» (1123).

ص: 378

- كتاب الجهاد

• حديث أبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر، قال:

«دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده، وأهريق دمه،

قلت: يا رسول الله، زدني، قال: عليك بالجهاد، فإنه رهبانية أمتي».

سلف برقم ().

ص: 379

12369 -

عن زيد بن ظبيان، رفعه إلى أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يبغضهم الله، أما الذين يحبهم الله، عز وجل: فرجل أتى قوما فسألهم بالله، ولم يسألهم بقرابة بينهم، فمنعوه، فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سرا، لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه، وقوم ساروا ليلتهم، حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به، نزلوا فوضعوا رؤوسهم، فقام يتملقني ويتلو آيأتي، ورجل كان في سرية، فلقوا العدو فهزموا، فأقبل بصدره حتى يقتل، أو يفتح الله له، والثلاثة الذين يبغضهم الله: الشيخ الزاني، والفقير المختال، والغني الظلوم»

(1)

.

⦗ص: 380⦘

- وفي رواية: «ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يبغضهم الله: يحب رجلا كان في قوم، فأتاهم سائل فسألهم بوجه الله، لا يسألهم لقرابة بينهم وبينه، فبخلوا، فخلفهم بأعقابهم، حيث لا يراه إلا الله ومن أعطاه، ورجل كان في كتيبة، فانكشفوا، فكبر، فقاتل حتى يفتح الله عليه، أو يقتل، ورجل كان في قوم، فأدلجوا، فطالت دلجتهم، فنزلوا، والنوم أحب إليهم مما يعدل به، فناموا وقام يتلو آيأتي ويتملقني، ويبغض الشيخ الزاني، والبخيل المتكبر، وذكر الثالث»

(2)

.

- وفي رواية: «ثلاثة يحبهم الله فذكر أحدهم: رجل كان في سرية، فلقوا العدو فهزموا، فأقبل بصدره حتى يقتل، أو يفتح لهم بصدره»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن حبان (3350).

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة.

ص: 379

أخرجه ابن أبي شيبة (19664) قال: حدثنا غُندَر، عن شعبة. و «أحمد» 5/ 153 (21682) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «التِّرمِذي» (2568) قال: حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2568 م) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا النضر بن شميل، عن شعبة نحوه. و «النَّسَائي» 3/ 207 و 5/ 84، وفي «الكبرى» (1316 و 2362 و 7099) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. و «ابن خزيمة» (2456 و 2564) قال: حدثنا محمد بن بشار

(1)

، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «ابن حِبَّان» (3349) قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. وفي (3350) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير. وفي (4771) قال: أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد، قال: حدثنا عمر بن شبة بن عبيدة، قال: حدثنا غُندَر، قال: حدثنا شعبة.

كلاهما (شعبة بن الحجاج، وجرير) عن منصور بن المُعتَمِر، قال: سمعت رِبعي بن حِراش يحدث، عن زيد بن ظبيان، فذكره

(2)

.

⦗ص: 381⦘

- في رواية ابن حبان (3349): «عن أبي ظبيان» كذا كناه.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ، وهكذا روى شَيبان، عن منصور، نحو هذا، وهذا أصحُّ من حديث أَبي بكر بن عياش.

(1)

في الموضع رقم (2564): «حدثنا بندار» وهو لقب محمد بن بشار.

(2)

المسند الجامع (12322)، وتحفة الأشراف (11911 و 11913)، وأطراف المسند (8023 و 8024).

والحديث؛ أخرجه البزار (4027 و 4028).

ص: 380

• وأخرجه أحمد (21683) قال: حدثنا عبد الملك بن عَمرو. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (1317 و 7098) قال: أخبرني محمد بن علي الرَّقِّي، قال: حدثنا محمد، وهو ابن يوسف الفريابي.

كلاهما (عبد الملك بن عَمرو، والفريابي) عن سفيان، عن منصور، عن رِبعي بن حِراش، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الله، عز وجل، يحب ثلاثة، ويبغض ثلاثة: يبغض الشيخ الزاني، والفقير المختال، والمكثر البخيل، ويحب ثلاثة: رجل كان في كتيبة، فكر يحميهم حتى قتل، أو فتح الله عليه، ورجل كان في قوم فأدلجوا، فنزلوا من آخر الليل، وكان النوم أحب إليهم مما يعدل به فناموا، وقام يتلو آيأتي ويتملقني، ورجل كان في قوم، فأتاهم رجل يسألهم بقرابة بينهم وبينه، فبخلوا عنه، وخلف بأعقابهم، فأعطاه حيث لا يراه إلا الله ومن أعطاه»

(1)

.

- وفي رواية: «يحب الله ثلاثة، ويبغض ثلاثة: يبغض المختال المقل، والبخيل المستكثر، والشيخ الزاني» .

- ليس فيه: «زيد بن ظبيان» .

• أخرجه أحمد (21684) قال: حدثنا مُؤَمَّل، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن رِبعي، عن رجل، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله يبغض» فذكر الحديث.

- زاد فيه: «عن رجل»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

أخرجه من هذا الوجه؛ البزار (4029).

ص: 381

- فوائد:

- رواه الأعمش، عن منصور، عن رِبعي بن حِراش، عن عبد الله بن مسعود، وسلف في مسنده.

- وانظر فوائده، وأقوال البخاري في «ترتيب علل التِّرمِذي الكبير» (626 و 627)، والدارقُطني في «العلل» (696 و 1103)، هناك، لزاما.

- وقال الدارقُطني: رِبعي لم يسمع من أبي ذر شيئا. «العلل» (1101).

ص: 382

12370 -

عن ابن الأحمس، قال: لقيت أبا ذر، فقلت له: بلغني عنك أنك تحدث حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أما إنه لا تخالني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما سمعته منه، فما الذي بلغك عني؟ قلت: بلغني أنك تقول:

«ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يشنؤهم الله، عز وجل؟ قال: قلته وسمعته، قلت: فمن هؤلاء الذين يحب الله؟ قال: الرجل يلقى العدو في الفئة، فينصب لهم نحره حتى يقتل، أو يفتح لأصحابه، والقوم يسافرون فيطول سراهم، حتى يحبوا أن يمسوا الأرض، فينزلون، فيتنحى أحدهم، فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم، والرجل يكون له الجار، يؤذيه جواره، فيصبر على أذاه، حتى يفرق بينهما موت، أو ظعن، قلت: ومن هؤلاء الذين يشنؤهم الله؟ قال: التاجر الحلاف، أو قال: البائع الحلاف، والبخيل المنان، والفقير المختال»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن الأحمس، قال: قلت لأبي ذر: حديث بلغني عنك، عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: هات، إني لا إخالني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إذ سمعته منه،

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 382

قال: قلت: ذكرت ثلاثة يحبهم الله؟ قال: سمعته وقلته، أما الذين يحب الله: فرجل لقي فئة فانكشفت فئته، فقاتل من ورائهم حتى يقتل، أو يفتح الله له، ورجل أسرى مع قوم، حتى يحبوا أن يمسوا الأرض فنزلوا،

⦗ص: 383⦘

فقام يصلي حتى أيقظهم لرحيلهم، ورجل كان له جار سوء، فصبر على أذاه»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن الأحمس قال: قلت لأبي ذر: حديث بلغني عنك، تحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعته منه وقلته، فذكر: ثلاثة يشنؤهم الله: البخيل، والمنان، والمختال»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (19701 و 27144) قال: حدثنا أَبو أُسامة، قال: حدثنا كهمس. و «أحمد» 5/ 151 (21666) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا الجُريري.

كلاهما (كهمس، والجُريري) عن أبي العلاء بن الشخير، عن ابن الأحمس، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (19701).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة (27144).

(3)

المسند الجامع (12323)، وأطراف المسند (8129)، ومَجمَع الزوائد 8/ 170، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4380).

والحديث؛ أخرجه ابن المبارك في «الجهاد» (47)، وابن أبي عاصم في «الجهاد» (127).

ص: 382

12371 -

عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، قال: بلغني عن أبي ذر حديث، فكنت أحب أن ألقاه، فلقيته، فقلت له: يا أبا ذر، بلغني عنك حديث، فكنت أحب أن ألقاك فأسألك عنه، فقال: قد لقيت فسل، قال: قلت: بلغني أنك تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ثلاثة يحبهم الله، عز وجل، وثلاثة يبغضهم الله، عز وجل؟ قال: نعم، فما إخالني أكذب على خليلي صلى الله عليه وسلم ثلاثا يقولها، قال: قلت: من الثلاثة الذين يحبهم الله، عز وجل؟ قال: رجل غزا في سبيل الله، فلقي العدو مجاهدا محتسبا، فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدون في كتاب الله، عز وجل:{إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا} ، ورجل له جار يؤذيه فيصبر على أذاه ويحتسبه، حتى يكفيه الله إياه

⦗ص: 384⦘

بموت، أو حياة، ورجل يكون مع قوم، فيسيرون حتى يشق عليهم الكرى والنعاس، فينزلون في آخر الليل، فيقوم إلى وضوئه وصلاته، قال: قلت: من الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: الفخور المختال، وأنتم تجدون في كتاب الله، عز وجل:{إن الله لا يحب كل مختال فخور} ، والبخيل المنان، والتاجر، أو البياع الحلاف».

قال: قلت: يا أبا ذر: ما المال؟ قال: فرق لنا وذود، يعني بالفرق: غنما يسيرة، قال: قلت: لست عن هذا أسأل، إنما أسألك عن صامت المال، قال: ما أصبح لا أمسي، وما أمسى لا أصبح، قال: قلت: يا أبا ذر، ما لك ولإخوتك من قريش؟ قال: والله لا أسألهم دنيا، ولا أستفتيهم عن دين الله، تبارك وتعالى، حتى ألقى الله ورسوله، ثلاثا يقولها.

أخرجه أحمد (21863) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الأسود بن شَيبان، عن يزيد أبي العلاء، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12323)، وأطراف المسند (8079)، ومَجمَع الزوائد 8/ 170، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4380).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (470)، والبزار (3908)، والطبراني (1637)، والبيهقي 9/ 160.

ص: 383

- كتاب الإمارة

12372 -

عن خالد بن وهبان، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من فارق الجماعة شبرا، خلع ربقة الإسلام من عنقه»

(1)

.

- وفي رواية: «من خالف الجماعة شبرا، خلع ربقة الإسلام من عنقه»

(2)

.

أخرجه أحمد (21894) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير. وفي (21895) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا أَبو بكر. و «أَبو داود» (4758)

⦗ص: 385⦘

قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، وأَبو بكر بن عياش، ومندل. و «عبد الله بن أحمد» 5/ 180 (21893) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أَبو بكر، يعني ابن عياش.

ثلاثتهم (زهير بن معاوية، وأَبو بكر بن عياش، ومِنْدَل بن علي) عن مطرف بن طريف، عن أبي الجهم، عن خالد بن وهبان، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21894).

(2)

اللفظ لعبد الله بن أحمد.

(3)

المسند الجامع (12343)، وتحفة الأشراف (11908)، وأطراف المسند (8018).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (892 و 1053 و 1054)، والبزار (4058)، والبيهقي 8/ 157.

ص: 384

- فوائد:

- قال البزار: لا نعلم روى خالد بن أهبان عن أبي ذر حديثا مسندا إلا هذين الحديثين. (هذا الحديث وآخر)

وخالد بن أهبان لا نعلم روى عنه إلا أَبو الجهم. «مسنده» (4058).

- قال ابن حجر: خالد بن وهبان، ابن خالة أبي ذر، وقيل: فيه أهبان بهمزة، كذا في «مسند البزار» ، وغيره. «تهذيب التهذيب» 3/ 125.

ص: 385

12373 -

عن عبيد بن سلمان، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«اثنان خير من واحد، وثلاثة خير من اثنين، وأربعة خير من ثلاثة، فعليكم بالجماعة، فإن الله، عز وجل، لن يجمع أمتي إلا على هدى» .

أخرجه أحمد (21618) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: حدثنا ابن عياش، عن البَختَري بن عبيد بن سلمان، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12344)، وأطراف المسند (8060)، ومَجمَع الزوائد 1/ 177 و 5/ 218.

ص: 385

- فوائد:

- ابن عياش؛ هو إسماعيل، وأَبو اليمان؛ هو الحكم بن نافع.

ص: 385

12374 -

عن أبي سالم الجيشاني، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

⦗ص: 386⦘

«يا أبا ذر، إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم»

(1)

.

أخرجه أحمد (21896). ومسلم 6/ 7 (4747) قال: حدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. و «أَبو داود» (2868) قال: حدثنا الحسن بن علي. و «النَّسَائي» 6/ 255، وفي «الكبرى» (6461) قال: أخبرنا العباس بن محمد. و «ابن حِبَّان» (5564) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي.

ستتهم (أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، والحسن بن علي، والعباس بن محمد، وأحمد بن إبراهيم) عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرَّحمَن المُقرِئ، عن سعيد بن أَبي أَيوب، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن سالم بن أبي سالم الجيشاني، عن أبيه، فذكره

(2)

.

- قال أَبو داود: تفرد به أهل مصر.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

المسند الجامع (12345)، وتحفة الأشراف (11919)، وأطراف المسند (8116).

والحديث؛ أخرجه البزار (4045)، وأَبو عَوانة (7020)، والبيهقي 3/ 129 و 6/ 283 و 10/ 95.

ص: 385

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عُبيد الله بن أبي جعفر المصري، واختُلِف عنه؛

فرواه سعيد بن أَبي أَيوب، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن سالم بن أبي سالم الجيشاني، عن أبيه، عن أبي ذر.

وخالفه عبد الله بن لَهِيعة، فرواه عن عُبيد الله، عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي سالم الجيشاني، عن أبي ذر.

والله أعلم بالصواب. «العلل» (1142).

- وقال الدارقُطني أيضا: أخرج مسلم عن أبي خيثمة وإسحاق، عن المُقرِئ، عن سعيد بن أَبي أَيوب، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن سالم الجيشاني، عن أبيه، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا ذر، إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم.

ورواه ابن لَهِيعة؛ فخالف سعيدا، رواه عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن مسلم بن أبي مريم الصدفي، عن أبي سالم الجيشاني، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «التتبع» (175).

ص: 386

12375 -

عَمَّن سمع أبا ذر، يقول:

⦗ص: 387⦘

«ناجيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة إلى الصبح، فقلت: يا رسول الله، أمرني، فقال: إنها أمانة وخزي وندامة يوم القيامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها» .

أخرجه أحمد (21845) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا الحارث بن يزيد، قال: سمعت ابن حُجيرة الشيخ يقول: أخبرني من سمع أبا ذر، فذكره.

• أخرجه مسلم 6/ 6 (4746) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي شعيب بن الليث، قال: حدثني الليث بن سعد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن بكر بن عَمرو، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن ابن حُجيرة الأكبر، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها» .

ليس فيه: «أخبرني من سمع أبا ذر» .

• وأخرجه ابن أبي شيبة (33207) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، أن الحارث بن يزيد الحضرمي أخبره؛

«أن أبا ذر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمارة، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها» ، «مُرسَل»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12346)، وتحفة الأشراف (11961)، وأطراف المسند (8143).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (487)، والبيهقي 10/ 95.

ص: 386

- فوائد:

- قال الدارقُطني: الحارث لم يسمع من أبي ذر. «العلل» (1099).

ص: 387

• حديث عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال:

«إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدًا مجدع الأطراف» .

سلف برقم ().

ص: 388

12376 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن أبي ذر، قال:

«كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم آتي المسجد، إذا أنا فرغت من عملي، فأضطجع فيه، فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يوما وأنا مضطجع، فغمزني برجله، فاستويت جالسا، فقال لي: يا أبا ذر، كيف تصنع إذا أخرجت منها؟ فقلت: أرجع إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى بيتي، قال: فكيف تصنع إذا أخرجت منها؟ فقلت: إذا آخذ سيفي فأضرب به من يخرجني، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يده على منكبي، فقال: غفرا يا أبا ذر، ثلاثا، بل تنقاد معهم حيث قادوك، وتنساق معهم حيث ساقوك، ولو عبدًا أسود» .

قال أَبو ذر: فلما نفيت إلى الربذة، أقيمت الصلاة، فتقدم رجل أسود كان فيها على نعم الصدقة، فلما رآني أخذ ليرجع وليقدمني، فقلت: كما أنت، بل أنقاد لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (21616) قال: حدثنا الحكم بن نافع، أَبو اليمان، قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12348)، وأطراف المسند (8055).

ص: 388

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

ص: 388

12377 -

عن عم أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر، قال:

«أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم في مسجد المدينة، فضربني برجله، فقال: ألا أراك نائما فيه؟ قال: قلت: يا نبي الله، غلبتني عيني، قال: كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ قال: آتي الشام الأرض المقدسة المباركة، قال: كيف تصنع إذا أخرجت

⦗ص: 389⦘

من الشام؟ قال: أعود إليه، قال: كيف تصنع إذا أخرجت منه؟ قال: ما أصنع يا نبي الله، أضرب بسيفي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا؟ تسمع وتطيع، وتنساق لهم حيث ساقوك»

(1)

.

- وفي رواية: «أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم في المسجد، فضربني برجله، قال: ألا أراك نائما فيه؟ قلت: يا نبي الله، غلبتني عيني»

(2)

.

