الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان له ولد يقال له: أبو محمد عبد الرحمن، ولد ببغداد سنة ثلاث وستين وأربعمائة، وأخذ عن الشيخ أبي إسحاق، وتفقه على أبيه وتولى النظامية مرات، وبذل في مقابلة توليتها أموالًا عظيمة [لو](1) أراد أن يبني بها مدرسة لأمكن.
توفي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بخوارزم، نقله التفليسي عن الحافظين: السمعانى، وابن عساكر.
140 - ابن أبي عصرون
[قاضي القضاة](2) شرف الدين أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن على بن المطهر بن أبي عصرون بن أبي السري التميمي الحديثي الموصلي.
تفقه أولًا على القاضي المرتضي بن الشهرزوري، وأبي عبد الله بن الحسين بن خميس الموصلي، ثم توجه إلى واسط، وأخذ عن الفارقي الآتي ذكره، وبرع عليه، ثم رحل إلى بغداد، فعلق عن أسعد الميهنى، وقرأ الأصول على ابن برهان السابق ذكره، وقرأ بها النحو والقراءات العشر وسمع الحديث، وعاد إلى بلده الموصل بعلم كثير، فدرس بها في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، ثم أقام بسنجار مدةً، ودخل حلب في سنة خمس وأربعين، ودرس بها وأقبل عليه ملكها الملك العادل نور الدين، فلما انتقل إلى دمشق في سنة تسع وأربعين، استصحبه معه وولاه تدريس الغزالية ونظر الأوقاف، ثم ارتحل إلى حلب وولى قضاء سنجار وحران وديار ربيعة،
(1) سقط من أ.
(2)
بياض في أ.
وتفقه عليه هناك جماعة ثم عاد إلى دمشق سنة سبعين في دولة الملك الناصر صلاح الدين فولاه القضاء بها، ثم عمي في سنة سبع وسبعين، وصنف جزءًا في "ولاية القضاء للأعمى"، فولى السلطان ولده، ولم يعزل الوالد جبرًا له، وبنى له نور الدين مدرسة بحلب وأخرى بدمشق وبها قبره.
وله مصنفات عندي منها: "الانتصار" في ثلاث مجلدات كبار، و"المرشد" في جزئين، و"فوائد المهذب" في جزأين أيضًا، و"التنبيه" في جزء واحد وعليه خطه بقراءة بعض أصحابه عليه، وهو دون تنبيه الشيخ أبي إسحاق وله شعر حسن ومنه:
كل جمع إلى الشتات يصير
…
أي صفوٍ ما شابه تكدير
أنت في اللهو والأمان مقيم
…
والمنايا في كل وقت تسير
ويحك يا نفس اخلصي إن ربي
…
بكل ما أخفيه بصير
كُلُّ جَمْعٍ إِلَى الشَّتَاتِ يَصِيرُ
…
أَيُّ صَفْوٍ مَا شَابَهُ تَكْدِيرُ
أَنْتَ فِي اللَّهْوِ وَالأَمَانِ مُقِيمٌ
…
وَالْمَنَايَا فِي كُلِّ وَقْتٍ تَسِيرُ
وَيْكِ يَا نَفْسُ أَخْلِصِي إِنَّ رَبِّي
…
بِالَّذِي أَخْفَتِ الصُّدُورُ بَصِيرُ
وله أيضًا:
أأمل أن أحيا وفي كل ساعة
…
تمر بي الموتى تهز نعوشها
وما أنا إلا منهم غير أن لي
…
بقايا ليال في الزمان أعيشها
وقال ابن الصلاح في "طبقاته": كان من أفقه أهل عصره وإليه المنتهى في الفتوى والأحكام، وتفقه به خلق كثير.
ولد في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وخمسمائة. انتهى كلامه.
ورأيت في "تاريخ بغداد" لابن الدبيثي نقلا عن القاسم ولد الحافظ أبي القاسم ابن عساكر: أنه ولد سنة ثنتين وتسعين، ونقل عنه في