الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طبرزد وَلزِمَ الْمجد التونسى مُدَّة وَأخذ عَنهُ علم الْقرَاءَات وَمهر فِيهَا ثمَّ أقبل على الْفِقْه ولازم القاضى ابْن مُسلم مُدَّة وانتفع بِهِ وأقرأ الْقرَاءَات وَكَانَ من خِيَار النَّاس وَحدث
توفى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة
190 -
أَحْمد بن يزِيد الْوراق
قَالَ الْخلال حَدثنَا أَحْمد ابْن يزِيد الْوراق قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يسْأَل عَن الْهَمْز فى الْقرَان
فَقَالَ يعجبنى الْقِرَاءَة السهلة
191 -
أَحْمد بن يُونُس بن حسن بن يُوسُف أَبُو الْعَبَّاس المقدسى هَاجر بأولاده وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فى الْأَمَانَة وَالْخَيْر والمروءة وَالدّين وَالْعقل وَالصَّلَاح وَكَانَ مِمَّن تولى عمَارَة الْجَامِع المظفرى فَأحْسن فِيهَا وحمدت ولَايَته وَلم يقم غَيره مقَامه ذكر ذَلِك الضياء توفى يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشرى ذى الْحجَّة سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة
من اسْمه إِبْرَاهِيم
192 -
إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مهْرَان
النيسابورى أَبُو إِسْحَاق الثقفى
سمع يحيى بن يحيى التميمى وَيزِيد بن صَالح الْفراء وإمامنا وَغَيرهم
روى عَنهُ يحيى بن مُحَمَّد بن صاعد وَمُحَمّد بن مخلد وَأَبُو الْحُسَيْن بن المنادى وَجَمَاعَة
وَكَانَ نزل بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ إمامنا يحضرهُ وَيفْطر عِنْده وينبسط فِي منزله وَقد وَثَّقَهُ الداقطنى
توفى فى صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ
193 -
إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن بشر بن عبد الله
ابْن وشيم أَبُو إِسْحَاق الحربى
سمع أَبَا نعيم الْفضل بن دُكَيْن وَعَفَّان ابْن مُسلم وإمامنا فى أثرين
وَكَانَ إِمَامًا فى الْعلم رَأْسا فى الزّهْد عَارِفًا بالفقه بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ حَافِظًا للْحَدِيث صنف كتبا مِنْهَا غَرِيب الحَدِيث وَدَلَائِل النُّبُوَّة وَسُجُود الْقرَان وَغير ذَلِك
قَالَ إِبْرَاهِيم رَأَيْت رجالات الدُّنْيَا فَلم أر مثل ثَلَاثَة رَأَيْت أَحْمد بن حَنْبَل تعجز النِّسَاء أَن يلدن مثله وَرَأَيْت بشر الحافى من قرنه إِلَى عقبه مَمْلُوء عقلا وَرَأَيْت أَبَا عبيد كَأَنَّهُ جبل نفخ فِيهِ علم وَقَالَ إِبْرَاهِيم مَا شَكَوْت إِلَى أحد حمى قطّ وَكَانَ بى شَقِيقَة خمْسا وَأَرْبَعين سنة مَا أخْبرت بهَا أحدا قطّ ولى عشرُون سنة أبْصر بفرد عين وعشت من عمرى ثَلَاثِينَ سنة بِرَغِيفَيْنِ تأتى بهما أمى أَو أختى فاكل وَإِلَّا بقيت إِلَى اللَّيْلَة الثَّانِيَة وَقَامَت نفقتى فى شهر رَمَضَان كُله بدرهم وَأَرْبَعَة دوانيق وَنصف
قَالَ مُحَمَّد بن خلف كَانَ لإِبْرَاهِيم الحربى ابْن وَكَانَ لَهُ إِحْدَى عشرَة سنة قد حفظ الْقُرْآن ولقنه من الْفِقْه شَيْئا كثيرا قَالَ فَمَاتَ فَجئْت أعزيه قَالَ فَقَالَ لى كنت اشْتهى موت ابنى هَذَا قَالَ قلت يَا أَبَا إِسْحَاق أَنْت عَالم الدُّنْيَا تَقول مثل ذَلِك
قَالَ نعم رَأَيْت فى النّوم كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَكَأن صبيانا بِأَيْدِيهِم قلال فِيهَا مَاء يستقبلون النَّاس فيسقونهم وَكَانَ يَوْم حَار شَدِيد حره فَقلت
لأَحَدهم اسقنى من هَذَا المَاء قَالَ فَنظر إِلَى وَقَالَ لست أَبى
فَقلت فإيش أَنْتُم فَقَالَ نَحن الصّبيان الَّذين متْنا فى دَار الدُّنْيَا وخلفنا أباءنا فنستقبلهم فنسقيهم المَاء
قَالَ فَلهَذَا تمنيت مَوته
وَنقل عَن إمامنا مسَائِل كَثِيرَة مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد عَن الرجل يخْتم الْقرَان فى شهر رَمَضَان فى الصَّلَاة أيدعو قَائِما فى الصَّلَاة أم يرْكَع وَيسلم وَيَدْعُو بعد السَّلَام فَقَالَ لَا بل يَدْعُو فى الصَّلَاة وَهُوَ قَائِم بعد الختمة