أخرجه أحمد (21710) قال: حدثنا علي بن عبد الله. و «الدَّارِمي» (1517) قال: أخبرنا سعيد بن المغيرة. و «ابن حِبَّان» (6668) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد.

ثلاثتهم (علي، وسعيد، وعبد الأعلى) عن مُعتَمِر بن سليمان، قال: سمعت داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن عمه، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للدارمي.

(3)

المسند الجامع (12349)، وأطراف المسند (8131)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4181).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1074).

ص: 388

- وفي رواية: «إني لأعرف كلمة، وقال عثمان: آية، لو أخذ الناس كلهم بها لكفتهم، قالوا: يا رسول الله، أية آية؟ قال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا}»

(1)

.

أخرجه أحمد (21884) قال: حدثنا يزيد. و «الدَّارِمي» (2891) قال: أخبرنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا معتمر. و «ابن ماجة» (4220) قال: حدثنا هشام بن عمار، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا المُعتَمِر بن سليمان. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (11539) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المُعتَمِر. و «ابن حِبَّان» (6669) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل.

ثلاثتهم (يزيد بن هارون، والمُعتَمِر بن سليمان، والنضر) عن كهمس بن الحسن القيسي، عن أبي السَّليل، ضُريب بن نُقير القيسي، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (12350)، وتحفة الأشراف (11925)، وأطراف المسند (8117)، ومَجمَع الزوائد 5/ 223، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3437 و 4181 و 5864).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (2474)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1269).

ص: 390

- فوائد:

- قال المِزِّي: ضُريب بن نُقير، ويقال: ابن نُفير، ويقال: ابن نفيل، روى عن أبي ذر الغِفاري، ولم يدركه. «تهذيب الكمال» 13/ 310.

ص: 390

12379 -

عن خالد بن وهبان، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كيف أنتم وأئمة من بعدي، يستأثرون بهذا الفيء؟ قلت: إذا والذي بعثك بالحق، أضع سيفي على عاتقي، ثم أضرب به حتى ألقاك، أو ألحقك، قال: أولا أدلك على خير من ذلك؟ تصبر حتى تلقاني»

(1)

.

⦗ص: 391⦘

أخرجه أحمد (21891) قال: حدثنا يحيى بن آدم، ويحيى بن أبي بكير، قالا: حدثنا زهير. و «أَبو داود» (4759) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير. و «عبد الله بن أحمد» 5/ 180 (21892) قال: حدثنا أَبو جعفر، أحمد بن محمد بن أيوب، قال: حدثنا أَبو بكر، يعني ابن عياش.

كلاهما (زهير بن معاوية، وأَبو بكر بن عياش) عن مطرف بن طريف، عن أبي الجهم، عن خالد بن وهبان، فذكره

(2)

.

- في رواية أحمد: «زهير، عن مطرف، قال ابن أبي بكير: حدثنا مطرف، يعني الحارثي، عن أبي الجهم، قال ابن أبي بكير: مولى البراء، وأثنى عليه خيرا، عن خالد بن وهبان، قال ابن أبي بكير: أو وهبان.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

المسند الجامع (12351)، وتحفة الأشراف (11908)، وأطراف المسند (8017).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1104 و 1105)، والبزار (4057).

ص: 390

- فوائد:

- أَبو الجهم؛ هو سليمان بن الجهم بن أبي الجهم، الأَنصاري، الحارثي، أَبو الجهم الجُوزجاني مولى البراء بن عازب.

ص: 391

12380 -

عن أبي اليمان، وأبي المثنى، أن أبا ذر، قال:

«بايعني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا، وواثقني سبعا، وأشهد الله علي تسعا: أن لا أخاف في الله لومة لائم» .

قال أَبو المثنى: قال أَبو ذر:

«فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل لك إلى بيعة ولك الجنة؟ قلت: نعم، وبسطت يدي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشترط علي: أن لا تسأل الناس شيئا، قلت: نعم، قال: ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل إليه فتأخذه» .

أخرجه أحمد (21841) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان، عن أبي اليمان، وأبي المثنى، فذكراه

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12352)، وأطراف المسند (8123)، ومَجمَع الزوائد 3/ 92.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1029).

ص: 391

- فوائد:

- أَبو اليمان؛ هو عامر بن عبد الله بن لحي، الهوزني، وأَبو المثنى؛ في عداد المجهولين، وصفوان؛ هو ابن عَمرو السكسكي، وأَبو المغيرة؛ هو عبد القدوس بن حجاج الخَولاني.

ص: 392

12381 -

عن رجل، قال: كنا قد حملنا لأبي ذر شيئًا نريد أن نعطيه إياه، فأتينا الربذة، فسألنا عنه فلم نجده، قيل: استأذن في الحج فأذن له، فأتيناه بالبلدة وهي منى، فبينا نحن عنده، إذ قيل له: إن عثمان صلى أربعا، فاشتد ذلك على أبي ذر، وقال قولا شديدا، وقال:

«صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين، وصليت مع أَبي بكر، وعمر» .

ثم قام أَبو ذر فصلى أربعا، فقيل له: عبت على أمير المؤمنين شيئًا ثم صنعت؟ قال: الخلاف أشد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا، فقال:

«إنه كائن بعدي سلطان، فلا تذلوه، فمن أراد أن يذله فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وليس بمقبول منه توبة، حتى يسد ثلمته التي ثلم، وليس بفاعل، ثم يعود فيكون فيمن يعزه، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يغلبونا على ثلاث: أن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونعلم الناس السنن» .

أخرجه أحمد (21792) قال: حدثنا يزيد، ومحمد بن يزيد، قالا: حدثنا العوام، قال محمد: عن القاسم، وقال يزيد في حديثه: حدثني القاسم بن عوف الشيباني، عن رجل، فذكره

(1)

.

• أخرجه الدَّارِمي (570) قال: أخبرنا علي بن حُجْر السعدي، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا العوام بن حوشب، أَبو عيسى الشيباني، قال: حدثنا القاسم بن عوف الشيباني، عن أبي ذر، قال:

⦗ص: 393⦘

«أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يغلبونا على ثلاث: أن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونعلم الناس السنن» .

- ليس فيه: «عن رجل» .

(1)

المسند الجامع (12353)، وأطراف المسند (8139)، ومَجمَع الزوائد 2/ 157 و 5/ 216، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1572).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (1020)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (6989).

ص: 392

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه إسحاق الأزرق، عن العوام بن حوشب، عن القاسم بن عوف الشيباني، قال: أتينا أبا ذر بالربذة، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنه يكون بعدي سلطان فمن أراد أن يذله خلع ربقة الإسلام من عنقه، فذكر الحديث.

قال أبي: هذا أخطأ فيه إسحاق، رواه غير إسحاق، عن العوام، عن القاسم بن عوف، عن رجل من عنزة، عن أبي ذر، وهو الصحيح. «علل الحديث» (2732).

ص: 393

• حديث رجل من أهل الشام؛ أن عمر أراد أن يستعمل بشر بن عاصم، فقال: لا أعمل لك، قال: لمه؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«يؤتى بالوالي، فيوقف على الصراط، فيهتز به، حتى يزول كل عضو منه عن مكانه، فإن كان عدلا مضى، وإن كان جائرا هوى في النار سبعين خريفا» .

فدخل عمر المسجد، وهو منتقع اللون، فقال له أَبو ذر: ما شأنك يا أمير المؤمنين؟ قال: حديث حدثنيه بشر بن عاصم، قال: وما هو؟ فحدثه به، فقال أَبو ذر: نعم، لقد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر: ومن يرغب في العمل بعد هذا؟ فقال أَبو ذر: من أسلت الله أنفه، وأضرع خده.

سلف في مسند بشر بن عاصم، رضي الله عنه.

ص: 393

- كتاب المناقِب

• حديث عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، أي الأنبياء كان أول؟ قال: آدم، قلت: أونبي كان يا رسول الله؟ قال: نعم، نبي مكلم، قلت: فكم المرسلون يا رسول الله؟ قال: ثلاث مئة وخمسة عشر جما غفيرا» .

سلف برقم ().

• وحديث أبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال: مئة ألف وعشرون ألفا، قلت: يا رسول الله، كم الرسل من ذلك؟ قال: ثلاث مئة وثلاثة عشر جما غفيرا، قال: قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟ قال: آدم، قلت: يا رسول الله، أنبي مرسل؟ قال: نعم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قبلا، ثم قال: يا أبا ذر، أربعة سريانيون: آدم، وشيث، وأخنوخ، وهو إدريس، وهو أول من خط بالقلم، ونوح، وأربعة من العرب: هود، وشعيب، وصالح، ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، كم كتابا أنزله الله؟ قال: مئة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن، قال: قلت: يا رسول الله، ما كانت صحيفة إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله، أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون

⦗ص: 395⦘

بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه، قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت، ثم هو يفرح، وعجبت لمن أيقن بالنار، ثم هو يضحك، وعجبت لمن أيقن بالقدر، ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها، ثم اطمأن إليها، وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل».

سلف برقم ().

ص: 394

- وفي رواية: «خرجت في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يصلي، فانتظرته حتى صلى، فقال: أوتيت الليلة خمسا لم يؤتهن نبي قبلي: نصرت بالرعب، فيرعب العدو مني مسيرة شهر، وأرسلت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض طهورا

⦗ص: 396⦘

ومسجدا، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد كان قبلي، وقيل: سل تعطه، فاختبأتها، فهي نائلة منكم من لم يشرك بالله»

(1)

.

- وفي رواية: «جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (7839 و 32307) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا مندل. و «أحمد» 5/ 145 (21624) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي 5/ 148 (21640) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أَبو عَوانة. و «الدَّارِمي» (2624) قال: أخبرنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أَبو عَوانة. و «أَبو داود» (489) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جَرير. و «ابن حِبَّان» (6462) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، ببست، قال: حدثنا حماد بن يحيى بن حماد، بالبصرة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أَبو عَوانة.

أربعتهم (مِنْدَل بن علي، ومحمد بن إسحاق، وأَبو عَوانة الوضاح، وجرير بن عبد الحميد) عن سليمان الأعمش، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج، عن عُبيد بن عُمير الليثي، فذكره.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (32307).

(2)

اللفظ لأبي داود.

ص: 395

• أخرجه ابن أبي شيبة (7836) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عمر بن ذَر. و «أحمد» 5/ 161 (21765) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبَهز، وحجاج، قالوا: حدثنا شعبة، عن واصل، قال بَهز: حدثنا واصل الأحدب.

كلاهما (عمر بن ذَر، وواصل بن حيان الأحدب) عن مجاهد، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لنبي قبلي، ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي، وبعثت إلى كل أحمر وأسود، وأعطيت الشفاعة، وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئا»

⦗ص: 397⦘

قال حجاج: «من مات لا يشرك بالله شيئا»

(1)

.

- وفي رواية: «جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا» .

- ليس فيه: «عُبيد بن عُمير»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12354)، وتحفة الأشراف (11969)، وأطراف المسند (8059)، ومَجمَع الزوائد 8/ 259 و 10/ 371، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6356).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (474)، وإسحاق بن رَاهَوَيْه (868)، والبزار (4077)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 5/ 473.

ص: 396

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه مجاهد بن جبر، واختُلِف عنه؛

فرواه سليمان الأعمش، عن مجاهد، عن عُبيد بن عُمير، عن أبي ذر.

قال ذلك أَبو عَوانة، وجرير بن عبد الحميد، وروح بن مسافر، ومحمد بن إسحاق، ومِنْدَل بن علي.

وأرسله وكيع، عن الأعمش، عن مجاهد، عن النبي صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 398⦘

ورواه قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن عُبيد بن عُمير، عن أبي ذر.

وخالف بحر السقاء، فرواه عن الأعمش، عن المنهال بن عَمرو، عن مجاهد.

واختلف عن بحر السقاء، فقيل: عنه.

وقيل: عن بحر السقاء، عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن مجاهد، ففي هاتين الروايتين بيان أن الأعمش لم يسمعه من مجاهد.

ص: 397

ورواه أَبو مريم عبد الغفار، عن الأعمش بإسناد آخر، فقال: عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن سهم بن منجاب، عن ابن عمر.

ورواه عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عُبيد بن عُمير، عن أبي ذر، نحو رواية أبي عَوانة، ومن تابعه، عن الأعمش.

ورواه واصل الأحدب، وعمر بن ذَر، عن مجاهد، عن أبي ذر، مُرسلًا.

واختلف عن يزيد بن أبي زياد فيه؛

فرواه عَبيدة بن حُميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس.

ورواه ابن فضيل، عن يزيد، عن مجاهد، ومقسم، عن ابن عباس.

ورواه عبد العزيز بن مسلم القسملي، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم وحده، عن ابن عباس.

والمحفوظ قول من قال: عن مجاهد، عن عُبيد بن عُمير، عن أبي ذر. «العلل» (1115).

- قال أَبو حاتم الرازي: مجاهد، عن أبي ذر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (758).

- وقال البزار: لا نعلم سمع مجاهد من أبي ذر. «مسنده» (4076).

- وقال ابن خزيمة: أنا أشك في سماع مجاهد من أبي ذر. «صحيحه» (2748).

ص: 398

12383 -

عن أَنس بن مالك، قال: كان أَبو ذر يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم ففرج صدري، ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب، ممتلئ حكمة وإيمانا، فأفرغها في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء، فلما جئنا السماء الدنيا، قال جبريل، عليه السلام، لخازن السماء الدنيا: افتح، قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل، قال: هل معك أحد؟ قال: نعم، معي محمد صلى الله عليه وسلم قال: فأرسل إليه؟ قال: نعم، ففتح، قال: فلما علونا السماء الدنيا، فإذا رجل عن يمينه أسودة، وعن يساره أسودة، قال: فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، قال: فقال: مرحبا بالنبي الصالح، والابن الصالح، قال: قلت: يا جبريل، من هذا؟ قال: هذا آدم صلى الله عليه وسلم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، قال: ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح، قال: فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا، ففتح.

فقال أَنس بن مالك: «فذكر أنه وجد في السماوات، آدم، وإدريس، وعيسى، وموسى، وإبراهيم، صلوات الله عليهم أجمعين، ولم يثبت كيف منازلهم، غير أنه ذكر أنه قد وجد آدم، عليه السلام، في السماء الدنيا، وإبراهيم في السماء السادسة، قال: فلما مر جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بإدريس، صلوات الله عليه، قال: مرحبا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، قال: ثم مر، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا إدريس، قال: ثم مررت بموسى، عليه السلام، فقال: مرحبا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، قال: قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى، قال: ثم مررت بعيسى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى ابن مريم، قال: ثم مررت بإبراهيم، عليه السلام، فقال: مرحبا بالنبي الصالح، والابن الصالح، قال: قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم»

⦗ص: 400⦘

قال ابن شهاب: وأخبرني ابن حزم، أن ابن عباس، وأبا حبة الأَنصاري يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام» .

ص: 399

قال ابن حزم، وأنس بن مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ففرض الله على أمتي خمسين صلاة، قال: فرجعت بذلك حتى أمر بموسى، فقال موسى، عليه السلام: ماذا فرض ربك على أمتك؟ قال: قلت: فرض عليهم خمسين صلاة، قال لي موسى، عليه السلام: فراجع ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك، قال: فراجعت ربي، فوضع شطرها، قال: فرجعت إلى موسى، عليه السلام، فأخبرته، قال: راجع ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك، قال: فراجعت ربي، فقال: هي خمس، وهي خمسون، لا يبدل القول لدي، قال: فرجعت إلى موسى، فقال: راجع ربك، فقلت: قد استحييت من ربي، قال: ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، قال: ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك»

(1)

.

أخرجه البخاري 1/ 78 (349) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث. وفي 2/ 156 (1636) قال: قال عبدان: أخبرنا عبد الله. وفي 4/ 135 (3342) قال: قال عبدان: أخبرنا عبد الله (ح) وحدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عنبسة. و «مسلم» 1/ 102 (334) قال: حدثني حَرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرنا ابن وهب. و «النَّسَائي» 1/ 221، وفي «الكبرى» (310) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. و «أَبو يَعلى» (3616) قال: حدثنا أَبو بكر بن زنجوية، عن أبي صالح، عن الليث. و «ابن حِبَّان» (7406) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن عبد الله بن مَوهَب، وحَرملة بن يحيى، قالا: حدثنا ابن وهب.

أربعتهم (الليث بن سعد، وعبد الله بن المبارك، وعنبسة بن خالد، وعبد الله بن وهب) عن يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب الزُّهْري، عن أَنس بن مالك، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

المسند الجامع (12355)، وتحفة الأشراف (1556 و 11901).

والحديث؛ أخرجه البزار (3892)، وأَبو عَوانة (354)، والبيهقي في «الصغرى» (203)، والبغوي (3754).

ص: 400

• أخرجه أَبو يَعلى (2535) قال: حدثنا أَبو إبراهيم الزُّهْري، قال: سمعت ابن بكير يحدث، قال: حدثني الليث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: حدثني ابن حزم، عن ابن عباس، وأبي حبة الأَنصاري، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لما أسري بي ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام» .

- جعله من مسند ابن عباس، وأبي حبة

(1)

.

• وأخرجه عبد الله بن أحمد (21453) قال: حدثنا محمد بن عباد المَكِّي. وفي 5/ 143 (21613) قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد المُسَيبي. و «أَبو يَعلى» (3614) قال: حدثنا محمد بن عباد المَكِّي.

