المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في مناقب طلحة رضي الله عنه - الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية

[عبد العزيز الملتاني]

الفصل: ‌فصل في مناقب طلحة رضي الله عنه

صلى الله عليه وسلم - كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فكلم حزب أم سلمة .. فقلن لها: كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول: من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فليهده إليه حيث كان. فقال لها: «لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة» قالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله. ثم إنهن دعون فاطمة رضي الله عنها فأرسلن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا بنية ألا تحبين ما أحب؟» قالت: بلى، قال:«فأحبي هذه» . رواه البخاري ومسلم والنسائي.

تنبيه: لعل ظانا يظن أن رواية مناقبها عنها مما لا يجدي نفعا وهو ظن فاسد، فإن الحديث الأول من أعظم المناقب ويحصل به توثيقها وصلاحها وصدقها في كل ما روته.

‌فصل في مناقب طلحة رضي الله عنه

قال مؤلف المشكاة: هو طلحة بن عبيد الله، يكنى أبا محمد القرشي، قديم الإسلام شهد المشاهد كلها غير بدر لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه مع

ص: 30

سعيد بن زيد يتعرفان خبر عير قريش، وجرح يوم أحد أربعة وعشرين جراحة وقيل كانت فيه خمس وسبعون جراحة وقيل كانت فيه خمس وسبعون بين طعنة وضربة ومرمية. وروى الترمذي بضع وثمانون. قتل يوم الخميس لعشرين من جمادى الآخر سنة ست وثلاثين ودفن بالبصرة وله أربع وستون سنة. وذكر النووي أنه اعتزل الناس تاركا للقتال فأصابه سهم فقتله، ويقال رماه مروان بن الحكم.

وأخرج البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عن طلحة وزبير.

وأخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وطلحة وزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» .

وأخرج الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف وابن ماجة وأحمد والضياء المقدسي والدارقطني عن سعيد بن زيد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة وزبير في الجنة وعبد الرحمن في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وابن الجراح في

ص: 31

الجنة».

وأخرج أحمد والترمذي وقال حسن صحيح عن زبير قال: كان على النبي صلى الله عليه وسلم درعان يوم أحد فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فقعد طلحة تحته حتى استوى على الصخرة فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أوجب طلحة» .

وأخرج الترمذي عن جابر قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طلحة بن عبيد الله فقال: «من أحب أن ينظر إلى رجل يمشي على وجه الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى هذا» .

وأخرج الترمذي والحاكم عن جابر: «من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله» .

وأخرج ابن ماجة عن جابر وابن عساكر عن أبي هريرة وأبي سعيد:

ص: 32

«طلحة شهيد يمشي على وجه الأرض» .

وأخرج الترمذي وابن ماجة عن معاوية وابن عساكر عن عائشة: «طلحة ممن قضى نحبه»

وأخرج الترمذي وقال حسن غريب عن طلحة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل: سله عمن قضى نحبه من هو، وكانوا لا يتجرؤن على مسألة يوقرونه ويهابونه فسأله الاعرابي فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه، ثم إني اطلعت من باب المسجد وعلي ثياب خضر فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أين السائل عمن قضى نحبه» قال الأعرابي أنا يا رسول الله قال: «هذا ممن قضى نحبه» .

وأخرج الترمذي والحاكم عن علي كرم الله وجهه قال: سمعت أذني من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "طلحة والزبير جاراي في الجنة".

وأخرج البخاري عن قيس بن حازم قال: رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد.

ص: 33

وأخرج البيهقي عن جابر: انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وبقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار وطلحة بن عبيد الله وهو يصعد في الجبل فلحقهم المشركون فقال: ألا أحد لهؤلاء، فقال طلحة: أنا يا رسول الله فقال: كما أنت يا طلحة فقال رجل من الأنصار فأنا يا رسول الله فقاتل عنه فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بقي معه ثم قتل الأنصاري فلحقوه فقال: ألا رجل لهؤلاء، فقال طلحة مثل قوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قوله فقال رجل من الأنصار: فأنا يا رسول الله، فأصحابه يصعدون ثم قتل فلحقوه فلم يزل يقول مثل القول الأول فيقول طلحة: أنا يا رسول الله فيجيبه فيستأذنه رجل من الأنصار للقتال فيأذن له فيقاتل مثل من كان قبله حتى لم يبق معه إلا طلحة فغشوهما فقال رسول الله صّلى الله تعالى عليه وسّلم من لهؤلاء فقال طلحة أنا يا رسول الله فقاتل مثل قتال جميع من كان قبله وأصيبت أنامله فقال: حس، قال: لو قلت بسم الله أو ذكرت اسم الله لرفعتك ملائكته والناس ينظرون إليك في جو السماء ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم مجتمعون.

وذكر الشيخ نور الحق في ترجمة صحيح البخاري أن عليا رأى طلحة قتيلا يوم الجمل فبكى حتى ابتلت لحيته فقال: أرجو أنا وأنت ممن قال الله تعالى فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}

ص: 34