قيل لَهُ فيدعو فى الصَّلَاة بِغَيْر مَا فى الْقرَان
قَالَ نعم
وَسُئِلَ إِبْرَاهِيم الحربى كَيفَ سَمِعت أَحْمد يَقُول فى الْقِرَاءَة خلف الإِمَام قَالَ يقْرَأ فِيمَا خَافت وينصت فِيمَا جهر
قلت لإِبْرَاهِيم فأيش ترى أَنْت قَالَ أَنا ذَاك علمنى وَعنهُ أخذت وَذَهَبت إِلَيْهِ وَأَنا غُلَام وكل شىء يلقيه إِلَيْنَا أَخَذته عَنهُ وَتمسك بِهِ قلبى فَأَنا عَلَيْهِ وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحربى كل شىء أَقُول لكم هَذَا قَول أَصْحَاب الحَدِيث فَهُوَ قَول أَحْمد بن حَنْبَل
مَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ لتسْع بَقينَ من ذى الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ القاضى يُوسُف بن يَعْقُوب فى شَارِع بَاب الأنبار وَكَانَ الْجمع كثيرا عقيب مطر ووحل وَدفن فى بَيته رَحمَه الله تَعَالَى
194 -
إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الشيرجى المتخصص بِصُحْبَة أَبى بكر المروذى وَله تصانيف عدَّة
سمع من
عَبَّاس الدورى وعَلى بن دَاوُد القنطرى وَغَيرهمَا
حدث عَنهُ الدارقطنى
توفى سنة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة
195 -
إِبْرَاهِيم بن أبان الموصلى
روى عَن إمامنا مسَائِل مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله وَجَاء رجل فَقَالَ إنى سَمِعت أَبَا ثَوْر يَقُول إِن الله خلق ادم على صُورَة نَفسه
فَأَطْرَقَ طَويلا ثمَّ ضرب بِيَدِهِ على وَجهه ثمَّ قَالَ هَذَا كَلَام سوء كَلَام جهم هَذَا جهمى لَا تقربوه
196 -
إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم أقضى الْقُضَاة برهَان الدّين بن الشَّيْخ الْعِمَاد عماد الدّين النَّقِيب
تفقه على جمَاعَة مِنْهُم الْجد رحمه الله وَكَانَ يستحضر فقها جيدا
وأتقن الْفَرَائِض وناب عَن قاضى الْقُضَاة شمس الدّين النابلسى وباشر مُبَاشرَة حَسَنَة
وبلغنى أَن لَهُ تعليقة على الْمقنع وَلم أطلع عَلَيْهَا
مَاتَ فى خَامِس رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَدفن بالروضة وَقد ناهز السِّتين
197 -
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هِلَال الزرعى ثمَّ الدمشقى الْفَقِيه الأصولى المناظر الفرضى
سمع بِدِمَشْق من عمر بن القواس وأبى الْفضل بن عَسَاكِر وَغَيرهمَا
وتفقه وَأفْتى ودرس وناظر وَكَانَ بارعا فى الْأُصُول وَالْفُرُوع والفرائض والحساب وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهى فى جودة الْخط وَصِحَّة الذِّهْن وَكَانَ قاضى الْقُضَاة أَبُو الْحسن السبكى يُسَمِّيه فَقِيه الشَّام
تخرج بِهِ جمَاعَة أَظن مِنْهُم الْجد صَاحب الْفُرُوع
توفى وَقت صَلَاة الْجُمُعَة سادس عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير
198 -
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف بن رَاجِح
الشَّيْخ الإِمَام عماد الدّين بن القاضى نجم الدّين المقدسى ثمَّ الصالحى الماسح
وَكَانَ عدلا خيرا خَبِيرا بقسمة الأراضى أَقَامَهُ الْقُضَاة لذَلِك
سمع من وَالِده والحافظ الضياء وَحضر على ابْن الزبيدى بعض البخارى
وَأَجَازَ لَهُ عمر بن كرم وَغَيره
توفى فى الرَّابِع وَالْعِشْرين من رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة
199 -
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عمر بن حمدَان بن شاقلاء
كَانَ جليل الْمِقْدَار كثير الرِّوَايَة حسن الْكَلَام فى الْأُصُول وَالْفُرُوع
سمع من أَبى بكر الشافعى وأبى بكر أَحْمد بن ادم الْوراق ودعلج وَابْن الصَّواف وَغَيرهم
وَكَانَ عبدا صَالحا وَصَحب المروذى قَالَ غسلت مَيتا فَمضى الذى يصب على فى حَاجَة فَفتح عَيْنَيْهِ وَقبض على زندى وَقَالَ يَا مُحَمَّد أحسن الاستعداد لهَذَا المصرع ثمَّ عَاد إِلَى حَاله
وَسُئِلَ الشَّيْخ يعْنى أَبَا بكر عَن المصلوب هَل تضغطه الأَرْض فَقَالَ قدرَة الله لَا نتكلم عَلَيْهَا أَرَأَيْت رجلا لَو قطع يَده أَو رجله أَو لِسَانه فى بلد وَمَات فى بلد آخر ينزل الْملكَانِ على الْكل مِنْهُ وَهَذَا فى الْقُدْرَة