كلاهما (ابن عباد، والمُسَيبي) عن أبي ضمرة، أَنس بن عياض، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: قال أَنس بن مالك: كان أُبي بن كعب يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل، عليه السلام، ففرج صدري، ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا، فأفرغها في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي، فعرج بي إلى السماء، فلما جاء السماء الدنيا فافتتح، فقال: من هذا؟ قال: جبريل، قال: هل معك أحد؟ قال: نعم، معي محمد، قال: أرسل إليه؟ قال: نعم، فافتح، فلما علونا السماء الدنيا، إذا رجل عن يمينه أسودة، وعن يساره أسودة، وإذا نظر قبل يمينه تبسم، وإذا نظر قبل يساره بكى، قال: مرحبا بالنبي الصالح، والابن الصالح، قال: قلت لجبريل، عليه السلام: من هذا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه، فأهل اليمين هم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، قال: ثم عرج بي جبريل، حتى جاء السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح، فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا، ففتح له» .

(1)

أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1964)، والطبراني 22/ (821 و 822).

ص: 402

قال أَنس بن مالك: «فذكر أنه وجد في السماوات آدم، وإدريس، وموسى، وعيسى، وإبراهيم، عليهم الصلاة والسلام، ولم يثبت لي كيف منازلهم، غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السماء السادسة، قال أنس: فلما مر جبريل، عليه السلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بإدريس، قال: مرحبا بالنبي الصالح، والأخ الصالح قال: فقلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس، قال: ثم مررت بموسى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى، ثم مررت بعيسى، فقال: مرحبا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى ابن مريم، قال: ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحبا بالنبي الصالح، والابن الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم، عليه السلام» .

قال ابن شهاب: وأخبرني ابن حزم، أن ابن عباس، وأبا حبة الأَنصاري، يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع صريف الأقلام» .

قال ابن حزم، وأنس بن مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«فرض الله، تبارك وتعالى، على أمتي خمسين صلاة، قال: فرجعت بذلك حتى أمر على موسى، عليه السلام، فقال موسى: ماذا فرض ربك، تبارك وتعالى، على أمتك؟ قلت: فرض عليهم خمسين صلاة، فقال لي موسى، عليه السلام: راجع ربك، تبارك وتعالى، فإن أمتك لا تطيق ذلك، قال: فراجعت ربي، عز وجل، فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى فأخبرته، فقال: راجع ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك، قال: فراجعت ربي، عز وجل، فقال: هي خمس، وهي خمسون، لا يبدل القول لدي، قال: فرجعت إلى موسى، عليه السلام، فقال: راجع ربك، فقلت: قد استحييت من ربي، تبارك وتعالى، قال: ثم انطلق بي حتى أتى بي سدرة المنتهى، قال: فغشيها ألوان ما أدري ما هي، قال: ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك»

(1)

.

⦗ص: 404⦘

- وفي رواية: «فرج سقف بيتي، وأنا بمكة، فنزل جبريل، ففرج صدري، ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب، مملوء حكمة وإيمانا، فأفرغها في صدري، ثم أطبقه»

(2)

.

- جعله من مسند أُبي بن كعب

(3)

.

(1)

اللفظ لعبد الله بن أحمد (21613).

(2)

اللفظ لعبد الله بن أحمد (21453).

(3)

المسند الجامع (86)، وأطراف المسند (4)، ومَجمَع الزوائد 1/ 65، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6318).

ص: 403

- فوائد:

- قال ابن أبي خيثمة: هكذا قال أَبو ضمرة: عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي.

وإنما يروي الحديث يونس بن يزيد، عن الزُّهْري، عن أَنس بن مالك، عن أبي ذر الغِفاري.

كذا هو في رواية الليث بن سعد، عن يونس بن يزيد.

بلغني ذلك عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد. «تاريخه» 3/ 1/ 173.

- وقال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة عن حديث: الزُّهْري، عن أَنس، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في المعراج، ومن يقول: الزُّهْري، عن أَنس، عن أُبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقال: الزُّهْري، عن أَنس، عن أبي ذر أصح. «علل الحديث» (316).

- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه يونس، عن الزُّهْري، عن أَنس، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في المعراج.

ورواه قتادة، عن أَنس، عن مالك بن صعصعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقيل لأبي: أيهما أشبه؟ قال: أنا لا أعدل بالزُّهْري أحدا من أهل عصره.

ثم قال: إني أرجو أن يكون جميعا صحيحين.

وقال مرة: حديث الزُّهْري أصح.

قلت لأبي: وقد اختلفوا على الزُّهْري؟ قال: نعم، منهم من يقول: عن الزُّهْري، عن أَنس، عن أُبي بن كعب

⦗ص: 405⦘

والزُّهْري، عن أَنس، عن أبي ذر أصح. «علل الحديث» (315 و 2714).

- وسئل الشيخ أَبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الحافظ العدل، عن حديث أَنس بن مالك، عن أبي ذر جُندب بن جنادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث المعراج.

فقال: يرويه الزُّهْري، عن أَنس؛

حدث به عنه عقيل، ويونس، واختلف عن يونس؛

فقال أَبو ضمرة: عن يونس، عن الزُّهْري، عن أَنس، عن أبي، وأحسبه سقط عليه ذر، فجعله عن أُبي بن كعب، ووهم فيه.

وروى هذا الحديث قتادة، عن أَنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، وأتى به بطوله.

ص: 404

وروى بعضه شعبة، عن قتادة، عن أَنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة النهرين.

حدث به إبراهيم بن طهمان، عن شعبة.

ويشبه أن تكون الأقاويل كلها صحاحا، لأن رواتهم أثبات.

وقد روى خالد بن قيس، عن قتادة، عن أَنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: فرضت علي الصلاة وهو صحيح عنه.

وكذلك عَمرو بن الحارث، عن عبد رَبِّه بن سعيد، عن قتادة، عن أَنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «العلل» (1095)

- وقال الدارقُطني، وسئل عن حديث مالك بن صعصعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في المعراج.

فقال: يرويه قتادة، واختُلِف عنه؛

فرواه هشام الدَّستوائي، وسعيد بن أبي عَروبَة، ومجاعة بن الزبير، عن قتادة، عن أَنس، عن مالك بن صعصعة.

واختلف عن سعيد؛

فرواه عكرمة بن إبراهيم، عن سعيد، عن قتادة، عن أَنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر مالك بن صعصعة

⦗ص: 406⦘

وروى خالد بن قيس، عن قتادة، عن أَنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الحديث، فرض الصلوات الخمس دون غيره، ولم يذكر مالك بن صعصعة.

وروي عن سعيد بن أبي عَروبَة، ومعمر، عن قتادة، عن أَنس؛ أن البراق استصعب على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له جبريل: ما ركبك أحد أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم.

وحدث بهذا الحديث أحمد بن العلاء، أخو هلال، عن محمد بن زيد بن أبي أُسامة، عن ابن عُيينة، عن مِسعَر، عن قتادة، ووهم في قوله: مسعر، وإنما رواه ابن عُيينة، عن معمر.

وروى سليمان التيمي، وشيبان، عن قتادة، عن أَنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به عرض له الكوثر.

وهو صحيح عن قتادة، عن أَنس، ليس فيه مالك بن صعصعة.

ص: 405

وروى شعبة، وشيبان، عن قتادة، عن أَنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع إلى سدرة المنتهى، إذا أربعة أنهار، نهران ظاهران، ونهران باطنان، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ولم يذكروا فيه مالك بن صعصعة، كما ذكره هشام، ومن تابعه.

وروى هذا الحديث الزُّهْري، عن أَنس، فخالف قتادة، أسنده عن أَنس، عن أبي ذر الغِفاري.

واختلف عن الزُّهْري؛

فرواه عقيل، ويونس، عن الزُّهْري، عن أَنس، عن أبي ذر.

قال ذلك ابن وهب عن يونس.

وقال أَبو ضمرة: عن يونس، عن الزُّهْري، عن أبي، ووهم فيه، وأحسبه سقط من كتابه:«أنس عن» ، فظن أنه: عن أُبي بن كعب.

ورواه أَبو صفوان عبد الله بن سعيد، عن يونس، عن الزُّهْري، عن أَنس، لم يجاوز به.

وكذلك روي عن بكير بن الأشج، عن الزُّهْري، عن أَنس

⦗ص: 407⦘

والمحفوظ قول عقيل، ويونس، من رواية ابن وهب، عنه.

ورواه مَعمَر، عن الزُّهْري، عن أَنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم فرض الصلاة، دون سائر الحديث، وذلك صحيح عن الزُّهْري.

وقد نبه عقيل، ويونس في روايتهما عن الزُّهْري، أن أنسا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وروى هذا الحديث ثابت البُنَاني، عن أَنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه: عن مالك بن صعصعة، ولا أبا ذر، وأتى به بطوله.

حدث به حماد بن سلمة بطوله.

ورواه عبد رَبِّه بن سعيد، عن ثابت، عن أَنس مختصرا.

ورواه شريك بن أبي نمر، وكبير بن خنيس، ويزيد بن أبي مالك، عن أَنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا فوق أَنس أحدا.

ويشبه أن يكون أَنس سمع من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بطوله، واستثبته من أبي ذر، ومالك بن صعصعة، فرواه مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومرة عن أحد هذين. «العلل» (3191).

ص: 406

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البزار: هذا الكلام لا نعلمه يروى عن أبي ذر، إلا من هذا الوجه، ولا نعلم سمع عروة من أبي ذر. «مسنده» (4048).

- وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 1/ 449، في مناكير جعفر بن عبد الله بن عثمان، وقال: لا يُتابَع عليه.

ص: 408

12385 -

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال:

«قلت: يا رسول الله، ما آنية الحوض؟ قال: والذي نفسي بيده، لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها، في الليلة المظلمة المصحية، آنية الجنة، من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه، يشخب فيه ميزابان من الجنة، من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله، ما بين عمان إلى أيلة، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (32329 و 35237). وأحمد (21653). ومسلم 7/ 69 (6055) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر المَكِّي. و «التِّرمِذي» (2445) قال: حدثنا محمد بن بشار.

خمستهم (أَبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن أبي عمر، ومحمد بن بشار) عن أبي عبد الصمد العمي عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: حدثنا أَبو عمران الجَوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.

وروي عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حوضي كما بين الكوفة إلى الحجر الأسود.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12396)، وتحفة الأشراف (11953)، وأطراف المسند (8043).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (721)، والبزار (3960).

ص: 408

12386 -

عن رجل من بني أسد، عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن أشد أمتي لي حبا قوم يكونون، أو يجيئون بعدي، يود أحدهم أنه أعطى أهله وماله، وأنه رآني»

(1)

.

أخرجه أحمد (21713) قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) ويَعلى. وفي 5/ 170 (21826) قال: حدثنا يحيى بن سعيد.

كلاهما (يحيى بن سعيد القطان، ويَعلى بن عبيد) عن يحيى بن سعيد الأَنصاري، عن أبي صالح ذكوان، عن رجل من بني أسد، فذكره

(2)

.

(1)

لفظ (21826).

(2)

المسند الجامع (12357)، وأطراف المسند (8137)، ومَجمَع الزوائد 10/ 66، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2692).

والحديث؛ أخرجه المحاملي في «أماليه» (214)، وابن البَختَري (148).

ص: 409

12387 -

عن غضيف بن الحارث؛ أنه مر بعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال: نعم الفتى غضيف، فلقيه أَبو ذر، فقال: أي أخي استغفر لي، قال: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت أحق أن تستغفر لي، فقال: إني سمعت عمر بن الخطاب يقول: نعم الفتى غضيف، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله، عز وجل، ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه» .

قال عفان: «على لسان عمر يقول به»

(1)

.

- وفي رواية: عن غضيف بن الحارث، رجل من أيلة، قال: مررت بعمر بن الخطاب، فقال: نعم الغلام، فاتبعني رجل ممن كان عنده، فقال: يا ابن أخي، ادع الله لي بخير، قال: قلت: ومن أنت رحمك الله؟ قال: أنا أَبو ذر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: غفر الله لك، أنت أحق أن تدعو لي مني لك، قال: يا ابن أخي،

⦗ص: 410⦘

إني سمعت عمر بن الخطاب، حين مررت به آنفا، يقول: نعم الغلام، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21620).

(2)

اللفظ لأحمد (21789).

ص: 409

أخرجه ابن أبي شيبة (32631) قال: حدثنا عبد الله بن نُمير، عن محمد بن إسحاق، عن مكحول. و «أحمد» 5/ 145 (21620) قال: حدثنا يونس، وعفان، المَعنَى، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن برد أبي العلاء، قال عفان: قال: أخبرنا برد أَبو العلاء، عن عُبادة بن نُسَي. وفي 5/ 165 (21789) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن مكحول. وفي 5/ 177 (21875) قال: حدثنا يَعلى بن عبيد، قال: حدثنا محمد، يعني ابن إسحاق، عن مكحول. و «ابن ماجة» (108) قال: حدثنا أَبو سلمة، يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن مكحول. و «أَبو داود» (2962) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن مكحول.

كلاهما (مكحول، وعُبادة بن نُسَي) عن غضيف بن الحارث، فذكره

(1)

.

- في رواية ابن أبي شيبة، وأحمد (21789):«غضيف بن الحارث، رجل من أيلة» .

(1)

المسند الجامع (12358)، وتحفة الأشراف (11973)، وأطراف المسند (8067)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6583).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1249)، والبزار (4059)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1543 و 3566)، والبغوي (3876).

ص: 410

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سمعت أَبا زُرعَة، وذكر حديثا به عن دُحَيم، عن عَمرو بن بشر بن السَّرح، عن أَبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن غضيف بن الحارث، عن بلال، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله جعل الحق في قلب عمر وعلى لسانه.

فقال أَبو زُرعَة: حديث محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أشبه، لأنه قد وافقه عليه غيره، عن أبي ذر. «علل الحديث» (2669)

⦗ص: 411⦘

- وقال الدارقُطني: يرويه مكحول، واختُلِف عنه؛

فرواه محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف، عن أبي ذر.

ورواه أَبو خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق، ومحمد بن عَجلان، وهشام بن الغاز، عن مكحول، عن غضيف، عن أبي ذر.

وأحسب أبا خالد حمل حديث هشام بن الغاز، وابن عَجلان على حديث محمد بن إسحاق، فجود إسناده، لأن غيره يرويه عن هشام بن الغاز، وعن محمد بن عَجلان، عن مكحول، مرسلا، عن أبي ذر.

وكذلك رواه عُقيل بن خالد، وابن أبي حسين المكي، عن مكحول، عن أبي ذر مُرسلًا.

وقال وكيع: عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر أبا ذر.

ورواه برد بن سنان، عن عُبادة بن نُسَي، عن غضيف بن الحارث، عن أبي ذر.

وروي عن مِسعَر، عن وبرة بن عبد الرَّحمَن، عن غضيف، عن أبي ذر.

ولا يثبت عن مِسعَر.

ومحمد بن إسحاق، أقام إسناده عن مكحول. «العلل» (1116).

ص: 410

12388 -

عن قنبر، حاجب معاوية، قال: كان أَبو ذر يغلظ لمعاوية، قال: فشكاه إلى عبادة بن الصامت، وإلى أبي الدرداء، وإلى عَمرو بن العاص، وإلى أُم حَرَام، فقال: إنكم قد صحبتم كما صحب، ورأيتم كما رأى، فإن رأيتم أن تكلموه، ثم أرسل إلى أبي ذر فجاء، فكلموه، فقال: أما أنت يا أبا الوليد، فقد أسلمت قبلي، ولك السن والفضل علي، وقد كنت أرغب بك عن مثل هذا المجلس، وأما أنت يا أبا الدرداء، فإن كادت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تفوتك، ثم أسلمت فكنت من صالحي المسلمين، وأما أنت يا عَمرو بن العاص، فقد جاهدتك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما أنت يا أُم حَرَام، فإنما أنت امرأة، وعقلك عقل امرأة، وما أنت وذاك، قال: فقال عبادة: لا جرم، لا جلست مثل هذا المجلس أبدا

⦗ص: 412⦘

أخرجه أحمد (21634) قال عبد الله بن أحمد: قرأت على أبي هذا الحديث، فأقر به، قال: حدثني مهدي بن جعفر الرملي، قال: حدثني ضمرة، عن أَبي زُرعَة السيباني، عن قنبر حاجب معاوية، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12359)، وأطراف المسند (8068)، ومَجمَع الزوائد 8/ 84.

ص: 411

12389 -

عن مَرثد بن عبد الله، عن أبي ذر، قال:

«كنت ربع الإسلام، أسلم قبلي ثلاثة، وأنا الرابع، أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: السلام عليك يا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أنت؟ فقلت: إني جُندب، رجل من بني غفار» .

أخرجه ابن حبان (7134) قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا عبد الله بن الرومي، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أَبو زميل، عن مالك بن مَرثد، عن أبيه، فذكره

(1)

.

- قال أَبو حاتم بن حبان: قول أبي ذر: كنت رابع الإسلام، أراد من قومه، لأن في ذلك الوقت أسلم الخلق من قريش وغيرهم.

(1)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (6926)، والمطالب العالية (4076).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (985)، والطبراني (1617)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 2/ 213.

ص: 412

- فوائد:

- أَبو زميل؛ هو سماك بن الوليد، الحنفي.

