الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اعلم أرشدك الله أن فضل ذكور كلاب الصيد أعظمها أجساماً وأضخمها أذناباً وقوة احمرار أعينها كعيني الأسد، وما كن لون جسمه كله على خطمه، طويل الأنياب، معقب المخاليف، غليظ كثيف عريض الصدر، معتدل غليظ أصل البدن، دقيق طرفه، غليظ العنق عريض الشعر. وإن كان أجرد بعد أن يكون خلقه على هذه الصفات فلا بأس، وأما إناثها فما وافق نعت الذكور بعد أن يكون أطباؤها عظاماً، ووقت سفادها في آخر الربيع. ووقت ولادتها بعد أربعة أشهر. وأفضل ما أطعمت الكلبة خبز الشعير وألبان البقر فإن خبز الشعير أنفع لها وأزيد في قوتها من خبز البر، وينبغي لما كان من جراء الكلبة ضارياً أن يعزل عنها، ويختار من كل سبعة جراء ثلاثة جراء ومن كل أربعة جراء جروين، فإن ذلك أعظم وأفره وأشبع.
ومما يرفق بجراء الكلبة أن يفرش تحتها شيئاً حين الولادة، وأنهم يفتحون أعينهم بعد عشرين ليلة، ليكونوا مع أمهم أربعة أشهر ثم ليقطعوا.
وليعمد إلى لوز مدقوق ثم يجعل على الجراء لتسقط القردان.
ومما يولف جراء الكلاب على أصحابها أن تطلى اليد بعسل وسمن ثم تدنى اليد من كلب أو جرو فيلحسها.
وقيل في تأليف الكلاب بالخاصية أن يعمد إلى قصبة رطبة، ويقدر طولها ما بين ذنب الكلب إلى ما بين أذنيه، ويضرب بها ضربة واحدة موجعة فيألف ذلك الكلب صاحبه.
وقيل يعمد إلى سلح كلب من قرية أخرى، فيجعل في خرقة ثم تدنى تلك الخرقة بما فيها من منخري كلب حتى يشمه، فيألف ذلك الكلب صاحبه.
ودواء ما يعرض للكلاب من القردان والبراغيث أن يغسلوا بماء وملح مستنقع، ثم يؤخذ كمون فيدق ويخلط بدردي خل أو بماء أصول الحنظل أو عروقه فتدق ثم تجعل في ماء وتطلى به الكلاب فتنقى من القردان وغيره بإذن الله تعالى. والكلاب السلوقية منتسبة إلى سلوقية وهي بلدة بالسمن، والكلاب الزغارية منتسبة لزغور، وهي بلدة في أرض الروم في ملك طيطوق.
باب
في أسماء الظباء وأشكالها اعلم سددك الله أن الظّباء ثلاثة أصناف منها؛ الآرام، وهي ظباء بيض خالصة البياض يقال للواحدة منها ريم، وهي تسكن الرمل، ويقال هي ضأن الظباء لأنها أكثرها لحوماً وشحوماً.
ومنها: العفر، وهي ظباء هنع أي قصار الأعناق، مطمينها يعلو بياض حمرة، ويقال ظبي أعفر إذا كان كذلك، وهي أضعف الظباء عدواً.
ومنها: الأدم، وهي ظباء طوال الأعناق والقوائم، بيض البطون، سمر الظهور وتسمى العواهج، وهي أسرع الظباء عدواً ومساكنها الجبال وشعابها، وتقول العرب: هي إبل الظباء لأنها أغلظها لحوماً، ويقال: ظبي أدم وظبية أدماء والخشف وكذا الظبية وهي الطلي والغزال والشاذن واليعفور والوعل وهو تيس الجبل.
في الخواص، يقال: إذا علق على الغزال خنفساء حية مات الغزال، وكذا إذا شرب من ماء جعل فيه قطران ربما مات، وسألت عن ذلك ممن يصيده من العرب، فقال: صحيح، فإذا ابتليت بالأدم من الغزلان المذكورة فلا تتعب فرسك في طلبها منفرداً، وهذه لا تصاد إلا بالكلاب واتساع الحلقة.
ومن الأتراك من اعتاد حسن الرماية على الغزال، ولهم الصنيع في ذلك وقد ألفوه خلافاً للروم والإفرنج.
وعرب المشرق ألبق، منهم: من يرمي الصيد، لكن ليس كالصنيع من الأتراك. وقد تقدم بيان القول في الفرق، ولكن على الإنصاف أن فرسان الإفرنج خذلهم الله أكثر حيلة وأحسن من فرسان التتار، وفرسان العجم أحسن من فرسان التتار. ويقاومون فرسان الإفرنج، وأعني بفرسان التتار هم الذين الآن في بلادهم.
وأما التركي إذا تأدب في بلادنا وخدم الفرسان حصل منه المقصود، ولكن الكبر والإعجاب والغلظة والجفاء الغالب عليهم، وعدم الرغبة في العلم والحضارة من طباعهم، والميل إلى الظلم، والإخراب شنشنة لهم، ولأجل ذلك يخذلون، أصلحنا الله وإياهم.
باب
في كيفية الممانعة من السباع والتحفظ منها كلها، وكيفية قتلها فارساً وراجلاً الحيلة في ذلك من أسد وفيل ونمر وضبع وذئب وخنزير ولنبدأ بذكر أسماء الأسد وغيره، فمن ذلك؛ عنبس وساعدة وحيدرة وفرافصة، سمي بذلك لشدته وأسامة وهيصم والهرماس وضيغم والزبر والدلمهس، والليث والقسورة والضرغامة والرئبال، ويكنى بأبي الحارث وغير ذلك.
ومن أسماء الفيل: كلثوم.
ومن أسماء الذئب: أوس، ويسمى ذؤالة ونهشار والسيد وغير ذلك.