وَالْيَد فى معنى التبع
قَالَ وَسَأَلَ رجل شَيخنَا أَبَا بكر عَن قَول الله تَعَالَى (الله يتوفى الْأَنْفس حِين مَوتهَا)
وَقَالَ (قل يتوفاكم ملك الْمَوْت) وَقَالَ (توفته رسلنَا) فَقَالَ ملك الْمَوْت يعالجها فَإِذا بلغت مُنْتَهَاهَا قبضهَا الله تَعَالَى فَقيل لَهُ فى ذَلِك الْمُسلم وَالْكَافِر سَوَاء
فَقَالَ لما لم يكن بَينهمَا فرق فى ابْتِدَاء الْخلق فى نفخ الرّوح كَذَلِك فى الِانْتِهَاء فى قبضهَا
وَكَانَ لأبى إِسْحَاق حلقتان إحدهما بِجَامِع الْمَنْصُور وَالْأُخْرَى بِجَامِع الْقصر مَاتَ سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَكَانَ سنه يَوْم مَاتَ أَرْبعا وَخمسين سنة وغسله أَبُو الْحسن التميمى
200 -
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن معالى الرقى الْعَالم الْقدْوَة الزَّاهِد
قَرَأَ بالروايات الْعشْر بِبَغْدَاد على يُوسُف بن جَامع وَسمع بهَا الحَدِيث من الشَّيْخ عبد الصَّمد
قَالَ البرزالى
كَانَ رجلا صَالحا عَالما كثير الْخَيْر قَاصِدا للنفع زاهدا فى الدُّنْيَا صَابِرًا على مر الْعَيْش عَظِيم السّكُون ملازما للخشوع والانقطاع وَكَانَ عَارِفًا بالتفسير والْحَدِيث وَالْفِقْه والأصلين وَغَيرهَا وَأَعْطَاهُ الله حسن الْعبارَة وَسُرْعَة الْجَواب وَله خطب حَسَنَة وأشعار فى الزّهْد ومواعظ
سمع مِنْهُ البزالى والذهبى وَكَانَ يسكن بأَهْله فى أَسْفَل المئذنة الشرقية وَبهَا توفى فى لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ عقيب صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع الأموى وَحمل على الْأَعْنَاق وَدفن بمقبرة الشَّيْخ أَبى عمر وتأسف الْمُسلمُونَ عَلَيْهِ
201 -
إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الهادى الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح برهَان الدّين أَخُو الْحَافِظ شمس الدّين وَيعرف بالقاضى
حضر على الْحجاز فى الرَّابِعَة سمع من أَحْمد بن على الحريرى وَعَائِشَة بنت الْمُسلم وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْحَافِظ ابْن حجر
توفى فى شَوَّال سنة ثَمَانمِائَة
202 -
إِبْرَاهِيم بن تووس بن عبد الله الشَّيْخ برهَان
وَكَانَ شَيخا صَالحا سمع من البخارى والتاج والقرطبى والرستك ابْن مسلمة ثمَّ سمع بِنَفسِهِ وَحصل أصولا وَكتب عَنهُ ابْن أَبى الْفَتْح وَابْن البرزالى
مَاتَ فى ذى الْقعدَة سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
203 -
إِبْرَاهِيم بن ثَابت أَبُو إِسْحَاق كَانَ غَايَة فى الْعلم والزهد قَالَ القاضى ابْن أَبى مُوسَى لما مَاتَ إِبْرَاهِيم بن ثَابت كَانَ الزَّمَان شَدِيد الْحر وَكَانَ فى رَمَضَان فَأفْطر ذَلِك الْيَوْم خلق كثير من شدَّة مَا لحقهم من الْجهد والعطش وَعظم الْخلق الَّذين كَانُوا مَعَه
توفى سنة تسعين وثلاثمائة
204 -
إِبْرَاهِيم بن جَابر الرازى
كَانَ مِمَّن جَالس إمامنا وَنقل عَنهُ ذكره ابْن ثَابت فى جَامعه قَالَ كُنَّا نجالس أَبَا عبد الله فَنَذْكُر الحَدِيث ونحفظه ونتقنه فَإِذا أردنَا أَن نَكْتُبهُ قَالَ الْكتاب أحفظ
قَالَ فيثب وثبة ويجىء بِالْكتاب
205 -
إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر
نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قلت لِأَحْمَد الرجل يبلغنى عَنهُ صَلَاح فَأذْهب أصلى خَلفه
فَقَالَ لى أَحْمد انْظُر مَا هُوَ أصلح لقلبك فافعله
206 -
إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر أَبُو الْقَاسِم يعرف ب ابْن الساجى الْمَخْصُوص بِصُحْبَة أَبى بكر عبد الْعَزِيز
سمع إِسْمَاعِيل الصفار وَغَيره روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الأزجى وَأثْنى عَلَيْهِ خيرا وصنف كتاب الْبَيَان على من خَالف الْقرَان وَمَا جَاءَ فِيهِ من صِفَات الرَّحْمَن وَمَا قَامَت عَلَيْهِ أَدِلَّة الْبُرْهَان
مَاتَ فى جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وثلاثمائة