ص: 412

12390 -

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال:

«خرجنا من قومنا غفار أنا وأخي أنيس وأمنا، وكانوا يحلون الشهر الحرام، فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا، ذي مال وذي هيئة طيبة، قال: فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا، فحسدنا قومه، فقالوا: إنك إذا خرجت من أهلك خالف إليهم أنيس، قال:

⦗ص: 413⦘

فجاء خالنا فنثا علينا ما قيل له، قال: قلت: أما ما مضى من معروفك فقد كدرته، ولا جماع لك فيما بعد، قال: فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها، قال: وغطى رأسه فجعل يبكي، قال: فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة، قال: فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها، قال: فأتيا الكاهن فخير أنيسا، قال: فأتانا أنيس بصرمتنا ومثلها معها، قال: وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، قال: قلت: لمن؟ قال: لله، قال: قلت: فأين كنت توجه؟ قال: حيث وجهني الله، أصلي عشاء، حتى إذا كان آخر الليل ألقيت كأني خفاء، حتى تعلوني الشمس، قال: قال أنيس: لي حاجة بمكة فاكفني حتى آتيك، قال: فانطلق فراث علي، ثم أتاني، فقلت: ما حبسك؟ قال: لقيت رجلا بمكة على دينك، يزعم أن الله أرسله، قال: قلت: فما يقول الناس له؟ قال: يزعمون أنه ساحر، وأنه كاهن، وأنه شاعر، قال أنيس: فوالله لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلا يلتئم على لسان أحد أنه شعر، والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون، وكان أنيس شاعرا، قال: قلت: اكفني أذهب فأنظر، قال: نعم، وكن من أهل مكة على حذر فإنهم قد شنفوا له، وتجهموا له، قال: فانطلقت حتى قدمت مكة قال: فتضَعَّفتُ رجلا منهم، قال: قلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ؟ قال: فأشار إلي، قال: الصابئ، قال: فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم، حتى خررت مغشيا علي، قال: فارتفعت حين ارتفعت وكأني نصب أحمر، قال: فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء وشربت من مائها،

ص: 412

قال: فبينما أهل مكة في ليلة قمراء، إضحيان إذ ضرب الله على أصمختهم، قال: فما يطوف بالبيت أحد منهم غير امرأتين، قال: فأتتا علي وهما يدعوان إسافا ونائلة، قلت: أنكحا أحدهما الأخرى، قال: فما ثناهما ذلك عن قولهما، قال: فأتتا علي، فقلت: هن مثل الخشبة غير أني لم أكن، قال: فانطلقتا تولولان، وتقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا، قال: فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبو بكر وهما هابطان من الجبل، قال: ما لكما؟ قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها، قالا: ما قال لكما؟ قالتا: قال لنا كلمة تملأ الفم،

⦗ص: 414⦘

قال: وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى الحجر فاستلمه هو وصاحبه، قال: وطاف بالبيت، ثم صلى صلاته، قال: فأتيته حين قضى صلاته، قال: فكنت أول من حياه بتحية الإسلام، قال: وعليك ورحمة الله، ممن أنت؟ قلت: من غفار، قال: فأهوى بيده نحو رأسه، قال: قلت في نفسي كره أني انتميت إلى غفار، قال: فذهبت آخذ بيده، قال: فقدعني صاحبه، وكان أعلم به مني، فرفع رأسه، فقال: متى كنت هاهنا؟ قال: قلت: قد كنت هاهنا منذ عشر من بين يوم وليلة، قال: فمن كان يطعمك؟ قال: قلت: ما كان لي طعام غير ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها مباركة، إنها طعام طعم، قال: فقال صاحبه: ائذن لي في إطعامه الليلة، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبو بكر، فانطلقت معهما، قال: ففتح أَبو بكر بابا، فقبض لي من زبيب الطائف، قال: فذاك أول طعام أكلته بها، قال: فلبثت ما لبثت، أو غبرت، ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد وجهت إلى أرض ذات نخل، ولا أحسبها إلا يثرب، فهل أنت مبلغ عني قومك، لعل الله أن ينفعهم بك، وأن يأجرك فيهم؟ قلت: نعم، فانطلقت حتى أتيت أنيسا، فقال: ما صنعت؟ قلت: صنعت أني أسلمت وصدقت،

ص: 413

قال أنيس: وما بي رغبة عن دينك، إني قد أسلمت وصدقت، قال: فأتينا أمنا، فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت، قال: فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا، قال: فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، قال: وكان يؤمهم إيماء بن رحضة، وكان سيدهم، قال: وقال بقيتهم إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمنا، قال: فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأسلم بقيتهم، قال: وجاءت أسلم، فقالوا: إخواننا نسلم على الذي أسلموا عليه، قال: فأسلموا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن الصامت، قال: قال أَبو ذر: يا ابن أخي، صليت سنتين قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلت: فأين كنت توجه؟ قال: حيث

⦗ص: 415⦘

وجهني الله

واقتص الحديث بنحو حديث سليمان بن المغيرة، وقال في الحديث: فتنافرا إلى رجل من الكهان، قال: فلم يزل أخي أنيس يمدحه حتى غلبه، قال: فأخذنا صرمته فضممناها إلى صرمتنا، وقال أيضا في حديثه: قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت، وصلى ركعتين خلف المقام، قال: فأتيته، فإني لأول الناس حياه بتحية الإسلام، قال: قلت: السلام عليك يا رسول الله، قال: وعليك السلام، من أنت؟ وفي حديثه أيضا: فقال: منذ كم أنت هاهنا؟ قال: قلت: منذ خمس عشرة، وفيه: فقال أَبو بكر: أتحفني بضيافته الليلة»

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (37753).

(2)

اللفظ لمسلم (6444).

ص: 414

أخرجه ابن أبي شيبة (14335 و 37753) قال: حدثنا أَبو أُسامة، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. و «أحمد» 5/ 174 (21858) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة. قال أحمد في أثناء الحديث: قال أَبو النضر: قال سليمان (ح) وقال عفان (ح) وقال بَهز

(1)

. و «الدَّارِمي» (2683 و 2803) قال: أخبرنا عبد الله بن مَسلَمة، قال: حدثنا سليمان، هو ابن المغيرة. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (1035) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. و «مسلم» 7/ 152 (6442) و 7/ 176 (6513) قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي

(2)

، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي 7/ 155 (6443) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (6444) قال: حدثنا محمد بن المثنى العنزي، قال: حدثني ابن أَبي عَدي، قال: أنبأنا ابن عَون. و «عبد الله بن أحمد» 5/ 175 (21859) قال: حدثنا هُدبة، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10099) قال: أخبرنا محمد بن إدريس، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. و «ابن حِبَّان» (7133) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، وعدة، قالوا: حدثنا هُدبة بن خالد القيسي، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة.

⦗ص: 416⦘

كلاهما (سليمان بن المغيرة، وعبد الله بن عون) عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره

(3)

.

(1)

يعني عن سليمان بن المغيرة.

(2)

في «تحفة الأشراف» (11942): «هُدبة بن خالد، وشيبان بن فَرُّوخ» .

(3)

المسند الجامع (12360)، وتحفة الأشراف (11941 و 11942 و 11944)، وأطراف المسند (8050)، ومَجمَع الزوائد 3/ 286، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2663)، والمطالب العالية (1312).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (457: 460)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (989)، والبزار (3929 و 3946: 3948)، والبيهقي 5/ 147.

ص: 415

12391 -

عن أبي جَمرة، قال: قال لنا ابن عباس: ألا أخبركم بإسلام أبي ذر؟ قال: قلنا: بلى، قال: قال أَبو ذر:

«كنت رجلا من غفار، فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة، يزعم أنه نبي، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل، كلمه وأتني بخبره، فانطلق فلقيه، ثم رجع، فقلت: ما عندك؟ فقال: والله، لقد رأيت رجلا يأمر بالخير، وينهى عن الشر، فقلت له: لم تشفني من الخبر، فأخذت جرابا وعصا، ثم أقبلت إلى مكة، فجعلت لا أعرفه، وأكره أن أسأل عنه، وأشرب من ماء زمزم، وأكون في المسجد، قال: فمر بي علي، فقال: كأن الرجل غريب؟ قال: قلت: نعم، قال: فانطلق إلى المنزل، قال: فانطلقت معه، لا يسألني عن شيء، ولا أخبره، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء، قال: فمر بي علي، فقال: أما نال للرجل يعرف منزله بعد؟ قال: قلت: لا، قال: انطلق معي، قال: فقال: ما أمرك؟ وما أقدمك هذه البلدة؟ قال: قلت له: إن كتمت علي أخبرتك، قال: فإني أفعل، قال: قلت له: بلغنا أنه قد خرج هاهنا رجل يزعم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه، فرجع ولم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه، فقال له: أما إنك قد رشدت، هذا وجهي إليه، فاتبعني، ادخل حيث أدخل، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك، قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي، وامض أنت، فمضى ومضيت معه، حتى دخل ودخلت معه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت له: اعرض علي الإسلام، فعرضه، فأسلمت مكاني، فقال لي: يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر، وارجع إلى

⦗ص: 417⦘

بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل، فقلت: والذي بعثك بالحق، لأصرخن بها بين أظهرهم، فجاء إلى المسجد وقريش فيه، فقال: يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،

ص: 416

فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فقاموا، فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب علي، ثم أقبل عليهم، فقال: ويلكم، تقتلون رجلا من غفار، ومتجركم وممركم على غفار، فأقلعوا عني، فلما أن أصبحت الغد، رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فصنع بي مثل ما صنع بالأمس، وأدركني العباس فأكب علي، وقال مثل مقالته بالأمس، قال: فكان هذا أول إسلام أبي ذر، رحمه الله».

أخرجه البخاري 4/ 182 (3518) قال: حدثنا زيد، هو ابن أخزم، قال: حدثنا أَبو قتيبة، سلم بن قتيبة، قال: حدثني مثنى بن سعيد القصير، قال: حدثني أَبو جمرة، فذكره.

• أخرجه البخاري 5/ 47 (3861) قال: حدثني عَمرو بن عباس. و «مسلم» 7/ 155 (6445) قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي، ومحمد بن حاتم، وتقاربا في سياق الحديث، واللفظ لابن حاتم.

ثلاثتهم (عَمرو بن عباس، وإبراهيم بن محمد، ومحمد بن حاتم) عن عبد الرَّحمَن بن مهدي، قال: حدثنا المثنى بن سعيد، عن أبي جَمرة، عن ابن عباس، قال:

«لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل، الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء، فاسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق الآخر حتى قدم مكة، وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلاما ما هو بالشعر، فقال: ما شفيتني فيما أردت، فتزود وحمل شنة له فيها ماء، حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه، يعني الليل ـ فاضطجع، فرآه علي، فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح،

ص: 417

ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد، فظل ذلك اليوم، ولا يرى النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمر به علي، فقال: ما آن للرجل أن

⦗ص: 418⦘

يعلم منزله؟ فأقامه فذهب به معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث، فعل مثل ذلك، فأقامه علي معه، ثم قال له: ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد؟ قال: إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدني، فعلت، ففعل فأخبره، فقال: فإنه حق، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئًا أخاف عليك، قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل، فانطلق يقفوه، حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ودخل معه، فسمع من قوله، وأسلم مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع إلى قومك، فأخبرهم حتى يأتيك أمري، فقال: والذي نفسي بيده، لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وثار القوم فضربوه حتى أضجعوه، فأتى العباس فأكب عليه، فقال: ويلكم، ألستم تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تجاركم إلى الشام عليهم، فأنقذه منهم، ثم عاد من الغد بمثلها، وثاروا إليه فضربوه، فأكب عليه العباس فأنقذه»

(1)

.

- جعله من مسند عبد الله بن عباس

(2)

.

- وعلقه البخاري 9/ 126 قال: وقال أَبو جمرة، عن ابن عباس:

«بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لأخيه: اعلم لي علم هذا الرجل، الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء» .

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

المسند الجامع (7039)، وتحفة الأشراف (6528).

والحديث؛ أخرجه البزار (3888)، والطبراني (12959).

ص: 417

12392 -

عن زيد بن يثيع، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لينتهين بنو وليعة، أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، ينفذ فيهم أمري، فيقتل المقاتلة، ويسبي الذرية»

⦗ص: 419⦘

فما راعني إلا وكف عمر في حجزتي من خلفي: من يعني؟ فقلت: ما إياك يعني، ولا صاحبك، قال: فمن يعني؟ قال: خاصف النعل، قال: وعلي يخصف نعلا

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (32800). والنَّسَائي في «الكبرى» (8403) قال: أخبرنا العباس بن محمد.

كلاهما (ابن أبي شيبة، والعباس بن محمد) عن الأَحوص بن جَوَّاب أبي الجواب، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق

(2)

، عن زيد بن يثيع، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ للنسائي، وزيادة:«فما راعني» إلى آخره، لم ترد في رواية ابن أبي شيبة.

(2)

في النسخ الخطية لمصنف ابن أبي شيبة، وطبعتي الرشد (32673)، والفاروق (32735):«يونس بن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع» ، وفي طبعة دار القبلة:«يونس، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع» ، وكتب محقق الطبعة:«يونس، عن أبي إسحاق «من مصادر التخريج الآتية، ومن مصادر ترجمة يونس ومن بعده، وفي النسخ: «يونس بن أبي إسحاق» .

قلنا: وهو الصواب، فكذلك أخرجه النَّسَائي من طريق أبي الجواب.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في «فضائل الصحابة» (966)، من طريق يحيى بن آدم، قال: حدثنا يونس، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، به.

- وقال المِزِّي: زيد بن يثيع، ويقال: ابن أثيع، الهمداني، الكوفي، روى عنه أَبو إسحاق السبيعي، ولم يرو عنه غيره.

(3)

أخرجه عبد الله بن أحمد في «فضائل الصحابة» (966).

ص: 418

12393 -

عن مَرثد بن عبد الله، عن أبي ذر، قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء، من ذي لهجة أصدق، ولا أوفى من أبي ذر، شبه عيسى ابن مريم، فقال عمر بن الخطاب، كالحاسد: يا رسول الله، أفتعرف ذلك له؟ قال: نعم، فاعرفوه»

(1)

.

- وفي رواية: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء، على ذي لهجة، أصدق منك يا أبا ذر»

(2)

.

⦗ص: 420⦘

أخرجه التِّرمِذي (3802) قال: حدثنا العباس العنبري. و «ابن حِبَّان» (7132) قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بن بِسطام، بالأبلة، قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري. وفي (7135) قال: أخبرنا محمد بن نصر بن نوفل، بمرو، قال: حدثنا أَبو داود السنجي، سليمان بن مَعبد.

كلاهما (العباس العنبري، وأَبو داود السنجي) عن النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أَبو زميل، عن مالك بن مَرثد، عن أبيه، فذكره

(3)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه، وقد روى بعضهم هذا الحديث، فقال: أَبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيسى ابن مريم.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

اللفظ لابن حبان (7132).

(3)

المسند الجامع (12361)، وتحفة الأشراف (11976).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (986)، والبزار (4072)، والطبراني في «الأوسط» (5148).

ص: 419

- فوائد:

- قال البزار: هذه الأحاديث التي رواها النضر بن محمد، عن عكرمة لا نعلم أحدًا شاركه فيها عن عكرمة. «مسنده» (4072).

ص: 420

12394 -

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائت قومك فقل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها»

(1)

.

أخرجه أحمد (21868) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. و «مسلم» 7/ 177 (6514) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، جميعا عن ابن مهدي، قال: قال ابن المثنى: حدثني عبد الرَّحمَن بن مهدي. وفي (6515) قال: حدثناه محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا أَبو داود.

⦗ص: 421⦘

كلاهما (عبد الرَّحمَن بن مهدي، وأَبو داود الطيالسي) عن شعبة، عن أبي عمران الجَوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم (6514).

(2)

المسند الجامع (12363)، وتحفة الأشراف (11955)، وأطراف المسند (8037).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي خيثمة في «تاريخه» 2/ 1/ 106.

ص: 420

12395 -

عن أبي بصرة، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحما، أو قال: ذمة وصهرا، فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة، فاخرج منها» .

قال: فرأيت عبد الرَّحمَن بن شرحبيل ابن حسنة، وأخاه ربيعة، يختصمان في موضع لبنة، فخرجت منها

(1)

.

أخرجه أحمد (21853). ومسلم 7/ 190 (6586) قال: حدثني زهير بن حرب، وعُبيد الله بن سعيد.

ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، وزهير، وعُبيد الله) عن وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت حَرملة المصري يحدث، عن عبد الرَّحمَن بن شِمَاسة، عن أبي بصرة، فذكره.

• أخرجه أحمد (21854) قال: وحدثناه هارون. و «مسلم» 7/ 190 (6585) قال: حدثني أَبو الطاهر (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. و «ابن حِبَّان» (6676) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى.

(1)

اللفظ لهما.

ص: 421

ثلاثتهم (هارون، وأَبو الطاهر بن السَّرح، وحَرملة) عن عبد الله بن وهب، قال: حدثني حَرملة، وهو ابن عمران التجيبي، عن عبد الرَّحمَن بن شِمَاسة المهري، قال: سمعت أبا ذر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما، فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة، فاخرج منها»

⦗ص: 422⦘

قال: فمر بربيعة وعبد الرَّحمَن ابني شرحبيل بن حسنة، يتنازعان في موضع لبنة، فخرج منها

(1)

.

