المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في ذكر الصلح وهو أحد المعجزات - الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية

[عبد العزيز الملتاني]

الفصل: ‌فصل في ذكر الصلح وهو أحد المعجزات

وظفره وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين.

الحادية والعشرون: قول إمام الأئمة مالك: من شتم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص فإن قال كانوا على ضلال أو كفر قتل، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نُكل نكالا. كذا من الصواعق.

‌فصل في ذكر الصلح وهو أحد المعجزات

عن أبي بكرة الثقفي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: «إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»

وعنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا وكان الحسن يجيء وهو صغير فكان كلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وثب على رقبته وظهره فيرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه رقيقا حتى يضعه فقالوا: يا رسول الله رأيناك تصنع بهذا الغلام شيئا ما رأيناك تصنعه بأحد قال: «إنه ريحانتي من الدنيا إن ابني هذا سيد

ص: 63

وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» أخرجه ابن أبي حاتم، وأخرج أحمد قريبا منه.

وفي جامع الأصول عن الحسن البصري قال: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب مثل الجبال فقال عمرو بن العاص لمعاوية: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين أي عمرو أرأيت إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور المسلمين من لي بنسائهم من لي بضيعتهم؟ فبعث رجلين من قريش عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر فأتيا الحسن فدخلا عليه طلبا إليه الصلح فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها، فصالح.

ونقل القاري الهروي في شرح المشكاة عن الذخائر: قال أبو عمرو: ولما قتل علي رضي الله عنه بايع الحسن أكثر من أربعين ألفا كلهم بايع أباه قبله على الموت وكانوا أطوع للحسن وهم أرغب فيه منهم في أبيه فبقي سبعة اشهر خليفة بالعراق وما وراء النهر من خراسان ثم سار إلى معاوية وسار معاوية إليه فلما تراء الجمعان بموضع من أرض السواد علم أن لا يغلب أحد الفئتين حتى تذهب أكثر

ص: 64

الأخرى فكتب إلى معاوية رضي الله عنه أن يسلم الأمر إليه على أن لا يطلب أحدا من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء مما كان في أيام أبيه فأجابه إلا أنه قال [عشرة أنفس فلا أؤمنهم](1) فراجعه الحسن فيهم فكتب إني قد آليت أني متى ظفرت بقيس بن سعد أن اقطع لسانه ويده فراجعه الحسن إني لا أبايعك فبعث إليه معاوية ورقا أبيض وقال: اكتب ما شئت فأنا التزمت، فاصطلحا واشترط الحسن أن يكون الأمر له من بعده فالتزم كله معاوية رضي الله عنه.

وفي فصل الخطاب للعارف المحقق محمد بن محمد الحافظي البخاري المعروف بخواجه محمد بارسا، هو من أشد الناس حبا لأهل البيت: قال إبراهيم النخعي: لما سلم الحسن رضي الله عنه الأمر إلى معاوية سميت سنة الجماعة، وقال للحسن رضي الله عنه رجل من أهل الشيعة: يا مذل المؤمنين، فقال: بل أنا معز المؤمنين، سمعت أبي عليا كرم الله وجهه يقول: لا تكرهوا إمارة معاوية فإنه سيلي هذا الأمر بعدي وإن فقدتموه رأيتم الرؤس تندر عن حواصلها كأنها الحنظل. انتهى.

وعن معاوية مرفوعا: «يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل» قال: فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم حتى ابتليت. رواه أحمد والبيهقي.

(1) في المطبوع: "قال غير القياس" والتصحيح من شرح المشكاة.

ص: 65