207 -
إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد الختلى
قَالَ أَبُو بكر الْخلال عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل حسان
208 -
إِبْرَاهِيم بن الحكم الْقصار
نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَن الْإِيمَان مَخْلُوق أم لَا قَالَ أما مَا كَانَ من مسموع فَهُوَ غير مَخْلُوق وَأما مَا كَانَ من عمل الْجَوَارِح فَهُوَ مَخْلُوق
209 -
إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث بن مُصعب بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت الطرسوسى
ذكره الْخلال وَقَالَ كَانَ من كبار أَصْحَاب أَبى عبد الله
روى عَنهُ الْأَثْرَم وَحرب وَغَيرهمَا
وَكَانَ أَحْمد يعظمه وَيرْفَع قدره وَعِنْده عَن أَبى عبد الله أَرْبَعَة أَجزَاء مِنْهَا قَالَ قيل لِأَحْمَد
شَهَادَة الْمَرْأَة الْوَاحِدَة فى الرَّضَاع تجوز قَالَ نعم
قَالَ وَسُئِلَ أَحْمد عَن الْهَمْز فى الْقِرَاءَة فَقَالَ الْكُوفِيُّونَ أَصْحَاب همز وقريش لَا تهمز
210 -
إِبْرَاهِيم بن دِينَار بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن حَامِد النهروانى الْفَقِيه الفرضى الزَّاهِد الْوَرع أَبُو حَكِيم
سمع الحَدِيث من أَبى الْحسن بن العلاف وأبى الْقَاسِم بن بَيَان وأبى الْخطاب الكلوذانى وَغَيرهم
وتفقه على أَبى سعد بن حَمْزَة صَاحب أَبى الْخطاب وبرع فى الْمَذْهَب وَالْخلاف والفرائض وَأفْتى وناظر
قَالَ ابْن الجوزى قَرَأت عَلَيْهِ الْقرَان وَقَرَأَ عَلَيْهِ السامرى صَاحب الْمُسْتَوْعب وَنقل عَنهُ فى تصانيفه قَالَ ابْن
الجوزى وَكَانَ زاهدا عابدا كثير الصَّوْم وَيضْرب بِهِ الْمثل فى الْحلم والتواضع وَقد صنف تصانيف فى الْمَذْهَب والفرائض وَشرح الْهِدَايَة لأبى الْخطاب وَلم يكمله وَحدث سمع مِنْهُ ابْن الجوزى وَعمر ابْن على القرشى وَجَمَاعَة وَله نظم مِنْهُ
(يَا دهر إِن جارت صروفك واعتدت
…
ورميتنى فى ضيقَة وهوان)
(أَنى أكون عَلَيْك يَوْمًا ساخطا
…
وَقد اسْتَفَدْت معارف الإخوان)
توفى يَوْم الثُّلَاثَاء قَالَت عشر جُمَادَى الاخرة سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة بعد مَنَام رأى فِيهِ الْخضر وَأخْبرهُ بِأَنَّهُ يَمُوت بعد اثنتى عشرَة سنة وَكَانَ ذَلِك سنته
211 -
إِبْرَاهِيم بن سعيد الجوهرى البغدادى الْحَافِظ
سمع سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعبد الْوَهَّاب الثقفى وإمامنا حكى عَنهُ أَنه قَالَ
يَا أَبَا عبد الله إِن الكرابيسى وَابْن الثلجى قد تكلما
قَالَ أَحْمد فيمَ قلت فى اللَّفْظ
فَقَالَ أَحْمد اللَّفْظ بالقران غير مَخْلُوق وَمن قَالَ لفظى بالقران مَخْلُوق فَهُوَ جهمى
قَالَ عبد الله بن جَعْفَر بن خاقَان سَأَلته عَن حَدِيث لأبى بكر الصّديق
فَقَالَ لجاريته أخرجى لى الْجُزْء الثَّالِث وَالْعِشْرين من مُسْند أَبى بكر
فَقلت لَهُ أَبُو بكر لَا يَصح لَهُ خَمْسُونَ حَدِيثا فَمن أَيْن هَذَا قَالَ كل حَدِيث لَا يكون عندى من مائَة وَجه فألقيه
توفى سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
212 -
إِبْرَاهِيم بن سعيد الأطروش
روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن قتل الْجَهْمِية قَالَ أرى قتل الدعاة مِنْهُم
213 -
إِبْرَاهِيم بن سُوَيْد
أحد الروَاة قَالَ قلت لِأَحْمَد من الْخُلَفَاء قَالَ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وعَلى رضى الله عَنْهُم
قلت فمعاوية قَالَ لم يكن أحد أولى بالخلافة فى زمن على من على رضى الله عَنهُ ورحم الله تَعَالَى مُعَاوِيَة
214 -
إِبْرَاهِيم بن شَدَّاد
قَالَ ابْن أَبى حَاتِم حَدثنَا أَبى قَالَ قَالَ إِبْرَاهِيم بن شَدَّاد صَاحب أَحْمد بن حَنْبَل الْقرَان كَلَام الله غير مَخْلُوق
215 -
إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أَبى شيبَة الكوفى
حدث عَن إمامنا أَحْمد بمسائل ذكره الْخلال
مَاتَ بِالْكُوفَةِ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى
216 -
إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مهْرَان الدينورى
نقل عَن إمامنا فى لعاب الْبَغْل وَالْحمار إِن كَانَ كثيرا لَا يعجبنى
وَسُئِلَ أَحْمد عَن صَدَقَة الْفطر مَتى تُعْطى قَالَ قبل أَن يخرج إِلَى الصَّلَاة
قيل لَهُ فَإِن خرج
قَالَ كَانَ ابْن عمر يعْطى قبل ذَلِك بِيَوْم اَوْ يَوْمَيْنِ
217 -
إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْجُنَيْد الرقائقى أَبُو إِسْحَاق الختلى صَاحب كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق بغدادى سكن سر من رأى وَحدث بهَا عَن أَبى سَلمَة التبوذكى وَسليمَان بن حَرْب وَغَيرهمَا
ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى من جملَة من روى عَن أَحْمد
روى عَنهُ مُحَمَّد بن الْقَاسِم وَأحمد بن إِسْمَاعِيل الادمى وَكَانَ ثِقَة وَله فهم صَحِيح
218 -
إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن
قدامَة المقدسى الأَصْل ثمَّ الصالحى الزَّاهِد الْخَطِيب عز الدّين بن الْخَطِيب شرف الدّين سمع من الشَّيْخ موفق الدّين وَالشَّيْخ الْعِمَاد وَخلق
وَأَجَازَ لَهُ الْقَاسِم الصفار وَجَمَاعَة وَكَانَ إِمَامًا فى الْعلم وَالْعَمَل بَصيرًا بِالْمذهبِ صَاحب أَحْوَال وكرامات وَقد حدث وَسمع مِنْهُ جمع وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الحريرى
توفى لَيْلَة التَّاسِع عشر من ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون
219 -
إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن على بن سرُور المقدسى ثمَّ الدمشقى الْفَقِيه الزَّاهِد العابد الشَّيْخ عماد الدّين أَبُو إِسْحَاق أَخُو الْحَافِظ عبد الْغنى هَاجر إِلَى دمشق مَعَ الْجَمَاعَة حِين اسْتِيلَاء الفرنج
على أَرضهم فَقَرَأَ الْقرَان وَسمع من أَبى المكارم بن هِلَال وَعبد الرَّحْمَن بن على الخرقى وَغَيرهمَا وَحفظ غَرِيب الْقرَان للعزيزى ومختصر الخرقى ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد مرَّتَيْنِ أولاهما مَعَ الشَّيْخ موفق الدّين فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبى الْحسن البطائحى وَسمع من أَبى مُحَمَّد الخشاب وشهدة الكاتبة وَغَيرهمَا وتفقه على أَبى الْفَتْح ابْن المنى حَتَّى برع وناظر وَأفْتى ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فَأقبل على أشغال النَّاس ونفعهم
وَقَالَ الشَّيْخ موفق الدّين لما سُئِلَ عَن الْعِمَاد كَانَ من خِيَار أَصْحَابنَا وأعظمهم نفعا وأشدهم ورعا وَأَكْثَرهم صبرا على تَعْلِيم الْقُرْآن وَالْفِقْه وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى السّنة وَإِلَى تَعْلِيم الْعلم وَكَانَ يقرى الضُّعَفَاء والفقراء ويطعمهم ويبذل لَهُم نَفسه
وَكَانَ من أكبر النَّاس تواضعا واحتقارا لنَفسِهِ وخوفا من الله وَكَانَ كثير الدُّعَاء وَالسُّؤَال لله تَعَالَى وَكَانَ يُطِيل الرُّكُوع وَالسُّجُود فى الصَّلَاة بِقصد أَن يقْتَدى بِصَلَاة رَسُول الله
وَلَا يقبل من أحد يعدله
ونقلت لَهُ كرامات كَثِيرَة وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن محَاسِن بن عبد الْملك التنوخى كَانَ الشَّيْخ الْعِمَاد جَوْهَرَة الْعَصْر وَذَلِكَ أَن وَاحِدًا يصاحب شخصا مُدَّة رُبمَا تغير عَلَيْهِ وَكَانَ الشَّيْخ الْعِمَاد من صَاحبه لَا يرى مِنْهُ شَيْئا يكرههُ قطّ كلما طَالَتْ صحبته إزداد بشره وَرَأى مِنْهُ مَا يسر وَهَذَا شَيْء عَظِيم وَلَيْسَ يكون كَرَامَة أعظم من هَذَا
وَقد روى أَن عَائِشَة بنت خلف بن رَاجِح قَالَت رَأَيْت فى الْمَنَام قَائِلا يَقُول قُولُوا للعماد يَدْعُو لكم فَإِنَّهُ من السَّبْعَة الَّتِي تقوم بهم الأَرْض
وَقَالَ أَبُو شامة هُوَ الَّذِي سنّ الْجَمَاعَة فى الصَّلَوَات المقضية وَكَانَ يصلى بِالْجَمَاعَة بحلقتهم بَين الْمغرب وَالْعشَاء مَا قدره الله تَعَالَى وبقى ذَلِك بعده مُدَّة