- وفي رواية: «إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما» .

قال حَرملة: يعني بالقيراط؛ أن قبط مصر يسمون أعيادهم، وكل مجمع لهم القيراط، يقولون: نشهد القيراط

(2)

.

- ليس فيه: «أَبو بصرة»

(3)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

اللفظ لابن حبان.

(3)

المسند الجامع (12365)، وتحفة الأشراف (11962 و 12000)، وأطراف المسند (8113).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (8701)، والبيهقي 9/ 206.

ص: 421

- فوائد:

- قال الدارقُطني: أخرج مسلم حديث ابن وهب، وجرير بن حازم، عن حَرملة بن عمران، وقد اختلفا؛

فقال ابن وهب: عن ابن شِمَاسة، عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما.

وقال جرير: عن حَرملة، عن ابن شِمَاسة، عن أبي بصرة، عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم.

زاد في إسناده أبا بصرة. «التتبع» (50).

ص: 422

- كتاب الزُّهد

• حديث أبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر، قال:

«دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده، قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: أحب المساكين وجالسهم، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: انظر إلى من تحتك، ولا تنظر إلى من فوقك، فإنه أجدر أن لا تزدرى نعمة الله عندك، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك، أو تجد عليهم فيما تأتي، ثم ضرب بيده

⦗ص: 423⦘

على صدري، فقال: يا أبا ذر، لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق».

سلف برقم ().

ص: 422

12396 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر؛

«عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله، تبارك وتعالى، أنه قال: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» .

قال سعيد: كان أَبو إدريس الخَولاني إذا حدث بهذا الحديث، جثا على ركبتيه

(1)

.

(1)

اللفظ لمسلم (6664).

ص: 423

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (490) قال: حدثنا عبد الأعلى بن مُسهِر، أو بلغني عنه. و «مسلم» 8/ 16 (6664) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن بَهرام الدَّارِمي، قال: حدثنا مروان، يعني ابن محمد الدمشقي. وفي 8/ 17 (6665) قال: حدثنيه

⦗ص: 424⦘

أَبو بكر بن إسحاق، قال: حدثنا أَبو مسهر. و «ابن حِبَّان» (619) قال: أخبرنا محمد بن محمود بن عَدي، بنسا، قال: حدثنا حميد بن زنجوية، قال: حدثنا أَبو مسهر.

كلاهما (عبد الأعلى بن مُسهِر، أَبو مسهر، ومروان بن محمد) عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخَولاني، فذكره

(1)

.

- ورد في «صحيح مسلم» 8/ 17 (6666): قال أَبو إسحاق

(2)

: حدثنا بهذا الحديث الحسن، والحسين، ابنا بشر، ومحمد بن يحيى، قالوا: حدثنا أَبو مسهر، فذكروا الحديث بطوله.

(1)

المسند الجامع (12366)، وتحفة الأشراف (11936).

والحديث؛ أخرجه البزار (4053)، وابن خزيمة في «التوحيد» (10)، والطبراني في «مسند الشاميين» (338)، والبيهقي 6/ 93، والبغوي (1291).

(2)

هو إبراهيم بن محمد بن سفيان، أَبو إسحاق، النيسابوري، راوي «الصحيح» عن مسلم بن الحجاج، وهذا الطريق من زياداته على «صحيح مسلم» .

ص: 423

12397 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم الأشعري، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يقول الله تعالى: يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديت، فسلوني الهدى أهدكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت، فسلوني أرزقكم، وكلكم مذنب إلا من عافيت، فمن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني، غفرت له ولا أبالي، ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم، اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي، ما زاد ذلك في ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم، اجتمعوا على أشقى قلب عبد من عبادي، ما نقص ذلك من ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم، اجتمعوا في صعيد واحد، فسأل كل إنسان منكم ما بلغت أمنيته، فأعطيت كل سائل منكم ما سأل، ما نقص ذلك من ملكي، إلا كما لو أن أحدكم مر بالبحر، فغمس فيه إبرة ثم

⦗ص: 425⦘

رفعها إليه، ذلك بأني جواد واجد ماجد، أفعل ما أريد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له: كن، فيكون»

(1)

.

(1)

اللفظ للترمذي.

ص: 424

- وفي رواية: «عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله: يا عبادي، كلكم مذنب إلا من عافيته، فاستغفروني أغفر لكم، ومن علم أني ذو قدرة على أن أغفر له، غفرت له ولا أبالي، يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديت، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم فقير إلا من أغنيت، فاسألوني أعطكم»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (30173) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن محمد المحاربي، عن ليث. و «أحمد» 5/ 154 (21695) قال: حدثنا عمار بن محمد، ابن أخت سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سُلَيم. وفي 5/ 177 (21873) قال: حدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا موسى، يعني ابن المُسَيب الثقفي. و «ابن ماجة» (4257) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عَبدة بن سليمان، عن موسى بن المُسَيب الثقفي. و «التِّرمِذي» (2495) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا أَبو الأحوص، عن ليث.

كلاهما (الليث بن أبي سُلَيم، وموسى بن المُسَيب) عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ، وروى بعضهم هذا الحديث عن شهر بن حوشب، عن مَعْدي كرب، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

ص: 425

• أخرجه أحمد (21696) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبد الحميد، قال: حدثنا شهر، قال: حدثني ابن غنم، أن أبا ذر حدثه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الله، عز وجل، يقول: يا عبدي، ما عبدتني ورجوتني، فإني غافر لك على ما كان فيك، ويا عبدي، إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة، ما لم تشرك بي، لقيتك بقرابها مغفرة»

⦗ص: 426⦘

وقال أَبو ذر: إن الله، عز وجل، يقول: يا عبادي، كلكم مذنب إلا من أنا عافيته، فذكر نحوه، إلا أنه قال: ذلك بأني جواد واجد ماجد، إنما عطائي كلام.

- جعل آخر المتن من قول أبي ذر، رواية عن الله سبحانه وتعالى

(1)

.

• وأخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» تعليقا (89) قال: وقال أَبو ذر، رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«قال الله، عز وجل: عطائي كلام، وعذابي كلام، وإذا أردت شيئًا فإنما أقول له: كن فيكون» .

(1)

المسند الجامع (12367)، وتحفة الأشراف (11964)، وأطراف المسند (8052 و 8053).

والحديث؛ أخرجه البزار (4052)، والطبراني في «الدعاء» (15)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1010 و 6687).

ص: 425

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي، وأَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه موسى بن المُسَيب الثقفي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله عز وجل: يا عبادي كلكم مذنب

، وذكر الحديث.

فقالا: رواه حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن شهر بن حوشب، عن تبيع قوله؟ قال: فكأن هذا يدفع ذاك. «علل الحديث» (1804).

- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي، وحدثنا عن هلال بن العلاء، عن أبيه، عن عُبيد الله بن عَمرو، عن زيد بن أَبي أُنيسة، عن سيار أبي الحكم، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن أبي ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله عز وجل يقول: عبادي كلكم مذنب إلا من عافيت وذكر الحديث بطوله.

قال أبي: حدثنا محمد بن يزيد بن سنان، عن أبيه، عن زيد، يعني ابن أَبي أُنيسة، عن موسى بن المُسَيب، عن شهر، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشبه. «علل الحديث» (1896)

⦗ص: 427⦘

- وقال الدارقُطني: يرويه شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، حدث به عبد الحميد بن بَهرام، وليث بن أبي سُلَيم، وموسى بن المُسَيب، وسيار أَبو الحكم، عن شهر بن حوشب.

واختلف عن موسى بن المُسَيب؛

فرواه عنه منصور بن المُعتَمِر، عن شهر بن حوشب، عن ابن غنم؛ عن أبي ذر مسندا.

ص: 426

وكذلك رواه عَبدة بن سليمان، عن موسى بن المُسَيب، عن شهر، قاله الأشج عنه، إلا أن في حديثه عن عبد الرَّحمَن بن عثمان، وإنما هو ابن غنم.

وقال حصين: عن موسى بن المُسَيب، بهذا الإسناد، موقوفا.

واختلف عن الأعمش؛

فرواه سعيد بن سلمة، وإبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن موسى بن المُسَيب، عن شهر.

ورواه إدريس الأَوْدي، وسعيد بن بشير، عن شهر، لم يذكرا فيه موسى بن المُسَيب، ولم يسمعه الأعمش من شهر.

والصواب قول من قال: عن الأعمش، عن موسى بن المُسَيب، عن شهر، والله أعلم.

واختلف عن ليث بن أبي سُلَيم؛

فرواه شَيبان، عن ليث، عن شهر.

وخالفه أَبو عصمة نوح بن أبي مريم، فرواه عن ليث، عن موسى بن المُسَيب، عن شهر، عن ابن غنم؛ عن أبي ذر، وأبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس ذكر أبي الدرداء بمحفوظ، والله أعلم.

قيل للشيخ، يعني للدارقطني: فإن مُعتَمِر بن سليمان يرويه عن أبي جعفر، عن شهر، عن ابن غنم؛ عن أبي ذر مسندا، من أَبو جعفر هذا؟ فقال: هو موسى بن المُسَيب. «العلل» (1110).

ص: 427

12398 -

عن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ذر؛

⦗ص: 428⦘

«عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه، عز وجل: إني حرمت على نفسي الظلم، وعلى عبادي، ألا فلا تظالموا، كل بني آدم يخطئ بالليل والنهار، ثم يستغفرني، فأغفر له ولا أبالي، وقال: يا بني آدم، كلكم كان ضالا إلا من هديت، وكلكم كان عاريا إلا من كسوت، وكلكم كان جائعا إلا من أطعمت، وكلكم كان ظمآنا إلا من سقيت، فاستهدوني أهدكم، واستكسوني أكسكم، واستطعموني أطعمكم، واستسقوني أسقكم، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وجنكم وإنسكم، وصغيركم وكبيركم، وذكركم وأنثاكم ـ قال عبد الصمد: وعييكم وبينكم ـ على قلب أتقاكم رجلا واحدا، لم تزيدوا في ملكي شيئا، ولو أن أولكم وآخركم، وجنكم وإنسكم، وصغيركم وكبيركم، وذكركم وأنثاكم، على قلب أكفركم رجلا، لم تنقصوا من ملكي شيئا، إلا كما ينقص رأس المخيط من البحر»

(1)

.

أخرجه أحمد (21750) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، وعبد الصمد، المعنى. و «مسلم» 8/ 17 (6667) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث.

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 427

كلاهما (عبد الرَّحمَن بن مهدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث) عن همام، قال: حدثنا قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره.

• أخرجه عبد الرزاق (20272) قال: أخبرنا مَعمَر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي ذر، قال:

«قال الله: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته عليكم محرما، فلا تظلموا العباد، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، فاستغفروني، فإني أغفر لكم الذنوب جميعا ولا أبالي، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وجنكم وإنسكم، وصغيركم وكبيركم، كانوا على قلب أفجركم، لم ينقص من ملكي شيئا، ولو أن أولكم وآخركم، وجنكم وإنسكم، وصغيركم وكبيركم، سألوني، فأعطيت لكل رجل منهم مسألته، لم ينقص ذلك مما عندي شيئا، كرأس المخيط يغمس في البحر»

⦗ص: 429⦘

- لم يقل أَبو ذر: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، وليس فيه:«عن أبي أسماء»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12368)، وتحفة الأشراف (11999)، وأطراف المسند (8102).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (465)، وابن خزيمة في «التوحيد» (9).

ص: 428

12399 -

عن مالك بن عبد الله الزيادي، عن أبي ذر؛ أنه جاء يستأذن على عثمان بن عفان، فأذن له وبيده عصاه، فقال عثمان: يا كعب، إن عبد الرَّحمَن توفي وترك مالا، فما ترى فيه؟ فقال: إن كان يصل فيه حق الله فلا بأس عليه، فرفع أَبو ذر عصاه فضرب كعبا، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما أحب لو أن لي هذا الجبل ذهبا، أنفقه ويتقبل مني، أذر خلفي منه ست أواق» .

أنشدك الله يا عثمان، أسمعته؟ ثلاث مرات، قال: نعم.

أخرجه أحمد (453) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن لَهِيعة، قال: حدثنا أَبو قبيل، قال: سمعت مالك بن عبد الله الزيادي يحدث، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12369)، وأطراف المسند (8070)، ومَجمَع الزوائد 10/ 239، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3378)، والمطالب العالية (933).

ص: 429

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 429

12400 -

عن سويد بن الحارث، قال: سمعت أبا ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا ـ قال شعبة: أو قال: ما أحب أن لي أُحُدًا ذهبًا ـ أدع منه يوم أموت دينارا، أو نصف دينار، إلا لغريم»

(1)

.

⦗ص: 430⦘

- وفي رواية: «ما يسرني أن لي أُحُدًا ذهبًا، أموت يوم أموت وعندي منه دينار، أو نصف دينار، إلا أن أرصده لغريم»

(2)

.

أخرجه أحمد (21648) قال: حدثنا عفان. وفي 5/ 160 (21756) و 5/ 176 (21865) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «الدَّارِمي» (2933) قال: أخبرنا سليمان بن حرب.

ثلاثتهم (عفان بن مسلم، ومحمد بن جعفر، وسليمان) عن شعبة، عن عَمرو بن مُرَّة، قال: سمعت سويد بن الحارث، فذكره

(3)

.

- في رواية عفان: «سعيد بن الحارث» .

(1)

اللفظ لأحمد (21756 و 21865).

(2)

اللفظ لأحمد (21648).

(3)

المسند الجامع (12370)، وأطراف المسند (8032)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7288).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (467).

ص: 429

12401 -

عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي ذر (ح) وعن زيد بن وهب، عن أبي ذر، قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، أي جبل هذا؟ قلت: أحد يا رسول الله، قال: والذي نفسي بيده، ما يسرني أنه لي ذهبا قطعا، أنفقه في سبيل الله، أدع منه قيراطا، قال: قلت: قنطارا يا رسول الله؟ قال: قيراطا، قالها ثلاث مرات، ثم قال: يا أبا ذر، إنما أقول الذي أقل، ولا أقول الذي هو أكثر» .

أخرجه أحمد (21655) قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا سالم، يعني ابن أبي حفصة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي ذر (ح) وأَبو منصور، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12371)، وأطراف المسند (8031)، ومَجمَع الزوائد 3/ 120 و 10/ 239.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3159).

ص: 430

12402 -

عن أبي مجيب، قال: لقي أَبو ذر أبا هريرة، وجعل، أراه قال: قبيعة سيفه فضة، فنهاه، وقال أَبو ذر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من إنسان، أو قال: أحد، ترك صفراء، أو بيضاء، إلا كوي بها» .

أخرجه أحمد (21812) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن رجل من ثقيف، يقال له: فلان بن عبد الواحد، قال: سمعت أبا مجيب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12372)، وأطراف المسند (8125).

والحديث؛ أخرجه الطبري 11/ 427، والبيهقي 4/ 144.

ص: 431

- فوائد:

- قال البخاري: قال محمد: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا مسكين بن بكير، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الواحد الثقفي، عن أبي المجيب، عن أبي هريرة؛ أن أبا ذر، رضي الله عنه، نظر إلى أبي هريرة، رضي الله عنه، وعليه سيف محلى بفضة، فقال أَبو ذر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من أحد يدع صفراء، أو بيضاء، إلا كوي به، فطرحه.

عَمرو بن علي، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن عبد الواحد الثقفي، عن أبي المجيب الشامي؛ كان نعل سيف أبي هريرة، رضي الله عنه، من فضة، فقال أَبو ذر، رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم؛ ما من عبد ترك صفراء، أو بيضاء، إلا كوي بها.

محمود، قال: حدثنا أَبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الواحد بن فلان، أو فلان بن عبد الواحد.

وقال عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة، عن يحيى بن عبد الواحد الثقفي.

وقال معاذ: حدثنا شعبة، عن ابن عبد الواحد.

فيه نظر. «التاريخ الكبير» 6/ 59 و 60.

ص: 431

- وفي رواية: «عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه، عز وجل، قال: يا ابن آدم، إنك إن تأتيني بقراب الأرض خطيئة، بعد أن لا تشرك بي شيئا، جعلت قرابها مغفرة ولا أبالي»

(1)

.

أخرجه أحمد (21636) قال: حدثنا محمد بن سابق، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن رِبعي بن حِراش. وفي 5/ 148 (21641) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا عاصم. وفي 5/ 148 (21642) و 5/ 155 (21705) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أَبو عَوانة، عن عاصم. وفي 5/ 153 (21688 و 21820) قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي 5/ 180 (21898) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شَيبان، عن عاصم. و «البخاري» في «خلق أفعال العباد» (448) قال: حدثنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا عمر بن علي بن مقدم، قال:

⦗ص: 433⦘

حدثنا موسى بن المُسَيب، قال: سمعت سالم بن أبي الجعد. وفي (449) قال: حدثنا محمد بن أَبي بكر، قال: قال عمر بن علي، بهذا. و «مسلم» 8/ 67 (6931) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش.

(1)

اللفظ للبخاري (448).

ص: 432

وفي (6933) قال: حدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد نحوه. و «ابن ماجة» (3821) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. و «ابن حِبَّان» (226) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن عباد المكي، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل

(1)

، عن شريك، عن عبد العزيز بن رفيع.