وَحكى عَنهُ أَنه لما جَاءَهُ الْمَوْت جعل يَقُول يَا حى يَا قيوم بِرَحْمَتك استغيث فأغثنى واستقبل الْقبْلَة وَتشهد وَمَات
قَالَ الْحَافِظ الضياء تِلْمِيذه توفى لَيْلَة الْخَمِيس سادس عشر ذى الْقعدَة سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ غير مرّة
قَالَ سبط ابْن الجوزى غسل وَقت السحر وأخرجت جنَازَته إِلَى جَامع دمشق فَمَا وسع النَّاس الْجَامِع وَصلى عَلَيْهِ الْمُوفق بِحَلقَة الْحَنَابِلَة بعد جهد جهيد وَكَانَ يَوْمًا لم ير فى الْإِسْلَام مثله
كَانَ أول النَّاس عِنْد مغارة الدَّم وَرَأس الْجَبَل
واخرهم بِبَاب الفراديس وَلَوْلَا المبارز الْمُعْتَمد وَأَصْحَابه لقطعوا أَكْفَانه وَمَا وصل إِلَى الْجَبَل إِلَّا اخر النَّهَار قَالَ فتأملت النَّاس من أَعلَى قاسيون إِلَى الْكَهْف إِلَى قريب الميطور لَو رمى الْإِنْسَان عَلَيْهِم إبرة لما ضَاعَت فَلَمَّا كَانَ فى اللَّيْل نمت وَأَنا متفكر فى جنَازَته وَذكرت أَبْيَات سُفْيَان الثورى الَّتِى أنشدها فى الْمَنَام
(نظرت إِلَى ربى كفاحا فَقَالَ لى
…
هَنِيئًا رضائى عَنْك يَا ابْن سعيد)
(فقد كنت قواما إِذا أقبل الدجى
…
بعبرة مشتاق وقلب عميد)
(فدونك فاختر أى قصر أردته
…
وزرنى فإنى مِنْك غير بعيد)
وَقلت أَرْجُو أَن الْعِمَاد يرى ربه كَمَا رَآهُ سُفْيَان عِنْد نزُول حفرته
ونمت فَرَأَيْت الْعِمَاد فى النّوم وَعَلِيهِ حلَّة خضراء وَهُوَ فى مَكَان متسع كَأَنَّهُ رَوْضَة وَهُوَ يرقى فى درج مُرْتَفعَة فَقلت يَا عماد الدّين كَيفَ بت فإنى وَالله متفكر فِيك فَنظر إِلَى وَتَبَسم على عَادَته وَقَالَ
(رَأَيْت إلهى حِين أنزلت حفرتى
…
وَفَارَقت أصحابى وأهلى وجيرتى)
(فَقَالَ جزيت الْخَيْر عَنى فإننى
…
رضيت فها عفوى لديك ورحمتى)
(دأبت زَمَانا تَأمل الْفَوْز والرضى
…
فوقيت نيرانى وَلَقِيت جنتى)
قَالَ فانتبهت مَرْعُوبًا وكتبت الأبيات
وَقد سمع مِنْهُ جمَاعَة من الْحفاظ كالضياء والمنذرى
وروى عَنهُ ابْن خَلِيل وَابْن البخارى
الزَّاهِد تقى الدّين مُسْند الشَّام أَبُو إِسْحَاق الواسطى أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام
سمع من أَبى الْقَاسِم بن الحرستانى وأبى عبد الله بن الْبناء وَابْن رَاجِح وَالشَّيْخ الْمُوفق وَطَائِفَة
وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن سكينَة وَابْن طبرزذ وَابْن الْأَخْضَر وانتهت الرحلة فِي علو الْإِسْنَاد إِلَيْهِ وَحدث بالكثير
روى عَنهُ البزرالى
وَابْن سيد النَّاس وَالشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية وَغَيرهم
وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ درس بالصاحبة وَغَيرهَا وَكَانَ صَالحا عابدا قَانِتًا أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر
قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب حدث بالكثير روى عَنهُ جمَاعَة وَحدثنَا عَنهُ جمَاعَة من أَصْحَابه
توفى يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر جُمَادَى سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة الْمُوفق بالروضة
223 -
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الصقال الطيبى ثمَّ البغدادى الْفَقِيه الإِمَام مفتى الْعرَاق أَبُو إِسْحَاق موفق الدّين
سمع من ابْن الطلاية وَابْن نَاصِر وَابْن الزاغونى وأبى الْوَقْت وَغَيرهم
وتفقه على القاضى أَبى يعلى ابْن أبي خازم وأبى حَكِيم النهروانى وبرع فى الْفِقْه واتقن الْفَرَائِض والحساب وَكتب خطأ حسنا
درس وَأفْتى وناظر وَكَانَ دينا حسن المعاشرة طيب المفاكهة
حدث وَسمع مِنْهُ ابْن القطيعى وروى عَنهُ الْحَافِظ الضياء وَابْن النجار
توفى اخر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثانى الْحجَّة سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد عِنْد المنظرة بِبَاب الأزج وَحمل على الْأَعْنَاق وَدفن بِبَاب حَرْب وَكَانَت جنَازَته مَشْهُورَة
والطيبى مَنْسُوب إِلَى بَلْدَة قديمَة بَين وَاسِط والأهواز تسمى الطّيب
224 -