خمستهم (ربعي بن حِراش، وعاصم بن أبي النجود، وسليمان الأعمش، وسالم بن أبي الجعد، وعبد العزيز بن رفيع) عن المعرور بن سويد، فذكره

(2)

.

- جاء في «صحيح مسلم» 8/ 67 (6932) قال إبراهيم

(3)

: حدثنا الحسن بن بشر، قال: حدثنا وكيع، بهذا الحديث.

(1)

تحرف في المطبوع إِلى: «حماد بن إِسماعيل» ، وهو على الصواب في «التقاسيم والأنواع» (4752).

(2)

المسند الجامع (12373)، وتحفة الأشراف (11984)، وأطراف المسند (8082).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (466)، والبزار (3988: 3991 و 3999 و 4000)، والطبراني في «الأوسط» (1714 و 3060 و 7748)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1012 و 6646 و 6647)، والبغوي (1253).

(3)

هو إبراهيم بن محمد بن سفيان، راوي كتاب «الجامع الصحيح» عن الإمام مسلم، رحمه الله تعالى، فهذا من زياداته على «صحيح مسلم» .

ص: 433

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه همام، عن عاصم بن أبي النجود، عن المعرور، مرفوعًا.

ووقفه مسعر، عن عاصم، والمرفوع أصح.

ورواه منصور، عن رِبعي بن حِراش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر، مرفوعًا.

قاله خارجة بن مصعب، عن منصور.

قيل للشيخ (-يعني الدارقُطني-): رواه عن منصور غير خارجة؟. قال: لا أعلم. «العلل» (1122).

ص: 433

12404 -

عن مَعْدي كرب، عن أبي ذر؛

«عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه، قال: ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان فيك، ابن آدم، إن تلقني بقراب الأرض خطايا، لقيتك بها مغفرة، بعد أن لا تشرك بي شيئا، ابن آدم، إنك إن تذنب حتى يبلغ ذنبك عنان السماء، ثم تستغفرني أغفر لك، ولا أبالي»

(1)

.

- وفي رواية: «عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه، عز وجل، أنه قال: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، فإني سأغفر لك على ما كان فيك، ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا، للقيتك بقرابها مغفرة، ولو عملت من الخطايا حتى تبلغ عنان السماء، ما لم تشرك بي شيئا، ثم استغفرتني لغفرت لك، ثم لا أبالي»

(2)

.

أخرجه أحمد (21804) قال: حدثنا عارم، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، قال: حدثنا غَيلان. وفي 5/ 172 (21837) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا عامر الأحول. وفي (21838) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، عن غَيلان بن جرير. و «الدَّارِمي» (2954) قال: أخبرنا أَبو النعمان، قال: حدثنا مهدي، قال: حدثنا غَيلان.

كلاهما (غيلان بن جرير، وعامر الأحول) عن شهر بن حوشب، عن مَعْدي كرب، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21804).

(2)

اللفظ لأحمد (21837).

(3)

المسند الجامع (12374)، وأطراف المسند (8081).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الدعاء» (13)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1011)، والبغوي (1292).

ص: 434

12405 -

عن أبي معروف، أن أبا ذر حدثهم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لو أن عبدي استقبلني بقراب الأرض خطايا، استقبلته بقرابها مغفرة»

⦗ص: 435⦘

أخرجه أحمد (21647) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن أبي معروف، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12375)، وأطراف المسند (8128).

ص: 434

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ علي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).

ص: 435

12406 -

عن يزيد بن نعيم، قال: سمعت أبا ذر الغِفاري، وهو على المنبر بالفسطاط، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«من تقرب إلى الله، عز وجل، شبرا، تقرب إليه ذراعا، ومن تقرب إلى الله ذراعا تقرب إليه باعا، ومن أقبل إلى الله، عز وجل، ماشيا، أقبل الله إليه مهرولا، والله أعلى وأجل، والله أعلى وأجل، والله أعلى وأجل» .

أخرجه أحمد (21702) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، عن يزيد بن عَمرو، عن يزيد بن نعيم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12376)، وأطراف المسند (8100)، ومَجمَع الزوائد 10/ 197.

والحديث؛ أخرجه الطبراني (1646).

ص: 435

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 435

12407 -

عن مورق، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد، لو علمتم ما أعلم، لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولا تلذذتم بالنساء على الفرشات، ولخرجتم على، أو إلى، الصعدات تجأرون إلى الله» .

قال: فقال أَبو ذر: والله لوددت أني شجرة تعضد

(1)

.

أخرجه أحمد (21848) قال: حدثنا أسود، هو ابن عامر. و «ابن ماجة» (4190) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى. و «التِّرمِذي» (2312) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا أَبو أحمد الزُّبَيري.

⦗ص: 436⦘

ثلاثتهم (أسود بن عامر، وعُبيد الله بن موسى، وأَبو أحمد الزُّبَيري) عن إسرائيل بن يونس، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن مورق العجلي، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، ويروى من غير هذا الوجه، أن أبا ذر قال: لوددت أني كنت شجرة تعضد، ويروى عن أبي ذر موقوفا.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12377)، وتحفة الأشراف (11986)، وأطراف المسند (8089).

والحديث؛ أخرجه البزار (3924 و 3925)، والبيهقي 7/ 52، والبغوي (4172).

ص: 435

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِبراهيم بن مُهَاجر بن جابر، البَجَلي الكوفي، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (3693).

- وقال البزار: قال أحمد، يعني ابن حنبل: وأحسب أن هذا الكلام الأخير من قول أبي ذر، أعني: لوددت أني شجرة تعضد. «مسنده» (3925).

- وقال الدارقُطني: مورق لم يسمع من أبي ذر. «العلل» (1120).

ص: 436

12408 -

عن عراك بن مالك، قال: قال أَبو ذر: إني لأقربكم يوم القيامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن أقربكم مني يوم القيامة، من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته عليه» .

وإنه والله، ما منكم من أحد إلا وقد تشبث منها بشيء غيري

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (32934). وأحمد (21790) عن يزيد، قال: حدثنا محمد بن عَمرو، عن عراك بن مالك، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12378)، وأطراف المسند (8062)، ومَجمَع الزوائد 9/ 327، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6924)، والمطالب العالية (4079).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (1627)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (9920).

ص: 436

- فوائد:

- قال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله ثقات، إلا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر، فيما أحسب، والله أعلم، ورواه الطبراني بنحوه. «مَجمَع الزوائد» 9/ 327

⦗ص: 437⦘

- قال ابن حجر: عراك بن مالك، عن أبي ذر، وهو منقطع. «إتحاف المهرة» (1758).

- يزيد؛ هو ابن هارون.

ص: 436

12409 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن أبي ذر الغِفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال، ولا في إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا، أن لا تكون بما في يديك أوثق منك بما في يد الله، وأن تكون في ثواب المصيبة، إذا أصبت بها، أرغب منك فيها، لو أنها أبقيت لك» .

قال هشام: كان أَبو إدريس الخَولاني يقول: مثل هذا الحديث في الأحاديث، كمثل الإبريز في الذهب

(1)

.

أخرجه ابن ماجة (4100) قال: حدثنا هشام بن عمار. و «التِّرمِذي» (2340) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن، قال: أخبرنا محمد بن المبارك.

كلاهما (هشام بن عمار، ومحمد بن المبارك) عن عَمرو بن واقد القرشي، قال: حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخَولاني، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأَبو إدريس الخَولاني اسمه عائذ الله بن عبد الله، وعَمرو بن واقد منكر الحديث.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (12379)، وتحفة الأشراف (11935).

ص: 437

12410 -

عن خالد بن مَعدان، قال: قال أَبو ذر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليما، ولسانه صادقا، ونفسه مطمئنة، وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه مستمعة، وعينه ناظرة، فأما الأذن فقمع، والعين مقرة بما يوعي القلب، وقد أفلح من جعل قلبه واعيا»

⦗ص: 438⦘

أخرجه أحمد (21635) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا بقية، قال: وأخبرني بَحِير بن سعد، عن خالد بن مَعدان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12381)، وأطراف المسند (8016)، ومَجمَع الزوائد 10/ 232.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1141)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (107).

ص: 437

- فوائد:

- قال ابن حجر: خالد بن مَعدان، عن أبي ذر، وهو منقطع. «إتحاف المهرة» (1758).

- بقية؛ هو ابن الوليد.

ص: 438

12411 -

عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يا أبا ذر، ارفع بصرك فانظر أرفع رجل تراه في المسجد، قال: فنظرت فإذا رجل جالس عليه حلة، قال: فقلت: هذا، قال: فقال: يا أبا ذر، ارفع بصرك فانظر أوضع رجل تراه في المسجد، فنظرت، فإذا رجل ضعيف عليه أخلاق، قال: فقلت: هذا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لهذا أفضل عند الله يوم القيامة من قراب الأرض مثل هذا»

(1)

.

- وفي رواية: «قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: انظر يا أبا ذر أرفع رجل تراه في المسجد، قال: فنظرت فإذا برجل عليه حلة، فقلت: هذا، قال: فقال: انظر أوضع رجل تراه في المسجد، قال: فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق، فقلت: هذا، فقال: هذا خير من ملء الأرض من هذا»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (35457) قال: حدثنا أَبو معاوية، ويَعلى. و «أحمد» 5/ 157 (21725) قال: حدثنا ابن نُمير، ويَعلى. وفي (21726) قال: حدثنا محمد بن عبيد. وفي 5/ 157 (21726) و 5/ 170 (21825) قال: حدثنا أَبو معاوية.

⦗ص: 439⦘

أربعتهم (أَبو معاوية الضرير، ويَعلى بن عبيد، وعبد الله بن نُمير، ومحمد بن عبيد) عن الأعمش، عن زيد بن وهب، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21825).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(3)

المسند الجامع (12382)، وأطراف المسند (8030)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7285)، ومَجمَع الزوائد 10/ 258 و 265.

والحديث؛ أخرجه البزار (3979)، والبيهقي، «شعب الإيمان» (9997).

ص: 438

12412 -

عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر، قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، انظر أرفع رجل في المسجد، قال: فنظرت، فإذا رجل عليه حلة، قال: قلت: هذا، قال: قال لي: انظر أوضع رجل في المسجد، قال: فنظرت، فإذا رجل عليه أخلاق، قال: قلت: هذا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا»

(1)

.

- وفي رواية: «بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، إذ قال: انظر أرفع رجل في المسجد في عينيك، فنظرت فإذا رجل في حلة جالس يحدث قوما، فقلت: هذا، قال: انظر أوضع رجل في المسجد في عينيك، قال: فنظرت فإذا رويجل مسكين في ثوب له خلق، قلت: هذا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا خير عند الله يوم القيامة من قرار الأرض مثل هذا»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (35458) قال: حدثنا وكيع. و «أحمد» 5/ 157 (21724) قال: حدثنا وكيع. وفي 5/ 157 (21727) قال: حدثنا معاوية

(3)

، قال:

⦗ص: 440⦘

حدثنا زائدة. و «ابن حِبَّان» (681) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا أَبو أُسامة.

ثلاثتهم (وكيع بن الجراح، وزائدة بن قُدَامة، وأَبو أُسامة حماد بن أُسامة) عن سليمان الأعمش، عن سليمان بن مُسهِر، عن خرشة بن الحر، فذكره

(4)

.

- صرح الأعمش بالسماع، عند أحمد (21727).

(1)

اللفظ لأحمد (21724).

(2)

اللفظ لابن حبان.

(3)

في النسخ الخطية: الظاهرية (5)، والكتانية، والحرم المكي، وعبد الله بن سالم البصري، والقادرية، والكتب المصرية (449)، و «غاية المَقصد في زوائد المسند» الورقة (397)، وطبعتي عالم الكتب، والرسالة:«وحدثنا أَبو معاوية» .

وفي نسخة (لا له لي) التركية، و «جامع المسانيد والسنن» 5/ الورقة (127)، و «أطراف المسند» (8021)، و «إتحاف المهرة» لابن حجر (17495)، وطبعة المكنز:«وحدثنا معاوية» ، وهو الصواب.

- فقد ذكره منسوبا ابن حجر في «أطراف المسند» ، و «إتحاف المهرة» ، فقال: وعن معاوية بن عَمرو، عن زائدة، عن الأعمش، به.

- وأخرجه الحارث بن أبي أُسامة «بغية الباحث» (1102) قال: حدثنا معاوية بن عَمرو، قال: حدثنا زائدة، به.

(4)

المسند الجامع (12383)، وأطراف المسند (8021)، ومَجمَع الزوائد 10/ 258 و 265.

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (1102)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (10479).

ص: 439

12413 -

عن بكر بن عبد الله المزني، عن أبي ذر؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: انظر، فإنك ليس بخير من أحمر ولا أسود، إلا أن تفضله بتقوى» .

أخرجه أحمد (21736) قال: حدثنا وكيع، عن أبي هلال، عن بكر، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12384)، وأطراف المسند (8011)، ومَجمَع الزوائد 8/ 84.

ص: 440

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: بكر بن عبد الله المزني، عن أبي ذر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (56).

- أَبو هلال؛ هو محمد بن سليم، الراسبي.

ص: 440

12414 -

عن جُبير بن نُفير، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟ قلت: نعم، يا رسول الله، قال: فترى قلة المال هو الفقر؟ قلت: نعم، يا رسول الله، قال: إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب، ثم سألني عن رجل من قريش، فقال: هل تعرف فلانا؟ قلت: نعم، يا رسول الله، قال: فكيف تراه، أو تراه؟ قلت: إذا سأل أعطي، وإذا حضر أدخل، ثم سألني عن رجل من أهل الصفة، فقال: هل تعرف فلانا؟ قلت: لا والله، ما أعرفه يا رسول الله، قال: فما زال يحليه وينعته حتى عرفته، فقلت: قد عرفته يا رسول الله، قال: فكيف تراه، أو تراه؟ قلت: رجل مسكين من أهل الصفة، فقال: هو خير من طلاع الأرض من الآخر، قلت: يا رسول الله، أفلا يعطى من بعض ما يعطى الآخر؟ فقال: إذا أعطي خيرًا فهو أهله، وإن صرف عنه فقد أعطي حسنة»

(1)

.

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (11785) عن عبد الرَّحمَن بن محمد بن سَلَّام، عن حجاج بن محمد، عن الليث بن سعد. و «ابن حِبَّان» (685) قال: أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب.

كلاهما (الليث، وابن وهب) عن معاوية بن صالح، عن عبد الرَّحمَن بن جُبير بن نُفير، عن أبيه، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن حبان.

(2)

تحفة الأشراف (11905).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (2020)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (9861).

ص: 441

12415 -

عن أَنس بن مالك، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«الإسلام ذلول، لا يركب إلا ذلولا» .

أخرجه أحمد (21617) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن معان بن رفاعة، عن أبي خلف، عن أَنس بن مالك، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12385)، وأطراف المسند (8009)، ومَجمَع الزوائد 1/ 62.

ص: 441

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ أَبو خلف الأَعمَى حازم بن عَطاء، منكر الحديث، ومُعَان بن رِفاعة السَّلَامي ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1355).

- وإِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

ص: 442

12416 -

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، أنه قال:

«يا رسول الله، الرجل يعمل العمل فيحمده الناس عليه، ويثنون عليه به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك عاجل بشرى المؤمن»

(1)

.

- وفي رواية: «أنه قال: يا رسول الله، أرأيت الرجل يعمل العمل يحبه الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن»

(2)

.

- وفي رواية: «قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (31098) قال: حدثنا وكيع، عن شعبة. و «أحمد» 5/ 156 (21708) قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا حماد. وفي 5/ 157 (21729) قال: حدثنا وكيع، وابن جعفر، قالا: حدثنا شعبة. وفي 5/ 168 (21809) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» 8/ 44 (6814) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وأَبو الربيع، وأَبو كامل فُضيل بن حسين، واللفظ ليحيى، قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا حماد بن زيد.

(1)

اللفظ لأحمد (21708).

(2)

اللفظ لأحمد (21729).

(3)

اللفظ لمسلم (6814).

ص: 442

وفي (6815) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن وكيع (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد (ح) وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا النضر، كلهم عن شعبة. و «ابن ماجة» (4225) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «ابن حِبَّان» (366) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا مُسدد، عن يحيى القطان، عن شعبة. وفي (367) قال:

⦗ص: 443⦘

أخبرنا عبد الله بن قَحطَبة، قال: حدثنا أحمد بن المقدام، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5768) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا حماد بن زيد.

كلاهما (شعبة بن الحجاج، وحماد بن زيد) عن أبي عمران الجَوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره

(1)

.

- في رواية أحمد (21729): «عن عبد الله بن الصامت، ابن أخي أبي ذر، وكان أَبو ذر عمه» .

(1)

المسند الجامع (12386)، وتحفة الأشراف (11954)، وأطراف المسند (8048).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (456)، والبزار (3955 و 3956)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (6603: 6605)، والبغوي (4139 و 4140).

ص: 442

12417 -

عن أبي الهيثم، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ستة أيام، ثم اعقل يا أبا ذر ما أقول لك بعد، فلما كان اليوم السابع، قال: أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته، وإذا أسأت فأحسن، ولا تسألن أحدا شيئا، وإن سقط سوطك، ولا تقبض أمانة، ولا تقض بين اثنين» .