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْأَزْهَر الصريفينى الْحَافِظ الْفَقِيه تقى الدّين
ولد بصريفين من قرى بَغْدَاد
قَرَأَ الْقُرْآن على وَالِده وَغَيره وَسمع من ابْن الْأَخْضَر وَابْن طبرزد وحنبل وطبقتهم ورحل الأقطار وَسمع بأصبهان والموصل وَغَيرهمَا من جمَاعَة من
الشُّيُوخ وتفقه بِبَغْدَاد وجالس أَبَا الْبَقَاء العكبرى وَقَرَأَ الْأَدَب على هبة الله بن عمر الدورى الكواز من أَصْحَاب الْحسن بن عَبدة النحوى وَقَالَ الذهبى كَانَ ثِقَة حَافِظًا
وَزَاد الحسينى أَنه كتب بِخَطِّهِ الْكثير
وَكَانَ من العارفين بِهَذَا الشَّأْن
وَقَالَ أَبُو شامة كَانَ عَالما بِالْحَدِيثِ دينا متواضعا قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وقفت على جُزْء صَغِير لَهُ استدركه على الْحَافِظ الضياء فِي الْجُزْء الذى استدرك فِيهِ على الْحَافِظ أَبى الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر فى كتاب ذكر الْمَشَايِخ النبل فَاعْتَذر الصريفينى عَن ابْن عَسَاكِر وَقد نبه الْحَافِظ المزى على أَوْهَام كَثِيرَة فِيهَا للصريفينى وَبَين أَن غَالب مَا استدركه وهم مِنْهُ قَالَ أَبُو شامة توفى فى خَامِس عشر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَحَضَرت الصَّلَاة عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وشيعته إِلَى بَاب الفراديس وَدفن بسفح قاسيون
225 -
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَبى بكر بن أَيُّوب الشَّيْخ الْعَلامَة برهَان الدّين بن الشَّيْخ الْعَلامَة المفنن شمس الدّين الْمَعْرُوف بِابْن قيم الجوزية
حضر على أَيُّوب بن نعْمَة النابلسى وَمَنْصُور بن سُلَيْمَان البعلبكى
وَسمع من ابْن الشّحْنَة واشتغل من أَنْوَاع الْعُلُوم أفتى ودرس وناظر وَذكره الذهبى فى مُعْجَمه الْمُخْتَص وَقَالَ تفقه بِأَبِيهِ وشارك فى الْعَرَبيَّة وَسمع وَقَرَأَ وتنبه وسَمعه أَبوهُ بالحجار وَطلب بِنَفسِهِ وَقَالَ ابْن رَافع طلب الحَدِيث وقتا وتفقه واشتغل بِالْعَرَبِيَّةِ ودرس بالصدرية زَاد ابْن كثير والتدمرية وَله تصدير بالجامع الأموى وخطابة جَامع خليخان وَشرح ألفية ابْن مَالك سَمَّاهُ إرشاد السالك إِلَى حل ألفيه ابْن مَالك
قَالَ شَيخنَا قاضى الْقُضَاة تقى الدّين
ابْن قاضى شُهْبَة وَكَانَ لَهُ أجوبة مسكتة فقد وَقع بَينه وَبَين ابْن كثير فى بعض المحافل فَقَالَ لَهُ ابْن كثير أَنْت تكرهنى لأنى أشعرى
فَقَالَ لَهُ لَو كَانَ من رَأسك إِلَى قدمك شعر مَا صدقك النَّاس أَنَّك أشعرى
توفى يَوْم الْجُمُعَة مستهل صفر سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ببستانه بالمزة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع المزة ثمَّ صلى عَلَيْهِ بِجَامِع جراج وَدفن عِنْد وَالِده بِبَاب الصَّغِير وَحضر جنَازَته الْقُضَاة والأعيان وَكَانَت جَنَازَة حافلة
قَالَ ابْن كثير بلغ من الْعُمر ثمانيا وَأَرْبَعين سنة وَترك مَالا كثيرا يُقَارب مائَة ألف دِرْهَم
226 -
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج
الرامينى الأَصْل ثمَّ الدمشقى الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ شيخ الْحَنَابِلَة وَرَئِيسهمْ برهَان الدّين وتقى الدّين أَبُو إِسْحَاق
ولد سنة سبع وَأَرْبَعين
حفظ كتبا عديدة وَأخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم وَالِده وجده قاضى الْقُضَاة المرداوى وَقَرَأَ على القاضى بهاء الدّين ابْن أَبى الْبَقَاء السبكى
اشْتغل واشتغل وَأفْتى ودرس وناظر وصنف وشاع اسْمه واشتهر ذكره فدرس بدار الحَدِيث الأشرفية بالصالحية والصاحبة وَغَيرهمَا
فَمن تأليفه كتاب فضل الصَّلَاة على النبى وَكتاب الْمَلَائِكَة وَشرح الْمقنع ومختصر ابْن الْحَاجِب وَعدم غالبهما فى الْفِتْنَة وَله طَبَقَات أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد وَقد وقفت مِنْهَا على بعض كراريس مفرقة ومحرفة
وَكَانَ ذَا دين وَخير وَصَلَاح