أخرجه أحمد (21906) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا دراج، عن أبي الهيثم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12387)، وأطراف المسند (8123 و 8124)، ومَجمَع الزوائد 3/ 92.

والحديث؛ أخرجه ابن زنجويه في «الأموال» 3/ 1109.

ص: 443

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ دَرَّاج بن سمعان، أَبو السَّمح المِصري، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5246).

- وعبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 443

12418 -

عن أبي المثنى، عن أبي ذر، قال:

⦗ص: 444⦘

«قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستة أيام، اعقل يا أبا ذر ما يقال لك،

إلا أنه قال: ولا تؤوين أمانة، ولا تقضين بين اثنين».

أخرجه أحمد (21907) قال: حدثنا معاوية بن عَمرو، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عَمرو، عن دراج، عن أبي المثنى، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12388)، وأطراف المسند (8124).

والحديث؛ أخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (46).

ص: 443

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ دَرَّاج بن سمعان، أَبو السَّمح المِصري، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5246).

ص: 444

- كتاب الفتن

12419 -

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال:

«كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم حين خرجنا من حاشي المدينة، فقال: يا أبا ذر، صل الصلاة لوقتها، وإن جئت وقد صلى الإمام، كنت قد أحرزت صلاتك قبل ذلك، وإن جئت ولم يصل، صليت معه، وكانت صلاتك لك نافلة، وكنت قد أحرزت صلاتك.

يا أبا ذر، أرأيت إن الناس جاعوا، حتى لا تبلغ مسجدك من الجهد، أو لا ترجع إلى فراشك من الجهد، فكيف أنت صانع؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: تعفف.

قال: يا أبا ذر، أرأيت إن الناس ماتوا، حتى يكون البيت بالعبد، فكيف أنت صانع؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: تصبر.

قال: يا أبا ذر، أرأيت إن الناس قتلوا، حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء، كيف أنت صانع؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: تدخل بيتك، قلت: يا رسول الله، فإن أنا دخل علي؟ قال: تأتي من أنت منه، قال: قلت: وأحمل السلاح؟ قال: إذا شاركت، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله؟ قال: إن خفت أن يبهرك شعاع السيف، فألق طائفة من ردائك على وجهك، يبؤ بإثمك وإثمه»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21776).

ص: 444

- وفي رواية: «ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وأردفني خلفه، وقال: يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد، لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك، كيف تصنع؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: تعفف، قال: يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناس موت شديد، يكون البيت فيه بالعبد، يعني القبر، كيف تصنع؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: اصبر، قال: يا أبا ذر، أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا، يعني حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء، كيف تصنع؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: اقعد في بيتك، وأغلق عليك بابك، قال: فإن لم أترك، قال: فائت من أنت منهم فكن فيهم، قال: فآخذ سلاحي، قال: إذا تشاركهم فيما هم فيه، ولكن إن خشيت أن يروعك شعاع السيف، فألق طرف ردائك على وجهك، حتى يبوء بإثمه وإثمك»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا ذر، كيف تفعل إذا جاع الناس، حتى لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: تعفف، ثم قال: كيف تصنع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: تصبر، ثم قال: كيف تصنع إذا اقتتل الناس، حتى يغرق حجر الزيت؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: تأتي من أنت فيه، فقلت: أرأيت إن أتى علي؟ قال: تدخل بيتك، قلت: أرأيت إن أتى علي؟ قال: إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف، فألق طائفة ردائك على وجهك، يبوء بإثمك وإثمه، فقلت: أفلا أحمل السلاح؟ قال: إذا تشركه»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (20729) عن مَعمَر. و «ابن أبي شيبة» (38278) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي. و «أحمد» 5/ 149 (21651) قال: حدثنا مرحوم.

(1)

اللفظ لأحمد (21651).

(2)

اللفظ لابن حبان (5960).

ص: 445

وفي 5/ 163 (21776) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي. و «ابن حِبَّان» (5960) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حِبَّان بن موسى،

⦗ص: 446⦘

قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. وفي (6685) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا مرحوم بن عبد العزيز.

أربعتهم (مَعمَر بن راشد، وعبد العزيز بن عبد الصمد، ومرحوم بن عبد العزيز، وحماد بن سلمة) عن أبي عمران الجَوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره.

- في رواية عبد الرزاق: «عن عبد الله بن الصامت، وهو ابن أخي أبي ذر» .

• أخرجه ابن ماجة (3958) قال: حدثنا أحمد بن عَبدة. و «أَبو داود» (4261 و 4409) قال: حدثنا مُسدد.

كلاهما (أحمد بن عَبدة، ومُسَدَّد) عن حماد بن زيد، عن أبي عمران الجَوني، عن المشعث بن طريف، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كيف أنت يا أبا ذر، وموت يصيب الناس، حتى يقوم البيت بالوصيف، يعني القبر، قلت: ما خار الله ورسوله، أو قال: الله ورسوله أعلم، قال: تصبر، قال: كيف أنت وجوع يصيب الناس، حتى تأتي مسجدك فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشك، ولا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، أو ما خار الله ورسوله، قال: عليك بالعفة، ثم قال: كيف أنت وقتل يصيب الناس، حتى تغرق حجارة الزيت بالدم؟ قلت: ما خار الله ورسوله، قال: الحق بمن أنت منه؟ قال: قلت: يا رسول الله، أفلا آخذ بسيفي فأضرب به من فعل ذلك؟ قال: شاركت القوم إذا، ولكن ادخل بيتك، قلت: يا رسول الله، فإن دخل بيتي؟ قال: إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف، فألق طرف ردائك على وجهك، فيبوء بإثمه وإثمك، فيكون من أصحاب النار»

(1)

.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

ص: 445

- وفي رواية: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، فذكر الحديث، قال فيه: كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف؟ يعني القبر، قلت: الله ورسوله أعلم، أو قال: ما خار الله لي

⦗ص: 447⦘

ورسوله، قال: عليك بالصبر، أو قال: تصبر، ثم قال لي: يا أبا ذر، قلت: لبيك وسعديك، قال: كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم؟ قلت: ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بمن أنت منه، قلت: يا رسول الله، أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي؟ قال: شاركت القوم إذا، قلت: فما تأمرني؟ قال: تلزم بيتك، قلت: فإن دخل علي بيتي؟ قال: فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف، فألق ثوبك على وجهك، يبوء بإثمك وإثمه»

(1)

.

- زاد فيه: «المشعث»

(2)

.

- قال أَبو داود: لم يذكر المشعث في هذا الحديث غير حماد بن زيد.

- وقال أَبو داود: قال حماد بن أبي سليمان: يقطع النباش لأنه دخل على الميت بيته.

(1)

اللفظ لأبي داود (4261).

(2)

المسند الجامع (12389)، وتحفة الأشراف (11947)، وأطراف المسند (8041)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7500).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (461)، والبزار (3928 و 3958 و 3959)، والبيهقي 8/ 191 و 269، والبغوي (4220).

ص: 446

12420 -

عن أبي العالية، عن أبي ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية» .

أخرجه ابن أبي شيبة (37027) قال: حدثنا هوذة بن خليفة، عن عوف، عن أبي خلدة، عن أبي العالية، فذكره

(1)

.

(1)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (4504 و 7535)، والمطالب العالية (4462).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» 6/ 466.

ص: 447

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال عباس الدُّوري: قلت ليحيى بن مَعين: سمع أَبو العالية من أبي ذر؟ قال: لا، إنما يروي أَبو العالية عن أبي مسلم، عن أبي ذر. «تاريخه» (3467)

⦗ص: 448⦘

- أَبو العالية؛ هو رفيع بن مِهران، الرياحي، وأَبو خلدة؛ هو خالد بن دينار.

ص: 447

12421 -

عن زيد بن وهب، قال: قال أَبو ذر:

«لأن أحلف عشر مرار، أن ابن صائد هو الدجال، أحب إلي من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به، قال: وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أمه، قال: سلها كم حملت به؟ قال: فأتيتها فسألتها؟ فقالت: حملت به اثني عشر شهرا، قال: ثم أرسلني إليها، فقال: سلها عن صيحته حين وقع؟ قال: فرجعت إليها فسألتها؟ فقالت: صاح صيحة الصبي ابن شهر، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خبأت لك خبئا، قال: خبأت لي خطم شاة عفراء، والدخان، قال: فأراد أن يقول الدخان فلم يستطع، فقال: الدخ، الدخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسأ، فإنك لن تعدو قدرك»

(1)

.

- وفي رواية: «عن زيد بن وهب، قال: سمعت أبا ذر يقول: لأن أحلف عشرا، أن ابن صياد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف واحدة، إنه ليس به، وذلك لشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم ابن صياد، فقال: سلها كم حملت به؟ فقالت: حملت به اثني عشر شهرا، فأتيته فأخبرته، فقال: سلها عن صيحته حيث وقع، قالت: صاح صياح صبي ابن شهرين، قال، أو قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خبأت لك خبيئا، فقال: خبأت لي عظم شاة عفراء، وأراد أن يقول: والدخان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسأ فإنك لن تسبق القدر» .

أخرجه ابن أبي شيبة (38640) قال: حدثنا المعلى بن منصور. و «أحمد» 5/ 148 (21645) قال: حدثنا عفان.

كلاهما (المعلى، وعفان) عن عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا الحارث بن حصيرة، قال: حدثنا زيد بن وهب، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12390)، وأطراف المسند (8026)، ومَجمَع الزوائد 8/ 2.

والحديث؛ أخرجه البزار (3983)، والطبراني في «الأوسط» (8520).

ص: 448

- فوائد:

- أخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 1/ 571، في مناكير الحارث بن حصيرة، وقال: ولا يتابع الحارث بن حصيرة على هذا، وله غير حديثٍ مُنكرٍ في الفضائل ومما شجر بينهم، وكان ممن يغلو في هذا الأمر، وأما حديث ابن صياد، فقد رواه جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عنه بأسانيد صحاح، وبخلاف هذا اللفظ.

ص: 449

12422 -

عن رجل، عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إنكم في زمان، علماؤه كثير، خطباؤه قليل، من ترك فيه عشير ما يعلم هوى، أو قال: هلك، وسيأتي على الناس زمان، يقل علماؤه، ويكثر خطباؤه، من تمسك فيه بعشير ما يعلم نجا» .

أخرجه أحمد (21699) قال: حدثنا مُؤَمَّل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا حجاج الأسود، قال مؤمل: وكان رجلا صالحا، قال: سمعت أبا الصديق يحدث ثابتا البُنَاني، عن رجل، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12391)، وأطراف المسند (8141)، ومَجمَع الزوائد 1/ 127.

ص: 449

- فوائد:

- قال البخاري: قال إبراهيم بن موسى: أخبرنا عيسى بن يونس، سمع الحجاج بن أبي زياد الأسود، قال: حدثني أَبو نضرة، أو أَبو الصديق الناجي، شك الحجاج، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنكم اليوم في زمان، كثير علماؤه، قليل خطباؤه.

وقال إسحاق: حدثنا المؤمل، سمع حماد بن سلمة، سمع حجاجا الأسود، يحدث ثابتا، عن أبي الصديق، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنكم في زمان، من ترك .. ، نحوه. «التاريخ الكبير» 2/ 374.

ص: 449

12423 -

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 450⦘

«إن من بعدي من أمتي قوما يقرؤون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، شر الخلق والخليقة» .

قال ابن الصامت: فلقيت رافعا، قال بَهز: أخا الحكم بن عَمرو، فحدثته هذا الحديث، قال: وأنا أيضا قد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

- وفي رواية: «إن بعدي من أمتي، أو سيكون بعدي من أمتي، قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شرار الخلق والخليقة» .

قال عبد الله بن الصامت: فذكرت ذلك لرافع بن عَمرو، أخي الحكم بن عَمرو الغِفاري، فقال: وأنا أيضا قد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (20607 و 20608).

(2)

اللفظ لابن ماجة.

ص: 449

أخرجه ابن أبي شيبة (39044) قال: حدثنا أَبو أُسامة. و «أحمد» 5/ 31 (20607 و 20608) قال: حدثنا بَهز، وأَبو النضر، وعفان. وفي (20612 و 20613) قال: حدثنا عفان. و «الدَّارِمي» (2590 و 2591) قال: أخبرنا عبد الله بن مَسلَمة بن قعنب. و «مسلم» 3/ 116 (2435 و 2436) قال: حدثنا شَيبان بن فَرُّوخ. و «ابن ماجة» (170) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو أُسامة.

ستتهم (أَبو أُسامة حماد بن أُسامة، وبَهز بن أسد، وأَبو النضر هاشم بن القاسم، وعفان بن مسلم، وعبد الله بن مَسلَمة، وشيبان) عن سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، فذكره.

• أخرجه أحمد (21864) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «ابن حِبَّان» (6738) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين، قال: حدثنا شَيبان بن أبي شيبة، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة.

ص: 450

كلاهما (شعبة بن الحجاج، وسليمان بن المغيرة) عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

⦗ص: 451⦘

«إن أناسا من أمتي سيماهم التحليق، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، هم شر الخلق والخليقة»

(1)

.

- وفي رواية: «إن بعدي من أمتي، أو سيكون بعدي من أمتي، قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شر الخلق والخليقة» .

- لم يذكر فيه: «رافع بن عَمرو»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (3710 و 12392)، وتحفة الأشراف (3596)، وأطراف المسند (2355 و 8049).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (449)، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (921)، والطبراني (4461)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 6/ 429.

ص: 450

12424 -

عن أبي تميم الجيشاني، قال: أخبرني أَبو ذر، قال:

«كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لغير الدجال أخوفني على أمتي، قالها ثلاثا، قال: قلت: يا رسول الله، ما هذا الذي غير الدجال أخوفك على أمتك؟ قال: أئمة مضلين»

(1)

.

- وفي رواية: «كنت مخاصر النبي صلى الله عليه وسلم يوما إلى منزله، فسمعته يقول: غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال، فلما خشيت أن يدخل، قلت: يا رسول الله، أي شيء أخوف على أمتك من الدجال؟ قال: الأئمة المضلين» .

أخرجه أحمد (21621) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. وفي (21622) قال: حدثنا موسى بن داود.

كلاهما (يحيى، وموسى) عن عبد الله بن لَهِيعة، عن عبد الله بن هبيرة، قال: أخبرني أَبو تميم الجيشاني، فذكره

(2)

.

- في رواية موسى بن داود: «ابن هبيرة» لم يُسَمِّه.

(1)

لفظ (21621).

(2)

المسند الجامع (12393)، وأطراف المسند (8114)، ومَجمَع الزوائد 5/ 238.

ص: 451

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 451

- كتاب أشراط الساعة

12425 -

عن يزيد بن شريك التيمي، عن أبي ذر؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما: أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا، حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي، أصبحي طالعة من مغربك، فتصبح طالعة من مغربها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا»

(1)

.

- وفي رواية: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، حين وجبت الشمس، فقال: يا أبا ذر، تدري أين تذهب الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها، عز وجل، فتستأذن في الرجوع، فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها: ارجعي من حيث جئت، فترجع إلى مطلعها، فذلك مستقرها، ثم قرأ: {والشمس تجري لمستقر لها}»

(2)

.

- وفي رواية: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم على حمار وعليه برذعة، أو قطيفة، قال: وذاك عند غروب الشمس، فقال لي: يا أبا ذر، هل تدري أين تغيب هذه؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تغرب في عين حامية، تنطلق حتى تخر لربها، عز وجل، ساجدة تحت العرش، فإذا حان خروجها أذن الله لها، فتخرج فتطلع، فإذا أراد أن يطلعها من حيث تغرب حبسها، فتقول: يا رب، إن

⦗ص: 453⦘

مسيري بعيد، فيقول لها: اطلعي من حيث غبت، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها»

(3)

.

(1)

اللفظ لمسلم (318).

(2)

اللفظ لأحمد (21679).

(3)

اللفظ لأحمد (21791).

ص: 452

- وفي رواية: «سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها}؟ قال: مستقرها تحت العرش»

(1)

.

- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تغيب الشمس تحت العرش، فيؤذن لها فترجع، فإذا كانت تلك الليلة التي تطلع صبيحتها من المغرب، لم يؤذن لها، فإذا أصبحت قيل لها: اطلعي من مكانك، ثم قرأ: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك}»

(2)

.

- وفي رواية: «قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: تدري أين تذهب؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن، فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}»

(3)

.

- وفي رواية: «دخلت المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فلما غربت الشمس، قال: يا أبا ذر، هل تدري أين تذهب هذه؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب تستأذن في السجود، فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، ثم قرأ: (ذلك مستقر لها)، في قراءة عبد الله»

(4)

.

- وفي رواية: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس، فقال: أتدرون أين تغرب الشمس؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: تذهب حتى تنتهي تحت العرش عند ربها، ثم تستأذن فيؤذن لها، وتوشك أن تستأذن فلا يؤذن

⦗ص: 454⦘

لها، وتستشفع وتطلب، فإذا كان ذلك، قيل لها: اطلعي من مكانك، فهو قوله:{والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم} »

(5)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21734).

(2)

اللفظ لأحمد (21625).

(3)

اللفظ للبخاري (3199).

(4)

اللفظ للبخاري (7424).

(5)

اللفظ لابن حبان (6154).