نَاب فى الحكم مُدَّة للقاضى عَلَاء الدّين ابْن المنجى وَغَيره وانتهت إِلَيْهِ فى آخر عمره مشيخة الْحَنَابِلَة وَكَانَ لَهُ ميعاد فى الْجَامِع الأموى بمحراب الْحَنَابِلَة بكرَة نَهَار السبت يسْرد فِيهِ على مَا يُقَال نَحْو مُجَلد صَغِير ويحضر مَجْلِسه الْفُقَهَاء من كل مَذْهَب ثمَّ ولى الْقَضَاء فى رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَلما وَقعت فتْنَة التتار كَانَ مِمَّن تَأَخّر بِدِمَشْق ثمَّ خرج إِلَى تيمورلنك وَمَعَهُ جمَاعَة وَوَقع بَينه وَبَين عبد الْجَبَّار المعتزلى مناظرات وإلزامات بِحَضْرَتِهِ فأعجبه وَمَال إِلَيْهِ فَتكلم مَعَه فى الصُّلْح فَأجَاب إِلَى ذَلِك
ثمَّ رَجَعَ وَقَرَأَ ذَلِك مَعَ أهل الْبَلَد وسلمت للتتار ظن أَن الْأَمر يكون كَمَا وَقع للشَّيْخ تقى الدّين فَلم يَقع
ذَلِك غدروا فَلم يفوا بِمَا عَاهَدُوا ثمَّ خرج إِلَيْهِم بِسَبَب الْمُسلمين فَأطلق جمعا كثيرا ثمَّ تفاقم الْأَمر وَحصل لَهُ تشويش فى بدنه من بَعضهم وَاسْتمرّ متألما من ذَلِك إِلَى أَن توفى يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشرى شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَدفن عِنْد رجل وَالِده بالروضة
227 -
إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن سَالم البغدادى المقرىء الْمُحدث الْمَعْرُوف بِابْن الْخَيْر وَهُوَ لقب لِأَبِيهِ مَحْمُود وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على جمَاعَة من الشُّيُوخ وَسمع فى صباه بإفادة وَالِده الْكثير من عبد الْحق بن عبد الْخَالِق وشهدة الكاتبة وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفَتْح ابْن البطى وَحدث بالكثير وَكَانَ لَهُ بِهِ معرفَة وَهُوَ أحد الْمَشَايِخ الْمَشْهُورين بالصلاح وعلو الْإِسْنَاد دَائِم الْبشر مشتغلا بِنَفسِهِ ملازما لمسجده حسن الْأَخْلَاق
حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم ابْن الحلوانية وَابْن العديم والدمياطى
وَأَجَازَ لقوم أخرهم موتا زَيْنَب بنت أَحْمد بن عبد الرَّحِيم المقدسى
توفى اخر نَهَار الثُّلَاثَاء سَابِع عشر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة الإِمَام أَحْمد
وَكَانَ لَهُ وَالِد شَيخا صَالحا ضريرا حدث عَن ابْن نَاصِر وَغَيره توفى سنة ثَلَاث وسِتمِائَة
228 -
إِبْرَاهِيم بن محَاسِن بن عبد الْملك بن على بن منجى التنوخى الحموى ثمَّ الدمشقى الأديب الْكَاتِب نجم الدّين أَبُو إِسْحَاق ابْن طَاهِر
سمع من ابْن طبرزد والكندى وأبى الْفرج البكرى وَحدث وَكَانَ أديبا وَله نظم حسن
توفى فى الْعشْر الآواخر من الْمحرم سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة بتل ناشر من أَعمال حلب وَبِه دفن
229 -
إِبْرَاهِيم بن نصر الله العسقلانى الأَصْل ثمَّ المصرى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم قاضى الْقُضَاة أَبُو إِسْحَاق برهَان الدّين ابْن قاضى الْقُضَاة نَاصِر الدّين نصر الله
أَخذ الْعلم عَن أَبِيه وَغَيره
وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة وناب عَن وَالِده ثمَّ اشْتغل بِالْقضَاءِ فى الديار المصرية بعد وَفَاة وَالِده فى شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وسلك مَسْلَك وَالِده فى الْعقل والمهابة وَالْحُرْمَة وَكَانَ السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر يعظمه ويخصه بِالتَّعْيِينِ لإحكام مشكلة
فيفصلها على أحسن وَجه
قَالَ شَيخنَا الْحَافِظ بن حجر وَكَانَ خيرا صينا مضىء الْوَجْه ولى الْقَضَاء بعد أَبِيه وَلم يكمل ثَلَاثِينَ سنة فباشر بعفة ونزاهة وتصميم مَعَ لين الْجَانِب والتواضع
انْتهى
وَلم يزل على ولَايَته إِلَى أَن توفى سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة فى أحد الربيعين وَدفن عِنْد وَالِده بتربة القاضى موفق الدّين عَن ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة وَأشهر فباشر الْقَضَاء سِتّ سِنِين وَسَبْعَة أشهر رَحمَه الله تَعَالَى