ص: 453

أخرجه أحمد (21625) قال: حدثنا مُؤَمَّل، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة، قال: حدثنا يونس. وفي 5/ 152 (21679) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا الأعمش. وفي 5/ 158 (21734) و 5/ 177 (21876) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي 5/ 165 (21791) قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سفيان، يعني ابن حسين، عن الحكم. وفي 5/ 177 (21874) قال: حدثنا ابن نُمير، ومحمد بن عبيد

(1)

، قالا: حدثنا الأعمش. و «البخاري» 4/ 107 (3199) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش. وفي 6/ 123 (4802) قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا الأعمش. وفي (4803) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي 9/ 125 (7424) قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش. وفي 9/ 127 (7433) قال: حدثنا عياش بن الوليد، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. و «مسلم» 1/ 96 (318) قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن ابن عُلَية، قال ابن أيوب: حدثنا ابن عُلَية، قال: حدثنا يونس. وفي (319) قال: وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي، قال: أخبرنا خالد، يعني ابن عبد الله، عن يونس. وفي (320) قال: وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وأَبو كُريب، قالا: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (321) قال: حدثنا أَبو سعيد الأشج، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الأشج: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. و «أَبو داود» (4002) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وعُبيد الله بن ميسرة، المَعنَى، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الحكم بن عتيبة. و «التِّرمِذي» (2186 و 3227) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (11111) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس بن عبيد. وفي (11366) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: أخبرنا

⦗ص: 455⦘

الأعمش. و «ابن حِبَّان» (6152) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، قال: حدثنا أَبو عمار، الحسين بن حريث، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش.

(1)

في «أطراف المسند» (8097)، و «إتحاف المهرة» لابن حجر:(17644): «عن محمد بن عبيد، وأبي نعيم» .

ص: 454

وفي (6153) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يونس بن عبيد. وفي (6154) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المُلَائي، عن الأعمش.

ثلاثتهم (يونس بن عبيد، وسليمان الأعمش، والحكم بن عتيبة) عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، فذكره

(1)

.

- في رواية ابن عُلَية، عند مسلم، قال:«حدثنا يونس، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، سمعه فيما أعلم، عن أبيه» .

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- وقال أَبو حاتم بن حبان (6153): هكذا قال إسحاق، عن يونس بن عبيد، عن إبراهيم التيمي، والمشهور هذا الخبر، عن يونس بن خباب

(2)

، عن إبراهيم التيمي.

(1)

المسند الجامع (12394)، وتحفة الأشراف (11993)، وأطراف المسند (8097 و 8098)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5472 و 5697 و 5698).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (580)، والبزار (4010 و 4011 و 4013 و 4014)، وأَبو عَوانة (320: 323)، والبغوي (4293).

(2)

كذا قال ابن حبان، والحديث حديث يونس بن عبيد، وليس يونس بن خباب.

- والحديث؛ أخرجه مسلم (318) من طريق إسماعيل ابن عُلَية. وفي (319) من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن يونس، وبين المِزِّي أن يونس هنا، هو ابن عبيد. «تحفة الأشراف» (11993).

وأخرجه البزار (4011)، وابن منده في «التوحيد» (36)، من طريق مُؤَمَّل بن هشام، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس بن عبيد، به.

- وقال البزار: رواه عن إبراهيم التيمي: يونس بن عبيد، وسليمان الأعمش، وهارون بن سعد.

- وقال أَبو نُعيم: ورواه عن التيمي: الحكم بن عتيبة، وفضيل بن عمير، وهارون بن سعد، وموسى بن المُسَيب، وحبيب بن أبي الأشرس، ومن البصريين يونس بن عبيد. «حلية الأولياء» 4/ 216.

- وأخرجه الطبري في «تفسيره» 10/ 20، من طريق حماد، عن يونس بن عبيد، به

- وأخرجه ابن منده في «الإيمان» (1015)، من طريق خالد بن عبد الله، عن يونس بن عبيد، به.

ص: 455

12426 -

عن حبيب بن حماز، عن أبي ذر، قال:

«أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا ذا الحليفة، فتعجلت رجال إلى المدينة، وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم وبتنا معه، فلما أصبح سأل عنهم، فقيل: تعجلوا إلى المدينة، فقال: تعجلوا إلى المدينة والنساء، أما إنهم سيدعونها أحسن ما كانت، ثم قال: ليت شعري، متى تخرج نار من اليمن، من جبل الوراق، تضيء منها أعناق الإبل بروكا ببصرى كضوء النهار»

(1)

.

- وفي رواية: «أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا ذا الحليفة، وتعجلت رجال إلى المدينة، فباتوا بها، فلما أصبح سأل عنهم، فقيل: تعجلوا إلى المدينة، فقال: تعجلوا إلى المدينة والنساء؟ أما إنهم سيتركونها أحسن ما كانت، وقال للذين تخلفوا معه معروفا، ثم قال: ليت شعري، متى تخرج نار من اليمن من جبل الوراق، تضيء لها أعناق الإبل وهي تنزل ببصرى كضوء النهار» .

قال علي: بصرى بالشام

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (38474) قال: حدثنا معاوية بن عَمرو، عن زائدة. و «أحمد» 5/ 144 (21614) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي. وفي

⦗ص: 457⦘

(21615)

قال: حدثنا معاوية بن عَمرو، قال: حدثنا زائدة. و «ابن حِبَّان» (6841) قال: أخبرنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك، ببغداد، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي.

كلاهما (زائدة بن قُدَامة، وجرير بن حازم) عن سليمان الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن عبد الله بن الحارث البكري، عن حبيب بن حماز، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (21614).

(2)

اللفظ لابن حبان.

(3)

المسند الجامع (12364)، وأطراف المسند (8014)، ومَجمَع الزوائد 4/ 15 و 8/ 12، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2677 و 7673).

والحديث؛ أخرجه البزار (4030).

ص: 456

- فوائد:

- قال البزار: هذا الكلام إنما نحفظه عن أبي ذر بهذا الإسناد، ولا نعلم لأبي ذر طريقا غير هذا الطريق، ولا نعلم أن حبيب بن جماز روى عنه غير عبد الله بن الحارث، ولا حدث بحديث غير هذا الحديث. «مسنده» (4030).

ص: 457

- القيامة والجَنة

12428 -

عن حذيفة بن أَسِيد، قال: قام أَبو ذر، فقال: يا بني غفار، قولوا ولا تختلفوا، فإن الصادق المصدوق حدثني؛

«أن الناس يحشرون على ثلاثة أفواج: فوج راكبين طاعمين كاسين، وفوج يمشون ويسعون، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم، وتحشرهم إلى النار، فقال قائل منهم: هذان قد عرفناهما، فما بال الذين يمشون ويسعون؟ قال: يلقي الله الآفة على الظهر حتى لا يبقى ظهر، حتى إن الرجل ليكون له الحديقة المعجبة، فيعطيها بالشارف ذات القتب، فلا يقدر عليها»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (35537) قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «أحمد» 5/ 164 (21788) قال: حدثنا يزيد. و «النَّسَائي» 4/ 116، وفي «الكبرى» (2224) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى.

كلاهما (يزيد بن هارون، ويحيى بن سعيد) عن الوليد بن جميع القرشي، قال: حدثنا أَبو الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أَسِيد، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (12395)، وتحفة الأشراف (11906)، وأطراف المسند (8015).

والحديث؛ أخرجه البزار (3891)، والطبراني في «الأوسط» (8437).

ص: 458

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن حديث، رواه شريك، عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أَسِيد، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يحشر الناس ثلاثة أفواج: فوج راكبين

، وذكر الحديث.

قال أبي: حدثنا إبراهيم بن بشار، عن سفيان بن عُيينة، عن العلاء بن أبي العباس الشاعر، كان كوفيا شيعيا، عن أبي الطفيل، عن حلام بن جزل، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ببعض هذه القصة.

قال أبي: حديث حلام أشبه. «علل الحديث» (2137)

⦗ص: 459⦘

- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أَسِيد، عن أبي ذر أنه أتى مجلس بني غفار، فقال: حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم؛ أن الناس يحشرون ثلاثة أفواج، الحديث.

قال أبي: روى هذا الحديث ابن عُيينة، عن العلاء بن أبي العباس الشاعر، عن أبي الطفيل، عن حلام بن جزل، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح، ولزم الوليد بن جميع الطريق، وتابع سعد بن الصلت ابن عُيينة، عن معروف، عن أبي الطفيل، عن حلام بن جزل، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح. «علل الحديث» (2162).

ص: 458

12429 -

عن أبي أسماء؛ أنه دخل على أبي ذر، وهو بالربذة، وعنده امرأة له سوداء مشبعة، ليس عليها أثر المجاسد ولا الخلوق، قال: فقال: ألا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السويداء، تأمرني أن آتي العراق، فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم؛

«وإن خليلي صلى الله عليه وسلم عهد إلي؛ أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض ومزلة، وإنا إن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار» .

وحدث مطر أيضا بالحديث أجمع في قول أحدهما: «أن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار» .

وقال الآخر: «أن نأتي عليه وفي أحمالنا اضطمار، أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير» .

أخرجه أحمد (21746) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره

(1)

.

• أخرجه عبد الرزاق (20987) عن مَعمَر، عن قتادة، قال: دخل رجل على أبي ذر، فرأى امرأته مشعثة، ليس عليها أثر مجاسد ولا خلوق، فقال: إن هذه تأمرني أن

⦗ص: 460⦘

آتي العراق، ولو أتيت العراق، قالوا: هذا أَبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمالوا علينا من الدنيا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا؛

«أن بين أيدينا جسرا دونه دحض ومزلة، وأما أن نأخذه ونحن مضطربةٌ أحمالُنا خير من أن نأخذه ونحن مثقلون» ، «منقطع» .

(1)

المسند الجامع (12397)، وأطراف المسند (8103)، ومَجمَع الزوائد 10/ 257، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7271).

ص: 459

12430 -

عن أشياخ لمنذر الثوري، عن أبي ذر، فذكر معناه؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان، فقال: يا أبا ذر، هل تدري فيم تنتطحان؟ قال: لا، قال: لكن الله يدري، وسيقضي بينهما»

(1)

.

أخرجه أحمد (21768) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (21769) قال: وحدثنا أَبو معاوية.

كلاهما (شعبة بن الحجاج، وأَبو معاوية) عن سليمان الأعمش، عن منذر بن يَعلى أبي يَعلى الثوري، عن أشياخ له، فذكروه

(2)

.

- في رواية أبي شعبة: «منذر الثوري، عن أشياخ لهم» .

(1)

لفظ (21769).

(2)

المسند الجامع (12398)، وأطراف المسند (8135)، ومَجمَع الزوائد 10/ 352، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (229 و 7720).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (482).

ص: 460

12431 -

عن الهزيل بن شرحبيل، عن أبي ذر؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا، وشاتان تعتلفان، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: عجبت لها، والذي نفسي بيده، ليقادن لها يوم القيامة» .

أخرجه أحمد (21843) قال أَبو عبد الرَّحمَن عبد الله بن أحمد: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده: حدثنا عُبيد الله بن محمد، قال: أخبرنا

⦗ص: 461⦘

حماد بن سلمة، قال: أخبرنا ليث، عن عبد الرَّحمَن بن ثروان، عن الهزيل بن شرحبيل، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12399)، وأطراف المسند (8094)، ومَجمَع الزوائد 10/ 352.

والحديث؛ أخرجه البزار (4032 و 4033)، والطبراني في «الأوسط» (6110).

ص: 460

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ ليث بن أَبي سُليم ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم ().

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه ليث بن أبي سُلَيم، عن أبي قيس عبد الرَّحمَن بن ثروان، عن هزيل، عن أبي ذر، رواه عنه الطفاوي، وصدقة بن موسى، وغيرهما.

وحدث به محمد بن حبان البصري، عن شيخ له، عن الطفاوي، عن أيوب السَّخْتِياني، عن أبي قيس، عن هزيل، عن أبي ذر، ووهم فيه.

وإنما رواه الطفاوي، عن ليث، عن أبي قيس، وهو الصواب. «العلل» (1125).

ص: 461

12432 -

عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة، وآخر أهل النار خروجا منها، رجل يؤتى به يوم القيامة، فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارها، فتعرض عليه صغار ذنوبه، فيقال: عملت يوم كذا وكذا، كذا وكذا، وعملت يوم كذا وكذا، كذا وكذا، فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر، وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه، فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول: رب قد عملت أشياء لا أراها هاهنا، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه»

(1)

.

- وفي رواية: «إني لأعلم أول رجل يدخل الجنة، وآخر رجل يخرج من النار، يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، ويخبأ عنه كبارها، فيقال له: عملت يوم كذا وكذا كذا؟ وهو مقر لا ينكر، وهو مشفق من كبارها، فيقال: أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة، فيقول: إن لي ذنوبا لا أراها هاهنا

⦗ص: 462⦘

قال أَبو ذر: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه»

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم (386).

(2)

اللفظ للترمذي في «الشمائل» .

ص: 461

أخرجه أحمد (21721) قال: حدثنا وكيع. وفي 5/ 170 (21824) قال: حدثنا أَبو معاوية. و «مسلم» 1/ 121 (386) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا أبي. وفي 1/ 122 (387) قال: وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أَبو معاوية، ووكيع (ح) وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «التِّرمِذي» (2596) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا أَبو معاوية. وفي «الشمائل» (229) قال: حدثنا أَبو عمار، الحسين بن حريث، قال: حدثنا وكيع. و «ابن حِبَّان» (7375) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أَبو معاوية.

ثلاثتهم (وكيع بن الجراح، وأَبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نُمير) عن الأعمش، عن المعرور بن سويد، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (12400)، وتحفة الأشراف (11983)، وأطراف المسند (8085).

والحديث؛ أخرجه البزار (3987)، وأَبو عَوانة (434 و 435)، والبيهقي 10/ 190، والبغوي (4360).

ص: 462

12433 -

عن عبد الرَّحمَن بن مخراق، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله، عز وجل، خلق في الجنة ريحا، بعد الريح بسبع سنين، وإن من دونها بابا مغلقا، وإنما يأتيكم الريح من خلل ذلك الباب، ولو فتح لأذرت ما بين السماء والأرض من شيء، وهي عند الله الأزيب، وهي فيكم الجنوب» .

أخرجه الحُميدي (129) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عَمرو بن دينار، قال: أخبرني يزيد بن جعدبة الليثي، أنه سمع عبد الرَّحمَن بن مخراق يحدث، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (12401)، ومَجمَع الزوائد 8/ 135، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7873)، والمطالب العالية (3429).

والحديث؛ أخرجه البزار (4063)، والبيهقي 3/ 364.

ص: 462

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: يزيد بن عياض بن يزيد بن جعدبة الليثي، حجازي، وقال بعضهم: يزيد بن جعدبة، سمع منه يحيى بن واضح، وابن وهب، منكر الحديث.

ويقال: هو الذي روى عنه عَمرو بن دينار، عن يزيد، عن عبد الرَّحمَن بن مخراق، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في ريح الجنوب. «التاريخ الأوسط» 3/ 484.

- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه الحميدي، عن ابن عُيينة، عن عَمرو بن دينار، قال: أخبرني يزيد بن جعدبة الليثي، أنه سمع عبد الرَّحمَن بن مخراق، يحدث عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل خلق في الجنة ريحا بعد الريح بسبع سنين، الحديث.

فسألت أبي عن يزيد بن جعدبة هذا الذي روى هذا الحديث، من هو؟ قال أبي: لا أدري، هذا هو يزيد بن عياض بن جعدبة، أو جده.

وقد حدثنا ابن الطباع، عن ابن عُيينة، عن عَمرو، عن يحيى بن جعدبة، عن يزيد بن جعدبة، عن أبي ذر موقوفا.

قال أبي: هذا عندي من ابن عُيينة، وابن الطباع ثبت.

قال أَبو محمد بن أبي حاتم: قلت أنا: حدثنا ابن المُقرِئ، عن ابن عُيينة، كما رواه الحميدي.

وحدثنا سعد بن محمد البيروتي، قال: حدثنا حامد بن يحيى، عن ابن عُيينة، كما رواه الحميدي.

فدل، لاتفاق هؤلاء الثلاثة، أن الخطأ من ابن الطباع. «علل الحديث» (2132).

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 9/ 141، في مناكير يزيد بن عياض بن يزيد بن جعدبة الليثي، وقال: وهذا عن الذي يحدث عنه عَمرو بن دينار، عن يزيد بن جعدبة، بهذا الحديث، هو يزيد بن عياض، وقد روى عنه مثل عَمرو بن دينار، وعَمرو ثقة، ويزيد ضعيف، وعَمرو أكبر سنا منه، وأقدم موتا، وهذا من رواية الكبار عن الصغار

⦗ص: 464⦘

وقال: وليزيد بن عياض غير ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه غير محفوظ.

- وقال الدارقُطني: يرويه عَمرو بن دينار، واختُلِف عنه؛

فرواه ابن عُيينة، عن عَمرو، عن يزيد بن جعدبة، عن عبد الرَّحمَن بن مخراق، عن أبي ذر،.

وأرسله ابن جُريج، عن عَمرو، عن أبي ذر، ووقفه.

والحديث حديث ابن عُيينة المرفوع.

وقال صالح بن زياد، أخو عبد الواحد بن زياد: عن عَمرو بن دينار، عن أبي بصرة، عن أبي ذر مرفوعا، وصالح بن زياد ليس بثقة. «العلل» (1112).

ص: 463